تقارير ...الصين تمكنت من سرقة أسرار أحدث طائرة أوروبية مقاتلة..دعوة إلى جبهة موحدة تسقط النظام الإيراني وتقيم بديلاً فيدراليًا..طموح الإسلاميين في الجزائر أن يدفعهم الربيع العربي إلى البرلمان والحكومة

العدوان على غزة: اختبار قدرات «حماس» ورد مصر... وتسويق «القبة الحديدية»

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 آذار 2012 - 5:02 ص    عدد الزيارات 2555    التعليقات 0    القسم عربية

        


العدوان على غزة: اختبار قدرات «حماس» ورد مصر... وتسويق «القبة الحديدية»
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة

في مراجعة سريعة للأيام التي سبقت اغتيال الامين العام للجان المقاومة في غزة زهير القيسي، ورفيقه الأسير المحرر، محمد الحناني، وما رافق الاغتيال من تصريحات اسرائيلية، يظهر بوضوح ان ثلاثة أسباب اساسية وقفت خلف مبادرة اسرائيل للتصعيد الامني عند الحدود الجنوبية: الاول استبقت به اسرائيل الضربة والثاني كشفه وزير الدفاع، ايهود باراك، في بداية العملية، أما الثالث فتحدث عنه رئيس اركان الجيش وكأن غزة حقل تجارب لإسرائيل.

في حملة التحريض على حركة حماس التي روجت لها اسرائيل قبل يومين من اغتيال القيسي، تحدثت في شكل واضح عن ان حماس باتت تهدد امنها وأن تخطيطها المستقبلي يشكل خطراً حقيقياً على امن اسرائيل. وروج الجيش لتقرير استخباري جاء فيه ان الحركة تواصل تعزيز قدراتها العسكرية بالتزود بالمزيد من الأسلحة المتطورة، وبأنها ادخلت السنة الماضية سبعة أضعاف ما تزودت به من اسلحة عام 2010 ما زاد عدد الصواريخ بنسبة اربعين في المئة وعدد القذائف المدفعية بنسبة خمس وعشرين في المئة. وروج الجيش لتدريبات جيشه على سيناريو مواجهات تحت الارض مدعياً ان الحركة تمتلك منظومة حربية وعسكرية تحت الأرض تشمل عشرات «الأنفاق القتالية» المرتبطة بالبيوت داخل القطاع، بعضها أنفاق معدّة لعمليات اختطاف جنود اسرائيليين وأخرى لنقل الأسلحة وتهريبها في الجنوب. وزادت اسرائيل في حملة تحريضها على حماس عند اعلانها ان الحركة تقوم بتشكيل خلايا مسلحة تعمل تحت اسماء مختلفة وتخطط لتنفيذ عمليات ذات نوعية عالية من سيناء ضد اسرائيل وتطمح الى النجاح في تنفيذ عملية اختطاف جنود اسرائيليين.

ولم تتأخر اسرائيل في التفاخر بقدرتها على «الردع والدفاع» واعترفت في شكل واضح بأنها هي التي بادرت الى هذا التدهور الامني باغتيالها القيسي. واستهل رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، جلسة حكومته الاسبوعية التي عقدت على وقع اطلاق الصواريخ وصفارات الإنذار في الجنوب، بالتفاخر بتنفيذ جريمة اغتيال القيسي وتعامل مع مقتل ثمانية عشر فلسطينياً كمجرد ارقام. فلم يذكرهم ولم يقدم ولو اعتذاراً او حتى تبريراً لجريمة قتل اطفال وأبرياء من بينهم.

أما وزير الدفاع ايهود باراك، فقد كشف عن السبب الثاني الذي دفعه إلى هذا العدوان، وهو يتعلق بمنظومة الصواريخ المعروفة بـ «القبة الحديدية». وأكد ما نشر في وسائل الإعلام الاسرائيلية من ان وزارة الدفاع تريد من خلال ضربتها هذه ان تثبت ضرورة التزود بالقبة الحديدية التي «اثبتت قدرتها وقوتها على حماية السكان». ووفق المعطيات التي اوردها باراك، فإن «هذه المنظومة نجحت في الجولة الاخيرة في اسقاط تسعين في المئة من الصواريخ التي أُطلقت باتجاه مناطق اسرائيلية مأهولة بالسكان». استعراض باراك هذا جاء موجهاً في الاساس الى الداخل الاسرائيلي، ليس لطمأنة السكان على قدرة الجيش على الحفاظ على امن الاسرائيليين فحسب، انما لدعمه في معركته مع وزارة المالية الاسرائيلية للحصول على المزيد في الموازنة العسكرية. ولم يذكر باراك في استعراض عضلاته ان اليوم الثاني من المواجهات كلف اسرائيل، من ناحية الدفاع بواسطة منظومة القبة الحديدية، اربعة ملايين دولار، على الاقل، حيث اطلقت المنظومة، حتى ساعات بعد ظهر اليوم الثاني، واحداً وأربعين صاروخاً بتكلفة مئة ألف دولار لكل صاروخ. وبالنسبة الى باراك، فهذه الخسارة الكبيرة شكلت ربحاً في معركته حيث اعتبرها دليلاً على ضرورة زيادة الموازنة العسكرية. ولم يكتف باراك في الاعلان عن نصب منظومة رابعة خلال الشهر المقبل، بل راح يطرح طلباته للاستمرار في تعزيز قدرة جيشه على حماية السكان، وأعلن انه سيطرح للنقاش مجدداً اقتراح صناعة منظومة «العصا السحرية» المتعددة الطبقات واعتبارها مشروع «طوارئ قومياً»، وذلك لإلزام الجهات ذات الشأن المصادقة عليها وصناعتها.

وهناك جانب آخر لهذه المنظومة، حيث إن الجيش الاسرائيلي معني بتسويقها وبيعها إلى دول صديقة عدة. وبالطبع، فإن من الصعب بيع المنظومة من دون البرهنة على نجاحها في الميدان الحربي العملي. وفي العمليات الأخيرة كانت نسبة نجاحها 55 في المئة الى 70 في المئة، وهذا غير كاف. لذلك، كانت هناك حاجة ماسة لتحسين الأداء. وهذا ما تحقق في التصعيد الأخير، حيث وصل النجاح إلى 90 في المئة وفق باراك.

وأما السبب الثالث لهذا العدوان، فقد كشفه رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، عندما قال إنه أراد أن يتيقن من معرفة ما تملكه التنظيمات الفلسطينية من اسلحة واذا كانت بالفعل تزودت بصواريخ اكثر تطوراً من تلك التي استخدمتها سابقاً. وفي استنتاجه قال غانتس ان صواريخ «غراد» التي كانت تمتلكها حماس فقط باتت اليوم في حوزة فصائل اخرى تحملت مسؤولية اطلاق الصواريخ بينها «ألوية صلاح الدين» و «سرايا القدس». وتبين ايضاً ان بين الصواريخ التي اطلقت «الكاتيوشا» التي يمكن ان تصل تل ابيب.

وإزاء هذه الوقائع عن اهداف العدوان الاسرائيلي على غزة كتب أليكس فيشمان، الصحافي المعروف بعلاقاته القوية مع القيادتين الامنية والعسكرية، تحت عنوان «تصعيد مدبر» ، «ان الجيش نصب كميناً لحماس وقام سلاح الجو باستعدادات مسبقة عندما نصب بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ وغطى سماء غزة بمختلف أنواع الطائرات، فجاءت النتائج مطابقة لهذه الاستعدادات. وبصراحة قال فيشمان: «التصعيد في غزة موجه في الأساس للضغط على حكومة حماس، ووضعها أمام معضلة مزدوجة، إذ سيكون عليها وهي تسعى حالياً إلى الظهور كجسم سياسي براغماتي، أن تقرر ما إذا كانت تملك القدرة والإرادة الضروريتين لكبح جماح الجهاد الإسلامي التي باتت تهدد هيمنة حماس في القطاع». وفي الوقت نفسه، فإن اسرائيل بعثت برسالة واضحة لحماس عبر هذا التصعيد بأن لا حصانة لأي قيادي منها وبأنها لن تقبل ان تتحول غزة الى نقطة انطلاق للعمليات عبر سيناء.

