أخبار لبنان..فرنجية يخضع لإمتحان السفراء: تمسُّك بدور حزب الله ولا انسحاب لمرشح ثالث..الاحتلال يعترف بـ6 إصابات خطيرة بهجوم مركَّب على العرامشة ويردّ بالبقاع..إسرائيل: هاجمنا أهدافاً لحزب الله في العمق اللبناني..تل أبيب توعّدت بـ"ردٍّ من نوع مختلف" على "الإرهاب الإيراني"..المقاومة تتجاوز منظومة الانذار وتصيب..عن الاستثمار الأميركي الخاسر في لبنان: قيادة «الثورة» من الحريري إلى مكرم وبيتر!..هل لليونيفل علاقة باستهداف السيارات؟.. الانتخابات النقابية مدخل لردم الهوّة بين بري وباسيل..مساعي التجديد للبلديات توسّع الانقسام..

تاريخ الإضافة الخميس 18 نيسان 2024 - 5:19 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


فرنجية يخضع لإمتحان السفراء: تمسُّك بدور حزب الله ولا انسحاب لمرشح ثالث..

الاحتلال يعترف بـ6 إصابات خطيرة بهجوم مركَّب على العرامشة ويردّ بالبقاع..

اللواء..شهد الوضع العسكري جنوباً، يوماً حافلاً من الضربات النوعية، إذ انشغلت الدوائر الاسرائيلية في فتح تحقيق في نجاح الضربة التي وجهت لوحدة عسكرية في عرب العرامشة في منطقة الجليل الغربي، وادت الى اصابة 14 جندياً بجروح، بينهم 6 اصابات خطيرة حسب بيان الجيش الاسرائيلي. ومع حلول ساعات المساء، شن الطيران الحربي المعادي غارة بالصواريخ على سهل إيعات في البقاع.. كردّ على العملية، في اطار واضح من المعركة خارج خطوط الاشتباك التقليدية. على الجبهة السياسية، حققت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، كسراً للجمود، وبدا الملف الرئاسي على طاولة الاهتمام العربي والدولي بمعزل عن مجريات العمليات الحربية، سواء في غزة، او جبهة الجنوب كما حدّ من ساحات جبهات المساندة. وأوضحت أوساط سياسية لـ«اللواء» أن لقاءات أعضاء اللجنة الخماسية مع القيادات اللبنانية لم تتناول أية أسماء ولا يزال البحث أولياً في سياق التداول بأفكار تساهم في جعل الملف الرئاسي ينشط، حتى أن سفراء الخماسية كانوا مستمعين أكثر لمقاربات الكتل النيابية دون وضع سقف زمني لأن التفاهم يبقى الأساس. إلى ذلك، رأت الأوساط نفسها أنه بانتهاء لقاءات هذه اللجنة، فإن بيانا أو موقفا قد يصدر عنها بشأن الخطوات المقبلة،وقد تختار أحد السفراء لشرح واقع الأمور إلا إذا اتخذ القرار بعدم الإدلاء بأي موقف قبل رفع نتيجة هذه اللقاءات إلى الدول التي يمثلون، ومن هنا لا بد من انتظار حصيلة المواقف ولاسيما التي تصدر عن نواب قوى الممانعة والمعارضة . على صعيد آخر توقعت الأوساط نفسها اشتداد الخلاف بين هذه القوى على خلفية ملف الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما بات التمديد للمجالس البلدية والإختيارية يقترب من الإنجاز.

الخماسية في بنشعي

المحطة الأبرز، كانت لسفراء الخماسية في بنشعي، حيث التقى السفراء: علاء موسى (مصر)، والشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني (قطر)، وهيرفيه ماغرو (فرنسا)، وليزا جونسون (الولايات المتحدة الاميركية). ولم يحضر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، لأسباب صحية، وحضر الى جانب فرنجية النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي.

ماذا دار في اللقاء؟

وفقاً لما رشح، لم يعقد اللقاء مع فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً، بل بصفته قطباً سياسياً مارونياً، خاض تجربة الترشح، ونال 51 صوتاً مقابل 59 صوتاً لمنافسه الوزير السابق جهاد ازعور.

تركزت المناقشات حول:

1- علاقة فرنجية بحزب الله وعما اذا كان ملتزماً بأجندة الحزب، فيما لو انتخب رئيساً؟

2- مدى استعداد فرنجية للانسحاب لمصلحة مرشح ثالث، ما دامت فرصته للرئاسة لم تكن موفقة، او هي غير موفقة في المستقبل.

3- نظرته لوضعية لبنان العربية والاصلاحات التي يمكن ان يتضمنها برنامجه الرئاسي.

وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان الجلسة كانت اشبه «بامتحان من اللجنة لفرنجية»، واتسمت المداخلات والاجوبة بالسلاسة والهدوء، لكنها لم تصل الى نتيجة، يمكن البناء عليها. سمع السفراء من فرنجية ان وحدة الدولة والانتماء العربي للبنان والانفتاح هي العناوين الاساسية لبرنامجه الرئاسي. وقال فرنجية انه على استعداد للتعاون والتجاوب مع اية طروحات، شرط ان تخدم وحدة لبنان. وقدم فرنجية برنامجه الرئاسي للخماسية والاصلاحات التي يسعى اليها، مقابل سؤال اللجنة عن امكانية انسحابه لصالح المرشح الثالث في حال عدم قدرته على تغيير نتيجة جلسة 14 حزيران الماضي. وحول علاقته مع حزب الله رد فرنجية بأن دور «الحزب وطني ولا وقت للنقاش بسلاحه بل المطلوب هو دعمه بوجه العدو الاسرائيلي». ثم زار السفراء، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في الموضع عينه، وكشف السفير موسى ان الاجتماع تميز بالايجابية، فيما شكر الجميل سفراء الدول الخمسة، معتبراً ان المرشح التوافقي غير موجود لتاريخه، لأن حزب الله متمسك بفرنجية، وأن فرنجية لم يكن ليستمر بترشحه لولا ضمانات حزب الله وحركة امل، مؤكداً ان ما لا نقبل به هو مندوب سامٍ، يقرر عن مستقبلنا ورئيس جمهوريتنا..

عند «الاعتدال»

ومن الكتل التي زارها وفد السفراء تكتل «الاعتدال الوطني» وجرى بحث بالمقاربات الممكنة لإنجاز الاستحقاق، واوضح النائب وليد البعريني: اصبح لدينا وضوح اكثر حول كيفية توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو الى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية. ويزور سفراء «الخماسية» عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في منزله في البياضة، بصفته السياسية ايضاً.

التمديد في 25

نيابياً، قضى الامر وحدد الرئيس نبيه بري موعد الجلسة النيابية الخميس المقبل (25 نيسان) وعلى جدول اعمالها، كما اعلن نائب رئيس المجلس النائب الياس بو صعب، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس «مناقشة التمديد للبلديات وفي ضوئها تم النقاش والقرار النهائي يعود للهيئة العامة». ويتضمن اقتراح القانون المقدم من النائب جهاد الصمد تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى 31/5/2025، ثم مناقشة اقتراح قانون معجل مكرر لتحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني.

سجال مستمر

واستمر السجال بين الرئيس بري وفريقه والقوات اللبنانية، فجاء في رد الدائرة الاعلامية: من يريد ان يفصل الجنوب عن لبنان يا دولة الرئيس.. اين قرأت ذلك، وللتذكير في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لاول مرة بعد الحرب وتم استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الاسرائيلي. وما لبث ان رد المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، الذي اعتبر ان القوات تتناسى ان الجنوب تم تحريره بدم الشهداء وأن مشروع الفدرلة قائم في عقل وخطاب جعجع.

