واشنطن تضيّق الخناق السياسي والاقتصادي على دمشق وتتوقّع سقوط النظام "في وقت ما السنة المقبلة"

واشنطن تضيّق الخناق السياسي والاقتصادي على دمشق وتتوقّع سقوط النظام "في وقت ما السنة المقبلة"

تعتزم الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على شخصيات سورية سياسية واقتصادية في غضون اسبوعين او ثلاثة، تشمل رجال اعمال كبارا يدعمون نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك في سياق تكثيف الجهود السياسية لتضييق الخناق السياسي والاقتصادي والضغط الشعبي على النظام السوري ومنعه من استخدام النظام المصرفي العالمي والاقليمي، من خلال تنسيق الخطوات العقابية مع تركيا وقطر، وحض دول مثل دولة الامارات العربية المتحدة على وقف التعامل المصرفي مع سوريا، ومواصلة مراقبة نشاط المصارف اللبنانية للتأكد من عدم تورطها في دعم النظام السوري.

واشنطن – هشام ملحم
توقعت مصادر حكومية اميركية تحدثت معها "النهار" ان تكون سلة العقوبات التي سيعلن عنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قريبا "مؤلمة"، لأن تركيا كانت عند بدء انتفاضة الشعب السوري في آذار الماضي أكبر شريك تجاري لسوريا في العالم.
وكشفت المصادر ان مسؤولا اميركيا زار تركيا حديثا وناقش مع المسؤولين الاتراك الخطوات العقابية التي سيفرضها البلدان. وقد استرعى الانتباه ان مصادر اميركية ترى ان ايران و"حزب الله" اللبناني لا يتوقعان بقاء نظام الاسد في السلطة، وان "حزب الله" بدأ يتخذ الاجراءات لتخفيف وقع هذه الخسارة الكبيرة على نفوذه في لبنان وقدرته على التحرك الاقليمي. واستنادا الى مصدر حكومي أميركي، يعاني الاقتصاد السوري، بعد قرار الدول الاوروربية وقف استيراد النفط السوري وغيره من العقوبات تحديات خطيرة مثل خسارته نحو 450 مليون دولار شهريا قيمة عائدات النفط. وقال ان عمليات تصدير النفط السوري (نحو 150 الف برميل يوميا، قبل ان تحظر اوروبا استيراده) قد توقفت الآن، بعدما امتلأت خزانات النفط. وتواجه الحكومة السورية عقبات عدة في تصدير نفطها الى دول مثل الصين وروسيا لاسباب تقنية ولوجستية.
وتوقع المصدر، نتيجة لتفاقم تأثير العقوبات الدولية، وانحسار احتياط العملات الاجنبية، والانهيار الكامل لموسم السياحة، وتوقعات صندوق النقد الدولي لانكماش اضافي للاقتصاد السوري السنة المقبلة، ان يصل النظام السوري ربما منتصف السنة المقبلة الى مرحلة لن يستطيع فيها تمويل قواته الامنية والعسكرية وميليشياته. ونتيجة لهذه العوامل الاقتصادية، التي ستدفع طبقة التجار بما فيها تلك الموجودة في دمشق وحلب الى الابتعاد عن النظام او الارتداد عليه، والمعنويات المتدنية للقوات المسلحة والضغوط السياسية التي تتعرض لها وارهاقها وافتقارها الى قطع الغيار، واتساع ظاهرة الانشقاقات في الجيش، واستمرار حركة الاحتجاجات، رجح ان تتضافر هذه العوامل وتؤدي معا الى سقوط النظام "في وقت ما خلال السنة المقبلة".
وتحدث عن انقسام في الطائفة العلوية بين فئة ترى ان عائلة الاسد – مخلوف تجازف بمستقبل الطائفة لكنها خائفة من التحرك ضدها، وفئة اخرى تقف وراء النظام بقوة.

 

وخلافا لما يعتقده بعض الذين ينتقدون حكومة الرئيس الاميركي باراك اوباما ويقولون انها تفتقر الى سياسة واضحة حيال سوريا، يعمل المسؤولون الاميركيون على اكثر من جبهة للتعجيل في سقوط النظام منطلقين من اقتناع بان مرور الوقت يعني تصاعد مستويات العنف، وازدياد فرص الانزلاق الى الاقتتال الطائفي.
وتراوح الجهود الاميركية بين حض "المجلس الوطني السوري" المعارض على وضع تصور واضح ومفصل لرؤيته لسوريا في حقبة ما بعد الاسد، الى مواصلة حض الدول النافذة في مجلس الامن مثل جنوب افريقيا والهند والبرازيل الى روسيا والصين على اعتماد قرار اقوى لمجلس الامن ضد النظام السوري، الى محاولة اقناع اكراد سوريا بالاضطلاع بدور اكبر في الانتفاضة، بما في ذلك محاولة تعبئة نفوذ قيادات كردية اقليمية في هذا المجال، الى مواصلة مطالبة الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في بغداد بوقف تزويد سوريا مشتقات نفطية، الى شرح السياسة الاميركية لاقطاب الجالية السورية  - الاميركية، الى تشديد الرقابة على المصارف الاقليمية التي يمكن ان تلجأ اليها الحكومة السورية، حيث نجحت في اقناع قطر في تعليق سحب ودائع سورية من مصارف قطرية، وحض دولة الامارات العربية المتحدة على تعاون افضل في هذا المجال.
وفي هذا السياق قال مصدر اميركي مسؤول انه على رغم تأكيدات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي انه "ليس للحكومة السورية دولار واحد في المصارف اللبنانية"، فإن لدى المسؤولين الاميركيين شكوكهم في الامر نظرا الى النفوذ السوري القوي في لبنان، وتاريخ العلاقات بين البلدين "وعلاقة الرئيس ميقاتي بالقيادة السورية". واضاف: "اللبنانيون يتحدثون عن عدم وجود ودائع سورية بالدولار، ولكن ماذا عن ودائع بعملات اجنبية اخرى؟". واوضح ان المسؤولين الاميركيين قالوا بشكل لا لبس فيه للمسؤولين اللبنانيين ومنهم حاكم مصرف لبنان، انه اذا تبين ان ثمة علاقة لأي مصرف لبنان في حسابات سورية رسمية او لشخصيات سورية على قائمة العقوبات الاميركية، واذا كانت لهذا المصرف علاقة بأي مصرف اميركي، فإنه سيتعرض للعقوبات كما حدث للبنك اللبناني – الكندي الذي يقول المسؤولون الاميركيون انه كان يبيض اموال المخدرات لحساب "حزب الله".

