تقارير...سورية بين حسابات السياسة ومنطق الثورة...تسليح الثوار في سوريا قد يؤدي إلى نزاع طائفي...قوة إيران النفطية إلى تراجع مع تكثيف الاكتشافات الجديدة

إجراءات استباقيّة لأمن القمة العربيّة بمشاركة 100 ألف عسكري..صحف المغرب: "اللجان الشعبية" تضايق بائعات الهوى

تاريخ الإضافة الخميس 15 آذار 2012 - 6:13 ص    عدد الزيارات 2524    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
إجراءات استباقيّة لأمن القمة العربيّة بمشاركة 100 ألف عسكري
إنشقاقات تضعف منظمة بدر وتطلق الحكيم نحو انفتاح سياسي أوسع
موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن
بعد يومين من انفصالها عن المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عمار الحكيم، أعلنت قيادات وعناصر في منظمة بدر برئاسة وزير النقل هادي العامري انشقاقها عنها والتحاقها بالمجلس وبشكل سيؤثر في خططها في تنشيط فعالياتها في المحافظات العراقية، فيما بدأت القوات العراقية إجراءات أمنية في العاصمة بغداد بمشاركة مائة ألف عسكري بدأت السلطات بنقلهم اليها من محافظات مجاورة استعدادا للقمة العربية التي تعقد في 29 من الشهر الحالي.
بعد يومين من إعلان منظمة بدر برئاسة العامري والمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة الحكيم عن انفصالهما في كيانين مستقلين اثر خلافات سياسية استمرت اكثر من عام، فقد بدأت المنظمة تواجه حركة انشقاقات واسعة لقيادييها وعناصرها وانضمامهم الى المجلس.
فقد بدأت مجموعات من العناصر المنتمية إلى بدر بعقد مؤتمرات صحافية أو إصدار بيانات تؤكد فيها تمسّكها بالمجلس الأعلى وقيادة الحكيم وانتقادها السياسات التي تتبعها المنظمة. وأعلنت مجموعات من عناصر المنظمة في البصرة والعمارة والناصرية والديوانية وبابل وكربلاء والنجف إضافة الى بغداد، استقالاتها من المنظمة والتحاقها بالمجلس الاعلى.
وقال المنشقون عن بدر في بيان وزّع على الصحافيين خلال مؤتمر صحافي "إن قلة لاتمثل إلا نفسها سعت إلى الانفصال عن تيار شهيد المحراب (الممثل للمجلس الاعلى) وقيادة السيد عمار الحكيم ورغم النداءات العديدة التي توجه بها البدريون في عموم العراق للتراجع عن هذا الأمر لكنها لم تجد منهم استجابة واعية ومدركة يتم فيها تغليب المصلحة العامة للتيار على مصالحهم الخاصة وطموحاتهم".
وأضافوا "ومن أجل حفظ وتماسك وقوة واتحاد تيار شهيد المحراب تحت قيادة واحدة قررنا رفض الانفصال لأن الانفصاليين لايمثلون البدريين ولا يمثلون الا انفسهم".. وأكدوا بقاءهم مع "القيادة الحكيمة" الممثلة بالحكيم التي أشاروا إلى أنّها "تعتبر الامتداد الحقيقي لرمزية وقيادة آل الحكيم واننا رهن إشارته وتوجيهاته خدمة لشعبنا ووطنا" بحسب بيانهم.
يذكر ان المجلس الأعلى الإسلامي يمثل القيادة السياسية العليا لتيار شهيد المحراب الذي يضم في تشكيلته المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة عمار الحكيم ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري وحركة سيد الشهداء وحزب الله والعدالة.. وللتيار 18 نائبا في مجلس النواب من مجموع أعضائه البالغ 325 نائبا.
وكانت منظمة بدر والمجلس الأعلى أعلنا الاحد الماضي انفصالهما في تنظيمين مستقلين بعد حوالى العام من الخلافات السياسية. وابلغت مصادر عراقية تتابع العلاقة بين الطرفين "ايلاف" ان هذه الانشقاقات التي تتعرض لها منظمة بدر ستقوّض كثيرا من خطط تعدّ لها لتنشيط فعالياتها السياسية والتثقيفية في المحافظات العراقي الجنوبية بشكل خاص وفي العاصمة بغداد ايضا فيما ستطلق نشاط المجلس الاعلى الى فضاءات ارحب كانت مقيّدة بسياسات بدر خاصة في ما يتعلق بولاية الفقيه في ايران والعلاقات مع القوى السياسية العراقية الاخرى.
وأشارت إلى أنّه فيما يؤمن العامري رئيس بدر بولاية الفقيه في ايران، فإن الحكيم من المؤمنين بالمرجعية الشيعية الاعلى في العراق السيد علي السيستاني التي لاتحبذ ولاية الفقيه. وأضافت أن الخلافات بين منظمة بدر التي تأسست في ايران عام 1980 وبين المجلس الاعلى قد بدأت بعد ظهور نتائج الانتخابات العامة التي جرت في البلاد أوائل عام 2010. فقد اتخذ العامري مواقف مخالفة للحكيم والمجلس الاعلى من تشكيل الحكومة الحالية التي أعلنت أواخر ذلك العام حيث انحاز الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي لم يكن المجلس الاعلى يفضل ترشيحه لولاية ثانية مفضلا عليه القيادي في المجلس نائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي.
وقد كافأ المالكي العامري على موقفه هذا، وأناط به حقيبة النقل خلافا لتوجهات المجلس الاعلى الذي كان مفترضا أن يرشح هو قياديين فيه للمناصب الوزارية في الحكومة. وطوال هذه الفترة، ظلّ التجاذب بين منظمة بدر والمجلس الاعلى واضحا في العديد من المواقف حول التطورات السياسية على الساحة العراقية حتى توصلا الى إعلان انفصالهما الذي يتوقع ان يدفع بالحكيم نحو انفتاح أوسع على القوى السياسية كان مقيّدا بسياسات قيادة بدر ومواقفها خاصة في ما يخص العلاقة مع ايران التي يعتبر العامري واحدا من أكبر مؤيدي سياساتها ووجودها المتنامي في العراق.
