رسائل البريد الإلكتروني: العراق يفتح أراضيه ممرا أمام إيران لدعم الأسد....دمشق وحلب تواصلان الانتفاض في «جمعة التدخل العسكري الفوري»

المظاهرات تعم سوريا.. ومصادر تركية: 60 ألف انشقوا عن جيش النظام

تاريخ الإضافة الأحد 18 آذار 2012 - 5:37 ص    عدد الزيارات 2443    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المظاهرات تعم سوريا.. ومصادر تركية: 60 ألف منشق
 
دبلوماسيون: الرد السوري مخيب للآمال.. وأنان: بعضكم يبتسم لكن قريبا مجلس الأمن سيتحدث بصوت واحد * أنقرة تدعو رعاياها لمغادرة سوريا * الآلاف نزلوا في حلب ومظاهرات في دمشق.. واللاذقية تكسر الحصار والجيش الحر يفتح جبهة جديدة في ضواحي
واشنطن: هبة القدسي بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط».... أحيا المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة الأولى لذكرى انطلاقة الثورة السورية في الشوارع كافة، حيث خرجوا في «جمعة التدخل العسكري الفوري» ليطالبوا, كما عمموا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، «العرب والمسلمين قبل كل العالم، بتحقيق هدفي حظر الطيران وإقامة (منطقة عازلة)». وعرض المبعوث الدولي الخاص لسورية كوفي أنان على مجلس الأمن من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف نتائج زيارته لسوريا، وقال دبلوماسيون ان أنان وصف ردود دمشق على مقترحاته بأنها «مخيبة للآمال»، وأن «مقترحاته الواردة في ست نقاط» تبقى مطروحة للبحث.
واجتمع أنان أمس أيضا مع سفيري الصين وروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، وقال للصحافيين «لقد شجعني الدعم القوي للغاية وتصميم المجلس على العمل معا، وأعرف أن بعضكم يبتسم. هناك اختلافات عدة، ولكن هذا طبيعي أيضا، ويحدوني الأمل في أن تسمعوا المجلس قريبا جدا وهو يتحدث بصوت واحد».
وأعلن أمس أن سوريا قبلت زيارة بعثة فنية غدا ستبحث ارسال مراقبين دوليين إلى المدن السورية.
من ناحية أخرى، أشار بعض الدبلوماسيين أمس إلى وجود تبدل في الموقف الروسي وتوجيه روسيا لانتقادات علنية لدمشق لتأخرها في الإصلاحات السياسية. وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن موسكو وبكين تضغطان على الأسد للتعاون مع المبعوث الدولي، وإن على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن دعوة المعارضة إلى عمل الشيء نفسه.
في غضون ذلك، قالت «بلومبيرغ» نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية التركية في مقال نشرته أول من أمس، إن عدد الجنود الذين انشقوا عن قوات الجيش السوري يقارب الـ60 ألفا، وإن 20 ألفا منهم انشقوا الشهر الماضي حسب تقارير الاستخبارات التركية. ومن ناحيتها خطت تركيا خطوة إضافية باستدعاء مواطنيها في دمشق، كما قررت إغلاق سفارتها في دمشق نهائيا في 22 مارس (آذار) الحالي.
وميدانيا، خرج في حلب الآلاف يطالبون بالتدخل العسكري, وفي دمشق، خرجت مظاهرات أيضا رددت هتافات تطالب بالتدخل العسكري, وكسرت اللاذقية الحصار لتخرج 26 مظاهرة في اللاذقية وريفها.
وفي تطور ميداني جديد، فتح «الجيش الحر» جبهة جديدة في ضواحي دمشق، ومنها الدمير وقطنة، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس»، حيث استمرت الاشتباكات ساعات، بما يدل على قدرة المعارضة على العودة إلى مناطق اقتحمها الجيش السوري، ويفتح تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على هذا المناطق.
