أخبار لبنان..هوكشتاين يبحث اليوم في خارطة تهدئة متصلة بـ«هدنة غزة»..المبادرة الرئاسية لكتلة «الاعتدال» تواجه مشهداً سياسياً لم يتبدّل..الكنيسة: لا علاقة للّبنانيين وأهل الجنوب بالحرب..المقاومة تدرس ردودها: حماية الردع دون الحرب الشاملة..«حزب الله» لإسرائيل: ننتظر خطيئتك الكبرى..جعجع لـ «الراي»: نرفض التضحية بلبنان من أجل سياسات إيران في المنطقة..

تاريخ الإضافة الإثنين 4 آذار 2024 - 4:24 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


هوكشتاين يبحث اليوم في خارطة تهدئة متصلة بـ«هدنة غزة»..

الرواتب قيد الإنجاز بدءًا من اليوم..ومصير مبادرة الاعتدال بعد لقاء الحارة..

اللواء..اشتد الضغط الميداني من غزة الى الجنوب بالتزامن مع اطلاق جولة جديدة من المفاوضات الآيلة لاتفاق حول صفقة تبادل الأسرى، وهدنة لن تكون قصيرة، ومفتوحة على وقف النار والمساعدات التي تتعرض لأخطر عملية ابتزاز اذ كلما توجه الناس الجائعون الى حيث الغذاء والماء تصوّب «دولة الاحتلال» النار عليهم، فمرة تقتل وتجرح المئات، ومرة بالعشرات، من اجل كميات قليلة من الطحين، بعدما عز كل شيء في القطاع المنكوب. وعلى وقع ضربات الاحتلال، وردود حزب الله عليها، عبر قصف مركّز على المواقع الحربية، يبدأ الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين محادثات تتعلق بالتهدئة، بدءاً من استهلال لقاءات مع الرئيس نبيه بري، ثم الرئيس نجيب ميقاتي، فوزير الخارجية وشخصيات اخرى، بحثا عن مقاربة تمكّن لبنان واسرائيل البدء بمفاوضات لانهاء النقاط الحدودية المختلف عليها، بدءاً من وضع القرار 1701 على طاولة التنفيذ. وبات من المتفق عليه، ان النقاش اللبناني مع هوكشتاين ينطلق من دفع اسرائيل الى الاقتناع بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات، الامر الذي يوفر الامن للجميع. رئاسياً، وعلى صعيد مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، تنتظر الاوساط النيابية ما سيسفر عنه اللقاء بين وفد الكتلة ووفد من كتلة الوفاء للمقاومة اليوم، وسط معلومات عن ان الحزب سيستفسر من «الاعتدال» عن تفاصيل المبادرة، متريثاً في اعطاء اجوبة نهائية، مع الاشارة الى ان فريق «8 آذار» اعلن قبل الزيارة عن المسموح والممنوع من المبادرة، بما في ذلك سحب النائب سليمان فرنجية. وقالت مصادر لـ«اللواء» أن مبادرة تكتل الاعتدال لم تجهض بعد ولا تزال قائمة بالنسبة إلى نواب التكتل ما لم تصدر إشارة عكس ذلك، مشيرة إلى ان نوابها لا يزالون عند قناعاتهم بأن عنوان الطرح التشاور ، وليس الحوار كما يفسر البعض. ولفتت هذه المصادر إلى أن هناك افرقاء بدأوا باعادة التفكير بموقفهم حيال المبادرة حتى وإن كانوا وافقوا عليها مسبقا، واعلنت أن هناك من القوى السياسية أعطت الضوء الأخضر للمبادرة التي تعد الوحيدة محليا. إلى ذلك، أكدت أن مجرد أن تسمى شخصية أو ٢ من الكتل فذاك يعني أن المبادرة جاهزة للتطبيق وليس هناك من شروط مسبقة، والمهم الوصول إلى نتيجة، ودعت إلى انتظار ما قد يخرج من لقاء التكتل مع حزب الله وهنا يشير النائب عبد العزيز الصمد لـ «اللوا» إلى أنه في خلال هذا اللقاء يعرف جواب الحزب من المبادرة. إلى ذلك أوضحت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن المبادرة باتت في وضع دقيق وإن محاولة تعطيلها من قبل فريق الممانعة واضح، وهذا ما قد يضعها في مهب الريح إن لم يكن في إطار نسفها وفي كل الأحوال فإن ذلك يتبلور قريبا. وفي الاطار عينه، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السياسيين الى المصالحة مع بعضهم البعض، من خلال تنقية ذاكرتهم، وإذكاء الثقة بينهم. واشار الى انه طالما الجمهورية اللبنانية من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكك اوصال الدولة، وتستباح القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوة.

الرواتب بدءًا من اليوم

وتوقع مصدر قريب من الموظفين ان تحوَّل الرواتب الى مصرف لبنان، بدءًا من اليوم، على ان تحوّل الى المصارف فوراً، ليصار الى قبضها في فترة زمنية لا تتجاوز الخميس او الجمعة المقبلين.. مرجحاً ان يبدأ الموظفون القبض بعد غد الاربعاء. واعلن موظفو المالية امس العودة المؤقتة الى العمل اليوم، حرصا على مصالح الموظفين، وتماشيا مع موقف تجمع موظفي الادارة العامة، من اجل انجاز رواتب ومعاشات الموظفين والمتقاعدين. وكان صدر عن المدراء في مديرية المالية العامة، انه بناء عما صدر عن وزير المال لجهة التنويه بجهود موظفي المالية، وانطلاقا من حسن المسؤولية مع اقتراب شهر رمضان، دعوة للعاملين الى العمل لانجاز عملية دفع الرواتب وملحقاتها، وناشد المدراء المتقاعدين عدم اقفال ابواب الوزارة التي تعمل من اجلهم.

إجتماع روما لدعم الجيش

وعلى صعيد توفير الدعم المطلوب لتمكين الجيش اللبناني من القيام بمهامه في الجنوب والداخل، شارك قائد الجيش العماد جوزاف عون في اجتماع دعم الجيش في إيطاليا، بحضور قادة جيوش إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وهُم: Admiral Giuseppe Cavo Dragone, General Thierry Burkhard, Admiral Teodoro Esteban López Calderón, General Carsten Breuer, Admiral Tony Radakin. وعرض العماد عون وضع الجيش والتحديات التي يواجهها على مختلف الأصعدة، وجرى البحث في سبل دعمه وتعزيز قدراته. وأثنى المشاركون على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، وأهمية دعمه ومساندته لتجاوز الصعوبات الاستثنائية في المرحلة الراهنة. كما التقى العماد عون وزير الدفاع الإيطالي Guido Crosetto بحضور قائد الجيش الإيطالي، ثم وزير الخارجية الإيطالي Antonio Tajani، ومدير المخابرات الخارجية General Giovanni Caravelli. والتقى العماد عون وزير الدفاع الايطالي. وفي موقف جديد لحزب الله، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان حزب الله ينتظر الاسرائيلي ان يخطئ ليضع مصير كيانه على المحك، موضحا ان الحزب يعرف نقاط ضعف عدوه.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس انه استهدف انتشارا لجنود العدو في جبل نذر، بالاسلحة الصاروخية، معلنا عن وقوع اصابات مباشرة، كما اعلن عن استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا بالاسلحة المناسبة. كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة عسكرية اسرائيلية قبالة قرية الوزاني، وكذلك استهداف منظومة المراقبة في موقع المنارة بالاسلحة المناسبة. وقصفت طائرات العدو مساء امس بالصواريخ الثقيلة حي ابو لين في عيتا الشعب، كما نفذ غارة على وسط عيتا الشعب بصاروخ لم ينفجر، ولم يصب احد بأذى. كما غارت الطائرات الاسرائيلية على بلدة كفركلا في القطاع الشرقي. كما تعرضت بلدة الخيام لقصف فوسفوري اسرائيلي.