يمشون وهم موتى

إسقاط حماس هو واحد من الاهداف التي دعا اليها معظم وزراء حكومة بنيامين نتانياهو. وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان قال في شكل واضح انه لن يوافق على عملية اجتياح محدودة لقطاع غزة. وقال إنه لن يؤيد الاجتياح إلا إذا وضعت له الحكومة هدفاً سياسياً واضحاً هو الانتهاء من حكم حماس. وقال إن «اسقاط حماس هدف اتفق عليه عند تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي كأحد البنود الأساسية وجزء من الخطوط العريضة لسياسة الحكومة».

وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون كان اكثر فظاظة عندما وجه تهديداً مباشراً باغتيال مزيد من قادة التنظيمات الفلسطينية في غزة. وقال: «بالنسبة الينا، فإن هؤلاء يمشون اليوم وهم ميتون فلا يوجد أحد في قطاع غزة يتمتع بالحصانة». ورمى يعالون الكرة الى ما بعد شباك مرمى حماس لتصل الى مصر وقال: «التصعيد او الهدوء مرتبطان بالجانب الفلسطيني، أما النظرية التي خرج بها البعض وتقول ان الوضع الجديد بعد الثورة في مصر يكبل يد اسرائيل فهي نظرية فاشلة وما حدث في القطاع اكبر دليل.

وقال: «في جولات التصعيد الماضية لعبت مصر دور الوسيط ونحن لا نجري مفاوضات مع حماس المسؤولة عما يجري في قطاع غزة، فنحن نريد ان نوصل رسالة واضحة للغاية إذا واصلتم إطلاق النار فسنطلق النار عليكم وإذا ما أوقفتم إطلاق النار فسنوقف إطلاق النار، وأضاف بلهجة متعجرفة: «لا نخشى من أن تمس جولة التصعيد الحالية باتفاقية السلام مع مصر.

فجميع التهديدات من ان الوضع الداخلي لمصر يكبل ايدي إسرائيل من آثار القصف على غزة (ا ب).jpg القيام بما هو مطلوب كرد على ما يجري في قطاع غزة ثبت مرة اخرى أنه خاطئ».

هذه الاصوات الاسرائيلية داخل الحكومة ووجهت بتحذيرات من جهات اسرائيلية عدة. والاعتراف بمبادرة وتخطيط اسرائيل لهذا التصعيد انما اشعل النقاش الداخلي حول مدى نجاعة هذا القصف وهناك من حسم من جهة الرافضين للعدوان الاسرائيلي على غزة ومواصلة الاغتيال بأن تصفيات كهذه لن تمس بقدرة التنظيمات الفلسطينية ودوافعها. وساند هؤلاء موقفهم بمعطيات ووقائع منذ عملية «الرصاص المصبوب» (الحرب العدوانية على قطاع غزة سنة 2008 - 2009)، اذ ان الرد على التصفيات يأتي بالمزيد من الصواريخ وبينها صواريخ متطورة. لكن هذا النقاش ما زال في أوله، وقد يندثر قبل أن يتفاقم، لأنه يقتصر على الصحافة حالياً. ولم نسمع قائداً سياسياً واحداً يعارض العدوان.

 

 

 
 
طموح الإسلاميين في الجزائر أن يدفعهم الربيع العربي إلى البرلمان والحكومة
الحياة..الجزائر - عاطف قدادرة
 

يشعر أنصار «التيار الإسلامي» بنشوة نصر كبيرة قبل التشريعات المقبلة في الجزائر، ولا تخفي زعاماتهم احتفاءها بـ «الظرف الإقليمي» الذي أتاح الغلبة لأحزاب إسلامية في تونس ومصر والمغرب، بيد أن معسكراً آخر ما زال يروج لفكرة «الاستثناء الجزائري» القائم على عاملين: التجربة الأليمة المرتبطة بالإسلام السياسي، ومشاركة الإسلاميين في «إستراتيجية النظام» الذي يتهمونه اليوم بالفشل.

وتتوزع قاعدة «الإسلاميين» الحزبية، على ستة تشكيلات تتقاسم المرجعية وجميعها أقرب إلى «الإخوان» وأبعد عن «السلفية»، ويرى مراقبون أن الأحزاب الستة، ليست سوى عملية استنساخ لبعضها بعضاً، تسبب بها نهج «أليم» من الإنقلابات الداخلية، باستثناء «حركة مجتمع السلم» التي تحاول احتكار وصف «إخوان الجزائر».

ولكن «مجتمع السلم» هي التي «أنجبت» حزب «جبهة التغيير» الذي يتزعمه عبدالمجيد مناصرة، إثر صراع طويل بين فريقين، مثلت فيه مجموعة مناصرة خيار «المعارضة هي المكان الطبيعي للحركة» احتجاجاً على مشاركتها في تحالف رئاسي استمر ثماني سنوات، فيما ولدت «حركة الإصلاح الوطني» التي يقودها حملاوي عكوشي من رحم «حركة النهضة» التي آلت قيادتها لفاتح ربيعي، وجاءت الحركة الجديدة لعبدالله جاب الله «جبهة العدالة والتنمية»، نتاج تجارب الرجل عبر «النهضة» وبعدها «الإصلاح»، وخرج جمال بن عبد السلام من حركة «الإصلاح» ليؤسس «جبهة الجزائر الجديدة».

وتنسب» جبهة العدالة والتنمية»، و«جبهة التغيير» و«جبهة الجزائر الجديدة»، لحزمة الأحزاب السياسية الجديدة التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية، بعد عزوفها عن قبول الأحزاب منذ وصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لرئاسة البلاد، وما كانت على الأرجح، أن تقبل لولا احتجاجات شعبية عارمة عمت الجزائر مطلع 2011، اضطرت معها الحكومة الجزائرية لإحداث تغيير في المشهد السياسي، اختلفت الآراء حوله بين تعريفه بـ«تغيير جذري وبين مجرد تجميل للواجهة»، بداية من إلغاء حالة الطوارئ التي كان تتحجج بها الحكومة في رفض اعتماد أحزاب جديدة، إلى إطلاق تعديلات على قوانين عضوية تتعلق بالممارسة السياسية.

وتمددت تأثيرات «الربيع العربي» إلى نقاش في الجزائر حول «حظوظ الإسلاميين» بعد سنوات أعطي خلالها انطباع أن شكل التحالفات القائمة في الجزائر، سيعمر طويلاً، وفق أحكام بنيت على نتائج تجربة فترة التسعينات التي بلغت فيها الجزائر حدود الإنهيار، فبرز توجه واضح داخل منظومة الحكم بإشراك ثلاثة تيارات في إدارة شؤون البلاد، ضمن معادلة لصيقة بالمرحلة الإنتقالية التي لا تزال تعيشها الجزائر وتعتمد مبدأ «التوازنات».

وعمدت السلطة الجزائرية بدعم مطلق من نخب ليبرالية إلى تحييد الرموز الدينية (المساجد) عن الممارسة السياسية، وأشركت «إسلاميين» في تسيير الشأن العام، وجاء قبول المشاركة، إما تحت مبرر «إنقاذ الجمهورية» أو «دعم المصالحة الوطنية».

«إخوان» الجزائر...

من السلطة إلى المعارضة

تبدو «حركة مجتمع السلم» أشبه بـ «الجسم الغريب» بين باقي الأحزاب الإسلامية المعتمدة، بحكم أنها «الوافد الجديد إلى معسكر المعارضة»، وفي الوقت نفسه تشارك في الحكومة بأربعة وزراء، وتحرص الحركة تحت قيادة أبو جرة سلطاني، على وضع سقف لانتقاداتها منظومة الحكم عند ما دون الرئيس بوتفليقة، وعدا ذلك، تسوق الحركة لخطاب شديد اللهجة منذ طلقت «التحالف الرئاسي» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي فقط، ما جعلها عرضة لاتهامات غير منقطعة من دوائر علمانية تصفها بـ «الانتهازية».

وما انفك زعيم «إخوان الجزائر» أبو جرة سلطاني، في تقديم حزبه على أنه النسخة الجزائرية لما حققته النهضة في تونس، والعدالة والتنمية في المغرب، والإخوان في مصر. ويتوقع سلطاني ألا يتوقف هذا التشابه عند مجرد المرجعيات، بل أن يمتد إلى مقاعد البرلمان المقبل.

ولأن حركة مجتمع السلم، ظلت لسنوات إحدى المراكز المستهدفة في خطاب المعارضة، فإن قراءات «تتوجس» من قرارها الخروج من «تحالف رئاسي» جمعها لسنوات مع حـــزبي السلطة، جبهة التحرير الــوطني والتجمع الوطني الديموقراطي، ودخولها مباشرة في تحالف جديد سمي «تكتل الجزائر الخضراء»، يجمعــها بـ«حركة النهضة» وحركة «الإصلاح»، وشخصيات مستقلة.