 

واعتبر مصدر اميركي مطلع ان تقويم ايران و"حزب الله" لمستقبل النظام السوري هو انه فقد القدرة على البقاء في السلطة وعلى حكم سوريا بفاعلية، وان سقوطه هو مسألة وقت. وقال ان اي مراقبة دقيقة لمواقف "حزب الله" واجراءاته تبين انه يخطط منذ الآن لتعويض خسارته النظام السوري "من خلال الاختراق المنظم لمختلف المؤسسات اللبنانية: السياسية، والامنية وتحديدا قطاع المواصلات والاتصالات وغيرها".
وشدد على ان الحزب بعد سقوط حليفه في دمشق سوف يحرم مصدره الاساسي للامدادات العسكرية (أكانت من ايران، ام من سوريا نفسها)، وانه يريد ان يكون في موقع يسمح له مستقبلا باستخدام المنشآت اللبنانية مثل المطار والمرفأ لتزود الامدادات العسكرية وغيرها، اذا اضطر الى ذلك. وتسعى ايران من جهتها الى تعزيز نفوذها في العراق لتعويض خسارة حليفها في دمشق. وفي هذا السياق يقول المصدر ان دعم حكومة المالكي لنظام الاسد له أكثر من سبب، أبرزها الخوف من وصول "الاسلاميين السنة" الى السلطة، وايضا مطالبة طهران المالكي دعم الاسد.
وخلال زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الاخيرة لواشنطن، أثار المسؤولون الاميركيون معه مسألة اختراق القوات السورية الاراضي اللبنانية لتعقب اللاجئين السوريين من مدنيين وعسكريين، وخطف بعضهم الى سوريا. لكن اجوبة قهوجي التي تراوحت بين القول إن بعض هذه الاختراقات حدث في مناطق حدودية غير مرسمة بدقة، او ان التدخل سريع ومحدود "لم تكن مقنعة" وفقا للمصدر الحكومي.

 

وتؤيد الولايات المتحدة قرار تركيا توفير الملجأ الآمن للعناصر المنشقة عن الجيش السوري والملتحقة بـ"الجيش السوري الحر"، وترى ان وجود مثل هذا الملجأ سيشجع انشقاق مزيد من العسكريين السوريين... لكن واشنطن لا تحبذ ان يكون هذا الملجأ منطلقا لعمليات عسكرية ضد الجيش السوري، لانها لا تؤمن بأن العنف هو الحل.
وأكدت المصادر الاميركية ان التحقيق الاخير الذي نشرته صحيفة "النيويورك تايمس" عن مساعدة تركيا لعناصر "الجيش السوري الحر"، "مبالغ فيه". وبينما تقول مصادر المعارضة السورية في واشنطن ان عدد المنشقين عن الجيش يصل الى نحو 15 الف عسكري، يتحدث الاميركيون عن " بضعة آلاف" فقط، لكنهم يرون نمطا متزايدا في هذا المجال.

 

 ويواصل المسؤولون الاميركيون رفض طلب "المجلس الوطني السوري" الاعتراف به سلطة شرعية بديلة من نظام الاسد، على رغم ان هذا الطلب هو في طليعة أولويات اعضاء المجلس المقيمين في الولايات المتحدة والذين يلتقون دوريا المسؤولين الاميركيين.
وقال المسؤولون الذين تحدثت معهم "النهار": "قلنا للمجلس لن نعترف بكم قبل ان تتقدموا بتصور مفصل لما تريدون القيام به عقب سقوط النظام، وقبل ان تثبتوا قدرتكم على بناء ائتلاف موسع، وقبل ان تطمئنوا الاقليات القلقة من التغيير من العلويين والمسيحيين والدروز من ان سقوط النظام لن يهددهم بل سيكون من مصلحتهم ايضا".
المسؤولون يقولون انه لا يكفي ان يكون هناك مسيحيون وعلويون في المجلس، لان المطلوب هو طمأنة المترددين والقلقين في هذه الاقليات.  ويتحدث المسؤولون الاميركيون الذين التقوا رئيس المجلس الدكتور برهان غليون والناطقة باسمه الدكتورة بسمة قضماني بتقدير واعجاب بهما، لكنهم يقولون انهم يتطلعون الى تحول المجلس قيادة سياسية فعالة. ويرفض المسؤولون الاميركيون مقارنة سرعة واشنطن النسبية في الاعتراف بـ"المجلس الوطني الليبي" وترددها في الاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري"، مشيرين الى ان الثوار الليبيين كانوا يسيطرون على مناطق واسعة وقيادتهم السياسية والعسكرية كانت على الارض.

 