مشاورات لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية

كشفت مصادر سياسية ان البحث يدور حاليا بعيدا من الاضواء، وفي اجتماعات ضيقة، على التحضير لمشروع قانون حول تأجيل موعد اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، المقررة في شهر أيار المقبل، ووضع الصيغة المطلوبة، لكي يحظى المشروع بموافقة اكثرية الكتل النيابية، وان لا يكون تأييده ودعمه محصورا بكتل محدودة التمثيل دون الاخرى. واضافت المصادر ان مبررات التأجيل، هي الظروف السائدة جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتهديدات بتوسعة نطاق الحرب، الى مناطق اخرى.

لبنان: المبادرة الرئاسية لكتلة «الاعتدال» تواجه مشهداً سياسياً لم يتبدّل

هل من متغيرات تُعبّد الطريق أمامها لترى النور؟

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. المرونة التي أبدتها معظم الكتل النيابية اللبنانية في تعاطيها مع المبادرة التشاورية التي أطلقتها كتلة «الاعتدال الوطني» لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية، لا تعني أن الطريق سالكة سياسياً أمام انتخابه، ما لم تتخذ قرارها بضرورة التلاقي في منتصف الطريق بتقديمها التنازلات المطلوبة لتسهيل انتخابه، وهذا لا يزال متعذّراً، على الأقل في المدى المنظور. ولا يبدو أن المعنيين بانتخابه على استعداد لإعادة النظر في شروطهم التي يمكن أن تفتح الباب بالمفهوم السياسي للكلمة، لصالح وقف التمديد للشغور الرئاسي، وهذا ما يضع الكتلة أمام مهمة صعبة تكمن في تعطيلها المطبات والأفخاخ المنصوبة لها. فالإيجابية التي أبدتها معظم الكتل النيابية في تعاطيها مع المبادرة لا تفي بالغرض المطلوب، خصوصاً أن من أيّدها يريد أن ينزع عنه التهمة بتعطيل انتخاب الرئيس، على الأقل أمام الرأي العام اللبناني، وصولاً إلى تبرئة ذمتهم، رغم أن الكتل تعاملت معها من موقع الاختلاف في مقاربتها الملف الرئاسي على قاعدة تمسُّك كل فريق بمرشحه بغياب التوافق على ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث باستبعاد مرشح محور الممانعة رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، ومُنافسه الوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من المعارضة التي تقاطعت مع «التيار الوطني الحر» على ترشيحه من لائحة المرشحين. ويُفترض أن تستكمل كتلة «الاعتدال» لقاءاتها التي تتطلع من خلالها إلى تسويق مبادرتها بلقاءٍ تعقده، اليوم، مع كتلتي «الوفاء للمقاومة»، وحزب «الطاشناق»، ليكون في وسعها أن تبني على الشيء مقتضاه، رغم أن «حزب الله» استبَق اللقاء بدعوته للاتفاق على اسم المرشح لرئاسة الجمهورية قبل انتخابه. كما أن كتلة «الاعتدال» التي كانت قد التقت ثلاثة من سفراء الدول الأعضاء باللجنة «الخماسية» هم: السعودي وليد البخاري، والفرنسي هرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى، فإنها ستلتقي السفير القطري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، والمستشار السياسي في السفارة الأميركية، فإن مصادرها تُبدي ارتياحها للأجواء التي سادت اللقاء، وتقول، لـ«الشرق الأوسط»، إنها تلقّت منهم الدعم المطلوب؛ لأن «الخماسية» تشكل مجموعة دعم ومساندة لتسهيل انتخاب الرئيس، وهي تُعوّل على أي تحرك لبناني يُراد من خلاله وقف التمديد للشغور الرئاسي.

الجدول التشاوري

وتلفت المصادر نفسها إلى أن جدول أعمال المبادرة التشاوري يتألف من نقاط ثلاث: الحوار، وتأمين النصاب النيابي المطلوب، ودعوة النواب لانتخاب الرئيس، وتؤكد أنها على تفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وستحمل إليه لاحقاً الحصيلة النهائية للمشاورات؛ تمهيداً لتحديد الخطوة المقبلة. لكن كتلة «الاعتدال» لا تجد، حتى الساعة، ما تقوله في ردّها على الأسئلة والاستيضاحات التي طُرحت عليها سوى رفض الشروط المسبقة من جهة، وسعيها للتوافق على مرشح واحد. وفي حال استعصى عليها التوفيق بين الكتل النيابية لا بد من الذهاب إلى جلسة الانتخاب، ويُترك لكل فريق التصويت لمصلحة مرشحه. في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماع الكتلة مع كتلتي «المردة» و«التوافق الوطني» التي تضم النواب فيصل كرامي، وحسن مراد، وطه ناجي، وعدنان الطرابلسي، ومحمد يحيى، لم ينته إلى حصولها على أجوبة قاطعة، بذريعة أنهما بحاجة لدرسِ ما عُرض عليهما، تمهيداً لتحديد موقفهما بصورة نهائية، رغم أنهما أبدتا تمسكاً بتأييدهما فرنجية. وتردَّد أن تريُّث هاتين الكتلتين يعود بشكل أساسي إلى أنهما تتشاوران مع حلفائهما في محور الممانعة، ليأتي جوابهما نُسخة طِبق الأصل من حلفائهما في الثنائي الشيعي، وهذا ما يفسر إصرار «حزب الله» على تحديد موعد للقاء كتلة «الاعتدال»، بعد أن تكون قد انتهت من جولتها على الكتل النيابية، ليكون بوسع كتلة «الوفاء للمقاومة» أن تبني موقفها بما ينسجم مع موقف حلفائها.

دعم فرنجية

واستباقاً لما سيؤول إليه الاجتماع، المقرَّر اليوم، بين كتلتي «الاعتدال» و«الوفاء للمقاومة»، فإن الثنائي الشيعي يتمسك بدعم ترشيح فرنجية للرئاسة، ويؤيد ما طرحه المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي، النائب علي حسن خليل، من ملاحظات وتساؤلات تستوجب من صاحب المبادرة الإجابة عليها، رغم أن قوى المعارضة تعاملت مع ما طرحه على أنه يؤدي إلى نسف المبادرة التشاورية. فالنائب خليل لا يؤيد الفكرة القائلة بتداعي النواب للتشاور، ويقترح أن تأتي الدعوة من أصحاب المبادرة كي يتحمّلوا مسؤولية حيال ما يمكن أن تنتهي إليه، إضافة إلى أنه يؤيد ترك الحرية للنواب لحضور جلسة الانتخاب أو الغياب عنها؛ لأنه لا شيء في الدستور يُلزم النواب بوجوب مشاركتهم في الجلسة؛ لأن مجرد إلزامه يعني تقييداً لحرية النائب. كما أن كتلة «الاعتدال» لا تملك أجوبة واضحة حيال جلسة انتخاب الرئيس، في ظل وجود رأيين؛ الأول تتمسك به المعارضة بدعوتها للإبقاء على الجلسة مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس، والثاني يتصدره محور الممانعة ويربط جلسة الانتخاب بدورات متتالية؛ أي أن تُختتم كل جلسة في حال تعذُّر انتخاب الرئيس، ما يسمح للبرلمان، كما تقول مصادرها، بالانعقاد في جلسات تشريعية، وبالتالي لا يؤخذ بذريعة المعارضة بتحويلها البرلمان إلى هيئة ناخبة تبقى في حال انعقاد إلى حين انتخابه؛ لأنه لا مصلحة في تعطيل مبدأ التشريع أو تعليق العمل به إلا إذا نضجت الظروف الخارجية والداخلية لإطلاق الضوء الأخضر لإنهاء الشغور الرئاسي.

