العلويون في لبنان عينهم على سوريا وداعمون للنظام

في غياب البديل السياسي ومع تصاعد واستمرار أعمال العنف... مؤشرات تُنبئ بتحول الانتفاضة السورية إلى مقاومة مسلحة

تاريخ الإضافة الإثنين 7 تشرين الثاني 2011 - 5:43 ص    عدد الزيارات 3145    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

في غياب البديل السياسي ومع تصاعد واستمرار أعمال العنف... مؤشرات تُنبئ بتحول الانتفاضة السورية إلى مقاومة مسلحة
عبدالاله مجيد
تشير العمليات العسكرية، التي تستهدف قوى الأمن السورية ودوريات الشرطة، إلى أن الانتفاضة المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر تتحول تدريجًا إلى مقاومة مسلحة. ويرى مراقبون أن هذه العمليات، وإن كانت لا تزال محدودة، فإنها تُنبئ بحدوث تحوّل في الانتفاضة السورية، التي تثبت أنها الأشدّ تعقيدًا وصعوبة بين ثورات الربيع العربي.
العنف ما زال متواصلاً في مدينة حماه السورية رغم الإعلان عن الالتزام بالمبادرة العربية
إعداد عبد الإله مجيد: أكد مسؤولون ومواطنون سوريون في مدينة حماه، تحدثوا إلى المراسلين الأجانب خلال زيارة نظمتها السلطات أخيرًا، أن مثل هذه الهجمات تقع كل ليلة في المدينة. كما تتردد أصوات الانفجارات في شوارع هذه المدينة، التي أصبح اسمها رديفًا لقوة الاحتجاجات السلمية قبل أن تقتحمها دبابات النظام لسحق انتفاضتها في أواخر تموز/يوليو واوائل آب/اغسطس.
 ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن أسامة جنودي (29 عامًا) الذي شهد هجومًا استهدف قوات الشرطة من مكتبه "أن شيئًا يحدث كل يوم، وحتى مرتين في بعض الأحيان يوميًا"، مؤكدًا "أن مسلّحين يهاجمون الشرطة، ولا أعرف من يكونون".
 وقال محافظ حماه أنس عبد الرزاق نعيم إن ما معدله ثلاثة من عناصر الأمن يُقتلون في هذه الهجمات كل أسبوع. وأضاف أن حماه تشهد "نحو هجوم واحد في الليلة بعبوات ناسفة وكمائن وقذائف آر بي جي ، وفي غضون دقائق تتحول المدينة إلى مدينة أشباح".
ونُظّمت زيارة المراسلين الأجانب بإشراف السلطات السورية للمدينة قبل إعلان مشروع الجامعة العربية وموافقة النظام السوري على سحب قواته من المناطق السكنية والإفراج عن المعتقلين والسماح بالاحتجاجات السلمية. لكن مقتل 20 شخصًا على الأقل يوم الجمعة، غالبيتهم خلال التظاهرات المناوئة للنظام، يشير إلى أن النظام لا يعتزم وقف حملته ضد المعارضين، الذين يتهمهم دائمًا باستخدام السلاح.
ويرى محللون أن ظهور حتى أعداد صغيرة من المسلحين يزيد البحث عن تسوية تعقيدًا، لا سيما أن تنظيم الجيش السوري الحر، الذي أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات الأخيرة، أكد إنهاء وقف إطلاق النار ليل الجمعة، متوعدًا بتكثيف عملياته ردًا على أعمال القتل الجديدة. وقال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست من تركيا "إن النظام يكذب، ويحاول كسب الوقت مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي". وأضاف "إننا الآن سنصعّد عملياتنا حتى إسقاط النظام".
