أخبار لبنان..«حزب الله» سيشارك في أي رد إيراني على إسرائيل..لبنان يتحضّر لدفع ثمن الرد الإسرائيلي على إيران..القلق اللبناني من توسيع إسرائيل للحرب يتصدر لقاء ماكرون وميقاتي..ماكرون يستقبل رئيس الحكومة وقائد الجيش اللبنانيين..تقرير يكشف عن تمدد حزب الله لفرنسا..ومخدرات "عصية" على كشفها..نزوح إضافي من مستعمرات الشمال والمقاومة تضرب بقوة أكبر..عِقَد تواجه «اندفاعة الخماسية»..وباسيل يطالب بـضمانات خطية للمشاركة بالحوار..هل تفضّل إسرائيل حرب استنزاف طويلة مع حزب الله؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 19 نيسان 2024 - 4:46 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


«حزب الله» سيشارك في أي رد إيراني على إسرائيل..

الجريدة...بيروت - منير الربيع ...ما بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل غير ما بعدها بالنسبة الى إيران وحزب الله. منذ يوم الأحد يشهد الجنوب اللبناني تصعيداً في العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله ضد المواقع الإسرائيلية. وبدأ الحزب بشن عمليات نوعية إلى جانب عملياته المتواصلة منذ 8 أكتوبر، مثل تفجير عبوة في دورية من لواء غولاني والهجوم بطائرات مسيرة انقضاضية. هذا التصعيد يرتبط بجملة تطورات، أبرزها القرار الإيراني بالرد بشكل عنيف وسريع على أي استهداف إسرائيلي جديد لها. ويسعى الحزب من خلال تصعيد عملياته لإيصال رسالة مباشرة للإسرائيليين بأنه سيشارك في أي رد إيراني على إسرائيل وأنه جاهز للمواجهة وتطوير عملياته وفق المقتضيات. وتقدر مصادر دبلوماسية غربية بأن إسرائيل ستنفذ ضربة ضد إيران التي سترد مجدداً بمشاركة حزب الله. وقد أراد حزب الله من العملية التي نفذها ضد تجمع للجنود الإسرائيليين في عرب العرامشة بطائرات مسيرة انقضاضية مما أدى إلى إصابة 19 جندياً 4 منهم بحالة خطيرة القول إنه قادر على الوصول إلى أهدافه وتنفيذ عمليات مركبة بضرب صواريخ وبنفس الوقت إطلاق مسيرات متفجرة وإصابة الهدف. كما يريد الإشارة إلى أنه على الرغم من كل الضربات الإسرائيلية في البقاع والجنوب وجبل الريحان والإدعاءات الإسرائيلية باستهداف مواقع تخزين ومراكز إطلاق المسيرات، فإنه لا يزال محتفظاً بقدرته على نقل الصواريخ والأسلحة وإطلاق المسيرات وتشغيلها. وفي المقابل، يصعد الإسرائيليون عملياتهم من خلال استهداف الطرقات العامة وعزل بعض البلدات عن بعضها البعض وسط معطيات عن احتمال استهداف المزيد من الطرقات الأساسية في الجنوب لقطع خطوط الإمداد لدى الحزب، في موازاة توالي الرسائل الدولية بشأن تزايد احتمالات وقوع مواجهة عسكرية كبيرة في جنوب لبنان. وتسعى إسرائيل من خلال بعض العمليات الميدانية إلى حماية جنودها من مسيرات حزب الله وصواريخه الدقيقة، وسط تقديرات إسرائيلية بأن حزب الله يمتلك نفس الأسلحة والتقنيات الإٍيرانية المتطورة.

ماكرون يستقبل رئيس الحكومة وقائد الجيش اللبنانيين

الجريدة.. بيروت - منير الربيع ... على وقع التصعيد العسكري في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل مع استمرار التوتر الإيراني ــ الإسرائيلي، وتزايد الاحتقان الداخلي بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، يستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غداً في باريس، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون. وبحسب ما كشفت مصادر لـ «الجريدة»، فإن المبعوث الفرنسي الخاص بلبنان جان إيف لودريان سيكون حاضراً في الاجتماع، لا سيما أنه كان زار الولايات المتحدة قبل أيام والتقى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. وبحسب المعلومات، فإن الأميركيين والفرنسيين ينسقون في سبيل تقديم المزيد من الطروحات لمنع تفاقم التطورات وتحول لبنان إلى ساحة صراع متسع بين إسرائيل وإيران. ويبحث ماكرون مع ميقاتي وعون جملة ملفات، أهمها التوتر في الجنوب، وتوفير المساعدات للجيش اللبناني للانتشار لاحقاً هناك وتعزيز وجوده إلى جانب قوات اليونيفيل، بالإضافة إلى كيفية إنجاز تسوية سياسية تقود إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعادة تشكيل السلطة، وسط تساؤلات حول حضور لودريان للقاء وإذا كان يحمل مؤشرات حول دعم فرنسي لقائد الجيش كمرشح رئاسي، أما الملف الثالث الذي سيتم بحثه فهو ملف اللاجئين السوريين والأعباء التي يتكبدها لبنان بسبب ضغط اللجوء. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن هناك قناعة فرنسية بالتضامن مع لبنان للعمل على إيجاد صيغ لحل معضلة اللجوء وتخفيف أعبائه ووضع خطط لنقل اللاجئين إلى بعض المناطق بين لبنان وسورية. يأتي ذلك في حين تؤكد مصادر غربية أن إسرائيل ستنفذ ضربة ضد طهران انتقاماً من الهجوم الإيراني عليها ليل السبت ـ الأحد، وأن إيران سترد مجدداً بمشاركة «حزب الله».....

ميقاتي وقائد الجيش عند ماكرون اليوم... و«الخماسية» أنهت الجولة الأولى من ديبلوماسية «جس النبض»

ما سرّ قسوة «حزب الله» في ضرباته على إسرائيل؟

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

معلومات لـ «الراي» عن رحلة المسيَّرة التي انفجرت بـ 18 إسرائيلياً وعن «الاستماع إلى الحركة» قبل الضربة

فيما المنطقةُ تقف على «رِجْلٍ ونصف» استعداداً للردّ الإسرائيلي على الضربة الإيرانية والذي يراوح، بين أنه بات مسألةَ وقتٍ بعدما أوحتْ تل أبيب بأن تحديدَ الأهداف اكتمل ولم يبْقَ إلا الضغطُ «على الزر»، وبيّن أنه وُضع on hold أو ضُيِّق مسرحُه وطبيعته لأقصى حدود في إطار مقايضةٍ إسرائيلية مع واشنطن ثمنها اجتياح رفح، تَزدادُ على جبهة جنوب لبنان «العينُ الحمراء» لـ «حزب الله» الذي يَمْضي في مراكمةِ الرسائل التحذيرية على حافة المواجهةِ الإسرائيلية – الإيرانية التي انزلقتْ لتصبح «وَجْهاً لوجه» وربما تنجرف إلى ما هو أدهى.

سياق مثلّث الضلع

وفيما كانت الجبهةُ المستجدّةُ بين طهران وتل أبيب تشهد ما يشبه «العاصفةَ الغباريةَ» المدجَّجة بسيناريوهاتٍ حمَّالة أوجه حيال احتمالات الضربة في ذاتها وتوقيتها أو نجاح تل أبيب في انتزاعِ «ضوء أخضر» من واشنطن في ما خص عملية رفح مقابل «الضوء البرتقالي» لضربةٍ على إيران تُترك على طريقةِ «للردّ صلة» في موازاة تفعيل العقوبات على الحرس الثوري وسلاح المسيَّرات (والبرامج العسكرية الأخرى)، بقي الميدانُ في جنوب لبنان على ارتجاجاته فوق العادية التي يتمّ التعاطي معها في سياق مثلّث الضلع:

- أنها لمحاولة استعادة توازن الردع على مستوى زيادة اسرائيل وتيرة اغتيالاتها لكوادر وعناصر منه.

- للتناسُب مع المرحلة الجديدة في الصراع التي دشّنْتها الضربة الإيرانية لإسرائيل في 14 الجاري، على قاعدة أن ما كان «يمرّ» قبْلها لم يعد كذلك بعدها، لا بين طهران وتل أبيب ولا بين «حزب الله» واسرائيل.

- وأن العصفَ المتصاعِدَ جنوباً من جانب «حزب الله» يحتمل أن يكون من باب جذْب «القرش» الاسرائيلي بـ «رائحة الدم» واستدراجه إلى ملعب نار إما اعتقاداً بأن تل أبيب تخشاه أكثر لأنه ذات قابلية أكبر للتفلت من الضوابط ولتحقيق الأذى الأقرب «إلى سرعة الصوت»، وإما على قاعدة أنه حين تصبح إيران في ذاتها على المحكّ العسكري يكون تقدُّم الذراع الرئيسية ضرورياً، في ما يشبه تبادُل الأدوار الذي كان أول مظاهره خروج طهران نفسها اضطرارياً من الظلّ للتصدّي لإسرائيل رداً على ضربة القنصلية في دمشق، من دون أن يكون مضموناً أن تتجرّع الأخيرة «كأس السم» وتدير «الخدّ الأيسر». وجاءت العمليةُ المركّبة التي نفّذها «حزب الله» أول من أمس «رداً على ‏اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية» (الثلاثاء) حيث استهدفَ بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدَث في عرب العرامشة ما أدى لسقوط 18 جريحاً في صفوف الجيش الاسرائيلي، العنوانَ الأبرز للارتقاء النوعي للحزب في استهدافاته. وإلى جانب أن حصيلةَ الإصابات الإسرائيلية (7 راوحتْ بين خطيرة وحرجة ومتوسطة) كانت الأعلى في ضربةٍ واحدة منذ بدء الحزب، حرب المشاغَلة عبر الجنوب في 8 أكتوبر الماضي، فإنّ خفايا العملية تحمل أبعاداً أكثر دلالة على صعيد إظهار تفوّقٍ على مستويات عدة سرعان ما بدأ الجيش الاسرائيلي يتفحّصه بإمعان. ووفق معلومات لـ «الراي»، فإنّ المسيّرة التي انفجرت في عرب العرامشة حلّقت في اتجاه الهدف لمسافة 800 متر خط نار، وأنها كانت تحمل 50 كيلوغراماً من المتفجّرات، وأن نجاح الضربة دلّ على أن «حزب الله» يملك معلوماتٍ استخباريةً عالية، تم تجميعها على المستوييْن البشري والتقني، وأن أحد عناصر العملية ارتكز على «الاستماع إلى الحركة». وفي حين تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الطائرة التي انفجرتْ في عرب العرامشة هي «مسيّرة إيرانية الصنع من نوع (أبابيل - ت)»، أشارت مصادر قريبة من محور الممانعة لـ «الراي»، إلى أن العِبرة في الضربة كانت تحذير الإسرائيليين «بإمكاننا أن نؤذيكم أكثر إذا أردْنا من دون خرق قواعد الاشتباك» (باعتبار أن الأهداف عسكرية).