الخيار الثالث

وفي المقابل، فإن المعارضة تتمسك ببقاء المجلس النيابي في حال انعقاد إلى حين انتخاب الرئيس، وذلك التزاماً بما هو وارد في الدستور اللبناني، وتطالب أيضاً بترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، مشترطة إبعاد فرنجية وأزعور عن المنافسة، وكانت قد سجّلت موقفها في هذا الخصوص، وأبلغت كتلة «الاعتدال» به دون أن تُبدي انفتاحاً على مبادرتها لئلا تعطي ذريعة لخصومها لتقف وراء تعطيل الجلسات لانتخاب الرئيس، مع أن رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل ذهب بعيداً في مقاربته للمبادرة التشاورية، من زاوية أنها لا تتمايز عن الدعوة الحوارية التي أطلقها الرئيس بري في أغسطس (آب) الماضي. ويبقى السؤال: هل من معطيات لدى كتلة «الاعتدال» تحتفظ بها لنفسها، كانت وراء اندفاعها لطرح مبادرتها؟ أم أنها قررت ضمّها إلى ما سبقها من مبادرات بقيت تحت سقف ملء الفراغ في الوقت الضائع؟ خصوصاً أن أحداً لا يبيع موقفه مجاناً بلا أي ثمن سياسي، وهذا ما يفسر تراجع منسوب التفاؤل بأن المبادرة ستفي بالغرض المطلوب منها بإخراج لبنان من التأزم الرئاسي، في حين ينتظر الجميع بفارغ الصبر عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت لعلّه يعيد تحريك الملف الرئاسي بغطاء من «الخماسية»!

الكنيسة: لا علاقة للّبنانيين وأهل الجنوب بالحرب

هوكشتاين يعمل على "وحدة الهُدُنات": أعطوني ورقة "تهدئة الحزب" أولاً

نداء الوطن...أُعلن أمس في وقت واحد في بيروت وتل ابيب أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان وإسرائيل اليوم. وبحسب الإعلام العبري، يزور هوكشتاين إسرائيل قبل الانتقال الى العاصمة اللبنانية. وأكد نبأ الزيارة مسؤول في البيت الابيض. وأبلغت أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» أنّ المبعوث الأميركي يسعى الى أن تشمل الهدنة المرتقبة في حرب غزة جبهة الجنوب. وأشارت إلى «أنّ سعي هوكشتاين في تل أبيب تركز أخيراً على ربط التهدئة في غزة بالتهدئة على الحدود مع لبنان، إلا أنه لم يحصل على ضمانات إسرائيلية في هذا الشأن، لذلك سيطرح أهمية أن تكون مبادرة التهدئة من الجانب اللبناني وعدم انتظار إعلان الاتفاق النهائي حول غزة، والذي صار في متناول اليد، وبذلك سيكون بين يديّ هوكشتاين ورقة مهمة يحملها إلى الإسرائيلي لمنع استمرار التصعيد». ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين سيشرح ايجابيات ان تكون مبادرة التهدئة لبنانية، خصوصاً أنّ الاجماع اللبناني هو تنفيذ القرار 1701، ما سيسهل أيضاً بدء إعادة إعمار ما تهدّم في منطقة حافة الشريط الحدودي». ويتضمّن جدول لقاءات المبعوث الأميركي في لبنان، اجتماعات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بالاضافة الى نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب. أما في إسرائيل، فتشمل لقاءات هوكشتاين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ومدير الموساد ديدي برنياع. وعشية وصول هوكشتاين الى المنطقة، قالت الأوساط الديبلوماسية، أنّ الزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي لإسرائيل في بداية شباط الماضي لم تعقبها زيارة مماثلة للبنان. وعزي السبب الى أنّ الأمور «لم تكن ناضجة في إسرائيل كي يتكلم في الملف اللبناني». وأضافت أنّ زيارة هوكشتاين اليوم للبنان «ترتبط بواقع الهدنة في رمضان، وهو يسعى الى أن تشمل «حزب الله» بعدما قالت إسرائيل إنّ الهدنة في غزة لا تنسحب على «الحزب». وتابعت: «سيجرّب هوكشتاين انتزاع تسوية متكاملة بما يسمح بأن لا تتجدد الحرب مع «الحزب» إذا ما تجدّدت في غزة. وستكون الهدنة فترة كافية كي ينفّذ «الحزب» الالتزامات الواردة في هذه التسوية». وفي المقابل، «سيعتبر «الحزب» أنّ استجابة إسرائيل لتصحيح الوضع في 13 نقطة متنازع عليها على الحدود الجنوبية، كافية ليقوم من جانبه بالتراجع عن الحدود». وخلصت الأوساط الى القول: «آخر مرة طلعت صواريخ «حماس» من الجنوب الأسبوع الماضي، حدثت بعد مرور 50 يوماً على آخر حادث مماثل، وكانت إشارة الى ضرورة تحقيق وحدة الهدنة في الجنوب وغزة. ويبدو أنّ «حزب الله» في حاجة ماسة الى الهدنة». وفي سياق متصل، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ «نداء الوطن» أن زيارة هوكشتاين لبنان «تندرج في السياق ذاته من الاقتراحات غير المكتوبة التي سبق وطرحها في زيارته الأخيرة ومحورها عودة الهدوء إلى الحدود الجنوبية للانطلاق في استكمال البحث في تسوية النقاط البرية المتنازع عليها». وقالت المصادر: «إنّ الاجتماعات التي عُقدت في مقر قيادة القوات الدولية «اليونيفيل» في الناقورة سابقاً وبرعاية أميركية ممثلة بالسفيرة السابقة دوروثي شيا بين الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، كانت توصلت إلى إنهاء النزاع حول 7 نقاط من أصل 13 نقطة سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عنها، ولم يبقَ منها سوى 6 نقاط على طول الحدود اللبنانية الممتدة من رأس الناقورة إلى مشارف مزارع شبعا المحتلة، وبالتالي هناك امكانية لإنهاء الخلاف على ما تبقى من نقاط». وأكدت المصادر «أن تبريد الأجواء على طول الجبهة يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع على النقاط المتبقية، وإذا تمكّن هوكشتاين من التوصل إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي بقي عالقاً ولم ينفّذ، كما نص عليه القرار 1701 من شأنه أن يسهم، مع إنهاء الأعمال العسكرية، في إضفاء المناخات الأمنية والسياسية للبحث عن حل لمزارع شبعا». وأبلغ بو صعب «رويترز» أنه يعتقد أنّ توقيت زيارة هوكشتاين يشير إلى إحراز تقدم في جهود التوصل إلى هدنة في غزة «خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة». وقال: «إذا حدث ذلك، أعتقد أنّ زيارة هوكشتاين هذه المرة ستكون ذات أهمية كبيرة لمتابعة الهدنة على حدودنا الجنوبية ومناقشة ما هو مطلوب للاستقرار وإنهاء إمكانية توسيع الحرب مع لبنان». ووسط هذه التطورات الديبلوماسية، أطلت الكنيسة مجدداً بموقف واضح ضد زجّ لبنان في أتون المواجهات مع إسرائيل ما يؤدي الى خطر توسع الحرب. ففي عظة الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «نحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبناني». بدوره تساءل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: «أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حلّ في غزة»؟.....