مظاهرات تعم سوريا بعد عام على الثورة.. و60 ألفا انشقوا عن جيش النظام
دمشق وحلب تواصلان الانتفاض في «جمعة التدخل العسكري الفوري»
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط» .... أحيا المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة الأولى لذكرى انطلاقة الثورة السورية في الشوارع كافة حيث خرجوا في «جمعة التدخل العسكري الفوري» ليطالبوا كما عمموا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، «العرب والمسلمين قبل كل العالم، بتحقيق هدفي حظر الطيران وإقامة (منطقة عازلة)». ووفق حصيلة أولية، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 41 شخصا قتلوا أمس.إلى ذلك، قالت «بلومبيرغ» نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية التركية في مقال نشرته أول من أمس، إن عدد الجنود الذين انشقوا من قوات الجيش السوري يقارب الـ60 ألفا، وإن 20 ألفا منهم غادروا الشهر الماضي حسب تقارير الاستخبارات التركية، بالإضافة إلى 40 ألفا من العاملين في الجيش والذين انشقوا قبل الـ20 من شهر فبراير (شباط) الماضي، ويبلغ عدد القوات السورية 295 ألف عنصر حسب تقرير 2012 الذي نشره معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن.
وميدانيا قال ناشطون إن العدد الأكبر من المظاهرات خرج في مدينة حلب ومحافظاتها متحدثين عن انطلاق آلاف الأشخاص في مظاهرات بأحياء عديدة من مدينة حلب، هاتفين، بحسب ما أفاد به متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي: «الشعب يريد التدخل العسكري»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد تسليح الجيش الحر».
وخرج في حلب الآلاف بمظاهرات في أحياء الصاخور والمرجة والشعار وصلاح الدين والسكري والمشهد والفردوس والمريديان وبستان القصر والكلاسة والأشرفية، تطالب بالتدخل العسكري من أجل إسقاط النظام. وقامت قوات الأمن والشبيحة بمهاجمتها وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع لتفريقها، وفي حي بستان القصر قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة. وفي حي المرجة جرى اشتباك بالأيدي بين المتظاهرين وقوات الأمن، كما خرجت مظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان وأعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالإضافة إلى مدينتي الباب ومنبج، حيث تم إطلاق الرصاص على معتصمين في مدينة منبج بعد تجمعهم بجانب شعبة التجنيد.
وقال الحلبي إن قوات الأمن حاولت تفريق بعض المظاهرات عبر إطلاق الرصاص الحي، مما تسبب في وقوع إصابات. كما أطلقت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالأيدي.
وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية إبراهيم الطيب، أن «كل المدن السورية التي شهدت مظاهرات معارضة للنظام ضمن جمعة (التدخل العسكري الفوري) تعرض فيها المواطنون لإطلاق نار وقنابل دخانية»، مشيرا كذلك إلى حصول «اعتقالات عشوائية، ومنع المصلين من الخروج من المساجد».
وفي دمشق، خرجت مظاهرات في أحياء الميدان والتضامن والحجر الأسود والعسالي والقدم وكفرسوسة والقابون وبرزة وركن الدين «رغم الانتشار الأمني الكثيف»، رددوا هتافات تطالب بالتدخل العسكري الفوري وإسقاط النظام، وسمع أمس دوي انفجار في حي كفرسوسة، وجرى إطلاق نار في منطقة اللوان قبل صلاة الجمعة بقليل، لمنع خروج مظاهرات، إلا أن مظاهرتين خرجت إحداهما عقب صلاة الجمعة من جامع النعيم في منطقة اللوان رغم الوجود الأمني الكثيف هناك، وخرجت الأخرى من جامع الهادي. وجرت اشتباكات في منطقة بساتين كفرسوسة، وخرجت مظاهرة حاشدة من جامع النذير خلف مبنى رئاسة مجلس الوزراء، وأخرى من جامع خزيمة بن ثابت.
وقال شهود إن قوات الأمن السورية انتشرت في أنحاء العاصمة دمشق، وخاصة في حي الحمراء قرب مقر البرلمان، بعد ليلة من الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما خرجت ليل الخميس/ الجمعة مظاهرات معارضة للنظام في عدد من أحياء دمشق منها المزة وأبو رمانة وبرزة، وفي الزبداني بريف دمشق، ومناطق عدة في حماه، وحلب، واللاذقية، ودير الزور، والرقة، والقامشلي في محافظة الحسكة، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية.
