أخبار لبنان..ردا على قصف جنوب لبنان..حزب الله يستهدف موقعين إسرائيليين..مقتل 2 بغارة إسرائيلية على منزل في إحدى قرى جنوب لبنان.."لا زيارة مرتقبة إلى سوريا"..بو حبيب: ما قلتُهُ عن استعداد لبنان للحرب كان هفوة..من المطار إلى المخيمات..لبنان في مرمى الحرب الأمنية الإسرائيلية..معارك جنوب لبنان تخفت وتحتدم على وقع مفاوضات غزة ووضع الميدان..لبنان يحمل إسرائيل «مسؤولية دولية» تجاه أي حادث طيران..ميقاتي يدعو الدول إلى "الضغط" على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان..لقاءات بكركي حيّدت الموتورين والمتوتّرين: خطوة أولى نحو وثيقة وطنية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 آذار 2024 - 2:27 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


ردا على قصف جنوب لبنان..حزب الله يستهدف موقعين إسرائيليين..

دبي - العربية.نت.. أعلن حزب الله اللبناني أنه قصفه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء موقعين للجنود الإسرائيليين ردا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان. وقال الحزب في بيانين منفصلين إنه قصف مبنيين تستخدمهما القوات ‏الإسرائيلية في شوميرا وشلومي "بالأسلحة المناسبة"، وذلك ردا على ‌‏القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية في لبنان. وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن طائراته المقاتلة قصفت مجمعا عسكريا تابعا لحزب الله في جنوب لبنان، فيما أعلنت الميليشيات مقتل أحد عناصرها. وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه رصد مسلحين في المجمع العسكري الذي استهدفه ليلا في منطقة ميس الجبل بجنوب لبنان. وأشار إلى أنه رصد إطلاق نحو 15 مقذوفا من لبنان باتجاه موقع للجيش، لكنها سقطت في مناطق مفتوحة ولم تسفر عن وقوع أي إصابات.

غارة على منزل

في المقابل، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في الأطراف الغربية لبلدة ‫ميس الجبل صباح اليوم.

مقتل عنصر من حزب الله

وأعلن حزب الله اللبناني مقتل أحد عناصره، ويدعى محمد الزين من بلدة شحور في جنوب لبنان، لكنه لم يوضح ملابسات مقتله. وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

مقتل 2 بغارة إسرائيلية على منزل في إحدى قرى جنوب لبنان

بيروت : «الشرق الأوسط».. ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الرسمية، أن شخصين قُتلا في غارة إسرائيلية، اليوم الاثنين، على منزل في بلدة ميس الجبل بجنوب البلاد. وأفادت الوكالة أيضاً بوقوع غارة على بلدة رب ثلاثين وأخرى بين مركبا والعديسة استهدفت محطة لتوليد الكهرباء. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم أن طائراته المقاتلة قصفت مجمعاً عسكرياً تابعاً لجماعة «حزب الله» في ميس الجبل. وأعلن «حزب الله»، من جهته، مقتل أحد عناصره، ويدعى محمد الزين من بلدة شحور في الجنوب، لكنه لم يوضح ملابسات مقتله.