وتعرف موسوعة ويكيبيديا منظمة بدر بأنها "منظمة شيعية عراقية مسلحة تأسست نهاية عام 1980 من قبل المعارض الشيعي العظمى محمد باقر الحكيم وكان تشكيل فيلق بدر هي فكرة المرجع الشيعي الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني. وهي الجناح العسكري للمعارضة الإسلامية الشيعية إبان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقد اتخذت من إيران ملاذا لها بعد حملة تصفيات واغتيالات لاحقت كوادرها المتقدمة في العراق حسب أوامر شخصية صدرت من صدام نفسه اعطت الضوء الاخضر لتصفية الجناح السياسي لها في العراق.
ومن ابرز مؤسسي فيلق بدر محمد باقر الحكيم. ويتألف الفيلق من جنود منشقين عن الجيش العراقي السابق وقادة وضباط سابقين ومعارضين لنظام صدام حسين وقد هربوا من العراق ولجأوا إلى سوريا وايران" قبل ان يعودوا الى بلدهم بعد سقوط نظامه السابق عام 2003 ليعلنوا بعد ذلك تحولهم من منظمة عسكرية مسلحة الى منظمة للاعمار والتنمية.
وفي هذا الاطار، أشار الحكيم في تصريحات سابقة إلى أنّ منظمة بدر لم تعد تشكيلا مسلحا وانما "منظمة بدر للاعمار والتنمية" بعد ان كانت فيلقا عسكريا يقابل النظام البائد وعندما سقط النظام تحول الفيلق إلى منظمة للإعمار والتنمية ومنظمة سياسية لان هدفها العسكري انتهى بسقوط النظام.
إجراءات استباقية لأمن القمة العربية بمشاركة 100 الف عسكري
إلى ذلك، باشرت القوات العراقية إجراءات مبكرة لتوفير أجواء أمنية مناسبة لانعقاد القمة العربية الثالثة والعشرين في بغداد في ال 29 من الشهر الحالي حيث يتم حاليا نقل وحدات عسكرية من محافظات قريبة الى العاصمة للمشاركة في هذه الاجراءات التي سيساهم فيها حوالى 100 الف عسكري.
وتشير مصادر عراقية إلى أنّ حماية السماء العراقية خلال انعقاد القمة قد تكلف بها القوات الاميركية استنادا إلى الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين نهاية عام 2008 لمراقبة تحركات الجماعات المسلحة على الأرض للحد من عمليات قصف بالصواريخ قد تحدث خلال وجود الزعماء العرب داخل المنطقة الخضراء التي تتعرض لمثل هذا القصف بين فترة واخرى.
وقال عادل برواري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح صحافي انه نظرا لعدم امتلاك القوات العراقية طائرات مقاتلة فسيجري الاعتماد على مروحيات طيران الجيش العراقي لمراقبة تحركات المسلحين على الأرض مع إمكانية طلب مساعدة أميركية متى ما اقتضت الحاجة لذلك.
ومن جهته، قال الفريق الركن حسن البيضاني رئيس اركان قيادة عمليات بغداد ان تنظيم القاعدة يعمل جاهدا من أجل أن يخلق نوعا من البلبلة ويحاول التصعيد والاثارة الاعلامية حول تنفيذ هجمات خلال انعقاد القمة. وأشار الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات الامنية المشددة بينها غلق الاجواء العراقية بالكامل في ال 29 من الشهر الحالي في يوم وصول الزعماء العرب مؤكدا أن الأجواء العراقية ستكون مفتوحة فقط لطائرات الوفود العربية الاثنتين والعشرين المشاركة في القمة. وأشار الى نشر عناصر استخبارات في جميع قطاعات بغداد.
وكانت قيادة "عمليات بغداد" قد أجرت مؤخرا ممارسات وتدريبات بحضور سفراء الدول العربية بهدف طمأنة الدول المشاركة وعرض الإجراءات الأمنية المتّبعة لتأمين انعقاد القمة والمشاركين فيها. واليوم أكد رئيس أركان قيادة عمليات بغداد الفريق الركن حسن البيضاني أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي قرار بفرض حظر للتجوال في العاصمة بغداد خلال القمة العربية معتبرا أن هذا الأمر مرهون بالظروف التي ستترتب عنها.
لكنّه أوضح أن فرض هذا الحظر أمر وارد وفي حال اقتضت الضرورة سيكون هناك حظر جزئي للمركبات في بعض مناطق بغداد وليوم واحد فقط. وقال إن حوالى 100 ألف عنصر أمني سينتشرون في بغداد لتأمين متطلبات القمة الأمنية موضحاً في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" أن هناك أكثر من خمس فرق عسكرية عاملة حالياً وأضيف إليها وحدات من المحافظات الوسطى والجنوبية والشمالية لتعزيز الواقع الأمني. ولفت إلى أن "الأيام الماضية شهدت تنفيذ عمليات استباقية ضد الجماعات الإرهابية وقد تم إلقاء القبض على عدد من عناصرها بينهم قيادي في تنظيم القاعدة أثناء محاولته الدخول إلى بغداد لتنفيذ عمليات خلال انعقاد القمة.
ومن جانبه، قال مدير مركز الدفاع المدني في بغداد الكرادة الرائد مجيد حميد ان مديرية الدفاع المدني تعد المعني الأول في تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بمهمة تأمين القمة من خلال توزيع مفارز الإطفاء ومفارز الإنقاذ ومركبات الإسعاف في جميع مناطق العاصمة.
يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.