النازحون

وبانتظار ما سيسفر عنه مؤتمر النازحين السوريين في بروكسيل، تابع المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الموضوع واستقبل رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR إيفو فرايجسن، وتناول اللقاء ملف النزوح السوري في لبنان والخطوات العملية المتّبعة للمعالجة. وفي هذا الاطار، شدد المدير العام امام فرايجسن على «وجوب استحصال المديرية العامة للامن العام على بعض المعلومات المتعلقة بـ«الداتا» المسلَّمة الى الامن العام، لا سيما ما يتعلق بتحديد تواريخ تقديم طلبات تسجيل السوريين لدى المفوضية وتاريخ هذا التسجيل لديها، حتى تتمكن المديرية العامة من تنفيذ استراتيجيتها في معالجة ملف النزوح السوري وفق القوانين اللبنانية والدولية».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن حزب الله في بيان استهداف آلية عسكرية اسرائيلية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة. كما «استهدف قبل ظهر أمس وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة». واعلن انه و«رداً على إغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية، شن الحزب هجوماً مركّباً بالصواريخ الموجهة والمسيَّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة في ما يسمى «المركز الجماهيري» وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح». وقد اعلن الإسعاف الإسرائيلي عن « 5 إصابات في سقوط صاروخ على مبنى في الجليل الغربي شمالي إسرائيل». ولاحقا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «ارتفاع عدد المصابين الى 14 بينهم 6 في حالة خطر شديد. وحسب ما ذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان «حزب الله حدد نقطة تجمع للجنود ونفذ هجوماً مركّباً عبر اطلاق صاروخين مضادين للدروع ومسيَّرتين انتحاريتين»، مع انتقاد قناة «كال» الاسرائيلية لغياب صفارات الانذار داخل اسرائيل. ثم تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة المناسبة. وليلاً شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على منزل في محيط مهنية الخيام، وسارعت سيارات الاسعاف الى المكان لإنقاذ المصابين.

إسرائيل: هاجمنا أهدافاً لحزب الله في العمق اللبناني

دبي - العربية.نت.. أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته هاجمت بنية تحتية في عمق لبنان كانت تستخدمها قوة الدفاع الجوي التابعة لجماعة حزب الله. وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء في بيان أن طائرات حربية هاجمت تلك الأهداف شمال بعلبك، كما نفذت ضربات في منطقة قرية كوكبا "لإزالة تهديد محتمل"، بحسب وصفه.

هجوم بالصواريخ والمسيّرات

من جانبه قال حزب الله في وقت سابق اليوم إنه شن هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة على مقر عسكري في شمال إسرائيل، بينما أعلن مركز الجليل الطبي الإسرائيلي إصابة 18 شخصا في الهجوم. وذكر الحزب في بيان أن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري في عرب العرامشة بشمال إسرائيل "وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح". فيما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مركز الجليل الطبي القول إن 18 شخصا أصيبوا في الهجوم، أحدهم حالته حرجة واثنان في حالة خطيرة. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق عدة قذائف من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، مضيفا أنه هاجم مصادر النيران. وأضاف في بيان أن طائراته استهدفت مبنى عسكريا تابعا لحزب الله في منطقة عيتا الشعب بجنوب لبنان.

3 غارات

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات متتالية على منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين في قضاء صور بجنوب لبنان. كما ذكرت الوكالة أن إسرائيل قصفت الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين، وأن الطيران الإسرائيلي شن غارة على بلدة عيتا الشعب. وأوضحت الوكالة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية على الناقورة استهدفت منزلا من طابقين وتم تدميره بالكامل، كما أشارت إلى أن دبابة إسرائيلية استهدفت أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة.

5 عمليات شمال إسرائيل

وكانت جماعة حزب الله اللبنانية أعلنت في وقت سابق اليوم تنفيذ خمس عمليات استهدفت مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، منها وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة "وتم إصابة تجهيزاتها وتدميرها". ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

تل أبيب توعّدت بـ"ردٍّ من نوع مختلف" على "الإرهاب الإيراني"

"الحزب" يصطاد 14 جندياً ويُخيّر الإسرائيليين: الرحيل أو الهزيمة

نداء الوطن..في تطور غير مسبوق على الجبهة الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إصابة 14 جندياً، ستة منهم بجروح خطرة، في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة في شمال الدولة العبرية، تبنّاه «حزب الله «، وقال إنه استهدف مركز قيادة عسكرياً. أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان إنه «خلال الساعات الأخيرة رصد عدداً من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة تعبر الحدود من الأراضي اللبنانية في اتجاه قرية عرب العرامشة في شمال إسرائيل»، وأضاف «أصيب ستة جنود بجروح خطرة، فيما أصيب اثنان بجروح متوسطة، ووصفت باقي الإصابات بالطفيفة». هل من تفسير لحصيلة الجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي، والتي قالت «وكالة فرانس برس» إنها الأعلى جراء ضربة واحدة منذ بدء التصعيد عبر الحدود في تشرين الأول الماضي؟ .......تجيب تقديرات الجيش الإسرائيلي أنّ الهجوم المركّب والمزدوج الذي نفّذه «حزب الله» في عرب العرامشة كان مكمناً مدبراً للردّ على اغتيال قادة ميدانيين في «الحزب»، وسط توقعات بـ»ردّ من نوع مختلف» على الهجوم، على حد تعبير الجيش العبري. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّ «حزب الله» تمكّن من جمع معلومات استخباراتية عن انتشار قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية ونجح في استهداف موقعين في عرب العرامشة تواجد فيهما جنود احتياط بواسطة صاروخين مضادين للمدرعات، وأتبعهما بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفتا فرق الإنقاذ فشلت إسرائيل باعتراضهما. كما أشارت التقديرات الى أنّ الصاروخين أطلقا من منطقة طيرحرفا الحدودية اللبنانية. وبعد تحقيق الإصابات في الموقعين، شنّ «حزب الله» هجوماً بواسطة طائرتين مسيّرتين متفجرتين انفجرتا في الموقعين المستهدفين؛ بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي أكدت أنّ الإصابات وقعت من جراء الصاروخين المضادين للدروع، وكذلك انفجار المسيّرتين المفخّختين. بعد ذلك ردّ الجيش الإسرائيلي باستهداف مبنى في عيتا الشعب، مدّعياً أنّ قذائف أطلقت منه نحو عرب العرامشة، كما أغار على «مبانٍ عسكرية وبنية تحتية» في منطقتيّ الناقورة ويارين. وفي منطقة بعلبك، أغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على مبنى يضم كاراجات ضمن حي سكني في بلدة إيعات المجاورة للمدينة. وليلاً، شهدت المناطق الجنوبية، ولا سيما منطقة صور عملية تشويش اسرائيلية على أجهزة gps وعلى القنوات التلفزيونية والفضائية والاتصالات الخلوية. كما شهدت أجواء صور والقرى المحيطة تحليقاً مكثفاً للطيران الاسرائيلي الاستطلاعي والمسيّر. وبالتزامن، شيع «حزب الله» وأهالي بلدة الشهابية أمس القياديين إسماعيل يوسف باز ومحمد حسين مصطفى شحوري. وكانت كلمة لنائب «الحزب» حسين جشي، قال فيها:»أمام الصهاينة خياران: إما أن يرحلوا عن طريق مطار بن غوريون ويذهبوا إلى المكان الذي أتوا منه، وإما أن ينتظروا الهزيمة تلو الهزيمة والذل والهوان على أيدي المجاهدين والأبطال من أبناء المقاومة في هذه المنطقة». في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه «من أجل الإضرار بالمواطنين الإسرائيليين، فإنّ الإرهاب الإيراني يبدأ في طهران، ويصل إلى بيروت ودمشق، ويحاول الوصول إلى يهودا والسامرة» (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، مهدداً بـ»صدّ» هذه المحاولات وتنفيذ هجمات للردّ عليها.