ووصلت تعزيزات أمنية بالعتاد الكامل إلى منطقة اللوان وتمت محاصرتها قبل عملية مداهمة للبيوت. وفي حي القابون دخلت الحي أعداد كبيرة من الشبيحة والأمن مع انتشار عدة مدرعات على أطراف الحي، وقطع شارع النهر بعدة حواجز، وفي حي نهر عيشة القريب من الميدان قامت قوات الأمن بإطلاق نار كثيف على المتظاهرين، وكذلك في حي القدم وحي الحجر الأسود مع شن حملة اعتقالات عشوائية. وفي حي المزة خرجت مظاهرة كبيرة في البساتين عقب صلاة الجمعة من جامع الفاروق، قامت قوات الأمن بمهاجمتها وإطلاق النار لتفريقها.
وفي اللاذقية قال ناشطون إن جمعة «التدخل العسكري» بدأت باستعداد كبير لقوات الأمن والشبيحة تزامنا مع أذان الظهر في جميع الأحياء المنتفضة (الصليبة ومشروع الصليبة والأشرفية والشيخ ضاهر والسجن والعوينة والطابيات وبستان الصيداوي والرمل الجنوبي والسكنتوري وبستان الحمامي وقنينص وبساتين الريحان) وجابت دوريات الأمن والشبيحة المسلحون الشوارع في جميع الأحياء الثائرة. وتم رصد قناصة على أحد المباني في الطابيات، كما خرجت 26 مظاهرة في اللاذقية وريفها، حيث خرجت مظاهرة من داخل جامع عمر بن الخطاب في شارع إنطاكيا وقامت قوات الأمن بمحاصرة الجامع، كما شنت حملة اعتقال شملت العشرات من الأطفال في حي قنينص بعد خروج مظاهرة في الحي.
في هذا الوقت، أفاد ناشطون بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص الأمن في حماه والطيبة بدرعا، بينما اقتحمت قوات الأمن مدينة حرستا وبلدة كناكر في ريف دمشق.
وفي كفرنبل بإدلب، قال ناشطون إن قوات الأمن قامت بإغلاق المساجد بشكل كامل ومنعت صلاة الجمعة في كل المدينة ونشرت القناصين على أسطح الأبنية، فقتل شخص وأصيب آخرون في حي المفتي بالحسكة جراء إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين.
ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات عشوائية في جاسم بدرعا وقامت بمحاصرة جميع المساجد وتكسير البيوت في حارة الجورة.
وفي جديد حمص، أعلن عضو «مجلس الثورة السورية» في حمص وليد فارس، أنه «تم العثور على أطفال في منطقة الرفاعي أحياء لكنهم مشوهون، منهم من قطعت أصابعه أو كسرت أرجله»، مؤكدا أن «ما يتم الآن في حمص هو عملية تطهير على أساس طائفي». وأضاف فارس: «الخطة التي تمارس الآن في حمص أصبحت واضحة، فالقصف يتم على كل منطقة قبل الدخول إليها والتنكيل بأهلها».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب، إن كتيبة «الفرقان» المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر اشتبكت ليل الخميس/ الجمعة مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق، وأوضح أن العمليات التي يقوم بها الجيش الحر من مهاجمة الدوريات واستهداف الأرتال العسكرية لا تتوقف على مدار الساعة في ريف دمشق.
وأشار الخطيب إلى أن المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على «سبع كتائب، أكبرها كتيبة (الفرقان) في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة (أبو عبيدة بن الجراح) في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة (سباع الجرد) في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها)».
وتحدث عن توجه العناصر المنشقة إلى إعلان مجلس عسكري في ريف دمشق بقيادة العقيد المنشق خالد الحموس في الأيام القليلة المقبلة.
وأكد الخطيب أن هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام، ولا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود، موضحا أن المنشقين يعتمدون حرب العصابات ويتحركون بسهولة لأنهم يتنقلون بأعداد صغيرة وبأسلحة خفيفة.