قصف شمال بعلبك

في المقابل، عَكست الردود الإسرائيلية حرصاً مضاداً على إبقاء وتيرة الاستهدافات على نَسَقها التصاعدي، وفق ما عبّر عنه قصف شمال بعلبك (إيعات مساء الأربعاء) وتحديداً ما ذكر الجيش الاسرائيلي انه «بنية تحتية كانت تستخدمها قوة الدفاع الجوي التابعة لجماعة حزب الله»، لتستمرّ طوال الليل ويوم أمس، الغارات والقصف العنيف الذي تركّز على الخيام التي تعرّضت لِما لا يقل عن 6 غارات وأكثر من 100 قذيفة، وكفركلا حيث سقط اثنان من «حزب الله». وردّ الحزب تباعاً باستهداف «تحرك لجنود العدو في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية» ثم «قوة معادية أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها في موقع المطلة مساء الأربعاء»، قبل أن يُعلن أنه «بعد رصد دقيق وترقب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته إلى الموقع المحدد (أمس) استهدفهم المجاهدون بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح». وبعدها أكد تنفيذ عملية ضد «تجمع لجنود العدو في حرش حانيتا بالأسلحة الصاروخية».

ماكرون وميقاتي وعون

وفيما كان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب ينقل عن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان الذي التقاه في طهران، أن «الردّ على الرد سيقابله رد بأضعاف هذا المستوى»، يحضر الملف اللبناني اليوم بمجمل مخاطره العالية ربْطاً بجبهة الجنوب واحتمالات جنوح المنطقة نحو مزيد من التصعيد، وقضايا ساخنة أخرى ليس أقلها موضوع النازحين السوريين وسُبل دعم الجيش اللبناني، في قصر الاليزيه، حيث يستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون. وكان عون غادر إلى باريس، بدعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسية تييري بوركهارد، للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية بهدف تمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة، وسط ترقُّب لنتائج محادثات ميقاتي وقائد الجيش في العاصمة الفرنسية التي تضطلع بدور مزدوج:

- على صعيد محاولة إيجاد أرضية لمنع انزلاق «بلاد الأرز» إلى فوهة الانفجار الكبير عبر بوابة الجنوب.

- والسعي لتوفير مَخْرج يكسر المأزق الرئاسي على متن ديبلوماسيةٍ مكوكية استعادتْها «مجموعة الخمس» التي تضمّ إلى فرنسا كلاً من الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، وقد أكملت أمس عبر سفرائها لقاءاتها مع القادة اللبنانيين، بزيارتين لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل (غابت عنه السفيرة الأميركية ليزل جونسون كون باسيل معاقَب أميركياً) ورئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد (غاب عن اللقاء كل من جونسون والسفير السعودي وليد بخاري)، قبل أن يعقد السفراء اجتماعاً تقويمياً لتحديد الخطوة التالية.

«الراي» تتحرى في «الصندوق الأسود» لعملية «الموساد» التي هزّتْ لبنان

هل أَنْهَتْ الـ 7 رصاصات في الشارع رقم 7 حياة سرور ومعه... سره؟

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «وَجْهُ المرأة» طرف خيط... وتَتَبُّع لحركة العبور عبر مطار بيروت

- لماذا رُشّت آلاف الدولارات على جثة سرور بعد قتْله؟

- تقديرات بأن كلفة الإيقاع بسرور بلغت أكثر من نصف المليون دولار

- الحركة المالية لسرور لم تكن تتجاوز مليون دولار

- مَصادر تشكّك في مكانة سرور... ليس «كارلوس» ولم يكن صيداً ثميناً

- هكذا أعدّ «الموساد» المسرحَ بإتقان وحرفية عالية

الزمان: 3 أبريل 2024، أحد أيام روزنامة الدم وشظاياه المتطايرة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، إلى لبنان وجنوبه وضواحي عاصمته المسكونة بالانتظار، وكأن الأسوأ لم يَحدث بعد. المكان: بيت مري، البلدة المسترخية على هضبةٍ جميلة ترتفع 750 متراً عن سطح البحر وتشكل الواجهةَ الشرقية لبيروت، ومنها يمكن أن تَفتح ناظريْك على 360 درجة. الحكاية: ككل حكايا العالم السري... تضليلٌ وكواتم صوت وألاعيب استخباراتية وتعذيب وقتل، وهذه المرة بتوقيعٍ صريح من جهاز «الموساد» الإسرائيلي. بين 3 أبريل والعاشر منه، كانت إحدى الفيلات في الشارع رقم 7 من الحي الراقي في بيت مري مسرحاً، أُعد بإتقان وحِرَفية عالية كعمليةٍ هوليوودية نفّذها فريقٌ من «الموساد»، يُعتقد أنه ضمّ امرأة وثلاثة رجال وانتهتْ بـ «فرارهم» بعد استدراجهم صرافاً لبنانياً يدعى محمد سرور، الذي انتُزعت اعترافات منه بـ 7 رصاصات قبل قتْله و«رش» آلاف الدولارات من فئة المئة فوق جثته. ومن خلف بوابة الطبقات الثلاث للفيلا المزنّرة بالكاميرات والأشجار، يتكشف يوماً بعد يوم «الصندوق الأسود» لعمليةِ «الموساد» التي أحدثت دوياً مكتوماً في لبنان «السائب» والذي لم يكن ودّع المسؤول في «القوات اللبنانية» باسكال سليمان الذي استُردت جثته من سورية، حتى ووريت جثة سرور الذي اصطادتْه إسرائيل، وكأن الوطن الصغير يكاد أن يتحوّل جثة يتناتشها الأقربون والأبعدون. لم تخرج بيروت، التي تدقّق في هويات المغادرين والمسافرين عبر المطار، الذين تراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، والتي التقطت طرف خيطٍ لـ «وجه المرأة»، من صدمةِ الخرق الأمني الذي أَوقع بسرور، الصرّاف المتَّهَم بنقل أموال لحركة «حماس» لعلاقته بإيران و«حزب الله»، والذي كان أُدرج اسمه على لائحة العقوبات الأميركية في العام 2019. وثمة مَن يقول إن سرور لم يكن صيداً ثميناً. فالذين يعرفونه عن كثب يجزمون بأنه كان مجرّد صراف متواضع لا تزيد حركته المالية الشهرية على مليون دولار، كعشرات سواه ممن يقتطعون 2 في المئة من المبالغ التي يتم تحويلها وانتعش سوقهم مع ازدهار «اقتصاد الكاش». ويذهب بعض عارفيه إلى حد القول إن سرور كان يعمل في «القرض الحسن» (ما يشبه المصرف التابع لـ «حزب الله») قبل أن ينتقل إلى عمل الصرافة الحرة، وهو من بيئة «حزب الله» لكن لا علاقة تنظيمية تربطه بالحزب الذي يمنع على المحازبين الذهاب إلى المناطق الشرقية (ذات الغالبية المسيحية) من دون إذن مسبق. ويعتبر هؤلاء أن ذهاب سرور إلى بيت مري، مرتين من دون إذن، واختفاءه لنحو أسبوع، دليل على أن لا علاقة له بالحزب الذي لم يسأل عنه ولم يتابع قضيته. ويهزأ هؤلاء، وهم غير بعيدين عن بيئة «حزب الله»، بـ «الخفة» في تقصي أميركا لمعلوماتها في إدراج هذا أو ذاك على لوائح العقوبات، وبالتعاطي مع سرور كأنه «كارلوس»، والإنفاق على عملية الإيقاع به ما بين 500 ألف و600 ألف دولار... المجيء عبر المطار والمغادرة منه واستئجار فيلا وشراء مسدسات وتركيب كاميرات وما شابه. فجلّ ما كان يقوم به سرور، بحسب هؤلاء، هو تأمين التومان الإيراني لمَن يرغب في القيام بالزيارات الدينية لإيران، وتحويل أموال لعائلات من المخيّمات إلى ذويها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأعمال صرافة عادية، حاله حال العشرات من أمثاله.