ويراهن التكتل الجديد على خطاب «التغيير»، ويحاول قادته إبعاد تهمة «المشيخة» التي هدمت جميع محاولات التوحد في السنوات الماضية. لكن سرعة نشأته (التحالف) طرحت تساؤلات، عما اذا كان مجرد تحالف إنتخابي، أم انه عملية «احتيال» على أحلام «تيار إسلامي» تاه وتشرذم لسنوات طويلة، لأسباب من نتاجه هو أحياناً، أو من نتاج قوى تهيمن على الحكم في الجزائر، حيث تعاني الأحزاب الإسلامية أزمة «المشيخة الكاريزماتية»، وأيضاً من مشاكل تنظيمية وهيكلية، مقابل تقدم الأحزاب القومية والديموقراطية المشاركة في السلطة أوخارجها. ويحوز حزب جبهة التحرير الوطني، على غالبية مقاعد البرلمان، وتتولى إطاراته أهم المناصب الوزارية والإدارية، ويشاركه الحكم، التجمع الوطني الديموقراطي.

وتؤمن مجموعات معارضة بأن خيار مجتمع السلم، ربما، وراءه محاولة احتواء «التيار الإسلامي» الذي انتشى بفوز نظرائه في الجوار، والعودة مجدداً إلى قبة البرلمان في ثوب معارض يحترم «المواد الدستورية الصماء والنظام الجمهوري للدولة»، وحينها لن تكون الحكومة الجزائرية في حرج من إعلان «غالبية غير مريحة» للتيار الإسلامي في برلمان يتوقع أن يكون «فسيفساء» أحزاب لا يملك فيه أي طرف «الغالبية المريحة».

ويصف أحميدة عياشي، المتابع للحركات الإسلامية الجزائرية، التحالف الإسلامي بـ«الهش»، موضحاً رؤيته بناء على تجارب سابقة، قائلاً: «لقد أثبت الإسلاميون من خلال التجارب السابقة، بأنهم لا يملكون ثقافة التحالف الذي يقوم على أسس إستراتيجية»، ويتحدث عن «حرب زعامات» قائلاً: «الأنا، متضخَمة عند القيادات الإسلامية، ما تسبب في فشل كل محاولات التحالف سابقاً. وقد جرت خطوة في اتجاه تشكيل تكتل بإشراف رابطة الدعوة الإسلامية، لكن ذهبت أدراج الرياح عندما اقترب موعد انتخابات 1991 حيث خرج عباسي مدني في حينها إلى العلن، وقال لا توجد إلا راية واحدة، هي راية الجبهة الإسلامية للإنقاذ».

جدلية فوز الإسلاميين

وتبدوالصورة مكتملة، اذا اعتمدنا عودة سعد عبدالله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة والتنمية» للنشاط السياسي الى المشهد العام، وصور جاب الله في السنوات الماضية، عودته للساحة السياسية بـ«الصعبة»، قياساً بما كان يسميه : «لقد أوغروا صدر بوتفليقة بكلام غير صحيح عني»، وينعت الرجل بالورقة المهمة ضمن معادلة «الإسلاميين» في التشريعات، حيث يحظى بعامل عدم مشاركته في الحكم، ووصفه بالقيادي الإسلامي الذي «تعرض لإضطهاد» في حزبيه السابقين، النهضة والإصلاح، ما يجعل حزبه، بعيداً حتى عن البرامج السياسية، متمتعاً بصفة «البديل المطروح» الذي لم يدخل «إستراتيجية النظام».

لكن عودة جاب الله الى الساحة السياسية، وعودة جدلية «الإسلاميين والليبراليين» من خلال سجال لم يتوقف لأسابيع، تحيل إلى قراءات أكبر من مجرد «لعبة تيارات»، فالحكومة الجزائرية منهمكة في حملة ترويج غير مسبوقة لضرورة التصويت، وتخشى من مقاطعة كبيرة للجزائريين، قد تكون حكماً نهائياً منهم، يحيل الى ضرورة إحداث تغيير جذري. وفعلاً جلب السجال عن حظوظ الإسلاميين، اهتمام الشارع الجزائري، بعد أن غذته تصريحات مسؤولين في الحكومة بلغة صدامية، انخرطت فيها أحزاب ليبرالية، تباينت بين اتهامات بمحاولة «ركوب الموجة»، وبين حملة تشكيك، حول رسائل من عواصم غربية تحدثت عن قبولها بالتيار الإسلامي في المعادلة السياسية القادمة إذا أفرزت الصناديق فوزه.

وتتهم أحزاب علمانية دولاً عربية وغربية بمحاولة تكرار تجارب تونس ومصر والمغرب في الجزائر، وشـــرعت في تبني خطاب يشكك في مصـــادر تمويل حملات الأحزاب المعنية، وبنت حججها على لقاءات بين زعامات تلك الأحزاب وديبلوماسيين غربيين. وكان رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، التقى سفيرة كندا بالجزائر وعدداً من السفراء، بينهم سفير الولايات المتحدة وبريطانيا وديبلوماسي بولندي.

والتقى رئيس حزب «جبهة العدالة والتنمية» عبدالله جاب الله، سفير الولايات المتحدة الأميركية والسفير الفرنسي، في مقر حزبه، وناقشا معه جملة من القضايا ذات الصلة بالشأن السياسي للجزائر والإصلاحات الراهنة ومدى إمكانية وصول الإسلاميين إلى السلطة في الجزائر، وحظوظ الأحزاب الإسلامية في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقضايا الربيع العربي والتطورات الإقليمية.

وهاجمت قوى ليبرالية هذه المساعي بوصفها تعكس سعي سفارات غربية في الجزائر التقرب من أحزاب إسلامية، وجعلت من هذه الاتهامات وسيلة ضغط على الحكومة ومادة دسمة في خطابها خلال الأسابيع الأخيرة، جاء فيها أن «هذه الإتصالات مؤشر على تحول في المواقف الغربية تجاه القوى الإسلامية، من خانة القوى المتطرفة، إلى خانة القوى التي يمكن أن تكون شريكة في المستقبل».

ويطرح أكاديميون في الجزائر، تنامي هذه الجدلية، ضمن فكرة «الطعم الإنتخابي»، باستعمال ورقة الإسلاميين لكسر ظاهرة العزوف، أكثر منها رغبة من النخب الحاكمة في ضمهم الى المشهد السياسي، وهناك قراءات بخروج حركة مجتمع السلم من التحالف الرئاسي، جزءاً من السيناريوات المقترنة بجلب الناخبين، في ظل وجود منافسين جدد يتمتعون بـ«العذرية السياسية» في علاقتهم بالسلطة الجزائرية، وهي على الأرجح ربحت جولة من هذا الرهان، وربحت أيضاً ورقة أخرى في الجهة المقابلة تتمثل بدخول «جبهة القوى الإشتراكية» الانتخلبات، وهوحزب ديموقراطي يوصف بـ «المعارض التقليدي» كان قاطع انتخابات 2002 و2007.

 

 

 