 

  

باحثون اعتبروا أنه حل قد يؤدي إلى نزاعات طائفية دموية
تسليح المعارضة السورية ليس أفضل "السيناريوهات"
موقع إيلاف...عبدالاله مجيد من لندن
تسليح الثوار في سوريا قد يؤدي إلى نزاع طائفي
تختلف الآراء حول تسليح المعارضة السورية للدفاع عن نفسها في وجه أعمال العنف القائمة في البلاد، حيث اعتبر البعض أن هذا التسليح قد يؤدي إلى نزاع طائفي سيمتد إلى خارج الحدود السورية، خاصة من دون التقدم على المستوى الدبلوماسي.
لندن: عاد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان من دمشق يوم الأحد دون ان يحمل في جعبته سوى عبارات مبهمة تنم عن تفاؤل في غير محله. واعلن انان للصحافيين عن ضرورة البدء بوقف اعمال القتل والانتهاكات ومنح التسوية السياسية مهلة من الوقت. ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الى التغيير والاصلاح.
واشار انان الى انه حث الأسد على الاستماع الى المثل الافريقي القائل انك لا تستطيع ان تقلب اتجاه الريح، وبالتالي عليك ان تغير اتجاه الشراع، إلا أنه من الواضح أن الأسد لا يعتقد ان الأمثلة الأفريقية تسري على الشرق الأوسط، إذ اندفعت قوات الجيش السوري لاقتحام معقل الثوار في إدلب مهددة بتكرار الدمار الذي الحقته بمدينة حمص حيث قُتل مئات وشُرد آلاف. واكتفت ردود الافعال الدولية بالتعبير عن مشاعر السخط والادانة.
وفي مجلس الشيوخ الاميركي، جاء اعلان الجمهوري جون ماكين بأن مسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة للتدخل بمثابة صدى ترددت فيه دعوات مماثلة من الجامعة العربية، رغم ان احدا لم يتطرق بوضوح الى شكل هذا التدخل. ويعكف القادة العسكريون الاميركيون على دراسة نماذج محتملة للتدخل ولكن الخبرة السابقة تشير الى ان الحل العسكري في سوريا سيكون على الأرجح تكرارا للنموذج العراقي أو الليبي. وكلا النموذجين مستبعدان من تخطيط السياسيين في الوقت الحاضر.
ولكن الخيارات الدبلوماسية نفسها خيارات محدودة للغاية. فالمفاوضات بين النظام والمعارضة أُجهضت قبل ان تبدأ، وقد أعلن الأسد يوم السبت انه لن يعيد قواته الى ثكناتها ما دام هناك "ارهابيون مسلحون" في اشارة الى الناشطين المناوئين لنظامه.
وتقول المعارضة انها لن تكون طرفا في أي اتفاق يسمح للأسد وبطانته بالبقاء. وحذر الباحث في معهد واشنطن اندرو تابلر من انه كلما طال الوقت للتوصل الى اتفاق على عملية انتقالية زاد الوضع تعقيدا، ونقلت مجلة تايم عن تابلر ان قوى اقليمية مختلفة ستبدأ بارسال اسلحة الى الأطراف التي تدعمها وستندلع حرب بالنيابة حيث الايرانيون والروس يدعمون النظام وتركيا وقطر والغرب يدعمون المعارضة.
 ومن المستبعد ان يتنحى الأسد بارادته، ما يستلزم بحسب الباحث تابلر تحركا حازما، موضحا ان هناك من يقول ان التدخل غير ممكن لأنه محفوف بالمخاطر "ولكن كيف سيكون الوضع بعد عام من اليوم؟" ويجيب تابلر عن سؤاله بالقول ان آفاق الوضع قاتمة في الحالتين، "فنحن سائرون نحو عاصفة قوية، يمكن ان تشفط الجميع في المنطقة".
ودفع غياب الخيارات بعض الدول مثل العربية السعودية وقطر الى تأييد ما ترى انه أهون الشرين، وهو تسليح الثوار. ولكن الباحث ايد حسين من مجلس العلاقات الخارجية حذر من ان تقديم مساعدات عسكرية، دون تقدم على الجبهة الدبلوماسية يمكن ان يسفر عن ارتفاع عدد الضحايا وزيادة احتمالات النزاع الطائفي الذي لن يبقى محصورا داخل الحدود السورية. ونقلت مجلة تايم عن حسين انه "إذا جرى تسليح المعارضة فان ذلك سيثير احتقانات طائفية، وان هذه الاحتقانات يمكن ان تمتد من سوريا الى لبنان والعراق ثم الى القبائل في الخليج". واضاف ان الوضع سيكون "دمويا وبشعا". 
 وعن الخيارات الأخرى قال الباحث حسين انه لا بد في البداية من الاعتراف على نحو ما، بأن الجيش السوري الحر يتحمل قسطا من المسؤولية عن العنف. فان التركيز على فظائع النظام ضد المدنيين وتجاهل جرائم الجيش السوري الحر، بحسب تعبيره، سيزيد من صعوبة التفاوض لإيجاد مخرج من الأزمة.
 وكان مقتل ملاكم سوري معروف في حلب يوم الأحد، حلقة في سلسلة من الاغتيالات التي شهدتها المدينة ضد شخصيات معروفة. واعترف عناصر في المعارضة بالمسؤولية عن بعض هذه الهجمات. وفي هذا السياق قال الباحث ايد حسين "ان علينا ان نكون منصفين، فالمعارضة تمارس الاستفزاز، حيث تخطف جنودا وتغتال رجال اعمال وتستخدم مدنيين دروعا بشرية. ولا يمكن ان تناطح نظاما استبداديا على هذا النحو، ثم تفترض ان التداعيات لن تكون شديدة". وحذر حسين مجددا من ان تسليح المعارضة "سيزيد الطين بلة".
وينقسم الناشطون السوريون بشأن الموقف من تسليح المعارضة، وخاصة اولئك الذين بدأوا حركة الاحتجاج السلمية قبل عام. ونقلت مجلة تايم عن الناشط وسام طريف الذي قام بدور بارز في إيصال اشرطة فيديو تكشف جرائم النظام الى العالم، انه يؤمن بالنضال السلمي. واضاف طريف ان هذا النضال قد يستغرق فترة اطول "ولكنه سيكون على الجانب المحق من التاريخ". واعترف بانه ليس في حمص وانه عندما يرى اشرطة فيديو عن التعذيب وقصف المدنيين، يشعر بأن من حق هؤلاء ان يدافعوا عن أنفسهم. واضاف ان هناك طريقا وسطا "ويتعين ان تأتي عسكرة الانتفاضة بشروط، ولا يمكن ان يتحقق ذلك دون قيادة مدنية على الأرض تقوم بدور الكابح".
 ونظرا الى ان غالبية اركان الحكم وضباط الجيش من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد، فان كثيرين يخشون ان يكون من الصعب السيطرة على اعمال القتل الانتقامية على ايدي عناصر المعارضة التي تتألف في الغالب من السنة إذا سقط النظام. ويقول وسام طريف "ان تسليح الجيش السوري الحر يمكن ان يؤول الى وضع مماثل لما حدث في رواندا، إذ يمكن ان يبدأوا بقتل جميع العلويين ثم يتدخل المجتمع الدولي للدفاع عنهم ضد الجيش السوري الحر" واصفا مثل هذا السيناريو بالمفارقة.
 ويتفق ناشطون ومحللون على ان الحل الأنسب هو الانقلاب حيث يبدأ علويون وغيرهم من اقطاب النظام بالتخلي عنه. ولاحت بوادر تصدع فعلا، فان الدروز بدأوا يقفون ضد النظام وكذلك اعداد من القساوسة والقادة المسيحيين. ورغم الحقيقة الماثلة في ان الأغلبية السنية تعارض نظام الأسد، فان قادة دينيين سنة كبارا لم ينتقلوا الى جانب المعارضة. ويصح هذا ايضا على كبار رجال الأعمال من سائر الطوائف.
ونقلت مجلة تايم عن الباحث اندرو تابلر من مجلس العلاقات الخارجية، ان انقلاب مسيحيين أو دروز او حتى علويين على الأسد لا يكلفه الكثير سياسيا ولكن ذلك "سيكون له معنى أكبر بكثير إذا شاهد رجال اعمال مسيحيين أو علويين أو سنة كبارا ينفضون عنه". وأكد تابلر ان ذلك سيكون أشد فاعلية بكثير حتى من مد المعارضة بالسلاح لأن جيش الأسد سيكون دائما هو الأقوى تسليحا، على حد تعبيره.
 وقال تابلر ان اكبر فشل مني به معسكر المعارضة، من ناشطيها الى حكومات العالم، هو العجز عن التواصل مع عناصر مهمة من مؤازري النظام لكسبهم بعيدا عنه، وهذا تقصير يأمل المجلس الوطني السوري بمعالجته قريبا. ويعترف عضو المجلس معز السباعي بأن على المعارضة ان تطور عملها حين يتعلق الأمر بالأقليات.
ونقلت مجلة تايم عن السباعي المقيم في العربية السعودية ان على المجلس الوطني السوري ان يسعى الى طمأنة الأقليات بأن سوريا الجديدة ستكون لهم ايضا، ولكنه اكد ان الوقت لم يفت على كسب الأقليات واضاف ان النظام لم يمزق نسيج التسامح الذي يحدد هوية سوريا وان المواطنين سيعودون الى قيمهم ما ان تنتهي مرحلة النضال. وقال السباعي ان الجميع يتطلع الى سوريا من دون الأسد "ولا اعتقد ان احدا سيفرط بهذا الحلم من خلال حرب طائفية". ولكن مراقبين يرون انه كلما طال النزاع زادت احتمالات ترسيخ الانقسامات الطائفية.

 

 