معطيات تشير إلى «الموساد»

وكان بارزاً تأكيد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أمس، أن المعطيات الأولية المتوافرة لدى السلطات تظهر أن «الموساد» يقف خلف اغتيال محمد، معلناً عبر «اسوشييتد برس» انه تم العثور على مسدسات مزوّدة بكواتم صوت وقفازات في دلو فيه خليط من الماء والمواد الكيمياوية في مكان الحادثة، ويبدو أن المقصود إزالة بصمات الأصابع وغيرها من الأدلة. وقد تُركت آلاف الدولارات نقداً متناثرة حول الجثة، كما لو كان ذلك لتبديد أي تكهنات بأن السرقة كانت الدافع. وقال مولوي، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، إن الأجهزة الأمنية اللبنانية لديها شبهات أو اتهامات بأن «الموساد» كان وراء العملية، مشيراً إلى أن الطريقة التي تم بها تنفيذ الجريمة أدت إلى هذه الشكوك، ولافتاً إلى «أن التحقيق لايزال مستمراً، وبمجرد الانتهاء منه سيتم إعلان النتائج وإحالتها على الجهات القضائية». في السياق، صرح ثلاثة مسؤولين قضائيين لبنانيين مطلعين على التحقيق لـ «أسوشييتد برس» بان رجلاً تظاهر بأنه عميل اتصل بسرور من الخارج، وطلب منه تسليم تحويل نقدي إلى سيدة في بلدة بيت مري الجبلية. وأضافوا، شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب استمرار التحقيقات، أن سرور توجّه إلى العنوان مع ابن أخيه، وغادر بعدما سلم المرأة الأموال. وتابعوا أن الشخص نفسه اتصل به وكرر الطلب بعد يوم. لكن هذه المرة ذهب سرور بمفرده، وبعد ذلك فقدت عائلته الاتصال به.

بطاقات هوية مزيّفة

وقال مولوي إن الهاتف الذي استخدمتْه السيدة للاتصال بسرور «لم يكن مفعّلاً إلا للاتصال به هو فقط»، مضيفاً أن الجناة حاولوا أولاً استئجار شقة في الحازمية جنوب شرقي بيروت، وهي تفاصيل لم يُعلن عنها سابقاً، لكنهم ألغوا خططهم لاحقاً لأنهم «لم يعثروا على شقة مناسبة لتنفيذ العملية». وذكر أن القتلة انتقلوا بعد ذلك إلى بيت مري الهادئة، والتي تشتهر بمنازلها الفارهة ذات الأسطح المصنوعة من الطوب الأحمر، والموقع الأثري الذي يعود إلى العصر الروماني، حيث استأجروا فيلا مكوّنة من ثلاثة طوابق على أطراف البلدة باستخدام بطاقات هوية لبنانية مزيّفة. وأضاف أن «المحققين عثروا على عدد كبير من الجروح الناجمة عن طلقات رصاص» في أجزاء مختلفة من جسده، وبينها ذراعيه وساقيه، كما كان مكبل اليدين. من جانبه، قال كريستيان فرانسيس، الذي يعيش في الشارع المقابل للفيلا التي قُتل فيها سرور: «لم نسمع أي شيء. غالبية الناس هنا لديهم كلاب في المنطقة شديدة الحراسة، حيث توجد نقطة تفتيش قريبة تابعة للشرطة، كما يوجد مركز للجيش على بعد بضع مئات من الأمتار». وقال روي أبوشديد، رئيس بلدية بيت مري إن الشقة تم تأجيرها أواخر فبراير الماضي لشخص مجهول لمدة عام مقابل 48 ألف دولار. وأضاف: «الأسرة المالكة للفيلا لم تسجّل عقد إيجار لدى البلدية، لكنها سددت الضرائب في موعدها في نوفمبر. وتم تنفيذ هذه العملية بطريقة أكثر من احترافية». وذكر أبوشديد أن «الجيران لم يشكوا في أي شيء، واستغرق الأمر بعض الوقت كي تحدد الأجهزة الأمنية المنزل الذي كانت فيه جثة سرور». وكانت تقارير في وسائل إعلام لبنانية أفادت بأنّ «التحقيقات بيّنت أن سرور تلقى في الفترة الأخيرة اتصالاً من سيدة ادّعت أن اسمها زينب حمود، وأنها تنتظر حوالة مالية من العراق، طلبت منه إيصالها إلى منزلها في بيت مري، بحجة أنها خضعت للتوّ لعملية جراحية». ونقلت صحيفة «الأخبار» عن مصادر مقرّبة من العائلة أنّ الضحية «ارتاب بدايةً من الاتصال وكيفية حصول المدعوّة حمود على رقم هاتفه، وربما يكون سألها عن ذلك لاحقاً، وأجابت بما بدّد شكوكه». وأشارت تقديرات المحققين إلى أنّ عناصر «الموساد» أرادوا الحصول على هاتف الصرّاف وكلمة المرور وتفاصيل عن أشخاص يحوّل إليهم أموالاً.

تقرير يكشف عن تمدد حزب الله لفرنسا..ومخدرات "عصية" على كشفها

الباراغواي والأرجنتين والبرازيل مثلث ينشط به الحزب منذ اكثر من 30 عاما

العربية.نت.. كشفت سلسلة من التحقيقات الصحفية الفرنسية مصادر تمويل حزب الله اللبناني عبر تجارة المخدرات وتمدده من أميركا اللاتينية إلى فرنسا لتبييض الأموال وتعزيز إمداداته من نيترات الأمونيوم كمادة يستخدمها في صناعة المتفجرات. ونشرت مجلة لوبوان "Le point" الفرنسية تقريرا مطولا تحت عنوان "مليارات حزب الله"، يتحدث عن تمدد الحزب في أوروبا وأميركا الشمالية ومصادر تمويله وأسلحته وسيطرته غلى الدولة اللبنانية.

3 دول تشكل مثلثا لنشاط الحزب

كما ذكر التقرير أن العملة المشفرة التي يعتمدها نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعد مصدرا آخر للحزب. ووفق التقرير فإن الباراغواي والأرجنتين والبرازيل مثلث ينشط به الحزب منذ اكثر من 30 عاما. وكشف التقرير عن أنظمة معقدة تراوح بين نشر التطرّف وأعمال الإرهاب والفساد المالي، بما في ذلك تهريب المخدرات وغسل الأموال، خاصة في كولومبيا التي توفر حوالي 70% من الكوكايين في العالم، لدرجة أن أموال تجارة المخدرات أصبحت اليوم المصدر الرئيس الثاني لتمويل حزب الله، بعد الدعم المالي الكبير الذي تقدمه له طهران، وفقا للصحيفة.

المخدرات مصدر رئيسي لتويل حزب الله

وتعتمد الشبكات الغامضة للحزب اللبناني، وفق الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي لوك دي باروشيز، على جاليات كبيرة من الشتات من أصول عربية، يراوح تعدادها بين 12 و18 مليونا في جميع أنحاء قارة أميركا اللاتينية. وتمكن حزب الله من الاعتماد على قائمة اتصالات طويلة من الشخصيات المؤثرة في تلك الدول، من التي ترجع أصولها إلى عدد من دول منطقة بلاد الشام. وبحسب التقرير فإن المخدرات التي يتاجر بها داعمو حزب الله، قد تكون مخبأة في صناديق الأناناس أو شحنات الموز لشحنها إلى أوروبا أو إلى أميركا الشمالية.

مخدرات عصية على كشفها

كما ويمكن تحويل المخدرات إلى فحم، إذ طوّر الكيميائيون المحليون هناك تقنية لتشويه المسحوق الأبيض وتغيير مظهره ورائحته، لجعله غير قابل للاكتشاف عبر الكلاب البوليسية المدربة. وما بين 2016 و2021 سجل عبور 43 شحنوة فحم إلى لبنان ودول عربية أخرى وكشفت أسماء عناصر الحزب المتورطين في الاتجار بالمخدرات. وتحدثت سلسلة التحقيقات الفرنسية التي نشرت تباعا، عن صلة نشاط حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية، باغتيال المدعي العام في الباراغوي مارسيلو بيتشي، أحد رموز مكافحة الجريمة المنظمة، في 2022. وحسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإن الدعم لحزب الله قائم بقوة في دول أمريكا اللاتينية باعتبارها مُعادية تاريخيا للولايات المتحدة، خاصة من قبل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

نزوح إضافي من مستعمرات الشمال والمقاومة تضرب بقوة أكبر | اسرائيل: حزب الله يصعد لدعم المفاوض الفلسطيني