المقاومة تتجاوز منظومة الانذار وتصيب

العدوّ مصدوم: حزب الله عرف بالانتشار ونفّذ ضربته ضدّ قوة كبيرة

الأخبار .. لليوم الثالث على التوالي، يتعرض جيش العدو لضربات قاسية من حزب الله، ما جعل الاحتلال يتحدث عن إدخال المقاومة أدوات جديدة في المعركة، وأنها تظهر جرأة نارية عبر الدمج بين أسلحة مختلفة ضد هدف معين في وقت واحد، ما أثبت عملياً عدم تأثرها بسياسة الاغتيالات التي تنشط بها إسرائيل ضد عناصرها واستمرارها في منظومة العمل بنجاح في المنطقة الحدودية. وهو ما ورد في تعليقات وسائل الإعلام العبرية.ورداً على ‏اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال الشهابية، أعلن حزب الله شنّ هجوم مركّب بالصواريخ الموجّهة ‏والمُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، ‏في ما يسمى «المركز الجماهيري»، وإصابته إصابة مباشرة، ما أدى إلى وقوع أفراده بين قتيل وجريح. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله في بيانات أن العملية أتت «رداً على استهداف عدد من المقاومين»، بعدما كانت عملياته رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الآمنة واستهداف المدنيين، وهو ما يعني أن مروحة الردع سمتد لتطاول المقاومين أيضاً الذين يحاول العدو الإسرائيلي استهدافهم خارج ميدان المواجهة، في وسط مدني بعيد. وتعليقاً على عملية عرب العرامشة، قالت «القناة 12» إن المقاومة أطلقت صاروخين مضادين للدروع، ما أوقع إصابات في صفوف الجنود، ثم أطلقت طائرتين مُسيّرتين انتحاريتين باتجاه المكان نفسه، ما أسفر عن إصابة 18 شخصاً غالبيتهم من الجنود، بينهم 6 في حالة خطيرة. بدوره قال موقع «والاه» العبري إن ضباطاً كباراً في القيادة الشمالية ينتقدون عجز سلاح الجو عن توفير طوق حماية كامل من مُسيّرات حزب الله، ونُقل عن أحد الضباط قوله إن «الجيش يريد التحذير من مسافة 1500 كلم ليتمكن من الرد». بينما نقلت «القناة 13» عن تقييم في جيش العدو مفاده أن حزب الله يتحدى أنظمة الرصد والاعتراض في الشمال عبر إرساله المُسيّرات. وحول طبيعة المكان المستهدف في عرب العرامشة، كشفت «القناة 14» أن المقاومة استهدفت بشكل مباشر مبنى كانت تتحصّن في داخله قوة كبيرة من الجيش. وقالت وسائل إعلام أخرى، إنه في أغلب الأوقات كان يتواجد في «المركز الجماهيري» المستهدف في عرب العرامشة ضباط كبار جداً، وقد وصلت معلومات إلى حزب الله عن الأمر، فحاول استهداف غرفة العمليات الموجودة في المركز واستهداف الضباط. ووصف الإعلام الإسرائيلي الهجوم بأنه «حادثة خطيرة جداً ناتجة عن إصابة بمُسيّرة دقيقة، حزب الله عرف إلى أين يرسلها ونجح في إيقاع عدد من الإصابات». فيما قالت «القناة 12» إن «هناك أمرين أساسيين يجب أن نضعهما نصب أعيننا على ضوء النتائج الصعبة لهجوم حزب الله في عرب العرامشة، الأول أن حزب الله يتعلم من الحوادث السابقة، ومن استمرار القتال في الشمال، ويُدخل أدوات جديدة ويجرّبها، وهذا يُترجم بالقذائف الثقيلة الوزن من نوع «بركان»، والتي تزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وقد رأينا استخدامها ضد قواعد الجيش الإسرائيلي. والثاني، وهو ما يسمى الجرأة النارية، أي الدمج بين عدة أنواع من الأسلحة نحو نقطة معينة في آنِ واحد للتغلّب على الوسائل الدفاعية قدر الإمكان ولتحقيق إصابات دقيقة، وللأسف نجح في حادثة عرب العرامشة». وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» إن «ما حدث في عرب العرامشة هو كمين مدبّر من قبل حزب الله. كانوا يعرفون بالضبط من كانوا يستهدفون وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات ومُسيّرة انتحارية».

القوات البرية تنتقد فشل سلاح الجو في الإنذار المبكر والتصدّي للصواريخ والمُسيّرات

وتحدّثت قناة «كان» العبرية عن غياب صفارات الإنذار، وقالت: «لليوم الثاني على التوالي لا توجد صفارات إنذار، والمُسيّرات تضرب بالتمام حيث هي موجّهة». وأضافت: «حتى الآن لا توجد لدى الجيش أجوبة من أين أُرسلت المُسيّرة إلى عرب العرامشة، وهو السؤال الأساسي». وفي السياق نفسه، لفتت «قناة 12» العبرية إلى أنه «في الأشهر الستة الماضية، تمكنت عدة مُسيّرات لحزب الله من اختراق نظام الدفاع الجوي في الشمال والتسبّب في وقوع إصابات، ورغم أنها طائرة بدون طيار بسيطة إلى حد ما، إلا أنه من الصعب اكتشاف طائرات حزب الله». وليل أمس وزّع حزب الله مشاهد عن العملية أظهرت استهداف الموقع بصاروخ «الماس» الموجه وإطلاق مُسيّرة انتحارية. وكشف الفيديو عن استطلاع جوي مسبق للهدف. وإثر العملية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً تُظهر الاكتظاظ الكبير في غرفة الطوارئ في مركز الجليل الطبي في نهاريا، بعد وصول الإصابات جراء العملية التي قام بها حزب الله في عرب العرامشة. كما نشرت مقطعاً مصوّراً يُظهر ما قالت إنه لدخول مُسيّرة تابعة لحزب الله للاستطلاع فوق عرب العرامشة قبل أيام وعودتها إلى لبنان بسلام. إلى ذلك، استهدفت المقاومة أمس، وحدة المراقبة الجوية ‏في قاعدة ميرون ‏بالصواريخ الموجّهة، ودمّرت تجهيزاتها. كما استهدفت ‏مقر قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان»، وانتشاراً ‏مستحدثاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، وتجمعاً ‏لجنود العدو في محيط موقع راميا، ‏والانتشار المستحدث لجنود العدو جنوب ثكنة برانيت، وقصفت ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا بصواريخ «فلق»، و‏التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا. وكان حزب الله قد استهدف عند منتصف ليل الثلاثاء، آلية ‏عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة، بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة وأوقع مَن فيها ‏بين قتيل وجريح.‏‏

عن الاستثمار الأميركي الخاسر في لبنان: قيادة «الثورة» من الحريري إلى مكرم وبيتر!

الاخبار..غسان سعود.. رغم إقرار الوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل بأن واشنطن تنفق نحو مليار دولار سنوياً في لبنان يذهب معظمها إلى وسائل إعلام وإعلاميين، ورغم التركيز الأميركي على درس خصائص الرأي العام عبر الذكاء الاصطناعي والاستطلاعات وغيره، ورغم مئات الورش التدريبية التي تنظّم سنوياً لبناء القدرات، تواجه السفارة الأميركية في لبنان معضلة حقيقية على ثلاثة مستويات:الأول، الافتقار إلى ما يمكن وصفه بـ«القادة الشباب» من المؤثّرين والمؤثّرات في الرأي العام. في إحدى المراحل، كان هناك مروان حمادة وكتّاب «النهار»، عقاب صقر وكتّاب «ناو ليبانون»، فارس خشان وتلفزيون «المستقبل»، الياس عطا الله ويساره الديموقراطي، كارلوس إده وكتلته الوطنية، أنطوان حداد (والراحل نسيب لحود) ولقاؤه الديموقراطي، فارس سعيد وأمانته العامة، إضافة إلى فؤاد السنيورة وإلياس الزغبي وإيلي ماروني ومصطفى علوش ومصباح الأحدب وهادي حبيش وغطاس خوري وباسم السبع وعمار حوري وأحمد فتفت ونديم عبد الصمد وجمال الجراح ونايلة معوض ونوفل ضو وبطرس حرب... لكن هؤلاء جميعاً خرجوا من المشهد. وما كادت انتخابات 2022 تنتهي، حتى كان الناشطون والناشطات ممن بدأ الاستثمار فيهم عام 2012 «يشمّعون الخيط» ويحزمون حقائبهم لتحقيق أحلامهم بعيداً عن بيروت، حتى بدا وكأن صلاحيتهم انتهت هم أيضاً، أو أن العقود (المعنوية) التي توقّعها السفارة الأميركية مع «شركائها المفترضين» تخدم لعشر سنوات غير قابلة للتجديد. هكذا فإن الفريق السياسي الذي لم يكن فندق «بريستول» يتسع لشخصياته عام 2005، لا يجد من يمثله اليوم سوى مكرم رباح وبيتر جرمانوس وإيلي محفوض وطوني أبي نجم واثنين أو ثلاثة إضافيين، ممن لا يمكن أخذهم بجدية أو مقارنتهم بالجيل الأول من الأبواق الأميركية.

