تقارير عن سيطرة «الجيش السوري الحر» على شمال إدلب ..استياء لبناني بعد مقتل فتى برصاص سوري

يوم دام في سوريا والمعارضة تهدد برفض تقرير الدابي..ناشطون: عناصر من حزب الله على حواجز الزبداني

تاريخ الإضافة الإثنين 23 كانون الثاني 2012 - 4:20 ص    عدد الزيارات 2705    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

يوم دام في سوريا والمعارضة تهدد برفض تقرير الدابي
ناشطون: عناصر من حزب الله على حواجز الزبداني
جريدة الشرق الاوسط... لندن: محمد الشافعي القاهرة: عبد الستار حتيتة
بينما شهدت سوريا، أمس، يوما داميا سقط فيه عشرات القتلى عشية الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة، لوَّح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، برفض تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية، الذي سيقدمه رئيس البعثة الفريق أول محمد أحمد الدابي لاجتماع وزراء الخارجية العرب، اليوم، ودعت المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني، لتحويل الملف إلى مجلس الأمن.
ووفقا لمصادر عربية، أوصى الدابي بدعم وتطوير عمل البعثة واستمرار عملها خلال الأيام المقبلة، وعدم التجاوب مع دعوات إنهاء عمل البعثة. وكشف المعارض البارز أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن ملامح من لقاء وفد المعارضة السورية، برئاسة الدكتور برهان غليون، مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، قائلا: «أكدنا أن آلة القتل مستمرة، ولن نتغاضى عن طلب إحالة الملف السوري إلى مجس الأمن الدولي».
في غضون ذلك، قال عماد حصري، عضو المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا لـ«الشرق الأوسط»، مساء أمس، إن عدد القتلى على يد النظام وصل أمس الى 51 شخصا. وإلى ذلك أكد ناشطون داخل الزبداني وجود مقاتلين في حزب الله عند نقاط التفتيش الأمنية التي يقيمها النظام. من جهته قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن سوريا «على أعتاب حرب أهلية». وقال ان نظام الأسد يفقد السيطرة على البلاد.
تقارير عن سيطرة «الجيش السوري الحر» على شمال إدلب وشرقها بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام
مقتل 23 عسكريا في المواجهات.. و15 سجينا في انفجار استهدف حافلتهم
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... قال ناشطون في محافظة إدلب إن «الجيش السوري الحر» سيطر وبشكل كامل على المنطقة الشمالية والشرقية من المحافظة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة جرت، أمس، بين قوات الجيش النظامي وقوات «الجيش السوري الحر»، المعارض للنظام، أسفرت عن مقتل 23 جنديا من الجيش النظام، واثنين من «الجيش الحر» بالقرب من الحدود مع تركيا. وجاء ذلك في حين لقي 15 سجينا حتفهم لدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت الحافلة التي كانوا يستقلونها في إدلب أيضا.
وأكد ناشطون في إدلب لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش السوري الحر» سيطر وبشكل كامل على المنطقة الشمالية والشرقية من محافظة إدلب، وأن الجيش النظامي سحب من قرية كفر تخاريم كامل قواته مع المدرعات والدبابات، وأن المدينة باتت تحت سيطرة الجيش الحر الذي تمركز في شعبة الحزب والمخفر والمركز الثقافي. وفي مدينة إدلب جرى تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وجنود منشقين، وسقط عدد من الجرحى ولم تتوفر معلومات أخرى عن تطورات الوضع في المدينة.
وفي غضون ذلك نقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عن ضابط منشق في المنطقة قوله: «إن اشتباكات جرت بين الجيش وجماعة منشقة على المدخل الشمالي لمدينة معرة النعمان (في محافظة إدلب) أسفرت عن مقتل 9 عسكريين بينهم 4 ضباط، إضافة إلى منشق».
وفي هذه المنطقة أيضا، تحدث المرصد في بيان عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية (في إدلب) استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة»، مشيرا إلى «مقتل عنصر أمن على الحاجز الغربي في البلدة».
وأضاف في بيان منفصل أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات منشقة بين بلدتي أحسم والبارة بجبل الزاوية»، مشيرا إلى أنه «لم ترد أي أنباء حتى اللحظة عن إصابات». كما عثر على جثامين 3 عسكريين، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، عند أول قرية بابولين، بحسب المرصد. ونفذت قوات الأمن السورية، فجر أمس، حملة اعتقالات في قرية أبلين بجبل الزاوية، واعتقلت 7 مواطنين؛ 4 منهم من عائلة هرموش، بحسب المصدر ذاته. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس (آذار) سقط أكثر من 5400 قتيل، حسب الأمم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة. كما أعلن المرصد السوري عن مقتل 15 سجينا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق إدلب، عند قرية المسطومة، غير أن مصدرا رسميا تحدث عن مقتل 14 موقوفا وإصابة 26 آخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «ارتفع إلى 15 عدد الشهداء الذين قتلوا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق إدلب، قرية المسطومة» (شمال غربي)، مشيرا إلى «عشرات الجرحى بعضهم في حالة حرجة».
وكان مدير المرصد أشار في وقت سابق إلى مقتل 11 سجينا، مشيرا إلى وجود جرحى بين عناصر الأمن المرافقين، إلا أنه لم يتمكن من تحديد عددهم. وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إنه أثناء نقل معتقلين من قبل الشرطة العسكرية في مدينة إدلب على طريق إدلب - أريحا انفجر لغم عند الساعة التاسعة والنصف بالحافلة التي تقل المعتقلين أسفرت فورا عن سقوط نحو 15 قتيلا وأكثر من 45 جريحا، وقال الناشطون إن السيارات الأمنية المرافقة للحافلة لم يصب أي منها بأذى.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين أريحا وإدلب في منطقة المسطومة، مما أدى إلى مقتل 14 وإصابة 26 من الموقوفين».
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي أن الاستهداف تم على مرحلتين «مما أدى إلى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى»، موضحا أن «6 من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين أصيبوا، وجروح بعضهم خطيرة». كما استهدفت المجموعة أيضا «سيارات الإسعاف التي قدمت لإسعاف المصابين»، بحسب الوكالة.
وفي ريف دمشق، أفاد مدير المرصد بأن «رجال الأمن أطلقوا النار على مشيعين شاركوا في جنازة شخص قتل في دوما (الجمعة) مما أسفر عن جرح 25 شخصا بينهم 4 بحالة حرجة». وأشار عبد الرحمن إلى أن «نحو 20 ألف شخص شاركوا في التشييع».
إلى ذلك، ساد هدوء حذر بمدينة حماه في ظل حالة من الإضراب العام شمل جميع مرافق الحياة التجارية في أحياء الدباغة والمرابط وسوق الطويل وشارع ابن الرشد والمحطة. وكانت شوارع المدينة، أمس، شبه فارغة إلا من بعض المارة والسيارات القليلة تحسبا لحملة أمنية كالتي حصلت يوم الخميس الماضي، بحسب ما ذكرته مصادر محلية.
كما لوحظ انتشار مكثف للأمن و«الشبيحة» في شارع 15 آذار، وساحة العاصي، وما حولهما، مع تفتيش عشوائي للسيارات. مع الإشارة إلى أن الليالي الـ3 السابقة شهدت مدينة حماه اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي وقوات «الجيش الحر». وهناك توقعات تجددها بعد أحداث عنيفة شهدها حي الباب القبلي. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن والجيش النظامية تبسط سيطرتها الأمنية على ساحة العاصي والشوارع المحيطة بها فقط، أما سائر الأحياء الأخرى، فهنا يتولى الأهالي حماية أنفسهم بمساعدة الثوار والجيش الحر. وقالت إن «عمليات خطف وسرقات كثيرة تقوم بها مجموعات إجرامية يتهم بها الثوار، بينما لا يتمكن الجيش والأمن النظامي من ردعها، ولهذا فإن الجيش الحر والثوار يقومون الآن بحماية الأهالي من تلك العصابات، وأيضا من قوات الأمن النظامية التي باتت تتحرك في المنطقة بذعر».
وفي ريف حماه، قال ناشطون إن «آليات ومدرعات عسكرية حاولت اقتحام بلدة قلعة المضيق وقام الجيش الحر بالتصدي لها، مما أدى إلى تفجير مدرعة عسكرية» وبعدها وصلت تعزيزات عسكرية أخرى جاءت من بلدة كفرنبودة المجاورة لقلعة المضيق على بعد 6 كيلومترات عنها، كما قام مركز الجيش في البلدة بإطلاق النار على القلعة الأثرية المواجهة للمركز بشكل كثيف، مما اضطر «الجيش الحر» إلى الانسحاب من البلدة ولم تقع هناك أي إصابات.
الناطق باسم لجان التنسيق السوريةلـ «الشرق الأوسط»: 51 قتيلا أمس

قال إنه تم العثور على 30 جثة في مشفى إدلب.. و16 قتيلا في «مجزرة الباص»