الأخبار ...تصعيد المقاومة الاسلامية من عملياتها النوعية ضد قوات الاحتلال داخل العمق الإسرائيلي، فرض موجة عالية من القلق لدى قيادات العدو السياسية والعسكرية، وانعكس مزيدا من النزوح عند من تبقى من المستوطنين في مستعمرات الشمال. وقد تعمدت المقاومة في العمليات الأخيرة، استخدام صواريخ برؤوس تفجيرية كبيرة، احدثت الى جانب الاضرار الكبيرة والاصابات، تدميرا ضخما وذعرا، خصوصا بعدما سرب مستوطنون صورا تظهر لحظة سقوط الصواريخ في اكثر من مستوطنة وموقع.ومع أن جيش الاحتلال يواصل الغارات القاسية ضد مناطق مدنية ونقاط للمقاومة، فان نتائج عمليات الايام القليلة الماضية والحجم الكبير في الاصابات بين الجنود، فرضت على الرقابة العسكرية السماح لوسائل الاعلام بنشر معطيات خلافا للسابق، وكذلك بسبب بث المقاومة الاسلامية المشاهد الحية لعمليات القصف التي استهدفت مواقع تجمع الجنود ومنصات الرادار الخاصة ومواقع الاحتلال. وهو ما فعلته امس، بعدما ردت المقاومة على اعتداءات العدو على بلدتي الخيام ‏وكفركلا واستشهاد أحد المدنيين، وقصفت قاعدة بيت هلل بصواريخ فلق.‏ ‏كما استهدفت فريقاً فنياً للعدو الإسرائيلي أثناء قيامه بصيانة التجهيزات التجسسية في ثكنة راميم. وفي جانب العدو، كان البارز ما سربته وسائل الاعلام عن تقديرات «مقلقة» للمؤسسة الأمنية تفيد بأن حزب الله «متجه إلي مواجهة أوسع بكثير، ربما في الأيام المقبلة ، على خلفية تأخير الصفقة في الجنوب ، والرد الإسرائيلي ضد إيران». ويتحدثون في اسرائيل بأن حزب الله يدعم المفاوض الفلسطيني في هذه المرحلة من الاتصالات حول الهدنة وتبادل الأسرى، ويعطي إشارات الى أنه لن يقف متفرجا في حال إعتدى العدو على ايران. لكن، وبمعزل عن الوقائع الميدانية، فإن قوات الاحتلال نفذت إجراءات في المنطقة الشمالية خشية تصعيد كبير من جانب المقاومة في لبنان، ولجات إلى سلسلة من التدابير العسكرية والأمنية، مع نشر تعزيزات عسكرية والقيام بتمارين كبيرة للجبهة الداخلية، حيث يواجه سكان المستعمرات غير المخلاة خطر النزوح أو التصرف وفق قواعد الحرب. وهو ما فرض على العدو إجراءات تستند أساساً إلى قرار بعدم توسيع دائرة الإخلاء القسري لمستعمرات تبعد عن حدود لبنان بعمق يتراوح بين 15 و20 كلم، وذلك منعاً للفوضى القائمة أصلاً في مناطق الوسط نتيجة نزوح أكثر من ربع مليون إسرائيلي من مناطق الشمال والجنوب. وذكرت قناة «كان» العبرية ليل أول من أمس أن مستوطنين ممن تبقّوا في مستوطنات الشمال، حزموا أمتعتهم وغادروا بعد هجوم المقاومة على بلدة عرب العرامشة. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى اجتماع عُقد بين ممثلي قيادة الجبهة الداخلية وكبار مسؤولي البلديات في الشمال. ونُقل عن الضباط قولهم إن «من المتوقع أن تبدأ الحرب بعد عطلة الفصح». وبحسب إعلام العدو، فإن قائد فرقة الجليل العميد شاي كلابر، وقائد القوة (146) العميد يسرائيل شومر، أبلغا رؤساء السلطات «التزامنا بأن نكون هنا حتى يتغير الواقع». وإلى جانب عمليات الإخلاء القائمة في منطقة الساحل الشمالي، لجأت قوات الاحتلال إلى إجراءات في المناطق الشرقية مثل صفد وطبريا. ونقلت وسائل إعلام العدو عن تمير إنجل، الناطق باسم بلدية صفد، أن هناك إجراءات لـ«رفع جاهزية السكان. وستطلق بلدية صفد حملة إعلامية لسكانها حول كيفية الاستعداد لحالات الطوارئ الكبيرة، التي لم يواجهها السكان سابقاً». كما وجه الحاخام يوسي كاكون نداءً للسكان للاستعداد لوضع سيُطلب منهم فيه البقاء في مناطق محميّة لفترة طويلة، كما طُلب منهم التزود بمخزون من المنتجات والأغذية لحالات الطوارئ، وتقرر إصدار منشور باسم مقر المعلومات البلدي يفصّل المواد ذات الصلة بالحرب، بما في ذلك خيارات الإقامة الطويلة بدون كهرباء وبدون ماء. وأُعلن الليلة الماضية عن تمرين طوارئ حضري شاركت فيه جميع قوات الأمن. وتزامن ذلك مع إعلان شركة الكهرباء في كيان العدو أنها أجرت تمرين استعداد لسيناريو الأضرار التي يمكن أن تلحق بمرافق البنية التحتية الحيوية في منطقة حيفا. إلى ذلك، تتواصل أصداء الضربة النوعية التي وجّهها حزب الله إلى جيش الاحتلال في عرب العرامشة، الأربعاء، بالتردد على مختلف المستويات في إسرائيل. وحدّث مركز الجليل الطبي في نهاريا المعلومات الواردة عن عدد الإصابات، إذ أعلن عن استقباله 19 جريحاً، أحدهم حالته حرجة جداً وغير مستقرة، فيما يصنف البقية بين إصابة خطيرة ومتوسطة وطفيفة. وفيما رأت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أن جيش الاحتلال يستعد من جديد للمعركة ضد الطائرات من دون طيار، رأت أن من المحتمل أن سلسلة النجاحات في الأيام الأخيرة في ضرب قوات الجيش الإسرائيلي بالمسيّرات تشير إلى حقيقة أن حزب الله درس أنظمة الجيش الإسرائيلي، ويتعامل معها.

صواريخ المقاومة تخلق الذعر واجراءات في مناطق صفد وطبريا تحسبا لحرب وتمارين للجبهة الداخلية

ميدانياً، نفد حزب الله، أمس، سلسلة عمليات ضد مواقع وثكنات وتجمعات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدفت فجراً قوة للعدو أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي جرى استهدافها الأربعاء في موقع المطلة، كما استهدف تحركاً لجنود العدو في ‏موقع المالكية، وتجمّعين في حرش حانيتا وفي محيط مستعمرة حانيتا، إضافة إلى استهداف موقعَي ‏زبدين في مزارع شبعا ورويسات العلم في تلال كفرشوبا. وأعلن الحزب أنه «بعد رصد دقيق وترقب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته إلى المقطع المحدد، استهدفهم المقاومون بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح». كذلك استهدف مبنيين يستخدمهما جنود ‏العدو في مستعمرة يرؤون ‏(قرية صلحا اللبنانية المحتلة)، إضافة إلى مبنى مماثل في مستعمرة المنارة‌. وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن استخدام حزب الله صواريخ «بركان» أثبت فعاليته من حيث الأضرار المادية والتأثير النفسي، بسبب أبعاد الدمار غير العادي التي يحدثها كل صاروخ. وكشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحت بند «سُمح بالنشر»، أن إطلاق النار الذي نفذه حزب الله هذا الأسبوع على قاعدة ميرون ألحق أضراراً بالقاعدة، وسقطت إصابة داخلها، مشيرة إلى أن الرقابة العسكرية سمحت بنشر الخبر بعدما نشر حزب الله أمس مقطع فيديو يظهر الأضرار التي حصلت. إلى ذلك، نعى حزب الله أمس ثلاثة من مقاوميه هم: محمد جميل الشامي من بلدة كفركلا، علي أحمد حمادة من بلدة الدوير وحسين علي هزيمة من بلدة ميس الجبل.

عِقَد تواجه «اندفاعة الخماسية»..وباسيل يطالب بـضمانات خطية للمشاركة بالحوار

الوضع المالي بين ماكرون وميقاتي اليوم وحاجات الجيش مع عون.. واحتدام الضربات في الجنوب

اللواء..في خطوة تعكس بتبدُّل في الاهتمامات الدولية تجاه لبنان، بحيث يحتل موضوع دعم الجيش اللبناني الأولوية على ما عداه، في وقت اقتربت فيه المجموعة الخماسية على مستوى السفراء العاملين في لبنان من خطوة مفصلية، في ما خصَّ الملف الرئاسي اللبناني، ستتبلور أكثر فأكثر بلقاء السفراء الرئيس نبيه بري في غضون الايام القليلة المقبلة. و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ختام جولات اللجنة الخماسية مع الكتل النيابية أظهر من جديد صعوبة الوصول إلى تفاهم في إتمام الانتخابات الرئاسية، ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على أسئلة تتصل بمصير هذا الاستحقاق. وقالت إن اللجنة في الوقت نفسه لم تعلن أي توجه يقضي بانكفائها وذلك في انتظار بعض المعطيات، معلنة ان سفراء اللجنة الخماسية أيدوا التشاور ما بين الكتل النيابية لكن من دون أن يحل مكان المسار الدستوري في عملية الانتخاب. ورأت المصادر نفسها أن فكرة الخيار الثالث التي طرحت في خلال اللقاءات لم تتوسع أو تنتقل إلى خطوة جديدة، وبالتالي بقيت في سياق الاقتراح للخروج من أزمة المراوحة في هذا الملف، مشيرة إلى أن المشهد يتبلور أكثر فأكثر في القريب العاجل، ومؤكدة أن رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية اعاد تأكيد بقائه في السباق الرئاسي وهذا ما عكسه في مواقفه، ما يؤكد المؤكد لجهة مواصلة دعم قوى الممانعة لترشيحه.

ميقاتي وعون في الأليزيه

وفي اطار مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي ترعاه فرنسا، يستقبل اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي (الأولى بتوقيت فرنسا) في الاليزيه عند الثانية عشرة ظهرا على ان يستقبل لاحقا، في اليوم نفسه قائد الجيش العماد جوزاف عون. وتتناول محدثات ميقاتي المساعي لانتخاب الرئيس والنزوح السوري، ودور فرنسا عبر الاتحاد الاوروبي بحل هذا الملف، فضلا عن الملفات التي تواجه لبنان اقتصادياً ومالياً. ويلتقي العماد عون قائد الجيوش الفرنسية ويبحث معه في ملف المساعدات، بعد ان تلقى دعوة حملها اليه السفير الفرنسي في بيروت هيرفه ماغرو يوم الجمعة الماضي.