باختراقها الدفاعات الإلكترونية في أكبر شركة بريطانية للسلاح
الصين تمكنت من سرقة أسرار أحدث طائرة أوروبية مقاتلة
موقع إيلاف...صلاح أحمد من لندن
الصينيون استهدفوا نظام تعامل المقاتلة مع الرادار كما يُزعم
تنقل الصحافة بين الفينة والأخرى اتهامات للصين بالتجسس الإلكتروني المنظّم على الجاهزية القتالية الغربية. وهذه المرّة تقول إنها نجحت في اختراق التحصينات الأمنية المضروبة حول إحدى أحدث المقاتلات «السرّية» لدى كبرى شركات الدفاع البريطانية.
موقع إيلاف...لندن: تمكن العملاء الصينيون من اختراق الدفاعات الإلكترونية الحصينة في BAE Systems «بي ايه ئي سيستمز»، أكبر شركة بريطانية للسلاح وأبحاث الفضاء، وسرقوا معلومات مهمة عن الانظمة التي تعمل بها آخر المقاتلات الأوروبية.
ويذكر أن اتهام بكين بالسرقة الإلكترونية لأسرار الغرب الدفاعية طفا على الصحافة الأميركية للمرة الأولى في 2009. لكن الأمر لم يكن يتعلق في ذلك الوقت بهذه الشركة التي تعتبر «متعددة الجنسيات الأوروبية» رغم كونها بريطانية الأصل والتركيبة.
وجاء هذا الاتهام الأخير على ألسنة عدد من كبار المصادر الأمنية ونقلته صحيفة «تايمز». وتبعا لهؤلاء فقد استغل الصينيون حلقات ضعيفة في السلسلة الأمنية التي تطوّق خزانة معلومات الشركة. وأتاح لهم هذا سرقة معلومات كافية حساسة عن المقاتلة «إف - 35» المعروفة أيضا باسم مشروعها الأوروبي المشترك وهو «جوينت سترايك فايتر» أو «جيه إس إف» اختصاراً.
ووفقا للخبراء العسكريين فقد كان لـ«إف 35»أن تتيح للغرب عموما التفوق الجوي في العالم لسنوات عديدة مقبلة. لكن العملية الصينية تثير مخاوف عميقة إزاء أن هذا الهدف صار بعيد المنال في الوقت الحالي لأن قدرات المقاتلة الراداربة أصبحت موضع شك بعد ذلك الهجوم الصيني «الناجح».
يذكر أنه منذ أن رفع النقاب عن وجود هذه الطائرة قبل قرابة ثلاث سنوات، ظل أمرها مغلّفا بستار سميك من السرية داخل الدوائر الاستخباراتية البريطانية بحيث لم يُعرف على وجه اليقين ما إن كانت موجودة فعلا. لكن مسؤولا استخباراتيا كشف شيئا عنها العام الماضي خلال حفلة غداء خاص ضم عددا من الخبراء الأمنيين.
وقال أحد الحاضرين في هذا الغداء إن المسؤول المذكور ذكر في تلك المناسبة إن الهاكرز الصينيين ظلوا يخترقون دفاعات «بي ايه ئي سيستمز» الأمنية على مدى فترة لا تقل عن 18 شهرا ، وإنهم تمكنوا في ما يبدو من العثور على خرائط إحدى أحدث مقاتلاتها. ومضى المصدر يقول إن المسؤول «كان يبدي قلقا حقيقيا على عجز الشركة البريطانية عن اكتشاف هذا الاختراق الخطير ولكل تلك الفترة من الزمن».
ونقلت الصحيفة عن البروفيسير انتوني غليس، مدير «مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية» الذي حضر أيضا حفلة الغداء تلك، قوله: «يبدو أن الصينيين حصلوا على معلومات تكفي لزعزعة قدرات البلاد الدفاعية. ومن المقلق بشكل عميق أن «جي سي إتش كيو» (مركز التنصت الاستخباراتي الحكومي) لم يتمكن من ضبط النشاط الصيني في كل تلك الفترة. فضمن مسؤوليات المركز الكبرى في نهاية الأمر التصدي بفعالية كاملة للجريمة الإلكترونية، لكن هذا لم يحدث للأسف».
ومن جهتها رفضت شركة «بي ايه ئي سيستمز» تأكيد الاتهام أو نفيه. فقال مسؤول للصحيفة: «نحن لا نعلّق على مزاعم كهذه. والشركة تتمتع بقدراتها المستقلة على اكتشاف أي هجمات إلكترونية على دفاعاتها ومنع أصحابها من التسلل في أي وقت كان».
ويقول خبراء عسكريون وأمنيون الآن إن التأخر المتكرر في مشروع إنجاز المقاتلة وتكلفة إنتاجها المتصاعدة أبدا، ربما كانا يعودان الى سرقة التكنولوجيا الدفاعية عموما وإن هذا ترك خرائط المقاتلة نفسها عرضة سهلة للغزوات الإلكترونية المتطورة.
وقال خبير أميركي طلب حجب هويته إنه من المؤكد تقريبا إن مشروع «إف - 35» تعرض لاختراقات ناجحة من قبل الصينيين. لكنه أضاف أن للمشروع نفسه أوجها عديدة، ومن شبه المؤكد في الجهة المقابلة أن بكين لم تنجح في سرقتها جميعا وإنما نذر يمكن أن يوصف بأنه يسير. على أنه أقر بأن هذا النذر اليسير نفسه يتعلق بالقدرات الرادارية وهذا بحد ذاته أمر يدعو للقلق العميق.
وردا على هذا كله أصدرت السفارة الصينية في لندن بيانا جاء فيه أن الاتهامات «محض تكهنات مختلقة لا أساس لها من الصحة». وأضاف البيان إن السلطات الصينية «تدين سائر أنواع التجسس الإلكتروني وتصنّفه في خانة الجرائم الخطيرة».
 
