أخبار لبنان..قصف إسرائيلي على جنوب لبنان يسفر عن قتيلين بعد هجوم صاروخي من حماس..حزب الله يُدخل أسلحة جديدة وواشنطن ملتزمة بمنع حرب واسعة..قراءة في الأفق العسكري المفتوح على سيناريوهات ومناورات و..أفخاخ..«القسام» تقصف من لبنان مواقع عسكرية إسرائيلية..إقرار تعويضات «ربط النزاع» لسنة مع القطاع العام..إعداد قطري - فرنسي لمؤتمر دعم الجيش وانتخاب رئيس..وجبهة الجنوب على اشتعالها.. كوابح الحرب الشاملة لا تزال أقوى من دوافعها..

تاريخ الإضافة الخميس 29 شباط 2024 - 5:04 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


«حزب الله» يعيد تعويم ورقة «المقاومة الفلسطينية» من جنوب لبنان..

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعاد «حزب الله» تعويم ورقة «المقاومة الفلسطينية» من جنوب لبنان عبر قيام «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» بقصفها «معسكر غيبور»، و«ثكنة المطار في بيت هلل» شمال فلسطين المحتلة برشقتين صاروخيتين مكونتين من 40 صاروخ غراد. وبينما قالت مصادر «حماس» إن آخر عملية نفذتها كانت منذ نحو 50 يوماً، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر مرتبط بأسباب ميدانية حصراً»، وضع خبراء عودة العمليات في إطار الربط مع المباحثات الجارية لهدنة غزة. وعدّ مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، إعادة تفعيل هذه العمليات «تأكيداً على مبدأ وحدة الساحات وتثبيته بمعنى أن (حماس) كما تقاتل في غزة هي أيضاً تقاتل في لبنان، وبالتالي أي تسوية ستحصل يجب أن تشمل الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، حيث إنه لا إمكانية لفصل مسار عن الآخر».

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان يسفر عن قتيلين بعد هجوم صاروخي من حماس..

سقوط قتيلين من بلدة كفرا، إضافة إلى 14 اصابة بين جروح وحالات اختناق

بيروت - فرانس برس.. أسفر قصف إسرائيلي عن مقتل شخصين في جنوب لبنان مساء الأربعاء، بعدما أطلقت حماس في وقت سابق وابلا من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل من لبنان وسط تصاعد الاشتباكات عبر الحدود في الأيام الأخيرة. ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي بين حزب الله اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما تعلن فصائل فلسطينية في لبنان مسؤوليتها عن هجمات من حين لآخر. وأوردت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية "أغار الطيران الحربي المعادي على 3 دفعات على بلدتي صديقين وكفرا، مما أدى إلى سقوط شهيدين من بلدة كفرا، إضافة إلى 14 اصابة حتى الساعة بين جروح وحالات اختناق". صباح الأربعاء، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهدافها من جنوب لبنان بعشرات صواريخ موقعين عسكريين في شمال إسرائيل. وأفادت الكتائب في بيان نشرته على تطبيق تلغرام عن استهدافها موقعين عسكريين "برشقتين صاروخيتين مكونتين من 40 صاروخ غراد". ووضعت القصف في سياق "الرد على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة واغتيال القادة الشهداء وإخوانهم في الضاحية الجنوبية" لبيروت. وقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري مع 6 من رفاقه في قصف جوي استهدف في الثاني من كانون الثاني/يناير، شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وأكدت مصادر لبنانية وفلسطينية وأميركية أن إسرائيل هي التي شنّت هذه العملية. وقالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس هذا الشهر إن قياديا كبيرا في حماس نجا من محاولة اغتيال في جنوب بيروت. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "تم رصد نحو 10 مقذوفات عبرت من لبنان إلى شمال إسرائيل"، مضيفا أن صفارات الإنذار انطلقت في منطقة كريات شمونة شمال البلاد. وأضاف الجيش أن الدفاعات الجوية "تصدت بنجاح لعدد من عمليات المقذوفات"، مضيفا أنه "ضرب مصادر النيران في لبنان". وأفادت الشرطة الإسرائيلية عن وقوع أضرار في الممتلكات في منطقة كريات شمونة من دون تسجيل إصابات. دفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم، وتسبب بمقتل 286 شخصاً على الأقل، بينهم 197 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنيا و24 مقاتلا فلسطينيا على الأقل، 10 منهم من حماس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 10 جنود و6 مدنيين. وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة صيف 2006. ويكرر حزب الله التأكيد أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان. إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدد الأحد على أن ضربات بلاده ضد حزب الله لن تتوقف حتى في حال التوصل الى اتفاق على هدنة والإفراج عن رهائن محتجزين لدى حركة حماس في غزة.