«الخماسية» عند باسيل

وفي اطار تحركها، زارت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البياضة بغياب السفيرة الاميركية ليزا جونسون، بسبب وضع باسيل على لائحة العقوبات الأميركية. وحسب معلومات روَّج لها التيار الوطني الحر، فإن باسيل شدد على دور التوافق في التوصل الى رئيس ولا مانع من المشاركة في اي حوار يؤدي الى جلسات تسمح بانتخاب رئيس بالتوافق او بالاقتراع اذا تعذر التوافق شرط ان ينجم عنه جلسات لا تتوقف قبل انتخاب رئيس الجمهورية. وحسب ما كشف، فإن رئيس التيار طلب ان تتمكن اللجنة الخماسية من الحصول على تعهد خطي بأن يفضي الحوار الى انتخاب رئيس.. وحسب المعلومات فان باسيل شدّد على مواصفات الرئيس حول نيته الاصلاحية وبناء الدولة، ولا مشكلة في الاسماء، مشيراً الى ضرورة وقف الحرب في الجنوب لاجهاض المخططات الاسرائيلية من شأن ذلك الاسراع باتجاز الاستحقاق الانتخابي. ثم زارت اللجنة، بغياب سفيري المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي اعتبر ان الاولوية لحوار يرأسه الرئيس بري. أمَّا الخطوة التالية، فكانت، بعقد اجتمع تقييمي للجنة السفراء في منزل السفير المصري، ثم طلب موعد للاجتماع برئيس المجلس نبيه بري، ودعوته لتحديد موعد لمؤتمر حوار يسبق الدعوة الى دعوة جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية في ضوء الاصرار على ترؤسه للحوار، وابلاغ باسيل «الخماسية» استعداده للمشاركة في الحوار ضمن هذا السقف.

فرنجية في بكركي

وبرز، سياسياً، زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتحدث معه حول: حصيلة محادثاته مع وفد اللجنة الخماسية العربية- الدولية، وعدم امكانية قبوله باقدام على سحب ترشيحه للرئاسة، ليكون من الممكن اجراء تفاهمات حول مرشح رئاسي ثالث.. يجري التوافق حول اسمه.. والموضوع الثاني، يتعلق بشرح فرنجية سبب عدم مشاركته في اجتماعات بكركي على مستوى ممثلي التيارات المسيحية من زاوية السعي الى ابرام «وثيقة مسيحية» حول الخيارات الوطنية والرئاسية. ومن بكركي أوضح رئيس تيار المردة عدم قبوله بالانسحاب، مشيرا الى أن ترشحه يكرس العملية الديمقراطية، ومشيرا الى انه طلب من الرئيس بري وضع ورقة بيضاء في جلسة الانتخاب، فرفض بري ذلك،كاشفا ان نوبا من كتلة الاعتدال سيصوتون له. وحول وثيقة بكركي المتوقعة، بدا فرنجية صريحا انه اذا جاءت الوثيقة حسب القناعات المتفقة مع توجهنا ايدناها، رافضا حضور حوارات الهدف منها فقط التطويق. واشار الى ان «أفكارنا السياسية تشبهنا، ونحن ننتمي الى هذا الصرح دينيا». مضيفاً: نعمل من اجل آمال المسيحيين، وليس أمنهم، وان امانهم يكون بالانفتاح وليس بالتخويف. ورداً على سؤال قال فرنجية: حضور السفير الى البياضة علامة جيدة، بالامس، لم يحضر الاجتماع معنا بعذر مرضي، وهذا حقه، لكن بيتنا دائماً مفتوح، وخاصة للسعودية. ولفت الى ان «ما من رئيس جمهورية يحبذ وجود سلاحين ولكن على الجميع التحاور للاتفاق على استراتيجية تؤدي الى توحيد السلاح». وقال: «أقوم بما يمليه عليّ ضميري وعروبتي ومسيحيتي ووطنيتي».

التقليل من «الكاش»

اقتصادياً، اعلن مصرف لبنان عن تدابير من اجل اعادة تشجيع استعمال وسائل الدفع الالكتروني وتخفيف استعمال الدفع النقدي.

مولوي عن النزوح

وعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً لمناقشة النزوح السوري، داعياً البلديات الى تطبيق القوانين والجيش والامن لحفظ النظام، وحماية السوري تكون بتطبيق القانون، ولبنان لا يتحمل النزوح السوري. وقال: «القادة الأمنيون أعطوا ملاحظاتهم وأكدوا استعدادهم واستعداد الدولة لحفظ الأمن والنظام على كلّ الأراضي اللبنانية، وأكدنا أمام الجميع ضرورة تطبيق القانون» واوضح مولوي، ان «لبنان لا يقبل الأمن الذاتي وهو مرفوض وممنوع». واشار الى ان «كل الأجهزة الأمنية لن تقبل بأي مظهر من مظاهر الأمن الذاتي». وقال: «نشدد على منع الفتنة من أي نوع».

الوضع الميداني

ميدانياً، تركزت صواريخ الاحتلال الاسرائيلي وقذائفه المدفعية عند القرى الحدود في مركبا والخيام وكفركلا، مما ادى الى سقوط 3 شهداء. واستهدفت المقاومة الاسلامية موقع زبدين في مزارع شبعا بالقذائف المدفعية والصاروخية، كما قصفت حرش حانيتا وموقع المرج وقاعدة بيت هلل (قيادة الكتيبة) بصواريخ فلق.

السعودية تناور: ابتعاد عن فرنجية وانفتاح على باسيل

الاخبار..وفيق قانصوه.. ليس تفصيلاً أن الوعكة الصحية «العابرة» التي ألمّت بالسفير السعودي وليد البخاري وحالت دون مشاركته في لقاء لجنة السفراء الخماسية مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أول من أمس، «عبرت» سريعاً، ليشارك أمس في لقاء اللجنة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. بعيداً عن الشكليات التي ليست بلا معنى سياسي، كجلوس البخاري إلى يمين باسيل والإطراء الذي سمعه منه زملاؤه على رئيس التيار وتمنّيه أن يبقى التواصل مستمراً، يبقى أن «الوعكات» من هذا النوع لا تعبُر سريعاً إذا لم يكن ثمة قرار بذلك، علماً أن التواصل بين السفارة وميرنا الشالوحي عمره من عمر زيارة فرنجية لمنزل البخاري في أيار الماضي، وتخلّلته مشاركة رئيس التيار في اليوم الوطني السعودي في أيلول الماضي بدعوة شخصية من السفير. وتؤكد مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنه منذ أن قررت اللجنة أن تجول على الأطراف السياسية، لم يتبلّغ التيار بأن البخاري لن يشارك في اللقاء، لكن «فركشة أميركية أثارت جواً إعلامياً أوحى بذلك». وجزمت بأن الزيارة جاءت «بقرار» وفي سياق انفتاح سعودي على التيار.وتنفي المصادر أن تكون لذلك علاقة باتّساع الهوّة بين التيار وحليفه حزب الله. فالعلاقة مع الحزب لم تصل إلى قطيعة أساساً، واللقاءات مستمرة، وآخرها قبل أسبوعين «بين باسيل والحزب» استغرق ساعتين، وكانت أجواؤه «جيدة جداً». أضف إلى ذلك أن التعاون قائم، كما في انتخابات المهندسين التي فاز بها التيار بدعم من ثنائي حزب الله وأمل الأحد الماضي. والتعاون، وفق المصادر، «دي فاكتو» وحالة لا بديل لها. صحيح أن التيار لم يكن ليربح النقابة لولا هذا الدعم، لكن الصحيح أيضاً أن من كان سيربح هو سمير جعجع. بهذا المعنى، كان الربح للطرفين. وهذه المعادلة تنطبق على أيّ استحقاق انتخابي مقبل. لذلك، ليس التعاون بالضرورة مؤشراً إلى تغيّر في المواقف، وخصوصاً لدى التيار الثابت عند التالي:

- رغم أنه يلمس «الجاذبية المستجدة» في أوساط جمهوره للعداء للحزب وتحميله مسؤولية فشل عهد ميشال عون، لن يلجأ التيار إلى هذا «الخيار الشعبي». بعد مقتل باسكال سليمان، رفع مناصرو حزب القوات شعار «حزب الله إرهابي»، ودعا نوابه علناً إلى الأمن الذاتي. في المقابل، وفي محاضرة مغلقة في مركزية التيار في سن الفيل قبل يومين، نبّه مستشار باسيل أنطوان قسطنطين شباب التيار من أن «خطاب الفتنة والتحريض يؤدّي إلى حروب أهلية»، وأكد أن إسرائيل «المتضرر الوحيد من وجود لبنان كدولة موحّدة لأنه يناقض نموذجها»، وشدّد على «الاتفاق على استراتيجية دفاعية وطنية تحفظ جميع عناصر قوة لبنان». الفارق يكمن هنا. جبران باسيل ليس سمير جعجع. الأول «يفضّل أن ينتهي سياسياً على أن ينتهج سياسة التحريض لشدّ العصب المسيحي نحو خيارات متطرفة». الثاني، لا يفوّت فرصة للتحريض، كما في حادثة مقتل سليمان، وينقل عنه زوار موثوقون اقتناعه بأن «هناك ضربة كبيرة قريباً لحزب الله»، وبأن «الإمساك بالشارع المسيحي بدّو 10 - 15 بارودة بمراكز القوات بكل ضيعة».

رسالة باسيل إلى دول مجلس الأمن تطلب تحصين لبنان بقرار دولي يجعل إسرائيل في موقع المعتدي

مع ذلك، ينبغي برأي مصادر التيار أن يقرّ الحزب بخطأ المسار الذي اعتمده في الرئاسة والحكومة وفي الشأن الداخلي، وإلا «كيف نفسّر أن السيد حسن نصر الله نفسه قال في كلمة علنية إن الحزب لن يوافق على تعيينات في ظل حكومة تصريف الأعمال، ثم نعيّن رئيساً للأركان؟».