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن اشتباكات ليلية في الضمير وقطنا بريف دمشق ليل الخميس/ الجمعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.
وعن الخسائر في صفوف الجيش النظامي، قال عبد الرحمن «السلطات السورية تخفي حقائق الخسائر التي تتكبدها في الاشتباكات مع المنشقين حفاظا على معنويات مقاتليها على ما يبدو»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات في دمشق وريفها تتكرر في الآونة الأخيرة».
بدورها، قالت وكالة «سانا» إن وحدات الهندسة فككت ثلاث عبوات ناسفة في دير الزور كانت مزروعة أمام جامع العرفي بالمدينة.
وقالت الوكالة إن «إرهابيين أطلقا النار أمس على حاجز لقوات حفظ النظام في حي القصور بحمص مما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخر، فقامت الجهات المختصة بملاحقة الإرهابيين واشتبكت معهما مما أسفر عن مقتلهما».
وفي حماه، وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، أصيب ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة معدة للتفجير عن بعد زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة بحي جنوب الملعب.
 
تركيا تقفل سفارتها في دمشق وتستدعي رعاياها .. وأردوغان: نبحث المنطقة العازلة
دول الخليج تقرر إنهاء أنشطتها الدبلوماسية في سوريا
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ثائر عباس... خطت تركيا، خطوة إضافية في تصعيدها في الملف السوري باستدعاء مواطنيها في دمشق بسبب ما وصفه مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» بأنه «مخاطر أمنية جدية»، كما قررت إغلاق سفارتها في دمشق نهائيا في 22 مارس (آذار) الجاري. وقال الناطق بلسان الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن «السفير التركي في دمشق عمر أونهون موجود حاليا في أنقرة للتشاور، لكنه سيعود إلى العاصمة السورية للإشراف على إجلاء المواطنين الأتراك». مضيفا: «سوف يبقى في السفارة حتى تأمين إجلاء معظم المواطنين الأتراك.. وسيغادر بعدها نهائيا إلى أنقرة». كاشفا أن القنصلية في حلب «سوف تبقى مفتوحة حتى إشعار آخر لمتابعة الملفات الخاصة بالمواطنين الأتراك ومصالحهم».
أما الخطوة الأبرز، فكانت كلام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن «دراسة كل الاحتمالات ومنها المنطقة العازلة». وعندما سأله الصحافيون عن احتمال إقامة تركيا منطقة عازلة أو ممرات إنسانية، أجابهم: «كل الاحتمالات موضوعة على الطاولة ولا نريد أن نستثني شيئا». لكنه أضاف أن هناك أفكارا أخرى قيد البحث. موضحا أنه «من الخطأ النظر في الأمر من منظور واحد». وقال أردوغان «إن تركيا تبحث كل الخيارات المطروحة للضغط على النظام السوري ومنها استدعاء السفير».
وطلبت وزارة الخارجية التركية من المواطنين الأتراك الموجودين في سوريا مغادرة البلاد بسبب تزايد أعمال العنف وتدهور الحالة الأمنية هناك. وقالت الوزارة في بيان أصدرته: «بسبب المخاطر الأمنية الشديدة في بعض المدن السورية، ينصح بعودة المواطنين الأتراك (في سوريا) لوطنهم». وأوضح البيان أن السفارة التركية في دمشق ستتوقف عن تقديم خدماتها القنصلية اعتبارا من الساعة الخامسة مساء بتوقيت دمشق يوم 22 مارس (آذار) الجاري. وأوضح البيان أن القنصلية التركية في حلب، شمالي سوريا، ستواصل تقديم خدماتها.
وقال مسؤول في مكتب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير مستعد للنظر في كل الاحتمالات مع تطور الأوضاع في سوريا وازدياد القمع هناك». وأضاف: «إننا نرى كل يوم تدفقا للاجئين ولا يمكن السكوت أكثر عما يجري»، وأضاف: «نحن مستعدون لكل الاحتمالات وسنقوم بما نستطيع لوقف المذبحة هناك (في سوريا).. وننتظر نتائج اجتماع اسطنبول، لكننا في تشاور مستمر مع الجامعة العربية والدول الصديقة للشعب السوري».