في تجمع لممثلي العرب والأكراد والبلوش والآذربيجان وبدعم بريطاني
دعوة إلى جبهة موحدة تسقط النظام الإيراني وتقيم بديلاً فيدراليًا
موقع إيلاف...أسامة مهدي
دعا ممثلون للشعوب الإيرانية غير الفارسية إلى مواكبة الربيع العربي وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام الإيراني حتى إسقاطه، مؤكدين أن الحل للمشاكل القومية واضطهاد المكونات الإيرانية المتعددة يكمن في تطبيق نظام فيدرالي، يمنح هذه الشعوب حق حكم نفسها في مناطقها ضمن وحدة الأراضي الإيرانية.. لكن خلافات ظهرت حول تسمية المنطقة التي يعيش فيها العرب الإيرانيون، وفيما إذا كانت الأهواز أم الأحواز أم عربستان.
أسامة مهدي من لندن: جاء ذلك خلال تجمع في لندن لممثلي الشعوب الإيرانية غير الفارسية وعدد من الشخصيات البريطانية الداعمة لحقوقها حول (مستقبل إيران والقضية الأهوازية في ظل التطورات الإقليمية) ونظمه "حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي" في لندن أمس.
وقال ممثل الحركة الديمقراطية الفيدرالية في أذربيجان إيران "هدايت سلطان زادة" ان ايران بلد متعدد القوميات، لكن قومية واحدة بلغة واحدة ومذهب واحد تحكمها. واشار الى انه لذلك لايمكن تحقيق الديمقراطية في ايران إلا بإسقاط نظامها. وقال إن الحل الأمثل للوضع الايراني هو النظام الفيدرالي، الذي يجب ان يحل محل الاضطهاد القومي للشعوب والقوميات غير الفارسية. واوضح ان ايران تعيش الآن تمييزًا طبقيًا وإثنيًا وقوميًا، إضافة إلى أن أكثر من 80 بالمائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
ودعا الشعوب الايرانية التي تعاني التهميش والاضطهاد الى التضامن في ما بينها "لأنه لايمكن لأي واحد من هذه الشعوب وحده ان يحقق الحرية والديمقراطية".. اضافة الى التعاون مع الفرس أنفسهم من أجل الثورة على النظام وإسقاطه "لأن النظام الديني الحالي في إيران لا يمكن ان يصلح نفسه بتلقاء نفسه".
أما ممثل أكراد خراسان أفراسيان شكفتة فقال إن النظام الإيراني الحالي يمارس الاضطهاد ضد جميع الشعوب الايرانية غير الفارسية، فلم يسلم من أذاه العرب او الكرد او البلوش. واكد ان اكراد ايران يعانون الكثير من ظلم النظام. وناشد الشعوب الايرانية التضامن في ظل الظروف الصعبة التي تواجه فيها ايران احتمالات الحرب. واكد أن الحل الوحيد للقضية القومية في ايران هو إقامة نظام فيدرالي على اساس قومي.
 من جهته، اشار رئيس المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي الى ضرورة تحرك الاهوازيين نحو المجتمع الدولي لشرح قضية احتلالها منذ عام 1925 لرفع التعتيم عن حقوق الشعب الأهوازي وعرض قضيتهم على الاجيال العربية الجديدة التي تجهل هذه القضية. واضاف ان التحولات الإقليمية في الربيع العربي تحتم على الاهوازيين تفعيل ملفات حقوق الانسان لتوضيح الاضطهاد الذي يمارسه ضدهم النظام الإيراني. وشدد على تحقيق وحدة القوى والأحزاب والتيارات الأهوازية في جبهة واحدة تتعامل مع المجتمع الدولي بصوت واحد وخطاب سياسي موحد.
وقال حمشيد أميري ممثل الشعب البلوشي من جهته ان الشعوب غير الفارسية في ايران تعيش معاناة واحدة حاليًا، ولذلك فإن الحل الوحيد للمشكلة القومية في إيران هو إقامة نظام فيدرالي لا مركزي، يحترم حقوق جميع الشعوب الإيرانية.
من جانبه، اشار ياسين الاهوازي عضو المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي الى ان الغرب قد توصل الى نتيجة في تعامله مع ايران تفيد بأنه لايمكنه الاستمرار في التعامل مع نظامها، وهذا يعني أنه قرر إسقاطه. لكنه اوضح ان المعارضة الايرانية الفارسية لا يمكنها ان تسقط النظام وحدها، ولذلك يتوجب عليها فتح صفحة جديدة من التعاون مع الشعوب غير الفارسية والاعتراف بحقوقها. وشدد بالقول "نحن نريد ان نحكم أنفسنا بأنفسنا في الأقاليم التي نقطنها".
أما دانيال بريد رئيس جمعية الصداقة البريطانية الاهوازية فقد عبّر عن الأمل في ان تنتقل انتفاضة الربيع العربي إلى إيران للتخلص من الدكتاتورية التي تحكمها، من خلال حركة شعبية سلمية تؤكد قوة الحراك الشعبي الاجتماعي على الوحدة والتضامن وتحقيق التغيير المطلوب. وأشار إلى أن هذا ما يجب أن تواجه به الشعوب الإيرانية النظام الفاشي الذي يحكمها وصنع تاريخ جديد لها. واضاف انه من الضروري ان يتطلع الأهوازيون إلى لعب دور في انتفاضة الشعوب الإيرانية التي تعاني الظلم.
وفي كلمة لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي أكد القيادي ناهي الساعدي حق الشعوب الإيرانية في تقرير مصيرها، وقال ان الحزب يتبنى الفيدرالية لإقليم الأهواز في المرحلة الراهنة، ليؤسس عليها لمراحل أخرى في نظام لامركزي يضمن الشعب العربي فيه ممارسة حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية. وأشار الى ان الحزب يعمل مع ممثلي الشعوب الإيرانية الأخرى من اجل إسقاط النظام الايراني من الداخل وقيام دولة لا مركزية، تعترف بحق تقرير المصير لهذه الشعوب. واشار الى ان القوى والأحزاب الأهوازية قد اكدت دعمها ومساندتها للثورات العربية وخاصة في سوريا.
اما رئيس منظمة حقوق الانسان الأهوازية كريم عبديان فقد اشار الى ان الشعب العربي في الأهواز يواجه حاليًا تطورات كبيرة على الصعيدين الخارجي والداخلي، تؤشر إلى وجود فرصة ذهبية أمام الشعوب غير الفارسية في إيران للعمل من أجل تغيير النظام من الداخل.
واضاف أن الغرب يعتزم تغيير النظام الإيراني، لكنه يريد بديلاً يخلفه يمكن ان يتعامل معه المجتمع الدولي، ولذلك فان المطلوب تطوير العلاقات مع العلاقات الدولية، من خلال جبهة أهوازية موحدة، مطلوب العمل من اجل انبثاقها، ممثلة لجميع القوى والأحزاب والتيارات الاهوازية لتتقدم ببرنامجها الى المجتمع الدولي بخطاب سياسي موحد.. ثم الدخول في تحالفات مع جبهات مماثلة تمثل الشعوب الايرانية الاخرى للعمل في جبهة وطنية أوسع تعمل من أجل تغيير النظام من الداخل.
وفي كلمته، تحدث الامين العام لمركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران يوسف عزيزي عن علاقة الانتفاضة في إيران مع انتفاضات الربيع العربي، وقال إن هناك قواسم مشتركة بين الانتفاضة الايرانية عام 2009 وانتفاضة الربيع العربي التي بدأت عام 2010، لكنه اشار الى ان الاختلاف الأكبر فيهما هو اللغة التي تشكل عائقًا كبيرًا أمام التواصل بين ضفتي الانتفاضة في إيران والمنطقة العربية. لكنه أوضح انه يمكن ان يكون هناك تواصل بين الجهتين عن طريق عربستان في ايران.
واضاف ان من بين القواسم المشتركة بين الانتفاضتين العربية والايرانية الوعي السياسي، وقال ان هذا الوعي مثلاً في إيران ومصر متشابه نظرًا إلى وجود هامش من الحرية، لكنه لا يتشابه مع الأوضاع في ليبيا وسوريا، اللتين يحكمان من قبل نظم دكتاتورية، وإن كان هناك تشابه فقط بينهما وإيران من الناحية الاجتماعية، حيث التنوع القومي والديني والمذهبي.
واشار عزيزي الى ان انتفاضة الحركة الخضراء في ايران لم تنجح لسببين.. الاول: عدم وجود قيادة قادرة على تحويل التظاهرات المليونية للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية إلى انتفاضة شعبية تسقط النظام.. والثاني: ان الانتفاضة لم تتسع لتضم الى صفوفها الشعوب الايرانية الاخرى غير الفارسية، وظلت محصورة في طهران وشيراز وأصفهان، ولم تشارك فيها الشعوب العربية او الكردية او الاذربيجانية او البلوشية في ايران.
وشدد على ان عدم قبول زعامة الحركة الخضراء لمطالب الشعوب الإيرانية هذه، واقلها الفيدرالية، لن يكتب لها النجاح في تحقيق اهدافها. وأعاب عزيزي على الحكومات والاعلام العربي تجاهل ما يجري في إقليم عربستان من قمع وإرهاب لشعبه وعدم التحرك لنصرته في مواجهة اضطهاد اقسى دكتاتورية دينية. وأوضح في هذا المجال أنه حتى منظمات حقوق الانسان العربية لا تهتم بما يتعرّض له عرب إيران، وهو أمر يتطلب منهم التركيز على الاضطهاد هناك، وإثارته امام الرأي العام العربي والدولي.
اما النائب البريطاني السابق عن حزب الخضر الكاتب والصحافي بيتر تاتشل فقد خاطب الأهوازيين قائلا "انكم تناضلون من اجل حريتكم وتساهمون في النضال العالمي لتحقيق الحرية والتحرر مثلما يحصل في فلسطين وكشمير ومناطق أخرى مضطهدة من العالم". واضاف ان الأهوازيين هم أصحاب الخيار في تقرير مستقبلهم بين الاستقلال أو الحكم الذاتي.
واشار الى ان هناك حاليًا تهديدات خارجية بضرب إيران، لكنه حذر من ذلك قائلاً ان نظامها سيكون هو المستفيد من ذلك من خلال استغلاله برفعه شعارات مثل الدفاع عن السيادة الوطنية ومواجهة العدو الخارجي والنضال للمحافظة على الاستقلال الوطني وبشكل سيصبّ في مصلحته، ويشجعه على المزيد من الاستبداد. وقال إنه يعتقد ان الاضطهاد الذي يواجه به النظام الإيراني الشعوب الإيرانية أقسى مما يواجهه الفلسطينيون على يد إسرائيل، ولذلك عليها العمل معًا من أجل تصعيد الاحتجاجات السلمية لإسقاط النظام.
وفي حديثهما عن القضية الإيرانية، أشارت الشخصية الأهوازية المستقلة حامد الكناني إلى أن على الأهوازيين الاستعداد للتطورات الدولية التي بدأت من غزو أفغانستان، ثم تسليم العراق لإيران، والآن مواجهة النظام الإيراني دوليًا.. مؤكدًا ضرورة أن يكون هذا الاستعداد بعيدًا عن نظم الإخوان المسلمين، التي استلمت السلطة في بعض البلدان العربية، نظرًا إلى تأييدها وعلاقاتها مع النظام الايراني. اما الشخصية المستقلة كوثر آل علي فقد اوضح ان الغرب يريد إيرانًا موحدة من دون نظامها الحالي لمواجهة الصين وروسيا، لذلك فإن على الشعوب الإيرانية عدم الترويج لطروحات الاستقلال لأنها غير مقبولة دوليًا، وإنما المطالبة بالفيدراليات ضمن الدولة الإيرانية.
خلاف حول تسمية المنطقة العربية في إيران
وفي ختام التجمع، الذي استمر حوالى خمس ساعات، ناقش ممثلون عن القوى العربية في إيران، اضافة الى متخصصين وسياسيين، التسمية الأصح للمنطقة، التي يعيش فيها العرب في مناطق جنوب غرب ايران، وفيما اذا كانت الاهواز او الاحواز او عربستان.
وقد افرزت النقاشات مقترحين الاول: اناطة الموضوع بمتخصصين تاريخيين ولغويين وجغرافيين لدراسته من كل النواحي وتقديم توصية بالاسم الذي ينطبق على هذه المناطق.. والثاني: ترك هذه التسمية ليقررها الشعب العربي في إيران بنفسه، وعدم فرض أي تسمية عليه من أجل توصيف الإقليم الذي يسكنه.
وحول تعريف مناطق عرب ايران فإن موسوعة المعلومات "ويكيبيديا" تقول إن هناك تسميات عدة لها هي: إقليم الأهواز، وتسمى أيضاً بالأحواز وعربستان وخوزستان (كما يسميها الإيرانيون)، وهي منطقة ذات غالبية عربية في إيران. وتشير الى ان الأهواز هي تلك المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من إيران، وتقع على خط العرض (57/29) إلى (00/33) درجة شمالاً وعلى خط الطول (48/ 51) شرقًا، وبالجنوب منها يقع الخليج العربي، وتشكل سلسلة جبال زاجروس الممتدة من بحيرة أرومية شمالاً إلى ميناء بندر عباس جنوبًا الحد الجغرافي الطبيعي الفاصل بينها وبين الهضبة الإيرانية، أو ما يعرف ببلاد فارس، حيث لعب هذا الفاصل الجغرافي دورًا مهمًا في تباين لغات وثقافات وحضارات الأمم والشعوب التي عاشت في شرقه وغربه.
وتضيف ويكيبيديا أن هذه الأمم بقيت تعيش هذا التباين في ما بينها طبقًا لاختلاف بيئتها الجغرافية، التي اتسمت بالجبال والمرتفعات لدى الفرس الآريين والسهول والصحارى لدى العرب الساميين، حيث إنه كان لاختلاف البيئة الجغرافية دور مؤثر في طبيعة سكانها من كل النواحي الاجتماعية، وهذا واضح على أرض الأهواز، حيث تختلف الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد بين الأهوازيين العرب والإيرانيين الفرس الوافدين من خلف الجبال إلى ارض الأهواز هذه المنطقة التي عرفت تاريخيًا بعيلام الدولة السامية، التي أسست أول حضارة على أرض الأهواز. وينتج الإقليم 70% من نفظ إيران.
وتشير الموسوعة الى انه تم القضاء على إمارة بني كعب العربية بعد أسر الشيخ خزعل الكعبي في 25 نيسان (أبريل) عام 1925 منذ سيطرة إيران على عربستان عام 1925، حيث اتبعت السلطة سياسات تمييزية ضد العرب في التوظيف وفي الثقافة، فمنعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات. وأكدت أن العرب يعانون أيضًا صعوبة في الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية، حيث إن فرصة دخول الجامعات الإيرانية للعرب أقل باثنتي عشرة مرة من نظرائهم الإيرانيين، بسبب سوء التعليم في مقاطعتهم، وبسبب طبيعة أسئلة امتحان الدخول للجامعات الإيرانية، التي تجرى باللغة الفارسية، وتركز على الحضارة الفارسية.
وتضيف موسوعة ويكيبيديا ان العرب في ايران يعانون كذلك التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من غير العرب اضافة الى ان السلطات اتبعت سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928، وكانت سرعة تكاثر هؤلاء أعلى من سرعة تكاثر العرب، فقد أدى اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908 إلى جذب مئات الآلاف من الفرس إلى الاهواز، ما غير تركيبتها السكانية.

