أخبار لبنان..الاحتلال يبحث عن غطاء أميركي لكسر «قواعد الاشتباك» جنوباً..تطوّر قضائي في تفجير المرفأ و"العسكرية" تتراجع أمام الضغط الدولي..الراعي يُعلن غداً مواجهة "التعيين" وخطّة الممانعة: دفن رئاسة الجمهورية..لمصلحة من تكدّس السفارات الأسلحة؟..تزايد الصعوبات أمام التمديد لقائد الجيش..وبري لا يرى الحلّ في المجلس..بوادر أزمة بين لبنان و«اليونيفيل»..مصادر تتخوّف من الارتدادات السلبية للقرار على مهمة القوات الدولية..تضامن مع إعلامية لبنانية رداً على ملاحقتها من القضاء العسكري..خبير عسكري: قدرات الحزب تفوق بـ10 مرات قدرات «حماس»..

تاريخ الإضافة السبت 18 تشرين الثاني 2023 - 3:26 ص    عدد الزيارات 367    التعليقات 0    القسم محلية

        


الاحتلال يبحث عن غطاء أميركي لكسر «قواعد الاشتباك» جنوباً..

وزراء باسيل يغيبون عن جلسة الإثنين.. وجعجع يتهمه بأنه عار السياسة في لبنان

اللواء..تجرّب اسرائيل في غزة، قطاعاً ومدينة، ومخيمات كل أساليب الإبادة، من القصف، الى الحصار او التجويع، والتعطيش، وإيقاف الوقود، وسائر الأجهزة والمعدات الطبية بدعم أميركي مفضوح، وسكوت عالمي قلَّ نظيره، على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في واحدة من أبشع جرائم العصر ضد الإنسانية. وتنشغل قيادة جيش الاحتلال، ليس فقط بكيفية الرد على ما يجري من اشتباكات يومية على طول الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، بل بتغيير آليات الردّ، أو تغيير قواعد الاشتباك، بإدخال قوة النار الجوية على نحو أشد تخريباً على مناحي الحياة في لبنان. وفي المعلومات ان حكومة نتانياهو تبحث عن غطاء أميركي مفقود لخرق قواعد الاشتباك الحالي على مسارها، باتجاه التحرش أكثر فأكثر بالمدنيين. وحسب الدوائر العسكرية المعادية (يديعوت احرنوت) فإن شعور الاسرائيليين هو ان ضربات الجيش الاسرائيلي ضد هجمات حزب الله ضعيفة. وحسب الدوائر، فإن الرسالة الأميركية المتكررة لاسرائيل، لا تخوضوا حرباً مع حزب الله. سياسياً، استبق التيار الوطني الجلسة المزمع عقدها لمجلس الوزراء بعد غد الاثنين، برفض المشاركة فيها، والتأكيد ان تعيين قائد جديد للجيش، ورئيس اركان ومجلس عسكري يكون عبر المراسيم الجوالة التي يوقع كل الوزراء، وليس عبر جلسة لمجلس الوزراء.. معربا عن مخاوفه من تأجيل التسريح بمعزل عن موافقة وزير الدفاع. وطغى تنازع الاقوياء في الساحة المسيحية على خلفية التمديد ام خلافة للقيادة العسكرية على الوضع في البلاد. وقالت مصادر سياسية لـ «اللواء» أن موضوع معالجة الشغور الرئاسي لم يرسُ على قرار بعد في ضوء ما تردد عن بروز توجه بشأن تعيين قائد للجيش، ما يفتح المجال أمام تعيينات والاستفسار عن المسار الذي يمكن أتباعه الحكومة أو المراسيم الجوالة. ولفتت هذه المصادر أنه ليس واضحا ما إذا تم التراجع عن بحث التمديد للعماد جوزف عون ام لا ما وضع الالتزام السياسي على المحك لاسيما أن المعنيين تبلغوا أن خيار التمديد سيعتمد والآن يجري الحديث عن تعيين جديد، معتبرة أن هناك جملة اتصالات تشق طريقها بشأن التعيين الذي في المبدأ يحظى الاسم المرشح بموافقة رئيس الجمهورية بعدما يقترح الأسماء وزير الدفاع. وأشارت هذه المصادر إلى أن الأشكالية قائمة وان التعيين يتوجب صدوره من الحكومة، فهل ستقدم على هذا الإجراء ام تسعى إلى التمديد وفق سلة تشمل قادة الأجهزة الأمنية، معتبرة أن كل شيء يتضح قريبا. قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن موضوع معالجة الشغور الرئاسي لم يرسُ على قرار بعد في ضوء ما تردد عن بروز توجه بشأن تعيين قائد للجيش، ما يفتح المجال أمام تعيينات والاستفسار عن المسار الذي يمكن أتباعه الحكومة أو المراسيم الجوالة. ولفتت هذه المصادر أنه ليس واضحا ما إذا تم التراجع عن بحث التمديد للعماد جوزف عون ام لا ما وضع الالتزام السياسي على المحك لاسيما أن المعنيين تبلغوا أن خيار التمديد سيعتمد والآن يجري الحديث عن تعيين جديد، معتبرة أن هناك جملة اتصالات تشق طريقها بشأن التعيين الذي في المبدأ يحظى الاسم المرشح بموافقة رئيس الجمهورية بعدما يقترح الأسماء وزير الدفاع. وأشارت هذه المصادر إلى أن الأشكالية قائمة وان التعيين يتوجب صدوره من الحكومة، فهل ستقدم على هذا الإجراء ام تسعى إلى التمديد وفق سلة تشمل قادة الأجهزة الأمنية، معتبرة أن كل شيء يتضح قريبا. وفي السياق، أبلغت مصادر في تكتل الجمهورية القوية لـ «اللواء» ان التكتل يؤيد التمديد للعماد عون، وليس تعيين قائد جديد للجيش.

اشتباك جعجع- باسيل

وعلى هذه الخلفية، اندلع اشتباك كلامي، عالي السقف بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. اتهم جعجع باسيل بأنه يتخطى كل الخطوط الحمراء، مطيحًا بكل المسلمات ومتجاوزًا كل الحدود الدستورية والعرفية، بل بغية التخلص من العماد جوزف عون في قيادة الجيش لاعتبارات شخصية إنتهازية بحتة». ووصف جعجع ما يقوم به باسيل بأنه عار بحق البلد، مما يجعل منه «عار السياسية اللبنانية»، مشيراً الى انه مع هذا التوجه «تسقط بدعة المزايدات بحقوق المسيحيين، وتضرب إحدى امتيازات رئيس الجمهورية التي بالعرف، بعد اتفاق الطائف، توافق الجميع على ان يكون لرئيس الجمهورية اليد الطولى في تعيين قائد الجيش، ومحاولة تعيين قائد جديد بغياب رئيس الجمهورية هي ضربة كبرى توجه لموقع الرئاسة الاولى. فكم من الجرائم ترتكب بإسم حقوق المسيحيين»! ولم يتأخر رد التيار الوطني الحر على جعجع، فاتهم الاخير بأن يعمل «بالاجهزة لدى الخارج بالمال والامن» ووصف التيار اقتراح جعجع بالتمديد لقائد الجيش بأنه جريمة مثبتة ضد الدستور والمبادئ، متهماً ايضا جعجع بأنه يتهم باسيل بـ «تهمة» افتراضية ومختلفة، فرئيس التيار لم يقم «بأعمال ولم يعلن ما هو موافق عليه، وما هو مرفوض». حكومياً، طغى الهم الحياتي على نشاط السراي، سواء على صعيد تطوير الحماية الاجتماعية، من زاوية خطة الطوارئ، او من زاوية توفير الدعم لها. وهو الموضوع الذي بحثه الرئيس نجيب ميقاتي مع عمران ريزا منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية، في اطار التعاون القائم مع مؤسسات الامم المتحدة في تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية.. واحتوى الرئيس نبيه بري، بموقف معلن الحملات، عبر مواقع التواصل، التي استهدفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على خلفية ما نقل عنه لجهة «الصواني» من اجل نازحي الجنوب. ورفض بري ما اسماه «حملات الافتراء على مقام البطريرك حيال دعوته الصادقة الى دعم النازحين اللبنانيين» مستنكراً الحملة «التي تعرض لها الراعي عن سوء فهم ليس إلَّا»، واصفا دعوة البطريرك بأنها تعبر عن «موقف رسالي وطني جامع». وفي تطور قضائي، سيكون له تأثيرات على تحريك القضية في ملف انفجار المرفأ، أبطل مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي فادي الياس بناءً على تقرير القاضي كارل عيراني، قرار وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي بالامتناع عن تبليغ السياسيين بجلسات الاستجواب في ملف انفجار المرفأ واصبحت بنتيجته الضابطة العدلية ملزمة بتبليغ الاستنابات الصادرة عن القاضي طارق البيطار.