لبنان: حزب الله يُدخل أسلحة جديدة وواشنطن ملتزمة بمنع حرب واسعة

الجريدة...منير الربيع ..تأكيداً للخبر الذي نشرته «الجريدة» بشأن حصول حزب الله على أسلحة جديدة نوعية ومتطورة من إيران، فإنّ الأحداث في الأيام الماضية أظهرت إدخال حزب الله أنواعاً جديدة من الصواريخ المضادة للدروع، وصواريخ أرض - جو في المواجهات بينه وبين إسرائيل، وبينها صاروخ الماس، والصاروخ الذي أسقط «مسيّرة هرمز» التي تُعد فخر الصناعة الإسرائيلية. ووفق ما تشير مصادر دبلوماسية، فإنّ قدرة حزب الله على إسقاط المسيّرة أثارت غضباً كبيراً داخل إسرائيل وتخوّفاً أميركياً من الاتجاه نحو مواجهة شاملة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية لتكرار رفضها أيّ توسيع لنطاق المواجهة بين إسرائيل والحزب، مع تأكيد مصادر أميركية أن المساعي مستمرة في سبيل الوصول الى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الى جانبَي الحدود. الى ذلك، تفيد المعلومات بأن إسرائيل تبحث عن كيفية الرد على إسقاط الطائرة المسيرة خصوصاً عن أهداف استراتيجية لحزب الله تتّصل بالأسلحة الدفاعية الجوية، وأن استهداف بعلبك يندرج في هذه الخانة، كما أن هناك مخاوف من احتمال استهداف منطقة الهرمل التي يعتقد أن الحزب يقيم فيها مطاراً عسكرياً ومخازن تحتوي على أسلحة جوية وطائرات مسيّرة متطورة. وارتفع منسوب الغضب لدى إسرائيل مع تكرار حزب الله قصف قاعدة ميرون الجوية مرتين في يوم واحد، في ظل معلومات عن وضع الحزب بنك أهداف جديد يلجأ إليه على وقع التطورات، وكلها أمور فاقمت المخاوف من خروج المواجهة المضبوطة منذ 8 أكتوبر 2023 عن السيطرة. ورغم ذلك، تشير مصادر لبنانية مواكبة لمسارات التفاوض إلى أن التصعيد العسكري يرتبط بتحسين شروط التفاوض لدى الطرفين، ولا تزال هذه المصادر تراهن على نجاح واشنطن في تجنّب التصعيد، خصوصاً أن مسؤولين أميركيين جددوا التزامهم بالضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب الى لبنان، وفي هذا الإطار جاء موقف حزب الله الواضح بالاستعداد للالتزام بالهدنة على الجبهة الجنوبية، تزامناً مع سريان مفعول الهدنة في قطاع غزة، رغم أن لبنان لم يتبلغ أي موقف إسرائيلي واضح حول شمول الهدنة الجبهة اللبنانية. حزب الله يستعد لكل الاحتمالات، خصوصاً في ضوء تخوّف من احتمال أن تلجأ إسرائيل الى شنّ عملية عسكرية واسعة بعد شهر رمضان. وفي هذا الإطار، فإن الحزب يعتمد تكتيكاً عسكرياً في إظهار قوته وقدراته بشكل متدرج.

قراءة في الأفق العسكري المفتوح على سيناريوهات ومناورات و... أفخاخ

الـ «ميني حرب» في جنوب لبنان على محكّ هدنة غزة

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الحكومة تقرّ حوافز وعطاءات لموظفي القطاع العام فهل سُحب فتيل الاضطراب الإداري والاجتماعي؟

على وقع ارتقاء «التَدافُع الخشن» بالنار بين «حزب الله» وإسرائيل إلى مستوياتِ الـ «ميني حرب»، أقلّه في اتساع جغرافية المواجهات على المقلبيْن مع ضوابط تحول حتى الساعة دون الانفجار الشامل، وجدتْ بيروت نفسها مجدداً وجهاً لوجه أمام «القنبلة الموقوتة» المعيشية التي يشكّلها موضوع تدعيم رواتب العاملين في القطاع العام والمتقاعدين والذي قفزت معه الأزمة المالية إلى صدارة الأولويات بعد احتجابٍ خلف دخان المواجهات على جبهة الجنوب، لتتقاسم المشهدَ الداخلي بشقّه «غير المرقّط» مع محاولاتٍ لـ «لبْننة» مخرجٍ لمأزق الانتخابات الرئاسية المعلّقة منذ نحو 16 شهراً على استقطاباتٍ محلية بأبعاد إقليمية. وفيما كانت المواجهاتُ بين «حزب الله» وإسرائيل على اشتدادها مع تسجيلِ عودةٍ لكتائب «القسام» في لبنان إلى الجبهة الجنوبية حيث تبنّتْ قصفَ «مقر قيادة اللواء الشرقي 769»معسكر «غيبور»و«ثكنة المطار في بيت هلل»برشقتين صاروخيتيْن مكوّنتيْن من 40 صاروخ غراد، في سياق الرد على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة واغتيال القادة وإخوانهم بالضاحية الجنوبية في لبنان (القيادي صالح العاروري في 2 يناير الماضي)»، لم تهدأ التكهناتُ حيال أفق الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية على مستوييْن:

- الأول في ما خص دينامية الحرب المحدودة حتى الساعة وإمكان انزلاقها الى الصِدام الكبير قبل بلوغ الهدنة المفترضة في غزة.

- والثاني في ما يتعلّق بمصير هذه الجبهة بعد أي هدنةٍ وهل تنسحب عليها أم أن اسرائيل ستَمْضي بـ «الضغط بالنار» في سياق «ضرباتٍ تذكيريةٍ» بوجوب تطبيق القرار 1701 الذي تركّز تل ابيب على شقه المتعلق بجعْل جنوب الليطاني منطقة خالية من السلاح والمسلحين، أو أقلّه مرحلياً قيام حزام آمن بعمق 7 الى 10 كيلومترات لا يكون فيه حضور لقوة النخبة في حزب الله (الرضوان) ولا القوة الصاروخية «اللصيقة» بالحدود.