المقاومة تدرس ردودها: حماية الردع دون الحرب الشاملة | هوكشتين يريد حلاً لفصل لبنان عن غزّة

الأخبار ... فيما تترنّح المفاوضات حول غزة في الأمتار الأخيرة قبل الهدنة، تُحبس الأنفاس في بيروت ترقّباً لما سيحمله المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي يفترض أن يبدأ زيارته للبنان اليوم بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش جوزيف عون. فيما تردّدت معلومات عن لقاء سيجمعه بنائب رئيس المجلس الياس بو صعب.وتأتي الزيارة على وقع تكثيف الجهود للوصول إلى هدنة في غزة مع بداية شهر رمضان. ومع أن التركيز داخل لبنان ينصبّ على ما إذا كانت الهدنة ستشمل الجبهة الجنوبية في ظل مخاوف من إمكانية ذهاب العدو إلى مزيد من التصعيد، قالت مصادر بارزة إن «زيارة هوكشتين ليست مرتبطة فقط بمحاولاته خفض التصعيد وتجنّب الحرب»، بل «هي استكمال للإطار الذي يحاول صياغته للوصول إلى اتفاق على الحدود البرية». وعلمت «الأخبار» أن هوكشتين أبلغ ميقاتي، خلال لقائهما على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن منتصف الشهر الماضي، أنه سيزور لبنان قريباً، وأنه تواصل قبلَ أيام مع المعنيين بالتفاوض، وأكّد أن بلاده تمارس ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لمنعها من شن حرب وللقبول بأن تسري أي هدنة محتملة على جبهة الجنوب. ورجّحت مصادر مطّلعة أن يحمل هوكشتين هذه المرة أفكاراً مكتوبة وهو ما اتُّفق عليه سابقاً مع بري وميقاتي، لافتة إلى أن الرجل يحمل «تصوراً عاماً يتناول أولاً وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين من الجهتين، واتخاذ إجراءات عسكرية وإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ثم بدء مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البرية ومعالجة الخلاف حول النقاط العالقة بدءاً من الـ b1، وصولاً إلى كفرشوبا». وأكّدت المصادر أن زيارة هوكشتين «لا تعني وقفاً فورياً لإطلاق النار في الجنوب، ولا تعني أن الأمور في قطاع غزة ذاهبة نحو الهدنة فعلياً»، وعلى الأرجح أن «الرجل لن يحقق نتائج سريعة»، لكنه «يحرص على استكمال المهمة التي يعتبرها مهمة له، باعتباره أنه من صاغ الاتفاق البحري، وأنه مكلّف من إدارته التي لن تسمح لأي طرف دولي آخر بأن يكون له دور في هذا الملف».

ماذا يريد حزب الله؟

في السياق نفسه، ينصبّ الاهتمام الغربي والمحلي على معرفة حقيقة توجه حزب الله ربطاً بسلوكه الميداني، ولفت مراقبون إلى أن عمل المقاومة في الميدان يحاكي موقف الحزب بعدم الانجرار إلى حرب واسعة، لكن ذلك لا يحول دون بقاء المقاومة على جهوزية سياسية وميدانية تحسباً للأسوأ. ومن خلال مراقبة الأداء العملياتي لحزب الله، واستناداً إلى قدر من المعرفة بتاريخ سلوكه وتفكيره وأولوياته، يقول المراقبون إنه «يمكن التقدير بأن موقف الحزب محكوم حتى الآن بمجموعة عوامل تحضر في حسابات كل مبادرة أو رد على الاعتداءات الإسرائيلية، ومنها:

أولاً، مواصلة الضغط الميداني على العدو بكل ما ينطوي عليه من تداعيات في الساحة الإسرائيلية إسناداً للمقاومة في قطاع غزة.

ثانياً، منع العدو من فرض وقائع في الساحة الجنوبية تؤدي إلى سلب المقاومة أحد أهم عوامل قدراتها في الدفاع والردع في المرحلة التي ستلي الحرب (هذا الخيار تبلور إسرائيلياً بعد التحولات المفاهيمية والاستراتيجية التي شهدها الكيان على وقع تداعيات طوفان الأقصى، وهو لا يزال في طور التشكّل ولم تكتمل معالمه بعد).

أفكار مكتوبة مع هوكشتين حول وقف النار وعودة النازحين ونشر الجيش وحل النقاط الحدودية المتنازع عليها

ثالثاً، تقليل احتمالات التدحرج نحو حرب شاملة ومفتوحة، وفي الوقت نفسه الاستعداد لخوضها في حال دفع العدو إليها.

رابعاً، منع استباحة المدنيين في جنوب لبنان وخارجه والعمل على تقليل نسبة الإصابات في صفوفهم، على أن لا يكون ذلك على حساب معادلة الردع وتخفيف الضغوط الميدانية على العدو. وهو ما يُفسر بعضاً من ردوده المحدودة حتى الآن على انتهاكات العدو، طالما أن السقف الحالي يحقّق المطلوب في أكثر من اتجاه، في حين يدرك العدو جيداً أن حزب الله قادر على مستوى ردود أعلى وأشد وأكثر كلفة للعدو ، إلا أنه سيؤدي إلى توسيع نطاق استهداف المدنيين في لبنان ويرفع احتمالات التدحرج... لذلك، لا يزال يكتفي بهذا المقدار مع جهوزية عملية للارتقاء في ردوده، وهو أمر مرهون بأداء العدو في اعتداءاته وردوده أيضاً.

«حزب الله» يعلن استهداف قوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى وادي قطمون

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن حزب الله اللبناني ليل الأحد استهداف قوة إسرائيلية بالصواريخ أثناء محاولتها التسلل إلى منطقة وادي قطمون جنوب لبنان. وأضاف في بيان أن الاستهداف حقق إصابات مباشرة في القوة الإسرائيلية. وفي وقت لاحق قال حزب الله إنه استهدف ثكنة ‏زرعيت الإسرائيلية بقصف مدفعي. وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

غارتان إسرائيليتان على بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»، اليوم (الأحد)، بأن الجيش الإسرائيلي شنّ غارتين على بلدة عيتا الشعب في جنوب البلاد. وقالت الوكالة الرسمية إن إحدى الغارتين استهدفت الأطراف الشمالية للبلدة، بينما استهدفت الأخرى وسط البلدة، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى البلدة «تحسباً لأي طارئ». كما ذكرت الوكالة اللبنانية أن أجواء بلدات قضاء صور تشهد تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية. ويتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف الصاروخي والمدفعي عبر الحدود، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ما أدى إلى فرار الآلاف من جنوب لبنان وشمال إسرائيل هرباً من المعارك.

