حزب الله يسمح لنفسه بتصنيف ضحايا الثورات والصراعات العربية والإسلامية بين قتيل وشهيد..؟؟

تاريخ الإضافة السبت 16 حزيران 2012 - 4:34 ص    عدد الزيارات 801    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

 

لا يمكن أن تقوم علاقة موضوعية وجدية وهادفة وبناءة بين فريقين متنافسين أو متصارعين أو مختلفين، إلا في حال تساوت نظرة الفريقين لبعضهما البعض..؟؟ واعترف كل واحدٍ منهم بحق الأخر في الاختلاف بالرأي واحترم وجهة نظر الأخر وموقفه من أية قضية أو موضوع..؟؟ ولا يمكن أن نرفع عناوين وشعارات ويافطات لمجرد إطلاقها ولن نكون حينها جديين إلا إذا التزمنا بمضمون ما نعلنه ونطلقه، قبل أن نطالب الآخر كائناً من كان بالالتزام بهذه المواقف واحترامها..؟؟ ولا يمكن أن نثق بفريق يطلق المواقف ويلتزم عكسها وعلى سبيل المثال، نشرت مجلة الوحدة الإسلامية في عددها الأخير وهي التي يصدرها تجمع العلماء المسلمين مقالاً بقلم السيد محمود إسماعيل ورد فيه: (هل قرر آل خليفة تسليم البحرين إلى السعودية؟ وهل بدأت السعودية بابتلاع البحرين تحت غطاء الإتحاد الخليجي؟ أسئلة طرحها المسؤولون الإيرانيون وأرفقوها بتحذيرات ودعوات للتصدي للإتحاد الخليجي بكافة الوسائل. رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أكد أن البحرين ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة)... والمفارقة هي أن تجمع العلماء المسلمين يقدم نفسه عل انه رائد الوحدة الإسلامية ونموذجها المثالي وأول بشائر الوحدة من وجهة نظره هي الوحدة بين المسلمين السنة والشيعة التي يسعى التجمع لتحقيقها..(طبعاً تحت راية إيران)..فكيف يرفض تجمع العلماء الوحدة بين بلدين عربيين مسلمين..وهو يدعو للوحدة؟؟؟ وإذا كان هذا التجمع لا يستسيغ وحدة بين نظامين عربيين متشابهين من حيث طبيعة النظام، فكيف يستطيع أن يقنعنا بعد ذلك بأنه يسعى للوحدة بين المذاهب الإسلامية المختلفة والمتنوعة.؟؟ والأكثر غرابة هو أن وفداً من التجمع التقى وفداً من علماء شيعة المملكة السعودية حيث ورد في مضمون البيان المشترك الذي أعلناه عقب اللقاء..نقطتين متناقضين وهما: 1(- يجب أن تعود امتنا أمة واحدة وأن ترتب أولوياتها في صراعها مع أعدائها والتي تحمل العدو الصهيوني المرتبة الأولى منها.) ..2(- نؤكد حرصنا على إلغاء الحدود التي اصطنعها المستعمر في بلادنا وندعو للوحدة بين هذه البلدان ولو بالتدريج، ولكننا ننظر بعين الريبة إلى الحمية المفاجأة لهذه الوحدة بين السعودية والبحرين التي تهدف برأينا لخنق إرادة الشعب في البحرين ومنعه من تقرير مصيره)...
كيف ندعو الأمة الإسلامية للوحدة وترتيب بيتها وتحديد أولوياتها...كما ورد في الفقرة الأولى ثم في الفقرة الثانية ندين مشروع الوحدة بين المملكة السعودية والبحرين..؟؟ والأكثر غرابة ما ورد في مضمون البيان عينه حيث أعلن البيان المشترك ما يلي: (نؤيد المطالب المحقة للشعب السعودي المطالب بالحرية على كافة المستويات وتحقيق آمال الشعب في العيش بعزة وكرامة)..ثم يكتب رئيس المجلس الإداري للتجمع الشيخ حسان عبد الله في افتتاحية العدد 118 من مجلة الوحدة الإسلامية.. ما يلي: (أولاً: إن المطروح في سوريا ليس نظاماً إسلامياً، بل إنهم يدعون إلى دولة علمانية، وبذلك تتساوى الدولة القادمة مع الدولة الموجودة. في حين أن العنوان الآخر وهو الممانعة والمقاومة فهو محرز في هذه الدولة ومشكوك به في الدولة المطروحة، بل قد نشك في سلوكها طريق الممانعة والمقاومة خصوصاً مع ما نسمعه من بعض قادتهم عن علاقة مع الكيان الصهيوني والمقابلات الصحفية التي أجروها مع وسائل إعلام صهيونية). كيف يدعو التجمع للاستجابة لمطالب الشعب السعودي والبحريني باعتبارهما يعانيان الاضطهاد والظلم.. وفي نفس الوقت يتهم الشعب السوري المنتفض منذ سنة ونصف تقريباً على ظلمٍ فاحش لا يقارن سوى بممارسات هولاكو وجنكيزخان والدولة الصفوية في إيران إبان القرن التاسع عشر..ليقول بأن مطالبه مشكوك فيها وان ثورته مؤامرة..؟؟ لا ضرورة للاستغراب ولا حتى للتساؤل فقد أجابنا عن بوضوح هذا الأمر حين تحدث نائب في البرلمان العراقي فأورد ما يلي: (كشف عضو التحالف الوطني عن كتلة المواطن قاسم الاعرجي، أن مطالبة الكتل السياسية بسحب الثقة عن رئيس الوزراء جاء ضمن مخطط تقوده المملكة العربية السعودية لإسقاط الحكومة العراقية والسورية وكذلك لمحاصرة حزب الله في لبنان وضرب الشيعة في البحرين، مشيراً إلى أن المالكي سوف يقلب طاولة الاستجواب على المستجوبين ويكشف كافة الملفات). ربط هذا النائب مشاكل ثلاثة بمحور إقليمي واحد..؟؟ متجاهلاً المطالب والرغبات وطبية الانتفاضة وأهداف الثورة، ونقلها من سياسية إلى دينية..؟؟
ولكن الشأن الأخطر والذي يكشف زيف الدعوة للوحدة والرغبة في الحوار ومدى كذب الحديث عن أولوية تحرير فلسطين وإطلاق سياسة اليد الممدودة والسعي الحثيث لوأد الفتنة وكذب اتهام البعض بتأجيج الفتنة والتحريض المذهبي، هو ما نراه ونسمعه ونقرأه من عملية تصنيف الضحايا في البلاد العربية والإسلامية مهما كانت الأسباب والدوافع التي سقطوا من اجلها أو بسببها بين قتيل وشهيد..؟؟ والتصنيف في هذا المجال هو يستند دون شك إلى دوافع وثوابت عقائدية، فالشهيد كما يقول أحد قادة العمل الإسلامي (هو من نعتقد دون شك بأنه مسلم مؤمن ولا شك مصيره بعد استشهاده الجنة، والقتيل حتى لا نقول كلاماً قاسياً وحتى لا ندخل في تفسيرات عقائدية وتعريفات دينية نكتفي بذكر أو بتقديم تعريف بسيط وهو من لا نعرف أو نعلم عن مستوى إيمانه أو طبيعته شيئاً..؟؟؟ وهذا بالتأكيد يؤدي إلى فصل المجتمع بشكل عامودي بين مؤمنين وغير مؤمنين..؟؟ من هنا وبناءً على هذا التعريف فلننظر إلى بيانات ومواقف ومضمون الأخبار التي يقدمها حزب الله ومن يؤيده في وصف وتعريف ضحايا الصراعات العربية والإسلامية عبر وسائل إعلامه..!!
مثلاً، حزب الله يستنكر التفجيرات الإرهابية في العراق الهادفة لخدمة مشاريع الصهاينة والغرب وتعليقاً على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العديد من المدن العراقية وأسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء ومئات الجرحى أصدر حزب الله البيان التالي..؟؟؟ وفي حادث مماثل أورد أحد الوسائل الإعلامية التابع لحزب الله خبر مفاده: مقتل ثلاثة مسلحين باكستانيين بغارة لطائرة أميركية بدون طيار.. وفي الشأن البحريني أورد أحد المواقع أيضاً: لقد أصرت قوات الأمن البحرينية على ترهيب كل من يبدي شجاعة في وجه انتهاكات الحرمات، فكان آخر الضحايا محمد إبراهيم يعقوب الذي استشهد إثر دهسه والتنكيل به من قبل قوات الأمن في جزيرة سترا جنوب المنامة. وأطلق محبو يعقوب عليه لقب " شهيد الغيرة " إثر تضحيته بنفسه دفاعا عن النساء اللواتي داهمتهن آليات عسكرية... ولكن في المقابل هل سمع أو قرأ أي من المواطنين اللبنانيين أو العرب على وسيلة إعلامية تابعة لحزب الله ومن معه إطلاق وصف الشهادة على أي من ضحايا سوريا أو شمال لبنان في وادي خالد وبلدة عرسال الذين يسقطون بالعشرات والمئات..؟؟
نعود لنقول أن الحوار بين مكونات المجتمع اللبناني والربي يجب أن ينطلق على قاعدة الاحترام وتأسيس الثقة المتبادلة على منطق الكذب والتلاعب بالألفاظ والعبارات وتناقض المواقف والبيانات وان لا يكون هناك لغتين وسياستين، ولنكن صريحين مع بعضنا البعض هل نحن فعلاً نسعى لوأد الفتنة أم لإطلاقها..وهل الحوار هو مناسبة لإطلاق التهديد على لسان محمد رعد لإرهاب المتحاورين واللبنانيين عموماً أم للسعي الجدي لتجنب مستقبل قاتم ومصير أسود.. وأخيرا نقول لا يحق لأي حزب أن يقوم بتصنيف الضحايا كما يشاء ويريد، ولا يحق لأي حزب أو معمم أن يعلن بأن هذا في النار وذاك في الجنة وأن هذا شهيد وذاك قتيل...!! ماذا لو اندفع كل فريق لتصنيف ضحايا الفريق الأخر..؟ وإسباغ الألقاب والصفات عليهم بما يتناقض مع محبة جمهورهم وثقة محبيهم بهم..؟؟ ألا يؤدي هذا الأمر إلى زرع الفتنة بين مكونات الوطن وتعريض السلم الأهلي للخطر والعيش المشترك للاهتزاز..؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,761,185

عدد الزوار: 6,964,525

المتواجدون الآن: 65