إسرائيل... مناورة بالنار

ولم تَخرج أوساط مطلعة عن الاقتناع بأنّ اسرائيل مازالت تُعْلي خيار الحلّ الديبلوماسي وفق القاعدة التي حدّدتْها، وترتكز على أنه يستحيلُ بعد مجرياتِ الأحداث منذ 8 اكتوبر على جبهة الجنوب، وما أفرزتْه من خروجِ سلاح حزب الله ومقاتليه من وضعية «غير المرئي» أي من «تحت الأرض إلى فوقها»، العودةُ إلى ما كان عليه الوضع في 7 اكتوبر، الأمر الذي يجعل من الملحّ بلوغ ترتيباتٍ جديدةٍ، تُطَمئن سكان مستوطنات الشمال إلى العودة وإلى أن ما حصل في غلاف غزة لن يتكرر عبر جنوب لبنان. وبحسب الاسرائيليين فإن هذا يستوجب ظروفاً وشروطاً جديدة يَعمل عليها بهدوء الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي كان واضحاً بقوله قبل أقل من اسبوعين «ان متطلبات ما يدخل في الاعتبار الأمني (على الجبهة الجنوبية) لم تَعُدْ كما كانت عليه في 6 اكتوبر (عشية طوفان الاقصى)، ولهذا يتعيّن أن يكون لدينا ترتيب أكثر شمولية يتضمّن مجموعة من الخطوات على المقلبيْن لضمان مثل هذه الإجراءات». وفي حين تشير معلومات الى أنه ما أن يتمّ بلوغ هدنة في غزة فإن هوكشتاين سيعاود إدارة محركات مهمته المكوكية، وفي جزء منها طرح لصيغة موقتة بابتعاد «حزب الله» عن الحدود مسافة كافية لعودة النازحين على مقلبيْ الحدود، ريثما يكون تبلور الحلّ المستدام على قاعدة بت نقاط الخلاف البري على الخط الأزرق (لم يشتمل طرحه الأولي على أي بحث في موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا)، يزداد حبس الأنفاس بإزاء ما قد تشهده الفترة الفاصلة عن الهدنة التي يُعمل عليها وهل ستسعى تل ابيب خلالها لتكريس وقائع ميدانية مؤلمة، ولو من دون الضغط على زر التفجير الكبير، لتدخل مرحلة التفاوض من موقع أقوى. وفي موازاة الخشيةِ الدائمة من انزلاقٍ لا إرادي إلى الحرب الشاملة، في ظل توسُّع مدى الاستهدافات الاسرائيلية وصولاً لاشتمالها للمرة الأولى منذ 2006 منطقة بعلبك، في مقابل تنويع «حزب الله» في ضرباته وبلوغها حدود عكا بالتوازي مع مضيّه في «صعق» الاسرائيليين بأسلحة جديدة وبينها التي أسقطت مسيرة هيرميز 450 التي تُعتبر «ميني طائرة حربية»، فإنّ الأوساط ترى أن ما تشهده الأيام الأخيرة ينطبق عليه أكثر عملية تفاوض تمهيدية بالنار ترْبط على الحامي مع مرحلة الهدنة في غزة، وتحاول إرساء نوع من توازن رعب يطبع المسار الديبلوماسي المنتظر. ولاحظتْ الأوساط نفسها في هذا الإطار، أن تل أبيب ترمي إشاراتٍ متوازية، تتحدث في جزء منها عن أن أي وقف للنار في غزة لن ينسحب على جبهة الشمال، وتشير في جزء آخر إلى أنه «إذا فشلت جهود تطبيق القرار 1701، سيبقى الخيار العسكري قائماً وسيدفع حزب الله ثمناً باهظًا» كما أعلن أمس أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكداً أنّ «سكان شمال إسرائيل سيعودون حتماً إلى منازلهم، وهناك جهود ديبلوماسية للتوصل إلى حل». أما واشنطن فنقلت بلسان المتحدث باسم خارجيتها ماثيو ميلر عن إسرائيل أنها «أكدت لنا في جلسات خاصة أنها تريد اتباع مسار ديبلوماسي»، مشيراً إلى «أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين في الشمال يواجهون خطراً أمنياً حقيقياً يتعين مواجهته، وواشنطن تتبع مساراً ديبلوماسياً لحل المشكلة»، وأضاف: «لا نريد أن نرى أياً من الجانبين يصعّد الصراع في الشمال»، وتابع: «سنواصل اتباع المسار الديبلوماسي، وفي نهاية المطاف، هذا سيجعل العمل العسكري غير ضروري».