"لا زيارة مرتقبة إلى سوريا"..بو حبيب: ما قلتُهُ عن استعداد لبنان للحرب كان هفوة

نداء الوطن..المصدر: الحرة.. أكد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب أنّ ما قاله عن استعداد لبنان للدخول في الحرب مع اسرائيل كان هفوة او "غلطة" بسبب الظروف التي أحاطت مقابلته في انطاليا. وإذ أشار الى أن حزب الله جاهز للحرب، جَزَم أن الجيش اللبناني لن يحارب لا اسرائيل ولا غير اسرائيل، ولكن إذا اجتاحت إسرائيل لبنان فنحن مجبرون على الدفاع عن أنفسنا. واعتبر بو حبيب أن حركة الموفدين الدوليّين جيّدة، ولكن مع كل موفد، ترسل اسرائيل إنذاراً وتهديداً بانها ستدخل لبنان، واستطرد قائلاً: "لا أعتقد أن اسرائيل ستدخل بحرب مع لبنان، هذا رأيي الشخصي وليس رأيي كسياسي"، مشيراً الى أنه "سابقاً، كان كل موفدٍ دوليّ يأتي من اسرائيل ويطالب بتطبيق القرار1701، وبتراجع حزب الله 7 أو 10 كيلومترات شمال الليطاني، أما الآن فطلبُ اسرائيل على لسان الموفدين الدوليين هو فقط تراجع حزب الله، وعودة المستوطنين الى شمال اسرائيل، جازماً بأن شيئاً لن يحصل في لبنان قبل الحسم في غزة". وإذ قال بو حبيب: "لا نستطيع التكلّم باسم حزب الله وبدوره. حزب الله لا يأخذ إذناً منّا للدخول في أي حرب"، أشار إلى أنّ كل الأوراق التي وصلت لبنان هي مطالب اسرائيليّة. وعن الردّ على الورقة الفرنسيّة، قال بو حبيب، إنَّ السفير الفرنسيّ هيرفيه ماغرو زاره، وأكد له أنهم مرتاحون للردّ اللبناني على الورقة الفرنسيّة، وهو ردٌّ جيّدجداً، ففي الورقة، أعرب لبنان عن استعداده لتطبيق كامل وشامل للـ"1701"، مضيفاً: "نحن الآن ننتظر الخطوة الفرنسيّة". وأكد بو حبيب أنّ الأميركيّين لديهم النفوذ الأكبر في اسرائيل من اي دولة أخرى، وعليه سينسّق الفرنسيون مع الأميركيين. وردّاً على سؤال حول وصول رسالة أميركيّة الى لبنان بأن الملفّ اللبناني نحن نديره، أجاب بو حبيب: "مش بهالوضوح...بس في هيك شي". وعن زيارة مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الى الإمارات، قال بو حبيب: "علمت من الصُحُف عن الزيارة"، مشيراً الى أن "هناك عدداً كبيراً من الأسرى اللبنانيين في الإمارات، وقد عملنا على هذا الملف سابقاً، لكن يجب أن يكون هناك اتفاق بين حزب الله والإمارات، لأننا لا نستطيع إعطاء الإمارات أي شيء، كما لا يمكننا أن نمون على حزب الله". واعتبر بو حبيب أن اتفاق الإمارات مع حزب الله من الممكن أن يؤدي الى عودة الديبلوماسيّين الى السفارة الإماراتية في لبنان كما تسهيل وضع اللبنانيين في الإمارات. وعن إقفال السفارات اللبنانية في الخارج، شدّد بو حبيب ألّا إقفال للسفارات إنما تعليق للعمل. وجزم بو حبيب ألّا زيارة مرتقبة له الى سوريا، كما اكد أنه ليس مرشّحاً رئاسيّاً، وقال: "وصلت الى عمر أريد أن ارتاح، وأصلّي لإنتخاب رئيس كي أرتاح".

من المطار إلى المخيمات..لبنان في مرمى الحرب الأمنية الإسرائيلية..

الجريدة..بيروت - منير الربيع.. تتزايد المخاوف اللبنانية من تحول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب أمنية باتجاهات متعددة. ومع استمرار المناوشات على جبهة الجنوب اللبناني، صعدت إسرائيل من عمليات الرصد والتحري حول مقاتلين وكوادر لحزب الله وحماس على كل الجغرافيا اللبنانية، إضافة إلى التقصي والرصد حول مواقع أساسية للحزب تتصل بالتقنيات العسكرية لدى الحزب، ولا سيما الصواريخ الدقيقة أو الطائرات المسيرة وأنظمة عملها. وسلطت الأضواء على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد اكتشاف خلية في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور مشتبه بمساعدتها في اغتيال كوادر لحركة حماس، وهذا ما دفع جهات أمنية وعسكرية، مثل حزب الله وحماس والأجهزة الأمنية اللبنانية، إلى العمل على إجراء مسوحات شاملة للمخيمات في الجنوب والبقاع بحثاً عن عملاء. وبحسب المعلومات جرى توقيف عدة أشخاص. إلى ذلك، يتخوف خبراء من التشويش المستمر على أنظمة gps، إذ إن كل التطبيقات التي تعمل وفق هذا النظام لا تعمل بكفاءة في منطقة الجنوب، فيما برز في الأيام الماضية التشويش على عمل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهو ما دفع بيروت إلى توجيه اتهام رسمي لإسرائيل بتهديد عمل المطار وسلامة الطيران المدني بما يتعارض مع القوانين الدولية. وبحسب المعلومات، فإن عدداً من الطائرات التي تكون آتية الى بيروت لتحط في المطار، تتأخر في قدرتها على الهبوط، بسبب التشويش، فتضطر إما إلى الاتجاه الى مطار لارناكا في قبرص أو مطارات في تركيا، ريثما يتم اعتماد بروتوكول تقليدي لا يعتمد على عمل نظام gps لتفادي التشويش، ويسعى لبنان إلى انتزاع قرار من مجلس الأمن يدين إسرائيل وتهديداتها لسلامة الطيران المدني. ومن غير المعروف حتى الآن إذا كان هذا التشويش متعمداً من قبل الإسرائيليين، خصوصاً أنه قبل أشهر حصلت عملية قرصنة لأنظمة المطار، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه لساعات، وبالتالي يمكن أن يكون التشويش متعمداً في إطار الضغط على لبنان واللبنانيين في ظل المواجهة مع حزب الله، كما أن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تكون السبب وراء التشويش، وهي محاولات الرصد الإسرائيلي المستمرة لمواقع تخزين الحزب للصواريخ الدقيقة الموجهة، والطائرات المسيرة، وقيام الإسرائيليين بالتشويش على أنظمة عمل هذه الصواريخ والطائرت المسيرة، وبالتالي هذا التشويش يؤثر عرضياً على حركة المطار. في سياق متصل أيضاً، يسعى الإسرائيليون إلى فرض معادلات جديدة رداً على المعادلات التي كان قد وضعها الحزب سابقاً، إذ كان الحزب يضع معادلة الدم بالدم، والمدينة مقابل المدينة، ونفس العمق المستهدف بنفس العمق المستهدف. إلا أن الإسرائيليين ومنذ فترة يعملون على تغيير هذه القواعد، فالرد على استهداف الجولان مثلاً يكون باستهداف بعلبك أو محيط صيدا، والرد على استخدام حزب الله للطائرات المسيرة في عملياته يدفع الإسرائيليين الى استهداف ما يعتبرونه مواقع تخزين أو تشغيل للطائرات المسيرة، كما أعلنوا سابقاً عن أحد المواقع المستهدفة في بعلبك، وما يدخل على خط الاستهداف مجدداً، هو استهداف طرق الإمداد التابعة للحزب من خلال استهدافات لسورية في محيط دمشق، أو ريفها باستهداف منطقة القلمون، أو ريف حمص من خلال استهداف القصير التي تم فيها استهداف شاحنات تنقل أسلحة للحزب.