وأكد المسؤولون ان السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد، الذي اجرى في الاسبوع الماضي مشاورات مع المسؤولين في مختلف الاجهزة في واشنطن، يمضي الان فترة اجازة قرب واشنطن وأنه يعتزم العودة الى دمشق قبل عطلة عيد الشكر في نهاية تشرين الثاني. ويقول الاميركيون انهم يتوقعون قيام الحكومة السورية بواجباتها في حماية الديبلوماسيين المعتمدين لديها، وانهم سيحملونها مسؤولية أي حادث يتعرض له السفير فورد او السفارة. ولكن ما هو غير واضح او مؤكد ما اذا كان السفير السوري عماد مصطفى، الذي استدعته حكومته للتشاور بعدما غادر فورد دمشق في طريقه الى واشنطن، سيعود الى العاصمة الاميركية ام لا. وثمة شكوك اميركية في احتمال ضلوع السفير السوري في أعمال تجسس ورصد وترهيب للمعارضة السورية في واشنطن، بما في ذلك مراقبة ورصد نشاطات مواطنين اميركيين ذوي أصل سوري من المعارضين لنظام الاسد، واستخدام المعلومات لترهيب اهاليهم واقربائهم في سوريا.
والجمعة الماضي مثل سوري - اميركي يدعى محمد أنس هيثم سويد  امام محكمة في ضواحي واشنطن بتهم عدة بينها التجسس على السوريين المعارضين لنظام الاسد. ومع ان سويد قال انه غير مذنب، أكد الادعاء العكس، وتحدث عن اجتماعات لسويد مع مسؤولين في دمشق بينهم الرئيس الاسد. وكانت السفارة السورية في واشنطن قد اصدرت بيانا نفت فيه تورطها في أي أعمال تجسس في الولايات المتحدة.
ويعتقد بعض المسؤولين والمراقبين ان احتمال ضلوع السفير مصطفى في مراقبة ورصد تحركات معارضين سوريين يحملون الجنسية الاميركية قد يمنعه من العودة الى واشنطن.    

علي أكبر صالحي فجأة في العراق

وصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى بغداد  أمس في زيارة رسمية لم يعلن عنها من قبل تستمر يومين.
ويجري صالحي محادثات مع عدد من المسؤولين العراقيين الكبار بينهم نظيره هوشيار زيباري الذي كان في استقباله في المطار.
وستتناول هذه المحادثات الملفات العالقة بين البلدين ومنها وجود عناصر حركة "بيجاك" الكردية الإيرانية المعارضة في المرتفعات الحدودية العراقية المحاذية للأراضي الإيرانية.

(ي ب أ)     

قطر تأمل في لقاء سعودي - إيراني

طرح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي فكرة عقد لقاء سعودي - إيراني لحل الأزمة الناجمة عن المحاولة الايرانية المفترضة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.
وقال الشيخ حمد إنه يتمنى ان يكون هذا الموضوع "غير صحيح"، و"نحن في انتظار الأدلة لهذا الموضوع". وأضاف أن "أفضل طريقة وأسهل طريقة لحل هذا الموضوع هو جلوس الطرفين لحله، لأن الجمهورية الإسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان، ويجب ان تكون علاقتهما جيدة لمصلحتنا نحن الدول الصغيرة. نحن جزء من مجلس التعاون، يهمنا أمن السعودية واستقرارها، ونتمنى ألا يكون هذا الموضوع صحيحاً".
والتقى صالحي خلال زيارته الدوحة أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
 

(و ص ف)     

تشرين الثاني المهلة الأخيرة لخيارات التمويل
جنبلاط يطلق مسار إنهاء الوراثة في حزبه

أثارت التطورات الامنية والسياسية المتلاحقة في سوريا اهتماما واسعا لدى الجهات الرسمية والسياسية في لبنان، التي وإن التزم معظمها الصمت حيال هذه التطورات بدت مشدودة الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة عقب تحذير الرئيس السوري بشار الاسد من "زلزال في المنطقة" في حال حصول تدخل أجنبي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" إن بعض الاوساط الرسمية السياسية والامنية لم يخف في الايام الأخيرة مخاوفه من حوادث الخطف والاخفاء التي تطاول سوريين في لبنان على خلفية ارتباط هذه الحوادث بتطورات الازمة السورية، مشيرة الى ان الوضع بات يتطلب معالجات على مستوى قرار سياسي وحكومي تحسبا لمزيد من حلقات هذا المسلسل وما يشكله من إحراج كبير لأجهزة الدولة والحكومة. وأضافت ان ثمة اتجاها الى درس مجموعة خطوات أمنية وقائية للحد ما أمكن من انعكاس الازمة السورية على لبنان، وسط مؤشرات معقدة يخشى معها ان يغدو لبنان الحلقة الاولى من حلقات الارتباط والتأثر بهذه الازمة.
وفي أي حال، ينتظر أن تكون تطورات الازمة السورية وانعكاساتها على لبنان ضمن المواضيع التي ستثار بين المسؤولين اللبنانيين والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي يصل اليوم الى بيروت آتيا من الدوحة في زيارة أولى يقوم بها للبنان منذ تسلمه مهماته.
ومن المقرر ان يلتقي العربي في هذه الزيارة، التي تستمر 48 ساعة، الرؤساء الثلاثة ويعقد جلسة عمل مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي يعود معه من العاصمة القطرية. وعلمت "النهار" ان محادثاته ستتركز على العلاقة بين لبنان والجامعة والوضع في لبنان، الى التطورات التي تشهدها المنطقة في ظل الثورات العربية وخصوصا في سوريا وانعكاساتها على لبنان.
أما على الصعيد الداخلي، فتوقعت أوساط وزارية ان تتخذ المشاورات السياسية بين أطراف الحكومة من أجل السعي الى مخرج لمسألة دفع لبنان موجباته من موازنة المحكمة الخاصة بلبنان زخما جديا بعد عطلة عيد الاضحى. وقالت لـ"النهار" إن جميع المعنيين بهذه المسألة باتوا يدركون ضمنا عواقب تأجيل بتها الى ما بعد نهاية تشرين الثاني، لأن المجتمع الدولي سيبدأ بالتعامل مع الحكومة من منطلق اعتباره هذا التأجيل بمثابة تسويف وتهرّب من حسم الاستحقاق مما قد يرتب على لبنان محاذير لم تعد خافية على أحد.
ولفتت الى ان إصرار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على توقع ايجابيات في هذا الملف سيقترن بمشاورات ناشطة ستبدأ بعد زيارة ميقاتي لبريطانيا خلال عطلة عيد الاضحى الاحد المقبل، بحيث يتوقع ان يشكل تشرين الثاني المقبل شهر بت المخرج لهذه القضية.
وأفادت معطيات متوافرة في هذا الصدد ان أي مخرج محدد لم يتبلور بعد، لكن ثمة مجموعة خيارات يجري درسها سواء عبر خطوات مالية يعتمدها رئيس مجلس الوزراء او عبر السعي الى مخرج من خلال التصويت، على أن تمر أي خطوة حكما عبر مجلس الوزراء. (راجع محليات سياسية)