«حزب الله»... موقف نُقَطي

وفي موازاة ذلك، كان لافتاً ما نُقل عن «حزب الله» من أنه سيوقف إطلاق النار «إذا وافقت(حماس)على هدنة مع إسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان»، وهو ما احتمل تفسيريْن: أوّلهما ان الحزب سيوقف عملياته عبر الجنوب ما أن تسير حماس بالهدنة المفترضة بما يجعل تل أبيب في حال مضت في هجماتها ضدّه في موقع «مكشوفٍ» كمعتدٍ فيكون الحزب بات في وضعية دفاعية، حتى تجاه خصومه في الداخل الذين يأخذون عليه اقحام لبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. أما التفسير الثاني، فإن حزب الله يحاول استدراجَ ضماناتٍ مسبقة بأن إسرائيل ستتوقف عن استهدافاتها ضدّه خلال الهدنة قبل أن يسلّف «مجاناً» ورقة التهدئة ربطاً بهدنة غزة، ما دامت تل أبيب لمّحت مراراً الى فصل بين الجبهتين، وذلك في محاولة من الحزب لنزع ورقة «الضغط بالنار» من يد الإسرائيليين الذين قد يُبْقون عليها لفرْض «سرعتهم» في ما خص تطبيق القرار 1701، اعتقاداً منهم أن «وهجَ السلاح» والتهديد بالحرب الكبرى سيجعل الحزب، غير المرتاح في الداخل اللبناني، يقدّم تنازلات. وفي هذا الوقت، وغداة استهداف حزب الله مقرّ قيادة الفرقة 146 في الجليل الغربي التي كان زارها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، واصل الطيران الحربي أمس غاراته على جنوب لبنان فاستهدف منزل القيادي في حزب الله علي وهبي في بنت جبيل (كان المنزل خالياً) وايضاً منطقة «الخريبة» بين مدينة الخيام وراشيا الفخار وبلدة عيناتا والزلوطية. وعلى وقع إعلان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي «أن حزب الله يدفع ثمناً باهظاً بالعتاد والأرواح رداً على اعتداءاته»، كشف المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي ادرعي عن «شن غارات على أهداف لحزب الله في لبنان ومن بينها مستودع أسلحة وموقع لانتاج أسلحة تابع للتنظيم في منطقة رامية» وقبلها في خربة سلم. في المقابل، دوّتْ صفارات الإنذار في مستوطنة كريات شمونة حيث تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان قبل ان تفيد وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع أضرار في أحد المباني، بالتوازي مع تقارير عن إطلاق صواريخ باتّجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل. وأعلن حزب الله عصراً عن تنفيذ 3 هجمات بالصواريخ استهدفت موقعي السماقة و الرمثا في مرتفعات كفرشوبا ومحيط موقع بركة ريشا في القطاع الغربي عند الحدود مع فلسطين المحتلة. وبإزاء هذه الحماوة المتصاعدة، أعربت قوّة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان عن قلقها الشديد من توسع المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بسبب التوترات الأخيرة. ولفتت الى أن «احتمال نشوب صراع أوسع أصبح قريباً ونحضّ على وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي»، محذرة من أن «توسع الصراع بين لبنان وإسرائيل سيكون صراعا إقليمياً له آثار مدمرة».

الحكومة ولغم الإضراب

وعلى وقع قرعقة السلاح، حاولت الحكومة اللبنانية تفكيك «لغم» الإضراب في القطاع العام والذي شلّ العديد من الوزارات الحيوية منذراً بتداعياتٍ متدحرجة حتى على «الأمن الغذائي»، حيث ناقشت في جلستها أمس صيغة لإعطاء تعويض مؤقّت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، كان المتقاعدون العسكريون «متأهّبون» على تخوم السرايا للتصدي لها بحال لم تراعِ مطالبهم بجعْل الرواتب تناهز 300 دولار أميركي. وفي سياق متصل، وفيما أقرّت الحكومة زيادات وعطاءات وحوافز لموظفي القطاع العام، على أن يكون الحد الأدنى للرواتب 400 دولار والأقصى 1200، حذّر نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي من أن «تكدّس الحاويات في مرفأ بيروت بسبب الاضراب (في القطاع العام) يُشكّل كارثة كبيرة»، منبهاً إلى أنه «إذا لم تحلّ المشكلة من الآن وحتى يوم السبت، سيكون لدينا ما يفوق الـ1200 حاوية تحتاج إلى الكشف، وبالتالي نحن على مشارف كارثة كبيرة قبيل شهر رمضان». من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني «أن عملية تكديس الحاويات الحاصلة سببها إضراب موظفي الإدارات في الوزارات المعنية، كالزراعة والاقتصاد، وليس بسبب إضراب موظفي المرفأ».

نائب لبناني عن قائد الجيش: لا صحّة للفيديو عن خنادق ودشم لـ «حزب الله» في جبيل

نَقَلَ النائب زياد حواط (من كتلة القوات اللبنانية) عن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون عدم صحة الفيديو الذي نُشر (من موقع اسرائيلي) عن حفر خنادق ودشم يستخدمها «حزب الله» وبداخلها أسلحة في منطقة جنة ومار سركيس في جرد جبيل الجنوبي. وقال حواط إنه بحث مع قائد الجيش «مَخاطر تبعاتِ هكذا فيديو على أهالي المنطقة»، موضحاً أنه «بعد مراجعةِ مضمون الفيديو والتحقق مما ورد فيه من المعنيين في المؤسسة العسكرية أكد العماد عون عدم صحة هذا الفيديو»...

ردا على المجازر الإسرائيلية بغزة واغتيال القادة بالضاحية الجنوبية

«القسام» تقصف من لبنان مواقع عسكرية إسرائيلية

الراي.. «الجزيرة».. أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»- أنها أطلقت من جنوب لبنان رشقتين من 40 صاروخا تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية، ردا على المجازر الإسرائيلية بغزة واغتيال القادة بالضاحية الجنوبية. وأضافت أنها قصفت مقر قيادة «اللواء الشرقي 769» ومعسكر غيبور وثكنة المطار في بيت هيلل. وأفادت «الجزيرة» بإطلاق رشقتين صاروخيتين من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل، مشيرة إلى انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية بالقطاع الشرقي من جنوب لبنان. وأضافت أن غارتين إسرائيليتين استهدفتا محيط بلدة بيت ليف جنوبي لبنان، فيما دوت صفارات الإنذار في كريات شمونة وإصبع الجليل للمرة الثانية منذ صباح اليوم. في المقابل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم إطلاق 14 صاروخا من لبنان على بلدة كريات شمونة شمالي إسرائيل، فيما قال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق 10 صواريخ على بلدات في إصبع الجليل وسقوط صاروخ داخل كريات شمونة.