ومما يبرز تزايد عزلة الأسد، قالت وكالة الأنباء السعودية: إن بقية دول مجلس التعاون الخليجي الست قررت الانضمام إلى السعودية والبحرين في غلق سفاراتها لدى سوريا بسبب الحملة العنيفة التي يشنها الأسد على الاحتجاجات. ونقل عن بيان لمجلس التعاون الخليجي قوله: إن الإمارات وسلطنة عمان والكويت وقطر قررت أن تحذو حذو البحرين والسعودية بإنهاء أنشطتها الدبلوماسية في سوريا.
اللاذقية تكسر الحصار وتخرج للتظاهر ضد نظام الأسد
ناشط: اقتحام قرى منطقة الحفة دفع الناس للخروج في مظاهرات معارضة
بيروت: «الشرق الأوسط» .... في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد استعادت مدينة اللاذقية زخمها الاحتجاجي، بعد أشهر من الحصار المحكم الذي فرضته قوات الأمن على أحيائها الثائرة. فقد خرجت الكثير من المظاهرات في اليومين الماضيين داخل أحياء الصليبة والأشرفية والطابيات والعوينة وقنينص وهتف المتظاهرون للجيش السوري الحر وطالبوا بإسقاط النظام الحاكم ومحاكمة رموزه. ويشير أحمد أحد أعضاء تنسيقيات مدينة اللاذقية إلى «أن المظاهرات اشتعلت في الشوارع الثائرة تزامنا مع ذكرى انطلاق الثورة ولإعطاء إشارة للنظام الحاكم أن الحصار الذي تفرضه على اللاذقية لن يجدي نفعا، وسنخرج للتظاهر مهما كان عدد الأمن المنتشرين في الشوارع». ويضيف: «لقد كسرنا الحصار المفروض علينا وخرج الناس في مظاهرات ضد الأسد». ويشرح الناشط المعارض الذي يمارس عمله بسرية تامة: «بعد اقتحام الجيش النظامي الموالي للأسد حي الرمل جنوب المدينة وإخماد حركة الاحتجاج فيه، فرض الأمن حصارا خانقا على الأحياء المشاركة بالثورة، محولا الشوارع ومفارق الطرق إلى ثكنات عسكرية حيث أكياس الرمل المتكدسة والشاحنات العسكرية الممتلئة بالجنود تفصل بين الشوارع وتحصي على الناس أنفاسهم عبر حواجز التفتيش». وكان الجيش السوري قد قام في منتصف شهر أغسطس (آب) من العام الماضي باقتحام حي الرمل الذي يقع في وسطه مخيم للاجئين الفلسطينيين، فتم قصفه من جهة معسكر الطلائع، من بارجة وعدد من الزوارق البحرية، كما استخدمت وفقا للمعارضة رشاشات مضادة للطيران. وسقط في هذه العملية أكثر من 50 مدنيا و200 جريح.
ويقول أحد المشاركين في مظاهرات اللاذقية التي خرجت في اليومين الماضيين إن حالة توتر وغضب تسود الأحياء المحاصرة خاصة حي الصليبة الذي يعد معقل المظاهرات ضد نظام الأسد وتقطنه أكثرية سنية. ويعزو الناشط أسباب التوتر إلى «المجازر التي ترتكبها قوات النظام الأسدي بحق الأبرياء في حمص وإدلب». ويضيف: «أهالي اللاذقية يجدون أنفسهم مقيدين لا يستطيعون فعل شيء لإخوتهم في المحافظات الأخرى، حتى التظاهر ممنوع علينا، أهالي الأحياء يقفون كل مساء على الشرفات ويبدأون بالتكبير مرددين شعارات مناهضة للأسد». لكن الاقتحامات التي نفذتها عناصر الأمن ضد قرى منطقة الحفة التابعة لريف اللاذقية والمسيرة الإجبارية التي أخرجها النظام في ساحة المحافظة لتأييد الرئيس دفعت الناس وفقا للناشط «إلى كسر الحصار والخروج في مظاهرات تطالب برحيل النظام، مما دفع الأمن إلى تنفيذ حملة اعتقالات طالت 4 نساء من حي الصليبة ومئات الشبان».