استهداف مواقع وقصف معادٍ

وفي الوقائع، استهدف حزب الله عبر مدفعيته 12 موقعاً اسرائيلياً، فمنذ الباح قصفت قوات الاحتلال اطراف بلدتي الناقورة وعيتا الشعب، فيما بقي الطيران في اجواء القطاع الشرقي لجمع المعلومات على علو منخفض. واستهدف حزب الله منذ الصباح تجمعا لجنود الاحتلال بالقرب من مثلث الطيحات بالاسلحة المناسبة، وكذلك موقع المرجع وثكنة راميم، محققا اصابات، وفقا لبيانات المقاومة. ومساء، اعلن الاعلام الحربي في حزب الله ان «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الجمعة 17-11-2023 مجموعة مؤللة من القوات الخاصة في جيش الاحتلال الاسرائيلي المتموضعة في حرج المنارة بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». وافيد بأن حزب الله قصف مستوطنة مسكاف عام ورد جيش العدو بقصف محيط العديسة. وسجل قصف مدفعي إسرائيلي على ميس الجبل ورب ثلاثين وبني حيان وحولا. وقصف جيش العدو بالمدفعية جبل قطمون التابع لرميش. واعلن الناطق بإسم جيش العدو الاسرائيلي «اننا رصدنا إطلاق عدد من القذائف على منطقتي المالكية والمنارة وهاجمنا مصادر إطلاق النار». وفي الاطار، استهدفت قذيفة اسرائيلية منزلا وسط بلدة عيترون مساء امس، لكنها لم تنفجر، مما جنب القرية مجزرة، اذ نجا السكان من الموت بأعجوبة.

تطوّر قضائي في تفجير المرفأ و"العسكرية" تتراجع أمام الضغط الدولي

الراعي يُعلن غداً مواجهة "التعيين" وخطّة الممانعة: دفن رئاسة الجمهورية

نداء الوطن...تحت جنح الانهيار الذي ضرب لبنان ولا يزال منذ أعوام، وبلغ ذروته في شغور موقع رئاسة الجمهورية، انكشفت مرة أخرى محاولة وضع اليد على المفاصل الرئيسية في الدولة بدءاً بقيادة الجيش. وبانت ملامح هذه المحاولة في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء من خلال خطة تتعلق بإمرار تعيينات في قيادة الجيش توسّلها «التيار الوطني الحر» عبر الثنائي الشيعي . ووفق أوساط بارزة في المعارضة، هناك «قرار اتخذه «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» بدفن رئاسة الجمهورية من خلال التعيين في مواقع قيادة الجيش والمخابرات وسواهما، وبعدها ترتيب المديرية العامة للأمن العام وحاكمية مصرف لبنان». وقالت هذه الأوساط: «هذا هو المستوى الأول من الخطة. أما المستوى الثاني فسيكون ترشيح باسيل لرئاسة الجمهورية». في موازاة ذلك، علمت «نداء الوطن» أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يستعد لإطلاق حملة في عظة الأحد، رافضاً المس بقيادة الجيش، ومطالباً بتمديد ولاية العماد عون. وبعد الكلام الذي حاولت بعض الجهات بثه عن قرب تعيين قائد جديد للجيش وعدم التمديد للعماد عون، أكدت مصادر بكركي رفضها المطلق هذا الاقتراح وتمسّكها بالتمديد، ورأت أنّ التعيين «يمثل ضربة قوية لموقع رئاسة الجمهورية، لأنه سيعتبر حينها أنّ البلاد تسير بلا الرئيس، ويمكن اتخاذ قرارات كبرى، وكذلك ترفض بكركي مثل هذا التعيين سواء اتى من جهة مسيحية أو غير مسيحية، وكل ذلك من أجل تصفية الحسابات الضيقة». وتحدثت المعلومات عن أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «متمسك بالتمديد ولن يطرح أي تعيين إذا لم ينل موافقة بكركي فهو لا يريد تخطي أكبر مرجعية مسيحية في هذا الظرف الحساس». وتردّد أنّ لقاءً ضم مسؤول الإعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض والقياديين في «حزب الله» مصطفى الحاج علي ومحمد سعيد الخنسا. وعلم أنّ «الحزب» لم يعطِ جواباً نهائياً يتعلق بقضية قائد الجيش، ولم يقل إنه لا يريد التمديد للعماد عون، لكنه أبلغ غياض ان القضية تحتاج الى مزيد من الدرس. وفي موازاة تفاعل ملف قيادة الجيش، طرأ أمس تطوّر قضائي جديد في شأن ملف تفجير مرفأ بيروت، فبناءً على تقرير القاضي كارل عيراني، أبطل مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي فادي الياس، ونتيجة دعوى تقدّم بها أمين صادق أحد المدّعين في جريمة المرفأ، قرار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بالامتناع عن تبليغ السياسيين بجلسات الاستجواب في ملف انفجار المرفأ. وتشير مصادر قانونية إلى أنّ «المعضلة الأساس والاشكالية الكبيرة تتمثّل في بقاء طلبات ردّ القضاة من دون أي بتّ، ويفترض في نهاية المطاف تعيين أصلاء (أي رؤساء محاكم تمييز) في الهيئة العامة لمحكمة التمييز كي تستطيع أن تنظر في كل ما يتأتّى عن هذا الملف من مراجعات». ومن القضاء العدلي الى القضاء العسكري، إذ صرّح الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي لـ «الوكالة الوطنية للاعلام»، أن «المحكمة العسكرية اللبنانية أبلغتنا أنّ المتهم الموقوف (محمد عيّاد) في الهجوم الذي أدى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع «لليونيفيل» شون روني في 14 كانون الأول 2022 وإصابة 3 آخرين، قد تم إطلاقه بكفالة بسبب تدهور حالته الصحية، ولا يزال يتعيّن عليه المثول أمام المحكمة في الجلسة المقبلة المقرر عقدها في 15 كانون الأول 2023 «. وجاء هذا التصريح من المسؤول الدولي ليضع حداً للبلبلة التي أثارها إطلاق المحكمة المتهم بكفالة مالية، كما كشفت «نداء الوطن»، من دون ان تقترن هذه الخطوة بموقف واضح ومعلل من المحكمة نفسها. وأكد تيننتي أن «اليونيفيل» طالبت بمحاسبة قتلة الجندي روني، وقال: «هذا الهجوم مثل جميع الهجمات على حفظة السلام، يعدّ جريمة بموجب القانون الدولي واللبناني». وختم: «لا يزال الأفراد الآخرون المتهمون في هجوم 14 كانون الأول طلقاء، ونحن نواصل حضّ السلطات اللبنانية على تقديمهم إلى العدالة وضمان محاسبة جميع الذين شاركوا في موت الجندي روني على جرائمهم». في هذا الوقت، استمرت منطقة عمليات «اليونيفيل» أمس مسرحاً لمواجهات عنيفة بين «حزب الله» واسرائيل. وأعلن «الحزب» سلسلة عمليات على امتداد الحدود بإطلاق صواريخ ومسيّرات «استهدفت مواقع الضهيرة والراهب وبركة ريشا والعاصي ورويسات العلم وحقق إصابات مباشرة»، كما قال في بيانات متلاحقة. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنّ ‏أربعة إسرائيليين اصيبوا في هجوم صاروخي مضاد للدبابات نفّذه «حزب الله» على منطقة قرب بلدة المنارة الشمالية. وأضاف أن الطائرات المقاتلة قصفت عدداً من مواقع «الحزب»، بما في ذلك مستودع أسلحة.