إقرار تعويضات «ربط النزاع» لسنة مع القطاع العام

إعداد قطري - فرنسي لمؤتمر دعم الجيش وانتخاب رئيس.. وجبهة الجنوب على اشتعالها

اللواء...أقرَّ مجلس الوزراء في جلسته قبل يوم واحد من انتهاء شهر شباط مرسوم اعطاء بدلات تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، ويحمل الرقم 13020، باستثناء «العاملين والمستخدمين في المؤسسات العامة الذين يستفيدون حالياً من زيادات تفوق ما اشار اليه المرسوم». كما استثنى المرسوم من الزيادات القضاة واساتذة الجامعة وافراد الهيئة التعليمية الملحقين بالادارة والذين استفادوا من الحوافز المالية التي اقرت لافراد الهيئة التعليمية ما قبل التعليم الجامعي. ووصف مصدر وزاري مرسوم اعطاء الزيادات بأنه نوع من ربط نزاع مع الادارة والقطاع العام اقله حتى نهاية العام الجاري، سواء بوضع شروط للاستفادة من التعويضات المؤقتة (14 يوماً حضور) وتكليف التفتيش المركزي متابعة اعتماد آلة البصم الالكتروني لصرف التعويض المؤقت الشهري، لجهة اعطاء صفائح بنزين للحضور الى مكان العمل، بما لا يقل عن 1٫500٫000 ل.ل. لكل صفيحة بدءاً من 8 صفائح لموظفي الفئة الخامسة ومقدمي الخدمات وصولاً الى 16 صفيحة محروقات لموظفي الفئة الأولى. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن قرار الحكومة بشأن رواتب والقطاع العام أمتص نقمة القطاع العام وينتظر أن يعيد انتظام عمل الإدارات، وهنا لا بد من ترقب تجاوب موظفي الإدارة مع القرار، وأشارت إلى أنه اقصى ما يمكن أن تصل إليه الحكومة التي أكدت أن الأموال مرصودة لهذه الزيادات. ورأت هذه المصادر أن تأجيل بند إعادة هيكلة المصارف كان متوقعا على أن ليس معروفا إذا كان سيحضر مجددا ام أنه قابل للنسف في ضوء ملاحظات الوزراء ورفضهم شطب ودائع الناس، وهذا يتضح في وقت لاحق. وستدفع الزيادات الجديدة بالدولار الاميركي على سعر 89500 ل.ل. وسيؤمنها مصرف لبنان بالتنسيق مع وزارة المالية والمصارف. وازاء اضراب موظفي المالية، فإن رواتب شهر شباط لموظفي القطاع العام ستتأخر الأسبوع المقبل على ان تدفع بالصيغة القديمة. وأوضحت المصادر أنّ الرواتب الجديدة بقيمتها التي أقرها مجلس الوزراء خلال جلسته، سيتم دفعها الشهر المقبل. أما في ما خصّ أموال المفعول الرجعي، فسيتم صرفها تدريجياً وعلى دفعات.

وجاءت العطاءات كما اعلنها وزير الاعلام زياد مكاري:

يُعطى العسكريون في الخدمة الفعلية 3 رواتب إضافية، إضافة إلى بدل نقل 9 ملايين ليرة بدلاً من 5». وأضاف: «يُعطى المتقاعدون العسكريون والمدنيون 3 رواتب إضافية، كما يُعطى الإداريون راتبَين إضافيَين إذ يصبح مجموع ما يتقاضوه 9 رواتب شهرياً». كما يُعطى «موظفو الإدارة العامة بدل حضور يومي بين 8 و 16 صفيحة بنزين بمعدل 14 يوم عمل شهرياً كحد أدنى شرط عدم التغيب». وفي المقررات أيضاً، يُعطى «موظفو الإدارة العامة مكافأة مثابرة في حال أمّنوا حضور شهري كامل ووفق معايير انتاجية محددة ستُحدَّد لاحقاً». وأقرّ مجلس الوزراء زيادات لموظفي القطاع العام على أن يكون الحد الأدنى 400 دولار والحد الأقصى 1200 دولار. وأعلن المكاري أنّ «الزيادات التي أقرّتها الحكومة ستكون بفعول رجعي ابتدءاً من الأول من كانون الأول 2023». مشيرا الى ان «كلفة الرواتب شهريًا تبلغ 10700 مليار ليرة لبنانية والتكلفة الإضافية للخطة 2900 مليار ليرة لبنانية. أما الموضوع المتعلّق بالمصارف، فقد أرجئ للمزيد من الدرس، فيما أكد المكاري أنّ «الوزراء قدّموا مزيداً من الملاحظات». وكان متقاعدو العسكريين والمجلس التنسيقي اعتصموا بعيد الثالثة من بعد ظهر امس امام السراي الكبير حيث واكبوا جلسة مجلس الوزراء، الذي اخذ ببعض اقتراحات العسكريين، لا سيما المتقاعدين منها، في ما خص التقديمات سواء «الكاش» او عبر بطاقات الائتمان.

بيان الأليزيه

دولياً، وفي اطار متابعة دور اللجنة الخماسية للاوضاع في لبنان، اكد امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التزامهما بالتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان، حيث يعاني الشعب هناك بشكل مستمر. كما شددا على الحاجة الماسة الى انتخاب رئيس لبناني، ومواصلة التنسيق بشأن هذه المسألة. واشار الجانبان الى ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وتنفيذ الاصلاحات، مشيدين بالدعم والمعونة اللذين قدمتهما كل من قطر وفرنسا الى الشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية. واكد الشيخ تميم والرئيس ماكرون التزامهما سيادة لبنان واستقراره بالمساهمة في خفض التصعيد، والاحترام الكامل للقرار 1701، مبدين استعدادهما لمواصلة دعم القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك من خلال المؤتمر المزمع عقده في فرنسا، وجددا دعمها لليونيفيل والحفاظ على حريتها في التنقل.