معدل الإنفاق العالمي على الأبحاث سيقفز بنسبة 20% في 2012
قوة إيران النفطية إلى تراجع مع تكثيف الاكتشافات الجديدة
موقع إيلاف...أشرف أبو جلالة من القاهرة
جاء الارتفاع الذي تقوده إيران في أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ العام 2008 ليحجب تراجع أهمية أكبر منتج بالشرق الأوسط بالنسبة لإمدادات النفط العالمية، بينما بدأت تكشف عمليات الحفر المكلفة للغاية عن إحتياطات كبيرة من الأرجنتين إلى أنغولا.
القاهرة: أكد مركز دراسات الطاقة العالمية أن اكتشاف حقول جديدة سيخفف من الضغوط بشأن الأسعار. وتُظهِر العقود الآجلة أن المستثمرين يتوقعون انخفاض مؤشر خام برنت إلى أقل من 100 دولار للبرميل عام 2015 في الوقت الذي يقدر فيه اليوم بـ 125 دولار.
ومن المتوقع، وفقاً لما نقلته اليوم شبكة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية، عبر موقعها الإلكتروني، عن أبحاث خاصة ببنك "باركليز بي إل سي"، أن يقفز معدل الإنفاق العالمي المخصص للعمليات الاستكشافية، بقيادة شركتي اكسون موبيل وشيل، بنسبة 20% هذا العام، ليصل إلى 90 مليار دولار على الأقل.
وأشارت تقديرات خاصة بمورغان ستانلي إلى أن الحفر الخارجي قد يكشف عن حوالي 25 مليار برميل من النفط هذا العام، أي أكثر من أربعة أضعاف احتياطات النرويج المتبقية.
كما توجد تلك الحقول التي يطلق عليها الحقول غير التقليدية داخل الولايات المتحدة، حيث ارتفع إنتاج النفط من الصخر الزيتي في داكوتا الشمالية بنسبة 75 % العام الماضي، وفي الأرجنتين، التي يوجد بها حقل ربما يحتوي على 23 مليار برميل تقريباً.
ومضت الوكالة تنقل في هذا السياق عن مانوشهر تاكين، محلل لدى مركز دراسات الطاقة العالمية، قوله :" لا بد وأن تنخفض أسعار النفط لأن آفاق العرض إيجابية جداً. ومعدل الطلب لن يتزايد كما كان عليه في الماضي، لاستعانتنا بالموارد بصورة أكثر فعالية".
وبينما نوهت الوكالة إلى انضمام وزير النفط السعودي، علي النعيمي، ونائب وزير الطاقة الأميركي، دانييل بونمان، إلى وزراء من أكثر من 70 دولة لمناقشة طرق تلبية المطالب المتزايدة على الطاقة والتخفيف من تقلبات الأسعار، نقلت الوكالة عن ألدو فلوريس- كيروغا، الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، قوله " هناك وفرة في المعروض بالأسواق حتى الآن.
ويتم حالياً اكتشاف حقول جديدة. وهناك مناطق جديدة يتم فيها تطوير الموارد. وتنتشر مصادر التوريد وهو ما سيغير سياسة النفط".
وتقوم حالياً منظمة أوبك، التي توفر 40 % من النفط في العالم، بضخ القيمة الأكبر لها منذ ثلاث سنوات وتجاوز سعر الخام مبلغ 120 دولار للبرميل في العشرين من شباط/ فبراير الماضي للمرة الأولى منذ أيار/ مايو الماضي. وبينما من المقرر أن يتوقف الاتحاد الأوروبي عن شراء أي نفط إيراني اعتباراً من الأول من تموز/ يوليو المقبل، قال كولين لوثيان، محلل استراتيجيات الشركات في Wood Mackenzie Consultants المحدودة، إن القلق من أن شن حرب على إيران سيؤدي لاندلاع حرب شرق أوسطية قد أدى لارتفاع أسعار النفط ولا يمكن لجهود الاستكشاف والبحث أن تفعل الكثير للتخفيف من حدة هذا الأمر على المدى الزمني القصير.
ثم تابعت الوكالة بقولها إن إيران بدأ يتقلص دورها وأهميتها باعتباره على صعيد التوريد العالمي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الجمهورية الإسلامية، التي تعتبر ثاني أكبر منتج يتعامل مع أوبك، سيشهد انخفاضاً في حصته من إنتاج النفط من 4.9 % عام 2010 إلى 4.5 % خلال عام 2015، في ظل تزايد الإنفاق على عمليات التنقيب الجديدة عن الغاز والنفط، حيث وصل إلى 72 مليار دولار العام الماضي.
من جانبها، توقعت شركة اكسون موبيل أن تبدأ تسعة مشروعات كبرى هذا العام والعام المقبل، وتحدثت عن إمكانية إضافية ما يعادل أكثر من مليون برميل صافي يومياً بحلول عام 2016. هذا فضلاً عن الاكتشافات الهامة التي حققها أيضاً المستكشفون الصغار. وفي الختام، قال بي سي تريباثي، رئيس شركة GAIL India Ltd.، أكبر موزع للغاز الطبيعي في الهند، في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف :" لقد أصبح العالم مكاناً مثيراً للغاية بالنسبة للطاقة وهناك احتمالات في كل مكان. وبمقدورنا الآن الحصول على غاز ونفط من أماكن تقع بين أميركا إلى استراليا".

  