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: عبد الستار حتيتة... قال عماد حصري، عضو المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، مساء أمس، إن عدد «شهداء» الثورة السورية عن يوم أمس، السبت، بلغ حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت باريس «51 شهيدا بعد اكتشاف 30 جثة مجهولة الهوية في مشفى إدلب الوطني»، بالإضافة إلى شهيدين في دوما، و3 شهداء في حمص، إلى جانب شهداء «مجزرة الباص» التي حدثت، أمس، نتيجة انفجار بحافلة كانت تقل 16 معتقلا.
وقال حصري، في اتصال عبر الهاتف من باريس، إنه بالتعامل مع النظام السوري «لم نعد اليوم نفرق بين قوات الأمن والجيش، لأن الكثير من أجهزة الأمن أصبحوا يرتدون ملابس جيش النظام السوري»، مضيفا أن الـ30 جثة التي تم العثور عليها في مشفى إدلب الوطني، أمس، ما زال يجري البحث لمعرفة هويتهم، لكنه قال إنه يوجد اعتقاد بأنهم جزء من المختفين أو المتغيبين منذ فترة طويلة، «خصوصا أن إدلب محاصرة، ويتم محاصرة وتوقيف الأشخاص على الطرقات خارج إدلب، ومن المتوقع أن هذه الجثث من الاعتقالات الكبيرة لأجهزة الأمن التي تحاصر إدلب حصارا شديدا».
وقال حصري عن آخر المواجهات إنه منذ يومين سابقين أصبحت الزبداني خالية من أجهزة الأمن، و«كذا خلو وسط إدلب من أجهزة الأمن، ولكن التحركات المريبة حول الزبداني تخيف الجميع.. ونحن هنا ننذر ونقول إنه يوجد تحذير من مجزرة في إدلب والزبداني».
وشدد حصري على التحذير من ارتكاب النظام السوري مجزرة كبيرة في الزبداني وإدلب، وقال: «هذه توقعاتنا، لأن خروج كل أجهزة الأمن والعسكر ومن الحرس الجمهوري من الفرقة الرابعة، تحديدا من الزبداني، إنما هو استعداد لهجوم كبير يخطط له النظام على المدنيين في كل من الزبداني وإدلب».
أما في حماه، فقال إن «المصادمات تكون في وسط المدنية، حيث الجيش السوري الحر الذي يحمي المتظاهرين، ولذلك نرى اليوم المظاهرات تخرج في قلب مدينة حماه»، مشيرا إلى خروج مظاهرات أيضا في ريف دمشق ومن الضواحي القريبة، ومنها برزي والميدان وبعض أنحاء الأحياء من مدنية دمشق، ومنها حي المهاجرين وحي الأكراد.
وقال حصري عن المصطلح الذي يتداوله البعض عن الأغلبية السورية الصامتة، إن هذه الأغلبية تقف مع الثورة، و«لكن الذين أخذوا القرار بالنزول هم ليسوا بالكثيرين.. كثير من الناس المنضوين تحت الثورة ثورتهم لم تتعد أبواب بيوتهم وبعض منهم لم تتعد ثورتهم محيطهم القريب، وبعضهم لم تتعد ثورتهم الشارع، أما الأكثر جرأة والأكثر إصرارا فهم الذين تخطوا كل المخاوف ونزلوا إلى الشارع»، وأضاف: «إن كل هؤلاء، في حال انحسار القبضة الأمنية عن الشارع، سنراهم يتظاهرون في الساحات، ولذلك أقول إن الأغلبية مع الثورة، وإن الذي لا يخرج من بيته الآن يساعد الآخرين من خلال مساعدات مالية وغذائية وإخفاء المطلوبين الهاربين، ولذلك مسألة الأغلبية ليست بالصامتة، ولكنها مع الثورة».
وعما إذا كانت عودة رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى مقر الجامعة في القاهرة يشجع النظام السوري على مزيد من القمع في الوقت الحالي، قال حصري إن هناك جانبين في هذه القضية الجانب الأول يتعلق بسؤال يقول: «هل الوفود من الجامعة العربية تثني النظام عن القتل أو توقفه؟ والإجابة بالتأكيد لا».
وشدد على ضرورة قيام لجان المراقبة العربية بالعمل على تنفذ البروتوكول المرتبط بالمبادرة العربية الموقعة بين الجامعة والنظام السوري، ومنها إطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة من كان مسؤولا عن القتل.. «هذا من الوجه الأول الذي نريد أن نراه، ومن الوجه الآخر، فإن وجود المراقبين لا يحمل أي صفة إيجابية للشارع غير شيء واحد، وهو أنهم كسفراء، عند وجودهم في الشوارع يخفف القتل، لأن النظام يريد أن يمرر كذبته، على العالم العربي والمجتمع الدولي من خلال روايته».
وأضاف أنه لهذا السبب، و«عندما يكون هناك مراقبون في الشارع فهم شهود عيان يخففون القتل، وفي الفترة الأخيرة نرى في المكان الذي فيه مراقبون يكون هناك كثير من المظاهرات في الشارع، وهذا هو الشيء الإيجابي الوحيد».
لكن حصري أضاف أن «الجامعة العربية لا تمتلك الآليات لإلزام النظام بتنفيذ المبادرة العربية، ولذلك على المجتمع الدولي أن يتخذ مسؤولياته، وعلينا أن نتوقف عن إعطاء الفرص والوقت للنظام لارتكاب مزيد من القتل».
ناشط ميداني لـ «الشرق الأوسط»: عناصر من حزب الله يوجدون على الحواجز الأمنية في الزبداني

الجيش السوري الحر: انسحاب قوات الأسد قد يكون تكتيكيا.. ونعتمد عمليات «كر وفر» و«كمائن»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .. تعيش مدينة الزبداني، المتاخمة للحدود اللبنانية والتي تبعد 45 كيلومترا عن العاصمة دمشق، هدوءا حذرا منذ انسحاب الجيش النظامي منها يوم الأربعاء الفائت، وسحبه مدرعاته من المحاور الأربعة التي كان يتولى من خلالها قصف المدينة، طيلة ستة أيام متواصلة.
ويبدي أهالي الزبداني والناشطون فيها تخوفهم من خطة لدى النظام السوري لإعادة اقتحامها وحصارها على غرار ما جرى في العديد من المدن السورية في وقت سابق، في حين أكد الرائد المظلي ماهر النعيمي، المتحدث باسم الجيش السوري الحرّ الذي تصدى عناصره للجيش النظامي في الزبداني، أن «الجيش الحر» سينفذ «عمليات كر وفر» و«كمائن» للدفاع عن المدنيين في المنطقة.
وأعرب النعيمي، وفق ما نقلته عنه «وكالة الصحافة الفرنسية» أمس، عن اعتقاده بأنّ انسحاب الجيش النظامي «قد يكون تكتيكيا لبضعة كيلومترات إلى الخلف بهدف إعداد العدة لمحاولة الدخول من جديد من اتجاهات أخرى»، متخوفا من أن «يكون النظام يخطط للزبداني ما خطط له في حماه والرستن»، اللتين شهدتا عمليات اقتحام وقمع عنيفة.
وكان عناصر من «الجيش الحر» تمكنوا من التصدي للجيش النظامي في الزبداني، التي تعرف باسم «عروس المصايف السورية» وتتميز بطبيعتها الجبلية، وقد ساعدهم في ذلك، وفق ما أبلغه ناشطون من المدينة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، معرفتهم بطبيعة المنطقة وتضاريسها الجبلية. وقال النعيمي إن «الأسلحة التي هي بحوزة الجيش الحرّ وعتاده لا يسمحان بالمواجهة مع الجيش النظامي، لكن رؤيتي العسكرية أننا سنستفيد من طبيعة الأرض في الزبداني ومحيطها للقيام بعمليات كر وفر وكمائن للدفاع عن المدنيين فقط في هذه المرحلة».
وأكد أن «الشعب السوري والجيش الحرّ لن يتراجعا، والجيش الحرّ سيحارب لمبدأ الدفاع عن النفس وعن المدن والقرى من خلال تكتيك مجموعات (الكر والفر)»، مجددا القول: «إنّ حماية المدنيين هي الهدف الأول».
وفي حين نفى حزب الله اتهامات وجهت له الأربعاء الفائت عن قصفه منطقة الزبداني، القريبة من الحدود اللبنانية في منطقة البقاع بـ«صواريخ كاتيوشا»، واصفا اتهامه بأنه «سخيف ومضحك ولا أساس له من الصحة»، أكد ناشطون داخل الزبداني وجود مقاتلين في حزب الله عند نقاط التفتيش الأمنية التي يقيمها النظام إلا أنهم أشاروا أن لا أدلة بعد على مشاركة هؤلاء في العمليات القتالية ضد الثوار.
وبينما أفادت أنباء أمس عن «وصول 300 مقاتل من حزب الله» إلى الزبداني لمساندة النظام السوري، قال عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني فارس محمد لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «أنباء وصلتنا عن دخول رتل من السيارات من لبنان، يشتبه أنها تابعة لحزب الله، عبر نقطة جديدة يابوس الحدودية لم نعلم إلى أين توجهت وأين توقفت». إلا أنه أشار إلى عدم علمه بمشاركة هؤلاء في العمليات القتالية.
وأشار محمد إلى أن «منطقة الزبداني قريبة من لبنان وثمة اختلاط في الزيجات بين الزبداني ومدينة بعلبك اللبنانية تحديدا»، وذكر أنه «تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة وجود عناصر تابعين لحزب الله على حواجز الأمن السورية في المدينة، تعرف عليهم ناشطون من الزبداني، أثناء مرورهم على هذه الحواجز، بحكم زواجهم من نساء لبنانيات من مدينة بعلبك وترددهم إليها بشكل دائم، ومعرفتهم لهؤلاء الأشخاص ونشاطهم في حزب الله».
وأيد الناشط السوري ما جاء على لسان المتحدث باسم «الجيش الحر» لناحية القلق من إعادة اقتحام الجيش النظامي للزبداني، وقال: «ثمة حذر في المدينة وترقب لما سيؤول إليه الوضع، خصوصا أن نقطة تجمع لمدرعات الجيش ودباباته موجودة على بعد 7 كلم من المنطقة، مما يعني أن بإمكانهم الوصول خلال وقت قصير وفي أي لحظة إلى الزبداني».
وكان النعيمي، الموجود في تركيا، قد أشار أمس إلى أن «الجيش الحر غير قادر على تنفيذ هجمات عسكرية، لأننا لا نملك القدرة العسكرية للهجوم»، ولفت إلى أننا «لا نريد استهداف الجيش، وعملنا العسكري يقضي برد اعتداء أي جهة تقوم بقتل المواطنين، وأقصد كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد والأمن والشبيحة، وإذا قام الجيش بالقتل، سندافع لأن الدفاع عن النفس حق مشروع لجميع البشر».
وأكد النعيمي، المنشق عن الحرس الجمهوري، أنّه «لا يمكن الحديث عن مناطق يسيطر عليها الجيش الحر بالكامل» في سوريا، ولفت إلى أنه «عندما أقول إن المنطقة تحت سيطرتي بشكل كامل، فهذا يعني أن النظام لا يمكن أن يصل إليها بأي شكل»، مضيفا «أما السيطرة بشكل جزئي فمعناها أن النظام يستطيع استخدام المدفعية الثقيلة أو الطيران، فيستعيد السيطرة عليها».
وفي حين رأى أن «البلد يحتاج بقوة إلى مناطق عازلة وإلى تدخل دولي سريع على غرار التدخل في كوسوفو من أجل حقن الدماء»، نفى النعيمي «نفيا قاطعا أن يكون لنا أي عمل أو نشاط عسكري داخل الأرض اللبنانية، ونحن لا نقبل أن نعمل من الأراضي اللبنانية». وأكد «عدم وجود أي تشكيلات أو قطعات أو مجموعات لنا تعمل داخل الأراضي اللبنانية، ونحن نحترم السيادة اللبنانية، وسيادة الإخوة اللبنانيين على أرضهم، لا بل نحن نعتذر لهم عما ذاقوه من نظام الأسد الأب (الرئيس السوري السابق حافظ الأسد) والابن (الرئيس السوري بشار الأسد) في السنوات الماضية».
كما شدد على أنّ الجيش الحرّ «لا يستخدم أراضي أي من الدول المجاورة لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة، لا من الأردن ولا من العراق ولا من تركيا، ولا من لبنان الشقيق الذي لطالما عانى من صراع القوى الإقليمية والدولية على أرضه وتدخلها في قراره وسيادته، وخصوصا هيمنة نظام الأسد عسكريا وسياسيا على مدى عقود». وأوضح أنّ «العسكريين الذين دخلوا لبنان دخلوه كجرحى ولاجئين، وعددهم قليل جدا، هم لاجئون هربوا من القوات النظامية لرفضهم إطلاق النار على أهلهم».
تجدر الإشارة إلى أن وفدا من لجنة المراقبين العرب زار الزبداني أمس، وتمكن في بعض الأحياء من الوجود مع الأهالي من دون مرافقة أمنية، حيث استمع لملاحظاتهم ووثق الأضرار الناجمة عن قصف منازلهم. وانتقد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» طلب أعضاء البعثة من الأهالي «التوقف عن إطلاق النار، كما لو أنهم هم المعتدون»، حاملا بشدة على «الزيارات القصيرة التي يقومون بها وغير الكافية لاطلاعهم على حقيقة الوضع الميداني».
«الوطني السوري» يهدد برفض تقرير الدابي.. ويدعو لإحالة الملف لمجلس الأمن