 

في غضون ذلك، استأثرت المواقف التي اتخذها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط امس في الجمعية العمومية للحزب التي عقدها في عاليه بالاهتمام السياسي، خصوصا ان هذه الجمعية أطلقت مسارا انتقاليا في البنية الحزبية لإحداث تغيير جذري في مهلة سنة.
وأبرزت أوساط معنية لـ"النهار" حصيلة للمواقف الداخلية والعربية التي عبر عنها جنبلاط، معتبرة ان هذه الحصيلة جاءت بمثابة تأكيد لتموضع جنبلاط الوسطي ولكن مع ميل واضح الى 14 آذار. وذكرت ان جنبلاط "كان سبّاقا بالنسبة الى تحديد ثوابته وخريطة الطريق الخاصة بالوضع في سوريا"، كما أنه ثبت موقفه من "حزب الله" وسلاحه الدفاعي ولكن مع المناداة تكرارا بالحوار حول الاستراتيجية الدفاعية. وأبرزت أهمية اثارته نقطة جديدة تتعلق بموضوع ترسيم الحدود ومزارع شبعا، الى أهمية ربطه الاستقرار الداخلي وحمايته بضرورة استمرار التزام لبنان بالمحكمة الخاصة. أما اعلان جنبلاط أنه ترشح لرئاسة الحزب "للمرة الاخيرة" واعتبار مجلس القيادة الجديد الذي انتخب امس "مجلسا انتقاليا" لمهلة سنة، فقالت المصادر إن رئيس الحزب التقدمي أراد اثبات توجهه نحو تحديث الحزب بدءا بانهاء الوراثة السياسية في رئاسته. واعتبرت ان ذلك يشكل فصلا بين زعامة جنبلاط وموقعه السياسي والوطني ورئاسة الحزب الذي سيشهد ورشة كبيرة على طريق تولية جيل الشباب المسؤوليات القيادية فيه.
 

واشنطن لتعزيز قواتها في الخليج بعد الانسحاب من العراق الجيش العراقي يشكك في إمكاناته وخامنئي يرى "صفحة ذهبية"

تتجه الولايات المتحدة الى تعزيز قواتها في منطقة الخليج بعد الانسحاب العسكري الاميركي المقرر من العراق بحلول نهاية السنة الجارية، فيما شكك قائد عسكري عراقي في امكانات الجيش لحماية البلاد في المستقبل المنظور. أما مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي فوصف هذا الانسحاب بأنه "صفحة ذهبية".

أوردت صحيفة "النيويورك تايمس" ان ضباطاً عسكريين وديبلوماسيين أميركيين قلقون من أن يؤدي الانسحاب إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وذكرت بإن واشنطن كانت تتفاوض لابقاء قوة قتالية في الكويت، وإنها تبحث في نشر مزيد من السفن الحربية في المنطقة.
وقالت إن الولايات المتحدة تريد أيضاً توسيع علاقاتها العسكرية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وأضافت أن هذا الامر يحتاج الى موافقة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذين من المقرر أن يجتمعوا في الرياض في كانون الأول.
وأوضحت أن عديد القوة المزمع نشرها في الكويت لا يزال موضع نقاش، وان ذلك سيظهر  في الايام المقبلة. ويرفض الضباط فى مقر القيادة المركزية الاميركية التحدث عن التفاصيل، ولكن من الواضح أن خطط النشر الناجحة في العقود الاخيرة قد تستغل في خطط توسيع الوجود العسكري الاميركي في المنطقة بعد مغادرة العراق.
ولفتت "النيويورك تايمس" الى إنه في الفترة بين حرب الخليج 1991 وغزو العراق 2003، على سبيل المثال، احتفظت الولايات المتحدة بكتيبة قتالية على الاقل، وفي بعض الاحيان بلواء قتالي كامل، الى جانب ترسانة ضخمة من الاسلحة.
وقالت إن اوباما ومستشاريه للامن القومي سعوا إلى ان يؤكدوا لحلفائهم ويردوا على المنتقدين، وبينهم الكثير من الجمهوريين، بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها في الخليج العربي حتى مع انهاء الحرب في العراق وكذلك في افغانستان بحلول نهاية 2014.

 

في غضون ذلك، نقل تقرير أعده المفتش العام الاميركي لشؤون اعادة اعمار العراق عن رئيس اركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري ان "العراق قد يحتاج الى سنوات عدة قبل ان يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية، من دون مساعدة من شركائه الدوليين".
وقال إن "الفريق زيباري أكد ان الوزارة (الدفاع) لن تكون قادرة على مواجهة اي اعتداءات خارجية قبل موعد ما بين 2020 و2024"، موضحاً ان "انخفاض تمويل الحكومة من أبرز أسباب التأخير".
وقال زيباري للمفتش الاميركي إن "العراق لن يكون قادراً على الدفاع عن اجوائه قبل 2020، في أقرب تقدير"، مع العلم ان "جيشاً من دون غطاء جوي يعد جيشاً مكشوفاً".
وكان العراق قرر شراء 18 طائرة من طراز "ف 16" من الولايات المتحدة، لكن تسلم هذه الطائرات ودخولها العمل فعلاً يستغرقان سنوات عدة.
             
 

■ في طهران، رأى خامنئي لدى استقباله رئيس اقليم كردستان العراق المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق مسعود البارزاني ان "الإباء الوطني الذي أدى أخيراً الى اجبار أميركا على الانسحاب من العراق يعد صفحة ذهبية في تاريخ هذه الامة".
وهذا رد الفعل الاول لخامنئي على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما في 21 تشرين الاول سحب ما تبقى من الجنود الاميركيين في العراق وعددهم 39 الف رجل بحلول نهاية السنة الجارية، مما يسدل الستار على الحرب التي استمرت ثماني سنوات في البلد المجاور لايران.  
 