لمصلحة من تكدّس السفارات الأسلحة؟

إلى من تذهب الأسلحة الغربية في لبنان؟

الاخبار..تقرير ميسم رزق .... لا يمكن إلّا النظر بريبة إلى «الحركة الأمنية» التي يشهدها لبنان، وخصوصاً في ما يتعلق بكثافة الطائرات العسكرية الغربية التي تحطّ في مطار بيروت الدولي وقاعدة حامات العسكرية الجوية عقب عملية «طوفان الأقصى»، وكذلك في ما يتعلق بالطلبات التي ترسلها دول أجنبية إلى لبنان للسماح بإدخال أسلحة حربية وذخيرة، بحجة تعزيز أمن سفاراتها في لبنان وإجلاء رعاياها وديبلوماسييها في حال اندلاع حرب كبيرة. غير أن مقارنة بين المُعلن عنه والتقارير التي تصِل الى المعنيين تؤكد أن الغربيين، على رأسهم الولايات المتحدة، قرروا تحويل لبنان الى مستودع للأسلحة لسبب أكبر بكثير من الأسباب الموجبة المدرجة في طلباتهم. فإلى جانب «32 طائرة، 9 منها تابعة لكل من سلاح الجو الأميركي والهولندي والبريطاني حطّت في قاعدة حامات، و23 في القاعدة المخصصة للطائرات العسكريّة والديبلوماسية في الجهة الغربيّة من مطار بيروت، وهي تلك تابعة لكل من الجيش الفرنسي والإسباني والكندي والإيطالي والإسباني والسعودي»، بين الثامن من تشرين الأول الماضي والعاشر من تشرين الثاني الجاري، تواصل الأسبوع الماضي هبوط طائرات عسكرية غربية، بعضها قادم من إسرائيل إلى مطار بيروت، عبر تنفيذ ما يسمّى هبوط صوري لا يتعدّى الدقائق في قبرص. كما كشفت مصادر رفيعة المستوى لـ«الأخبار» أن لبنان رفض أخيراً طلباً فرنسياً بـ«الموافقة على إدخال باخرة تحمِل حوالي 500 عسكري وما يقارب 50 آلية»، كما رُفض طلب آخر ورد إلى وزارة الخارجية اللبنانية بمنح تصريحين، لطائرة عسكرية كندية وأخرى بلجيكية، بالهبوط في مطار بيروت. وقد حطّت الطائرة الكندية بالفعل في مطار بيروت، وتبيّن أنها تحمل أنواعاً من السلاح (منها كواتم للصوت وصواعق تفجير) ما استدعى تدخلات سياسية، دفعت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى إدراج الطلب على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الماضية، من دون أن يُبتّ به بعدما تبيّن إعادة الحمولة دون دخولها إلى الأراضي اللبنانية، بينما مُنحت طائرة عسكرية بلجيكية من نوع (callsign BAF665 A 400M) إذن تحليق وهبوط بسبب حملها عتاداً يتضمن ذخيرة خلّبية وقنابل دخانية!

طلب فرنسي بإدخال باخرة تحمِل حوالي 500 عسكري وما يقارب 50 آلية

وكشفت مصادر معنية بالملف عن طلبات اخرى ذات طابع امني بعثت بها السفارات الغربية الى اجهزة امنية لبنانية، وهو امر طلبته ايضا سفارات دول عربية تبدي «خشية من تعرض موظفيها او رعاياها لهجمات على خلفية ما يحصل في غزة». وقالت المصادر ان الغربيين «طلبوا عمليا من كل الذين يمكن الاستغناء عن خدماتهم مغادرة لبنان، بينما طلبوا من اخرين ارسال عائلاتهم الى بلدانهم والتزام الموظفين ببروتوكولات امنية محددة». واشارت الى ان «بروتوكولات الحماية الامنية» المعمول بها من قبل الاجانب، جرى تعديلها في السنوات الاخيرة، وان اعلاميين في مؤسسات دولية، وموظفين دوليين، طلب اليهم الالتزام الدقيق بالتعليمات، وعدم «ترك الحاجيات الضرورية مثل الدروع والكمامات الواقية من الغازات، خصوصاً من يعملون على الارض». لا يجيب سفراء اوروبيون على اسئلة زوارهم حول الشحنات العسكرية. ويحيلون الامر الى الملحقين العسكريين «الذين ينسقون مع الجيش اللبناني والقوى الامنية كل الخطوات». ونقل زوار سفيرة غربية عنها «ان تجربة الاجانب مع لبنان في حالة الفوضى او الحرب، توجب اتخاذ خطوات احتياطية كبيرة، وانه لا يمكن الاعتماد على العناصر اللبنانية فقط». وأشارت الى «تزايد عدد الموظفين الاجانب الذين يعملون في لبنان، سواء في السفارات او المنظمات الدولية او المؤسسات ايضاً، وان هؤلاء وعائلاتهم يجب ان يحظوا بحماية». وكانت قيادة الجيش قد أوضحت في بيان الأسبوع الماضي أن «جزءاً من حركة الطيران هذه روتيني لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني. يضاف إلى ذلك نقل جميع التدريبات النهارية والليلية الخاصة بالقوات الجوية في الجيش إلى حامات»، فيما أكدت المصادر وجود «شبهات كثيرة بشأن الطائرات التي تدخل وتفرِغ حمولاتها، إذ من غير المعروف الى من يذهب هذا العتاد، وعما إذا كانت الوجهة محصورة فعلاً بالمؤسسة العسكرية». وأشارت إلى إجراءات محاطة بسرية كاملة، حتى إن رئيس الحكومة ادّعى «عدم علمه بما يحصل في حامات أو مطار بيروت» حين سئل من مراجع سياسية عن هذا الأمر! وأضافت المصادر أن «ما يحصل جعل قائد الجيش الحالي جوزف عون تحت مجهر القوى السياسية، ووضع علامات استفهام حول حجم تعاونه مع الغربيين وضرب مبدأ السيادة والقبول باستباحة البلد»، وما عزز الاستفهام هو «استئناف السفيرة الأميركية دوروثي شيا حراكها للضغط من أجل التمديد له، وتشديدها أمام وزير الدفاع موريس سليم، الذي التقته أخيراً، على ضرورة السير في هذا الخيار».

13 عمليّة لحزب الله في يوم واحد

الاخبار... كانت الكلمة أمس الجمعة عند الجبهة الشمالية مع لبنان، للميدان، حيث امتدّت العمليات من القطاع الشرقي إلى الأوسط فالغربي، لتبلغ 13 عملية. وشملت قائمة الأهداف: تجمّعات للجنود بالقرب من مثلث الطيحات وموقع المرج وثكنة راميم ومستوطنة يرؤون ومواقع الضهيرة والمطلّة (بواسطة مُحلّقتين انقضاضيّتين هجوميتين) والراهب. كما ضمّت القائمة: مواقع المالكية والعاصي وبركة ريشا ورويسات العلم، إضافةً إلى مجموعة مؤلّلة كانت متموضعة في حرج المنارة، ودبابة في محيط مقرّ قيادة الفرقة 91 في برانيت. وأقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 4 جنود في الهجوم على المنارة. كذلك، كشفت عن تضرّر شبكة الكهرباء في المطلة في وقت سابق، مشيرةً إلى رفض الجيش السماح لعمال شركة الكهرباء بالدخول إلى المستوطنة خلال النهار. كما تحدّث إعلام العدو عن انقطاع الاتصالات في المستوطنات الحدودية مع لبنان، بسبب تضرر معظم هوائيات الخلوي.