مشاورات مكثفة عشية مناقشة تقرير الدابي.. وغليون: بعثة المراقبين غير مؤهلة لوضع تقرير موضوعي

لندن: محمد الشافعي القاهرة: «الشرق الأوسط».. في وقت لوَّح فيه رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، برفض تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية، الذي سيقدمه رئيس البعثة لاجتماع وزراء الخارجية العرب، خلال ساعات، ودعوة المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني، للجامعة بتحويل الملف إلى مجلس الأمن، بدا من مشاورات نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن اتجاه المجلس الوزاري العربي مع «الحل العربي» للأزمة السورية المستمرة منذ نحو عشرة أشهر.
وأجرى العربي مشاورات منفردة مع كل من وزير خارجية تونس، رفيق عبد السلام، والجزائر، مراد مدلسي، كل على حدة، بمقر الجامعة، تركزت حول التحضيرات الخاصة بانعقاد اجتماعي اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والمقرر لهما اليوم (الأحد).
وأفاد مصدر مسؤول بالجامعة العربية بأن المناقشات تناولت الرؤى العربية المطروحة حاليا للتعامل مع تطورات الأوضاع في سوريا وعلى ضوء ما رصده تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، الفريق أول محمد أحمد الدابي، مشيرا إلى أن الاتجاه يشير إلى التمسك بـ«الحل العربي». وأضاف أن المشاورات تتركز حول عدد من الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع الأزمة السورية، بما يضمن تعزيز فرق المراقبين العرب في سوريا والدفع باتجاه الضغط على الحكومة السورية لاستكمال تنفيذ البنود الرئيسية في البرتوكول الموقع بين الجامعة وسوريا، بالإضافة إلى خطة العمل العربية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية سلمت وزراء الخارجية العرب تقرير الفريق الدابي، الذي يصل حجمه إلى مجلد ضخم، يتضمن كل تفاصيل مراقبي البعثة على مدار الشهر.
ووفقا للمصادر، أوصى الدابي بدعم وتطوير عمل البعثة واستمرار عملها خلال الأيام المقبلة وعدم التجاوب مع دعوات إنهاء عمل البعثة، وإن كانت بعض المصادر تتوقع نقل الملف إلى الأمم المتحدة لدعم الحل العربي، وليس إشارة للتدخل أو التدويل.
وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، إن العربي تسلم تقرير الدابي، الخميس الماضي، مشيرا إلى أنه تم تعميم التقرير على الدول العربية، يوم أول من أمس (الجمعة)، وذلك لمناقشته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا، اليوم، تمهيدا لعرضه على مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، في نفس اليوم. وأضاف بن حلي، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن التقرير هو خلاصة عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية في الفترة من يوم 14 الشهر الماضي حتى 18 الشهر الحالي، وإن هذا التقرير سيكون متاحا للاطلاع عليه من قبل المنظمات والأطراف الدولية المعنية بتطورات الأوضاع في سوريا.
وعقب لقائه مع نظيره المصري، محمد عمرو، قال رفيق عبد السلام، وزير الشؤون الخارجية التونسي الذي يزور القاهرة حاليا للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي، إن بلاده لم تتلق أي اقتراحات بشكل رسمي من جامعة الدول العربية حول فكرة قطر إرسال قوات عربية إلى سوريا، ونفى أن يكون قد تم نقل هذا المطلب من الجامعة إلى تونس بشكل رسمي.
وقال وزير الخارجية التونسي، أمس، إن المتفق عليه عربيا الآن هو أن تستمر مهمة المراقبين العرب، وربما تمدد إلى بعض الوقت، ونراقب ونرى الأمور إلى أين ستسير، ولكننا راغبون في موقف عربي مشترك يكون فيه قدر من الاتفاق، وربما حد أدنى من الإجماع العربي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار عمرو رشدي، بأن اللقاء بين وزيري خارجية البلدين استعراض الأوضاع العربية الراهنة، خاصة الشأن السوري، مشيرا إلى تطابق وجهات نظر الوزيرين بشأن ضرورة حل الأزمة السورية في الإطار العربي، ومن خلال المبادرة العربية لتفادي التدويل والتدخل الخارجي في الأزمة، حفاظا على الأمن القومي العربي.
وبينما تتجه الجامعة العربية، التي تتعرض لضغوط لإحالة الملف السوري إلى الأمم المتحدة، إلى تمديد مهمة مراقبيها في سوريا لمدة شهر، على الرغم من الانتقادات المتزايدة التي توجه لها من قبل المعارضة السورية التي تؤكد أن هذه المهمة لم تفلح في إنهاء قمع النظام للمظاهرات منذ 10 أشهر، كشف المعارض البارز أديب الششكلي، عضو المجلس الوطني السوري، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن ملامح من لقاء وفد المعارضة السورية، برئاسة الدكتور برهان غليون، مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أن اللقاء تميز بالشفافية والصراحة التامة، واستغرق نحو ساعة ونصف الساعة في مقر الجامعة العربية، وشارك فيه تسعة من أعضاء المجلس الوطني برئاسة غليون. وقال الششكلي لـ«الشرق الأوسط» إن «حسم تمديد مهمة المراقبين سيكون في أعقاب الاجتماع الوزاري للجنة العربية ومجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية غدا (اليوم)، لبحث تطورات الأزمة السورية بعد شهر من عمل بعثة المراقبين العرب، والتقرير الثاني الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين، الفريق أحمد الدابي»، مشيرا إلى أن تقرير الفريق الدابي هو «تقرير فني». وقال الششكلي لـ«الشرق الأوسط»: «أكدنا في لقائنا مع العربي أن آلة القتل في سوريا مستمرة، على الرغم من وجود المراقبين العرب، بل زاد عدد القتلى منذ وصولهم، ولن نتغاضى عن طلب إحالة الملف السوري إلى مجس الأمن الدولي»، وأوضح أن «عفو الرئيس بشار الأسد عن المعتقلين لم يكن صادقا، لأنه أخرج بضعة مئات من المعتقلين، بينما المعتقلون بعشرات الآلاف». وقال إن الشعب والثوار بجميع طوائفهم لن يقبلوا من تقرير الدابي إلا الحقيقة على أرض الواقع الميداني الذي يعرفه الجميع.
ومن جانبه، لوح برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برفض تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية، الذي سيقدمه الدابي للجامعة العربية، في حال كان التقرير غير موضوعي، قائلا في تصريحات صحافية، عقب لقائه مع العربي، أمس، إن شروط عمل البعثة والظروف المحيطة بها وإمكانياتها المحدودة لا تؤهلها لتقرير موضوعي عن الوضع السوري.
وأضاف غليون أنه إذا جاء تقرير بعثة الجامعة لهذه الأسباب غير موضوعي فسوف يرفضه المجلس الوطني شكلا وموضوعا، قائلا: إننا نقلنا للدكتور نبيل العربي وجهة نظر الشعب السوري وشباب الثورة، فيما يتعلق بعمل بعثة مراقبي الجامعة العربية، ونقلوا لنا وجهة نظرهم حول شروط عمل هذه البعثة، والخطوات المقبلة التي يمكن للمجلس الوزاري العربي أن يتخذها خلال اجتماعه واطلاعها على التقرير الميداني والسياسي. ومن جانبها، قالت بسمة قضماني، الناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض: «لقد قدمنا طلبا للجامعة العربية بأن تحيل الملف إلى مجلس الأمن»، وأضافت أن «مجلس الأمن ينتظر نتائج هذا التقرير وتقييم الجامعة العربية، وندعم نقل الملف لمجلس الأمن». وأردفت أن التدخل الدولي «هو نقل الملف لمجلس الأمن ولا شيء آخر».
وردا على سؤال بشأن قول وزير خارجية قطر إن مجلس الأمن لا ينتظر إشارة من الجامعة العربية، بالإضافة إلى التخوف من الفيتو الروسي، قالت قضماني: «أعتقد أنه إذا كانت الجامعة العربية هي التي تتوجه بهذا الطلب، فمن الصعب على الدول الممانعة، وخاصة روسيا بالتحديد، أن تتجاهل هذا الطلب». وحول إصرار المعارضة على التدخل الدولي، قالت قضماني إن التدخل الدولي هو نقل الملف إلى مجلس الأمن، وليس أي شيء آخر. وتابعت موضحة أن مجلس الأمن حتى اليوم لم يصدرا قرارا عن سوريا بعد 11 شهرا من الأزمة، وعليه أن يتحمل المسؤولية في إدارة الملف السوري.. «هذا ما نطلبه، وسيكون نقل الملف لمجلس الأمن بطلب عربي أقوى، وله حظوظ في النجاح أكبر».