(و ص ف، رويترز، ي ب أ)     

تونس جديدة
بقلم علي بردى

بدأ يظهر بعض نتائج "الربيع العربي". تمكن التونسيون من فرز أصواتهم عقب انتخابات نزيهة. لم يعد في امكان الشرطة السرية لعهد زين العابدين بن علي أن تحصي أنفاسهم. أتت الديموقراطية بغالبية واضحة لحزب حركة النهضة. غير أن المهمة لم تنته بعد. جاءت المهمة الأصعب. صار على عاتق الإسلاميين واجب التأسيس لحقبة جديدة من احترام الحريات وتداول السلطة.
لا يزال مبكراً تقويم حكم حركة النهضة. لا يكفي الإستناد الى ما كان ينسب اليها من عنف بعدما أسسها راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو بإسم "الجماعة الإسلامية" ومن ثم "حركة الإتجاه الإسلامي". عانيا وكثيرين في السجون حتى بعدما نبذا خيار العنف لتغيير النظام. لا أحد ينكر فضل الحبيب بورقيبة في إرساء تونس الحديثة. أعطاها وجهاً معاصراً. منح المرأة التونسية حقوقاً وحريات استثنائية. فتح أبواب المدارس والجامعات. بيد أنه أخفق في جعل تونس موئلاً للحريات السياسية. حرم مواطنيه حق التعبير. وخلفه زين العابدين بن علي.
لم يفد العلمانيون التونسيون من قيم ايجابية كرسها بورقيبة. ساقتهم العقائد البائدة الى قبول تسلط بن علي. خضعوا لمنطق التخويف من بؤس الإسلام السياسي. ركبوا موجة علمانية عربية محبطة. خاب خطابهم السياسي المتملق الإستبداد تحت شعارات براقة تشحن العقول. أفرغوا العروبة من أي قيمة انسانية. ربطوها بادعاءات كاذبة عن مواجهة الإستعمار والإحتلال. غضوا الطرف عن طغيانها طمعاً بـ"مكرمات" سلاطينها. جعلوا رموزها وزعماءها أقدس الأقداس. زرعوا البؤس والحزن في الثقافة العربية. تغنوا بحرية كانت مفقودة، من تونس الى مصر، ومن سوريا الى العراق، ومن اليمن الى الجزائر، ومن المحيط الهادر الى الخليج الثائر!
خسر العلمانيون العرب فرصة تاريخية. لم يقتنصوها لتحويل بلدانهم حواضر عصر جديد.
يمكن حركة النهضة التونسية الآن أن تقدم صورة مختلفة عن الإسلام السياسي. لا تحتاج الى الثأر من ماضي القمع والقهر، بل الى القبض على فرصة التأكيد أن التطرف ليس هو الحل. تقدم الغنوشي خطوة ايجابية إذ دعا العلمانيين التونسيين الى المشاركة في اللعبة السياسية. إذا نجحت التجربة التونسية، لا تنجب نعجة الديموقراطية ذئباً متوحشاً.
لا تكفي تجربة تونس. لا بد من انتظار تحولات ليبيا بعدما انتهى عصر العقيد معمر القذافي. كان خطأ رهيباً قتله وبهذه الطريقة الوحشية. ألم يكن أحرى بخصومه أن يحاكموه باحترام؟
الأمل معقود على مصر، كي لا تحتاج الى ثورة ثانية لتداول الحكم بين المدنيين واحترام التعدد الديني والثقافي.
 

( (نيويورك))      

المرزوقي يرفض الرئاسة بلا صلاحيات
ويهود تونس لا تخيفهم حركة النهضة

استمرت أمس المشاورات الأولية بين مختلف القوى السياسية الفائزة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي سعياً الى اتفاق على قواعد المرحلة الانتقالية المقبلة وتوزع المناصب فيها، مع العلم أن المجلس لن يبدأ العمل قبل بت 104 طعون قدمها خاسرون.
وقال زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي لصحيفة "المغرب" إن الحوار الدائر مع حزب حركة النهضة وحزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات يهدف الى الاتفاق "على خريطة الطريق الخاصة بالمرحلة المقبلة، وهي تتعلق بتنظيم السلطات العمومية وتحديد صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة ومدة عمل المجلس التأسيسي". ورأى أنه "من الطبيعي أن تنال النهضة منصب رئاسة الحكومة باعتبارها الفائز الأول في الانتخابات" وذلك بعد اعلان الحزب نيته ترشيح أمينه العام حمادي الجبالي للمنصب.
ويتردد اسما منصف المرزوقي وزعيم التكتل مصطفى بن جعفر مع اسماء أخرى لتولي منصبي رئيس المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الجمهورية الموقت. وأعرب الاول عن رفض "اي منصب شكلي، سنرى كيف يتم التوافق على الصلاحيات، وعندها نقرر اختيارنا". ويؤشر هذا الكلام لرغبة المرزوقي في تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية في حال توليه المنصب.
وأشار الى ان الحوار الذي بدأ ثنائياً "سيتواصل الاسبوع المقبل بداية من الاثنين بشكل ثلاثي" بين النهضة والمؤتمر والتكتل.
وشدد على وجوب أن يترك رئيس الوزراء الموقت الباجي قائد السبسي و"الوجوه القديمة في الحكومة" المجال لغيرهم لخدمة تونس في المرحلة الانتقالية الجديدة، وذلك بعد الاشارة الى احتمال ترشيح قائد السبسي البالغ من العمر 84 سنة لتولي رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية منذ الثورة.
وفي المقابل، أفاد مصدر في  حزب حركة النهضة أن المشاورات "تكثفت في الساعات الأخيرة بين الأحزاب الثلاثة الرئيسية وهي مستمرة"، رافضاً الخوض في تفاصيلها "لأن حسن سير التفاوض يتطلب التكتم، وفور التوصل الى اتفاق، سيعلن عنه".
ودعا حزب التجديد، الشيوعي سابقاً، الذي حصل على خمسة مقاعد من 217 في المجلس الوطني التأسيسي، الى "حكومة كفايات وطنية من خارج الأحزاب". وهو يتجه الى تشكيل المعارضة في المرحلة المقبلة مع الحزب الديموقراطي التقدمي، وله 17 مقعداً، وحزب آفاق تونس وله خمسة مقاعد.
وبعد بت في الطعون التي أشار مراقب أوروبي إلى أن عددها مئة وأربعة، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس الوطني التأسيسي المنتخب الى الانعقاد. وعندها يختار المجلس رئيسه ونائبيه ويقرر نظامه الداخلي ونظاماً موقتاً لإدارة الدولة، ويعين رئيساً موقتاً جديداً. ثم يكلف الأخير من تتفق عليه الغالبية في المجلس تأليف حكومة جديدة.