«حزب الله» لإسرائيل: ننتظر خطيئتك الكبرى

قصف متواصل وصفارات الإنذار تدوي في صفد

بيروت: «الشرق الأوسط».. ردّ «حزب الله» على التهديدات الإسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان، قائلاً إنه ينتظر أن يخطئ الجانب الإسرائيلي «الخطيئة الكبرى»، في حين تواصل القصف المتبادل بين الطرفين، الأحد. وقال رئيس كتلة الحزب البرلمانية «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، متوجهاً إلى الجانب الإسرائيلي بالقول: «نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضعَ مَصير كيانك على المحكّ». وأضاف، في تصريح خلال حفل تأبين مقاتل من الحزب: «إن ما يفيد هو أن تكون حاضراً قوياً وجاهزاً للدفاع عن نفسك ولمواجهة العدوّ، وللكيل معه بمكيالين، وأن تردّ الصّاع أكثر من صاعَين، حتى يرتدع». وتعرّض الحزب، السبت، لضربة قوية، حيث نعى 7 من مقاتلين دفعة واحدة، جرّاء 3 ضربات إسرائيلية استهدفتهم في بلدات راميا والناقورة وبليدا في جنوب لبنان، وشيّعهم على مرحلتين، يومي السبت والأحد، في بلداتهم بالجنوب، بالتزامن مع تبادل متواصل لإطلاق النار يشمل جميع أنحاء المنطقة الحدودية.

ترسانة صاروخية

وبات الحزب، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، يعتمد على ترسانة صاروخية تتخطى ما درج عليه، خلال الفترة الماضية، من تركيز على استخدام الصواريخ المضادة للدروع، وذلك بعدما أخلى الجيش الإسرائيلي بشكل شبه كامل المواقع العسكرية الحدودية، وقلّص انتشاره في محيطها. وخلال الأسبوع الأخير، أعلن استخدام الطائرات المُسيّرة وصواريخ «الكاتيوشا» وصواريخ «بركان» بشكل أساسي لاستهداف مواقع إسرائيلية، بما يتخطى الأشهر الماضية التي اعتمد فيها على الصواريخ الموجّهة.

ميدانياً، تواصل القصف المتبادل بين الطرفين، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، إن صفارات الإنذار دوّت في شمال إسرائيل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوّت في شمال شرقي صفد، خشية تسلل مُسيّرات من لبنان. كما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن اعتراض هدف جوي مشبوه فوق قاعدة للجيش في الشمال. وفي الصباح، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، الأحد، بدويّ انفجارات كبيرة داخل أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المُحاذية للحدود مع لبنان. ولفتت التقارير إلى أن الانفجارات التي حصلت ناجمة عن استهداف صاروخ «بركان» موقعاً إسرائيلياً في منطقة الجليل الغربي. من جهته، أعلن الحزب استهداف موقع جل ‏العلام بصاروخ «بركان»، وأصابوه إصابةً مباشرة، كما أعلن استهداف منظومة ‏المراقبة في موقع المطلة، إضافة إلى استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا التي يَعدّها لبنان محتلّة من قِبل إسرائيل. وقال أيضاً، في بيان منفصل، إنه استهدف قوّة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني، وحقق مُقاتلوه ‏فيها إصابات ‏مباشرة، «مما دفع قوات العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب ‏القتلى والجرحى ‏بالمروحيّات من موقع الاستهداف»، وفق ما جاء في بيانه. وفي المقابل، استهدف الجيش الإسرائيلي بلدة الخيام بوابل من القذائف المدفعية، وفق ما أفادت وسائل إعلام لبنانية، كما أطلق الجيش الإسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة الثقيلة باتجاه منطقة الوزراني، وفي اتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية. إلى ذلك، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بدوي صافرات الإنذار المرتبطة بإطلاق الصواريخ، وذلك في مستوطنتيْ باتس وشلومي. وتناقل ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تُوثّق أعمدة الدخان المتصاعدة من مركز إسرائيلي مستهدَف. وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق، ليل السبت - الأحد، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى مشارف بلدات المنصوري ومجدل زون والشعيتية. وحلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق منطقة صور والساحل البحري.

«حزب الله يمكن أن يودي بحاله وبالجنوب واللبنانيين إلى الجحيم إذا استمر في الاعتقاد أن اللعبة ما زالت على حالها»

جعجع لـ «الراي»: نرفض التضحية بلبنان من أجل سياسات إيران في المنطقة

| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ما تقوم به الخماسية هو الحضّ على إنهاء الشغور الرئاسي مع اعتبار أن ما تشهده المنطقة يجب أن يشكّل حافزاً إضافياً للإسراع بذلك

- للمرة الأولى أشعر في أوساط الخماسية بأن ثمة كلاماً عن تحميل المسؤولية لمَن يعطّل

- فريق الممانعة محشور في موقفه من مبادرة «الاعتدال الوطني» التي بالحدّ الأدنى ستكشف نياته الحقيقية

- «الممانعة تعطي إشارات التفاف على مبادرة الاعتدال الوطني فهي تطرح معادلة فرنجية أو لا انتخابات»

- إذا بادر «حزب الله» لإعطاء باسيل ما يريده في الداخل فلن يمانع أن يأخذ الحزب لبنان إلى حربٍ ولو في تنزانيا... فأنا متخصص في الحالة العونية

- باسيل لا يُتَلَقَّف لأن مَن ترتبط مواقفه بمصالحه سيقفز دائماً إلى المكان الذي يؤمّن له مصالحه

- أيُّ موقف سياسي ثَبَتَ عليه العماد عون على مدى 30 عاماً... هل من «تكسير رأس حافظ الأسد» إلى أنّ سورية جارة لنا؟

- الإسرائيليون يَعنون ما يقولونه في شأن جبهة جنوب لبنان وعلى«حزب الله» الأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة التي نشأتْ بعد 7 أكتوبر والتصرّف على أساسها

- لا نريد إطلاقاً أن يعطي الحزب شيئاً لإسرائيل بل نريده أن يعطي لبنان

- لا ولن نقبل بالتخلي عن حبة تراب لبنانية لأحد... ولكن لا نقبل أن تتمّ التضحية بجنوب لبنان وزجّ البلاد في حرب كبيرة من أجل سياسات إيران في المنطقة

- ما يحصل في الجنوب وعبْره يؤدي بالبلاد إلى الهاوية ولبنان لا يمكن أن يكون للدفاع عن«حزب الله» وسلاحه

- تجيير لبنان للدفاع عن الحزب يعني استطراداً الدفاع عن الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وهذا غير منطقي ولا مقبول من غالبية الشعب اللبناني

- كأنّ اللبنانيين في غالبيتهم مخطوفون ويتمّ اقتيادهم عنوةً إلى حيث لا يريدون

- إذا انتشر الجيش اللبناني في الجنوب بتأييد من دول العالم أجمع ألا يكون ذلك حمايةً أكبر للبنان وتفويتاً على أي سيناريوهات تودي بنا إلى الجحيم؟

- الـ 1701 لا علاقة له بمزارع شبعا بل بوقف الأعمال العدائية وانسحاب كل التنظيمات العسكرية غير الشرعية من جنوب لبنان وحلول الجيش اللبناني مكانها بمؤازرة«اليونيفيل»

- الـ 1701 له علاقة أكثر بالقرار 1559 الذي يدعو لعدم وجود تنظيمات مسلحة خارج الشرعية في كل لبنان وأن ينسحب الأمر حتى على الحدود اللبنانية