ضبط أشرطة جنسية لأردني وفتاة واعتقال ضابط فلسطيني بحرس الرئيس

صحف المغرب: "اللجان الشعبية" تضايق بائعات الهوى
موقع إيلاف...إعداد أيمن بن التهامي من الرباط
قدمت الصحف المغربية الصادرة يوم الأربعاء (14 آذار/مارس 2012)، إلى قرائها تشكيلة متنوعة من المواضيع، على رأسها ما تتعرّض له عاملات الجنس بسبب لجان التجوال الشعبية التي تحاول محاصرة نشاطات نساء الدعارة.
"لجان التجوال الشعبية" تحاصر بائعات الهوى في بعض مدن المغرب
الرباط: أنجزت "الأحداث المغربية" تحقيقا حول ما حدث في منطقة عين اللوح. فتحت عنوان "تحقيق في أحداث عين اللوح"، كتبت اليومية أن أزيد من 800 عاملة جنس غادرن مدينة عين اللوح، في ظرف ستة أشهر، بسبب التحركات الأخيرة لـ "اللجان الشعبية".
تضمن التحقيق شهادات مختلفة من المدينة، منها شهادة امرأة قالت فيها بأنها لم ترى طيلة عمرها ما حدث أخيرا في عين اللوح.
وسردت المرأة حكاية سيدة تم حجزها داخل بيتها من طرف "لجان التجوال الشعبية"، التي قررت محاصرة الدور المشبوهة باحتضان نساء الدعارة.
وتترصد جولات هؤلاء القادمين، وتطلب هويتهم وتعرف بالقوة سبب مجيئهم.
وتسبب هؤلاء في مضايقة أناس عاديين كانوا يأتون إلى عين اللوح في زيارات عائلية أو مهنية.
اعتقال ضابط فلسطيني بحرس الرئيس
تحت عنوان "اعتقال ضابط فلسطيني سابق بحرس الرئيس"، أكدت "الصباح" أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط أمر، أخيرا، بإيداع ضابط أمر فلسطيني، كان يشتغل في الحرس الرئاسي، رهن الحبس الاحتياطي، في انتظار دراسة طلب تسليم صادر في حقه من طرف منظمة الشرطة الدولية (أنتربول).
وألقي القبض على الضابط الفسلطيني السابق بتطوان، ورحل إلى العاصمة الرباط، بعد أن تبين أنه موضوع مذكرة بحث واعتقال دولية أصدرتها في حقه منظمة البوليس الدولي "أنتربول".
وأبرز مصدر موثوق أن مسؤولا في النيابة العامة استمع إلى الضابط السابق في مكتبه باستئنافية الرباط، وأخبره أنه مطلوب للأنتربول من أجل "النصب، والتزوير، وإصدار شيك بدون رصيد بقيمة 140 مليونا".
وصرح المتهم، أثناء البحث معه من طرف أجهزة الأمن، أنه قدم استقالته من الأمن الخاص للرئيس، بسبب الحرب التي تدور رحاها بين حركتي فتح وحماس.
فتح ملف "فساد" جديد
كشفت "المساء" في خبر تحت عنوان "الفرقة الوطنية تنهي اليوم الاستماع إلى عليوة وفرضية الاعتقال واردة"، أن الفرق الوطنية للشرطة القضائية واصلت، صباح أمس الثلاثاء، الاستماع إلى خالد عليوة، الرئيس المدير العام السابق للقرض العقاري والسياحي، في قضية "الاختلالات" التي اتهم بارتكابها عندما كان على رأس هذه المؤسسة.
وتوقعت أن يتم الانتهاء من الاستماع إلى عليوة، اليوم الأربعاء، بعد ثلاثة أيام من الاستماع إليه في معظم الاختلالات المالية، التي جاءت في تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول القرض العقاري والسياحي.
وأكدت أن الملف سيعرض، بعد نهاية استماع قسم مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى عليوة، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي سيقرر ما إذا كان سيحفظ الملف أم سيتابع المعني، سواء في حالة اعتقال أو سراح.
وذكرت أن خيار الاعتقال وارد، مبرزة أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن النيابة العامة ستتابع عليوة في ملف الاختلالات التي عرفها القرض العقاري والسياحي في عهده، خاصة بعد صدور قرار منعه من مغادرة التراب الوطني.
مقتل إمام مغربي ببلجيكا
اهتمت "المساء" بفاجعة راح ضحيتها مغربي ببلجيكا. فتحت عنوان "إحراق أكبر مسجد شيعي ومقتل إمامه المغربي ببروكسيل"، كتبت اليومية أن العاصمة البلجيكية بروكسيل اهتزت، الاثنين، على وقع فاجعة إحراق مسجد الإمام الرضا، أكبر مسجد (حسينية)، يرتاده الشيعة المغاربة ببلجيكا، فيما توفي إمامه الشيعي الشيخ عبد الله الدهدوه، من أصل مغربي، مختنقا بعد اشتعال النار في المسجد.
ووقع هذا الحادث الإرهابي حوالي السابعة مساء بتوقيت بلجيكا، عندما كان الإمام عبد الله الدهدوه، وقرابة عشرة مصلين، يهمون بأداء صلاة المغرب، حيث اقتحم المسجد شاب في الثلاثينات من العمر، يحمل في إحدى يديه حقيبة وضع داخلها ساطورا وسكينا من الحجم الكبير، وفي اليد الأخرى قارورة تحتوي على مواد حارقة "مولوتوف"، وبدأ يصيح "جاهدوا في الكفار.. اقتلوا الكفار"، قبل أن يرمي بالزجاجة الحارقة فوق أرضية المسجد.
بنكيران يحاور النقابات
اختارت "الاتحاد الاشتراكي"، لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المعارضة)، تخصيص حيز مهم إلى اللقاء بين الحكومة والنقابات. فتحت عنوان "اليوم، بنكيران يلتقي النقابات لتنفيذ الاتفاق المبرم مع الفاسي"، كشفت اليومية أنه بدعوة من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، يعقد اجتماع، صباح يومه الأربعاء، بين بنكيران والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية.
وحسب الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة إلى الكتاب العامين للنقابات، فسيخصص هذا الاجتماع للوضع الاجتماعي ومنهجية استئناف الحوار الاجتماعي.
وقال العربي الحبشي، عضو المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن الدورة الحالية للحوار الاجتماعي يجب أن تنصب على مطالب جديدة تهم انتظارات الشغيلة المغربية من أجل حماية قدرتها الشرائية، وتحسين وضعها الاجتماعي، كما شدد على أن تكون المنهجية وفق جدولة محددة تهم تنفيذ الاتفاق المبرم ما بين النقابات والحكومة السابقة، وفتح ملفات جديدة لتحسين الوضعية للشغيلة المغربية.
ضبط أشرطة جنسية لأردني مع فتاة
تحت عنوان "ضبط أشرطة جنسية لأردني وفتاة بالبيضاء"، أفادت "الصباح" أن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء أمر، يوم السبت الماضي، بإيداع فتاة وشخص يحمل الجنسية الأردنية المركب السجني عكاشة، بعد متابعتهما بتهمة الخيانة الزوجية، وتصوير مشاهد جنسية.
وأوقف المتهمان من قبل عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع بالدارالبيضاء، بعد الاطلاع على صور وأشرطة جنسية يمارسان فيها الجنس بأحد المستودعات.
وذكرت اليومية أن شكاية من زوجة المواطن الأردني كانت وراء تحريك الملف، إذ أكدت الأخيرة أن زوجها على علاقة ببعض الفتيات، وأنه يعمد إلى تصويرهن بواسطة كاميرا مثبتة في حاسوبه، كما أدلت إلى عناصر الشرطة ببعض هذه الصور والأشرطة.
وأوضحت أن عناصر قسم الأخلاق العامة فتحت تحقيقا في الموضوع استمعت خلاله إلى الفتاة التي ظهرت صورها في شريط الفيديو، الذي يظهر ممارستها الجنس بطريقة شاذة، نافية أن تكون على علم بوجود هذه الصور.

 