رئيس هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان: الأسد فرعون البعث في سوريا
مظاهرة في شمال لبنان نصرة للشعب السوري
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب
شارك مئات اللبنانيين والسوريين أمس في مظاهرة بمنطقة القبة في طرابلس (شمال لبنان) تأييدا للشعب السوري ورفضا للعمليات الأمنية التي تحصد أرواح الأبرياء، وقد خرج المتظاهرون من مساجد المنطقة بعد صلاة الظهر وتجمعوا في ساحة القبة، ثمّ أطلقوا في مسيرة جابت شوارع المنطقة وأحياءها، ورفعوا لافتات مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وكل نظامه، وأطلقوا هتافات منددة بالقتل.
وحطّت المظاهرة رحالها في ساحة «ابن سيناء»، حيث ألقيت كلمات عبّرت عن استنكارها لـ«عجز الدول العربية عن وضع حدّ للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الأعزل»، ومطالبة بـ«اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذا النظام ومجموعاته المسلّحة». لكن الكلمة الأعنف كانت لرئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان» الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري، الذي وصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ«فرعون البعث في سوريا الذي يسير على خطى فرعون موسى في معاملة شعبه ومغالطة الحقائق والتدليس على الناس في حكاية حقيقة ما يجري على أرض سوريا». وقال «إن الشعب السوري ينتفض ضد النظام الحكم البعثي الذي حكم أكثر من أربعين عاما، كان الشعب فيها ذليلا مستعبدا منزوع الكرامة محروم الحرية، ليس له أن يعتقد سوى ما يعتقده حزب البعث، وليس له أن يتكلم أو يفعل سوى ما يرضى به حزب البعث». وأكد أن «الشعب السوري يتحمّل منذ بداية هذه الثورة مطلع العام الماضي كل أنواع الجرح والقتل والاعتقال والتعذيب وتدمير الممتلكات وانتهاك الأعراض وأهوال القصف البري والجوي والبحري بكل أنواع الأسلحة من الدبابات والطائرات والصواريخ والمدافع والقنابل والرصاص، الذي لم يستثنِ الأطفال والنساء والشيوخ والذي لم يرحم حتى المستشفيات والمدارس والمساجد».
وسأل المصري «أين هؤلاء الذين يسمون بالشبيحة في سوريا، الذين يعملون على حماية النظام بكل وسيلة ولو أدى بهم ذلك إلى ارتكاب الجرائم الكبيرة؟، أليسوا هم من يقتل الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا، وينتهك الأعراض وينهب الأموال ويدمر الممتلكات نصرة لزعيمهم الذي أمرهم بالقيام بهذه الأعمال الإجرامية والتصرفات الوحشية، كي يرهب بهم خصومه ويقضي على ثورتهم التي يطالبون فيها بالحرية وتغيير نمط الحكم الذي مارسه ضدهم حزب البعث العربي الاشتراكي وتفرّد به لأكثر من أربعين عاما؟، وأين أولئك الذين يدعمون نظام حزب البعث الحاكم في سوريا من الإيرانيين في طهران وحزب الدعوة في العراق وحزب الله في لبنان الذين يعرفون الحقيقة ولكنهم يكابرون وينصرون الظالم ويطمسون الحقائق ويرتكبون الجرائم لتثبيت حكم حزب البعث في سوريا، ولو على حساب القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية». ورأى الشيخ المصري أن «تسليط الأضواء على الوجود المزعوم لتنظيم القاعدة في لبنان، هو لإطفاء هذه الأضواء وحرف الأنظار عن الوجود الحقيقي للحرس الثوري الإيراني فيه بل وفي العراق وسوريا أيضا، وما يمارسه من أعمال لصالح إيران والصين الشيوعية تحت جناح الليل في المنطقة العربية والإسلامية».
واشنطن تبحث إغلاق سفارتها في دمشق
البيت الأبيض: سقوط الأسد حتمي.. ونظامه يفقد السيطرة على البلاد
جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: محمد علي صالح... بينما قالت الخارجية الأميركية إنها قلقة على أمن سفارتها في دمشق، وستغلقها إذا لم توفر الحكومة السورية الأمن الكافي لها. واستبعد جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن تكون سوريا «على أعتاب حرب أهلية». وقال «المجتمع الدولي، وضمنه القيادة الأميركية، اتخذ إجراءات ضغط كثيرة، وإجراءات لعزل سوريا، وهذه لها تأثير واضح على نظام الأسد الذي يفقد السيطرة على البلاد». وفي إجابة عن سؤال، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، عن الفرق بين التدخل الدولي في ليبيا وفي سوريا، قال كارني «ليست نفس الحالة. كما قلنا دائما، يختلف كل بلد عن الآخر فيما يسمى ربيع العرب. وتختلف الظروف في كل بلد في ما يتعلق بنظر المنطقة لهذه التطورات. لا يوجد نهج واحد يصلح للجميع». وأضاف «كل ما أستطيع أن أقوله هو أن سقوط الأسد أمر حتمي. واضح أن نظامه لم يعد يسيطر سيطرة كاملة على البلاد. حدثت انشقاقات وسط كبار المسؤولين العسكريين، وانشق نائب برلماني مؤخرا. نحن نقف مع السوريين الذين يريدون مرحلة انتقالية في بلدهم حتى تكون سوريا ديمقراطية ومزدهرة. وسوف نواصل العمل مع شركائنا الدوليين لزيادة الضغط على الأسد ليفعل ما هو صحيح، ويتنحى». في الوقت نفسه، قالت الخارجية الأميركية إنها ربما تعلن إجلاء الأميركيين وإغلاق السفارة الأميركية في دمشق، قبل نهاية هذا الشهر، إذا لم تنفذ حكومة الأسد إجراءات أمنية إضافية لحماية السفارة. لكنها لم تصل إلى قرار نهائي حول هذا الموضوع.
وكان أشخاص موالون للحكومة السورية هاجموا سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق في يوليو (تموز) الماضي، في حين هاجمت حشود أخرى عدة سفارات عربية في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة. وأمرت الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) بمغادرة أفراد عائلات موظفي سفارتها، وحدت من تزويد السفارة بموظفين، وأمرت الأسبوع الماضي بخفض إضافي في عدد موظفي السفارة مع استمرار تصاعد العنف في البلاد. وعاد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد إلى سوريا في وقت مبكر من شهر ديسمبر (كانون الأول) بعد استدعائه لواشنطن في أكتوبر بسبب تهديدات لسلامته.
وقال بيان للخارجية مساء أول من أمس «لدينا مخاوف جدية بشأن الوضع الأمني المتدهور في دمشق، بما في ذلك الموجة الأخيرة من السيارات المفخخة، إزاء سلامة وأمن العاملين في السفارة. وطلبنا من الحكومة السورية اتخاذ تدابير أمنية إضافية لحماية سفارتنا، وقالت إنها تدرس الطلب. كما أبلغنا الحكومة السورية بأنه ما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة، قد لا يكون لدينا أي خيار سوى إغلاق البعثة».
وقالت مصادر إخبارية أميركية إن تخفيض عدد الموظفين في السفارة، التي تقع في أحد الشوارع المزدحمة في دمشق، بدأ الأسبوع الماضي بعد انفجار ثلاث سيارات مفخخة، وأدت تلك الانفجارات إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصا. وبينما قالت حكومة الأسد إن «المعارضة والإرهابيين» استهدفوا مؤسسات حكومية، قالت المعارضة إن حكومة الأسد وراءها، في محاولة لتوازن قتلها للمتظاهرين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، أن الحكومة السورية ليس أمامها وقت كبير لمعالجة المخاوف الأمنية الأميركية. وأضاف المسؤول «نريد أن يحدث شيء.. عاجلا وليس آجلا»، وقال إن قرار إغلاق السفارة قد يصدر قريبا إذا لم يحل الوضع الأمني. من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى للتأكد من معلومات حول اعتقال مواطن أميركي يدعى عبد القادر الشعار في مدينة حلب شمال سوريا في الثامن من الشهر الحالي...
عضو في المجلس الوطني: الأزمة السورية على وشك التدويل.. وانهيار النظام بات قريبا