تزايد الصعوبات أمام التمديد لقائد الجيش..وبري لا يرى الحلّ في المجلس

من محدلة التمديد إلى محدلة التعيين: قائدٌ أصيل أم بالوكالة؟

الاخبار..نقولا ناصيف ... ما هو معلوم في مطبخ الدولة اللبنانية ان الطهاة المعلنين كثيرون، الا ان الطبّاخ الفعلي واحد. في كل يوم، لزمن قريب، أمثولة عن هذه القاعدة. احدثها وليس آخرها حتماً، ما رافق في الايام الاخيرة التعامل مع تمديد بقاء قائد الجيش في منصبه في مجلس الوزراء وخارجه..... ما كان مقرراً لجلسة مجلس الوزراء الثلثاء الفائت أعطبته الساعات القليلة ليل الاثنين. المحسوب والمتفق عليه ان يصير الى اتخاذ المجلس قراراً بالتمديد سنة لقائد الجيش العماد جوزف عون. المحسوب ايضاً ان النصاب القانوني الموصوف للانعقاد واتخاذ القرار مضمون. ليل الاثنين تبلّغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من حزب الله موقفاً مختلفاً، هو رغبته في عدم الخوض في تمديد ولاية قائد الجيش وإرجائه الى موعد آخر لمزيد من التشاور. اقترن الموقف المستجد للحزب بتأكيدٍ مفاده ان طرح الموضوع سيحمل وزيريْه على مغادرة الجلسة، ما يفترض تطيير نصابها. تسبّب عدم انعقاد جلسة الثلثاء بتعذر مناقشة جدول اعمالها، فقيل بالعودة اليه في الاسبوع المقبل. مساء الاربعاء تبلغ الوزراء فجأة موعد جلسة الخميس. اوحى التئامها بالعودة الى بت تمديد بقاء قائد الجيش في منصبه. بيد ان شيئاً من ذلك لم يحصل.

تدخّلان متوازيان لحزب الله والرئيس السابق وضعا التمديد على كف عفريت

منذ الثلثاء يدور السجال من حول المشكلة نفسها: التمديد لعون ام تعيين قائد جديد للجيش؟

محدلة التمديد كانت تشق طريقها بسهولة بلا عوائق رغم الانقسام السياسي من حوله، واستعصاء المخارج القانونية المتيحة اجراؤه:

1 - رغم الانطباعات الايجابية التي اضفاها رئيس البرلمان نبيه برّي على لقائه بنواب حزب القوات اللبنانية، وتأكيده لهم انه سيدعو مطلع الشهر الى جلسة عمومية للمجلس لاقرار رفع سن تقاعد قائد الجيش، بقانون، سنة متى تعذر اقراره في مجلس الوزراء، الا ان الموقف الاكثر تواتراً على لسان برّي اثنان: اولهما ان لا يُحدث استثناءً لقاعدة درجت منذ آذار الفائت مع اللواء عباس ابراهيم، وثانيهما ليس مجلس النواب المكان المناسب لتمديد الولاية.

2 - ظلت العقبة الفعلية التي تدور من حول الطريقة التي يمكن مجلس الوزراء اخراج تمديد الولاية هي صيغته الدستورية، كون تأجيل التسريح منصوصاً على اجراءاته في قانون الدفاع، وتوقيع الوزير المختص مرسوماً بتأجيل التسريح لا مفر منه لتفادي إبطاله. كلا المخرجيْن متعذران ويمسك الوزير موريس سليم بمفتاحهما: قرار يصدره هو صاحب الصلاحية بتأجيل المرسوم، او توقيعه الملزم مرسوم تأجيل التسريح يريد مجلس الوزراء اصداره من دون ان يكون صاحب اختصاص في ذلك. لا يملك مجلس الوزراء في الاصل ان يفعل، ولا ان يعتدي على صلاحية ناطها الدستور بالوزير في المادة 66، وقانون الدفاع به في المادة 55 واورد آليتها.

3 - ما كان يُسمع من حزب الله حتى مساء الاثنين، ان بت مصير قيادة الجيش بأحد خياريْن اثنين لا ثالث لهما: التمديد للقائد الحالي، او تعيين رئيس جديد للاركان يتولى للفور قيادة الجيش لتفادي شغورها. أثار تعيين رئيس للاركان دون سواه فيما ثمة مقعدان آخران شاغران في المجلس العسكري هما المدير العام للادارة الشيعي والمفتش العام الارثوذكسي، حفيظة مزدوجة: معارضة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تعيين رئيس للاركان دونما ان يسبقه تعيين قائد للجيش او تمديد ولاية عون، ومعارضة ارثوذكسية لاستبعاد تعيين ممثل الطائفة في المجلس العسكري.

عون الرئيس عن عون القائد: احد الصيصان التي ربيتها

ذلك ما سيتسبب قبل ايام بمشكلة عُزي افتعالها الى القائد نفسه. عندما وصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يرافقه النائبان اديب عبدالمسيح وسجيع عطية الى مدخل وزارة الدفاع لمقابلة الوزير والاصرار عليه تعيين العضو الارثوذكسي، منع جنود المدخل «بناء على اوامر» الموكب من الدخول، وسمح فقط لأبو صعب بادخال سيارته الى الحرم فيما على عبدالمسيح وعطية ان يركنا سيارتهما في مرآب السيارات ويدخلا الى الوزارة مشياً. غضب بوصعب وسدّ بسيارته مدخل الوزارة ومنع الدخول اليها او الخروج منها الى ان ارغم قائد الجيش على التراجع عن تعليماته. لم يكن ذلك الحادث الوحيد آنذاك.

4 - الورقة الاخيرة المفترض ان تكون الرابحة في تعطيل التمديد لقائد الجيش هي الرئيس ميشال عون. في الكلمة التي القاها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاحد الماضي والنبرة العالية التي تناول بها التمديد، عكست يقيناً بحصوله قبل ان تتدحرج تباعاً اسباب مهمة لابطاء سرعة اتخاذ القرار، ومن ثم تأجيله الى موعد لاحق، توطئة لصرف النظر عنه. بالتأكيد من شأن التمديد لقائد الجيش وقوع الطلاق نهائياً بين باسيل وحزب الله. كلاهما بذل في الاشهر الاخيرة رغم الثقة المترجرجة بينهما جهوداً للحؤول دون افتراقهما في مرحلة يحتاج كلاهما الى الآخر.

ليس خافياً ان الرئيس السابق للجمهورية كان الوحيد من بين الرؤساء الثلاثة اسلافه عيّن بنفسه قائد الجيش ولم يُفرض عليه. ليس خافياً كذلك عندما اقترح الرئيس اسم القائد الحالي، رفضه باسيل ولم يتحمس له حزب الله، الى ان ابلغ عون الى الحزب انه يكفله شخصياً. آنذاك قال الرئيس السابق امام زواره عندما راح يعبّر عن ثقته بمَن يحلّه في قيادة الجيش ويتمسك به، انه «احد الصيصان التي ربيتها»، في اشارة الى رعايته العماد عون متدرجاً في الرتب وقريباً منه، شأن اعتياد الرئيس - عندما كان بدوره قائداً للجيش - على التعويل على الضباط الصغار الرتبة. انهارت علاقتهما بعد احداث 17 تشرين الاول 2019. ثلاث مرات استدعاه الى قصر بعبدا وطلب منه فتح الطرق التي اقفلها الحراك الشعبي فلم يستجب اياً منها. تصرُّف قائد الجيش أشعر الرئيس بالخذلان والخيبة. مذذاك فقد عون الرئيس ثقته بعون القائد في مرحلة وُلد فيها نزاع بين قائد الجيش وباسيل. لكل منهما كمّ وافر من الاسباب يقصها عن الآخر. تدخُّل الرئيس السابق للجمهورية في خطة تمديد بقاء القائد الحالي للجيش في منصبه ربما عجل في فتح الخيارات المقفلة الى الاثنين الماضي.

4 - ما ينتظر حكومة ميقاتي ما لم يطرأ ما يستجد، شأن ما يحصل باستمرار في بلد مفتوح على المفاجآت في كل آن، هو ذهابها في الايام المقبلة الى حسم نهائي للخيار. ما يدور في الاروقة السياسية ان المخرج المرشح الى الظهور: إما تعيين قائد جديد للجيش او ايكال قيادة الجيش الى قائد بالوكالة ماروني الى حين انتخاب رئيس للجمهورية.