«بلد الياسمين» في زمن «النهضة».. أسئلة الهوية والسياسة والاقتصاد (1)
سلفيو تونس ... ظاهرة تهددّ المكتسبات «الأصلية»؟
جريدة السفير...دنيز يمين
يتعذر على زائر تونس العابر في شارع الحبيب بورقيبة او «شارع باريس» المجاور في العاصمة المنتفضة، الا يستشعر الغضب الداخلي للشارع المتحرّك. لا يشغله اليوم بالتأكيد مطلب «بن علي Degage» (بن علي ارحل) بعد عام ونيّف على هروبه، بل تغرقه حالة من الانقسام الفكري والايديولوجي والسياسي الحاد، ليتجه البعض الى القول مجدداً «النهضة Degage»، مقابل بعض آخر بدأ ينادي بالخلافة الإسلامية.
سجال الهوية واضح في تونس التي مضى على سيطرة حركة النهضة الإسلامية على السلطة فيها، حكومةً ورئاسةً ومجلساً، مباشرة او بالتحالف، حوالي 5 اشهر، من دون تلبية اي من مطالب «ثورة الياسمين». فـ«حرب» السياسة والمجتمع، القائمة حاليا، ليست كما يستسهل البعض توصيفها دوغمائياً، على انها بين يسار ليبرالي وتيار اسلامي استولى على مقاليد الحكم حديثا، بل تبدو «المعركة» اكثر راديكالية بين «من هم مع النهضة الاسلامية ومن هم ضدها»، على حدّ تعبير احد اساتذة الاعلام الجامعيين الناشطين سياسيا في تونس، في اشارة الى فئة من التونسيين الذين يعترفون بإسلامهم من جهة وبديموقراطيتهم من جهة اخرى، منتقدين على السواء، اليسار التونسي لتقصيره في كثير من المحطات السياسية، و«النهضة» التي «خطفت الثورة» بخطابها الديني.
مؤشرات سوسيولوجية
... استقبال الداعية الاسلامي المصري وجدي غنيم، في تونس ليدعو الى ختان الاناث معتليا المساجد ومنابر الاماكن العمومية .. دعوة رئيس حركة النهضة السابق الصادق شورو الى قطع أرجل وايدي المعتصمين الذين «يمثلون جيوب الردة التي تسعى في الارض فسادا».. الصمت على ما يقوم به سلفيون من ممارسات استرعت غضباً شعبياً كهجومهم على كلية آداب منّوبة، في العاصمة، للسماح للمنقبات بدخول الحصص الدراسية.. التساهل مع ما قام به احد السلفيين امام الكلية ذاتها، واضعا علما اسود (كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله) محلّ علم تونس، قبل ان تتصدى له شابة جامعية وتتعرض للضرب.. كلها مؤشرات حسيّة عدّدها محام تونسي، معارض للاسلام السياسي، رفض الكشف عن اسمه في حديث لـ«السفير»، واصفا اياها بأنها «غير كافية لإخافة التونسيين والتونسيات، الا انها مؤشرات اكثر من كافية لفرض حالة من اليقظة لدينا جميعا لما يُعدّ للبلاد».
كان من السهل على الشاهد على «حادثة العلم» في 7 آذار الماضي على سبيل المثال، ان يتحسّس هذه اليقظة اثر السخط الكبير الذي ارتسم على وجوه المعارضة التونسية، التي تشمل الى جانب اتحاد الشغل ـ رأس الحربة في المعركة المعيشية - الاقتصادية ضد «النهضة» ـ النخبة الجامعية والنقابية واليسارية والحزب الديموقراطي التقدمي. فالضجة الهائلة التي فرضها إنزال الشاب السلفي العلم التونسي امام الجميع في خطوة رأى فيها المعارضون «انتهاكا لكرامة البلاد واهانة للعلم الذي استشهد لاجله الالاف»، والتي عمّت كل ارجاء تونس فتناقلتها ألسنة آلاف الممتعضين، كانت كفيلة بإثبات جهوزية الشارع لرصد «اخطاء» السلطة الاسلامية على قاعدة «العيون عشرة عشرة».
ومع ذلك، يعرب استاذ علم الاجتماع التونسي محسن بوعزيزي، قريب الشاب محمد بوعزيزي الذي اطلق شرارة «الياسمين»، عن قلقه ازاء «المسافة التي تفصل بين النخبة والمواطن العادي». ويعلّق لـ«السفير» قائلا ان الشارع التونسي «نخبوي اليوم، والمواطن العادي لا حضور فعليا له على الارض، واظن ان ذلك مرتبط بالصراع بين النخبة والشعب، اذ هناك مسافة فكرية وثقافية بين من نزل الى الشارع للاحتجاج على انزال العلم مثلا، وبين من له اهتمامات مغايرة واستطاعت حركة النهضة الاقتراب منه اكثر بخطابها وفكرها السياسي والديني». ويضيف بوعزيزي الذي شارك في 8 آذار الماضي في احتجاج النساء التونسيات دفاعا عن مكتسباتهن في يوم المرأة العالمي، «الغالبية الصامتة في تونس (80 في المئة) بعيدة عن هذا الجو النخبوي على قاعدة نخاف الله»، مشيرا الى ان النهضة وصلت اسرع الى قلب المواطن العادي «لانها ببساطة تتخذ من الدين مطية لممارسة السياسة وهي اسهل الطرق.. ترفع شعار لا اله الا الله من هنا وتحتكر الاسلام من هناك.. في وقت لم تبلور النخب حتى الان افكارها التقدمية لتلمس المواطن التونسي».
الحراك السلفي
قد تكون ظاهرة السلفيين الاكثر اثارة في تونس اليوم، لكل من الطرفين، الاسلامي وغير الاسلامي. فالاول يعتبرهم، كما قال زعيم «النهضة» راشد الغنوشي، «ابناء البلد ويحق لهم التعبير عن افكارهم بديموقراطية»، فيما يظهر على الثاني تخوّفه الكبير من تمددهم وتغييرهم وجه تونس وهويتها. السخونة التي يشعر بها الناشطون الليبراليون ازاء الصعود السلفي في البلاد بعد وصول «النهضة» الى السلطة، تقابلها برودة في التقييم تعلو نبرة وزراء الحكومة «النهضاوية» برئاسة حمادي الجبالي.
يبدو وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك متشددا في انتقاده حادثة جامعة منوبة معتبرا ان «ما جرى مشين ولا يليق بثورة. فالعلم هويتنا ورمز كرامة الوطن. وما حدث تحوّل خطير من ثقافة الاحتجاج السلمي»، قبل ان يستطرد قائلا «كنت عالم اجتماع ودرست الظاهرة السلفية. هناك تقاطع مع النهضة لكن لا يلتقي مشروع الأخيرة ابدا مع مشروع السلفيين.. قد يكون هناك تكتيكات انتخابية لكن هي لا تمدّ السلفيين بأي مشروعية، اذ ستكون النهضة أكثر المتضررين من هذه الممارسات.. كما ان لا اثبات على ذلك».
ويضيف الوزير الذي ينزع عن نفسه صفة «النهضاوي» خلال حديثه لـ«السفير» مؤكدا انه «مستقل» (على خلاف ما يصفه المعارضون به)، «لا اعتقد ان النهضة ترى في ما يحدث امرا ايجابيا لها. فمن سيدفع ثمن الأعمال هذه هي النهضة، لان خصومها سيقولون ان الاسلام السياسي واحد ومن هذه الطينة». وعن تأثير ظاهرة التشدد الاسلامي على المرأة التونسية التي نزلت الى الشارع دفاعا عن مكتسباتها، قال مبروك «لكل الشرائح الحق في إبداء رأيها والتعبير عن تحفظاتها، لكنني ضد الفزاعات. لا اعتقد ان النهضة او الترويكا (رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، وهو رئيس حزب المؤتمر من اجل الديموقراطية، رئيس الحكومة النهضاوي حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر وهو امين عام حزب التكتل) يريدون المس بمكتسبات المرأة»، خاتما بالقول «لا يمكنني سجن او كمّ أفواه الاصوات الشاذة.. لا يمكننا صون صورة المرأة بالقمع» في اشارة الى كلام الداعية غنيم عن ختان الاناث.
واضح ان ما استفزّ المعارضين لم يستفز مبروك. وتقول المحامية والناشطة السياسية ديسم تريمش انها لا تطالب بكمّ افواه السلفيين بل «بالامان الذي بدأت المرأة التونسية تفتقده لدى خروجها من منزلها.. ما تبدّل هو اننا اصبحنا نأخذ بعين الاعتبار ما نلبسه كنساء تبعاً للجهة التي نتجه اليها.. وهذا غريب عن تونس ما قبل النهضة». وتضيف بالقول ان المثقفة التونسية كانت «تمشي على روحها» (بالتعبير التونسي) «وما ندافع عنه هو ما توفر للمرأة في السابق وتحصين حرياتها ومساواته مع الرجل.. طرح حقوق المرأة اليوم اشكالية بحد ذاتها. مجرد الحديث عنه أمر مقلق».

 

سورية بين حسابات السياسة ومنطق الثورة
الحياة...أحمد عجاج *

قد ينتاب مطالع الصحف، ومشاهد التلفزة، الهلع، ويصاب بالغثيان، وقد يكون مصيباً، إن اعتقد، أن مأساة سورية لن تتوقف، وأن القادم سيكون أعظم. لقد اقتنع المواطن السوري، ومعه المواطن العربي، أن النظام لن يتراجع قيد أنملة عن مواقفه، وعن قناعاته بأن وجوده مصيري لهذا البلد، وأنه بالفعل قادر على إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل انتفاضة الشعب السوري. هناك، بالفعل، أدلة تؤكد أن النظام يحمل بقوة هذه القناعة، وآخرها، ما قاله الرئيس بشار الأسد، بأنه قابض على مجريات الأمور على الأرض، وأنه سيقبض على مجريات الأمور في الفضاء. هذه القناعة، ليست وهمية، بل لها ما يبررها، بعدما تبين انه قادر على تجاهل الصرخات الدولية، الطنانة، والمملوءة بالمعاني الأخلاقية، لكنها في حقيقتها فارغة، لا تقدم ولا تؤخر شيئاً على الأرض. وقد يتساءل كثيرون، لماذا كل هذا التساهل مع هذه الأزمة الإنسانية، المتزايدة في الاستفحال، والمؤلمة لأقصى الحدود، والتي نشاهدها يومياً أمام أعيننا، ولماذا يقف العالم مكتوفاً؟ وقد يتساءل: لماذا هذا الإصرار من النظام السوري على البقاء، ورفضه المساومة، والتسويات، في سبيل ضمان ليس فقط مستقبله بل مستقبل سورية؟

