جعجع: أكبر خدمة لإسرائيل هي تغييب الدولة, ولا حلّ لأي من مشاكل المنطقة قبل حلّ عادل للقضية الفلسطينية

تاريخ الإضافة السبت 27 آذار 2010 - 3:34 م    عدد الزيارات 2861    التعليقات 0    القسم محلية

        


٢٧ اذار ٢٠١٠
 
ألقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة في ذكرى حلّ حزب "القوات" في احتفال أقيم في مجمع "البيال"، استهلّها بالقول: "إذا لم يكن من الموت بدّ فمن العار أن تموت جباناً"، وأضاف: "إذا كانت الذكرى تفيد، فليس للبكاء على الأطلال، ولا لمجرد استحضار أحداث الماضي بل للتأسيس لمستقبل أفضل. بيد أنّي وعند استعراض احداث المرحلة السابقة أجد نفسي عاجزاً عن المرور عليها من دون أن أنحني أمام أوجاع وعذابات وآلام وتضحيات لمئات وآلاف القواتيين، الذين بالعهد تشبثوا وبالرغم من كل شيء استمروا، وتمكنوا من الصمود والتصدي السلمي الديمقراطي الحضاري للسلطة التي كانت قائمة، والذي تجلى بأبهى حلله في ذلك اليوم التاريخي من تلك السنة التاريخية، عنيت به يوم الرابع عشر من آذار 2005".

وقال جعجع: "كيف لي المرور على الرابع عشر من آذار، من دون تذكر شهدائنا الأبرار الذين بدمائهم الذكية رووا الأرز وأعادوا إليه عزّته وخضاره ونضاره. كيف لي أن انسى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باسل فليحان، وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم، وغيرهم، عشرات لا بل مئات المواطنين الأعزاء، الذين سقطوا ضحية التفجيرات الأمنية المجرمة والأحداث المتفرقة، التي كانت تستهدف أولاً بأول وقف اندفاعة ثورة الأرز وإسقاط إستقلالنا الثاني قبل تجذّره".

وتابع جعجع: "صحيح اننا مدينون لشهدائنا بالنضال حتى تحقيق الغاية، لكننا أيضاً وأيضاً وقبل أي شيء آخر مدينون لهم بالحقيقة والعدالة في قضية اغتيالهم بالذات. وعليه أطرح السؤال: لماذا كل هذه الحملات، بطريقة أو بأخرى، مباشرة او مداورة، على المحكمة الدولية؟ ماذا رأى أصحاب تلك الحملات بعد من المحكمة الدولية، حتى بدأوا رميها بشتى التهم والأوصاف؟ يقول البعض: يظهر ان الصهيونية العالمية والإستكبار والإمبريالية الدولية قد ذرّوا قرونهم في أعمال المحكمة، وسيدفعونها باتجاه يحقق مصالحهم السياسية. ولكن ماذا صدر حتى اللحظة عن دوائر المحكمة ليطرح البعض هكذا إفتراض؟ أعطونا أبسط دليل على ذلك ونحن أول الرافضين والمنددين، لأننا أولاً وأخيراً أهل الشهداء وآباؤهم وأمهاتهم. أمّا البعض الآخر، فيذهب إلى القول إنه من الأفضل أن لا تكمل المحكمة إذا كانت أعمالها ستهدد الإستقرار في لبنان. ولكن لماذا هذا الإفتراض؟ وكيف بكافة الأحوال يمكن لأعمال المحكمة أن تهدد الإستقرار في لبنان؟ إذا كانت أدلة وقرائن ووقائع المحكمة غير مقنعة أو مسيسة أو مزورة فسيتبين ذلك فوراً لأن أعمال المحكمة ليست سرية وسيكون كل الناس ونحن في طليعتهم كلّنا أعين وآذان لتفحص أدق تفاصيل الإدعاء، لأننا لن نرضى العبث بدماء شهدائنا، مهما يكن من أمر وفي أي حال من الأحوال. أما اذا كانت أدلة وقرائن المحكمة الدولية، دقيقة ساطعة أكيدة، فلماذا يهدد ذلك الاستقرار في لبنان؟".

