الشعب هو أساس الكيان واستقراره، ووحدته تنعكس على المؤسسات وليس العكس..؟؟

تاريخ الإضافة الأحد 30 حزيران 2013 - 5:21 ص    عدد الزيارات 726    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

 

 أزمة صيدا فتحت الباب على مشروع فتنة وكشفت هشاشة الاستقرار وعدم جدية المؤسسات الرسمية والأمنية منها بشكل خاص، وانحيازها بل يمكن القول إنها قد اصبحت تعكس صورة الانقسام بين أبناء الشعب اللبناني الذي وضع نصرالله وإيران بينه الحواجز.....والمشهد الفاضح كان الاعتداء على صيدا وأبنائها من قبل مسلحين تابعين لحزب الله وحركة امل التي يقودها نبيه بري، وتغاضي الجيش اللبناني عن معاقبتهم وردعهم، بل إن البعض قد ذهب بعيداً ليقول مؤكداً بأنهم كانوا من المتعاونين مع قوى الجيش في الاشتباكات، او العكس هو الصحيح..؟؟؟؟ بحجة مؤازرة الجيش على طريقة انصار الجيش التي تم استعمالها واستغلالها خلال سبعينات القرن الماضي ضد المقاومة الفلسطينية.. هذه الأزمة الخطيرة قد عمقّت الهوة بين اللبنانيين وبين صيدا ومحيطها ...وهي في الوقت عينه تدفعنا للعودة إلى الوراء قليلاً لإنعاش ذاكرة بعض الذين فقدوا الذاكرة من السياسيين والعسكريين..
عندما امسك الرئيس اللبناني الراحل العماد فؤاد شهاب السلطة عقب ثورة عام 1958، قام بتعزيز سلطة مخابرات الجيش اللبناني تحت مسمى شعبة "المكتب الثاني"..لحماية النظام ومنع اندلاع ثورة جديدة، ولكن عقب المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي قام بها الحزب القومي السوري الإجتماعي مطلع الستينيات ضد الرئيس شهاب، تعزز دور هذا الجهاز وتطور أداؤه ليصبح اداة قمع على طريقة المخابرات المصرية والسورية التي كان الرئيس شهاب من المعجبين بها..وتدخل هذا الجهاز في كافة تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية وحتى في شؤون وشجون علب الليل والملاهي وكازينو لبنان ليتصيد سقطات سياسي او صحافي أو غيره.... وانتهى امر هذا الجهاز وتسلطه مع سقوط العهد الشهابي برحيل الرئيس الراحل شارل الحلو وفوز الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي اعاد تركيب وترتيب هذا الجهاز... ولكن تداعياته كانت اندلاع ثورة شعبية استمرت سنوات لرفع هيمنة فريق سياسي وطائفي كان قد انسجم مع اداء هذا الجهاز وسواه ومع سلوكه وطغيانه...
واليوم التاريخ يعيد نفسه كما يقول الكثير من السياسيين والمراقبين.. ولكن الفريق مختلف والتسمية مختلفة..؟؟ والأسئلة كثيرة حول دوره وعلاقاته مع حزب الله ونبيه بري..؟؟؟   ويتوقف بعضهم عند بعض الممارسات التي يعتبرونها تجاوزاً أو خروجاً على القانون والدور والمهمة والغاية التي لأجلها انشيء ..؟؟.
يتحدث البعض عن الجيش وكانه الوطن برمته.. متجاهلاً دور الشعب وأهميته..وأن الحقيقة الساطعة هي أن لاجيش من دون شعب، ولا عمق استراتيجي للجيش إذا خسر ثقة الشعب وحبه واحتضانه.. وان تحالف حزب الله والجيش إذا كان ضد بعض الشعب فهذا يهدد استقرار الوطن.. وإذا اعتبرنا أن ما يجري ليس تحالفاً بل تغاضياَ فهو اخطر بكثير... إذ كما يبدو يربط حزب الله نفسه بالجيش ليعطي نفسه شرعية وموقعاً متقدماً وتسلطياً، معتبراً الشعب مطية يتم استخدامها واستغلالها ساعة يشاء ويريد ..فيطلب دعم الشعب حين يريد باسم التحرير والمقاومة..كما جرى خلال حرب تموز/ يوليو عام 2006، ويقمع الشعب ويتهمه باتهامات شتى ويضربه ويسيء إليه عندما يرى ذلك مناسباً..كما يجري حالياً.. ولهذا رفع حزب الله شعار (الجيش، المقاومة، الشعب).. ولكن ماذا لو أصبح الشعب ضد الجيش، ونحن نرى ونشاهد ونسمع بعضاَ من هذا الشيء على خلفية ما جرى في مدينة صيدا.. من ممارسات شاذة ومرفوضة باسم الجيش او باسم المقاومة ولكنها في الواقع هي ضد الشعب وليس لصالحه...؟؟؟