وقد نشر ناشطون معارضون على موقع الـ«يوتيوب» الكثير من أشرطة الفيديو تظهر خروج مظاهرات في الكثير من أحياء اللاذقية تهتف لرحيل الرئيس بشار الأسد وفك الحصار الأمني المفروض على المدينة. كما تظهر أشرطة أخرى إطلاق نار من قبل عناصر الأمن على المتظاهرين السلميين.
ووفقا لمصادر المعارضة فإن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا من مدينة اللاذقية تجاوز الـ10 آلاف حيث قام النظام بتحويل الكثير من المدارس إلى معتقلات بسبب اكتظاظ السجون. كما تشير المصادر إلى استخدام الأمن أساليب بشعة في تعذيب المعتقلين لا سيما في فرع الأمن السياسي الذي يقع في حي الأوقاف، حيث يسمع السكان الذين يقطنون قرب الفرع أصوات المعتقلين الذين يتم تعذيبهم في الداخل كما قال أحد الناشطين.
وتعد اللاذقية، التي يعيش فيها أكثر من مليون و250 ألف نسمة، المدينة الثالثة التي انتفضت على نظام الأسد بعد درعا وبانياس، حيث نزل سكانها بالآلاف مطالبين برحيل النظام. إلا أن اشتباكات طائفية سرعان ما اندلعت بين العلويين الذين يؤيدون نظام بشار الأسد ويشكلون نسبة كبيرة من سكان المدينة، والأكثرية السنية التي تشكل عصب المظاهرات ضد النظام الحاكم. الأمر الذي سهل على النظام قمع المظاهرات عبر الاقتحامات والاعتقالات والتعذيب والتنكيل وفرض حصار محكم على الأحياء الثائرة.
 
أنان: بعثة فنية في دمشق غدا لبحث نشر مراقبين ووقف القتال
حذر من تداعيات الوضع السوري على دول المنطقة وطالب مجلس الأمن بدعم جهوده
جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي
عرض الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، أمس، أمام مجلس الأمن الدولي نتائج زيارته لسوريا في نهاية الأسبوع الماضي.
ووصف ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها «مخيبة للآمال»، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى الوحدة للضغط على دمشق، كما أفاد دبلوماسيون.
وقال أنان متوجها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف إنه «يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للآمال حتى الآن»، وإن «مقترحاته الواردة في 6 نقاط» تبقى مطروحة على البحث. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي شهادته التي استمرت نصف ساعة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمام مجلس الأمن الدولي، أعلن كوفي أنان المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية من مقر إقامته بجنيف - أنه سيوفد فريقا فنيا إلى دمشق الأسبوع المقبل لبحث اقتراح بنشر مراقبين دوليين في المدن السورية. وحذر من تداعيات الوضع السوري وتجاوزه إلى الدول المجاورة وأبدى أنان بعض التفاؤل في إمكانية حل الأزمة السورية، موضحا مدى صعوبة الموقف وصعوبة المهمة المكلف بها، لكنه أكد التزامه بتحمل المسؤولية وبذل أقصى الجهد. وطالب أنان دول مجلس الأمن الخمس عشرة بتوحيد الجهود لمساندة مهمته في التفاوض لوقف إطلاق النار.
وقال أنان في مؤتمر صحافي من جنيف «الوضع في سوريا يدعو للقلق لأنه قد يتجاوز سوريا إلى المنطقة، وأبذل قصارى جهدي للتوصل لحل سلمي للأزمة، فالهدف الأول أمامنا الآن هو وقف العنف ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإكمال العملية السياسية لتحقيق طموحات الشعب السوري وتحقيق مصداقية للعملية السياسية». وحذر أنان من تبعات أي تصعيد في الوضع، وقال «الوضع في سوريا يستلزم الحذر، وأي تصعيد سيكون له تبعات ونتائج كبيرة، وسيؤدي إلى توتر لا يمكننا السيطرة عليه، فالأزمة السورية معقدة، والجميع يتحرك بحذر، وكلنا نرغب في أن نرى الشعب السوري يواصل حياته، وعلينا أن نضع مصلحة الشعب السوري نصب أعيننا، فالهدف هو إقامة سوريا ديمقراطية».