وقال دبلوماسي غربي في دمشق طلب عدم ذكر اسمه إن عدد أعمال القتل التي ارتكبتها قوات الحكومة ضد محتجين سلميين، وقدرت الأمم المتحدة ضحاياها بأكثر من 3000، ما زال يتخطى بكثير عدد أعمال القتل التي استهدفت قوى الأمن.
 واعتبر الدبلوماسي الغربي العمليات المسلحة ضد قوات النظام بأنها "ليست منتشرة حتى الآن، وليست واسعة النطاق، ولكنها تسير في هذا الاتجاه في غياب البديل السياسي".
ورغم إعلان الجيش السوري الحر مسؤوليته عن العديد من هذه الهجمات، مؤكدًا أنه يضم في صفوفه 10 آلاف جندي وضابط منشق، فإن العديد من الدبلوماسيين ومنظمات حقوق الإنسان يرون هذا الرقم مبالغًا فيه، بحسب واشنطن بوست. وتقول هذه المصادر إن انشقاقات تحدث، ولكن يبدو أن مدنيين رفعوا السلاح بدافع اليأس من جدوى الاحتجاجات السلمية.
ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر أن المدنيين الوحيدين الذين يُقبلون في صفوفه هم ناشطون مطلوبون من السلطات. ولكنهم يعترفون بأن الضباط المنشقين في الخارج لا يمارسون قيادة أو سيطرة تُذكر على منفذي الهجمات في الداخل.
   وقال الرائد أيهم الكردي، الذي قدم نفسه في تركيا بصفة منسق الجيش السوري الحر لمنطقة حماه، إن السلطات التركية لا تسمح للجماعات المعارضة بتنفيذ هجمات عبر الحدود أو تهريب أسلحة إلى الداخل.
ويتلقى المعارضون دعمًا أكبر من لبنان، حيث سمح ضعف الرقابة على الحدود بمرور الأسلحة والناشطين والعسكريين المنشقين عبر الحدود. وقامت القوات السورية أخيرًا بزرع ألغام على امتداد الحدود في محاولة لوقف هذه الحركة. لكن ملازمًا منشقًا في بلدة وادي خالد اللبنانية قال إن الاتصال يكاد يكون معدومًا بين العسكريين المنشقين في الخارج وأفراد المجموعات المسلحة، التي انبثقت في الداخل. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الملازم إنه "ليست هناك اتصالات معهم، وهم لا يتواصلون مع بعضهم البعض".
 وينظر المحتجون السلميون إلى المنشقين على أنهم أغيار يدافعون عن المدنيين ضد بطش النظام. وفي مدينة حماه، ينسب ناشطون الهجمات الأخيرة إلى الجيش السوري الحر، ولكنهم يقولون إنه لا يتحرك إلا دفاعًا عن المحتجين.
وأكد الناشط صالح الحموي في اتصال عبر الانترنت أن المحتجين لا يرفعون السلاح أبدًا، وأن الجيش السوري الحر يتصرف كما يتصرف أي جيش، للدفاع عن الشعب، وهو لا يكون البادئ في أي حال من الأحوال.
وأشار الحموي إلى أن الكمين، الذي استهدف قوات الشرطة في حماه قبل أيام، حدث لأن قوات الشرطة كانت في طريقها إلى قمع تظاهرة احتجاج. ولكن لا الحموي ولا منسق الجيش السوري الحر لمنطقة حماه كان لديهما علم بالهجوم أو الجهة التي نفذته.
 