الثاني، استبدال الخطاب السياسي بالشعارات. حين يخطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مثلاً، يحرص على تبسيط الحدث العام وشرحه، فيشعر الطالب وربّة الأسرة والمسنّ بأنه يحيط بالمسألة من جميع جوانبها. وفي موازاة ذلك، يرصد الحزب الصحافة الأجنبية والإسرائيلية وتوزيعها على المناصرين والندوات والبرامج التلفزيونية والمقالات ومراكز الدراسات لتعزيز ما يوصف بالثقافة السياسية و«الإحاطة» التفصيلية بالحدث. في المقابل، يكتفي الفريق الآخر (سمير جعجع نموذجاً) برصِّ الشعارات بعضها فوق بعض لتقديم «خطاب سياسي»، من دون أيّ عرض للوقائع أو المشاكل والحلول وغيره. وإذا كان كلّ من الأسلوبين يؤدي غايته على المدى القريب، فإن تجربة كل من تيار المستقبل و17 تشرين تؤكد أن الشعارات لا تصمد على المدى البعيد، ولا تصنع رأياً عاماً ثابتاً ومقتنعاً ومتماسكاً وقادراً على الصمود في حال تعرّض لما تعرّض له الحزب خلال العقدين الماضيين. وإذ تعزو قوى 14 آذار بؤس حالها إلى ما تعرّضت له من اغتيالات، فإنّ التدقيق الموضوعي يبيّن أن قادة 14 آذار تعرّضوا فعلاً لهذه التهديدات. لكن، في المقابل، طاولت التهديدات، والاغتيالات، ليس قادة الحزب فحسب (وأبرزهم عماد مغنية)، بل أيضاً قاعدته جراء عقوبات اقتصادية ومنع من السفر والعمل وحروب مع إسرائيل والتكفيريين. لذلك، فإنّ ما أوصل قوى 14 آذار إلى ما هي عليه اليوم ليس ما تدّعيه، بل الاكتفاء بالشعارات بدل وضع مشروع متماسك مع خريطة طريق واضحة في تحديدها للمسؤوليات. واللافت أنه في أيّ نقاش هادئ مع القوات أو الكتائب أو غيرهما حول ضرورة تقديم مشروع، يكون الجواب شعارات أيضاً لا تخلو من التخوين والتخويف.

الثالث، تحوّل الأحزاب إلى ماكينات انتخابية والقواعد الشعبية إلى مجرد كتل ناخبة لا أكثر، على غرار ما بدأه تيار المستقبل منذ عام 2005، حيث ثمة قائد وحيد وشعارات للتعبئة وناخبون يتقاضون بدلات مالية وخدمات استشفائية وتربوية. وتكرر القوات والكتائب والتغييريون اليوم ما فعله تيار المستقبل قبل عشرين عاماً، رغم وضوح نتائج هذا الأسلوب، إذ يمكن لهذا النموذج أن يربح دورة انتخابية أو اثنتين، لكن لا يمكنه تأمين الاستمرارية كما تفعل القوى التقليدية التي قد تنحني أمام العواصف السياسية، لكنها سرعان ما تستعيد مكانتها. وإذا كان كلٌّ من النواب التغييريين يلعب بمفرده في دائرته، من دون فريق عمل حقيقيّ أو حزب أو جمعية أو حتى تعاونية، فإن حزب الكتائب الذي كان قبل سنوات قادراً على تقديم أربع أو خمس شخصيات يمكن التفكير في مشاهدتها في حال إجرائها مقابلة تلفزيونية، لا يملك اليوم سوى النائب سامي الجميل، من دون صف ثانٍ أو ثالث أو رابع. أما في القوات، ورغم ما يتردّد منذ سنوات عن «المدرسة الحزبية»، يصعب العثور على خرّيج واحد منها، لا بل يحرص المحازبون، بمن فيهم مهندسون، على التأكيد أنهم لم يدخلوا المدرسة يوماً. في المتن الشمالي، الذي يعدّ أكثر الدوائر الانتخابية تسييساً، لم تجد القوات خريجاً واحداً من مدرستها المفترضة ترشحه للنيابة، فاستعاضت عنهم بالوزير السابق ملحم رياشي الذي عمل سابقاً مع النائب الراحل ألبير مخيبر ثم الوزير السابق الياس المر، والنائب رازي الحاج الذي تنقل من «شباب النهضة» في مراهقته إلى تأسيس «مستقلون» عام 2006 ثم «حكومة الظل الشبابية» عام 2008 فمستشاراً لوزير الاقتصاد عام 2010، من دون أن تكون له علاقة بالقوات يوماً، قبل أن يقرر سمير جعجع ضمّه إلى لائحته في المتن. وحاله في ذلك حال زياد حواط في جبيل وغادة أيوب في جزين وغيرهما ممّن يتقاطعون مع القوات في مرحلة الصعود ويبحثون لاحقاً عن استمراريتهم في مكان آخر، كما فعل غيرهم من الطبقة نفسها مع التيار الوطني الحر. وعلى غرار الكتائب، ليس في القوات طبقة وسيطة بين رئيس الحزب والقاعدة. ورغم محاولة كل من شارل جبور ومسؤول جهاز العلاقات الخارجية في القوات ريشار قيومجيان ومسؤول جهاز التنشئة السياسيّة شربل عيد إيجاد مكان لأنفسهم، فإن متابعتهم تفيد بطلب جعجع منهم تنفيس احتقانهم على منصّة X لا أكثر. واللافت هنا أن هناك ناخبين تأخذهم الماكينة الخدماتية المالية إلى الانتخابات كل أربع سنوات خلف بعض الشعارات، لكن لا يوجد رأي عام يتابع أو يدقّق بين دورة انتخابية وأخرى، وهو ما يفسّر الحاجة الأميركية ربما إلى تغيير الطقم السياسي والإعلامي كل عشر سنوات: ثمة كتلة سياسية متماسكة تعتبر المضمون أهم من الشكل، تقابلها كتلة سياسية غير متماسكة تعطي الشكل أولوية وتضطرّ كل عشر سنوات إلى تصنيع «ثورة» وتوزيع «فولارات» وطناجر ومكانس في استنزاف يمكن أن يفيد مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، لكن لا يُعوّل عليه لبناء واقع سياسي مستدام.