بت الخيار الاول في الايام المقبلة، قبل الوصول الى موعد احالة عون على التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل، مؤداه إما وضعه في تصرّف وزير الدفاع او تعيينه في السلك الديبلوماسي من خارج الملاك (صلاحية تحتم في الاصل وجود رئيس للجمهورية الذي يملك الاختصاص وهو اقرب الى الاستحالة في غياب وزير الخارجية عن مجلس الوزراء). كلاهما مستبعدان متى اوكلت القيادة الى قائد اصيل او قائد وكيل في يوم 10 كانون الثاني.

في ما مضى قبل الحرب اللبنانية، اتخذ مجلس الوزراء مرتين قراراً بتعيين قائد للجيش في السلك الديبلوماسي دونما ان يُعيّنا بالفعل: اولى في كانون الثاني 1970 عند اقالة العماد اميل بستاني وثانية في ايلول 1975 عند اقالة العماد اسكندر غانم....

لماذا لا يريد حزب الله الدخول في حرب حماس وإسرائيل؟

الحرة / ترجمات – واشنطن.. قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله

يهدف حزب الله إلى الحفاظ على الجبهة الشمالية لإسرائيل كنقطة ضغط بحسب نصر الله

لفت تقرير لوكالة بلومبرغ، إلى السبب وراء عدم رغبة حزب الله اللبناني في الدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل، وقال إنه يرغب في تجنب الانجرار إلى حرب قد يخسر فيها الكثير، سواء خارجيا وحتى داخليا. ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، لكن تلك الاشتباكات عبر الحدود اللبنانية كانت مقيدة نسبياً، حتى مع توغل القوات الإسرائيلية في غزة وارتفاع عدد الضحايا. يُذكر أن كلا من حزب الله وحماس، قريبان من إيران "كلاهما يساعدن طهران على توسيع نفوذها في المنطقة" وفق بلومبرغ، لكن المجموعة اللبنانية "هي الأهم" بحسب جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب "حزب الله.. الاقتصاد السياسي لحزب الله اللبناني".

قوة حزب الله

ونقلت الوكالة عن ضاهر قوله إن "إيران لا تريد أن ترى جوهرة تاجها تضعف" مضيف أن هدف طهران الجيوسياسي "ليس تحرير الفلسطينيين"، بل استخدام مثل هذه الجماعات كوسيلة ضغط، خاصة في علاقاتها مع الولايات المتحدة. وحزب الله، الذي تأسس قبل أربعة عقود للدفاع عن لبنان بعد الغزو الإسرائيلي، لديه أجندة خاصة به أيضًا "لا ينبغي لنا أن ننظر إليه فقط كأداة بسيطة لإيران" وفق ضاهر. وتتمتع الجماعة الشيعية بقوة أكبر من حماس، حيث يقول حزب الله إن لديه 100 ألف مقاتل، بينما يقدر محللون مخزونه من الصواريخ بما يتراوح بين 130 ألفاً و150 ألفاً. وعلى مدى الأسابيع الخمسة الماضية، استخدم حزب الله صواريخه لضرب مواقع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود التي تبلغ 120 كيلومترا. وفي خطابه المتلفز الأخير في 11 نوفمبر، قال الأمين العام حزب الله، حسن نصر الله، إن الجماعة بدأت في نشر أسلحة أكثر فعالية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والقنابل التي يصل وزنها إلى نصف طن. وبحسب نصر الله، تهدف الجماعة إلى الحفاظ على الجبهة الشمالية لإسرائيل كنقطة ضغط، وقال معبرا عن ذلك "هذا هو المسار العام للعمل". وظلت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل على نطاق واسع ضمن ما يسمى بقواعد الاشتباك، التي تقصر القتال على المناطق اللبنانية التي يعتبرها حزب الله محتلة، وعلى أهداف عسكرية "لكن الخطر الأكبر هو أن ضبط النفس لن يدوم" يوضح تقرير بلومبرغ. يذكر أن إسرائيل تقول إن هدفها من الحرب على غزة هو القضاء على حماس التي قتلت نحو 1200 إسرائيلي واختطفت نحو 240 رهينة في هجوم الشهر الماضي.

خطر خارجي وآخر داخلي

يقول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية "لا إيران ولا حزب الله يريدان اندلاع صراع إقليمي من شأنه أن يكون مكلفا بالنسبة لهما". وتابع "الطريقة التي يبدو أنهما يديران بها الوضع هي التصعيد المدروس والمتزايد.. لكن هذه الاستراتيجية تحت رحمة حادث واحد أو سوء تقدير لتتطور". أحد الأمثلة على ذلك، قول إسرائيل الأسبوع الماضي إنها ضربت هدفاً على بعد 40 كيلومتراً داخل لبنان، وهو ما يتجاوز بكثير ما تنص عليه القواعد المعتادة، لذلك تشير بعض الدلائل على أن الولايات المتحدة حذرت الجانبين من مغبة التصعيد. وأفاد موقع أكسيوس أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أعرب عن قلقه لنظيره الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي بشأن دور إسرائيل في إثارة التوترات على الحدود اللبنانية. في المقابل، التقى المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوشستين، مع حلفاء حزب الله في بيروت، وحثهم على الهدوء. إلى ذلك، هناك خطر محلي على حزب الله أيضا، لأن لبنان يعاني من ضائقة شديدة منذ الانهيار المالي في عام 2019. وفقدت العملة كل قيمتها تقريبا، وتجاوز التضخم 200%، ويعيش ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان في فقر، بينما انهار النظام المصرفي. يتمتع حزب الله بنواة قوية من الدعم، لكنه صنع أيضًا العديد من الأعداء داخل لبنان، إذ "يمكن أن ينفر المزيد من الناس إذا نُظر إليه على أنه يجر البلاد إلى حرب شخص آخر. تقول لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في جامعة هارفارد "إذا بدأ حزب الله حربا شاملة مع إسرائيل، فإن تكلفة العزلة الداخلية لحزب الله ستكون أعلى من أي زيادة في شعبيته يمكن أن يحققها في بقية العالم العربي". ويبدو الخوف واضحا في جنوب لبنان، حيث فر العديد من السكان من منازلهم في قراهم القريبة من الحدود، بينما يستعد آخرون للقيام بذلك في حال اندلعت تصاعد الوضع بين إسرائيل وحزب الله. يقول إبراهيم بيرم، وهو كاتب مقيم في بيروت مهتم بحزب الله "يعرف حزب الله أن الناس، خائفون". وفي السابق كان حزب الله يتمتع بدعم أوسع في لبنان والمنطقة ككل. وفي عام 2006، عُرضت صور لنصر الله في شوارع مصر والبحرين وسوريا بعد أن خاضت الجماعة حرباً استمرت 33 يوماً مع إسرائيل، وكسبت أنصارا في جميع أنحاء العالم الإسلامي. لكن الأمور تغيرت في العقد التالي، عندما حارب حزب الله إلى جانب الرئيس السوري، بشار الأسد، وإيران وروسيا لسحق ما اعتبره العديد من العرب انتفاضة مشروعة ضد نظام وحشي. وفي ذلك الصراع، دعم حزب الله الشيعي وحماس السنية طرفين متعارضين، لكنهما تصالحا منذ ذلك الحين. وساعد حزب الله أيضا في استعادة العلاقات بين حماس والأسد، ويقال إنه قام بتدريب المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون ضد الحكومة المدعومة من السعودية في اليمن. تقرير بلومبرغ خلص إلى أن استراتيجية حزب الله في حرب غزة، تتمثل في أن يكون "جبهة دعم" لحماس، وفقا لبيرم، مما يسمح للجماعة الفلسطينية بقيادة ما يعتبره الكثيرون في المنطقة كفاحًا من أجل القضية الفلسطينية. وهذا يخدم غرضا آخر لحزب الله، كما يقول بيرم "إنه يحرج بقية العالم العربي، الذي ربما كان يظن أن الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى منذ فترة طويلة".