 

 

رغم كونها قوة إقليمية في الشرق الأوسط

استمرار الأزمة السورية يضع دور تركيا على المحك
موقع إيلاف..عبدالاله مجيد من لندن
رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يقترح فتح ممرات لايصال المساعدات إلى المدنيين في سوريا
رغم اعتبارها قوة اقليمية في الشرق الأوسط، تعثرت تركيا في وقف عملية العنف المستمرة في سوريا منذ سنة، والتي سقط خلالها مئات المدنيين. وجدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مؤخراً انتقاداته إلى النظام والدول التي تدعمه، واقترح فتح ممرات لإيصال المساعدات الانسانية الى المدنيين السوريين.
لندن: تعتبر تركيا نفسها قوة إقليمة في الشرق الأوسط وديمقراطية اسلامية ذات اقتصاد مزدهر، يمكن أن تكون مرشدة في فترة الربيع العربي. ولكن جهود تركيا تعثرت في محاولتها وقف العنف وحملة البطش المستمرة في سوريا، جارتها وحليفتها السابقة.
ورغم أن المسؤولين الأتراك وجهوا انتقادات لاذعة الى رد الرئيس السوري بشار الأسد على الانتفاضة المستمرة منذ عام، إلا انهم لم يزحزحوا الأسد، وهم يدركون أن اتخاذ موقف أشد حزماً قد يكون له مردود عكسي. فكلما شددوا الضغط على النظام السوري زادت احتمالات أن يُغضبوا ايران بوصفها قوة أخرى في المنطقة لديها طموحات اقليمية وتقف إلى جانب الأسد. ويمكن أن يرد الأسد بإثارة قلاقل داخل تركيا نفسها.
ويرى مراقبون أن المحصلة كانت كابوساً دبلوماسياً على تركيا. وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس التركية سولي اوزيل: "أن تركيا أصبحت على نحو ما ضحية صورتها عن نفسها" مضيفاً: "أن تركيا عملت طيلة ستة أو سبعة أشهر كل ما بوسعها لدفع الأسد الى التغيير، وكان الحلفاء ينتظرون أن تثمر جهودها".
وجدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مؤخراً انتقاداته إلى النظام السوري والدول التي تدعمه في وقت يستمرّ سفك الدماء. واقترح إردوغان فتح ممرّات لإيصال المساعدات الإنسانية الى المدنيين السوريين بلا إبطاء. ويُقدّر أن تركيا تستضيف 11 ألف لاجئ نزحوا من سوريا.
وكانت تركيا قبل عام فقط في موقع تُحسد عليه بعلاقاتها الطيبة مع ثلاثة جيران صعبين هم سوريا وايران والعراق. ولكن هذه العلاقات تحققت بثمن وكذلك تغييرها.
 ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن كوجان باجيك، مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية للشرق الأوسط، في جامعة زرفة في مدينة غازي عنتاب قرب الحدود السورية، "إن تركيا في الحقيقة لم تفهم الديناميكيات المعقدة للعالم العربي وأن الحكومة أغمضت عينها عن نظام القبضة الحديدية في سوريا مقابل السلام على الحدود التي يمتد طولها 800 كلم، وتجارة مربحة وممر ترانزيت آمن لإيصال بضائع بملايين الدولارات الى منطقة الخليج المزدهرة".
وأضاف الباحث باجيك أن هذه الاستراتيجية كانت ناجحة طالما ابتعدت عن التصدي للمشاكل، "وأن كثيرين اعتقدوا أن هذه الأجندة سهلة جداً ولكنها ليست كذلك الآن".
وأعرب باجيك عن اعتقاده بأن "سياسة تركيا المتشددة ضد النظام السوري جاءت في وقت مبكر للغاية بحيث أغلقت عملياً أي مجال للمناورة الدبلوماسية". وقال إن تركيا "كانت سريعة جداً في حسم موقفها في شأن سوريا وكان ذلك خطأ".
وعلى الرغم من لهجة اردوغان الحازمة، فإن تركيا حُيدت، في الوقت الحاضر على الأقل.
ولدى تركيا واحد من اكبر الجيوش في العالم وخبرة في عمليات حفظ السلام، ولكن ليست لديها شهية للتدخل. كما استبعد المسؤولون الاميركيون خيار التدخل العسكري. ويشير الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الى أنه من المستبعَد أن توفر الأمم المتحدة غطاء أممياً لعملية عسكرية دولية.
وقال الباحث بيتر هارلنغ من مجموعة الأزمات الدولية إن الأسد يمارس لعبة تكتيكية يحسب فيها الى أي حد يستطيع أن يتمادى من دون أن يستنزل عليه غضب المجتمع الدولي. علماً أنه قُتل اكثر من 7500 شخص منذ اندلاع الانتفاضة.
 كما يتعيّن على تركيا أن تأخذ في الاعتبار قضايا أخرى منها أن التدخل على نطاق واسع في سوريا يمكن أن يدفع الأسد الى تسليح المتمردين الأكراد على جانبي الحدود، وبذلك تأزيم مشكلتها المزمنة مع الأكراد.
ويشكل الأكراد نحو 10 في المئة من سكان سوريا، يتركزون في الشمال الشرقي المحاذي لتركيا. وتمكن حافظ والد بشار الأسد في عهده من كسب تأييد الأكراد بتسليح حركة التمرد الكردية بقيادة حزب العمال الكردستاني في تركيا. ولكن هذا الدعم تلاشى مع تحسن العلاقات بين انقرة ودمشق في السنوات الأخيرة.
في هذه الأثناء، تبدو المنطقة أقل ترحيباً بالدور التركي منه قبل عامين. كما دخلت القضية الكردية عاملاً في علاقات تركيا مع العراق. فإن تركيا تتقرب من اكراد العراق الذين يسيطرون على احتياطات نفطية ضخمة واتخذت جانب القوى السياسية السنية في صراعها مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تسيطر عليها احزاب شيعية.
واتخذت ايران من جهتها جانب نظام الأسد وحكومة المالكي، وبذلك تم اعداد المسرح لصراع تركي ـ ايراني على النفوذ، والتهديد بخطر حرب بالنيابة في المنطقة.
ولتركيا وايران تاريخ مديد من التنافس على النفوذ. ورغم الشراكة التجارية الواسعة بينهما، فإن كليهما ينظر بحذر الى الآخر. وقال الباحث اوزيل من جامعة قادر هاس إن القوتين الاقليميتين "ترقصان مع احداهما الأخرى وفي يد كل منهما خنجر".
ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن المحلل السياسي شعبان كرداش: "إن تمرير الخيط في الإبرة الدبلوماسية في شأن سوريا عائد الى تركيا". وقال كرداش: "إن مثل هذه التحديات تقدم احياناً فرصة ولكن ليس معروفاً إن كانت تطورات الوضع ستتخذ منحى يناسبها".
 