 

 في غضون ذلك، قال رئيس الرابطة اليهودية في تونس أتون خليفة :"أنا نقول لك ما فيشخوف من النهضة. أنا قاعد نسمع ونشوف ونتتبع السياسة. النهضة من اللي شفته واللي عاينته ما تخوِفش".
ويقدر عدد اليهود في تونس بنحو ألفي شخص، يعيش نصفهم في جزيرة جربة قرب الحدود مع ليبيا. بينما يقيم 400 في العاصمة تونس، والآخرون موزعون في أنحاء البلاد.
غير أن خليفة لفت إلى أن اليهود سيجدون أنفسهم مضطرين الى الرحيل إذا غيرت حركة النهضة موقفها من قبول التعددية الدينية. وقال ان السلفيين هم مبعث الخوف الوحيد لدى اليهود التونسيين. وأضاف: "نحن يهود تونسيون أباً عن جد. إذا أراد السلفيون محاربة اسرائيل، ليذهبوا إلى هناك". 
 

(و ص ف، رويترز، أ ب)     

أوكامبو: أدلة دامغة على استخدام
سيف الإسلام مرتزقة لمهاجمة مدنيين

أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أن لديه "أدلة دامغة" على استعانة سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بمرتزقة لمهاجمة مدنيين.
وقال: "لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين، بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم، وكذلك الجوانب المالية التي كان يغطيها". وهناك شهود آخرون يمكن أن يدلوا بأقوالهم، مشيراً إلى أنه التقى سيف الإسلام قبل سنوات في عشاء ببرلين عندما كان نجل القذافي يؤيد جهود المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس السوداني المشير عمر حسن أحمد البشير بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم دارفور.
وأضاف: "لدينا أدلة دامغة تعضد القضية، ولكن طبعاً سيف لا يزال بريئاً، وسيكون علينا التوجه إلى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره".
وسيزور أوكامبو  نيويورك لإطلاع مجلس الامن الأربعاء على عمل المحكمة في الشأن الليبي. وأوضح أنه "لسنا في أي مفاوضات مع سيف... سيف القذافي هو الذي يقرر ما  إذا كان سيسلم نفسه ام سيظل مختبئاً أم سيحاول الفرار إلى بلد آخر. ما من شيء يفاجئني. بعد كل هذه السنوات، ليس هناك شيء يفاجئني".
وفي النيجر حيث أفاد زعماء للطوارق في الشمال النائي أن سيف الإسلام دخل الحدود الجبلية الممتدة مع الجزائر ومالي، قال مسؤول في منطقة أغاديز إن هذه المنطقة استضافت محادثات أمنية مع مسؤولين أميركيين.
وتحدث عن خطط فرار لسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي، والأخير قد ينقل من مالي الى بلد غير موقع لمعاهدة انشاء المحكمة الجنائية الدولية.
غير أن عضو البرلمان المالياني ابرهيم الصالح اج محمد نفى أن يكون السنوسي في مالي وسيف الاسلام في طريقه إليها، لأنهما لن يتمتعا بالقبول اذا حاولا دخول البلاد. ومالي والنيجر من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية.
إلى ذلك، صرح الجندي السابق غاري بيترز المقيم في كندا بأنه ساعد الساعدي، نجل القذافي، على الفرار من ليبيا الشهر الماضي. وهو عمل حارساً شخصياً للساعدي سنوات.
ودافع عن نفسه في حديث الى صحيفة "ناشونال بوست" بقوله: "لست مرتزقاً، أعمل حارساً لشخص بعينه، وقد فعلت ذلك سنوات لتوفير الحراسة الشخصية. حينما نتنقل في الخارج لا أقاتل. المرتزق يقاتل. اما أنا، فأوفر الحماية ولا أقاتل. أدافع عمن وظفني لتوفير الحماية الشخصية له، وهو ما حدث. تعرضت القافلة لهجوم في طريق العودة واصيب اثنان منا".
وهو رافق كذلك موكب هنيبعل، النجل الآخر للقذافي، وشقيقته عائشة الى الجزائر. وأشار إلى أن الفريق الأمني المرافق للساعدي ضم أفراداً من أوستراليا ونيوزيلندا والعراق وروسيا، وجميعهم عملوا سابقاً ضمن قوات خاصة.

 

في غضون ذلك، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية المدافعة عن حقوق الانسان إن ميليشيات في مصراتة تنفذ هجمات انتقامية على السكان المشردين من بلدة تاورغاء القريبة التي كانت من معاقل الموالين للقذافي.
واتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حلف شمال الأطلسي بارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي أكثر من النظام السابق، داعياً الليبيين إلى خوض معارك طويلة ضد "الاستعمار".
وأعلنت مصادر ديبلوماسية أن رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبد الجليل سيزور القاهرة الثلثاء.

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)     

توتر في صنعاء ومواجهات في ضواحيها
و"القاعدة" نفت مقتل مسؤولها الإعلامي

معارضون في صنعاء خلال مسيرة تطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. (رويترز)

وتوسعت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس ورجال القبائل إلى مناطق جديدة في الضواحي الشمالية للعاصمة وضواحيها الغربية، واتهم وجهاء الجيش بقصف قرية الدرب في أرحب بالمدفعية، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وإصابة 13 بجروح. ونفت وزارة الدفاع قصف اللواء 62 حرس جمهوري قرية الدرب، وقالت إن "ما نشر مزاعم تندرج في سياق النهج التضليلي الذي تمارسه الأبواق الإعلامية لأحزاب للتغطية على الجرائم الإرهابية التي ترتكبها ضد المعسكرات والمواطنين" واضافت أن القتلى سقطوا في هجمات شنتها ميليشيا المعارضة "والإخوان المسلمين" والمتمردين الذين أطلقوا قذائف على موقع اللواء العسكري مما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين وجرح أربعة أطفال.
 