وأكد المبعوث الأممي أن الحوار مع الحكومة السورية مستمر، وأنه سيتابع المحادثات بين الحكومة السورية والبعثة الفنية وقال «عندما يتم إحراز تقدم في المحادثات والمقترحات سأعود إلى المنطقة». ورفض أنان إعطاء إطار زمني محدد للمحادثات، وقال « لوقت مسألة يصعب تحديدها، فنحن أمام أزمة، والمهم الآن هو مشاركة الحكومة السورية وإحراز تقدم ملموس، وإذا أصدرنا أحكاما مسبقة فسيكون لها تأثيرات سلبية، ولا نريد استباق الأحداث».
وأوضح أنان أن مناقشاته مع الحكومة السورية حظيت بدعم كبير من أعضاء مجلس الأمن، مشيرا إلى بعض الاختلافات في مطالب بعض الدول، وقال «رغم الاختلافات، هناك إجماع كبير، وآمل أن نصل إلى مرحلة التحدث بصوت واحد». وحول توصيفه لأطراف الصراع في سوريا والمعارضة السورية، قال أنان «لقد تحدثت مع الحكومة السورية وبعض المعارضة التي التقيتها، لم تكن مسلحة بل تناضل سلميا وسياسيا، لكن عمليات القتل مستمرة، والأطراف غاضبون، وهناك إحباط كبير، والجميع يرغب في إحراز نتائج، لكن المعارضة تحتاج إلى توحيد صفوفها حتى يتمكنوا من الجلوس مع الحكومة السورية حينما يحين الوقت».
من جانبه، أبدى المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري رضاء بلاده عن التقرير الذي قدمه أنان أمام مجلس الأمن، وقال «نحن راضون عن التقرير لأنه إيجابي، ويتحدث عن مشاركة إيجابية من جانب الحكومة السورية». وأكد الجعفري أن الحكومة السورية منخرطة في محادثات إيجابية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإنجاح مهمته، وقال «سوريا ملتزمة بجعل مهمة كوفي أنان ناجحة، وستستقبل دمشق لجنة فنية من مكتب أنان يوم الأحد لمناقشة تفاصيل إنجاح مهمته وبلورة تفاصيل الخطوات التالية»، ورفض الجعفري الحديث عن أية شروط مسبقة للمحادثات، وقال «لا يوجد أي شروط مسبقة، وهي محادثات مبدئية، وعندما نصل إلى تفاهم سنقدم ورقة بذلك، ولن نخوض الآن في تفاصيل كيفية تنفيذ مقترحات أنان».
وأكد أحمد فوزي، الناطق باسم مبعوث الأمم المتحدة والدول العربية إلى سوريا كوفي أنان، أن المبعوث الدولي سيرسل بعثة فنية إلى دمشق لبحث تفاصيل آلية نشر مراقبين دوليين وكيفية تنفيذ العناصر الأخرى لمقترحاته التي تشمل وقف القتال والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية وإجراء حوار سياسي مع المعارضة، وقال فوزي «الخطوة التالية ستتوقف على مدى التقدم الذي تحرزه مهمة البعثة الفنية»، وأشار فوزي إلى أن أنان أجرى محادثات منفصلة مع سفراء الصين وروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف صباح الجمعة.
وأشارت مصادر بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة إلى تأكيدات أرسلها النظام السوري في رسالة إلى الأمين العام بان كي مون بالتزام دمشق في التوصل لحل سياسي للأزمة بالتعاون مع المبعوث الخاص كوفي أنان وتعزيز الإصلاحات في مختلف المجالات. وطالبت الرسالة السورية كل الدول والمنظمات بالوقوف في وجه القتل والتوقف عن دعم الإرهاب ومحاسبة الدول والجهات التي تقوم بدعم وتمويل الإرهاب في سوريا.