- السورية

حزب الله» يتّكل على الولايات المتحدة التي تصرّح كل يوم أنها لا تريد توسُّع الحرب وتالياً هو يَمْضي في مغامرته الراهنة

- الحكومة الحالية وهي حكومة «حزب الله» تُسَلِّمُ أمرَها وتُعَرِّضُ لبنان لمَخاطر كبرى ستتحمّل هي مسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني

يقيم لبنان الآن بين حربيْن، لاهبة على جبهة الجنوب بين اسرائيل و«حزب الله»، وباردة تدور على تخوم القصر الرئاسي المسكون بالفراغ منذ 16 شهراً. وبدا لبنان برمّته أسيرَ جبهة الجنوب المرتبطة بمآلات حرب غزة وهدنتها وما قد تؤول إليه تهديداتُ اسرائيل بحربٍ واسعة، والحركة الديبلوماسية لصوغِ تفاهماتٍ حول «اليوم التالي» نجمُها القرار 1701. ومن خلف دخان «حريق الجنوب»، اخترقتْ الجبهةَ الرئاسيةَ النائمةَ مبادرةُ «تكتل الاعتدال الوطني» لمحاولةِ كسْر المأزق بـ «التشاور» على وهج معاودة سفراء «مجموعة الخمس حول لبنان» إدارة محركاتهم. «الراي» التقتْ رئيسَ حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقرّه في معراب، فكانت إطلالة على الواقع اللبناني الشائك وآفاقه.

ويبدأ الحديث من مبادرة «الاعتدال الوطني»، فيقول جعجع: «منذ نحو عام ونصف العام، لم ينفكّ الفريقُ الآخَر يطرح مسألة الحوار كآليةِ التفافٍ على استحقاقٍ دستوري لا يتمّ إلا بالانتخاب في مجلس النواب. علماً أن التواصلَ والنقاشات الثنائية أو أكثر بين الكتل لم تنقطع في ما خص الانتخابات الرئاسية بعيداً من طاولة حوارٍ هي لذرّ الرماد في العيون وتُكَرِّس أعرافاً لا يستقيم معها النظام البرلماني الديموقراطي. ولطالما تعاطينا مع موضوع طاولة الحوار على أنها مناورة، أولاً لتشتيت التركيز عن الهدف الرئيسي المتمثل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وثانياً وهو الأهمّ لتضييع المسؤوليات، وخصوصاً أنه بعد نحو 5 أو 6 أشهر على بدء المهلة الدستورية انصبّت الأسئلة على الرئيس نبيه بري حول لماذا لا تتم الدعوة إلى جلسةٍ بدوراتٍ متتالية ولماذا يتم تعطيل النصاب؟ فكان طرْحُ الحوار للتعمية عن واقعٍ شائكٍ يتمثل في أن الفريقَ الآخَر متمسّكٌ بترشيح سليمان فرنجية ويلعب ورقةَ النصاب لأنه غير قادر على إيصاله بأكثرية 65 صوتاً في الدورة الثانية ويخشى أن تنجح المعارضة بكل مكوّناتها في إيصال مرّشحها، وهو ما كاد أن يحصل في جلسة 14 يونيو مع الوزير السابق جهاد أزعور لو لم يتم تطيير النصاب». ويضيف: «قبل فترة جاءت مبادرة (تكتل الاعتدال الوطني) الذي ارتأى ضرورة القيام بمبادرةٍ جديةٍ لكسْر المرواحة، وذلك على قاعدة أنه إذا كان لا بد من دردشةٍ بالحد الأدنى قبل الاستحقاق الرئاسي، فلمَ لا يحصل ذلك، ومَن يرفض المشاركة فيها يعني أنه لا يريد الانتخابات إلا بشروطه وبعد أن ينجح في ما يعتقد أنه إنهاكٌ للآخَرين لفرْض مرشحه». ويوضح أن المطروح من «الاعتدال الوطني» نزول النواب الى البرلمان وأن يجتمعوا في قاعة، والكتلة المؤلفة من 10 نواب تتمثل بنائب، وتلك التي تضم أكثر من 10 نواب يمثّلها نائبان، وذلك على قاعدة القول بضرورة أن تحصل الانتخابات الرئاسية. ومَن يحضر هذا اللقاء يكون ملتزماً بأنه سيشارك في جلسة الانتخاب المفتوحة بدوراتٍ متتالية التي ستتم الدعوة إليها ويتعهّد بألا ينسحب منها بعد الدورة الأولى. ويضيف:«حين زار تكتل الاعتدال الرئيس نبيه بري، رحّب بالمبادرة، ربما اعتقاداً منه أن الفريق الآخَر لن يسير بها. وبعدما تلقّوا الـ نعم من الرئيس بري، بدأ تَحَرُّكهم في اتجاه الجميع. وعندما زاروا معراب، كان الجواب بوضوح أننا نسير بالأمر إذا كان المطروح لقاء أو جلسة واحدة فقط، ومهما طال وقتها، يتداعى إليها النواب، وليَطرح خلالها أي فريق ما يشاء، وأياً تكن نتيجة النقاشات يُفترض أن يكون المشاركون تعهّدوا بأن يذهبوا الى جلسةِ انتخابٍ. وبما أن الرئيس بري وافق على المبادرة فيتعيّن أن يكون ملتزماً بأن يدعو إلى جلسةٍ مفتوحةٍ بدورات متتالية، وليس الى جلسات متتالية كما بدأ يُشاع، وإلا كان ذلك ينطوي على قطبةِ إقفالِ المحضر في نهاية كل جلسة، وتالياً العودة إلى الجلسة التالية مع الحاجة مجدداً إلى أكثرية الثلثين للانتخاب وليس النصف زائد واحد ابتداءً من الدورة الثانية وما فوق». ويتابع:«وفق هذه القواعد، سرنا بالمبادرة، وتكتل الاعتدال لم يكن بعيداً أبداً عن هذا التصوّر والمسار. ولكن ما حصل أن فريق الممانعة بدأ يعطي إشاراتٍ إلى الالتفاف عليها، من تأخير «حزب الله» تحديد موعد للتكتل، والكلام عن وجوب ترؤس الرئيس بري اللقاء الحواري وعن أن الحوار ليس تَداعياً، ورفض ترْك جلسة الانتخاب مفتوحة. وتالياً فإن الإمعانَ في تعطيل هذه المبادرة سيكشف أكثر المعرقل الحقيقي للانتخابات الرئاسية، وأن الفريق الآخَر يطرح معادلة سليمان فرنجية أو لا انتخابات. وألم يكن هذا الفريق يريد تَحاوراً ونقاشاً بين الكتل للذهاب الى الانتخابات؟ ليتفضّلوا إلى هذه الصيغة. ولكن على ما يبدو أن النيات الحقيقية ستُكشف أمام الجميع». ويقرّ جعجع بأن مبادرة «تكتل الاعتدال» تأتي على وهج معاودة مجموعة الخمس حول لبنان تحرّكها عبر سفرائها في لبنان، موضحاً«قد تكون هذه المبادرة مُنَسَّقةً مع المجموعة وربما لا، وفي أي حال هي طرح جيّد، وينبغي أن يسير بها الجميع إذا كانت النيات صادقة، وإلا تكون اللعبة انكشفت». ورداً على سؤال، يشير إلى أن البحث في الأسماء قد يحصل إذا أراد فريق أو آخَر طرح أسماء،«وإذا حصل اتفاقٌ على اسم، فهذا جيد أين المشكلة، وبحال وصل النقاش إلى اسمين أو أكثر ولم يتم تفاهُم، نذهب الى جلسة الانتخاب المفتوحة بدوراتٍ متتالية كلٌّ بمرشحه، ومن دون أن يعني ذلك بأي حالٍ حَصْرَ الجلسة مسبقاً بعدد محدّد من أسماء المرشحين يكون جرى التوافق عليها في اللقاء الحواري بجلسته الوحيدة». وهل يَعتقد أن فريق الممانعة، وبحال كان يستشعر بأن الوضع في المنطقة يسير بعكس مصالحه، يمكن أن يعود ليتلقف في توقيتٍ ما المبادرة فتكون«السلّم للنزول عن الشجرة»؟ يجيب:«أتمنى ذلك، ولكن لا أرى الأمور في هذا الاتجاه. ففريق الممانعة دخل وأدخل معه لبنان وشعبه في مجموعة تعقيداتٍ تبدأ في البحر الأحمر ولا تنتهي في البحر المتوسط. لماذا؟ وتالياً أرى أن مَن لم يراعِ مصالح لبنان أولاً في مسألة كبرى مثل الحرب لن يراعيها في الانتخابات الرئاسية».

