زيارة السفير الأميركي الى حماة: رسالة الى النظام... والمعارضة

«رحلة تحت الأرض» مع أطباء سوريين يعملون في الخفاء

تاريخ الإضافة الأحد 10 تموز 2011 - 6:59 ص    عدد الزيارات 2997    التعليقات 0    القسم عربية

        


«رحلة تحت الأرض» مع أطباء سوريين يعملون في الخفاء
السبت, 09 يوليو 2011

وهاجمت مستشفاها والطواقم الطبية فيه. هذه الهجمات وغيرها هي التي أدت إلى خلق «شبكة تحت الارض» من الأطباء السوريين الذين يعملون في الخفاء مخاطرين بحياتهم ومستقبلهم.

يخفي احد الاطباء هويته، خوفاً من تعقُّب السلطات له، فهو يخشى على حياته إذا ما اعتقله أعوان النظام، ويخشى أن يعذَّب ويقتل.

يضيف ذلك الطبيب لشبكة «سي أن أن» الإخبارية الاميركية، أنه مؤسس شبكة الأطباء السريين، الذين يطلقون على أنفسهم «أطباء دمشق»، وقاموا بتأسيس صفحة لهم على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، وهدفهم ليس إنقاذ الأرواح فحسب، بل كشف انتهاكات قوى الامن أيضاً.

ويوضح أنهم قاموا بتأسيس «عيادات سرية» في الأحياء التي تشهد تظاهرات، ولكنهم يغيِّرون أماكن تلك العيادات ومواقعها باستمرار، وحتى الطبيب نفسه لا يعرف أين سيكون موقع عيادته في اليوم التالي... فهم لا يسعهم أن يجازفوا بمثل هذا الأمر.

وتضم «شبكة الأطباء السريين» قرابة 60 طبيباً محترفاً يقومون بأدوار عديدة، فبعضهم يوفر الرعاية الميدانية، والبعض الآخر يساعد في توفير الأدوات والأدوية، وقسم ثالث لديه عيادات خاصة يتم نقل المصابين إليها في الأحيان التي يكون فيها الوضع آمناً.

ويوضح الطبيب أن «المتظاهرين الجرحى يرفضون التوجه إلى المستشفيات الحكومية، فهناك يتم اعتقالهم، وإذا ماتوا فإنه من الصعب استرداد الجثة».

ويقول إن العائلات والأسر «لا تستطيع استرداد جثث أحبتها إلا بعد التوقيع على وثيقة تفيد بأنهم قُتلوا على أيدي الجماعات المسلحة»، وهو ما قاله ناشطون سوريون نفسه من قبل.

وفي مستشفى دمشق العام، قال طبيب - ذكر أن اسمه أديب محمود - لـ «سي أن أن»، إن المتظاهرين يخشون ألا يتم العثور عليهم، موضحاً: «نحن نقبل الحالات كلها، بصرف النظر عن كيفية الإصابة أو أين حدثت».

ويصر أديب على أن على أسر الضحايا أن توقع على «وثيقة مزورة»، وهو أمر لا أساس له من الصحة.

مصاب في المستشفى العام في دمشق، قال إنه أصيب برصاصة في ساقه عندما فوجئ بتظاهرة ضد النظام، موضحاً أنه تمت معالجته في واحدة من العيادات السرية، غير أن الجرح لم يلتئم.

ويضيف أنه كان خائفاً في البداية من التوجه إلى المستشفى، بسبب ما سمعه، مضيفاً: «لكن ليس لدي مشكلة».

ومع ذلك، مازال هناك العديد من المتظاهرين المعارضين للنظام يخشون من التوجه للمستشفيات العمومية، قائلين إن المعارضين للنظام يُحرمون من العلاج ويقيَّدون بالأصفاد في أَسِرَّتهم ويتعرضون للضرب والاحتجاز، أو بكل بساطة... يختفون. ولذلك، فإنهم يتوجهون إلى العيادات السرية للحصول على العلاج، أو إلى المستشفيات الميدانية.

في إحدى العيادات السرية، في غرفة بسيطة، لا تحتوي إلا على أسطوانة أوكسيجين ومستلزمات بسيطة وأساسية، قال طبيب «سري» لـ «سي أن أن» إنه شهد وفاة عدد من المتظاهرين المعارضين، نتيجة تعرُّضهم للنزيف حتى الموت، والسبب أنه لم يكن لديهم أي وسيلة لإنقاذهم.

وتابع: «لقد قضينا معظم حياتنا نساعد الناس، وإنه لمن المؤلم حقاً أن نراهم يُحتضرون ويموتون من دون أن نتمكن من مساعدتهم». وهناك عدد من المرضى قالوا انهم عولجوا في العيادات السرية، ومن بينهم طفل أصيب بشلل جزئي بعد أصيب برصاصة في صدره استقرت قرب العمود الفقري.

