من ينقذ لبنان من ممارسات محور إيران

تاريخ الإضافة السبت 18 آب 2012 - 5:48 ص    عدد الزيارات 744    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

لا تغفل إيران مناسبة إلا وتروج لقدرتها على التأثير في استقرار لبنان وهدوئه، وتهديد سلمه الأهلي، وجعله ساحة تصفية صراعات باسم المقاومة وحماية مشروع الممانعة، وما ينفك فريق لبناني مرتبط بهذا المحور إلا ويثبت كل ساعة وكل يوم ارتباطه بهذا المشروع والتحاقه بركب هذه السياسات غير سائل عما قد يحيط بلبنان وشعب لبنان من اخطار وخسائر، ولا يعبىء حتى بمصالح جمهوره الذي يدعي الوصاية عليه والحرص على مصالحه..؟؟ لذلك فإن ما جرى مؤخراً من ممارسات تضمنت خطف مواطنين سوريين ورجل أعمال تركي وظهور مسلح بالغ الخطورة وقطع طرقات وإرهاب المواطنين وتعطيل الملاحة الجوية وإغلاق المطار، لم يكن من عمل عائلة او عشيرة أو ردة فعل موضوعية على اعتقال مواطن في سوريا من قبل عناصر الثورة على الاطلاق، ومهما أطلق على من ارتكب هذا الأمر من ألقاب وصفات ونعوت.. لأنه في حقيقته يتجاوز قدرة عائلة وعشيرة وقبيلة، والسؤال هو لماذا تحركت فجأة هذه الغرائز القبلية والعشائرية اليوم في لبنان.. وهي التي ظننا انها قد اختفت منذ عقود..؟؟ من يحرك آل جعفر في جرود الهرمل ضد المواطنين اللبنانيين في جبل أكروم..ومن الذي يحرك ويقود آل المقداد ضد الشعب السوري والشعب اللبناني على حدٍ سواء، سوى من يملك مشروعاً إقليمياً وخارطة طريق للتخريب والهدم والإساءة..؟؟ لذا لا يمكن القول سوى إن ما جرى كان عملاً مدروساً منهجياً ، استدعى تنفيذه علانيةً وعلى شاشات الإعلام وتوجيهه ضد الشعب اللبناني في الداخل والدول العربية الشقيقة وتركيا الصديقة، هو عندما أدركت إيران ان نظام سوريا ذاهب لا محالة فكان لا بد من تحرك يثير البلبة والقلق بأيدي محلية ولا يرقى لمستوى الحرب المفتوحة، ويهدف إلى:
-          استهداف موقع رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس سليمان بعد زيارته الأخيرة لمنطقة جبيل والتي أطلق خلالها تصريحات طالت سليمان فرنجية وممارسات أبناء بلدة لاسا بحق أوقاف الطائفة المارونية.
-          رد فعل طبيعي ومتوقع وهذا ما أعلنه نائب حزب الله محمد رعد (من أنه وحزبه لن يسكت) وذلك بهدف التغطية على انفضاح دور ومشروع وخطة التفجير التي كان يعد لها النظام السوري عبر ميشال سماحة، ورداً على استقبال رئيس الجمهورية للواء ريفي والعميد الحسن مما يعنيه هذا من التأييد والمباركة لما قاموا به.
-          محاولة توريط تركيا في دائرة الخطف والخطف المضاد بعد اختطاف مواطن تركي، وتأكيداً لمضمون الاتهام الإيراني لتركيا بالتورط في ممارسات الجيش السوري الحر بهدف الضغط عليها للمساعدة على الافراج عن المعتقلين الإيرانيين من الحرس الثوري..أي رهينه مقابل رهائن..؟؟
-          اعتقال المواطن اللبناني حسان المقداد بتهمة المشاركة في اعمال القنص في دمشق واعلان انتسابه لحزب الله، مما جعل من هذا الحزب موضع شبهة واتهام موثق خاصةً بعد تزايد روايات تشييع القتلى من عناصر حزب الله المتورط في سوريا سياسياً وإعلامياً، مما دعا حزب الله إلى استغلال اسم عائلة المقداد وتاريخها غير البعيد عن هذه الممارسات للقيام بهذه المهمة السيئة لابعاد الشبهة عنه وعن تورطه..طبعاً ووقفت إلى جانب عشيرة المقداد عشائر تحمل نفس الصفات والروحية والارتباط..؟