تصاعد الاشتباكات بين «حزب الله» وإسرائيل وتعرض بلدات لبنانية للقصف

بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن القوات الإسرائيلية قصفت بقذائف الفسفور الأبيض منطقة بين بلدتي ميس الجبل وحولا وموقع المنارة الإسرائيلي. وأضافت الوكالة، اليوم (الجمعة)، أن القوات الإسرائيلية أغارت أيضاً على أطراف بلدة عيتا الشعب، وأطراف بلدة العباد، وعلى المنطقة ما بين بلدتي زبقين وطير حرفا. وأعلن «حزب الله»، اليوم (الجمعة)، مسؤوليته عن نحو 10 هجمات على مواقع إسرائيلية على الحدود مع جنوب لبنان، شملت مواقع: مثلث الطيحات، وموقع المرج، وثكنة راميم، وموقع المالكية، وموقع الضهيرة، وموقع العاصي، وموقع بركة ريشا، ومحيط موقع الراهب، ومحيط موقع المطلة. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه رصد خلال الساعات الماضية إطلاق عدة صواريخ موجهة من جنوب لبنان، وقام بالرد على مصادر النيران، مضيفاً أنه قصف أيضاً ما وصفه بأنه «بنية تحتية لحزب الله». وأضاف أن جنوده رصدوا إطلاق طائرة مسيرة عبرت من جنوب لبنان إلى إسرائيل، قبل أن يتم إسقاطها. وتشهد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية اشتباكات تتصاعد حدتها بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، والقوات الإسرائيلية من الجهة الأخرى، حيث يستهدف المقاتلون اللبنانيون والفلسطينيون المواقع الإسرائيلية من جنوب لبنان بالصواريخ، وترد القوات الإسرائيلية بقصف مدفعي وجوي يطول بلدات لبنانية.

بوادر أزمة بين لبنان و«اليونيفيل»

بعد إطلاق عنصر من «حزب الله» قتل أحد جنودها

بيروت: «الشرق الأوسط»... تفاعل القرار الذي أصدرته المحكمة العسكرية في لبنان وقضى بإطلاق سراح محمد عيّاد، المنتمي إلى «حزب الله» والمتهم بالتورّط في قتل الجندي الآيرلندي شون روني (23 عاماً) الذي كان ضمن قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان. وأثار القرار استياء الأوساط القانونية والسياسية التي وضعته في سياق الضغط الذي يمارسه «حزب الله» على المحكمة العسكرية. لكن مصدراً بارزاً في المحكمة العسكرية جزم بأن «الإفراج عن عيّاد جاء لأسباب صحيّة؛ كونه يعاني مرض السرطان، ويحتاج إلى علاج دائم، لا تستطيع إدارة السجن تحمّل تكاليفه». وكانت المحكمة العسكرية عقدت جلسة محاكمة علنية في أغسطس (آب) الماضي استجوبت خلالها عيّاد، الذي نفى إطلاق النار على الجندي الآيرلندي، وأشار المصدر القضائي إلى أن «حادثة مقتل الجندي جاءت نتيجة إطلاق النار عشوائياً، وليس بهدف القتل». وشدد المصدر على أن المتهم «سيخضع لجلسات محاكمة إضافية، وإذا صدر حكم وتضمن عقوبة تفوق مدة التوقيف التي أمضاها سيجري اعتقاله مجدداً». وأكد المتحدث باسم قوات «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اليونيفيل» «تواصل المطالبة بمحاسبة من قتل الجندي روني». وأشار إلى أن المتهمين الآخرين في الاعتداء «ما زالوا طلقاء»، مشيراً إلى «أننا نواصل حثّ السلطات اللبنانية على تقديمهم إلى العدالة». ميدانياً، تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي لمناطق واسعة في جنوب لبنان، استخدمت فيه القذائف الفوسفورية، في مقابل تصعيد آخر من «حزب الله»، بعد إعلانه مساء الخميس مقتل اثنين من عناصره في الجنوب يتحدرون من شرق لبنان. وتحدثت مجموعات إخبارية قريبة من الحزب عن «تطور لافت»، تمثل في استهداف مقاتليه تجمّعاً للقوات الإسرائيلية في محيط موقع المطلة «بواسطة محلقتين هجوميتين وأوقعنا فيه إصابات مؤكدة»، في إشارة إلى مسيّرات انتحارية، وهو الاستهداف الأول من هذا النوع لجنود مشاة.

إطلاق الموقوف بتهمة قتل جندي من «اليونيفيل» يتفاعل في لبنان

مصادر تتخوّف من الارتدادات السلبية للقرار على مهمة القوات الدولية

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. تفاعل القرار الذي أصدرته المحكمة العسكرية في لبنان، نهاية الأسبوع الماضي، وقضى بإطلاق سراح محمد عيّاد، المتهم بالتورّط في قتل الجندي الآيرلندي شون روني (23 عاماً) الذي كان ضمن قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان. وأثار القرار استياء الأوساط القانونية والسياسية التي وضعته في سياق الضغط الذي يمارسه «حزب الله» على المحكمة العسكرية. وعياد هو أحد عناصر الحزب. وكانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل جابر، أفرجت عن عيّاد، الموقوف الوحيد في قضية قتل الجندي الآيرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه، خلال اعتراض دورية تابعة للكتيبة الآيرلندية ليل 14 ديسمبر (كانون الأول) 2022 في بلدة العاقبية (جنوب لبنان)، وجزم مصدر بارز في المحكمة العسكرية بأنه «لا خلفية سياسية للقرار، وأن الإفراج عن عيّاد جاء لأسباب صحيّة كونه يعاني من مرض السرطان، ويحتاج إلى علاج دائم، لا تستطيع إدارة السجن تحمّل تكاليفه». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن المحكمة «وافقت على إخلاء سبيل عيّاد لقاء كفالة مالية مرتفعة، وهي مليار و200 مليون ليرة لبنانية (13.300 دولار أميركي)، وهي كفالة ضامنة لمثوله جلسات المحاكمة»، لافتاً إلى أن «دوافع القرار إنسانية، وسبق للمحكمة أن أطلقت سراح عدد كبير من الموقوفين الذين يعانون من أمراض مستعصية، حتى لا تتحمّل تبعات تعريض حياتهم للخطر داخل السجن». وكانت المحكمة العسكرية عقدت جلسة محاكمة علنية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، استجوبت خلالها عيّاد، الذي نفى إطلاق النار على الجندي الآيرلندي، وأشار إلى أن «حادثة مقتل الجندي جاءت نتيجة إطلاق النار عشوائياً، وليس بهدف القتل». وشدد المصدر القضائي على أن المتهم «سيخضع لجلسات محاكمة إضافية، وإذا صدر حكم وتضمن عقوبة تفوق مدة التوقيف التي أمضاها سيجري اعتقاله مجدداً». واتهم القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، عيّاد وأربعة أشخاص آخرين بـ«تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد». واعتبر القرار أن «أفعال كلّ مِن الموقوف عيّاد والأربعة الآخرين الفارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة الـ549 من قانون العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه (إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام)». وقال المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي لـ«الشرق الأوسط»، إن المحكمة العسكرية اللبنانية أبلغت «اليونيفيل» أن الموقوف المتهم في الهجوم الذي أدى إلى مقتل الجندي شون روني، «قد تم إطلاق سراحه بكفالة بسبب تدهور حالته الصحية»، وأنه يتعين عليه المثول أمام المحكمة في الجلسة المقبلة المقرر عقدها في 15 ديسمبر المقبل. وأكد تيننتي أن «اليونيفيل» «تواصل المطالبة بالمحاسبة على مقتل الجندي روني، الذي، مثل جميع الهجمات على قوات حفظ السلام، يعد جريمة بموجب القانون الدولي واللبناني». وأشار تيننتي إلى أن المتهمين الآخرين في الاعتداء «ما زالوا طلقاء»، مشيراً إلى «أننا نواصل حثّ السلطات اللبنانية على تقديمهم إلى العدالة وضمان محاسبة جميع الذين ساهموا في مقتل روني، على جريمتهم». وتخوّف مصدر سياسي في المعارضة اللبنانية من «ارتدادات سلبية لهذا القرار على مصداقية الدولة اللبنانية في معاقبة المعتدين على القوات الدولية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «إخلاء سبيل الموقوف لن يؤدي إلى تغيير في طبيعة مهمّة (اليونيفيل)، لكنه سيحمل تفسيرات ملتبسة، أقلّه أنه يعطي انطباعاً بأن الدولة توفّر غطاءً لكل من يحاول الاعتداء على (اليونيفيل) أو يخلق أسباباً تخفيفية لجرائم استهدافها». من جهته، رأى رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص، أنّ المحكمة العسكرية يمكن أن تكون قد أسندت قرارها على المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني الّتي تنص على ألا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجناية 6 أشهر يمكن تجديدها لمرة واحدة بقرار معلل»، لكنه أشار إلى أن «نص المادة 108 استثنى صراحة جنايات القتل والمخدرات والاعتداء على أمن الدولة والجنايات ذات الخطر الشامل وجرائم الإرهاب وحالة الموقوف المحكوم عليه سابقاً بعقوبة جنائية». وقال مرقص لـ«الشرق الأوسط»: «من المحتمل أن تكون هيئة المحكمة العسكرية، ودون أن نذهب إلى تبرير قرارها، قد اكتفت بمدة توقيفه، أو رأت عدم توافر نية القتل على اعتبار أنّ فترة التوقيف تكون قريبة من المدة التي سيحكم بها في ظلّ غياب الدليل الكافي الّذي يثبّت النية الجرمية مع تسارع الأحداث الأمنية في إطار الجريمة حينذاك، وبسبب تدهور حالته الصحية بحسب مصادر المحكمة العسكرية». وأشار الدكتور مرقص إلى أن «إخلاء السبيل الحاصل في ظلّ هذه الظروف لا يدعو إلى الاستغراب مقارنة بسواه من القضايا، فقد سبق أن أخلت المحكمة العسكرية سبيل الموقوف مصطفى حسن مقدم (المتهم باغتيال الملازم أول الطيار سامر حنا بعد أقل من 10 أشهر على توقيفه) لقاء كفالة مالية مقدارها عشرة ملايين ليرة»....