ويقول أحد هؤلاء الأطباء إنه «شهد الكثير من الدماء والكثير من الألم، ولكنه شهد أيضاً الكثير من الأمل، فهم حتى في أسوأ ظروفهم كانوا يهتفون للحرية ويصرون على مواصلة النضال». ولاحقاً، كتب الطبيب رسالة للإعلام قال فيها: «باسم الإنسانية، ليعلمِ العالمُ أننا نعاني من أجل حريتنا».

زيارة السفير الأميركي الى حماة: رسالة الى النظام... والمعارضة
السبت, 09 يوليو 2011
واشنطن - جويس كرم ؛ باريس - «الحياة»

بعد يوم من اعلان الخارجية الاميركية ان السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد توجه إلى حماة وانه سيمكث فيها خلال «جمعة لا للحوار»، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن السفير الفرنسي في سورية اريك شوفالييه توجه ايضاً إلى حماة وانه «لم يطلب اذناً من أحد» لزيارة المدينة التي أصبحت «نقطة اساسية» في حركة التظاهرات السورية.

وذكر فاليرو ان شوفالييه الذي أمضى ليلة في حماة تفقد خلالها أحد المستشفيات الرئيسية في المدينة وقابل الفرق الطبية والجرحى وافراد عائلاتهم، وان هذه الزيارة «تؤكد قلقنا»حيال الوضع وتتبع زيارات عدة قام بها شوفالييه على الأرض منذ بداية الأزمة في سورية للوقوف على الأوضاع والواقع والتعبير عن تعاطف فرنسا مع المواطنين السوريين». وأضاف: «لقد توجه الى هناك للتعبير عن التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا والمدنيين»، مشيراً إلى ان «فرنسا تذكر باهتمامها بمصير سكان مدينة حماة».

وتابع :ان السؤال اليوم هو كم من المواطنين السوريين سيقتلون من قبل القوى الأمنية السورية وان هذا السؤال مطروح بشكل يومي منذ اسابيع و «يحملنا على اعادة التذكير بقلقنا حيال مصير سكان مدينة حماة».

وجاءت زيارة السفير الأميركي في سورية روبرت فورد الى حماة، وتقاطعها مع الجمعة الـ17 للتظاهرت، لتعكس عمق الاستراتيجية الأميركية ومرونتها في التعامل مع الأزمة من خلال المواءمة بين تأييد الحوار مع المعارضة من جهة والرفض المطلق للقمع والوقوف مع الشعب السوري من جهة أخرى. وبمدلولها الأبعد، توجه الزيارة رسالة قوية الى النظام أنه «لم يعد اللاعب الوحيد في سورية».

والمقصود من الزيارة، من حيث التوقيت والاعلان، هو الصدمة، و «نجحت مبدئياً في اعادة خلط الأوراق وارباك النظام» كما يقول أندرو تابلر الخبير في معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، المقرب من الادارة الأميركية.

ويضيف من حيث التوقيت، جاء تقاطعها مع يوم التظاهرات ليبعث برسالة لا لبس فيها بأن واشنطن «تدعم الشعب السوري ومطالبه بالحرية والحق في التعبير»، الى جانب «الرفض المطلق للقمع والتحذير من ارتكاب سيناريو شبيه بما جرى العام 1982 في المدينة نفسها».

ويشير الى ان الاعلان عن الزيارة، وكونه جاء من واشنطن وليس دمشق، يضعها في «قالب استراتيجي» أكبر في شأن سياسة ادارة باراك أوباما في سورية». ويقول تابلر «إن الكثير يجري في الخفاء وفي أروقة الادارة».

وتؤكد الزيارة أن واشنطن لا تضع جميع أوراقها في سلة واحدة، أي الحوار الذي كان فورد من أبرز مهندسيه، ولا تزال الادارة متمسكة بدعمه، انما في الوقت نفسه «ضد اجراءات القمع ومستعدة للذهاب الى حد التحرك ديبلوماسياً على الأرض ومن دون غطاء من النظام لتأكيد ذلك».

والمغزى الآخر للزيارة، كما يقول تابلر، توجيه رسالة الى النظام بأن الوقائع تغيرت على الأرض منذ بدء التظاهرات في 15 آذار (مارس) الماضي وأن «النظام لم يعد اللاعب الوحيد في الساحة». ويضيف الخبير، الذي عمل ثماني سنوات في سورية، أن «الجميع يدرك، بمن فيهم واشنطن وتركيا وفرنسا، أن قبضة النظام تتراخى وأن هناك لاعبين آخرين وسيتم التواصل معهم في حماة وخارجها».

وفي الشق الداخلي الأميركي، تساعد الزيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما في اسكات بعض الانتقادات حيال ليونة الموقف مما يجري في سورية، كما أنها تقدم مبرراً قوياً لأعضاء الكونغرس لضرورة ابقاء فورد في سورية.


المصدر: جريدة الحياة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,830,084

عدد الزوار: 7,044,541

المتواجدون الآن: 97