معارك جنوب لبنان تخفت وتحتدم على وقع مفاوضات غزة ووضع الميدان

إرساء قواعد اشتباك جديدة

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. بعد أكثر من أسبوع على تراجع غير مسبوق في حدة المواجهات العسكرية على جبهة الجنوب اللبناني، التي قرر «حزب الله» أن يتخذها منطلقاً لعمليات عسكرية دعماً لغزة، عادت هذه الجبهة في الساعات الماضية لتسخن من دون مقدمات، ولتتوسع عمليات إسرائيل لتشمل بعلبك والبقاع الغربي شرق البلاد. وعادت حدة المواجهات بعيد إعلان «حزب الله» عن استخدام مسيرتين لاستهداف منصتين للقبة الحديدية في مستعمرة «كفار بلوم» الواقعة في الجليل الأعلى، فكان الرد الإسرائيلي باستهداف بعلبك، كما إحدى السيارات في منطقة البقاع الغربي، وهي تُستهدف للمرة الأولى منذ «طوفان الأقصى». وبدا واضحاً أن طرفي الصراع؛ أي «حزب الله» وإسرائيل، اللذين التزما منذ حرب يوليو (تموز) 2006 بقواعد اشتباك معينة، باتا بعد اندلاع المواجهات الأخيرة بينهما يلتزمان بشكل غير معلن قواعد جديدة تقول إنه حين يستخدم الحزب مسيّرات أو يلجأ لعمليات نوعية، يتم استهداف منطقة بعلبك كما يتم توسيع رقعة المناطق اللبنانية المستهدفة. وبعدما نعى «حزب الله» آخر عناصره في الثاني عشر من الشهر الحالي، عاد الأحد لينعى اثنين من عناصره مع عودة الزخم العسكري إلى الجبهة الجنوبية.

الوضع الميداني يتحكم بالجبهة

وبينما يرى كثيرون أن تراجع العمليات وتزخيمها مرتبطان بمسار التفاوض للوصول إلى هدنة في غزة، وكذلك بتفاهمات غير معلنة بين إسرائيل و«حزب الله» تتم عبر وسطاء، يرى آخرون أن إعطاء تل أبيب الأولوية لمسألة رفح واستبعاد احتمال تدخل واشنطن لمساعدتها في أي حرب موسعة على لبنان، في ظل الخلافات الكبيرة بين الإدارتين الإسرائيلية والأميركية، عوامل تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوباً، وأن هذه العمليات باتت في إطار رد الفعل على ما يقوم به الحزب. وتشير مصادر «حزب الله» إلى أن «العمليات تخفت حيناً وتحتدم حيناً آخر حسب الأوضاع الميدانية»، نافية لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هناك أي مستجدات أخرى تجعل الجبهة أكثر هدوءاً. وتوضح مصادر مطلعة على جو الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات التي ينفذها (حزب الله) ضد المراكز العسكرية الإسرائيلية مستمرة وبالوتيرة نفسها»، لافتة إلى أن «ما يجب التوقف عنده هو امتناع إسرائيل لأكثر من 12 يوماً عن تعقب السيارات جنوب لبنان لاقتناص أهداف معينة، كما امتناعها عن القصف داخل القرى»، مضيفة: «هي قد تكون اقتنعت بأنها غير قادرة على جر الحزب إلى الحرب الموسعة كما جر واشنطن للقتال عنها في لبنان، أضف إلى ذلك أن (حزب الله) نجح في سدّ ثغرات كثيرة كانت تنفذ إسرائيل منها لإيقاع شهداء في صفوفه».