لا يمكن لدولة أن تنظّم ثورة وتموّلها وتديرها في بلد كل عشر سنوات لتحافظ على نفوذها فيه

اليوم، تضع بكركي عشرة بنود عن مخاوف رئيسية، يمكن تفصيل كل منها في عشرات الصفحات، فيجيب رئيس حزب القوات بكلمتَي «طبخة بحص». يُسأل عن الدور المسيحي والديموغرافيا والتحدّيات والهواجس والوظيفة فيجيب: «قتال الشيعة». يُقدّم الجيش تحقيقاً مفصلاً مدعّماً بموقوفين وأدلّة وصور وتقارير أطباء شرعيين، فتجيب زوجته: «الجريمة سياسية حتى يثبت العكس»، من دون أن تشرح كيف يثبت العكس أو لماذا لا تثبت هي أنها جريمة سياسية. تقدّم الصحافة الغربية والأميركية والإسرائيلية تقارير تفصيلية عن تداعيات الضربة الإيرانية التي استنفرت العالم وتصدّت لها إسرائيل بالأقمار الاصطناعية وكامل تكنولوجيّتها وسلاح الجو والبر والبحر، فتصف القوات وحلفاؤها ذلك كله بكلمة واحدة: «مسرحية». يمكن هذا أن يفيد مرحلياً، لكن لا يمكن التعويل عليه للمستقبل، وهو ما تعرفه واشنطن جيداً وتتصرف على أساسه. أخرجت السعودية نفسها بنفسها من هذا المشهد كله لأنها تأكدت من عبثيته، سبقتها أو تبعتها فرنسا، وستتبعها عاجلاً أو آجلاً الولايات المتحدة أيضاً: لا يمكن لدولة أن تنظّم ثورة وتموّلها وتديرها في بلد كل عشر سنوات لتحافظ على نفوذها فيه. حين بدأت الولايات المتحدة الإنفاق في لبنان، كان على رأس الطاولة في القاعة الرئيسية في البريستول كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط ومن كانوا يوصفون بمسيحيّي 14 آذار. بعد إنفاق عشرين مليار دولار، يجلس اليوم بيتر ومكرم في الصف الأمامي.

هل لليونيفل علاقة باستهداف السيارات؟

الاخبار..آمال خليل.. عقب الرد الإيراني على إسرائيل، اتخذت قوات «اليونيفل» إجراءات مضاعفة تحسباً لاحتمال قيام العدو بتوجيه ضربة ضد لبنان. وأكّدت مصادر أمنية لبنانية أن طابع الإجراءات «احترازي»، ويشمل تخفيف الدوريات، لكن ذلك لم يمنع تزايد «الشائعات» عن دور سلبي لحفظة السلام ضد الجنوبيين والمقاومة!وفيما كان مقرراً أن تصل إلى الناقورة لجنة دولية للتحقيق في ملابسات العبوة التي انفجرت بفريق مراقبة اتفاقية الهدنة في 30 آذار الماضي في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، أدّت اتصالات إلى تأجيل زيارة اللجنة الموفدة من مكتب المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك. وقالت المصادر إن اللجنة «حُملت بتوجهات مسبقة لاتهام المقاومة بتفجير العبوة، رغم أن الجيش اللبناني أكّد أن العبوة من مخلّفات العدو الإسرائيلي». وبحسب مصادر أحد الأجهزة الأمنية في لبنان، فإن عملية تدقيق جارية بشأن معلومات تفيد بأن «العدو يستفيد من الرصد الميداني الذي تقوم به بعض وحدات اليونيفل في جنوب الليطاني، ما يساعده في استهداف سيارات قادة ميدانيين في المقاومة». وأشارت المعطيات إلى أن إحدى الوحدات «التي تملك نقطة ثابتة عند أحد مداخل جنوب الليطاني تلعب دوراً استخباراتياً متقدّماً في رصد سيارات تمّ استهدافها». وكان قائد قوات اليونيفل آرولدو لاثارو زار فلسطين المحتلة الشهر الجاري والتقى ضباطاً إسرائيليين. ورغم أن قيادة القوات الدولية تدرج الزيارة في إطار «الآلية المعتادة المعتمدة للتنسيق بين الجانبين»، سجّلت مرجعيات لبنانية انتقادها للزيارة «في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان والحياد السلبي الذي تلعبه اليونيفل تجاه الجنوبيين. وتزامنت الزيارة مع تعديل في خطة إعادة الانتشار التي وضعتها القيادة في وقت سابق لإخلاء بعض مراكزها الحدودية، و«دعم الفوج النموذجي في الجيش اللبناني في خطة الانتشار المرتقبة على الحدود الجنوبية». وترافقت التعديلات مع قرار يطلب من الموظفين الدوليين اعتبار مدينة صور وضواحيها مناطق غير آمنة، وطلب نقل عائلاتهم إلى بيروت، ما يعني إخلاء 500 شقة مستأجرة على الأقل.

تصعيد «نوعي» بجنوب لبنان يواكب التهديدات بردّ على الهجوم الإيراني

أكبر حصيلة إصابات إسرائيلية منذ بدء الحرب جراء هجوم «حزب الله»

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على ضفتي الحدود، الأربعاء، بشكل غير مسبوق «نوعياً»، حيث أدى رد الحزب على الاغتيالات الإسرائيلية لقيادييه، إلى إصابة 18 إسرائيلياً بجروح، جراء استهداف مركز مستحدث للجيش بطائرة مسيرة انقضاضية، قبل أن تردّ إسرائيل بمروحة واسعة من القصف استهدفت بلدات جنوبية عدة. والتصعيد الأخير، يأتي في ظل الضبابية التي تحيط بردّ عسكري إسرائيلي مرتقب على الهجوم الإيراني فجر الأحد الماضي الذي استهدف قاعدتين عسكريتين إسرائيليتين، في رد إيراني على استهداف مبنى القنصلية في دمشق مطلع الشهر الحالي. وتبنى «حزب الله» الأربعاء قصف مقر قيادة عسكري في منطقة عرب العرامشة المتاخمة للحدود اللبنانية، والمواجِهَة لبلدتي يارين والضهيرة في القطاع الغربي. وقال الحزب في بيان إن مقاتليه شنّوا «هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة» إسرائيلي مستحدث في قرية عرب العرامشة، وذلك «رداً على اغتيال العدو عدداً من المقاومين في عين بعال والشهابية»، علماً أن الهجمات الإسرائيلية، الثلاثاء، أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، هم ثلاثة نعاهم «حزب الله»، ورابع مدني. وأحصى مسعفون إسرائيليون الأربعاء إصابة 18 شخصاً بجروح في المنطقة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 14 مصاباً إسرائيلياً، بينهم جنود وصلوا إلى مستشفى نهاريا، بينهم 4 بحالة خطيرة إثر استهداف صاروخي وطائرات مسيّرة أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان نحو موقع إسرائيلي في عرب العرامشة بالجليل الغربي. وأعلن المستشفى عن العمل ضمن نظام «حدث متعدد الإصابات» مستوى «أ». وفي إفادة لاحقة، أفادت قناة «كان» العبرية بارتفاع عدد الإصابات جراء العملية التي نفذها «حزب الله» في عرب العرامشة إلى 18. وقال «مركز الجليل الطبي» في نهاريا إن حالة المصابين تراوحت بين إصابة حرجة، واثنتين في حالة خطيرة، وأربع في حالة متوسطة، وباقي الإصابات طفيفة.

أعلى أرقام الإصابات

ويعد هذا الرقم من الإصابات، الأعلى في إسرائيل في يوم واحد، منذ إطلاق «حزب الله» معركة «مساندة ودعم لقطاع غزة» من جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وغالباً ما كان الحزب يطلق مسيّراته باتجاه قواعد عسكرية لاستهداف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أو مرابض المدفعية، كما يقول في بياناته، بينما يطلق الصواريخ الموجهة ضد تجمعات لجنود إسرائيليين. لكن الهجوم الأربعاء، بدا تحولاً في استراتيجية الحزب العسكرية، وذلك بعد عمليتي اغتيال نفذتهما الطائرات الإسرائيلية يوم الثلاثاء في بلدتي عين بعال والشهابية، وقال الجيش الإسرائيلي إنهما استهدفتا قائد منطقة الشاطئ في مشاة «حزب الله»، وقيادي مسؤول عن الوحدة الصاروخية في قوة «الرضوان»، وهي قوة النخبة لدى الحزب. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل، اغتالت حتى الآن، 6 قادة محاور في الحزب يعملون في الجنوب. وفي حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الطائرة التي انفجرت في عرب العرامشة هي «مسيّرة إيرانية الصنع من نوع (أبابيل - ت)»، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم المصادر التي نُفذت منها عمليات الإطلاق باتجاه عرب العرامشة. وقال إن «طائرات حربية أغارت على مبنى عسكري تواجد فيه مخرّبون تابعون لمنظمة (حزب الله) الإرهابية في منطقة عيتا الشعب بجنوب لبنان». كما قال إنه «خلال الساعة الأخيرة تم رصد عمليات إطلاق عدة عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، فهاجم جيش الدفاع مصادر النيران».