ناجي طيارة لـ «الشرق الأوسط» : أفرجوا عن والدي بعد 8 شهور من احتجازه

لندن: محمد الشافعي ... كشف ناجي طيارة عضو المجلس الوطني السوري أن والده الناشط الحقوقي السوري محمد نجاتي طيارة نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان، 66 عاما، قد أفرج عنه من سجن حمص المركزي منذ يومين بعد ثمانية شهور اعتقال.
وقال ناجي طيارة في اتصل هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن والده السيد نجاتي وهو شخصية معروفة في عموم أنحاء سوريا لدوره في إحياء لجان المجتمع المدني، اتهمته سلطات النظام بـ«المساس بهيبة الدولة»، وهي تهمة فضفاضة، لا تعني شيئا، وكذلك بسبب تواصله مع الفضائيات العربية التي تتحدث عن الثورة السورية وعنف النظام وكتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد في المدن السورية، وعرض من وجهة نظر حقوقية باعتباره نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان رأيه فيما يحدث في الشارع السوري من عنف وانتهاكات بحق المدنيين.
ومحمد نجاتي طيارة ناشط حقوقي وسياسي لا ينتمي إلى أي تيار وهو ليس من المعارضة السياسية بمعنى المعارضة المنظمة أو المعارضة الحزبية. والمعارضة السورية تتذكر كلماته التي أصبحت مثل إيقونة الثورة والتي رددها قبل اعتقاله مباشرة في مايو (أيار) الماضي عندما قال للمعتصمين بساحة الحرية في حمص بتاريخ 25 أبريل (نيسان) الماضي: «لا يهمني إن اعتقلت، أو استشهدت بعد الآن، أشكركم يا شباب لأنكم جعلتموني أتذوق طعم الحرية».
وقال ناجي طيارة إن النظام يجيد افتعال الأزمات من أجل بقائه في مدينة حمص حيث «كان يتجه إلى تجييش الطائفية بسبب التنوع الطائفي في المدينة، وأشخاص مثل والدي نجاتي طيارة ونشطاء آخرون كانوا يتحدون النظام في سعيه للحرب الطائفية بين أبناء البلد الواحد، ويعملون على نشر الوعي السياسي والاجتماعي للتغلب على تلك المشكلة، والنظام يسعى لاستغلال تلك الحالة لإثبات أن الحل بيديه». وعن أساليب التواصل مع شباب الثورة في الداخل قال ناجي طيارة: «طورنا كثيرا من الطرق والوسائل عبر الإنترنت، وتجاوزناها عبر طرق أخرى مثل الإنترنت الفضائي من أجل التواصل اليومي مع الثوار في جميع المدن السورية، وأبدى الشباب السوري كفاءة عالية لتجاوز الحظر المفروض عليه، ويبدو أن أكثر ما شعر أمامه النظام بالعجز هو الخليط من العمل الميداني والفضاء الإلكتروني، ويبدو أن الإنترنت أصاب النظام الأسدي في الصميم. فعن طريق الإنترنت نشرنا صور المظاهرات وصور القتلى والعنف اليومي تجاه المدنيين، وفي الوقت ذاته توثيق أعمال انتهاكات حقوق الإنسان وتبادل المعلومات ونقلها إلى الخارج». وكان ناجي أصدر عدة بيانات قبل الإفراج عن والده السيد نجاتي حمل فيها مسؤولية سلامة أبيه على السلطات السورية وقال: «أناشد جميع المؤسسات والمنظمات والنشطاء الحقوقيين السوريين أو العرب أو في هذا العالم الحر أجمع بالنظر إلى وضع معتقلي الرأي في سوريا وفي سجن حمص بالأخص». وعبر عن خشيته على والده وعلى المعتقلين من «أعمال قمعية إجرامية قد تقوم بها السلطات السورية بأي لحظة فهؤلاء الناشطون ليسوا بمأمن من تصرفات شرطة السجن مطلقا»، وأضاف «شهدنا ما حدث في سجن حماه المركزي من إعدام لنزلاء 13 زنزانة وما حدث أيضا في سجون صيدنايا وسجن الحسكة».
وقال ناجي طيارة الذي يتنقل ما بين القاهرة وتونس ودبي والدوحة وعواصم أخرى، إنه على اتصال مباشر مع والده الذي ساهم في وضع إعلان دمشق سابقا 2006، مشيرا إلى أن الملف السوري على وشك التدويل، محملا النظام مسؤولية المخاطر التي ستترتب على ذلك، وقال إن المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لـ«تعذيب مستمر» وإن العفو العام الذي أصدره الرئيس بشار الأسد «ناقص» لأن «بعض الذين أفرج عنهم أحيلوا إلى فروع أمنية أخرى». وأوضح ناجي طيارة أن سوريا تشهد «لحظات حرجة جدا تشبه مخاض الولادة».
وعن الوضع العام في مدينته حمص، قال إن «المدينة شبه محتلة، والأحوال العامة فيها مأساوية ومتوترة وكل الشوارع مغلقة والقوى الأمنية والعسكرية تنتشر فيها. حمص لا يتحرك فيها شيء على الإطلاق، باستثناء المداهمات التي لا تتوقف وأحيانا معرضة للقصف بمدافع الهاون، وشبيحة النظام في الشوارع، وهي مدينة منكوبة، والسلطات لا تسمح بالمظاهرات بسبب الاحتقان في الجو العام بالمدينة، ومنذ آخر اعتصام في حمص عاصمة الثورة، بمشاركة والدي في أبريل (نيسان) الماضي، لا تسمح السلطات بأي اعتصامات، رغم خروج المظاهرات بصفة يومية، وبشكل عام هناك حالة احتقان عام في المدينة، ويوجد منشقون من الجيش السوري الحر في بعض أحياء المدينة، مما يسبب مواجهات من حين لآخر، وهي تحت ضغط أمني هائل».
وعن توقعاته بموعد سقوط النظام، قال طيارة «نحن في العادة لا نتحدث عن مدة زمنية معينة، وإن كان هناك شعور بأن السقوط بات وشيكا، بسبب الحصار الاقتصادي على النظام والحصار السياسي أيضا، وهناك أيضا انشقاقات في الجيش وهيكل الدولة، ويبدو أن بشار الأسد على أرض الواقع فقد السيطرة على أماكن كثيرة من الداخل السوري، وهناك أيضا مراكز أبحاث عديدة نشرت بيانات عن تأثير العقوبات الاقتصادية على النظام، والمنشق الأخير عن النظام عضو مجلس الشعب عماد غليون أوضح أن النظام صرف ملياري ليرة على (شبيحة) الأسد، وهناك رجال أعمال بالفعل خرجوا إلى خارج سوريا، كما أن الليرة السورية فقدت 60 في المائة من قيمتها بحسب تقديرات الخبراء والمراقبين من مراكز أبحاث اقتصادية، وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر وكذلك أسعار المحروقات، وعلى الجانب الآخر يجب أن لا ننسى أن دعم إيران بالمال والدعم اللوجستي للنظام السوري، وكذلك دعم النظام العراقي، يطيل قليلا من عمر النظام».
استياء لبناني بعد مقتل فتى برصاص سوري واحتجاز زورق يقله وقريبيه
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال
أطلقت البحرية السورية النار أمس على مركب صيد لبناني، على متنه ثلاثة أشخاص، قبالة شاطئ بلدة العريضة الحدودية المحاذية لسوريا، مما أدى إلى مقتل الفتى ماهر حمد (14 عاما) وإصابة عمه خالد (35 عاما) بجروح، بينما لم يصب عمه الثاني فادي، (36 عاما)، بأي أذى. واقتادت البحرية القارب بعد إطلاق النار عليه بمن فيه إلى الداخل السوري.
وبينما أكد أفراد العائلة وأهالي بلدة العريضة (شمال لبنان) أن الشقيقين وابن أخيهما كانوا يصطادون فجرا في البحر مقابل البلدة، أفادت الرواية السورية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بأن «عناصر دوريات الموانئ السورية في محافظة طرطوس تمكنت من ضبط قارب لبناني للتهريب بعد تسلله من شمال لبنان إلى داخل المياه الإقليمية السورية قبالة قرية الخرابة».
ونقلت (سانا) عن الرائد علي يونس، من ضباط المديرية العامة للموانئ، إشارته إلى أنه «قام مع زملائه من عناصر دورية الموانئ بإنذار القارب المتسلل للتوقف أكثر من مرة، ولكن أفراد طاقمه لم ينصاعوا للأوامر وقاموا برمي حمولته من الصناديق في البحر، محاولين الهروب باتجاه شمال لبنان». وأشار إلى أنه «لدى توجهه إلى سطح القارب المتسلل لطلب ثبوتياته، قام آخرون في خمسة قوارب لبنانية أخرى قدمت من المياه الإقليمية اللبنانية بإطلاق النار باتجاه القارب، مما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد طاقم القارب اللبناني المتسلل»، موضحا أنه «تم قطر القارب المتسلل إلى ميناء طرطوس التجاري وطلب الإسعاف لنقل المصابين إلى المشفى، في حين سلم الثالث حيا للجهات المعنية».
وأثار الخبر فور شيوعه استياء لبنانيا عارما في بلدة العريضة، حيث أقدم أهاليها على قطع الطريق الدولية الساحلية التي تربط لبنان وسوريا، على بعد نحو مائتي متر من الحدود السورية، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم. وقال أحمد حمد، والد الشاب القتيل، إن زوجته «دخلت إلى سوريا بعد الحادث وتمكنت من رؤية ابنها ماهر ميتا نتيجة إصابته بالرصاص في مشرحة مستشفى باسل الأسد في طرطوس»، مشيرا إلى أن زوجته «تحاول مع عدد من أقربائها في الجانب السوري إعادة الجثة إلى لبنان». وأكد أن شقيقه خالد «مصاب وهو موجود في المستشفى، بينما شقيقه الآخر فادي موجود في فرع الاستخبارات السورية في طرطوس».
 