تجاوز مشروع الحرب المفتوحة

ويرى الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين أن «تراجع حدة الاشتباكات وعمليات القصف على مناطق جنوب لبنان أحياناً لا يعكس مسار تهدئة أو هدنة، طالما أنه لا اتفاق بعد على تسوية بين الطرفين»، مرجحاً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون «صيغة المناوشات الحالية تمهد لعمليات إسرائيلية طويلة المدى، وبوتيرة تبقي الجبهة مفتوحة وخاضعة لتصعيد وتهدئة، إلى حين التوصل إلى تسوية يبدو أنها تحتاج إلى وقت أكثر». ويضيف الأمين: «لذلك فإن التهدئة الظاهرة أو المناوشات الجارية ربما تعبر عن تجاوز مشروع الحرب المفتوحة والاستغناء عنها، لصالح خيار استنزاف (حزب الله) وممارسة فعل الاغتيال والتصيّد لكوادره ولو على فترات متباعدة، لكنها دائمة ومستمرة إلى أجل غير مسمى». ويشير الأمين إلى أن «إسرائيل فرضت إيقاعاً للمواجهة في هذه الحرب نسف ما كان يسمى قواعد الاشتباك التي كان (حزب الله) يتمسك بها ويهدد عبرها إسرائيل بأن استهداف المدن والمدنيين والمقاتلين سيقابل بالمثل»، لافتاً إلى أن «هناك إيقاعاً تبدو إسرائيل أكثر تحكماً فيه من (حزب الله)، ويعكس طول اليد الإسرائيلية في استهداف (حزب الله) ولبنان».

تفاهم غير معلن

من جهته، يربط أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشان بين تراجع حدة المواجهات جنوباً في فترة من الفترات والزيارة التي قام بها مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا إلى الإمارات، مذكراً بأن «علاقة الإمارات مع إسرائيل ممتازة، والرئيس السوري بشار الأسد توسط لـ(حزب الله) لتحريك ملف موقوفي الحزب في الإمارات»، مستبعداً أن تكون المداولات طالت حصراً هذا الملف، كما يؤكد «حزب الله»، و«إنما لاحظت تفاهماً ما غير معلن بشأن تخفيف العمليات واقتصار الضربات على أهداف لا تؤدي لأضرار كبيرة وخسائر بشرية». ويرى خشان أن «الحزب يريد أن يجد طريقة ليخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، ويعلم أن وقف العمليات نهائياً مرتبط بانسحابه مجدداً إلى شمالي الليطاني، وهذا يمكن أن يجدوا له إخراجاً مناسباً حين يحين الوقت»، مضيفاً: «قضية غزة معقدة وهذا سيبقي الجبهة اللبنانية مفتوحة راهناً، ولكن بوتيرة أخف عن تلك التي كانت قائمة سابقاً. فإسرائيل تتعرض لضغوط أميركية كبيرة، لذلك تركز حالياً على مسألة رفح لتعالج مسألة جنوب لبنان في وقت لاحق». وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أكد أن حكومته «مستمرة في اتصالاتها الدبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً إلى أن «نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة يقدمها العدو الإسرائيلي». أما الموفد الأميركي آموس هوكستين، الذي زار لبنان مطلع الشهر، فحمل «رسالة تهديد» إلى المسؤولين اللبنانيين بأن «الهدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائياً إلى لبنان»، مؤكداً أن «التصعيد أمر خطير ولا شيء اسمه حرب محدودة».

لبنان يحمل إسرائيل «مسؤولية دولية» تجاه أي حادث طيران

رفع إلى مجلس الأمن كل المعطيات بما فيها التقنية

بيروت: «الشرق الأوسط».. تهدف الدولة اللبنانية، عبر شكوى إلى مجلس الأمن تقدمت بها ضد إسرائيل، إلى تحميل تل أبيب «مسؤولية دولية تجاه أي حادث قد ينتج عن هذه الأعمال المنافية لكل قواعد الطيران الدولي، وكل قواعد سلامة الطيران الدولي»، على خلفية التشويش الإسرائيلي المتواصل، ما يعرقل حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد طلبت، الجمعة، من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة تقديم «شكوى عاجلة» لمجلس الأمن الدولي حول «اعتداءات» إسرائيل على السيادة اللبنانية «بالتشويش» على أنظمة الملاحة، وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار بيروت الدولي. وطلب المطار من الطيارين الاعتماد على الأجهزة الملاحية الأرضية الموجودة في مطار بيروت لتجنب عمليات التشويش الإسرائيلي القائمة. ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي»، الاثنين، عن مصدر دبلوماسي لبناني كبير قوله إن وزارة الخارجية «أرفقت كل ما لديها من معطيات في شكواها المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي، والتي تفيد بقيام إسرائيل بالتشويش على أجهزة الملاحة بمطار بيروت الدولي، وتعريض سلامة الطيران المدني للخطر». وقال المصدر: «الهدف من الشكاوى التي نقدمها إلى مجلس الأمن الدولي هو توثيق هذه الخروقات في المقام الأول، وهنالك أهداف أخرى عدة نهدف إليها». وأضاف: «الهدف الثاني لهذه الشكوى هو فضح الممارسات الإسرائيلية التي تخالف قواعد القانون الدولي، والتي تخرج عن إطار كل ما له علاقة بالشرعية الدولية أمام الرأي العام العالمي». وتابع المصدر: «تهدف هذه الشكوى أيضاً إلى أن يتحرك مجلس الأمن الدولي إذا وجد أن هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وأن يأخذ الإجراءات التي يراها مناسبة، خصوصاً مع هذه الشكوى؛ لأنها تتعلق بسلامة الطيران المدني والتشويش على أجهزة الملاحة». كما أكد أن «الهدف منها أيضاً هو تحميل إسرائيل مسؤولية دولية تجاه أي حادث قد ينتج عن هذه الأعمال المنافية لكل قواعد الطيران الدولي، وكل قواعد سلامة الطيران الدولي». وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في بيان، الجمعة، أن «هذه الشكوى جاءت استكمالاً لحملة توثيق الخروق والانتهاكات الإسرائيلية، وتكملة لسلسلة الشكاوى المرفوعة سابقاً، إذ يستنكر لبنان هذه الأعمال الإسرائيلية التي تتسم بالتهور الموصوف، غير آبهة بتبعاتها الخطيرة على سلامة الطيران المدني، كما على حياة آلاف الركاب المدنيين يومياً».