تصعيد «نوعي» و«خطير»

ويعدّ هذا التصعيد، الأكبر «نوعياً» منذ بدء الحرب، كما يقول مراقبون لمسار القصف الذي ينفذه «حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية، ويأتي بموازاة نقاشات دولية مع إسرائيل حول رد محتمل على إيران، بعدما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن «إيران لن تنجو من العقاب». لكن مسار الحرب في جنوب لبنان، يختلف عن مسار التوترات الإسرائيلية - الإيرانية. وقال الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، مصطفى أسعد، إن ردّ «حزب الله» كان متوقعاً بعد 3 غارات أدت إلى اغتيال مسؤولين بالحزب، وهي وقائع «تكررت أكثر من مرة في لبنان»، واصفاً التصعيد الأخير بأنه «تطور خطير». واستدل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«حجم الاختراقات والملاحقة الإسرائيلية للحزب؛ مما دفع مجموعاته لتجنب الاتصالات»، وإلى أن الضربة الثانية بعد الضربة الأولى في عرب العرامشة «استهدفت مجموعات إخلاء المصابين الإسرائيليين»؛ وهو ما «يرفع خطورة هذا الحدث الذي تم توثيقه». وأشار إلى إن تصوير الضربة من خلال الفلسطينيين في المنطقة وبث الصور «يمنح الحزب نصراً إعلامياً بما يتخطى كونه نصراً عسكرياً؛ وهو ما دفع إسرائيل للرد بسرعة بمقطع فيديو من ضرب عيتا الشعب». ولا يرى أسعد أن التصعيد الإسرائيلي من خلال ملاحقة قيادات الحزب بديلاً عن الرد على إيران، كما لا يرى أن تصعيد الحزب بضرب منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مرتبط بردع الإسرائيلي عن تحويل ضرب الحزب بديلاً عن ضرب إيران. وأوضح أن «هذه الحرب القائمة في جنوب لبنان، هي محدودة، ولا بُعد إقليمياً لها، وليست ذات قيمة معنوية عالية بالنسبة لتل أبيب أو طهران، بمعنى أنها لن توازي ضربة إيران التي ستكون مختلفة ومحدودة ومدروسة على قياس استراتيجي، وقد تستهدف سفينة تقنية إيرانية مثلاً أو منشأة عسكرية أو غير ذلك». ورأى أن اغتيال أشخاص «لن يكون بديلاً، بالمنظور الإسرائيلي عن ضرب إيران؛ لأن رد تل أبيب سيكون موجهاً للداخل وليس للخارج، ويدفع برسالة بأنه يحتفظ بقوة جبارة».

قصف متواصل

ولم تهدأ الجبهة الجنوبية طوال يوم الأربعاء، وتعرضت منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير في الأجواء. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب، كما تعرضت أطراف علما الشعب والضهيرة لقصف مدفعي فوسفوري، وفقاً لوسائل إعلام لبنانية، أفادت أيضاً بأن الطيران الحربي نفّذ 3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين - قضاء صور، واستهدفت إحدى الغارات منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد وتم تدميره بالكامل. وكان «حزب الله» شنّ الثلاثاء هجمات على مواقع إسرائيلية «رداً» على الضربات. وأوقعت إحدى الهجمات قرب بيت هلل ثلاث إصابات، وفق المجلس المحلي في المنطقة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إصابة أربعة من عناصره داخل الأراضي اللبنانية، بُعيد إعلان «حزب الله» أنّه فجّر عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين إثر تجاوزهم الحدود.

سفراء «الخماسية» يستكملون لقاءاتهم لإنهاء أزمة الرئاسة ويؤكدون على حيادهم

مصادر «الكتائب»: هناك نية واضحة لديهم للانتقال إلى الخيار الثالث

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. استكمل سفراء «اللجنة الخماسية» جولتهم على الأفرقاء اللبنانيين بلقاء رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني»، حيث كان التأكيد على أن «اللجنة» لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد، والتأكيد على استمرار العمل لإيجاد حل للملف الرئاسي، بحسب ما قال السفير المصري علاء موسى. وشارك في لقاءات يوم الأربعاء سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، فيما اعتذر السفير السعودي وليد بخاري عن الحضور بفعل وعكة صحية طارئة. وفيما من المتوقع أن يستكمل سفراء «الخماسية» جولتهم في الأيام المقبلة، على أن يلتقوا الخميس رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقول مصدر في حزب «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أنه باتت هناك نية لديهم للانتقال إلى الخيار الثالث، غير أن دعوات الحوار والتشاور إذا لم تقرن بضمانات بالتخلي عن فرنجية، أو بالالتزام بحضور الجلسات، فستبقى عقيمة، ولن تلقى إيجابية من المعارضة». وقال السفير المصري المتحدث باسم اللجنة بعد اللقاء مع رئيس «تيار المردة»: «إن اللقاء شكل فرصة جيدة للحوار، والنقاش، والتداول، والإضاءة على مواضيع مهمة، وأمور كثيرة تتعلق بحالة الانسداد السياسي، لا سيما حيال انتخاب رئيس للجمهورية، والتداول في مواضيع مهمة يمكن من خلالها إحداث انفراجة قريبة في هذا الملف الشائك، والمعقد». وأكد أن اللقاء مع فرنجية لم يكن بصفته مرشحاً للرئاسة، «إنما بصفته السياسية، وهذا الشيء الأهم»، ورداً على سؤال حول وجود «فيتو» على فرنجية، قال «اللجنة الخماسية لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد المرشحين، وهي تتعامل مع الرئيس ووجوده طالما تم انتخابه من القوى اللبنانية المختلفة». ووصف أجواء اللقاء بالـ«إيجابية» قائلاً «نحن نستمع إلى أفكار، وليس بالضرورة أن تلقى قبولاً، وهذا يدل على أن هناك حواراً، وهو الذي يؤدي في النهاية إلى شيء يرضي الجميع، ويتوافق عليه الجميع». ولفت في رد على سؤال حول عقبات الاستحقاق الرئاسي إلى «أن هناك تفاصيل كثيرة، ويجب على الجميع بما فيها اللجنة الخماسية أن يعمل من أجل زيادة الثقة ما بين القوى السياسية المختلفة، والبحث عن أرضية مشتركة». وعما سمعه السفراء من فرنجية، قال موسى «سمعنا منه أفكاراً إيجابية كثيرة تحدث فيها بشكل صريح، وكان حريصاً على ألا يخلط بين الأمور، بل كان يتحدث عن هدفه الأساسي، وهو وحدة هذه الدولة، وانتماؤه لها، وهو على استعداد تام للتفاعل مع أية طروحات تتناسب مع تطلعاته، ووحدة واستقرار هذا البلد، وسمعنا منه أنه لا يزال مرشحاً». وأضاف «كل شخص وطني لبناني هو مهتم بهذا البلد، وبحدوث انفراجة، ونحن نستمع إلى أفكار، وهذه الأفكار قد تتناسب معه، أو قد يفضل أن يضيف إليها بعض الأشياء، أو يعدلها. في النهاية هو هدف وطني». وأفادت قناة «إل بي سي» بأن سفراء «اللجنة» استوضحوا من فرنجية عن علاقته بـ«حزب الله»، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن «حزب الله» هو حزب لبنانيّ قويّ، وفاعل»، مشدداً على أنه «مع سلاحٍ واحدٍ، وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حالياً في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه». وبعد اللقاء مع فرنجية، التقى سفراء «الخماسية» رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني». ووصف موسى اللقاء مع الجميل بـ«البناء والإيجابي»، مقدراً موقف رئيس «الكتائب». وقال رداً على سؤال عما إذا تم التطرق إلى مرشح ثالث، قال «لم يتم التداول بأسماء مرشحين، فالخماسية تتناول مسألة وضع خريطة طريق تجيب عن غالبية الهواجس، والنقاط غير الواضحة». من جهته، قال الجميل بعد اللقاء «لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل (حزب الله) رئيس جديد مرة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي بـ(اسم حزب الله)...»، مضيفاً «سفراء الخماسية يبذلون جهداً لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبراً على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية»، مشدداً في المقابل على «الانفتاح على الأسماء، ونريد رئيساً بأسرع وقت ممكن، لكن الأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لـ(حزب الله)». وأكد الجميل أنه «بعيداً عن الشكليات حول الحوار، وشكله، ومن سيترأسه، يبقى المهم والأساس هو: هل (حزب الله) مستعد للتخلي عن مرشحه، والذهاب إلى مرشح مقبول من الجميع؟ وهل هو مستعد لملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق؟ عندما نحصل على جواب عن هذا السؤال عندها تصبح كل الشكليات تفاصيل بالنسبة إلينا.»... وجاء لقاء «السفراء» مع «الاعتدال الوطني» بعد أيام على لقاء التكتل كتلة «حزب الله» النيابية التي أبلغتهم موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، شرط أن يكون برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما رأى فيه البعض نعياً لمبادرة «الاعتدال» وذلك لرفض المعارضة ترؤس بري الحوار على اعتبار أنه طرف في الانقسام الحاصل. من هنا، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى مبادرة «الاعتدال الوطني»، بحسب ما تقول مصادر نيابية في «التكتل» لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعد أن يلتقي نوابها عدداً من الأفرقاء السياسيين، ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة الاستمرار في المبادرة أو نعيها. وتنص مبادرة «الاعتدال» على أن يتداعى النواب لجلسة تشاورية في محاولة للتوافق على اسم رئيس للجمهورية، ويدعو بعدها بري لجلسة لانتخاب رئيس، بغض النظر عن نتائج المشاورات، ويتعهد الجميع بالمشاركة فيها من دون أن يعمد أي فريق إلى تطيير النصاب.