«الإعتدال» واصل لقاءاته وفرنجية مستمر بالترشح

رئاسياً، ابلغ النائب طوني فرنجية باسم «التكتل الوطني المستقل» (4 نواب) رفض خيار انسحاب النائب السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من السباق الرئاسي. واكد فرنجية الابن، بعد اجتماع مع وفد تكتل الاعتدال الوطني، الذي ضم النائبين احمد الخير وعبد العزيز الصمد، وامين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش «اننا بعيدون عن الاسماء الرئاسية التي يطرحها البعض، ولن نذهب بالحياء او الاحراج لسحب ترشيح فرنجية». وبالنسبة للحوار، قال: لن نعطي جواباً الا بعد التنسيق والتشاور مع حلفائنا ومع النواب الذين صوتوا لصالح فرنجية، بما فيهم حزب الله. وما لم يذكره فرنجية، كشف انه النائب ميشال المر الذي اكد «اننا لم نعد بأي التزام.. ومرشحنا ثابت». كما زار التكتل «نواب تكتل التوافق» الذي اعلن باسمه النائب عدنان طرابلسي «تأييده للحوار لكن يجب ان تؤمن له الظروف والمناخات الداعمة لنجاحه». إلى ذلك لم تنتهِ جولة كتلة الاعتدال الوطني على الكتل النيابية والقيادات، وإذا كانت الأجواء حتى الآن ميَّالة إلى الإيجابية فإن الوقت كفيل بتبيان ذلك، ودعت إلى انتظار لقاء الكتلة مع كتلة الوفاء للمقاومة، وأشارت إلى أن مبادرة التكتل تظل قائمة والمعنيين بها يتمسكون بها ويريدون انجاحها، وفق المصادر التي رأت أن دعوة التشاور بين الكتل النيابية مرحب بها لا سيما أنها محلية.

الوضع الميداني

وشهدت جبهة الجنوب توتراً ملحوظاً يوم امس، وقصفت مدفعية الاحتلال الاطراف الشمالية لميس الجبل، وبئر الصليبيات في حولا وصولاً الى وادي السلوقي، ولاحقاً اغارت الطائرات المعادية على إبل السيق وياريت، وبنت جبيل كما سجل تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي فوق الزهراني والغازية. من جانبه، قصف حزب الله كريات شمونة، واعلن اعلام العدو سماع دوي انفجارات في المستعمرة الحدودية.

رسالة سورية توضيحية حول الأبراج

كشفت مصادر ديبلوماسية النقاب عن رسالة تلقتها وزارة الخارجية من الجانب السوري، توضح فيها بعض مضمون الرسالة السابقة لوزارة الخارجية السورية، بما يخص مسألة الأبراج اللبنانية المقامة على الحدود اللبنانية السورية، والتي اثارت لغطا وشكوكا حول التأثير السلبي والبعد الامني لوظائف هذه الأبراج بالداخل السوري. ووصفت المصادر الرسالة السورية الجديدة التي تكتمت عن نشر مضمونها، بانها بددت كثيرا من اللغط وسوء التفسير لبعض العبارات الواردة فيها.

اليوم التالي لبنانياً لهدنة غزة أكثر حضوراً في كيان العدو: كوابح الحرب الشاملة لا تزال أقوى من دوافعها