 

وقتل جندي وأصيب آخرون في هجوم بالقنابل استهدف دورية عسكرية في محافظة عدن، في ثالث هجوم يتعرض له جنود في هذه المدينة في غضون يومين. وقال مسؤول محلي إن مجهولين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم "القاعدة" هاجموا الدورية العسكرية في منطقة خور مكسر ولاذوا بالفرار بعد ساعات من هجوم مماثل استهدف مركزا للشرطة في مدينة عدن وأدى إلى إصابة سبعة جنود. ونفى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مقتل المسؤول الإعلامي في التنظيم المصري جمال البنا في غارة جوية يعتقد أنها أميركية استهدفت وكرا للتنظيم في محافظة شبوة، وأكد مسؤوليته عن تفجير أنبوب الغاز المخصص للتصدير في منطقة بلحاف ردا على هجمات شنها الجيش على معاقلهم.
 

داود أوغلو يلوّح بمنطقة عازلة داخل العراق

رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن هناك ثلاثة خيارات أمام الادارة العراقية، هي إما أن تتولى القوات العراقية وحدها منع وإعاقة استمرار انتشار الارهابيين في شمال العراق، وإما أن تتعاون مع تركيا في هذا الشأن، وإما أن تتولى تركيا بذاتها القضاء على الارهاب واقامة منطقة عازلة في المنطقة الحدودية.
وقال لشبكة "ان تي في" التركية للتلفزيون إن "الهدف الاساسي لتصاعد الهجمات الارهابية في الاشهر الاخيرة هو محاولة إعاقة تقدم تركيا"، مشيراً الى "أن الارهاب أكبر مشكلة تواجهها تركيا وأهم سلاح تمتلكه تركيا هو الديموقراطية، ولا يمكن السماح باستمرار نشاطات الارهابيين على مسافة قريبة من حدودنا لتشكل تهديدا لامننا".
وأضاف: "نتوقع دعماً واضحاً من قوات البشمركة ويجب على الجميع ان يكون موقفهم واضحاً من الارهاب". ولفت إلى أن جميع الاطراف قدموا الدعم للعمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية، و"نطالب بأن يكون الدعم مرئياً ودائماً".
وأبدى ارتياحه البالغ الى التعاون الجاري مع أميركا في هذا المجال، مؤكداً أنه "لا تغيير في الوضع القائم في قاعدة انجرليك" و"لكن يجب ألا تكون الاراضي العراقية بعد الانسحاب الاميركي نقطة إنطلاق للهجمات علينا".

 

(أ ش أ)     

السجن لمجندة إسرائيلية سرّبت وثائق عسكرية 

  أصدرت محكمة اسرائيلية حكماً على المجندة السابقة عنات كام (24 سنة) بالسجن أربع سنوات ونصف سنة أمس، لتسريبها مستندات عسكرية سرية إلى صحيفة "هآرتس" نشرت مقالات لاحقاً عن سياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين.
ودينت كام في شباط بحيازة معلومات سرية وتوزيعها بعدما عقدت صفقة مع محكمة تل أبيب الجزائية التي أقرت بموجبها بذنبها في مقابل إسقاط تهمة أكثر خطورة هي الإضرار بأمن الدولة.
ودينت كام بتحميل 2085 وثيقة عسكرية على قرص مدمج خلال فترة خدمتها في الجيش وإرسال بعض هذه المعلومات إلى مراسل في "هآرتس"  كما أظهرت وثيقة للمحكمة.
ونشرت الصحيفة لاحقاً مقالاً في 2008 جاء في أن كبار ضباط الجيش سمحوا باغتيال الناشطين الفلسطينيين في انتهاك محتمل للقانون الاسرائيلي.

 
 

(رويترز)     

مليون دولار لأسر جندي إسرائيلي

أضاف الأمير خالد بن طلال، شقيق رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال، مبلغ 900 ألف دولار إلى مكافأة مقدارها مئة ألف دولار عرضها رجل دين لأي فلسطيني يخطف جندياً اسرائيلياً.
  وأبلغ الأمير خالد تلفزيون "دليل" السعودي هاتفياً أنه قرّر المساهمة في المكافأة التي رصدها الشيخ عوض القرني بعدما تلقى الأخير تهديدات بالقتل. وأوضح أنه "من باب ما قال عوض القرني بعرض مئة ألف دولار، هو قال فقط بأسر (جندي اسرائيلي) لأنهم ردوا بمليون دولار لقتل عوض القرني، أنا اقول لدكتور عوض القرني أنا اتلاحم معك وأدفع 900 الف دولار المتبقية كي تبقى مليون دولار لأسر احد الجنود الاسرائيليين كي يطلق سراح (الفلسطينيين) الآخرين، أنا اشاركك بـ900 ألف دولار زيادة".
وكان القرني أورد قبل أيام في صفحته بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي انه عرض المكافأة، رداً على اخرى مماثلة تعهدتها بها اسرة اسرائيلية لاي شخص يخطف الشخص الذي قتل أحد أبنائها عام 1998.
ويحظى القرني بشهرة في السعودية لآرائه الصريحة، لكنه ليس عضواً في المؤسسة الدينية الرسمية.
 