لبنان: الانتخابات النقابية مدخل لردم الهوّة بين بري وباسيل

مقابل اتساع الفجوة بين «العونيين» و«القواتيين»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. فتح نجاح تحالف «التيار الوطني الحر» - مع «الثنائي الشيعي» المتمثل بحركة «أمل» و«حزب الله» - بتأمين فوز مرشح التيار نقيباً للمهندسين في بيروت، نهاية الأسبوع الماضي، الباب واسعاً أما احتمال انسحاب هذا التحالف مجدداً على المشهد السياسي اللبناني، وبخاصة على الملف الرئاسي بعد مرحلة من الصراع المحتدم بين «الثنائي الشيعي» ورئيس «التيار» النائب جبران باسيل الذي لا يزال يُعارض دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، كما لا يؤيد خيار فتح جبهة الجنوب لدعم غزة. ورأى باسيل ما حصل في نقابة المهندسين حيث كانت معركته بوجه «القوات» و«الكتائب» بشكل أساسي، «انتصاراً مزدوجاً على مدى كل لبنان بأكبر نقابة وبمعركة سياسية واضحة، لها معان وطنية وسياسية وشعبية، وقد يكون لها أبعاد مستقبلية»، أي أنه لا يستبعد أن يكون هناك تفاهمات جديدة مع «أمل» و«حزب الله» على ملفات سياسية أكبر.

ثقافة الدولة وثقافة الميليشيا

ومنذ فترة تسلم النائب في تكتل «لبنان القوي» غسان عطالله عملية التنسيق بين قيادة «الوطني الحر» والرئيس بري، بعدما كان يتولاها بشكل أساسي نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب، وقد أثمرت تحالفاً في انتخابات المهندسين. ويعطي عطالله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لنتائج هذه الانتخابات أبعاداً سياسية، معتبراً أن «المهندسين اختاروا بين ثقافتين؛ ثقافة الفتنة والحرب والتحريض والميليشيا التي يمثلها حزب «القوات» والتي ظهرت مجدداً في تعامله مع الأحداث الأخيرة بعد مرحلة من وضع قناع أسقطوه مؤخراً، وثقافة الدولة التي نمثلها نحن»، لافتاً إلى أن ما حصل «ردة فعل طبيعية من قبل مجتمع مثقف نبذ أيضاً كذبة 17 تشرين، وهي كذبة لم تدم أكثر من 3 سنوات». ورأى عطالله أن «نسج تحالفات مع قوى أخرى أمر طبيعي؛ إذ لا أحد يستطيع أن يخوض هكذا استحقاقات وحده»، متسائلاً: «ألم يتحالف حزب (الكتائب) مع (أمل) و(حزب الله) في نقابة المحامين؟». واستهجن عطالله الحديث عن عملية بيع وشراء تمت بين «الوطني الحر» و«الثنائي الشيعي» لجهة دعم الأخير المرشح العوني في النقابة مقابل تغطية نواب «التيار» التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، متسائلاً: «أي ثمن قبضنا العام الماضي حين صوتنا مع التمديد؟!». .....وأشار عطالله إلى أن «انتخابات نقابة المهندسين أتت في ظرف يتم العمل خلاله على تحصين البلد، وفي ظل أجواء إيجابية لتهدئة النفوس وإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية»، مؤكداً «مواصلة العمل في هذا الاتجاه خاصة بعد وصول الجميع إلى قناعة بأنه لا يمكن الاستمرار بالبلد من دون رئيس كما بالعمل الحكومي كأن شيئاً لم يكن».

جسور مع «الاشتراكي»

ويبدو واضحاً أن مساعي «الوطني الحر» لمد الجسور لا تقتصر على الرئيس بري، إنما تنسحب أيضاً على رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي يصر على الوجود في الوسط في المرحلة الراهنة، ويرفض التمترس في صفوف المعارضة أو إلى جانب «الثنائي الشيعي». كذلك يبدو أن هناك خطوطاً مفتوحاً بين «الوطني الحر» وحزب «الكتائب» بإطار «التنسيق على القطعة». ويقول مصدر نيابي في «الوطني الحر» إن «العلاقة المستجدة مع الرئيس بري مرت باختبار ناجح في نقابة المهندسين ولكن لا يمكن البناء على تجربة واحدة لحسم أن هذه العلاقة ستتجذر وتنتج تحالفاً سياسياً ينسحب على ملفات أساسية كالرئاسة»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «وجوب ملاقاة اليد العونية الممدودة كما التعاون البنّاء في ملفات نعدّها استراتيجية، عندها يمكن الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة بالعلاقة مع عين التينة».