مجموعة الخمس

وعن خلفيات إدارة مجموعة الخمس محرّكاتها مجدداً في ما خص الملف الرئاسي وهل في الأمر محاولة من بعض أطرافها لاستباقِ المساراتِ الديبلوماسية في ما خصّ حرب غزة وجبهة الجنوب فلا يكون الاستحقاق الرئاسي نتاج الموازين التي ستفرزها الحرب وربما اتفاقاتٍ قد تشمل إيران وتنطوي على نوع من المقايضات؟

يقول جعجع: «لماذا الغرق في الـ ما ورائيات؟ في النهاية النواب هم الذين سينتخبون. ودول الخماسية يمكنهم أن يتمنّوا على لبنان. وهذه الدول تاريخياً لديها مصالح وعلاقات في لبنان، من فرنسا الى المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة كذلك وقطر ومصر. وما تقوم به هذه المجموعة هو الحضّ على إنهاء الشغور الرئاسي، مع اعتبار أن ما تشهده المنطقة يجب أن يشكل حافزاً إضافياً للإسراع بإنجاز الانتخابات الرئاسية فيَنْتَظم عمل المؤسسات. وحاولتْ بعض دول الخُماسية طرح بعض المرشحين في مرحلة معينة، ولم ينجح الأمر. والآن الضغط هو لإجراء الاستحقاق وسدّ فجوة كبيرة في عجلة الحُكم والمؤسسات». ويضيف: «بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها سفراء مجموعة الخمس للرئيس بري، أَيْقَنوا أن العقدةَ تكمن هناك. ومن هنا بدأ فريق الممانعة يُحشر، لأن لعبته بدأت تنكشف وفق ما كنا نقوله منذ البداية، لجهة أن هذا الفريق لن يفرج عن الاستحقاق الرئاسي إلا حين يَضمن وصول سليمان فرنجية». وعن كيفية كسْر هذا المأزق والكلام الذي يتم تداوله عن إمكان فرض عقوبات على المعرقلين، يقول: «للمرة الأولى، أشعر في أوساط الخماسية بأن ثمة كلاماً عن تحميل المسؤولية لمَن يعطّل. وربما في مكان ما يكون تحرك تكتل الاعتدال في هذا السياق. ومن هنا في رأيي أن فريق الممانعة محشور في موقفه من المبادرة التي بالحدّ الأدنى ستكشف نياته الحقيقية».

الحالة العونية

وكيف يفسر ما يمكن وصفه بـ«استفاقة» الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل عبر رفْضهما لمنطق «وحدة الساحات» في إشارة تَمايُزٍ عن «حزب الله». يقول جعجع «من السهل جداً قراءة الأمر، فأنا متخصص في الحالة العونية (يبتسم)، ومن هنا أؤكد لكم أنه في حال بادر حزب الله إلى إعطائهم ما يريدونه على مستوى الداخل لقاء ان يأخذ الحزب لبنان إلى حرب ولو في تنزانيا فسيقولون: لا بأس عندنا جالية في تنزانيا ينبغي الدفاع عنها في وجه داعش». ويضيف«ان ما يحاولون الإيحاء به الآن لا علاقة له بموقف مبدئي، بل مردُّه إلى أن حزب الله لم يعد يماشيهم دائماً في الملفات الداخلية. وأحدهم في محور الممانعة قال إنه إذا أعطى الحزب باسيل ما يريده وأراد القتال في أفغانستان سيكون جبران إلى جانبهم».

وحين نسأل: أليس من مصلحتكم تلقف باسيل بعد تمايزه عن«حزب الله»؟

يجيب «لا بطبيعة الحال. هو لا يُتَلَقَّف لأن مَن ترتبط مواقفه بمصالحه سيقفز دائماً إلى المكان الذي يؤمّن له مصالحه. فنحن مثلاً وحزب الكتائب متفقون على موقف سياسي، وقد نختلف على هذه النقطة أو تلك، لكن الاتفاق قائم. ولكن أي موقف سياسي ثَبَتَ عليه العماد عون على مدى ثلاثين عاماً؟ هل من (معركة التحرير) تكسير رأس حافظ الأسد إلى أن سورية جارة لنا وعلينا الحج إلى براد؟». لكنكم تقاطعتم على دَعْمِ تشريح الوزير السابق أزعور؟ نسأله فيردّ«نعم، يمكن حصول تقاطعات على مسائل محدَّدة ليس إلا، لأنهم غير صادقين في إعلاء التفاهم السياسي على مصالحهم».

فوهة البركان

نقول جعجع تقترن المساعي للاتفاق على هدنة مديدة في غزة بتهديد إسرائيلي بعدم وقف المواجهة على جبهة جنوب لبنان قبل الوصول إلى حل، إما عبر الحرب على لبنان أو بالطرق الديبلوماسية، فهل يخشى رئيس «القوات» لجوء إسرائيل إلى حربٍ تتجاوز المواجهات الحالية؟

يقول «أعتقد أن الأوضاع في المنطقة، من البحر الأحمر إلى جنوب لبنان، باتت أكثر جدية وخطورة. لذا في تقديري أن الإسرائيليين يَعنون ما يقولونه في شأن الجبهة في جنوب لبنان. ومن هنا على حزب الله الأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة التي نشأتْ بعد 7 أكتوبر والتصرّف على أساسها، وإلا يمكن أن يودي بحاله وبالجنوب وباللبنانيين إلى الجحيم إذا استمر في الاعتقاد ان اللعبة ما زالت على حالها».