مرور سنة على الإنتفاضة السورية: النظام بحكم المنتهي.. والمخاطر كبيرة
جريدة اللواء.. (ا.ف.ب)
بعد مرور سنة على الانتفاضة السورية، يبقى الرئيس بشار الاسد متمسكا بالحكم، الا ان محللين يرون ان نظامه في حكم المنتهي وان اخطارا عديدة تحيط بسوريا، ليس اقلها الحرب والتقسيم.
ويقول مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان شيخ «لو طرح قبل سنة السؤال عما اذا كان الاسد يمكن ان يكون في طريقه الى الانتهاء، لكان كثيرون رفضوا مجرد الفكرة .
لكنني اعتقد اليوم ان النظام يخسر، والوقت ينفد منه».
ويضيف «بعد سنة، حتى لو ان بعض المؤشرات تدل على انه لن ينهار بسهولة، فهناك مؤشرات اخرى على ان الانتفاضة حية وبحالة جيدة ومستمرة، وستقود على الارجح الى نهاية هذا النظام».
 بدأت الانتفاضة في منتصف آذار 2011، عندما قام بضعة فتيان لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة بالخربشة على جدران مدرستهم في مدينة درعا (جنوب) «الشعب يريد اسقاط النظام»، متأثرين آنذاك بشعار الثورتين التونسية والمصرية اللتين نجحتا سريعا في اسقاط نظامين متسلطين ورئيسين احتكرا السلطة لعقود.  كان رد فعل النظام عنيفا، فاعتقل الفتيان وزجهم في السجن. تظاهر افراد عائلاتهم ومتعاطفون مطالبين بالافراج عنهم. قمعت التظاهرة بالقوة، وسقط قتلى. تزامن ذلك مع تظاهرتين صغيرتين نظمهما ناشطون سياسيون معارضون في سوقي الحميدية والمرجة في دمشق تضامنا مع المعتقلين السياسيين. كان ذلك كافيا، في ظل اصداء «الربيع العربي» التي وصلت، بعد تونس ومصر، الى ليبيا واليمن والبحرين وغيرها، لاطلاق شرارة حركة احتجاجية واسعة.
 حاول بشار الاسد تلقف المطالب الشعبية، فاعلن على دفعات عن مجموعة اصلاحات تشكل مطالب مزمنة للمعارضة مثل رفع حالة الطوارىء المفروضة منذ عقود، ووضع قانون للاعلام، وآخر للاحزاب، وصولا الى دستور جديد يلغي احادية قيادة حزب البعث للبلاد.
لكن القمع العنيف للتظاهرات وتزايد عدد القتلى والاعتقالات والتسويق لرواية عن «مجموعات ارهابية مسلحة» تعيث الخراب في البلد، جعل كل كلام عن الاصلاح يفتقر الى المصداقية.
 ويقول استاذ العلاقات الدولية في جامعة باري-سود الفرنسية خطار ابو دياب «الثورة السورية تتسم بطابع خاص بالمقارنة مع حركات الربيع العربي الاخرى، بالنظر الى التضحيات الكبرى للشعب في ظل درجات من القمع غير مسبوقة والتسلط الذي يكاد يوازي بعض اشكال الستالينية».
 ومنذ اسابيع، تترافق التعبئة الشعبية مع تمدد للتحرك المناهض للنظام الى مناطق كانت في منأى نسبيا عن الاحتجاجات مثل حلب ودمشق، انما كذلك مع تصعيد في المواجهات العسكرية.
ويقول ابو دياب ان «درجات القمع دفعت الناس الى الدفاع عن انفسهم المعارضة كانت سلمية وشعبية، والنظام بذل اقصى جهده من اجل عسكرتها». بعد شعار «الله، سوريا، حرية وبس»، يرتفع اليوم باصرار في التظاهرات شعار «نعم لتسليح الجيش الحر»، مع تزايد الدعوات في العالم الى دعم هذا الجيش المؤلف من جنود منشقين ومؤيدين، بالسلاح والتجهيز. غير ان جهات عدة ابرزها واشنطن تتحفظ.
 وتشن قوات النظام هجمات بالمدفعية والاسلحة الثقيلة على معاقل الجيش الحر الذي يعجز عن الصمود باسلحته الخفيفة والمتوسطة التي استولى عليها من الجيش النظامي او هربت اليه من دول مجاورة. ورغم المنحى العسكري المتصاعد الذي تضاف اليه ظروف انسانية ومعيشية مأسوية، يعجز المجتمع الدولي عن الوصول الى توافق حول الازمة.
ويرى ابو دياب ان هناك «مأزقا داخل سوريا، ومأزقا حول سوريا نتيجة حرب باردة غير معلنة» بين الدول الغربية وغالبية الدول العربية من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى مدعومتين من دول قريبة من النظام ابرزها ايران.
ويقول ابو دياب «هذه الثورة لم تجد لها حليفا»، مشيرا الى ان انحياز الجيش القريب من الغرب الى الحركة الشعبية في كل من تونس ومصر سرع في سقوط النظامين، «كما فتح النفط شهية الدول على التدخل في ليبيا».
في سوريا، لا الغرب متحمس لفكرة التدخل ولا الممانعة الروسية والصينية في مجلس الامن لاي قرار يدين النظام تسهل التوصل الى تسوية.
في ضوء ذلك، يرسم المحللون صورة قاتمة لمستقبل سوريا على المدى القريب.
 وجاء في تقرير لمجموعة الازمات الدولية صدر الاسبوع الماضي حول سوريا «حتى لو تمكن النظام من البقاء لبعض الوقت، فقد اصبح مستحيلا عليه عمليا ان يعيد السيطرة على البلاد أو يعيد الحياة الطبيعية اليها.
 قد لا يسقط، لكنه سيتحول الى ميليشيات متنوعة تقاتل في حرب اهلية».
 ويتخوف سلمان شيخ من «مجازر» اذا تم تسليح المعارضة غير المنظمة وغير الموحدة، معتبرا ان هذا الامر «سيشكل وقودا اضافية لاشعال النزاع الاهلي». لكنه يرى، رغم ذلك، ان الحل الوحيد يكمن في «دعم حقيقي وحاسم» للمعارضة من الخارج.
 ويقول ابو دياب «خطر التقسيم موجود. فاذا تبين للنظام انه ليس في امكانه ابقاء سيطرته على كل البلاد، قد يكتفي بمنطقة علوية».
 اما في اسوأ الاحتمالات، «فلن يتردد في اشعال المنطقة عبر افتعال انقلاب في لبنان او العراق، او حرب اقليمية مع اسرائيل. فهو يريد البقاء حتى لو حول سوريا الى صومال او بوسنة ثانية».