هوة تتسع مع «القوات»

إلا أن سياسة التلاقي ومد الجسور التي ينتهجها «الوطني الحر» حالياً لا تشمل معراب (مقر رئيس «القوات» سمير جعجع) التي باتت مؤخراً هدفاً أساسياً لهجومات سياسية عونية شبه يومية، ما أدى لاتساع الهوة كثيراً بين الحزبين المسيحيين الأبرز على الساحة اللبنانية. واتهم باسيل جعجع مؤخراً بـ«الطعن بالظهر»، ومحاولة إشعال فتنة في البلد. وترى مصادر «القوات اللبنانية» أن كل ما يحصل اليوم سواء التحالف في نقابة المهندسين أو غيره «يندرج بإطار محاولة (الثنائي الشيعي) تعويم باسيل؛ لأن هذا الثنائي بحاجة لحليف مسيحي يواجه فيه (القوات) أي قوة مسيحية مناهضة له، لذلك وضع كل ثقله ليربح المرشح العوني في نقابة المهندسين فأتوا بهم بالبوسطات من خلال تعبئة ما بعدها تعبئة». وتشير المصادر إلى أن «حزب (القوات) لم يخض أصلاً الانتخابات بمرشح حزبي إنما كان بموقع الداعم لتوجه نقابي معين، بالمقابل الثنائي الشيعي وضع كل وزنه لصالح حليفه جبران باسيل، فرغم الخلاف حول الملف الرئاسي فإن ذلك لم يُسقط التفاهم الاستراتيجي الذي يجمعهم... وكانت الرسالة واضحة لرئيس التيار أي أنه عندما تكون معنا تستطيع أن تفوز... هم يجعلونه مرة جديدة أسيراً لديهم وطنياً وسياسياً»، مرجحة أن تكون قد تمت عملية «بيع وشراء بين باسيل و(الثنائي الشيعي) لجهة أن دعم مرشحه في نقابة المهندسين يقابله تغطية باسيل تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية». وتشدد المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت واقعاً واضحاً يقول إن الخيار المسيحي أصبح عند (القوات اللبنانية) بشكل أساسي، وهو ما أثبتته بعدها الانتخابات الطلابية والنقابية كما أكدت أن (التيار الوطني الحر) أصبح جزءاً من أقلية مسيحية»، مضيفة: «كذلك فإن الحزب (التقدمي الاشتراكي) أخذ بدوره قراراً بأن يبقى على الحياد، وهو حاسم بكونه لا يريد أن يكون جزءاً من أي تموضع وطني. أما المجتمع المدني ونتيجة الأداء بعد الانتخابات والرهان على تغيير حقيقي لم يتحقق، فمُني بخسارة وهو يشهد انكفاء على كل المستويات».

لبنان: مساعي التجديد للبلديات توسّع الانقسام

اتهامات لباسيل بإجراء مقايضة و«الثنائي» بإخفاء خلافاته

الجريدة.. بيروت - منير الربيع ..أصبحت المساعي لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، أحدث خلاف سياسي، يضاف الى الانقسام حول الفراغ الرئاسي الممتد منذ نوفمبر 2022، والانقسام حول قرار حزب الله الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل في الجنوب تحت راية إسناد قطاع غزة بمواجهة العدوان الإسرائيلي. ويصر الثنائي الشيعي، أي حزب الله وحركة أمل، على تأجيل الانتخابات، مادامت الأوضاع الأمنية والعسكرية في الجنوب لا تسمح بإجرائها. ويقول مصدر قريب من «الثنائي» إن هذا الاستحقاق يرتبط بالإنماء والتحسينات التي تقوم بها المجالس البلدية، وهذا أمر مستحيل في ظل هذه الظروف التي يشهد فيها الجنوب حرباً حقيقية تؤدي الى دمار في البيوت والمنازل والقرى والطرقات العامة والمؤسسات الأخرى. كما أن الظروف الأمنية وتهجير الكثير من سكان البلدات الجنوبية من منازلهم وقراهم لا تسمح كذلك بإجراء الاقتراع. ويرفض «الثنائي» إجراء الانتخابات في مناطق لبنانية أخرى غير الجنوب، لأنه يعتبر ذلك تكريساً لعزل الجنوب عن البلد ككل، مما يعزز منطق الانقسامات أو «الفدراليات». ويقول مصدر قريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الجنوب يحتاج إلى احتضان من الدولة وليس الانفصال والعزل. ولهذه الأسباب يسعى «الثنائي» الى تشكيل تحالف واسع لتمرير التمديد للمجالس الحالية في جلسة نيابية، وفي هذا الإطار يتعزز التواصل مع التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل، حيث حصل تقاطع أساسي بين الطرفين في انتخابات نقابة المهندسين، مما مكّن باسيل من توفير الفوز لمرشحيه في بيروت والشمال، في أكبر انتصار انتخابي منذ سنوات شكّل مؤشراً أساسياً لباسيل بأن تحالفه مع الثنائي الشيعي يساعده انتخابياً. في المقابل، يتحدث معارضو حزب الله وباسيل عن مقايضة حصلت بين دعم مرشح «التيار الوطني» في نقابة المهندسين مقابل دعم «التيار» لتمرير التمديد للمجالس البلدية والاختيارية وتأجيل الانتخابات في مجلس النواب. ويحاول هؤلاء تشكيل تحالف عريض لمنع جلسة التمديد، لكن احتمالات نجاحهم تبدو منعدمة، لأن التصويت على التمديد يحتاج إلى نصاب النصف زائد واحد، أي 65 نائباً فقط، ثم لتصويت الأكثرية المطلقة من الموجودين داخل القاعة العامة، أي أن 34 نائبا فقط قادرون على تمرير القرار، مما يعني أن التمديد سيكون سهلاً جداً. ويتهم المعارضون حزب الله وحركة أمل بتجنّب إجراء الانتخابات حتى لا تظهر الخلافات بين الثنائي الشيعي على التوجهات السياسية والبلدية في القرى والبلدات، وخصوصاً في الجنوب، لأن هذه المرحلة تتطلب بالنسبة اليهما إظهار أقصى درجات الوحدة والانسجام بالمواقف في ظل الحرب القائمة، التي تنخرط فيها «الحركة» الى جانب «الحزب». وسيؤثر هذا الخلاف السياسي الجديد سلباً على أي إمكانية للتوافق حول الاستحقاق الرئاسي، على الرغم من كل المساعي التي تبذلها اللجنة الخماسية في سبيل تقريب وجهات النظر، أو توفير ظروف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك يعني أن البلد غير جاهز بعد للدخول في حقبة الحلول السياسية، وأن الكلمة لا تزال للميدان وما ستقرره التطورات العسكرية في الجنوب، وسط المزيد من المعلومات عن احتمال حصول تصعيد في مسار العمليات العسكرية على خلفية المواجهة بين إيران وإسرائيل.



السابق

أخبار وتقارير..غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم..هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟..مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة غداً..مجلس النواب الأمريكي يدين شعار «من النهر إلى البحر» باعتباره «معادياً للسامية»..7000 إصابة عقلية ونفسية بين الجيش الإسرائيلي منذ أشهر..إيران تستعد للانتقام الإسرائيلي..وتنقل ضباطها من سوريا..قطر تعلن تعثّر المفاوضات بين إسرائيل وحماس..القوات الإيرانية تهدد: سنحمي سفننا وإسرائيل ستندم إن هاجمتنا..إسرائيل: استهدفنا مجمعاً عسكرياً لحزب الله جنوب لبنان..استخدمته أميركا لأول مرة قبل أيام.. ما هو صاروخ SM-3؟..الكرملين يدعو لضبط النفس في الشرق الأوسط..عمدة مدينة أوكرانية يحذر من تحوُّلها إلى «حلب ثانية»..قمة أوروبية استثنائية حافلة بملفات خارجية حامية..وزير الدفاع الصيني: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام دعوات «استقلال تايوان»..باكستان تتهم الاستخبارات الهندية بالتورط في قتل أحد مواطنيها..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مسؤولون إسرائيليون: الرد على إيران ربما يأتي ضد وكلائها..إسرائيل تُقرّر «رداً حاسماً» لـ «كسر معادلة» الإيرانيين..بايدن: قد ننجر إلى حرب إذا صعّدت طهران هجماتها..أردوغان يصف هنية بـ «زعيم القضية الفلسطينية»..بن غفير يسعى لتغيير وضع «الأقصى»!..مفوض عام «الأونروا»: المجاعة تحكم قبضتها على غزة..الأردن: الرد الإسرائيلي على إيران يهدد بجر المنطقة لحرب مدمرة..مجلس الأمن يصوّت غداً على عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة..الأونروا: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة غير واضحة المعالم..«الأونروا»: بعض موظفينا ومحتجزون آخرون في غزة تعرضوا لسوء المعاملة..لماذا أعلنت قطر إعادة "تقييم" وساطتها بين إسرائيل وحماس؟...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,257,736

عدد الزوار: 6,984,453

المتواجدون الآن: 62