-          توجيه رسالة للقمة الإسلامية المنعقدة في مكة المكرمة، بأن لبنان قد يصبح جزءاً من دائرة الصراع وساحة تصفية حساب مع الدول التي أعلنت تأييدها للثورة او دعمها لها.. وقد سماها المتظاهرون بالاسم وطلبوا من سفرائها المغادرة..(قطر، المملكة العربية السعودية، تركيا)..
-          تأجيج الروح الطائفية والانقسام المذهبي في لبنان دون الوصول إلى مرحلة الانفجار، من خلال التصريحات الفوضوية في شكلها ومضمونها، وطبيعة وشكل وصفة الأشخاص الذين أطلقوها ولكن الواضحة في معانيها واستهدافاتها...حيث تم تهديد كلٍ من (سعد الحريري، فؤاد السنيورة، خالد الضاهر، أحمد الحريري، وليد جنبلاط، تيمور جنبلاط، مروان حمادة ، فارس سعيد)..والاساءة بالاسم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي..
-          تظهير أجواء الفلتان على شاشات التلفزيون مباشرةً وإطلاق التصريحات الخارجة عن كل الأصول بحق الرئاسة الأولى والثالثة والدول العربية والمواطنين العرب، مع غياب كامل للرئيس نبيه بري ونصرالله ومجموعاتهم الناطقة باسمهم مما يؤكد تورطهم، وكأنهم يريدون القول اننا نحن ضمانة الضبط والفلتان في أنٍ معاً..فالأفضل لكم الاستجابة لمطالب هؤلاء..
-          الإساءة إلى دور الجيش وسمعته وهيبته، وإظهاره ضعيفاً عاجزاً عن ضبط الأمور ينتظر تدخل السياسيين لاخراجه من هذه الأزمة.. مما يعني أن لا استقرار ولا أمن في لبنان سواء كان الجيش حاضراً أم لا....؟؟ إلا باستدعاء أحزاب امل وحزب الله وسياسييهم لضبط المور والشارع والسلاح قبل انفلات الأوضاع...؟
ولكن مما لا شك فيه أن ما جرى من ممارسات وتصريحات وما أطلق من تهديدات أعطت ما جرى طابعاً طائفياً ومذهبياً للصراع، خاصةً البيان التهديدي الذي أطلق بحق السفراء باسم لواء الإمام علي..وأخر باسم مختار الثقفي مع ما تحمله هذه الأسماء من دلالات وإثارة للنعرات، والإشارة لارتباط والتزام الفريق المنفذ..؟؟ ثم يطل علينا بيان لحركة أمل التي يقودها بري وحزب الله الذي يقوده نصرالله ليتحدث عن ضرورة الانتباه للخطاب المذهبي..؟؟ من الذي يتحدث مذهبياً في كل لحظة سوى من يرتبط بمشروع من هذا النوع.. وإقليمياً بهدف مساعدة إيران الدولة الدينية على بسط سيطرتها على لبنان وسوريا والعراق وبعض الدول العربية الأخرى..؟؟ إن استهداف الدول العربية الشقيقة ورعاياها ومؤسساتها سوف يترك ولا شك أثاراً سلبية على الرعايا اللبنانيين في دول الخليج بل في كافة دول المنطقة التي أصبحت تشعر انها ورعاياها أهداف محتملة لهذا الحزب وهذا الفريق كلما طلبت منه إيران ذلك..
لذا من ينقذ لبنان من براثن هذا المشروع الطائفي المذهبي ومن سلوك هذا الفريق المدجج بالسلاح باسم المقاومة وهي منه براء قبل ان يغرق لبنان في فتنة طائفية وصراع ديني يذكرنا بالقرون الوسطى وما جرى فيها من صراعات وفتن..؟؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,330,064

عدد الزوار: 6,987,327

المتواجدون الآن: 59