- لا تغيّر في الموقف من إسرائيل، ومن سلاح المقاومة لحماية لبنان، ولكن ليس من ضمن «وحدة الساحات» وربط الجبهات والمبادرة إلى الحرب، لأن المعادلة المقبلة، كما يراها التيار، «لن تكون كما قبل 7 تشرين الأول بعدما كُسرت كل القواعد السابقة». أما الرسالة التي أرسلها باسيل إلى سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول المشاركة في اليونيفيل فينبغي «أن لا تنقّز أحداً». إذ إن وقف إطلاق النار الذي دعا إليه مجلس الأمن «استثنى لبنان وكأنه يسمح لإسرائيل بمواصلة اعتداءاتها. فيما كان مطلوباً أن يدعو الى تنفيذ الـ 1701، وإذا لزم الأمر تحصين لبنان بقرار دولي لن تلتزم به إسرائيل طالما أن الحرب طويلة على لبنان، بما يجعلها في موقع المعتدي».

- رغم كل التطمينات بأن لا تقريش للتطورات الإقليمية في الساحة الداخلية، يتوجّس التيار من ربط الاستحقاق الرئاسي بالحرب في غزة وانتظار ما ستسفر عنه، «وإذا لم يكن هذا تقريشاً، فكيف يكون التقريش؟».

- لا لانتخاب مرشح رغماً عن حزب الله أو ضدّه أو بمعزل عن رأيه، لكن لا لانتخاب مرشح بالكاد فاز بمقعد نيابي رئيساً بلا مشروع إنقاذي. بالنسبة إلى التيار، «ليس بإمكان حزب الله وأمل فرض مرشحهم على كل المسيحيّين، ولا على الحليف الذي وثق بهم ووثقوا به». مرة أخرى، «إذا كنا ننتظر انتهاء حرب غزة واتفاقاً أميركياً - إيرانياً، أليس هذا تقريشاً لتطوّرات الخارج؟».

هل تفضّل إسرائيل حرب استنزاف طويلة مع حزب الله؟

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. مع كثرة التهديدات الإسرائيلية المستمرة منذ ستة أشهر، على وقع حرب غزة، ثمّة كلام يقال عن جنوح إسرائيل نحو حرب الاستنزاف مع حزب الله لأنها تؤدي إلى نتائج «مربحة» أكثر على المدى البعيد......في العادة، تعقب حرب الاستنزاف معركة عسكرية كبرى. يصبح الاستنزاف حينها، في نظر أيّ قوة عسكرية، مناسبة لإنهاك الطرف الآخر، وتشتيت جهوده وضرب بنيته تدريجاً على طريقة الموت البطيء. ما يجري في جنوب لبنان هو العكس تماماً. فمنذ ستة أشهر، تخوض إسرائيل مع حزب الله حرب استنزاف، في انتظار بدء المعركة الكبرى التي قد لا تحصل رغم التهديدات التي ترتفع وتيرتها حيناً وتتراجع حيناً آخر، كما يحصل اليوم في ظلّ تلويح متجدد بضربة كبرى.قبل الرد الإيراني على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، كانت الأنظار تتجه الى معرفة الساحة التي ستردّ منها إيران، وعمّا إذا كانت للبنان حصّة في الردّ من خلال حزب الله. وعليه، كانت ستبنى احتمالات ردة الفعل الإسرائيلية. غير أن القصف من داخل إيران لم يقلّل من هذه الاحتمالات، لأن إسرائيل كانت واضحة في رسائلها مع واشنطن ودول عربية بأن ما يجري بينها وبين إيران لا صلة له بما بينها وبين حزب الله. وهذا لا يعني فكاً للارتباط بين الطرفين بقدر ما يعني أن إسرائيل لا تزال ماضية في المسار الذي تحاول تثبيته منذ 7 تشرين الأول، بعد دخول حزب الله على خط الحرب المفتوحة في غزة. فما جرى بين إسرائيل وإيران من ردود رفعت مستوى التأهب في المنطقة وأشاعت جواً مقلقاً على مستوى أوروبا والعالم العربي، لم يلغِ أن هناك جانباً آخر من الصراع لا يزال دائراً في جنوب لبنان، وأن إسرائيل لم تتخلّ عن درس الاحتمالات التي تجعل كفّة الميزان ترجح لها. وبما أن التهديدات الإسرائيلية ظلّت على وتيرتها خلال الأشهر الماضية، أظهرت إسرائيل أنها مصرّة على أن تتعامل مع منطقة الجنوب من منطلق أنها ساحة حرب مفتوحة متواصلة ويومية، وتنعكس مباشرة على مصالحها الآنية، لأن وجود الحزب يمثل لها تهديداً متواصلاً. في حين أن المعركة المباشرة مع إيران لها ظروفها وحيثيّاتها المختلفة تماماً. ورغم أن الكلام عن تهديد إسرائيلي لحزب الله ولبنان أخذ أخيراً طابعاً حاداً مع توقّع مواعيد له، تحدثت بعض المعلومات عن اتجاه آخر مبنيّ على سؤال أساسي: ماذا يضير إسرائيل من بقاء حرب الاستنزاف أطول مدة ممكنة بدل الذهاب الى حرب مفتوحة؟

ما تقوله المعلومات إن إسرائيل تدرس اليوم خيار حرب الاستنزاف، من دون أن تبعد ورقة المعركة الكبرى عن الطاولة. فهي بذلك تستفيد من وقائع الاستنزاف مع لبنان ككل، ومع حزب الله، في توجيه المعركة نحو الداخل اللبناني أكثر فأكثر. إذ يعيش لبنان منذ ستة أشهر على إيقاع ترددات الحرب والتساؤلات والمخاوف التي تخلق حتى من بلاغات شركات الطيران إرباكات تضاف الى تلك الموجودة. ومنذ ستة أشهر، أصبح لبنان معلّقاً على حبال الانتظار، لا امتحانات رسمية ولا انتخابات بلدية ولا أيّ تفعيل حقيقي للوضع الداخلي إلا ويبنى على أساس ما يجري جنوباً، عدا عن الوقائع الاقتصادية والتجارية، كمخزون النفط والقمح والمواد الغذائية والأدوية التي باتت مرتبطة بالتهديدات بحرب تقع بين يوم وآخر. هذا التعثر الداخلي يزداد حدّة عند كل موجة مخاوف وتهديدات يتعلق بها اللبنانيون كمواعيد فاصلة بين الأحداث الأمنية والسياسية المتتالية.

الاستنزاف قد يزيد في توجيه المعركة نحو الداخل اللبناني

وسياسياً، زاد التدهور مجدداً بين حزب الله والقوى السياسية، بما فيهم حلفاؤه، وانعكس خلافات وانقسامات وردود فعل حادّة إزاء تدخّل الحزب في الحرب، ما عزّز صورة الانهيار التام في المشهد اللبناني، الأمر الذي يثير الارتياح لدى إسرائيل، إزاء بلد أصبح مفككاً الى الحدّ الذي لم يعد يتّسع لروزنامة أحداث أمنية وسياسية متفاقمة. وبغض النظر عن أيّ كلام يقال عن قوة الردع الموجودة لدى الحزب والتي تجعل إسرائيل تتريّث في معركتها التي تهدّد بها، إلا أن ثمة جانباً يجعل إسرائيل تزيد من حدّة الضغط العسكري في حربها الاستنزافية مع الحزب من خلال يوميات الاغتيالات والتصفيات والمعارك والتدمير الممهنج الذي يشكل ثقلاً واقعياً على الحزب. وهو ما تحاول تمديد العمل به لأشهر مستقبلية، فلا تنتهي، لا مع مفاوضات غزة ورفح وإطلاق الرهائن، ولا مع المواعيد الموضوعة للانتخابات الأميركية والتحوّلات التي ترافقها، ولا يدخلها كذلك في مفاوضات وتدخلات دولية لوقف أيّ حرب كبرى تشنّها على لبنان. وهذا الأمر يشكل لإسرائيل فرصة لإنهاك الطرف الآخر ليس كطرف حزبي فحسب، إنما كذلك كبلد، من دون بناء فرضيات على ثقل إبقاء مناطقها الشمالية خالية من سكانها. فهذا تفصيل في قاموسها الذي تروّج له يومياً عن الخدمات التي تقدّمها لهؤلاء الذين يصرّون على إبعاد حزب الله عن حدودهم الشمالية. لذا يتحوّل الكلام المتداول عن أن سقف التهديد لا يزال مرفوعاً، بقدر ما أن العمل الإسرائيلي جارٍ على رفع وتيرة الضغط العسكري. لكن الحرب قد لا تحقق لها النتائج المرجوّة التي تراها حتى الآن في لبنان.

القلق اللبناني من توسيع إسرائيل للحرب يتصدر لقاء ماكرون وميقاتي

تحذير أوروبي من تخطي تل أبيب الضوابط في هجومها على إيران

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. يتصدر القلق اللبناني حيال قيام إسرائيل في ردّها على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، بتوسعته ليشمل جنوب لبنان، جدول أعمال اللقاء المقرر اليوم في باريس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء ارتفاع منسوب المخاوف لدى عدد من الدول الأوروبية، التي حذّرت بلسان سفرائها في لبنان من اتساع رقعة المواجهة التي تصاعدت بين «حزب الله» وإسرائيل في الساعات الأخيرة، بشكل غير مسبوق، يمكن أن يصعب السيطرة عليه في حال شمول الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وكشفت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب أن يوضع في الحسبان احتمال توسيع إسرائيل ردّها على إيران ليشمل جنوب لبنان، وقالت إن هذا الاحتمال لم يأتِ من فراغ، وإن مصدره أكثر من سفير أوروبي في لبنان يواكبون المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و«حزب الله»، التي أخذت تتجاوز حدود إسناده لحركة «حماس» في غزة إلى فتح الباب أمام التهديد بالخروج عن قواعد الاشتباك، ويمكن أن تكون عيّنة مما ستؤول إليه المواجهة امتداداً لرد تل أبيب على الهجوم الإيراني.