معطيات تقنية إلى مجلس الأمن

وقال المصدر في تصريحاته لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «قمنا برفع كل المعطيات التي لدينا إلى مجلس الأمن، بما في ذلك المعطيات التقنية التي زودتنا بها وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية؛ لأنها الوزارة المعنية بهذا الموضوع»، واستبعد أن يكون الإجراء الإسرائيلي دافعه عسكري، وتساءل مستنكراً: «هل هنالك طيران عسكري في مطار بيروت المدني؟ وهل لدينا قاعدة عسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي؟»، وحول الخطوات الإضافية التي قد تتخذها بيروت في هذا الصدد، قال: «نحن نتقدم باستمرار بإرسال شكاوى إلى مجلس الأمن للأهداف التي جرى ذكرها، وإذا كان هنالك داعٍ لنقوم بأعمال إضافية في المستقبل سنقوم بها».

تبادل للقصف

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل قصفاً متبادلاً شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي من ناحية و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى في أعقاب اندلاع الحرب على قطاع غزة. وتصاعدت وتيرة المعارك منذ يوم السبت، بعد تراجع في التصعيد لمدة 12 يوماً. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذارات في الجليل الأعلى جراء انطلاق دفعة صواريخ من جنوب لبنان، كما دوت صفارات الإنذارات في الجليل الغربي. وأعلن «حزب الله» عن «استهداف مقر كتيبة ليمان المستجد بقذائف المدفعية، وإصابته إصابةً مباشرة»، كما أعلن «استهدافه موقع بياض ‏بليدا بقذائف المدفعية، وإصابته إصابةً مباشرة»، كما جاء في بيان الحزب. وفي المقابل، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلاً في الأطراف الغربية لبلدة ‫ميس الجبل، بينما استهدف الجيش الإسرائيلي بالقصف المدفعي بلدات حولا وميس الجبل ومرجعيون والخيام وكفركلا وتل النحاس. كما نعى «حزب الله» 3 مقاتلين في غارات إسرائيلية.

ميقاتي يدعو الدول إلى "الضغط" على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان

رويترز.. قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، إنه يتعين على الدول "الضغط" على إسرائيل لوقف مهاجمة لبنان، في أعقاب قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة إطلاق النار عبر حدود لبنان الجنوبية بالتوازي مع حرب غزة. ولم يعلق حزب الله بعد على تصويت الأمم المتحدة. ورحب ميقاتي في بيان نشره مكتبه بالقرار، قائلا إنه "يشكل خطوة أولى في مسار وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي لم يسجل له التاريخ الحديث مثيلا". وأضاف في البيان "في ما يخص لبنان فإننا نجدد دعوة الدول المعنية الى الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه المستمر على جنوب لبنان". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لا تستطيع وقف حربها على حماس بينما لا يزال هناك رهائن في غزة. وقال ميقاتي لرويترز في فبراير إن وقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى محادثات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى وقف القتال على الحدود الجنوبية وترسيم الحدود المتنازع عليها بين الجانبين. وقال حزب الله أيضا إنه سيوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا تسنى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. لكن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قالوا إن وقف إطلاق النار في غزة لن يمتد تلقائيا إلى لبنان.

لقاءات بكركي حيّدت الموتورين والمتوتّرين: خطوة أولى نحو وثيقة وطنية

الاخبار..غسان سعود.. قبل ساعات من الاجتماع الأخير في بكركي الخميس الماضي، أعلن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، في مقابلة تلفزيونية، أن حزبه «يتجنّب اللقاءات غير المجدية واللقاء للقاء أو الحوار للحوار»، حاسماً بأن «لبّ المشكلة» هو «وجود حزب الله كما هو عليه، وسلاحه وارتباطاته الإقليمية»، وليس المناصفة أو المشاركة أو النزوح السوري أو اللاجئين الفلسطينيين. هذا هو «لبّ الصراع» و«على أساسه تحصل اللقاءات والحوارات والأوراق الثنائية»، و«لسنا على استعداد للمضي قدماً في الكذب على اللبنانيين عبر البنود والأوراق والصياغة واختيار الكلمات دون الوصول إلى مكان». وبوصفه ناطقاً رسمياً باسم القوات ومسؤولاً كبيراً في «تركيبة جعجع»، يمكن استخلاص نقطتين رئيسيتين من مداخلة قيومجيان:

1 - بدل أن تتراجع القوات خطوة إلى الوراء بعد اعتراف الولايات المتحدة والدول الأوروبية وإسرائيل وغالبية الدول الخليجية بأن «سلاح الحزب» ليس موضع النقاش الذي يتركز على ما يمكن توفيره للحزب من ضمانات ليرجع، مع سلاحه، إلى خلف الليطاني تطبيقاً للقرار الدولي 1701، آثرت القوات التقدم خطوة إلى الأمام وتجاوز «قضية السلاح» إلى «حزب الله كما هو عليه»! إذ لم تعد تريد منه تسليم سلاحه فحسب، إنما ذهبت أبعد بكثير في المطالبة بقطع ارتباطات الحزب الإقليمية، بما يشي وكأنّ قائد القوات سمير جعجع يقف على تلة النصر في ختام معركة عسكرية سحقت حزب الله ويلوّح له بحبل النجاة شرط «تسليم السلاح» و«قطع العلاقات الخارجية». وهذا، في ظل ارتباطات القوات الإقليمية والتعاون الأمني الخليجي المستجدّ مع حزب الله وكل المعادلات العسكرية في أرض المعركة، يشير إلى انفصال خطير عن الواقع تعيشه القوات يتناقض بالكامل مع ما أوحى به جعجع في مقابلاته الأخيرة لجهة العقلانية والواقعية.

2 - اعترف قيومجيان نحو ثلاث مرات خلال دقيقتين بأن القوات كانت «تكذب على نفسها والرأي العام عبر البنود والأوراق والصياغة واختيار الكلمات»، إذ لا مبرر لأي حوار أو نقاش لا يُختصر ببند وحيد: تسليم الحزب لسلاحه وقطع علاقاته الإقليمية وتغيير «وجوده كما هو عليه».

هذا كله نحو الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الخميس الماضي، حيث كان يفترض، بناءً على مداخلة المسؤول القواتي، أن تعلن القوات رفضها المشاركة في اجتماع بكركي طالما أن البطريرك بشارة الراعي ليس بوارد تحويل الصرح البطريركي إلى غرفة عمليات لحلف الناتو. غير أن ممثل القوات في اجتماعات بكركي النائب فادي كرم وصل يومها، قبل غيره، للمشاركة في ما وصفه قيومجيان بأنه «كذب على اللبنانيين عبر بنود وأوراق وصياغات لا تصل إلى أي مكان». وخلال الاجتماع، كان أداء كرم مختلفاً تماماً عن ما عبّر عنه قيومجيان في اليوم نفسه، إذ كان إيجابياً وودوداً وبارعاً في تدوير الزوايا وعقلانياً في النقاش.

اجتماع بكركي (الثاني) سبقته (وتتبعه) اجتماعات مكثّفة للجنة الصياغة التي يرأسها راعي أبرشية أنطلياس أنطوان أبو نجم، وتضم رئيس جهاز العلاقات الخارجية السابق في القوات (1978-1985) المحامي نعوم فرح والنائب القواتي السابق إيلي كيروز وشخصية ثالثة (زياد الصايغ) أكثر توتراً من القوات والكتائب (لا أحد يعلم كيف أو لماذا أدخل إلى اللجنة مدخلاً معه مفردات مليئة بالحقد على الآخر)، ما أدى إلى طغيان «نفس 14 آذار» على نقاشات اللجنة ومسوّدتها.