الاخبار..تقرير علي حيدر ... شهدت جبهة جنوب لبنان، في الأيام الماضية، تصعيداً إسرائيلياً مدفوعاً بمروحة من المتغيّرات الميدانية والسياسية. وفي المقابل ارتقت ردود حزب الله في المدى والأهداف، وبدا واضحاً من مواقف قادة العدو وأدائه العملياتي، أنها كانت حاضرة في حسابات قيادته السياسية والأمنية. وما يجعل هذه الجبهة أكثر تفاعلاً مع المتغيّرات، أنها جزء من حرب أوسع نطاقاً تشمل بشكل رئيسي قطاع غزة، وتمتدّ إلى البحر الأحمر. وهو ما دفع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى القول إن اسرائيل تدفع «أثماناً باهظة في أعداد القتلى والجرحى»، في سياق التصميم «على تحقيق أهداف الحرب... ومواجهة التهديدات المحدقة بها في غزة ولبنان والضفة».ولم يُخف قادة العدو جانباً من خلفية تصعيد الاعتداءات، فوضعها رئيس أركان جيشه هرتسي هليفي ضمن «ضرورة جعل حزب الله يدفع الثمن غالياً جداً» بعدما قرّر «الانضمام إلى الحرب». وهو تعبير ينطوي على إقرار بكون جبهة لبنان جزءاً أساسياً من جبهات الاستنزاف، من قطاع غزة إلى البحر الأحمر. وضمن هذا الإطار، يأتي إشغال جبهة لبنان لجزء مهم من قوات جيش العدو، وهو ما عبّر عنه هليفي بقوله إن «القوات الموجودة هنا لديها قوة كبيرة»، واضعاً ذلك في إطار التعامل مع التهديد الذي يشكّله حزب الله «جدياً ما يفرض إنشاء عائق قوي هنا وتكثيف العمل الاستخباراتي». وبالمفهوم العملياتي، يأتي تصعيد جيش العدو اأضاً ترجمة لخيار مواجهة انخراط حزب الله في هذه الحرب مساندة لغزة. لكن، بالموازاة، يدرك هليفي وغيره من المسؤولين الإسرائيليين البعد اللبناني الرئيسي في المعركة، وأن مبادرة حزب الله تندرج أيضاً ضمن خيار استباقي لإحباط واحتواء بعض من مفاعيل الحرب على غزة، و«طوفان الأقصى» الذي أحدث تحولاً في نظرة العدو إلى المخاطر المحيطة بها في الطوق الأول لفلسطين، وفي الخيارات الواجب اعتمادها إزاءها، ولا يخفى، هنا، أن للبنان نصيباً أساسياً من تداعياتها. وقد ظهر بعض معالم هذا البعد (اللبناني) في طرح شن حرب على لبنان في الأيام الأولى التي تلت الطوفان، والذي تعثّر بفعل الانقسام في مؤسسة القرار نتيجة الاختلاف في تقدير أولويتها ونتائجها، وفي ضوء الموقف الأميركي الذي حذّر من تدحرج أي حرب مع حزب الله إلى حرب إقليمية. كذلك تجلّى هذا البعد في مطالب العدو بفرض وقائع جديدة على جبهة الجنوب لتوفير الشعور بالأمن للمستوطنين، ومحاولة الحد من قدرات حزب الله في الردع والرد على أي اعتداءات لاحقة. في السياق الخاص، يأتي التصعيد الإسرائيلي، بما في ذلك الضربات التي أتت في موقع الرد، بعد فشل رهانات وخيارات سابقة، ميدانية وسياسية، على فك ارتباط جبهة لبنان بغزة، وانتزاع تنازلات من لبنان والمقاومة بإبعاد حزب الله إلى ما وراء شمال نهر الليطاني. ويبدو أن اليوم الذي يلي الاتفاق على هدنة مؤقتة في الحرب على قطاع غزة، أصبح أكثر حضوراً لدى جهات القرار في كيان العدو، في ظل مفاوضات حثيثة تتمحور حول تبادل الأسرى، ما يطرح تساؤلات حول انعكاسات أي هدنة على جبهة لبنان، وهو ما سبق أن دفع غالانت إلى التوعّد بأن إسرائيل لن تقبل بأن تشمل الهدنة جبهة لبنان!...... المتغيّر الميداني الذي أربك العدو أيضاً ودفعه إلى تصعيد اعتداءاته، هو الضربات التي وجّهها حزب الله إلى مروحة من الأهداف العسكرية النوعية، رداً على التهديدات التي يطلقها قادة العدو وعلى اعتداءاته على لبنان. هكذا، بدا أن تصعيد اعتداءات العدو وردود حزب الله انطوت على رسائل ومؤشرات تتصل بواقع الجبهة ومستقبلها في المرحلة التي تلي الحرب على غزة، أو خلال أي هدنة لاحقة. أولى هذه الرسائل أن ما يجري على جبهة لبنان، كما عبَّر قائد سلاح البحرية السابق، اللواء أليعازر ماروم، هو «حرب بوتيرة منخفضة، إلا أنها حرب بكل ما للكلمة من معنى»، مضيفاً أن الطرفين «لا يريدان الانتقال إلى حرب شاملة وإقليمية». لكن ذلك لا يتعارض مع حقيقة أن الجبهة تتحرك وفق سقوف متغيّرة صعوداً وهبوطاً.

يتعمّد العدو إضفاء غموض على مطالبه تجنباً للفشل من جهة ولغضب المستوطنين من جهة أخرى

في المقابل، أصبح أكثر وضوحاً أن امتناع إسرائيل عن شن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله ولبنان يعود إلى أن عوامل الكبح أشد تأثيراً على مؤسسة القرار، التي تتمحور حساباتها وتقديراتها حول معادلة الكلفة والجدوى بالمعنى الواسع، ومقارنة ذلك مع البدائل المتوفرة. ومما يؤشر إلى الحجم الهائل لمفاعيل قوة الردع الاستراتيجي لحزب الله، أن إسرائيل بلغت مرحلة الذروة على مستوى دوافع شن الحرب، وأن الفرصة المثالية لذلك امتدّت على مدى نحو خمسة أشهر حتى الآن. ومع كل ذلك، فإن عوامل الكبح والردع والضبط كانت أشد. لكن ما ينبغي استحضاره من أجل فهم أدقّ لعوامل المنع لدى الطرفين، أن تأثيرها ليس مطلقاً وثابتاً في كل زمان ومكان، ولذلك تنبغي مراقبة حدود مفاعيل هذه العوامل ومتى قد تتغيّر الحسابات، وهو أمر ينطبق على حزب الله وقيادة العدو، وعلى كل طرف إقليمي ودولي أيضاً. في مقابل التهديدات التي تتكرر على ألسنة كبار قادة العدو، تنبغي الإشارة إلى موقف غالانت الذي ربط «الخيار العسكري لإعادة الأمن لسكان الشمال» بـ«فشل العملية السياسية»، ملتزماً بالسقف الرسمي التقليدي الذي يُظهر حرص القيادة الإسرائيلية على استبعاد خيار الحرب كأولوية. لكنّ اللافت جداً في هذا المجال، هو تكيّف إسرائيل والموفدين الغربيين الذين يلعبون دور الوسطاء مع موقف حزب الله بالاكتفاء بالاستماع إلى العروض من دون أن يعطي رأياً بها إلى حين وقف الحرب على غزة، ما يشير إلى أن إسرائيل تفاوض نفسها! ترفع سقف مطالبها وتوقّعاتها، وبعد فشل خيارات سياسية وميدانية، تتراجع تلقائياً عنها، هذا ما حصل بالتراجع عن مطلب إبعاد حزب الله بلا قيد أو شرط من جنوب الليطاني إلى شماله. وكذلك، قبل أيام، في إعلان غالانت بأن «الهدف بسيط: انسحاب حزب الله إلى المكان الذي عليه أن يتواجد فيه» في تعبير ينطوي على غموض مدروس ومفتوح على أكثر من معنى. ويعود ذلك إلى أن قيادة العدو تجد نفسها أمام خيارين: إما رفع السقف بما يلبي مطالب المستوطنين، مع علمها أن هذا السقف لن يوافق عليه حزب الله ولن يكون بالإمكان تنفيذه، أو تحديد سقف أكثر واقعية يتلاءم مع معادلات القوة التي أظهرتها جبهة لبنان، الأمر الذي سيُفجر غضب المستوطنين. فكان المخرج باعتماد عناوين عامة ومبهمة. والأهم أن كل ذلك يؤكد أن رسائل حزب الله النارية وضرباته النوعية والمدروسة حقّقت، حتى الآن، أهدافها الردعية بما يتصل بمستقبل المعادلة مع لبنان.