 
العلويون في لبنان عينهم على سوريا وداعمون للنظام
أ. ف. ب.
بيروت: في جبل محسن الحي العلوي من مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، يترقب السكان باهتمام مسار الاحداث في سوريا المجاورة حيث تستمر منذ منتصف آذار/مارس الانتفاضة الشعبية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، مجاهرين بدعمهم للنظام السوري وثقتهم ب"صموده في وجه المؤامرة".
ويقول عبد اللطيف صالح، المسؤول الاعلامي في الحزب العربي الديموقراطي الذي يعتبر ابرز ممثل للعلويين في لبنان "نحن مع سوريا (...) هي الجار القريب والاخ والام، ولا يمكن ان ننسى تضحيات الجيش العربي السوري في لبنان التي لولاها لم يكن هناك سلم أهلي".
ويضيف "نحن مع سوريا، ليس لأن الرئيس بشار الاسد ينتمي الى الطائفة العلوية، بل لانها البلد الوحيد الممانع بوجه المشروع الاميركي الصهيوني، والبلد الاول الذي دعم المقاومة في لبنان".
ويقلل صالح من اهمية الاحداث في سوريا مضيفا "ازور سوريا بشكل دائم، ولا الاحظ اي مظاهر مسلحة او وجود للجيش. ما تتعرض له سوريا اليوم هو هجمة بسبب مواقفها".
ويتابع صالح، وهو ايضا مختار هذه المنطقة الفقيرة المكتظة التي تحمل اثار الاهمال المزمن، "يتم تصويرنا على اننا نتعاطف مع سوريا على اعتبار ان النظام فيها علوي، علما انه لو تعاطت سوريا معنا على أساس طائفي لكان حالنا أفضل مما هو عليه".
ويشكو العلويون من عدم وجود وزراء من طائفتهم في الحكومات، ومن عدم وصولهم الى مناصب الدولة العليا، مشيرين الى ان عددا منهم اضطروا الى تغيير مذهبهم للحصول على وظائف حكومية، اضافة الى الحرمان والفقر والتهميش وغياب المشاريع الانمائية في مناطقهم.
ولا يوجد احصاء دقيق للعلويين في لبنان، الا ان التقديرات تشير الى ان عددهم يتراوح بين مئة و120 الفا، ومعظمهم موجود في جبل محسن، اضافة الى تجمعات في بعض قرى قضاء عكار شمال طرابلس.
ورغم كونهم اقلية صغيرة في المجتمع اللبناني المتعدد الطوائف والمذاهب، فقد برز العلويون الى الواجهة خلال فترة النفوذ السياسي الواسع الذي تمتعت به سوريا وترافق مع انتشار كثيف لجيشها في البلد الصغير على مدى ثلاثة عقود (1976-2005). وبتأثير من دمشق، استحدث مقعدان للطائفة العلوية العام 1992.
في شوارع جبل محسن، تنتشر لافتات التأييد للنظام السوري وصور بشار الاسد والرئيس الراحل حافظ الاسد، ولا يختلف اثنان على ضرورة دعم النظام السوري.
ويقول محمود زيتون، وهو صاحب دكان ثلاثيني، "نحن مع الرئيس بشار الاسد حتى النهاية، انه يعمل لاجراء اصلاحات، لكن هناك حربا اعلامية وحربا عالمية عليه".
ويؤكد ربيع محمد، وهو صاحب مقهى في المنطقة يتدلى من احد اعمدته علم سوري، ان الواقع في سوريا مختلف عما تعرضه وسائل الاعلام. ويقول "هناك مخربون واخوان مسلمون يعملون على التخريب ليس في سوريا وحدها بل في كل العالم".
ويختلف المشهد في جبل محسن عنه في الاحياء الشعبية المجاورة ذات الكثافة السنية حيث ترتفع لافتات تأييد للمحتجين في سوريا، وحيث تنطلق باستمرار تظاهرات معارضة للنظام السوري انتهت احداها في حزيران/يونيو باشتباكات مسلحة اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص.
ويفصل بين جبل محسن وباب التبانة شارع سوريا، الملتقى التجاري والمعيشي والسوق الوحيد في المنطقة الذي سرعان ما يتحول الى خط اشتباك كلما ارتفعت حدة التوتر السياسي. ويساهم انتشار السلاح على نطاق واسع في المنطقة في تحول اي استفزاز بسيط الى معركة، وان كان الجميع يؤكد رفض الاقتتال المذهبي.
ويقول علي فضة (28 عاما)، تاجر البسة، ان "الخوف المذهبي طبيعي جدا، لان الموضوع المذهبي تاريخيا هو الذي يشد العصب، لكننا نرفضه".
ويصف فضة العلاقة بين اهل جبل محسن والجوار بأنها "+بورصة+ ترتفع وتنخفض بحسب المتغيرات السياسية".
ويؤكد ان معظم اصدقائه ليسوا من جبل محسن بل من احياء طرابلس الاخرى، مشيرا الى ان "الصراع سياسي، لكن الزعماء السياسيين يتمترسون بطوائفهم في زمن الازمات".
ثم يضيف "القول ان العلويين سيكونون في خطر في حال تغير النظام السوري فيه الكثير من التبسيط، لان الشرق الاوسط كله سيكون حينها في خطر، لكنني متأكد ان النظام السوري لن يتغير".
ويرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الاميركية مروان رويهب ان التوتر في طرابلس "طبيعي في ظل الواقع الاقليمي والمحلي"، وكذلك انعكاسات الاحداث السورية على "ميزان القوى" في لبنان.
ويوضح "هناك نظام سوري علوي اتهم باغتيال زعيم سني كبير"، في اشارة الى مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005، وتوجيه اصابه الاتهام الى سوريا في مرحلة اولى. كما يشير الى الاثر الذي تركته المعارك الطاحنة التي جرت في منتصف الثمانينات بين الجيش السوري وحلفائه ومنهم الحزب العربي الديموقراطي من جهة وتنظيمات مقربة من منظمة التحرير الفلسطينية معظمها سنية من جهة ثانية، وفرض على اثرها الجيش السوري سيطرته على مدينة طرابلس.
ويضيف "في حال اندلاع حرب اهلية في سوريا ذات طابع سني علوي، قد تقع مشاكل محدودة بين العلويين والسنة في طرابلس يمكن ان يعالجها الجيش اللبناني".
أما سقوط النظام السوري، فمن شأنه، بحسب رويهب، ان "يخفف الضغط على العلويين الموجودين في الواجهة اليوم"، متوقعا ان تقتصر الارتدادات على اضعاف "بعض الزعماء الذين لهم ارتباط بالنظام السوري".
ولا يستبعد رويهب في حال تعقدت اوضاع النظام السوري ان "يعمد العلويون الى تمييز انفسهم عنه، وان يقولوا نحن علويون لكننا لبنانيون ولا علاقة لنا بما يجري في سوريا".

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,174,165

عدد الزوار: 6,981,724

المتواجدون الآن: 78