في الاجتماع الأول، في 7 آذار، شارك المطرانان بولس مطر وبولس صياح. ركّز الأول على «العقلانية» في هذه المرحلة الدقيقة، وعلى «الوطن الواحد» و«الحوار الوطني»، وشدّد الثاني على خطر تفريغ الإدارة من المسيحيين والاستئثار بالحكم، في ظل صمت البطريرك بشارة الراعي. وهو ما كان له أثره في الاجتماع الثاني في 21 آذار، رغم تغيّب مطر وصياح. فقد بدا المطران أبو نجم محيطاً بالمهمة الموكلة إليه لصياغة وثيقة بحجم بكركي لا بحجم القوات أو الكتائب. وإذا كانت خطة القوات تقوم على استدراج التيار الوطني الحر إلى خيار مشكل مع حزب الله يوصل إلى طلاق كامل معه، أو مشكل مع بكركي يخرج التيار فيه نفسه من الحوار الذي يدعو إليه، فإن إدارة الراعي المشتركة مع أبو نجم من جهة وحنكة ممثلَي التيار النائب جورج عطالله وأنطوان قسطنطين سمحتا بإيجاد خيار ثالث: الانتقال من الحالة السلبية العامة إلى الحالة الإيجابية العامة، البحث عما يجمع بدل البحث عما يفرق، والسعي للبناء بدل الهدم. وقد تلقّف الراعي ملاحظة قسطنطين عند بدء الاجتماع بوجوب التفكير لبنانياً لا مسيحياً، لأن مصير المسيحيين لا يتقرر بمعزل عن مصير لبنان، فسارع البطريرك إلى اقتراح تغيير العنوان من «المسيحيون إلى أين؟» إلى «اللبنانيون إلى أين؟». وفيما كانت القوات والكتائب ومن معهما يطمحون إلى أن يضعوا في خانة الأخطار في مطلع الوثيقة: حزب الله وحده ولا شيء غيره، فإن المجتمعين - بمن فيهم القوات - خضعوا للعقل والمنطق حين وافقوا على ترتيب المخاطر كالتالي: اضمحلال دولة الدستور والقانون والمؤسسات، النزوح السوري، خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين، بيع الأراضي من قبل المسيحيين، نزيف الهجرة المأساوية، التراجع الديموغرافي، الفساد، الخلاف السياسي المسيحي - المسيحي، صعود التيارات المتطرفة الإسلامية التي تهدد المسيحيين والمسلمين، فرض تبديل نمط الحياة وتغيير بعديها الثقافي والاجتماعي في بعض المناطق اللبنانية، تراجع الحضور المسيحي في وظائف القطاع العام، التحالفات السياسية الهجينة خارج الثوابت. وهذه بحد ذاتها أكثر من مجرد عناوين في مطلع الوثيقة المنتظرة، بل إعادة تموضع للخطاب المسيحي الرسمي بعيداً عن الشعبوية والشعارات والكلام المتوتّر الذي يعمّ الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كان مضمون البند الخاص بخطر «تبديل نمط الحياة» يراعي ما تردّده الوزيرة القواتية السابقة مي شدياق ورئيس جهاز الإعلام في القوات شارل جبور وبعض العونيين الذين يدورون في فلكهما على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد وثيقة الراعي أنه يمكن مصارحة الآخر بهذه الهواجس بلغة هادئة وعقلانية ورصينة بعيداً عن «الشوارعية». أضف إلى ذلك أن وضع القوى السياسية والروحية المسيحية بنداً خاصاً بالتراجع الديموغرافي ضمن المخاطر هو بحدّ ذاته خطوة متقدّمة لجهة الاعتراف بالمشاكل الحقيقية ومقاربتها بجدية، وكذلك الأمر في ما يتعلق بـ«بيع المسيحيين لأراضيهم» و«استسهال الهجرة». إنها نقلة مارونية نوعية أن توضع المخاطر الحقيقية على الطاولة ويبدأ النقاش فيها والبحث عن حلول لها.

ومن المخاطر إلى الثوابت: أولاً، «الحرية بكل أبعادها»، ويضاف إليها في الثابتة الخامسة «التأكيد على الطابع التعددي والحق بالاختلاف»، وهو ما يفترض أن يشمل على الصعيد الشعبوي مثلاً حرية ارتداء المايو في صيدا وطرابلس وصور وحرية ارتداء الحجاب في جونية وجبيل؛ حرية صاحب المطعم في بيع الكحول في مطعمه وحرية صاحب مطعم آخر بعدم بيع الكحول في مطعمه؛ إذ إن الحرية كل لا يتجزأ: حرية المعتقد وحرية الإنشاد وحرية الصلاة وحرية الاختلاف. ثانياً (ضمن الثوابت)، العيش المشترك السويّ بين المسيحيين والمسلمين الذي يشكل أبرز ثوابت الهوية اللبنانية. وهو ما يفترض أن ينهي الأحاديث عمن «يشبهوننا ولا يشبهوننا» أو «مناطقهم ومناطقنا»، ويوقّع بالختم البطريركي على «ثابتة العيش السويّ معاً». في وقت نصّت الثابتة الرابعة على التمسك بميثاق 1943، لا شرق ولا غرب، بما يعنيه ذلك من عدم الالتحاق بالمحاور وعدم إقحام لبنان في صراعات المنطقة والعالم.