(رويترز)      

"النهار" تنشر مشروع تعاون الدفاع وفرنسا

أرجأ مجلس الوزراء الى الأسبوع المقبل مناقشة مشروع قانون يرمي الى "تعزيز علاقات الصداقة" التي تجمع لبنان وفرنسا لما فيه مصلحتهما المشتركة، ويؤكد في ديباجته "التزامهما ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما منه إحترام سيادة الدول واستقلالها، وكذلك مبادئ عدم التدخل في شؤون بعضها البعض والسعي الى حل النزاعات بالوسائل السلمية"، إنطلاقاً من رغبتيهما في تطوير التعاون بين وزارتي الدفاع والقوات المسلحة لكلا البلدين. ويعود التأجيل الى ان المجلس لم يتمكن من مناقشة سوى49 بنداً من 86. ومدة المشروع خمس سنوات قابلة للتجديد تلقائيا، ما لم يعلم احد الفريقين رغبته في إنهائه.
ينص المشروع الذي يتألف من 17 مادة في ثماني صفحات فولسكاب على "عمل الفريقين معا بمقتضى التزاماتهما الدولية لتشجيع التعاون في مجال الدفاع وتطويره"، وتنشر "النهار" أبرز عناوينه، إذ تحدّد المادة الثانية مجالات هذا التعاون وتتمثل بتبادل وجهات النظر حيال قضايا الدفاع والأمن ومراقبة التسلح والقضايا المتعلقة بحفظ السلام والعمليات الانسانية الموافق عليها من الأمم المتحدة، وتبادل المعلومات والخبرات حيال عقائد العسكرية الوطنية وقضية التنشئة والتدريب والقيادة وتنظيم الجيوش وتفصيل وقائع الوحدات العسكرية وتجهيزها، وإدارة شؤون العديد والطبابة العسكرية والرياضة العسكرية، ودعم دفاع الفريقين، وإقامة الشراكات والاستثمارات بين شركات الدفاع في كلا الدولتين، وتبادل المعلومات وتقديم الدعم للأجهزة الفرنسية المصدر والمستخدمة داخل الجيوش اللبنانية وصيانتها وتحديثها، وسياسة إكتساب الحاجات الخاصة بوزارتي الدفاع، ومواكبة تعليم الفرنسية في الوسط العسكري. ويحتفظ الفريقان بإمكان نقل التعاون بينهما على مستوى الدفاع الى مجالات المصالح المشتركة كلها.
 ورسمت المادة الثالثة طرق التعاون ومنها زيارات متبادلة لممثلي الفريقين من وزارة الدفاع والأركان العامة للقوى المسلحة والقيادات والمديريات واركان الجيوش والسلاح والخدمة، وتقديم الدعم على مستوى الاستشارات في مجال صون الاجهزة ذات المصدر الفرنسي، وعند الاقتضاء تقديم المساعدة للعمليات الوقائية والعلاجية، إضافة الى التعاون اللوجيستي، وتنظيم نشاطات التدريب المتخصص، ومشاركة مراقبين في التمارين العسكرية، واتصالات بين مؤسسات عسكرية، ومناقشات استشارات ولقاءات ومشاركة في ندوات، ومؤتمرات ودورات تدريبية، وزيارة قطع بحرية وطائرات ومنشآت ووحدات عسكرية، وتبادل القواعد المنهجية ولوازم التعليم.
وحدّدت المادة الرابعة المفهوم العام للتعاون الثنائي وتنظيمه وتنسيقه من طريق تأسيس لجنة عسكرية فرنسية – لبنانية مشتركة، يترأسها ضابط عام لبناني وآخر فرنسي من وزارة الدفاع في كلا البلدين، وتضم ضباطا او ممثلين لكل الأسلحة من جيشي البلدين. وتعقد اجتماعا مرة في السنة، دوريا في كل من بيروت وباريس.
وتتناول المادة الخامسة تكاليف تنفيذ نشاطات التعاون على قاعدة المعاملة بالمثل.
وتلحظ المادة السادسة التخلي عن اي عمل يؤذي العناصر او التجهيزات في حال حصول غلطة خطيرة او اقرار بالخطأ الجسيم، وما يترتب على كل فريق من كلفة بالنسبة الى تعويض الاضرار ومثول المسؤول امام المحاكم اللبنانية، واللبناني امام المحاكم الفرنسية . ويسري الاستثناء بالنسبة الى المخالف من الفريق الفرنسي باخضاعه للسلطات القضائية في بلاده في حالات: الخيانة، التخريب، التجسس او خرق التشريعات الخاصة بأسرار الدولة او الدفاع الوطني.
وتجيز المادة الثامنة للفرنسي المكلف نشاطات على الأراضي اللبنانية الحصول على تأشيرات دخول واقامة بشكل مجاني. ويسمح للطرف الفرنسي بإدخال العتاد والتجهيزات الضرورية لأنشطته المرتقبة، وفي اطار "وضع نظام الادخال الموقت، وتعفى الاصناف المستوردة من الفريق الفرنسي من جميع الرسوم".
 وبموجب المادة التاسعة، ُيُسمح لجنود الفريق الفرنسي وضباطه بقيادة الآليات المستوردة وارتداء اللباس العسكري وحمل أسلحة فردية مع عتادها في الأمكنة المحددة للنشاطات، مع احترام القوانين اللبنانية.

خليل فليحان     

العالم اليوم 7 مليارات نسمة

يتخطّى عدد سكان الأرض اليوم عتبة سبعة مليارات نسمة وفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة التي تلفت في المناسبة الى عدم المساواة المتصاعدة على الكرة الأرضية.
ويرى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون الذي يحتفي بالحدث في مؤتمر صحافي اليوم، انه لا بد من عدم الاستخفاف بالأمر وأخذه على محمل الجد. وأوضح ان "7 مليارات في حاجة الى الغذاء والطاقة وعروض مناسبة في ما يتعلق بالعمل والتعليم والحقوق والحرية... كل ما يتمناه المرء لنفسه وانما مضاعفاً 7 مليارات مرة".
سيحصل الأمر في لحظة، عند منتصف الليل، وربما سيمر من دون أن يلتفت إلى "وقوعه" كثيرون في هذا الكوكب. لكنّه حدث ليس غيرَ عاديٍّ وحسب، وإنما لا يمكن تجاوزه. وفي معزل عن فرحة الملايين بمواليدهم ثمة تحديات كثيرة لتلبية الحاجات.