 

 

اللوبي الإيراني في تركيا يـــحشد لدعم النظام السوري

بدأت بعض الجهات التركية تشكو من نشاط اللوبي الايراني في تركيا، وذلك بشكل علني بعدما كان الحديث عن الموضوع يقتصر على مناقشته غالبا في الاوساط المغلقة وفي اطار محدود وضيق منعا لاثارة أي حساسيات. لكنّ تسارع الأحداث الاقليمية، وتضارب رؤى وبرامج البلدين اقليميا واشتعال الثورة في سوريا، كل ذلك سرّع من المحاولات الايرانية لصد تركيا أو اثارة المشاكل لها على الأقل في عدد من المواقع والبلدان.
جريدة الجمهورية..أنقرة علي حسين باكير
لا تختلف طريقة عمل اللوبي الايراني في تركيا، والذي يضمّ عادة أفراد او مؤسسات او جماعات موالية لايران، عن طريقة عمله في الدول العربية وان كان لايران نفوذ أكبر وأوسع واكثر تأثيرا في العالم العربي عنه في أنقرة، حيث يصار عادة الى تجيير طاقات عمل هذا اللوبي لدعم المصالح الايرانية أينما وجدت في المنطقة، وفي حالتنا هذه دعم النظام السوري.
وتعتمد طريقة العمل الايرانية في هذا المجال على ثلاثة مداخل رئيسية: الأقليات الطائفية المرتبطة بايران عقائديا او سياسيا، وغالبا في هذه الحالة الأقليات الشيعية والعلوية. التيارات المتعاطفة مع النموذج الايراني سواءً من الناحية الثورية او من الناحية الدينية والتي باستطاعتها ان تخدم الأجندة الايرانية في البلد المستهدف، أو تغطي على الطابع الطائفي للعنصر الأول سواء أكانت اعلامية أو ثقافية أو حزبية أو أكاديمية، وغالبا ما تكون سنيّة في هذه الحالة. واخيرا هناك المدخل المالي الذي يتم من خلاله شراء ذمم ضعاف النفوس او الذين عادة ما يقوم بعرض ولائهم مقابل أتعاب مالية او خدمات اخرى.
تاريخيا وضع علويو تركيا الذين يمثلون نحو 15 في المئة من اجمالي عدد المواطنين ذي الغالبية السنيّة، مسافة بينهم وبين العلويين في الدول المجاورة. لكن ما أن اندلعت الثورة السورية، حتى بدأت بعض الجهات تعمل على تجييشهم في اطار حملة دعم النظام السوري، حيث شهدت اسطنبول مؤخرا توزيع عدد من المنشورات تحثهم على دعم النظام السوري. وعلى الرغم من انّ هذه التحركات ليست على مستوى كبير بل ما دون الصغير، الا انها تحمل رسائل في مضامينها.
وبدا انّ خطابا داخليا لدى بعض الجهات في الأقلية العلوية التركية على سبيل المثال بدأ يتفاعل مع السياسة الايرانية والدعاية الرسمية للنظام السوري، فالرويات حول ما يجري في سوريا بالنسبة لهم واحدة، وهي مطابقة لما يقوله بعض النافذين في صفوف الحركات او الاحزاب او التجمعات الشيعية التابعة أو المتأثرة بالنفوذ الايراني في العالم العربي، وجلّ روايتهم تقول إنّ "لا شيء يجري في سوريا، وان هناك بضعة ارهابيين يعكّرون صفو الأمن والاستقرار في البلاد ويمنعون الرئيس الأسد من المضي قدما في الاصلاحات، وعدا عن ذلك فالحياة طبيعية والناس تخرج وتتفسح"!
يقول علي ييرال رئيس جمعية اهل البيت في هاتاي – تركيا: "نحن نعرف تماما أنّه لا تجري أية عمليات قمع في سوريا، طبعا هناك بعض المشاكل الصغيرة، لكن يجب اعطاء نظام الرئيس الأسد الوقت اللازم لتطبيق الاصلاحات الديمقراطية فالملايين تقف في صفّه". ونستطيع من خلال المقارنة ان نرى مدى التقارب الشديد على سبيل المثال بين هذا التصريح وبين ما صرح به أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله مؤخرا حول الوضع في حمص.
وحول ماهية اللوبي الايراني في تركيا يعلّق الباحث التركي عثمان باهادير دينجر للجمهورية قائلا: "يضمّ هذا اللوبي صحفيين واعلاميين ومثقفين وسياسيين أيضا، كما ويضم الى جهده المجموعات التي لها تقاطع مصالح او تخاصم حزب العدالة والتنمية".
وعن هدف هذا اللوبي، يقول الباحث في منظمة البحوث الاستراتيجية (أوساك): "يستهدف هذا اللوبي مؤخرا التأثير على الرأي العام التركي وهو فاعل في هذا المجال، حيث تستطيع ان تجد سيلا من المقالات والتقارير التي يكتبها المحسوبون على هذا اللوبي في الاعلام التركي. ولا يقتصر عمل هذا اللوبي على بث الروايات التي تساند النظام السوري، بل انّ عمله يستهدف القرار السياسي للحكومة التركية أيضا، وهو ان لم يحقق كل اهدافه الا انه نجح على ما يبدو في ارباك المبادرات التركية الداعمة للثورة السورية، او التشويش عليها بحيث يعرقل عملها أو يصدّها".
ومن المفارقات انّ الاحزاب العلمانية التركية التي كانت تتهم حزب العدالة والتنمية باستمرار بأنه يحوّل البلاد الى ايران اخرى، أصبحت تصطف مع النظامين السوري والايراني لدوافع تتعلق بالسياسة المحلية التركية وبالخصومة مع حزب العدالة والتنمية. وفي الوقت الذي تملأ فيه الآلة الإعلامية للوبي الايراني والسوري وحلفائهما التابعين في المنطقة الساحة بالصراخ إزاء الأطماع "القومية التركية" والتوجهات "الإسلامية" لحزب العدالة والتنمية، قام النظام السوري بدعوة عدد من رؤساء وممثلي أحزاب المعارضة التركية إلى دمشق مؤخرا.
ومن بين الاحزاب التي تمت دعوتها، حزب الحركة القومية، وهو حزب كما يدل عليه اسمه ايضا حزب قومي تركي، وجميعنا استمع خلال الأشهر الماضية من عمر الانتفاضة السورية إلى سيل الأحاديث عن الأطماع "القومية" التركية في سوريا والمؤامرة التي تقودها أنقرة بدافع قومي!، كما تم دعوة "حزب الشعب الجمهوري" وهو حزب أتاتوركي، وجميعنا يعلم الماهية التي يوصف بها أتاتورك من قبل اتباع اللوبي الايراني.
ولم يكتف النظام السوري بدعوة هؤلاء فقط، بل وفي الوقت الذي يشن هجوما عنيفا فيه على المتظاهرين السوريين واصفا إياهم بالإسلاميين المتطرفين والمتشددين و"الإرهابيين"، ومتحدثا على الدوافع "الإسلامية" المبطنة والمبيّتة لدى حزب العدالة والتنمية التركي للإطاحة بالنظام السوري، قامت دمشق بدعوة "حزب السعادة الإسلامي" المعروف بخطّه شديد المحافظة والمعروف بقربه من ايران، بل وتلقيه الدعم المالي منها ايضا وفق عدد من المصادر.
من جانبه، يعتبر المحلل التركي جوك هان باجيك أنّه من المفارقات ان نلاحظ تأثير النفوذ الايراني على تركيا بما في ذلك على السياسة الداخلية في البلاد، في الوقت الذي يكاد التأثير التركي يكون منعدما على ايران. وعلى الرغم من وجود أقلية أذرية تركية كبيرة جدا في ايران، الا أنّ التأثير التركي عليها محدود، كما انّه من النادر جدا ان تجد تأثيرا تركياً على المثقفين أو الاعلاميين او الأكاديميين الايرانيين.
ويضيف باجيك لـ "الجمهورية": "لا يجب ان نهمل القوة المالية لهذا اللوبي فهناك أكثر من 1000 شركة تركية يملكها ايرانيون في تركيا، وهي مرتبطة ايضا بشبكة من الخدمات الاجتماعية والسياسية غير الرسمية التي تعمل على التأثير في الطرف المتلقي في الوقت الذي لا يوجد لتركيا شيء مماثل في ايران".

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,779,656

عدد الزوار: 6,965,686

المتواجدون الآن: 68