ثمة أجوبة سهلة يمكن استحضارها، وثمة أجوبة صعبة يمكن التعريج عليها، لتبيان حقائق السياسة الدولية، وحساباتها الجامدة. إن الأجوبة السهلة لا تحملنا على التفكير كثيراً، بل تحيلنا دائماً على يافطات اعتدنا عليها، مثل أن النظام تدعمه إسرائيل، وأن الغرب لا يريد أن يقف في وجه المصالح الإسرائيلية، أو أن الغرب يخشى من الأصولية، ولا يقدر على دعم معارضي النظام السوري، خشية أن يكرر السيناريو الأفغاني، أو أن الغرب يخشى الأكثرية السنية، وما قد تشكل من خطر على الأقليات، وعلى إسرائيل، وبالتالي يترك النظام السوري يدافع عن نفسه، وهو مدرك في قناعته بأن النظام قادر على البقاء بما يملك من أدوات القوة والدعم من بعض الدول الإقليمية والكبرى. هذه الأجوبة، اعتاد عليها الناس، وأصبحت، من شدة تكرارها، حقائق لا يمكن نقدها. أما الأجوبة الصعبة فهي التي تخترق الأجوبة السهلة، وتذهب إلى ما هو ابعد لتؤسس شرحاً أكثر جدية، وموضوعية لهذا التساؤل حول أسباب بقاء هذا النظام، ويمكن تلخيصها بخمسة أسباب:

أولاً: إن النظام السوري، يمثل نقطة ارتكاز في السياسة الدولية، وقد أصبحت سياسته، على مدى عقود طويلة، متوقعة وتعرفها الدول الكبرى والإقليمية وترسم على أساسها حساباتها وسياساتها. وكمثال على ذلك، فإن النظام ليـــس متـــفقاً، بالمعنى الحرفي، مع إسرائيل، ولا متعاقداً معها، كما توحي الأجوبة السهلة، لكن ســـياساته تسمح لإسرائيل، عبر التحليل، بتوقع خطواته، والبناء عليها، ووضع سياسة مضادة تضمن أمنها، وتحفظ تفوقها المستقبلي. لقد حذر النظام السوري إسرائيل من أن امن حدود اسرائيل من أمنه، لكن تحذيره، على رغم لهجة التهديد، لم يقرع ناقوس الخطر في إســـرائيل ولا في العالم، ذلك لأن قناعة قد تكونت، ولا يمكن العبث بها، بتصريحات عابرة من مسؤولين أو محسوبين على النظام. هذه القناعة تعطي الدول الكبرى نوعاً من الطمأنينة، في منطقة على فوهة بركان.

حتى ينضج الربيع

ثانياً: لقد أربك الربيع العربي، العالم الغربي، والدول الكبرى، بما فيها الصين وروسيا، لا سيما بعدما وصل الى السلطة إسلاميون، كانوا لسنين طويلة معارضين للغرب، وعدائيين من الدرجة الأولى لإسرائيل، ولا تعرف عنهم تلك الدول الكثير لترسم ملامح التعامل معهم، لا سيما في المرحلة الحســـاسة والقصيرة. واختارت تلك الدول الكبرى ســـياسة الجري مع التيار، فأيدت حق الشعوب بترشيح من تراه، لكنها، بدأت تدرس جدياً، ســـياسة التعامل مع القادمين الجـــدد، وتحتاج الى وقت كاف، للتوصل إلى قناعة جازمة، وسياسة متلائمة. هذا الإرباك، جعل الدول الكبرى، وبالذات الدول الغربية، تحرص على التباطؤ في الرد على الربيع السوري، بانتظار ما سيفرز ربيع مصر وليبيا وتونس، وما يمكن عقده من صفقات مع القادمين الجدد. برهان غليون خلال اجتماع للمجلس الوطني السوري (موقع عرب برس).jpg وما لم يتمكن هؤلاء من عقد صفقات مع تلك الدول التي اجتازت ربيعها، فإن الغرب، لن يحرك إصبعاً ضد النظام السوري لأنه بذلك سيجعله يضحي بما هو معروف في سبيل ما هو مجهول.

ثالثاً: المعارضة السورية التي لا تزال تعتبر، بقدر ما هي ضرورة، مشكلة كبرى، لصناع القرار في الغرب. هذه المعارضة التي استطاعت أن تلم شملها تحت مظلة المجلس الوطني السوري، وتمكنت بفضل التأييد الجماهيري من الحصول على الشرعية، لا تزال في نظر الغرب، غير قادرة على تسلم القيادة المستقبلية لسورية. هذه القناعة ليس مردها، عدم قدرة المعارضة، على رغم الأخطاء الكبرى التي وقع بها رئيسها ومجلسها التنفيذي، بل سببها أن تلك المعارضة لا تسيطر على مسلحي الأرض، ولا تستطيع ضبط حركة الشارع. فالغرب لا يريد أن يتعامل مع جسم سياسي تنقصه القدرة العسكرية، بل يريد التعامل مع جهة قادرة، ومعروفة، يمكنه التوصل معها إلى قناعات وسياسات قابلة للتطبيق مستقبلاً. هذا ليس متوافراً في المجلس الوطني السوري، ولا في جماعة أخرى، لذلك تجنح دول الغرب، بدلاً من الكشف عن قناعها الحقيقي، إلى جلد المجلس الوطني المسكين، وتحميله ما لا يمكنه حمله.

رابعاً: تداخل الملف النووي الإيراني مع الملف السوري، وتضارب المصالح الإقليمية والدولية. هذا التداخل والتضارب كانا بمثابة قوتين تشدان بعضهما بعضاً في اتجاه معاكس، مما رشح ضرورة الانتظار وعدم اتخاذ قرار بالحسم. فالموقف العربي، ولنقل بدقة الخليجي، يرى أن انهيار الأسد يفتح الباب أمام بروز سد عربي قادر على مواجهة التمدد الإيراني بأبعاده السياسية والدينية. ويرى الموقف الغربي، أن دفع دول إقليمية باتجاه إسقاط النظام، وأخرى باتجاه حمايته سيؤدي حتماً إلى وقوع سورية في فخ الحرب الباردة، وتحول أرضها إلى حرب شرسة لا تخدم المصالح الغربية، ولا الروسية أو الصينية. فالغرب لا يريد حرباً بين دول إقليمية، ولا روسيا تريد حرباً تحرمها من مصالحها، ولا الصين تريد ذلك مخافة أن يؤثر ذلك في نموها الاقتصادي، طالما أن نفطها في معظمه يأتي من تلك المنطقة. في هذا السيناريو ليس غريباً أن نرى دولاً تطالب بتسليح المعارضة، وأخرى تدعم النظام، ودولاً ترى الانتظار؛ لكن هذا كله محسوب بدقة، ومرهون بقرار الدول الكبرى التي تفضل، حتى الآن، سياسة الانتظار.