ميقاتي يسعى إلى شبكة أمان أميركية - أوروبية

ولفتت المصادر إلى أن المخاوف من اتساع الحرب جنوباً ستكون حاضرة بامتياز في لقاء ميقاتي بماكرون، في محاولة لاستقدام الضغوط الأوروبية لمنع تفلت الوضع العسكري بشكل تصعب السيطرة عليه. وقالت إن لبنان يراهن حالياً على التدخل الأميركي لدى تل أبيب لمنعها من الرد على طهران بلا ضوابط، بخلاف الهجوم الإيراني الذي بقي محدوداً ومكّن إسرائيل من استيعابه بمساعدة واشنطن وعدد من الدول الأوروبية التي أسقطت معظم المسيرات والصواريخ وهي في طريقها إلى هدفها. وأكدت المصادر أن ما يتطلع إليه ميقاتي في اجتماعه بماكرون يكمن في تأمين شبكة أمان أوروبية - أميركية للبنان، تضمن له عدم تطاير شظايا الهجوم الإسرائيلي على إيران لتطال جنوب لبنان، وقالت إن لا مصلحة لـ«حزب الله» بأن يُستدرج إلى توسيع الحرب، وأن هناك ضرورة إلى التجاوب مع النصائح الغربية التي أُسديت له مباشرة أو من خلال الحكومة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي جو بايدن هو من يشرف شخصياً على «هندسة» الرد الإسرائيلي ليأتي محدوداً، أسوة بالهجوم الإيراني الذي أُعلم به بواسطة سفير سويسرا لدى طهران؛ كون بلاده تتولى إدارة الشؤون والمصالح الأميركية في غياب التمثيل الدبلوماسي بين واشنطن وطهران. ورأت أن لا مصلحة لبايدن في لجوء إسرائيل إلى شنّ هجوم على طهران يمكن أن يؤدي إلى توسعة المواجهة العسكرية في المنطقة، وأن هناك ضرورة إلى ضبطه ليبقى محدوداً وتحت السيطرة، وأن انقطاع التواصل بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية لا يعني، مهما كانت الاعتبارات، أنهما على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية، طالما أن السفارة السويسرية هي من تتولى التواصل بينهما إلى جانب الدور الذي تتولاه سلطنة عمان.

طهران تحرص على استمرار التواصل مع واشنطن

وقالت المصادر نفسها إن إيران، لا تسقِط من حسابها أن يتمكن بايدن من الضغط على إسرائيل للتعامل معها بالمثل في ردّها على الهجوم الذي استهدفها، أي أن يبقى محدوداً تحت سقف التعادل في تبادلهما للهجوم. وأكدت أن إيران ليست في وارد الانقطاع عن التواصل بالواسطة مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تتعاطى في ملف العلاقات الشائكة بينهما من زاوية قراءتها للمسار العام للتحضيرات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ولم تستبعد مصادر سياسية محسوبة على محور الممانعة وجود رغبة لدى بايدن في الدخول في مهادنة مع إيران، وهذا ما يفسّر، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، جنوحه نحو تدوير الزوايا ودعوته إسرائيل إلى ضرورة الاكتفاء برد محدود يمكنه توظيفه في استرداد تأييده من قبل الجاليات العربية والإسلامية في معركته الرئاسية ضد ترمب. وبكلام آخر، فإن إيران، كما تقول المصادر السياسية، تواكب تصاعد المنافسة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والحالي بايدن، ولن تجد حرجاً مع تصاعد المواجهة بينهما في تفضيلها التجديد للأخير لولاية رئاسية ثانية، انطلاقاً من تقويمها بأن علاقتها معه تبقى أقل سوءاً مما هي مع ترمب.

سعي أميركي لتفادي مواجهة شاملة

وفي هذا السياق، تصنّف المصادر نفسها تشدُّد بايدن في الضغط على إسرائيل لمنعها من التفلُّت بلا قيود في ردّها على إيران، في خانة استمالتها لانتزاع تأييدها له ضد منافسه ترمب، لكنها لا تسقِط من حسابها إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقع لإيران و«حزب الله» في سورية لاختبار رد فعلها؛ استباقاً للرد الذي تعد له في عقر دارها، على ألا تترتب عليه تداعيات تدفع باتجاه تصعيد المواجهة لتشمل المنطقة، وهذا يبقى الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في ضغطها على إسرائيل لضبط إيقاع ردها بما يضمن استيعابه. وعليه، تبقى الأنظار شاخصة إلى لقاء ميقاتي - ماكرون لعله يؤدي إلى تحييد جنوب لبنان عن الرد الإسرائيلي على إيران، رغم أن تصاعد المواجهة في الساعات الأخيرة يأتي في إطار تبادل الرسائل النارية بين «حزب الله» وإسرائيل، المحكومة حتى إشعار آخر بتوازن الرعب، على ألا تخرج عن السيطرة، وهذا ما يُقلق اللبنانيين الذين يواكبون الضغط الأميركي لمنع توسعة الحرب، وهذا ما تنقله المصادر السياسية عن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، التي غادرت بيروت أمس لقضاء إجازة قصيرة، على أمل تجاوب الحزب مع ضبط النفس وعدم استدراجه لتوسعة الحرب، وهي تراهن على الدور الذي يضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدى الحزب الذي كان أوكل إليه التفاوض لتطبيق القرار 1701.

«حزب الله» يستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين بقذائف المدفعية‏

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم الخميس، أنه استهدف بقذائف مدفعية تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب. ولم يذكر بيان الحزب موقع القصف بالتحديد ولا نتائجه، ولم يصدر على الفور إعلان إسرائيلي عن القصف.

لبنان يتحضّر لدفع ثمن الرد الإسرائيلي على إيران

طهران تعتمد «حزب الله» خطَّ دفاع أولَ عنها

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. يترقّب اللبنانيون بقلق توقيت الضربة الإسرائيلية لإيران، وانعكاساتها عليهم، ويتقاطع هذا القلق مع تحذير خبراء بأن لبنان «سيدفع ثمناً كبيراً للمواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، خصوصاً أن طهران تستخدم (حزب الله) خطَّ دفاع أول عنها». واستباقاً للرد الإسرائيلي المتوقّع على الهجوم الإيراني الأخير، تشهد جبهة لبنان الجنوبية تصعيداً كبيراً؛ إذ يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو، أن «الساحة اللبنانية ستكون جزءاً من الردّ الإسرائيلي على طهران». ويشير الحلو في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «ردّ إسرائيل سيشمل أهدافاً عدّة في إيران وخارجها، ويُرَجّح أن تقوم بعمل استباقي ضدّ (حزب الله) في لبنان، وتقصف الكثير من مواقعه العسكرية»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة ما زالت تكبح اندفاعة تل أبيب لتوجيه ضربة موجعة لإيران وحلفائها، لكنّ ذلك لن يستمرّ طويلاً ما دام (رئيس حكومة إسرائيل بنيامين) نتنياهو يريد الحرب بأي ثمن». وتتقاطع قراءات الخبراء عند حتمية الرد على الضربة الإيرانية، وإن لم تحقق أهدافها، والأخذ في الحسبان تدحرج الأمور إلى مواجهة شاملة سيكون لبنان إحدى ساحاتها.

قهوجي: كلما اشتدت المواجهة دفع لبنان الثمن

ويرى الباحث في الشؤون العسكرية والخبير في شؤون الأمن والتسلّح الدكتور رياض قهوجي، أن «كل تصعيد في المنطقة ينعكس حتماً على لبنان، خصوصاً عندما تكون المواجهة بين إيران وإسرائيل». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن إيران «كانت وما زالت تعتمد على (حزب الله) (بوصفه) خطّ دفاع أوّل عنها، وكلما اشتد غبار المعركة والمواجهة المباشرة بينها وبين إسرائيل دفع لبنان ثمنها». ويقول قهوجي: «علينا أن ننتظر طبيعة الرّد الإسرائيلي، فالخيارات الإسرائيلية متعددة، لكنّ تل أبيب تأخذ بعين الاعتبار الضغوط الأميركية وتجنّب الانزلاق إلى حرب»، منبهاً إلى أن «الأمور تتطوّر بشكل متسارع، ولا شكّ أن (حزب الله) له دور مهمّ في هذه المعركة، ودوره أكثر أهمية من الدور الإيراني لجهة قدرته على إلحاق الأذى بإسرائيل». واستباقاً للرد الإسرائيلي غير المعروف زمانه مكانه، تتحضّر الساحة اللبنانية لتكون جزءاً من المواجهة؛ إذ شهدت الساعات الماضية ارتفاعاً في وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله» ضد إسرائيل.

