هل حاور جنبلاط سابقاً القوى اللبنانية المختلفة قبل التحاقة بحكومة ميقاتي حين تم تشكيلها..؟؟

بقلم مدير المركز... حسان القطب

دعوة جنبلاط للحوار قبل استقالة الحكومة للاتفاق على شكل الحكومة المقبلة كان مثار استغراب العديد من الأوساط السياسية والمراقبين، الذين استفسروا عن مغزى دعوة جنبلاط وأهدافها، وتساءلوا هل قام جنبلاط بجولة مشاورات وأطلق الحوار مع القوى السياسية المختلفة والمتنوعة ومع قاعدته الشعبية بالتحديد قبل انتقاله من ضفة إلى ضفة وقبل موافقته على الالتحاق بفريق سوريا – إيران بتسمية ميقاتي رئيساً للحكومة، ثم المشاركة في الحكومة الحالية.. بالطبع لم يقم جنبلاط بشيء من هذا ولم يلتفت لكافة الاعتراضات والدعوات التي طالبته بعدم الالتحاق بفريق هذا المحور.. ولكنه أصر حينها متجاهلاً حلفاء وجمهور وناخبين وأهالي شهداء وجرحى وغير مبالي بمصير وطن وأمة وكذلك طائفته الكريمة..رغم أنه فعل ما فعله باسم حماية طائفته من الصراع الخطير القادم للمنطقة..

واليوم يتقدم جنبلاط صفوف المطالبين بالعودة للحوار والاتفاق على شكل الحكومة قبل سقوطها أو إسقاطها، وتسمية ميقاتي من جديد قبل تنحيه وتقديم استقالته...وإلا فإن كل من يرفض منطقه يقود البلاد نحو الفتنة السنية – الشيعية.. ترى ألم يرى جنبلاط ارهاصات هذه الفتنة يوم استدار كعادته نحو الفريق الذي استهدف جمهوره في أيار/مايو عام 2008، وأطلق على شاشاته المشاهد المصورة للدلالة على عمالة النائب أكرم شهيب للإسرائيلي إبان الاحتلال، ثم عاد واستقبله لاحقاً في مقر حسن نصرالله على أنه رجل الوحدة والوطنية وضمانة الاستقرار، بعد الاستدارة المذكورة...وتقول هذه المصادر هل فعلاً جنبلاط موضع ثقة ومثال الالتزام بالمواقف والمواثيق حتى يستمع إليه ويلتحق برؤيته كل حريص على استقرار لبنان وسلمه الأهلي..؟؟ وإذا كانت مطالبته بخفض سقف التوتير الإعلامي محقة.. وهي كذلك.. فلماذا أطلق سهامه منذ حوالي الأسبوعين يوم اللقاء مع مرسيل غانم في برنامج حواري بحق قوى لبنانية يدعوها اليوم للحوار والتزام الهدوء والالتحاق بوسطيته ووسطية نبيه بري وميقاتي..؟؟

هل نبيه بري وسطي ورمز الاعتدال والبعد عن لغة السلاح واستعمال العنف، ومسلحيه قد عاثوا فساداً وخراباً في بيروت وبعض مناطق الجبل في العام 2008... ولن نتحدث عما جرى بعدها.... ومن يغلق المجلس النيابي لمدة عام ونصف لا يمكن ان يكون مثال الناشط على محور التقريب بين وجهات النظر بين المتخاصمين.. ثم إن نبيه بري وعقب انقلابه على حكومة الحريري وتسمية الميقاتي اتحفنا بمحاضرات عن تداول السلطة وانقلاب التحالفات من باب الالتزام بالروح الديمقراطية ومفاهيمها..؟؟؟ وعندما تحدث سمير جعجع عن عدم الرغبة في اعادة انتخاب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب العام 2013.. في حال فوز قوى 14 آذار بالانتخابات النيابية أطلقت حملة اعلامية واسعة من قبل نبيه بري وعلى لسان نوابه وإعلامييه ترفض هذا المنطق وتحذر من ممارساته لما فيه من استهداف للعيش المشترك والسلم الأهلي..؟؟؟ أين منطق تداول السلطة الذي حدثنا عنه بري قبل عامين وأي ديمقراطية وأي حوار يطالبنا بالانخراط به، وأية مفاهيم يحملها هذا الفريق، وما هو مفهومه للعيش المشترك، الذي لا نراه إلا محاولة استعباد وترسيخ للعبودية وزرع الخوف والقلق من السلاح وممن يحمله ومن يستخدمه في الداخل اللبناني أو في سوريا ضد الشعب السوري الشقيق..

منطق وليد جنبلاط يخدم شخص وحزب وزعيم طائفة، ولكننا نعيش في وطن يمتاز بالتعددية والتنوع..ويعيش فيه العديد من الطوائف والمذاهب عددها 18، والعديد من الأحزاب... فهل علينا الاستدارة والانتقال من ضفة إلى ضفة كلما اراد جنبلاط ذلك...؟؟ وهل يكون من المسموح تجاوز المسلمات والمباديء والمواثيق نتيجة رغبة هذا الزعيم أو ذاك...وهل المصلحة الشخصية والحزبية والمذهبية تتجاوز المصلحة الوطنية والقومية..؟؟ والسؤال برسم وليد جنبلاط وحليفه الدائم نبيه بري، كيف أصبح الحوار ضرورياً وأساسياً قبل أي تغيير سياسي وحكومي، خوفاً من الفراغ الحكومي.. ولم يكن هذا وارداً في السابق...؟؟ أم كانت القراءة السياسية للزعيمين المذكورين حينها مختلفة عما هي اليوم بعد ان اقترب النظام السوري من السقوط..؟؟؟؟