مخاوف في لبنان من تحويله «كبش محرقة» إقليمياً

تاريخ الإضافة الأحد 28 شباط 2010 - 7:52 ص    عدد الزيارات 3333    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - «الراي»|
استمرت في بيروت «قراءة» المشهد الذي ضم الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار الاسد في دمشق اخيراً، و«ارتداداته» على المستويين المحلي والاقليمي في ضوء المواقف التي اعلنها نجاد والاسد واستتبعت بردود اسرائيلية واميركية.
وغاب هذا «المشهد» ودلالاته عن مداولات جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس واقتصرت على وضع اللمسات الاخيرة على مشروع قانون الانتخابات البلدية الذي اقرت «تعديلاته الاصلاحية» على ان يحال بعد جلسة تعقد الخميس المقبل على البرلمان في مستهل «رحلة طويلة» من المناقشات التي يُخشى ان تفضي الى تأجيل موعد الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.
وكان مجلس الوزراء ناقش في جلسته الاستثنائية التي عُقدت قبل ظهر امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان المسودة الثانية لمشروع قانون الانتخابات البلدية مع تعديلاتها وأقرها، وفق ما اعلن وزير الإعلام طارق متري لافتاً الى انه ولم يبق إلا مسألة هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية التي تم تشكيل لجنة وزارية لتقديم اقتراح في شانها يُبحث في «الجلسة البلدية الأخيرة» يوم الخميس المقبل.
كما قرّر مجلس الوزراء تشكيل وفد لبنان الى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، على ان يترأسه وزير الخارجية علي الشامي، من دون ان يبحث في موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية المقررة في ليبيا ومستوى هذه المشاركة اذا حصلت، علماً ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي زار بيروت اخيراً كان اكد ان لبنان سيحضر قمة ليبيا من دون ان يشير الى مستوى التمثيل وذلك في ضوء الاعتراض الشيعي العارم على المشاركة في القمة ربطاً بتحميلها طرابلس الغرب مسؤولية تغييب الإمام موسى الصدر منذ 31 اغسطس 1978.
وفي بداية الجلسة وضع الرئيس اللبناني مجلس الوزراء في أجواء زيارته لروسيا حيث شرح الموقف اللبناني الرسمي ولا سيما لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وبحث مع كبار المسؤولين الروس في التنسيق بين بيروت وموسكو في مجلس الأمن.
وفيما تحدث سليمان، الذي يزور السعودية في 6 و7 مارس المقبلين عن توقيع اتفاق تعاون عسكري يتضمن المساعدات والتدريب، أشار الى أن تقديم روسيا لمقاتلات الـ«ميغ- 29» كان مهما للبنان لجهة رفع الحظر عن تسليح الجيش في بعض المجالات، مشيرا الى أنه بعد التباحث تم الاتفاق على استبدال الـ «ميغ» بمروحيات «أم. إي 24».
وكان نُقل عن مصادر روسية رفيعة استغراب المسؤولين الروس من طلب لبنان التخلي عن هبة «الميغ»، موضحة أنّ «القيادة الروسية خرقت الحظر الدولي المفروض على تسليح لبنان ولم تستجب لكل الضغوط الدولية، بما فيها الإسرائيلية، عندما قررت تزويد سلاح الجو اللبناني بطائرات نفاثة متطورة طراز «ميغ 29» بهدف تعزيز القدرات العسكرية اللبنانية، غير أنّها لم تكن تتوقع أن يبادر لبنان نفسه إلى طلب التنازل عن هذه المقاتلات النفاثة».
ولفتت المصادر لموقع «ناو ليبانون» الالكتروني الى «احترام موسكو للرغبة اللبنانية ومسوغاتها»، مشيرة إلى أن «القيادة الروسية حرصت على أن تورد عبارة «بناءً على طلب الجانب اللبناني» في خبر موافقتها على استبدال هبة المقاتلات النفاثة بطوافات عسكرية، تبديداً لأي لُبس يُظهر وكأن هناك تراجعاً من القيادة الروسية تجاه تزويد لبنان بمقاتلات الـ «ميغ 29» وتأكيداً على كون موسكو لم تنكس بوعدها في هذا المجال»، مذكّرةً في هذا السياق بـ «الخطوات العملية التي اتخذتها روسيا تمهيدًا لتسليم مقاتلات الـ«ميغ 29» إلى لبنان، سواءً على صعيد تهيئة الكوادر العسكرية اللبنانية أو عبر إيفاد فريق فني وتقني رفيع في الفترة الماضية إلى لبنان للكشف على المطارات اللبنانية في سبيل تأمين جهوزيتها لاستيعاب هذا الطراز من المقاتلات النفاثة».
وفي المواقف المتصلة بالتهديدات الاسرائيلية وزيارة الامين العام لـ «حزب الله» لدمشق، اكد نائب «حزب الله» نواف الموسوي ان «الادارة الاميركية هي المسؤولة المباشرة عن الحرب الاسرائيلية على لبنان التي تعتبر اميركية الصنع اولا واسرائيلية التنفيذ ثانياً وما نراه في لبنان هو حكومة غير قادرة على مقاضاة الولايات المتحدة».
في المقابل، اعتبر وزير العمل بطرس حرب (من «14 مارس») أنّ «لبنان يمر اليوم في مرحلة خطرة»، معربا عن تخوّفه «من أن يكون لبنان كبش محرقة لتسجيل مواقف خارجيّة». واذ أكد أن «لبنان لا يمكن أن يرتاح للنيات الإسرائيلية»، قال: «لكن لا يمكن القبول بقرار تجييشي يصدر من إيران ويمرّ في سورية وصولاً إلى لبنان ولا يكون للحكومة القرار فيه». وأضاف: «هذا الجو لا يساعد ويُعرّض دولة مثل لبنان لأن تكون هي ساحة المواجهة بصورة أساسيّة».
وفي السياق نفسه، سأل نائب حزب الكتائب اللبنانية إيلي ماروني عن «جدوى طاولة الحوار في ظل خطاب السيد نصر الله ونوابه حول قدسيّة السلاح»، وقال: «في حال الاعتداء على لبنان، فمن الطبيعي أن نتّحد حول الجيش اللبناني كي نكون جميعاً مقاومة». وأضاف: «نحن كما «حزب الله» وقبله أيضاً، لا نخضع للتهديدات الإسرائيلية ولكن لا نعطي ذريعة لهذا الاعتداء، ونرى أنه لا يمكن أن يستقيم حوار وتعديلات دستورية، في ظل وجود فريق يحمل سلاحاً، ولا ضمانات لمنع عودة استخدام هذا السلاح في الداخل».
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,885,774

عدد الزوار: 7,007,167

المتواجدون الآن: 71