تضامن مع إعلامية لبنانية رداً على ملاحقتها من القضاء العسكري

ليال الاختيار: اضطهاد سياسي سافر بأسلوب القمع القضائي

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلنت أحزاب وقوى سياسية لبنانية تضامنها مع الإعلامية ليال الاختيار، التي أصدر القضاء العسكري اللبناني مذكرة بحث وتحرٍّ بحقّها، على خلفية دعوى تقدَّم بها أسرى محرَّرون وإعلاميون مقرَّبون من «حزب الله»، بعد إجرائها مقابلة​ صحافيّة على قناة «العربيّة» مع المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، ​أفيخاي أدرعي،​ في الشهر الماضي. وأكدت الاختيار، مساء الخميس، أنه جرى إبلاغها بمذكرة بحث وتحرٍّ أصدرتها بحقّها النيابة العامة العسكرية في لبنان، على أثر «إخبار تقدَّم به ضدِّي محسوبون على حزب الله، تحت مسميات مقنّعة»، وفق ما قالت في تغريدة لها بموقع «إكس»، مساء الخميس. ووصفت الاختيار هذه الخطوة بأنها «اضطهاد سياسي سافر، بأسلوب القمع القضائي، وهي لا تمتّ إلى الحق والحقيقة والعدالة بصلة». ورأت أن «الذين يقفون خلفها يُلحقون بأنفسهم العار الأخلاقي والوطني والإنساني، فهم مَن نَهَب الدولة وأفلس الشعب وتنازل عن سيادة الوطن وثرواته، وها هم يغطون ارتكاباتهم بفبركات لقمع الحريات». وأضافت الاختيار: «إنني لستُ خائفة لأنني لبنانية من الآن وحتى يوم القيامة، وعربية من الآن وحتى آخِر نفَس»، متوجهة إلى مُصدري مذكرة البحث والتحري ضدّها بالقول: «لن تمسّوا حريتي ولا كرامتي ولا قناعاتي، مهما فعلتم». وتُعدّ الاختيار من أبرز خصوم «حزب الله» في الإعلام، وغالباً ما تنتقد الحزب، في تغريداتها ومواقفها السياسية، وتتعرض لمضايقات واتهامات بـ«التطبيع مع إسرائيل»، وصولاً إلى حملة سياسية وإعلامية شُنّت ضدها وضد إعلاميين آخرين من خصوم الحزب ومنتقديه، في الأسبوع الماضي، حيث انتشرت ملصقات في منصة «إكس» تتهمهم بالمشاركة في قتل أطفال غزة، وهو ما واجهه الإعلاميون المستهدَفون بالحملة، بالاستنكار والرفض، معتبرين أن الحملة تسعى لإسكاتهم عن انتقاد الحزب وإيران. وبعد ثلاثة أيام من اندلاع حرب غزة، استقبلت الاختيار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على الهواء، وشُنّت حملة إلكترونية وإعلامية ضدّها بعدما عرفت عنه أنه «الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي»، كما وصفته بـ«الأستاذ أدرعي»، مما دفع «هيئة ممثّلي الأسرى والمحرّرين»، في بيان، للتقدم بإخبار ضدها أمام المحكمة العسكرية، في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتقدم بالإخبار المحامي غسان المولى بوكالته عن إعلاميين وأسرى. واللافت أن الإخبار قُدّم ضدّها وحدها، ولم يجرِ تقديمه ضد آخرين من إعلاميين لبنانيين يستقبلون أدرعي على الشاشات العربية، وبينهم زملاء لها في «العربية»، مما دفع لاعتقاد أن الحملة على الاختيار «ذات خلفية سياسية»، وهو ما برز في مواقف القوى السياسية والأحزاب التي تضامنت معها، وأشارت إليه النائبة بولا يعقوبيان بشكل مباشر. ورأت يعقوبيان أن «من المعيب أن تُمنع ليال الاختيار من دخول بلدها عبر استخدام ما يُعرَف بالقضاء». وأضافت: «واضح أن الموضوع لا علاقة له بتطبيق القانون، إنما هو انتقام من موقفها السياسي المعارض لحزب الله». وذكرت يعقوبيان أن «أغلب الصحافيين اللبنانيين، الذين عملوا في الفضائيات العربية والدولية، قابلوا إسرائيليين في جزء من تغطيتهم الأحداث، ولم تجرِ ملاحقتهم. هذه نتيجة قضاء مُسيَّس مسيطَر عليه من الطبقة السياسية». وختمت: «كل التضامن والحب، وسامِحينا على عجزنا أمام مافيا السلطة». وعلى صعيد الأحزاب، أشارت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي»، في بيان أصدرته، الجمعة، إلى أن «استخدام القضاء بقصد التضييق والتشفّي مرفوض بأي شكل من الأشكال، وتحديداً في وجه حرية الإعلام والحق بالعمل الإعلامي المهني، بصرف النظر عن أي اعتبار، ومهما كانت وجهات النظر متباينة». وقالت المفوضية، في بيان، إنّه «من غير المبرَّر إطلاقاً إصدار مذكرة بحث وتحرٍّ بحق الصحافية ليال الاختيار»، داعية «الجميع إلى التمسك بالحريات ميزة أساس في لبنان». في السياق نفسه، أشار جهاز الإعلام في حزب «الكتائب اللبنانية» إلى أن «حزب الله يشنّ حملة إلكترونية لهدر دم الإعلاميين واللبنانيين الأحرار؛ لأنهم يرفضون جرّ بلدهم إلى الحرب، أمر مُدان ومرفوض لكنه نهج المتسلط الذي يرفض الرأي الآخر، لا بل يريد إلغاء وجوده»، مضيفة أنه «ليست المرة الأولى التي يتناغم فيها القضاء العسكري، ومن غير اختصاصه، مع موجات القمع والإلغاء وهدر الدم، وهذا أمر مُشين». وأعرب حزب «الكتائب» عن تضامنه مع الاختيار «وكلّ من يتعرض لهذه الحملات الجائرة والمُخجلة بحق لبنان»، مشدداً على أن «وجه بلدنا لن يتغيّر ولن يتحوّل إلى دولة بوليسية، مهما حاولتم، وسيبقى معقل الكلمة الحرة رغماً عن كل من يأبى ويكره». أما النائب السابق فارس سعيد فأكد أن «صدور بلاغ بحث وتحرٍّ بحق ليال الاختيار معيب». وأضاف: «لبنان لا يُحكَم بالكيديّة. كلنا ليال».