وكيف نقنع المواطن اللبناني أن لا قدرة للجيش على منع سرقة السيارات وخطف المواطنين وطلب فديات للإفراج عنهم...وان لا طاقة للجيش برد العدوان الأسدي على قرى عرسال وعكار ووادي خالد... بينما بستعمل كافة انواع الأسلحة داخل مدينة ضصيدا واحيائها.... وفي الوقت الذي يتحرك فيه عناصر مسلحة باسم سرايا المقاومة التابعة لحزب الله في كافة المدن والقرى بأسلحتهم وبطاقاتهم الأمنية التي تخولهم التحرك بحرية... يمنع على الآخرين كل الآخرين القيام بأي عمل مماثل...بل حتى دونه إذ يتم تفتبش الهواتف الخلوية للمواطنين دون وجه حق او مسوغ قانوني....؟؟؟
لذلك يجب القول أن الشعب هو الأساس الثابت لبناء الوطن.. وأن الجيش يجب ان يكون مؤسسة وطنية وليس فئوية، وأن عمل المؤسسات الوطنية بما فيها الجيش هو حماية الوطن وشعبه وليس قمعه والانحياز إلى فريق او جهة... وإلا عدنا إلى المربع الأول الذي كان سببب انطلاق شرارة الحرب الأهلية عام 1975... ومع الأسف نرى إرهاصاته اليوم من خلال ما تنشره وسائل إعلام تابعة لذاك الفربق مع ما يتضمنه ذلك من كذب وافتراء واتهام وتوريط واساءات....
لذا يجب أن يدرك الجميع وبالتحديد حزب الله...ان الشعب فوق الجميع فهو الطرف الوحيد الباقي والمستمر... وبدونه لا وطن... ولا كيان ولا استقلال ولا استقرار.. ورئيس الجمهورية هو ضامن عمل المؤسسات والتزامها بالدستور.. والجيش اللبناتني أداة الدولة لضمان الاستقرار وليس القمع.. وحماية المواطن وليس التعالي عليه.. وقول الحق وكشف الحقائق.. وليس التعمية لحماية سلاح فريق إجرامي يقدم نفسه على انه مقاومة وسرايا وغيره....
والتمييز بين مكونات الشعب هو امر مرفوض فلا فريق يعتبر من أشرف الناس الذين يحق لهم ممارسة كل الموبقات.. ولا مواطنين درجة ثانية يمنع عليهم حتى اللجوء إلى القانون وخاصةً عند الاعتقال...
كما ان ما جرى من اعتداءات على المواطنين وانتهاك حقوقهم من قبل بعض العسكريين وقد تم اعتقال بعضهم كما قيل .. فهذا معناه أن التعبئة والتوجيه في الجيش اللبناني يجب ان تكون موضع مساءلة.. ومحاسبة .. إذ لايعقل ان يختزن البعض من العسكريين هذا الحقد والبغض لبعض مكونات الوطن من أبنائه إلا إذا كانت هذه التعبئة والتوجيه خاطئة او ان هناك من يقوم بتوجيه هذا الخطاب من خارج المؤسسة وهذا برسم الجيش وقيادته... وبما ان الشعب هو الركن الأساس في بناء الوطن ووحدته فإنها كذلك تنعكس على وحدة المؤسسات.. وانقسام الشعب كذلك يؤدي إلى خلل في أداء المؤسسات وهذا تفسير ما رأيناه... في صيدا وغير صيدا....لذا فعلى الجيش ان ينحاز لخدمة الشعب ورعايته وحمايته وليس لتغطية ارتكابات فريق وحزب....وإلا فإن الوطن في خطر ..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,220,353

عدد الزوار: 6,983,348

المتواجدون الآن: 61