نجاح عوني ومنطقان، هادئ ولاعقلاني، يتنازعان القوات اللبنانية

وهنا لا بد من بذل جهد كبير لإقناع الرأي العام، والمجتمعين أنفسهم، بوجود محورين لا محور واحد؛ شرق وغرب يتدخلان في لبنان، لا الشرق فقط كما توحي مداخلات القوات والكتائب وغيرهما. وفي هذا السياق، يجب إبراز تبعات إقحام الغرب للبنان في صراعات المنطقة عبر تهجير مليوني نازح سوري والإصرار الغربي على دمجهم في المجتمع اللبناني، إضافة إلى تهجير نصف مليون لاجئ فلسطيني والإصرار على توطينهم في لبنان، ليصار إلى السؤال جدياً - بعيداً عن شعبوية القوات وشعاراتها - عمّن يلحق لبنان بالمحاور فعلاً ويقحمه في صراعات المنطقة والعالم، وكيف يمكن لمن يتموّل من الغرب أن يقول إنه مع ميثاق 43: لا شرق ولا غرب. وإذا كان العونيون قد حقّقوا انتصاراً في إيرادهم ضمن الوثيقة البطريركية البند الخاص بـ«عدم ميثاقية أي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك» على غرار سلطة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم، ووضع بكركي ضمن ثوابتها: استكمال تطبيق الطائف و«سدّ ثغراته» في نقلة نوعية كبيرة، فإن النجاح العوني في اجتماع الخميس تُرجم أكثر في الحوار العقلاني بين ممثلي التيار وممثل القوات الذي خلص إلى الانتقال من مطالبة الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1559 (إذ لا يمكن مطالبتها بتنفيذ قرار ليست هي من اتخذه)، إلى المطالبة (دون تحديد جهة محددة) بالالتزام بتطبيق كل القرارات الدولية بما فيها تلك المتعلقة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. وإذا كان البند المتعلق بتحييد لبنان عن سياسات المحاور كمنطلق لإعلان حياده هو البند الخاص بالبطريرك الراعي، فإن «الثابتة» الوحيدة التي تتماهى مع خطاب القوات أتت في الترتيب العاشر للثوابت، ونصّت على «تحمل الجيش والقوى العسكرية والأمنية اللبنانية الشرعية حصراً مهمة الدفاع عن لبنان»، رغم أن النقاش في هذه أيضاً أخذ مداه حين سأل أحد المشاركين عن دور البيانات الوزارية، وعمّا إذا كان لبنان قادراً على الدفاع عن نفسه إذا تعرّض لاعتداء إسرائيلي، فوافق كرم على وجوب الضغط على حلفاء لبنان لتعزيز قدرات الجيش الردعية أولاً.

في النتيجة لم تحقق القوات وحلفاؤها، في اجتماع الخميس، أهدافهم، فعمدوا إلى تسريب مسوّدة الوثيقة وبدأوا حملة جديدة للضغط على بكركي، إذ إن النص الوطنيّ التصالحيّ يلغي مبرر وجود الموتورين والمتوتّرين، في ظل نزاع واضح يعيشه جعجع اليوم بين الشعبوية العدائية الفارغة التي تواصل الدوران في الحلقة المفرغة نفسها ــ يكاد قيومجيان يكون خير من يعبّر عنها ــ والعقلانية المنطقية الهادئة التي يعبّر عنها عدد من نوابه. المؤكد أن بكركي خطت الخميس، مدعومة بقوة من التيار الوطني الحر، خطوة متقدّمة نحو الوثيقة الوطنية التي تضع المشاكل الرئيسية على الطاولة، قبل الانتقال إلى المرحلة الأصعب المتمثلة بالبحث عن حلول عقلانية ومنطقية لهذه المشاكل.

ملاحظة 1: اختصاراً للمساحة، تم التركيز على دور كل من القوات والتيار وموقفيهما في اجتماعات بكركي، فيما اتّسمت مداخلات آخرين شاركوا فيها كالكتائب والأحرار بالتوتر الغرائزي المعهود الذي لم يعره المنظّمون أي اهتمام لرغبتهم في كتابة نص يرتقي إلى مرتبة الوثيقة بعيداً عن الشعر والصخر والحفر والكتائب.



السابق

أخبار وتقارير..حريق في محطة للطاقة بمنطقة روستوف الروسية وتوقف وحدتي كهرباء..روسيا تتخوف من حرب هجينة بعد هجوم موسكو..جيش أوكرانيا المنهك يواجه نقصاً متزايداً في القوات..«داعش» ينشر شريط فيديو لهجوم موسكو..أوكرانيا تستهدف سفينتي إنزال..و«كروز» روسي يخترق أجواء بولندا..البابا يندد بـ هجوم موسكو: عمل دنيء يغضب الرب..مسلحون يهاجمون مركزاً للشرطة في أرمينيا..رئيسة صندوق النقد الدولي: الصين عند «مفترق طرق»..باكستان تدرس استئناف التجارة مع الهند..فنزويلا: عرقلة تسجيل المرشحة الرئاسية البديلة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..البيت الأبيض: لا نرى مؤشرات أو خطة لاجتياح رفح خلال الأيام المقبلة..استقالة وزيرين من حكومة نتنياهو..حماس تعلن استعدادها الفوري للانخراط بعملية تبادل للأسرى..ترحيب خليجي وعربي وإسلامي بقرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة..نتنياهو: امتناع أميركا عن استخدام الفيتو يضر بالمجهود الحربي..غوتيريش: عدم التزام دعوة وقف النار في غزة أمر لا يغتفر..غيوم في أجواء «هدنة غزة»..وإسرائيل تحاصر المستشفيات..مجلس الأمن الدولي يتبنى قراراً بـ «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة..رشقة صاروخية على أسدود..و3 آلاف قنبلة لم تنفجر في القطاع..«الأونروا»: إسرائيل منعتنا نهائيا من توصيل مساعدات لشمال غزة..إسرائيل: أحبطنا تهريب أسلحة إيرانية إلى الضفة الغربية..إسرائيل تسعى لإيجاد طرق بديلة لاستمرار التسلح وسد النقص..قيادات كبيرة في «حماس» و«الجهاد» نجت من «فخ المستشفى»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,492,884

عدد الزوار: 6,993,495

المتواجدون الآن: 59