سليمان يطلب «احترام السيادة» وميقاتي يدين «اعتداء» زورق سوري على صيادين لبنانيين
بيروت – «الحياة»
 

أدى اختراق سوري جديد للحدود اللبنانية فجر أمس، الى مقتل شاب وإصابة آخر وتوقيف السلطات السورية لثالث بعدما أُطلقت النار من زورق سوري على قارب صيد لبناني كان قبالة شاطئ بلدة العريضة اللبنانية الشمالية في المياه الإقليمية، ما سبب توتراً على الحدود. وقطع أهالي البلدة الطريق في الجانب اللبناني وأشعلوا الإطارات احتجاجاً، فيما شهد الجانب السوري استنفاراً عسكرياً، فيما قالت وكالة «سانا» السورية للأنباء إن القارب «للتهريب».

وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال سليمان «تابع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية المعنية الحادثة التي وقعت فجراً قبالة بلدة العريضة مستنكراً إطلاق النار الذي أدى الى سقوط ضحية».

وإذ أكد الرئيس سليمان «ضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها»، دعا الى «التعاون بين الجانبين لمنع تكرار ما حصل»، طالباً «تسليم الأشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة ومباشرة التحقيقات ومراجعة الإجراءات الواجبة لتجنب حصول مثل هذه الحوادث مستقبلاً».

وأفاد مكتب ميقاتي أنه تابع «موضوع الاعتداء الذي استهدف ثلاثة صيادين لبنانيين من قبل زورق حربي سوري، وأجرى لهذه الغاية اتصالات مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمراجع الأمنية المختصة».

وشدد ميقاتي على «وجوب الإسراع بمعالجة الحادث من قبل لجنة التنسيق الأمنية اللبنانية – السورية، وإعادة الصيادين اللبنانيين»، وقال: «إننا ندين هذا الاعتداء الذي حصل، وقد شددنا على وجوب اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره».

وكان الشبان الثلاثة خالد وفادي وماهر حمود من بلدة العريضة وهم صيادو أسماك أبحروا فجر أمس من أجل الصيد وعند وصولهم على بعد 500 متر من الشاطئ في المياه الإقليمية اللبنانية اقترب من قاربهم زورق سوري وأطلق النار باتجاههم فأصيب كل من ماهر وخالد بحسب شهود عيان.

وأفاد سكان البلدة أن الزورق السوري ما لبث أن اقترب من القارب وسحبه الى المياه الإقليمية السورية، وتحديداً الى مرفأ طرطوس. وعندما علم الأهالي بأن الفتى ماهر حمود (16 سنة) أصيب وما لبث أن فارق الحياة، وأنه وابنيّ عمه نقلوا الى سورية، قطعوا الطريق الدولية المؤدية الى المعبر نحو سورية بالإطارات المشتعلة، وأخذوا يهددون بالهجوم على مركز الأمن العام السوري الحدودي وإحراقه بعد أن رشقوه بالحجارة، إلا أن القوى الأمنية الموجودة هناك حالت دون وصولهم إليه. وتبين أن الشاب خالد حمود أصيب بدوره في بطنه ورجله نتيجة إطلاق النار عليهم من الزورق السوري.

وانتقلت والدة الفتى القتيل ماهر الى سورية لمحاولة استعادة جثته إلا أن الأمن السوري أبلغها أن إجراءات نقله تقتضي الحصول على إذن رسمي بذلك من السفارة اللبنانية في دمشق فعادت الى بلدة العريضة بعد ظهر أمس. وتبين أن الشاب الثالث فادي موقوف لدى السلطات السورية.

وأكدت مصادر رسمية لـ «الحياة» أن الشبان الثلاثة من عائلة فقيرة، وكانوا يسعون الى صيد السمك الذي يعتاشون منه وأنهم لم يتجاوزوا الحدود اللبنانية، ما دفع الرئيس سليمان الى التركيز في تصريحه على «ضرورة احترام سيادة كل دولة».

وحتى مساء أمس كانت الطريق الدولية ما زالت مقطوعة نتيجة غضب الأهالي، فيما الجنود السوريون في حال استنفار من الجهة الثانية من الحدود التي تبعد في بعض الأماكن زهاء 100 متر.

واعتبر نائب رئيس البرلمان فريد مكاري أن «نظرية الحكومة النأي بالنفس لا تنطبق على التعديات السورية»، ودعا الى «الدفاع عن النفس... وصولاً الى تقديم شكوى الى مجلس الأمن».

وكلّف سليمان وميقاتي لجنة الارتباط اللبنانية – السورية والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري باستعادة الصيادين الثلاثة.

وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء من جانبها مساء، أن «عناصر دوريات الموانئ السورية في محافظة طرطوس تمكنت من ضبط قارب لبناني للتهريب بعد تسلله من شمال لبنان الى المياه الإقليمية السورية قبالة قرية الخرابة».

ونقلت الوكالة السورية عن الرائد علي يونس من ضباط مديرية الموانئ أنه «أنذر القارب المتسلل أكثر من مرة، لكن أفراد طاقمه لم ينصاعوا للأوامر ورموا حمولته من الصناديق في البحر محاولين الهروب باتجاه شمال لبنان». وأضاف أنه لدى توجهه «الى سطح القارب المتسلل لطلب ثبوتياته قام آخرون في خمسة قوارب لبنانية أخرى قدمت من المياه الإقليمية اللبنانية بإطلاق النار باتجاه القارب ما أدى الى إصابة اثنين من أفراد طاقم القارب اللبناني المتسلل».

وأشار الرائد يونس الى أنه «تم قطر القارب المتسلل الى ميناء طرطوس التجاري وطلب الإسعاف لنقل المصابين الى المشفى وسلم الثالث حياً الى الجهات المختصة».

وقالت «سانا» إن «عناصر من الجهات المختصة اشتبكت ليل أول من أمس، مع مجموعة إرهابية حاولت التسلل عبر الحدود (البرية) في منطقة تل كلخ وقتلت 3 من أفرادها بينما فر أفراد باقي المجموعة في اتجاه الأراضي اللبنانية». واتهم مصدر رسمي سوري «المجموعة الإرهابية بأنها كانت تحاول إدخال كميات من الأسلحة الى سورية، تمت مصادرتها مع ذخائرها».

لكن مصادر لبنانية رسمية أبلغت «الحياة» أن قوارب الصيد لا تغادر الشاطئ إلا بإذن من وحدات الجيش اللبناني المولجة حفظ أمن الموانئ.