وهل يَعتقد أن «حزب الله» سيسلّم بما تريده اسرائيل فقط لمجرّد أنها لوّحت بالحرب أي سيستسلم لوهْج السلاح الاسرائيلي؟

يردّ: «في كل الأحوال، لا نريد إطلاقاً أن يعطي حزب الله شيئاً لاسرائيل، بل نريده أن يعطي لبنان. وسؤالي هو: إذا كانت المسألة تتعلق بحماية لبنان، والدفاع عنه، فمن المناطق والنقاط حيث يتواجد حزب الله، هل هو في وارد أو يستطيع احتلال الجليل؟ بالتأكيد لا، إذا كنا جديين في المقاربة. وإذا انسحب الحزب وانتشر الجيش اللبناني بأوامر قتالية مكانه، وذلك بتأييدٍ من دول العالم أجمع، ماذا ستكون النتيجة؟ نحن لا ولن نقبل بالتخلي عن حبة تراب لبنانية لأحد، ولكن في الوقت نفسه لا نقبل، أن تتمّ التضحية بجنوب لبنان مثلاً وزجّ البلاد في حرب كبيرة من أجل سياسات إيران في المنطقة. وإذا انتشر الجيش اللبناني في الجنوب ألا يكون ذلك حمايةً أكبر للبنان وتفويتاً على أي سيناريوات قد تضعنا في فوهة البركان»؟

ويضيف: «ما يحصل في الجنوب وعبْره يؤدي بالبلاد إلى الهاوية، وكل هذا لماذا؟ في النهاية يجب أن يَفْهَمَ الجميعُ أن لبنان ليس ولا يمكن أن يكون للدفاع عن حزب الله وسلاحه. وتجيير لبنان للدفاع عن الحزب يعني استطراداً الدفاع عن الاستراتيجية الايرانية في المنطقة. وهذا غير منطقي ولا مقبول من غالبية الشعب اللبناني. وتالياً وكأنّ اللبنانيين في غالبيتهم مخطوفون ويتمّ اقتيادهم عنوةً إلى حيث لا يريدون. وأتصوّر أن حتى غالبية اخواننا الشيعة لا يريدون الحرب». وجعجع الذي تَوَقَّفَ عند التصاق الموقف الرسمي اللبناني بمقاربة «حزب الله» لجبهة الجنوب وآفاق الحل الممكن لها، يَستحضر تجربة الرئيس فؤاد السنيورة إبان حرب يوليو 2006 حين خرج في مؤتمر صحافي ليعلن «ان الحكومة اللبنانية لم تعرف بما حصل (أسْر جنود اسرائيليين) ولا تريده ولا تؤيده»، في حين أن الحكومة الحالية - وهي حكومة حزب الله - تُسَلِّمُ أمرَها، وتُعَرِّضُ لبنان لمَخاطر كبرى ستتحمّل هي مسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني.

القرار 1701

ونقول له، ولكن القرار 1701 له شقان، واحد يتعلق بلبنان والثاني باسرائيل وهنا يتم إدراج مسألة مزارع شبعا، فيردّ:«غير صحيح. وهذا تماماً مثل زعْم وجود كلمة مقاومة في وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف، وهذا غير صحيح. فهما ينصان على العودة إلى اتفاقية الهدنة عام 1948 وانتشار الجيش اللبناني في كل الجنوب. والآن يكررون الأمر نفسه، فالقرار 1701 لا علاقة له بمزارع شبعا ولا بغيرها. وقضية المزارع يمكن بتّها بسهولة بأن يقنعوا النظام السوري بأن يتم توقيع وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية حول لبنانية المزارع. والأهمّ أن الـ 1701 لا يتطرق الى مزارع شبعا بل له علاقة بوقف الأعمال العدائية وانسحاب كل التنظيمات العسكرية غير الشرعية من جنوب لبنان وحلول الجيش اللبناني مكانها بمؤازرة اليونيفيل. وتالياً الـ 1701 له علاقة أكثر بالقرار 1559 الذي يدعو إلى عدم وجود تنظيمات مسلحة خارج الشرعية في كل لبنان وأن ينسحب الأمر حتى على الحدود اللبنانية - السورية». وحين نقول له: اسرائيل تلوّح بالحرب فيما الديبلوماسية لا تشي بالتوصل إلى حلّ وشيك؟ فأي أفق؟ يجيب جعجع:«في رأيي أن حزب الله يتّكل على الولايات المتحدة التي تصرّح كل يوم بأنها لا تريد توسُّع الحرب. وفي تقدير الحزب أنه إذا كانت واشنطن لا ترغب في الحرب الشاملة، فهذا يعني أنها لن تقع، وتالياً هو يَمْضي في مغامرته الراهنة». ويرى أن الحديث عن إمكان توظيف مُجْرَيات حرب غزة وما بعدها في الداخل اللبناني عبر تفاهم أميركي - إيراني«وَهْمٌ»فـ«لا أحد في وارد أن يعطي هدايا لأحد. وإذا افترضنا، وفقط من باب المحاكاة، أن الولايات المتحدة، وربْطاً بمساراتٍ خارجية أخرى أو بالرغبة في أن يقدّم حزب الله شيئاً في ما خص جبهة الجنوب، أرادتْ ان تعطي (للممانعة) شيئاً ما في لبنان، فكيف تَفعل ذلك؟ هل لديها مثلاً نواب في البرلمان؟ والتوازن الحالي في مجلس النواب قائم ومستمرّ ومواقف المعارضة ثاتبة وواضحة وكفيلة بألا يُترجم أي تفاهُم خارجي لا تقبل به، هذا على افتراض أن مثل هذا الأمر قد يحصل»....



السابق

أخبار وتقارير..قصف إسرائيلي بالقنابل الفوسفورية على الوزاني جنوب لبنان..مجلس التعاون الخليجي: نطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات..سامح شكري: أزمة غزة تسببت في نزاعات إقليمية خطيرة والحل دولة فلسطينية..نتيجة سوء التغذية والجفاف.. وفاة 15 طفلا بمستشفى في غزة..حماس: اتفاق الهدنة ممكن خلال "24 أو 48 ساعة"..أطباء غزة ينصبون خياماً لعلاج المرضى في الشوارع..الكويت تقر اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا..برلين تحقق في «تنصت روسي» محتمل على محادثات سرية للجيش الألماني..والدة نافالني تزور قبره غداة جنازة حشدت الآلاف..انتخاب شهباز شريف رئيساً لوزراء باكستان للمرة الثانية..مقتل 170 شخصا بهجمات على قرى في بوركينا فاسو..60 عاما على وجود الخوذ الزرق في قبرص من دون حل بالأفق..بكين تندد بتصريحات مسؤول فلبيني بشأن بحر الصين الجنوبي..تشاد: ديبي يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية..الجيش الألماني يتولى مجدداً مراقبة المجال الجوي فوق دول البلطيق..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..هاريس: يجب إعلان وقف النار في غزة..على الفور.."قتل الأبرياء يجب أن يتوقف"..ديمقراطيون يدعون بايدن للضغط على إسرائيل..«حماس» وإسرائيل تتقاذفان كرة «هدنة رمضان»..«الوزاري الخليجي» يبحث مع المغرب ومصر والأردن حرب غزة ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار..مفوض أممي يدعو إلى فرض عقوبات على إسرائيل..«هدنة رمضان»..جهود متسارعة لتذليل «عقبات أخيرة»..«مجازر» غزة تتواصل..ووفاة 15 طفلاً لسوء التغذية..تحليل: دعوة غانتس لزيارة واشنطن رسالة لأطراف عدة في المنطقة..قاض إسرائيلي يتهم الشرطة بحبس فلسطينيين في معتقل «لا يصلح للبشر»..أكبر احتجاجات في إسرائيل منذ بدء حرب غزة..و«فلسطينيو 48» يطالبون بـ«وقف الإبادة»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,144,303

عدد الزوار: 6,980,368

المتواجدون الآن: 80