المسيّرات الهجومية وصواريخ «بركان» أحدث أسلحة «حزب الله» في المواجهة مع إسرائيل

خبير عسكري: قدرات الحزب تفوق بـ10 مرات قدرات «حماس»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح... على الرغم من الانخراط المحدود لـ«حزب الله» في حرب غزة التي اندلعت بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحصره مسرح العمليات العسكرية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، فإن ذلك لا ينفي أن الحزب كشف أسلحة وتكتيكات جديدة بدأ يستخدمها، وإن كانت لا تشكل إلا جزءاً صغيراً من أسلحة واستراتيجيات أكبر سيلجأ إليها إذا توسعت رقعة الحرب، وهو ما يتركه في خانة «المفاجآت». وأعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة عن «ارتقاء كمي من ناحية عدد العمليات ونوع السلاح المستخدم»، وقال: إنه «للمرة الأولى تم استخدام الطائرات المسيّرة الانقضاضية وصواريخ (بركان) التي يتراوح وزنها بين 300كلغ ونصف طن». وبحسب مقربين من الحزب، فقد وضع الخطط والاستراتيجيات لخوض المعركة الحالية كما أنهى استعداداته للحرب الشاملة، خاصة أن هذا الاحتمال برأيهم لا يزال قائماً، وهم يربطونه بمدى تدهور الوضع في غزة. وفي حربه المستمرة جنوباً، والتي أنهت قواعد الاشتباك السابقة التي كانت معتمدة منذ حرب 2006 مع توسعها لتشمل المدنيين في الطرفين مؤخراً، يعتمد الحزب وإسرائيل بشكل أساسي على المسيّرات التي لم يكن لها دور أساسي في حربهما الأخيرة، كما أدخل إلى المعادلة ولأول مرة صواريخ متطورة معروفة بـ«البركان».

تكتيكات جديدة

ويشير رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما»، رياض قهوجي، إلى أن «الحزب أطلق 4 من هذه الصواريخ (بركان) التي تحمل رأساً حربياً يفوق الـ100 كلغ»، لافتاً إلى أنه «يستخدم أيضاً (الكورنيت) الذي كان يعتمده في السابق لاستهداف المدرعات، وحالياً يستخدمه أيضاً لاستهداف القواعد العسكرية في إطار تكتيك جديد». ويوضح قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حزب الله» «يستخدم المسيّرات الهجومية الانتحارية للهجمات وعمليات التجسس» مشيراً إلى أن «تكتيك الهجمات المتناسقة الذي يعتمده من جبهات عدة، أي من القطاع الأوسط والغربي والشرقي هو سيف ذو حدين؛ كونه خلق أهدافاً إضافية للطرف الإسرائيلي». ويضيف: «الحزب يحاول اليوم أن يواجه بأسلوب الجيش النظامي وهي نقطة ضعف؛ لأن الجيش الإسرائيلي يمتلك تفوقاً جوياً يمكّنه من رصد تحركات عناصر الحزب؛ ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من عناصره».

فارق القوة مع «حماس»

ويعدد رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد هشام جابر، أبرز الأسلحة التي استخدمها «حزب الله» ولم تكن موجودة في عام 2006، وأبرزها «الطائرات المسيّرة وصواريخ «بركان» والأسلحة المضادة للدروع على غرار «الكورنيت»؛ علماً أنه بالحرب السابقة كان يستخدم أسلحة مماثلة، لكنها كانت لمسافات قريبة ويحملها المقاتل، أما اليوم فالأمر مختلف. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن لديه حتماً أسلحة لم يستخدمها منها الصواريخ المضادة للسفن (يوخانت أرض - بحر) وأسلحة مضادة للطائرات، وليس فقط التي استخدمها ضد الطائرات المسيّرة». ويؤكد جابر، أن «قوة (حزب الله) هي أكبر بعشر مرات من قوة (حماس)، سواء لجهة القوة العسكرية والصاروخية وعدد المقاتلين»، لافتاً إلى أن «تكتيك (حماس) تكتيك حرب العصابات الذي يقوم على الالتحام بالأسلحة الخفيفة. وفي المقابل، يستخدم (حزب الله) تكتيكاً يعتمد بثلثه على طريقة عمل الجيش الكلاسيكي النظامي وبالثلثين على تكتيك حرب العصابات».

أهداف «حزب الله» العسكرية

أبرز العمليات التي ركز «حزب الله» على إتمامها منذ دخول المعركة في الثامن من أكتوبر، استهداف نقاط تموضع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، واستهداف مواقعه على طول الخطّ ضمن حركة الردّ والردّ المقابل، وتعطيل أجهزة التصويب على الأجهزة الإلكترونيّة والتجسّسيّة والبصريّة والراداريّة على طول الشريط الفاصل مع الأراضي المحتلّة، تهيئةً لاحتمالات التدخّل الواسع. ويشير المحلل السياسي قاسم قصير في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى الأهداف الأساسية التي تسعى إليها خطة «حزب الله» وهي تطبيق استراتيجيّة وحدة الساحات ضمن محور المقاومة، وإشغال جزءٍ كبيرٍ (نحو 50 في المائة) من قدرات الجيش الإسرائيلي من خلال وجوده في منطقة الجليل، إضافة إلى التضليل لناحية توقيت ودرجة وشكل التدخّل الممكن وفتح ثغرةٍ في مزارع شبعا وتحويلها جبهةً متحرّكةً وتثبيت معادلة الردع واستهداف المدنيّين مقابل المدنيّين والمقاتلين مقابل المقاتلين». ويؤكد قصير، أن «من الطبيعي أن لدى الحزب مفاجآت كثيرة، سواء بشأن نوعية الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها أو خطة الهجوم على الجيش الإسرائيلي. ولعل ما قامت به (حماس) يشبه خطة الحزب لاقتحام الجليل إذا اتخذ القرار، وقد تكون لديه خطط أخرى».



السابق

أخبار وتقارير..فلسطينية..طهران:أبلغنا واشنطن بعدم رغبتنا في تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي..«مسيرة» مسلحة تستهدف قاعدة الحرير الجوية شمال العراق..مسيرة إسرائيلية تستهدف مخيم جنين..وقتلى وجرحى بقصف نازحين في رفح..مصدر فلسطيني:انفراجة بمفاوضات هدنة غزة..وإعلان الاتفاق خلال 48 ساعة..البيت الأبيض قلق من أن تقوّض مواقف نتنياهو دعم العرب في غزة..ما قوانين جرائم الحرب التي تنطبق على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟..نتنياهو يتراجع في اللحظة الأخيرة عن صفقة لتبادل الأسرى..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..20 ألف فلسطيني في قطاع غزة بين شهيد ومفقود..ارتفاع قتلى غزة الى 12 ألفا.. وإسرائيل: سنضرب حماس بكل مكان..استشهاد 5 في قصف إسرائيلي على مخيم للاجئين في الضفة الغربية..«حرب الضفة» تواكب غزة..«مجمع الشفاء الطبي»: معظم مرضى العناية المركزة ماتوا..دخول 10 شاحنات وقود تحمل نحو 150 ألف لتر سولار إلى غزة..«الجنائية الدولية»: تلقينا طلباً لإحالة الوضع في فلسطين إلى المحكمة..أبو عبيدة: تدمير وإعطاب 62 آلية عسكرية خلال 4 أيام..إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو رفضت مقترح تبادل الأسرى مع حماس..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,658,801

عدد الزوار: 6,959,704

المتواجدون الآن: 58