 
رقص الثورة
الحياة...رشا الأطرش
 

في سورية، يرقص الناس في الشوارع، فتنتظم تظاهراتهم. بالحركة والإيقاع تلتئم مع الهتاف واللافتات ذروةً بصرية على طريقة كفرنبل، والرّدَى سلسبيل الأسفلت.

بالأجساد المموسقة يحتجّ السوريون، ويبثّون مظالمهم إلى ضمير العالم، إلى عين الكاميرا الخليوية، إلى الإعلام الممنوع عنهم، وشاشة «يوتيوب»، وأسماع السلطة وأنظارها. يغنّون في حلقات الدبكة يطالبون بإسقاط النظام. التظاهرة، كل مرة تقريباً، احتفالية بشوكة الرعب المكسورة. يقفزون كجسد واحد، ضامّين أكتاف بعضهم بعضاً بالأذرع. أحياناً، تندلع موجة بشرية. وقد تلوّح الجموع بالقبضات، اليمنى أولاً، ثم اليسرى، ثم ترتفع الأكفّ فوق الرؤوس مصفّقة.

كان الخوف يوحّد السوريين، معظمهم. القمع مظلّة الهويات، السياسية والثقافية والطائفية والإتنية. الخوف عابر سلبي للجماعات، لا صمام أمان ضد حرب أهلية. الخوف نوم بلا أحلام. والإبداع، في ظلّه، فلتات يقظة. وتلك الوحدة الوطنية بلا صوت، لا يعوّل عليها. لا يأتي الفرد في كنف الخوف سوى الحركة المسموح بها، وأكثر منه الجماعة. لكن الرقص الثوري حركة تمرّد سلمية، بل تصعّد إلى عنف التعبير الأقصى، والجسد المتعرّق برقصه في عزّ البرد... سلاح. والرقص أصلاً فرح. ليس صدفة التعبير الشائع «يرقص فرحاً». لذا، فهو في سورية، مظهر من مظاهر القوة والانعتاق، رسائله تصل أبعد. لم يفرح الثوار بنصرهم بعد، لكنهم يكتشفون فرحهم بقدرتهم أخيراً على طلب الغد، يرقصون استسقاءً له. تظاهراتهم يوفوريا جماعية. صلابتهم معنوية، في ثورة ما زالت سلمية في غالبيتها... وتُدكّ بالدبابات.

الكل في قفزة جسد واحد و...»واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد».

ربما لا يترك رقص الثورة السورية مساحة للفرد. لعل هذا ليس وقته، إن كانت الكلمة لا تزال ليد النظام التي من حديد... تهوي على مدن وقرى بكاملها... تطحن البيوت حصاراً واعتقالاً. الفرد يحضر على «فايسبوك» و»تويتر».

الفرد في قصص الأطفال واللاجئين والناشطين المطاردين كمجرمين تجرأوا على تصديق الحلم. الفرد في شهادات الناشطين تولَّف لشرائط فيديو على الإنترنت، في نصوص أسامة محمد وسمر يزبك، في «ستاتوس» ياسين الحاج صالح على «فايسبوك». الشارع ما زال في حاجة إلى لُحمَة، قد لا تحميه، لكنها ترياقه. لا درع، إنما استنهاض للثقة، ولو من تحت الركام وأقبية التعذيب. وأي قالب تتجلّى فيه اللُّحمة، وتتجسّد، أفضل من الرقص؟

الثورة السورية التي انطلقت شرارتها الأولى من الريف... الرقص صوت أجسادها. منذ أكثر من عشرة أشهر، من يبقَ حياً، يصرخْ بساقيه وذراعيه وكفّيه. يخرق الهواء بحياة صمدت واستعصت... حتى اللحظة. الثورة، التي نجحت السلطات في سدّ الطرق على مسيراتها إلى أي ساحة مركزية في أي من المدن، تلتزم الشارع، بل الأزقة والأحياء الداخلية. غالباً ما تخرج مستورة بعتمة الليل. «التظاهرات الطيّارة» تحتمي بعنصر المفاجأة، وبالمدة القصيرة التي لا تتيح لأمن مستذئب إدراك المتظاهرين. كل ذلك يجعل وقت التظاهر ثميناً، مشحوناً، كثيفاً. لذلك يعلو الرقص، مع أغنيات الساروت والقاشوش أو من دونها، على وقع الهتاف، أو اكتفاءً بأوركسترا التصفيق الجماهيري.

الرقص، في الأصل، فن تقليد الشغف. والرقص الشعبي لا يحتاج تمرينات أو مسرحاً. الكل فيه سواسية، يؤدون حـــــركات توحّدهم، غالباً ما تكون بسيطة. والمنضم الجديد لا يحتاج من يعلّمه، يكـــفي أن يراقب قليلاً فيندمج. رقص الثورة طقس نضال، الحركة النغمية في مقاومة البطش.

كل شعور ذاهب إلى حدّه الأقصى. فالخارجون من بيوتهم إلى تظاهرة يعون أن فرصهم في العودة إليها أحياء، توازي فرصهم في الاعتقال أو تلقّي الرصاص في الرؤوس والصدور... بل أسوأ من ذلك: هناك احتمال الموت تعذيباً أو اغتصاباً. بالرّوحية هذه، ينزل المتظاهر من بيته. وبالرّوحية هذه، لا يسعه سيراً عادياً مع السائرين. لا بدّ أن تلك الموجة البشرية، القفزة تأتيها عشرات الأجساد معاً، التصاق الأجساد عند الأكتاف... لا بدّ أن في ذلك كله ما يجعل الموت أصغر، ولو ضمن لعبة نفسية ينساق فيها المتظاهرون أنفسهم حبّاً وطواعية. كأنهم يتحدّون «المحتوم» في قالب رجل واحد. قد يصيبهم في النهاية، لكنهم يسخرون منه رقصاً وإلا أسقطهم أحياء. فالمهم هو الآن وهنا. اللحظة هي المهمة، وكل لحظة مهمة، في كل «مسائية» وكل يوم جمعة. الرقص، في كل من تلك اللحظات، يشحذ القوة. قوة أن تريد، قوة أن تخرج إلى ما تريد.

 
 
 
 
بنغازي السورية!

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط... مثلت مدينة بنغازي الليبية نقطة التحول الرئيسية في الانتفاضة الشعبية على نظام العقيد القذافي، حيث أصبحت المدينة نفسها قاصمة الظهر للقذافي، حين تحولت إلى منطقة عازلة، مما سهل التدخل الخارجي. واليوم تشير مجريات الأحداث في سوريا إلى أن الثوار هناك باتوا يبحثون عن أمر مشابه، وربما أكثر فعالية.
فالثوار السوريون يقومون اليوم بانتهاج استراتيجية تبدو ذكية، وفعالة إلى حد الآن، وهي البحث عن بنغازي سورية، أو كما قال لي مصدر مطلع على ما يدور على الأرض في سوريا، إن الثوار هناك «يبحثون عن بنغازيات، وليس بنغازي واحدة» فهناك حمص، والزبداني، وغيرهما، مما اعتبرها الثوار السوريون مدنا محررة. وإن كانت هناك تساؤلات بالطبع حول انسحاب الجيش الأسدي من بعض تلك المناطق، خصوصا أن الانسحاب جاء نتاج تفاوض مع الجيش السوري الحر، والذي بات يحمي بعضا من المظاهرات في مناطق حساسة بسوريا، وبعض منها في ريف دمشق، وهو أمر بالغ الأهمية؛ حيث يفسر ضعف واهتزاز القوات الأسدية، وتضعضع سيطرتها على بعض المناطق السورية.
وهناك تفسير لسبب هذا الاهتزاز الأسدي، حيث تشير المصادر إلى أن النظام الأسدي بات يعمد إلى تقليص تسليح أفراد الجيش السوري النظامي، وذلك خشية انشقاق أفراده، وأخذ أسلحتهم معهم، وهذه نقطة مهمة جدا، حيث يقول لي أحد المصادر إنه في البدء كان أفراد الجيش يقاتلون ثم تتم عملية الاستسلام أو الانشقاق، أي بعد أن يحمى وطيس المعركة، لكن ما يحدث اليوم مختلف تماما، حيث يقول المصدر إنه ما إن تحاصر فرق الجيش من قبل الثوار والجيش الحر إلا وتسمع «البكاء والتوسل من قبل أفراد الجيش التابع للأسد». فعملية التسليح الحقيقية تتم لأفراد الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، وكذلك للحرس الجمهوري، اللذين باتا منهكين، وليس بمقدورهما الوجود في جل المناطق السورية.
ولذا، فإن الثوار باتوا يسعون إلى فرض واقع جديد بحثا عن «بنغازيات» سورية، وحتى تحين لحظة الصفر لتوصيل تلك المناطق المفرقة في خط أو سياق واحد، لتكون هناك منطقة عازلة فعليا، وقبل تدخل أي جهة خارجية، وهذا ما قد يبرر المعلومات التي تتردد عن محاولة النظام الأسدي لإشراك مجموعات من حزب الله للمساعدة على إفشال مشروع «بنغازيات» سورية! كما أن هناك رواية تقول إن النظام الأسدي يعمد إلى انتظار رحيل وفد المراقبين العرب ليقوم بتسديد الضربة الأخيرة للثوار.
عليه، هذه قراءة للأوضاع السورية، نقلا عن مصادر قريبة من الثوار، تساعد على ملاحظة أمر مهم وهو أن الوقائع على الأراضي السورية تسير بوتيرة أسرع بكثير من وتيرة الدبلوماسية العربية والدولية، وتزيد أهميتها في حال استحضار تصريحات الملك عبد الله الثاني التي قال فيها إن الأسابيع القادمة حاسمة في سوريا، وهناك معلومات بنفس الاتجاه يرددها الأتراك لزوارهم، وهو ما صرح به الإسرائيليون أيضا!
ولذا فالسؤال هو: هل يتأمل المجتمعون في القاهرة اليوم هذه الوقائع، أم لا؟
 