جبهة الجنوب على سخونتها

واصل حزب الله أمس عملياته ضد مواقع وثكنات جنود العدو على طول الحدود، وشنّ هجمات بالصواريخ على موقعَي السماقة والرمثا في مرتفعات كفرشوبا ومحيط موقع بركة ريشا في القطاع الغربي. وانطلقت صليات صاروخية من القطاع الشرقي باتجاه الأراضي المحتلة حيث تم تفعيل صافرات الإنذار في عدد من المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة، كما فُعّلت القبة الحديدية، وسُمعت أصوات الانفجارات في المنطقة الحدودية. وتحدّثت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن أضرار لحقت بالممتلكات جراء سقوط صواريخ على كريات شمونة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مروحية تابعة لوحدة الإنقاذ «669» هبطت في إصبع الجليل، فيما أعلن مستشفى «رمبام» في حيفا عن وصول جريحين من المنطقة الشمالية في مروحية عسكرية، ووُصفت جراحهما بالمتوسطة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن إصابة 26 جندياً إسرائيلياً خلال الـ24 ساعة الماضية، 7 منهم في قطاع غزة. ونفّذ الطيران الحربي المعادي غارات بالصواريخ استهدفت أطراف بيت ليف ورامية ومنطقة الخريبة بين مدينة الخيام وراشيا الفخار، ومنزلاً في محيط مربع التحرير في بنت جبيل، إضافة إلى بلدة الزلوطية في القطاع الغربي. واستهدف القصف المدفعي المعادي أطراف بلدات حولا ومركبا وميس الجبل. فيما طاول القصف الفوسفوري أطراف ميس الجبل وتلة العويضة شرقي بلدة الطيبة. ومساءً، نفّذ العدو قصفاً مدفعياً متواصلاً في القطاع الشرقي استهدف بكل أنواع القذائف المدفعية الثقيلة والفوسفورية بلدات حولا وميس الجبل ووادي السلوقي ومركبا والطيبة وتلة العويضة.



السابق

أخبار وتقارير..«الناتو» يعيّن شابة لبنانية الأصل متحدثة باسمه..من هي؟..واشنطن للجم التصعيد على الحدود اللبنانية «دبلوماسياً»..«حماس»: حوارات التهدئة تجري بوتيرة متسارعة..الفصائل الفلسطينية تعاود عملياتها جنوب لبنان..مهلة أميركية لإسرائيل لتقديم ضمانات مكتوبة بشأن «القانون الدولي» في غزة..بريطانيا تدعو إلى فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين..ترانسنيستريا تفتح الباب لهجوم روسي على مولدوفا..«حفلة بيضاء» تتسبب في طرد عشرات آلاف الروس من سريلانكا..زيلينسكي يبحث في البلقان الدعم لمواجهة موسكو..الكرملين: الوضع الداخلي في أوكرانيا يتأرجح..وروسيا «لن تهدد جيرانها»..تحرّك في تكساس يطالب باستقلالها عن الولايات المتحدة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..أكسيوس: أميركا تدرس إسقاط المساعدات على غزة جوا مع تباطؤ وصولها برا..وزير الخارجية الفلسطيني: الوقت لم يحن لمشاركة حماس في الحكومة لأنه ستتم مقاطعتها..الانقسام والدمار..التايمز: "المحاسبة الشعبية" تنتظر نتنياهو وحماس بعد الحرب..مسؤول بحماس: اتفاق مبدئي بين الحركة وإسرائيل على إدخال المساعدات لغزة..الأمم المتحدة تُحذّر من مجاعة «لا مفرّ منها تقريباً» في غزة..وفاة 6 أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة..بلومبرغ: إسرائيل تعول على دول في المنطقة لإعادة إعمار غزة..واشنطن تحث إسرائيل على السماح بوصول المصلين إلى المسجد الأقصى برمضان..ماذا نعرف عن الاتفاق المحتمل بين إسرائيل و«حماس»؟..بعد استهداف إسرائيل للشرطة..مسلحون ملثمون يراقبون الأسعار في أسواق رفح..مقتل 14 وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بغزة..«الأونروا»: عدد شاحنات المساعدات لغزة في فبراير هبط إلى 99 شاحنة يومياً..إعلام إسرائيلي: توقيع اتفاق الهدنة قبل رمضان..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,118,831

عدد الزوار: 6,979,050

المتواجدون الآن: 71