الحلو: على لبنان أن يقلق مما هو آت

الهجوم الإيراني على إسرائيل، رغم ضخامته، خلص إلى نتائج مخيبة؛ إذ لم يحقق أهدافه ولم يلحق ضرراً بالجانب الإسرائيلي، ما قد يفرض مقاربة إيرانية مختلفة. ويشدد الخبير العسكري العميد خليل الحلو، على أن طهران «أظهرت قدراتها القصوى في الضربة التي وجهتها إلى إسرائيل، وأمام غياب التأثير قد تضطر إلى الانصراف إلى تفعيل الصناعة النووية، وتعمد إلى تعزيز قدرات حلفائها الذين يتكفّلون بالردّ نيابة عنها، وأولهم (حزب الله)». ويضيف الحلو: «لا شك أن الحزب اكتسب خبرة عملانية لتجنّب إسقاط مسيراته وصواريخه، واستطاع في العملية الأخيرة أن يتجنّب المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وأن يصيب القاعدة العسكرية الإسرائيلية في بلدة عرب العرامشة»، مؤكداً أنه «أمام هذه التطورات، على لبنان أن يقلق مما هو آتٍ، وربما يعجّل ذلك في ضربة إسرائيلية قوية في العمق اللبناني قد تسبق الردّ على طهران». ويتفق الخبراء على أن تأثير التهديدات الإيرانية لإسرائيل يبقى محدوداً مهما بلغت قوته العسكرية والتسليحية. ويلاحظ الدكتور رياض قهوجي أن «إيران تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز والطائرات المسيّرة، لكن فاعليتها محدودة بسبب المسافة التي تقارب الـ2000 كلم وتفصل بينها وبين إسرائيل. ومهما كان نوع السلاح الذي تطلقه إيران، فإن إسرائيل قادرة على مواجهته وإسقاطه بشكل ناجح كما فعلت مع حلفائها في الضربة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «طهران استخدمت أحدث ما لديها من أسلحة، بخلاف كلّ ما يقال، ولا ننسى أن الحزب لديه جزء من الأسلحة التي يمتلكها الحرس الثوري، خصوصاً الصواريخ الباليستية والمسيرات، ولم يستخدمها باستثناء صاروخ (بركان) الذي يظهر فاعليته من مسافة قصيرة نسبياً».

دور أساسي للحزب في الرد الإيراني

ويرى الدكتور قهوجي أنه «إذا قرر الحزب القيام بهجوم شبيه بهجوم إيران لجهة السرعة والكثافة النارية، فسيلحق الأذى بإسرائيل أكثر بكثير من الضربات الإيرانية، من هنا فإن لـ(حزب الله) دوراً أساسياً، وإسرائيل مدركة لهذا الأمر». ولا تتوقف تل أبيب عن إرسال إشارات تمهّد لتنفيذ عملية كبيرة في لبنان، لم يتضح حتى الآن حجمها وتوقيتها. ويشدد قهوجي على أن «هناك سيناريوهات عديدة تبقى رهن تطور الأمور». ويتابع: «نحن الآن في فترة تصعيد سيتبعها تصعيد أقوى، قبل أن تبدأ المساعي الدبلوماسية لاحتواء الوضع». وتوقّف عند تسريب خبر عن قيام إسرائيل بمناورة، لصدّ هجوم يتحضّر له «حزب الله»، شبيه بعملية «طوفان الأقصى»، وكيف سيرّد عليها، ويرى أنها «رسالة بالغة الدلالة على أن بقاء (حزب الله) على الحدود الشمالية لن يكون مقبولاً من الجانب الإسرائيلي الذي يسعى إلى إنهائه بأي ثمن».

شطرتها اتفاقية سايكس بيكو نصفين بين لبنان وإسرائيل... ماذا نعرف عن قرية عرب العرامشة؟

بيروت: «الشرق الأوسط».. في تطور غير مسبوق للتصعيد على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية أثار مخاوف اللبنانيين من توسع الحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق «حزب الله» أمس (الأربعاء) ما لا يقل عن أربعة صواريخ لم تعترضها القبة الحديدية الإسرائيلية وأصاب أحدها المركز الجماهيري في عرب العرامشة في الجليل الغربي. ووفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي فقد سقطت 4 صواريخ أصابت مبنى وسيارة في بلدة عرب العرامشة بالجليل، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القبة الحديدية فشلت في اعتراضها، فيما قال «حزب الله» إنه نفذ هجوما على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، مؤكدا إيقاع أفراد المقر بين قتيل وجريح.

وسلطت هذه الأحداث الأضواء على قرية العرامشة الحدودية وقصتها، فماذا نعرف عنها؟

عرب العرامشة هي قرية على الحدود اللبنانية. وهي قرية بدويّة وأصول سكانها من العراق ولبنان وسوريا. وأقامت عشيرة عرب العرامشة في بلدة جردية على الحدود الشمالية لفلسطين. وفي الظهيرة أقصى جنوب لبنان، حيث فصلت جردية عن الظهيرة بموجب اتفاق سايكس بيكو عام 1916. وشطرها خط الهدنة والخط الأزرق إلى شطرين، الأول وقع تحت السيطرة الإسرائيلية في أعقاب عام 1948، فيما بقي الجزء الآخر (الضهيرة) في الأراضي اللبنانية، رغم الوحدة السكانية للشطرين، حيث يعود السكان في جذورهم التاريخية إلى عرب العرامشة. ولم تكن عرب العرامشة في الأصل موجودة، إذ كان سكّانها يعيشون في أدمث وجردية والنّواجير. ما زالت عرب العرامشة تعيش على المواشي والزّراعة وما زالت بيوتها القديمة قائمة في أدمث ولكنها تهدمت في جردية والنّواجير إلا أن بعض الآثار الّتي تذكر بتاريخ القرية بقيت. في عرب العرامشة توجد مدرسة واحدة ابتدائية فقط. ولهذا ينزل أولاد المدارس الإعداديّة والثانويّة إلى قرية الشّيخ دنّون للتّعلم في مدرسة السّلام الشاملة. وعرب العرامشة والتي تعرف باسم الجردية أقيمت بعد عام 1948 لتجميع عرب العرامشة في شمالي قضاء عكا بالقرب من قرية البصة، وكان يقطنها عام 1970 نحو 500 نسمة، أما بلدة الضهيرة التي تقع جنوب لبنان فكان يسكنها نحو 3000 من عشيرة العرامشة، وكذلك هناك عدة بلدات في فلسطين يسكنها عدد كبير من أبناء العشيرة.

مواقع مهمة في عرب العرامشة

خربة أدمث: كان يملكها أهالي عشيرة عرب العرامشة. تكتبُ أدميت في اللغة العبريَّةِ، على اسمِ المجمع السكاني الإسرائيلي كيبوتس أدميت الذي أقاموه بجانبها سنة 1958. وتقع شمال غرب عشيرة عرب العرامشة، قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وإلى الجنوب الشرقي من قرية علما الشعب اللبنانية. واختفتِ الحياةُ من أدمث بعد طرد أهلها الأصليين منها أواخر السبعينات وبداية الثمانينات. وفيها آثار من العصور البرونزي، والحديدي، والروماني، والبيزنطي. مغارة الفختة: على مقربة من الخربة توجد مغارة الفختة (القوس)، وتدعى بهذا الاسم لبقاء قسم من سقفها على شكل قوس، وكانَت تُستخدمُ حظيرة للماعز. خربة جردية: تقع شمال غرب عشيرة عرب العرامشة قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وهي ملاصقةٌ لبلدةِ الضهيرة اللبنانية، ويفصلُها شريطُ الحدود الشّائك. ما زال يسكن أراضيها أربعة بيوت من بطن حنين، من عشيرة عرب العرامشة، رفضوا مغادرتها رغم كل الضّغوط والإغراءات وهم: بيت حمد أبو سمره، بيت رايق حمدان مغيص، بيت سليمان العبّاس، بيت عقاب العبّاس. وفيها آثارٌ من عصور تاريخية قديمة. النواجير: تقع في أرض عشيرة عرب العرامشة، غرب جُردية على الحدود الشمالية الإسرائيلية، وما زال يسكنها أربعة بيوت من بطن حنين، رفضوا مغادرتها وهم: بيت عرسان جاسم المغيص، بيت مرعب جاسم المغيص، بيت صادق جاسم المغيص، بيت نظمي توهان المغيص. وقسمٌ من سكانِها انتقلوا إلى منطقة المسطحات في منطقةِ عرب العرامشة.



السابق

أخبار وتقارير..إيناس تحتضن جثة سالي..صورة العام..قوات الاحتلال تعتقل 40 فلسطينياً في الضفة الغربية..غارات إسرائيلية "في عمق لبنان".. وحزب الله ينعى اثنين من عناصره..القبض على 9 موظفين في «جوجل» بسبب الاحتجاج على «مشروع نيمبوس»..المجلس الأوروبي: ملتزمون بإنهاء الأزمة في غزة دون تأخير..اجتياح رفح مقابل رد محدود على إيران..تفاصيل عرض أميركي لإسرائيل..سفينة إيرانية بالبحر الأحمر..هل تصبح الهدف الانتقامي لإسرائيل؟..إيران تجلي قادة «حزب الله» و«الحرس الثوري» من سوريا..إصابة مفاعل ديمونة ونسبة الاعتراض بلغت 84%.. تحليل جديد للهجوم الإيراني..غضب بالأردن من تعطل نظام الـ"GPS".. والسبب إسرائيل..قائد كبير في الحرس الثوري: أيدينا على الزناد وحددنا المنشآت النووية الإسرائيلية..رئيسة وزراء إستونيا عن مساعدة إسرائيل: لماذا لم يدعم الغرب أوكرانيا؟..«النواب» الأميركي يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل..الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة ناغورنو كاراباخ..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مسؤولون أميركيون: صواريخ إسرائيلية أصابت هدفا واحدا في إيران..صواريخ إسرائيلية تضرب موقعا في إيران..فيتو أميركي يحبط طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة..«صحة غزة»: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 34 ألفا..وزير خارجية الأردن: إسرائيل قتلت ما يقرب من 34 ألف فلسطيني في غزة..غوتيريس: أثر إجراءات إسرائيل حول مساعدات غزة محدود أو «معدوم»..البيت الأبيض يكشف تفاصيل مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين..عبداللهيان يؤكد خبر «الجريدة•»: وجَّهنا رسائل للأميركيين قبل عملية «الوعد الصادق» وبعدها..ميليشيات موازية للدولة في إسرائيل لقمع العرب والناشطين اليهود..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,218,768

عدد الزوار: 6,983,327

المتواجدون الآن: 63