لا ضغوط في الغرب

خامساً: غياب المؤثرات الضاغطة على صناع القرار في الغرب وفي عواصم الدول الكبرى. ففي روسيا والصين لا يمكن الحديث عن هذا العنصر، لأنهما دولتان مركزيتان، صناعة القرار فيهما مستقلة تماماً عن تأثير الرأي العام، بينما في دول الغرب، فإن العكس هو الصحيح. إن صناع القرار في الدول الغربية لم يجدوا الى الآن ضغطاً شعبياً، ولا يرون إمكانية حدوث ذلك، على رغم فظاعة ما يحدث. لقد اقتربت الثورة السورية من عامها الأول، ولا توجد تحركات جماهيرية، ولا مؤسسات المجتمع المدني، ولا حملة صحافية من النوع المهم، على رغم مقتل صحافيين، وجرح عدد آخر. هذا الواقع يسمح للقادة الغربيين بأن يمارسوا سياسة خارجية محسوبة بلغة الأرقام، ومبنية على مبدأ المكاسب والخسائر، وبعيداً جداً من عنصر الأخلاق وحقوق الإنسان. وقد يرى متابع هؤلاء القادة كيف يركزون دوماً على صعوبة التدخل العسكري، ويصرون على مبدأ حماية المدنيين ليس من خلال التهديد العسكري بل من خلال التهديد بمحاكمة الضالعين بجرائم ضد الإنسانية، ومن دون سقف زمني، بل وفق عبارة يرددها دائماً، رئيس وزراء بريطانيا، دافيد كامرون: «يوماً ما». هذا اليوم قد يأتي غداً، وقد لا يأتي، لأن المعيار هنا المصلحة وليس شيئاً آخر.

ماذا يعني هذا كله؟ هل يعني أن الثورة السورية محكوم عليها بالفشل، وأن النظام السوري سيبقى بالقوة؟ بالطبع لا، أولاً: لأن تلك العوامل قد تتغير، بفعل عوامل غير متوقعة، أو بفعل معارضة واعية تحرك الأمور تظاهرة للمعارضة في سورية (رويترز).jpg لمصلحتها، وثانياً، لأن الثورة، كما يعرف متابعو التاريخ، لا تخضع لمعايير ثابتة، ولا تسير وفق ضوابط، بل هي كالبركان تندلع، ولا يمكن إخمادها إلا عندما تستنفد طاقتها كلها. وكما يعرف كثيرون، فإن القمع، مهما كان وحـــشياً، يفقد مع مرور الزمن، كما يقول الفيلسوف البريطاني، برتراند رسل، تأثيره، ويصبح بحكم الممارسة، معتاداً لدى الناس، ولا يشعرون أمامه بالفزع ولا الخوف؛ وعندما يسقط حاجز الخوف، لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تقف في وجه الشعب، وسيستطيع هذا الشعب، مهما كانت قيادته عاجزة، أن يصنع قيادة جديدة، مجبولة بالألم، ومعصورة بمرارة التجارب، قادرة على حمل الرسالة وتحقيق النصر. إن للأمم حساباتها، وللشعوب حسابها، والتاريخ يعلمنا، أن الشعوب دائماً منتصرة وأن غدها سيكون مشرقاً.

* كاتب لبناني مقيم في لندن

 

 

 

 

تنافُس إيراني - تركي من نوع آخر في العراق

تشهد العلاقات التركية - الإيرانية فتوراً على خط العراق بسبب الحساسيّات التي يتمّ استثارتها من خلال اللعب على الوتر الطائفي في العراق، وهو الموضوع الذي كانت أنقرة قد حذّرت إيران منه بطريقة غير مباشرة مراراً وتكراراً، كونه لا يعود بالفائدة على أيّ طرف، ناهيك عن الأضرار العميقة التي ستلحقها السياسات الطائفية بالعراق وشعبه، والانعكاسات الإقليمية التي من الممكن أن تتركها هكذا سياسات على المنطقة.
جريدة الجمهورية.. أنقرة علي حسين باكير
وفي موازاة هذا التوتّر السياسي حول بغداد، هناك خط من التنافس الاقتصادي بدأ يظهر إلى العلن أخيراً بين تركيا وإيران على الساحة العراقية. إذ تعَدّ تركيا ثاني أكبر شريك تجاري مع العراق بحجم إجماليّ يقدّر بـ12 مليار دولار للعام 2011، و70 في المئة من التبادل التجاري يتمّ مع إقليم كردستان العراق. وقد شهدت علاقات تركيا مع إقليم كردستان العراق تحسّناً ملحوظا خلال الأعوام الماضية، وتوطّدت هذه العلاقة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري مع الإقليم ودخول البضائع التركية والشركات التركية العاملة في مجال البنى التحتيّة والإنشاءات إليه، وتسهيل عملية انتقال الأموال والأفراد عبر الحدود بين تركيا والعراق بشكل عام.
وقد شجّع هذا أنقرة على أن تقوّي من تعاملاتها في اتّجاه الجنوب ولا سيّما مدينة البصرة، وهو الأمر الذي لا يبدو أنّه يلقى قبولاً لدى الإيرانيّين. إذ من المعروف أنّ البصرة تعدّ مدخلاً للنفوذ الإيراني إلى العراق، وقد استثمر الإيرانيّون كثيراً للاستئثار بهذه المدينة نظراً إلى أهمّيتها الجيو- سياسية، لدرجة أنّه لم يعد في الإمكان التمييز في كثير من الأحيان، عندما تكون في البصرة، بين كونك في مدينة عراقية أو مدينة إيرانية.
وقد حقّقت تركيا تقدّماً أخيراً في جنوب العراق، إذ بلغ عدد الشركات العاملة فيها نحو 70 شركة تركيّة توفّر العمل لأكثر من 8 آلاف عراقي، كما انخرطت تركيا في مشاريع بنى تحتية تتعلّق بالمدارس والمستشفيات والكهرباء وصناعة النفط والسكن، ونشطت حركة الطائرات التركية حيث يتمّ تنظيم أربع رحلات أسبوعيّا من اسطنبول إلى جنوب العراق.
وتهتمّ الشركات التركية والعاملة في قطاع الموانئ البحرية بالمشاركة في تقديم العروض المرتبطة بمشروع يتمّ التحضير له بقيمة 340 مليون دولار في ميناء الفاو الذي سيتضمّن مشروع بناء ميناء الفاو الكبير بقيمة 6 مليار دولار.
ويفيد عدد من المصادر أنّ الشركات التركيّة أصبحت مصدر إزعاج للإيرانيّين في جنوب العراق، لدرجة أنّ الحرس الثوري أصبح يدرج مراقبة نشاطاتها من ضمن اهتماماته، ليس لارتباطها بموضوع سياسيّ إنّما لارتباطها بالشقّ الاقتصادي الذي أصبح هو أيضاً معنيّاً به كون الحرس الثوري يسيطر على معظم النشاط الاقتصادي الإيراني من جهة، وعلى النشاطات الاقتصادية الإيرانية التي ترتبط بمسألة الالتفاف على العقوبات الدولية من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار يعدّ العراق منفذاً من منافذ كسر الخناق الدولي على طهران، ودخول الشركات التركيّة على الخطّ يعني أنّها تأخذ الحصّة التي من المفترض أنّ إيران تعتبرها ملكاً لها، ناهيك عمّا يرتبط بها من ناحية الحدّ من النفوذ الإيراني في جنوب العراق. في وقت أشارت تقارير أجنبية إلى أنّ طهران تعتمد أيضاً على تهريب النفط العراقي من حقول الجنوب بما يعادل نحو 20 مليون دولار يوميّا.
يُذكَر أنّ تركيا كانت قد دخلت قطاع تطوير صناعة النفط والغاز في العراق أيضا، حيث وقّعت شركة البترول التركية عقداً مع الحكومة العراقيّة قبل أشهر عدة لتطوير نحو 4.6 مليار م3 من الغاز في حقل المنصورية في شرق العراق، في وقت يراهن كثيرون على أنّ مثل هذا التحرّك الاقتصادي التركيّ من شأنه أن يحدّ من النفوذ الإيراني في العراق من دون الاصطدام المباشر معها.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,764,179

عدد الزوار: 6,964,770

المتواجدون الآن: 68