جعجع اعتبر أنه "ما الحرب الشاملة التي نشهدها في الوقت الحاضر على المؤسسات الدستورية كافة، إلا خير دليل على ذلك. فهذا يريد استقالة رئيس الجمهورية لأسباب لم نفهمها، ولم يفهمها أحد. وذاك يُرغي ويزبد ضد المجلس النيابي ولجانه والفرقاء السياسيين كافة، ويهدد بأنه ومهما يكن رأي اكثرية المجلس النيابي، فإنه لن تكون هناك انتخابات بلدية ما لم تكن بشروطه. والآخر يحوّل اتفاق هبة تجهيز وتدريب أميركية لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني الى واحدة من اتفاقيات "سالت" للأسلحة النووية، ويستفيد منها فرصة للإنقضاض على حكومة سابقة، وعلى قوى الامن الداخلي. وآخرون، يعززون القواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات ويرسلون مزيداً من الاسلحة والمقاتلين الى داخلها، في الوقت الذي كنا جميعاً ننتظر العكس". وأضاف: "منذ اللحظة الأولى لثورة الأرز، والمحاولات حثيثة، للعودة بالوضع الى ما كان عليه قبلها; لكن الهجمة اليوم، أكبر من اي وقت مضى; لذلك نحن لها بالمرصاد، وبكل ما أوتينا من جرأة وعزم وايمان، وأدعوكم جميعاَ للوقوف صفاً واحداً خلف مؤسساتنا الدستورية من رئاسة الجمهورية الى الحكومة ومجلس النواب، كما خلف اداراتنا الرسمية، خصوصاً العسكرية، فإن الدولة والحرية في لبنان في خطر ولا يمكن درء هذا الخطر إلا بالمؤسسات الدستورية وسيادة القانون". وأكد جعجع أنه "لا عودة للعبودية، ولا عودة للنظام الامني، ولا عودة لشبه الدولة، ولا عودة لاستباحة لبنان، وأن التاريخ لم يعد يوماً الى الوراء ولن يعود".

جعجع وإذ تمنّى لو كان كلامه اليوم في الاقتصاد، والتربية، والبيئة، والبنى التحتية، والانماء، وهموم المواطن المعيشية اليومية، وأن يتوقف مع المزارع ومشاكله المتعددة، بدءاً بداء "الصندل"، وليس انتهاءً بإغراق الأسواق اللبنانية بالمنتجات الزراعية المستوردة المدعومة من دول المنشأ، كما تمنى لو توقف لبرهة عند مشاكل الإتصالات التي يعانيها المواطن تقريباً في كل إتصال يُجريه "خصوصاً أن لجنة الإتصالات النيابية مشغولة بإيجاد ذرائع لرميها للمستنفرين المُكلفين بمهاجمة الرئيس فؤاد السنيورة وهم أكفاء للقيام بهكذا مهمة"، أو لو يستطيع مناقشة مأساة الكهرباء أو مشكلة السير المستعصية، قال: "لكن كيف لي بكل هذا، ولبنان في خطر، خطر من مصادرة قراره من جديد، وخطر من مصادرة حرياتنا من جديد، وخطر أشدّ وأدهى بعد، وهو أن يُقدم ذبيحة على مذبح ازمات المنطقة المعقدة، وهذا ما استدعى انعقاد المؤتمر الأخير لحركة 14 آذار تحت عنوان "حماية لبنان"، فحفظ الوطن وحماية لبنان سيتصدران اولوية اهتماماتنا، حتى إشعار آخر".

واستطرد جعجع: "لا حماية للبنان، ولا استراتيجية دفاعية، من دون دولة، ولا دولة من دون وجود القرار كل القرار فيها ولها. إذ إن أكبر خدمة نقدّمها لأعداء لبنان وفي مقدمهم اسرائيل هي تغييب الدولة. والدولة، بالفعل اليوم، مغيبة عن كثير مما يجري حالياً على اراضيها في المجالات العسكرية والأمنية، كما أن أكبر خدمة نقدّمها لأعداء لبنان وفي مقدمهم اسرائيل هي شرذمة الصف الداخلي اللبناني. وليس من عامل أشد فعلاً في شرذمة الصف الداخلي، أكثر من نكران حق الآخرين في المناقشة وإبداء الرأي واتخاذ الموقف، إن كان الموضوع، موضوع سلاح حزب الله، ام جنس الملائكة أم سواه"، وسأل: "بالتالي عن اي استراتيجية يتكلمون؟ واي نتائج يتوخون اذا كانوا كل يوم يضربون بعرض الحائط المرتكزات الأولية الجوهرية المطلوبة لنجاح اي استراتيجية دفاعية ألا وهي وحدة القرار في الدولة ووحدة الشعب؟".