إيران وسوريا.. معا على الطريق إلى جهنم

علي سالم... جريدة الشرق الاوسط.... التدخل العسكري في سوريا بقوات عربية تحت أي اسم، ربما يكون أصعب القرارات في الدنيا على صانع القرار، وهو ما يحتم أن نكون نحن جميعا مشاركين فيه ومسؤولين عن اتخاذه، وهو ما يتطلب أن نضع على مكتب صاحب القرار كل ما نصل إليه من احتمالات ومخاوف. حتى الآن حرصت الأطراف التي تدعم الفكرة، فكرة التدخل العسكري، على عدم استخدام كلمة الحرب، وهو احتمال وارد، على الرغم من كراهيتنا جميعا أو معظمنا لفكرة الحرب وما يمكن أن تجره على المنطقة من ويلات.
وإذا كنا نطمئن أنفسنا بأن الهدف من إرسال قوات إلى سوريا، الهدف منه فقط هو منع النظام السوري من مواصلة عملية ذبحه للشعب السوري، وهو هدف نبيل لا بد من تحقيقه، غير أننا لا بد أن نتنبه إلى أن حروبا كثيرة في التاريخ وفي منطقتنا تحديدا اندلعت بغير رغبة من أطرافها نتيجة للخوف والإجهاد العصبي وربما بوهم القدرة على الانتصار فيها. رأينا ذلك في بداية الستينات في اليمن ورأيناه في صحراء سيناء في 1967.
في اليمن أرسلت القيادة في مصر محمد أنور السادات إلى اليمن لعمل تقدير موقف، فعاد وقال: «إن كتيبة واحدة قادرة على السيطرة على الموقف هناك». بعد ذلك اكتشف عبد الناصر أنه لا بد من تدعيم هذه الكتيبة بعدة ألوية من القوات المسلحة المصرية، وكانت المذبحة التي ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المصريين واليمنيين بعد أن تحول كل شبر في اليمن إلى ساحة قتال. كان الهدف المعلن في ذلك الوقت هو حماية الثورة اليمنية، في ذلك الوقت البعيد الذي كانت تسمى فيه الانقلابات العسكرية ثورات.
عدم القدرة على حسم الموقف في اليمن كان السبب في حالة إجهاد عصبي حاد للقيادة في مصر دفعتها لاتخاذ قرار بإرسال القوات المسلحة المصرية إلى سيناء في استعراض هائل الحجم انتهى بهزيمة 1967 المروعة. والبداية كانت سوريا، قيل إن إسرائيل حشدت قوات لها على الحدود السورية، أكد السوفيات أنه لا توجد حشود، كانت هناك اتفاقية دفاع مشترك بين مصر وسوريا عقدت قبلها بأشهر، أصدر موشيه ديان تصريحا قصيرا ومؤثرا للغاية، طلب فيه من الحكومة السورية أن تمنع (المخربين) من دخول إسرائيل وهدد بأنه سيدخل دمشق ليزيل النظام هناك غير عابئ باتفاقية الدفاع المشترك المصرية السورية التي وصفها بأنها ليست أكثر من قصاصة ورق. أنا على يقين أن ديان كان يعرف مقدما ردود الفعل عند عبد الناصر على تهديده، كان يلعب على ورقتين، الغضب والكبرياء.
لقد أطلت في مقدمتي لكي أصل لهاتين الكلمتين (الغضب والكبرياء)، وأقول.. إرسال قوات عربية مسلحة لحماية الشعب السوري، فعل بكل ما يحمله من حق ونبل، ربما ينتهي بالحرب التي ستشترك فيها حتما إيران. ولكن الحرب عند الجنرالات ورجال السياسة لا تحدث بسبب الغضب ولا لأسباب تتعلق بالكبرياء، بل لحتمية حدوثها كاختيار أخير يحدث حتما لحماية الوطن بعد فشل كل الخيارات الأخرى. لا تستطيع أن ترسل عدة جنود إلى أي مكان بغير أن تغامر بإشعال حرب. هذا هو ما حدث مرتين لمصر في الستينات، غير أنه من المؤكد وربما أكون مخطئا، أن عبد الناصر لم يكن يفكر في الحرب بمعناها الشامل عندما ذهبت قواته إلى اليمن أو عندما احتشدت على صفحة الصحراء في سيناء في انتظار الطيران الإسرائيلي ليقوم بتدميرها.
كما أن الاقتراح بإرسال قوات عربية ترتدي البيريه الأزرق إلى سوريا لحماية الشعب السوري من حكومته فاقدة العقل والرحمة هو أيضا اقتراح يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة بدافع من الغضب والألم وقلة الحيلة، غير أنه في نهاية الأمر لا يغير شيئا من طبيعة الموقف في سوريا، قوات مراقبة، عربية أو دولية ستعجز عن حماية الشعب السوري، إن نظاما يائسا يقوده عدد من فاقدي الإنسانية سيعرف طريقه دائما لقتل عدد من شعبه كل يوم بعيدا عن أعين المراقبين.
نحن جميعا نمشي فوق حقل ألغام زرعته الحكومة الإيرانية في المنطقة كلها ووقفت تتفرج علينا من بعيد وقريب أيضا في انتظار من ينفجر فيه أول لغم لكي تتوالى بعد ذلك انفجارات بقية الألغام. أعرف بالطبع مدى ما يثيره هذا الوضع في النفس من ألم وإحساس بالعجز غير أني لا أريد أن تتاح الفرصة لألم أكثر.
لا بد أنك قد وصلت الآن إلى الحد الذي تسألني فيه: ماذا تقترح لإيقاف هذه المذبحة.. حسنا لن نرسل جنودا.. ماذا نفعل لحماية الشعب العربي السوري؟
أكذب عليك لو قلت لك إن لدي وصفة جاهزة لذلك، غير أني بشكل عام أعرف أن المنطق أو الضمير أو القيم العليا أو حتى المصلحة عاجزة عن إقناع الشخصية السايكوباتية التي تعتبر نفسها في عداء مع المجتمع، مجتمعها والمجتمع العالمي.
على المحكمة الجنائية أن تتدخل ليعرف السادة في سوريا أن المزيد من العدوان على شعبهم هو جريمة سيحاسبون عليها. لا بد من محاكمة كل الضباط الذين يقتلون الشعب السوري بدم بارد وعلى الدبلوماسية العالمية أن لا تكف عن العمل لإقناع القيادة السورية بأنها تخلت عن العالم كله وأن العالم تخلى عنها لأنها اختارت الجانب الخاسر وأن علاقتها المرضية بالحكومة الإيرانية لا تصلح بديلا عن علاقتها بشعبها وبالأمة العربية.
آليات الوعي عند الفرد هي نفسها عند الجماعة، لقد قابلت في حياتي كثيرين من السايكوباتيين (Anti society) هم (يتنططون) أمامك وخلفك وحولك وفوقك وتحتك، وهدفهم هو الدخول في معركة معك نتيجتها الوحيدة هي خسارتهم وإنزال العقاب بهم. وهم في ذلك يوهمونك بأنهم على وشك إشعال الحرب، غير أنهم في حقيقة الأمر عاجزون عن تحمل نتائجها أمام شعوبهم، لذلك يحرصون وبكل الطرق على توريطك لتقوم أنت بإشعالها. هذا هو بالضبط ما تفعله حكومة نجاد وخاصة في الشهور الأخيرة، مناورات بحرية وصواريخ قادرة على الوصول إلى القمر، ثم تسمي ذلك كله مناورات سلام.. يا سلام. ثم أخيرا لجأت (للتلاكيك) هي (بتتلكك) - اغفر لي أنني استخدمت كلمة من قاموس العامية المصرية لم أجد لها بديلا مقنعا في الفصحى - وذلك عندما يطلب مسؤول إيراني من السعودية عدم ضخ المزيد من البترول إلى الغرب. إذا قمنا بتحويل هذه التصريحات إلى مشهد في مسلسل تلفزيوني عن البلطجة، فلا بد أن نتخيل البطل يقف مهددا سكان شارعه: إيه ده؟.. ما حدِش عاوز يشتري البنزين مني؟.. طيب.. كله يقفل دكانه.. ما حدش يبيع حاجة.. وإلا حاتشوفوا هاعمل فيكم إيه.. أنا مش بالعب هنا.. أنا مش هفيّة.. طلع يا واد الصواريخ والمدمرات عشان نفرّجهم هاعمل فيهم إيه.
من المستحيل فصل ما يحدث للشعب السوري عن طبيعة العلاقة بين إيران وسوريا، هناك أشخاص وأنظمة أيضا، عندما تتخذ قرارا بالذهاب إلى الجحيم، تختار مرافقا ليسليها في الطريق. وعلى قيادات الجيش السوري أن تتنبه إلى ذلك.
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,158,458

عدد الزوار: 6,981,087

المتواجدون الآن: 64