جعجع تابع بالقول: "إن الأمر الواقع العسكري والأمني الحالي في لبنان موروث من ايام الوصاية، وليس نتيجة لمناقشات هادئة رصينة جديّة بين اللبنانيين، لذلك فهو لا يشكل استراتيجية دفاعية، بالمعنى الفعلي للكلمة، عدا عن أنه ليس موضع إجماع. وإن ما علينا فعله وبأسرع ما يكون، هو من جهة، وضع قرار الدفاع عن لبنان لدى الحكومة اللبنانية، ومن جهة ثانية، مناقشة فعلية جدية وبالعمق على طاولة الحوار للإستراتيجية الدفاعية الأفضل للبنان، فحماية لبنان لا تقوم على مصادرة فريق من اللبنانيين لقرار الدفاع عن لبنان واستبعاد الدولة اللبنانية وكل الآخرين عنه، بل إن خطوة وضع قرار الدفاع عن لبنان داخل مجلس الوزراء، السلطة التنفيذية الشرعية القانونية للبلاد، وحيث الجميع ممثلون هي الخطوة الأولى والأساسية المطلوبة في الاتجاه الصحيح".

جعجع الذي قال: "شعارنا كقوات لبنانية وكقوى 14 آذار هو "لبنان اولاً"، والكل يعرف مدى ايماننا وتعلقنا بهذا الشعار"، أوضح في الوقت عينه أن "شعار "لبنان اولاً" لا يعني بأي حال من الأحوال لا تقوقعاً ولا انعزالاً خصوصاً عن عالمنا العربي الأوسع. إن العالم العربي يعيش منذ اكثر من نصف قرن مأساةً كبيرة، اسمها القضية الفلسطينية، وإذا كان لنا كلبنانيين تجربة مرة ومؤلمة مع السلاح الفلسطيني في السبعينات، فهذا امر تجاوزناه ولن يؤثر لحظة على نظرتنا للقضية الفلسطينية. بل إن نظرتنا نحن كقوات لبنانية للقضية الفلسطينية لا تنبع لا من الإيديولوجيا ولا من الدين ولا من العرق، بل من شعور عميق واع بالحق وبوقائع التاريخ والجغرافيا، كما بالحقائق الإنسانية الكبرى، فليس مقبولاً في القرن الحادي والعشرين، ان يعيش شعبٌ بأكمله مشتتاً بعيدا عن أرضه ومن دون دولة، ومن جهة اخرى نحن لا نعتقدن لحظة بأنّه يمكن حل اي من مشاكل الشرق الأوسط قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة حرة. إن بقاء القضية الفلسطينية من دون حلّ يفتح الباب على مصراعيه للتطرف في كل الإتجاهات، كما يفتح المجال واسعًا أمام الأنظمة اللاديمقراطية في المنطقة للحد اكثر فأكثر من الحريات تحت حجة ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لذا فإذا أردنا التخلص من الكثير من الأدران والفطريات في مجتمعاتنا العربية، فليس من طريق اقصر من حل عادل محق وشامل للقضية الفلسطينية"، لذلك دعا جعجع "من على هذا المنبر بالذات"، الحكومة اللبنانية والحكومات العربية والدول الأجنبية كافة إلى "وضع كل ثقلها على الإطلاق، لإنجاح مساعي السلام الحالية المتعثرة بكل الطرق المتوفرة، لأنه لا حل لأي من مشاكل المنطقة ولكثير من مشاكل العالم، من دون حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية".

جعجع وفي ختام كلمته أعلن عن إنتهاء المسودة الكاملة للنظام الداخلي لـ"القوات اللبنانية" بعد اربع سنوات من العمل المتواصل عليها، وأن القوات ستعلن منتصف الشهر المقبل عن انطلاق اعمال المؤتمر العام الأول لها مع خارطة طريق كاملة لتحقيق هذا الهدف، متوجّهاً إلى المسيحيين في لبنان بشكل عام بأن "لا يخافوا او يقلقوا على المستقبل رغم كل التحديات"، ودعاهم الى "التمسك بالأرض والوطن، والتصرف بكل جدية وارادة، والانكباب على العمل المنتج، فهذه هي الضمانة، وهذا هو المستقبل"، كما حثّهم على "الانخراط الفعلي في الدولة، إدارةً ومؤسسات، لتصحيح الخلل الذي أوجده عهد الوصاية، ولتعزيز مسيرة الدولة واستمراريتها".


المصدر: موقع 14 آذار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,212,430

عدد الزوار: 7,059,303

المتواجدون الآن: 83