من ناحية أخرى، أشار بعض الدبلوماسيين إلى وجود تبدل في الموقف الروسي وتوجيه روسيا لانتقادات علنية لدمشق لتأخرها في الإصلاحات السياسية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعمه لمهمة كوفي أنان ومطالبة النظام السوري بالتعاون الكامل مع المبعوث الأممي، وقال لافروف في مؤتمر صحافي الجمعة «نحن نعمل مع كوفي أنان بشكل يومي، ونرسل إشارات إلى دمشق لضمان تعاون القيادة السورية الكامل مع مهمته، وهذا لا يعني أن علينا، نحن والصينيين، إرسال إشارات لدمشق للتعاون الكامل مع كوفي أنان، بل على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن أن يقوموا بواجبهم ويطالبوا المعارضة السورية بالتعاون والامتناع عن الاستفزاز وتصعيد الأوضاع». واتهم لافروف المعارضة السورية بعرقلة مهمة أنان.
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، إن التوترات بين روسيا والغرب بشأن سوريا قد خفت وسط تفاهم مشترك أن الأزمة لا يمكن حلها باستخدام الخيار العسكري. ورفض بوغدانوف المطالب باستقالة الأسد وقال «التصريحات بعدم شرعية الأسد وضرورة تنحيه تأتي بنتائج عكسية، لأنها ترسل إشارات خاطئة إلى المعارضة أنها ليست بحاجة إلى الدخول في حوار ويمكنها الاعتماد على مساعدات من الغرب وحلف شمال الأطلنطي كما حدث مع ليبيا، وهذا غير مقبول وسيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوريين أنفسهم»، وشدد على ضرورة تجنب تكرار السيناريو الليبي، مؤكدا أن بلاده لن تضفي الشرعية على عمل كهذا في مجلس الأمن الدولي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي «إن الدبلوماسيين الروس على اتصال مع جميع المجموعات المعارضة داخل سوريا وخارجها باستثناء الإرهابيين».
ومن جهته، رفض مارك جرانت، المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، الإفصاح عن تفاصيل التقرير الذي قدمه أنان أمام مجلس الأمن، وقال جرانت في مؤتمر صحافي قصير «كل أعضاء مجلس الأمن يقدمون الدعم المطلق لمهمة كوفي أنان في سوريا»، مؤكدا أن كافة أعضاء مجلس الأمن سيقدمون المساندة التقنية للبعثة التي ستزور دمشق الأسبوع المقبل. ورفض جرانت التعليق على سؤال حول ضمانات من دول المنطقة لمساندة البعثة الفنية. وأشار إلى أن مهمة البعثة الفنية في الوقت الحالي هي تقديم مساعدة تقنية للحكومة السورية. وأكد المندوب البريطاني دعم بلاده لمهمة كوفي أنان في وقف القتل، مطالبا بأن تتحمل الحكومة السورية مسؤوليتها أولا لأنها هي التي تملك السلاح.
وبدا واضحا من تصريحات عدد من الدبلوماسيين بالأمم المتحدة إجماع حول وقوف الدول الأعضاء بمجلس الأمن بشكل موحد خلف الجهود الذي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، خاصة مع التصريحات الإيجابية الروسية عن تدعيم مهمة أنان في سوريا. وقال مصدر بالبعثة البريطانية للأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: «هناك بعض الاختلافات داخل مجلس الأمن، وهذا أمر طبيعي، لكن الاتجاه العام يسير نحو إعطاء كوفي أنان كافة الصلاحيات والمساحة للعمل على إيقاف العنف ووقف المذابح وقتل المدنيين السوريين، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم».
وأشار المصدر الذي رفض نشر اسمه، إلى أن الدول الأعضاء بمجلس الأمن لديهم مخاوف حقيقية من أية تحركات خاطئة تؤدي إلى دفع سوريا إلى حافة الحرب الأهلية، ويأتي ذلك وسط تحذيرات أعربت عنها بعض الدول العربية بالمنطقة.
إلى ذلك، التقي أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حاملا رسالة من الرئيس السوري تفيد بموافقة السلطات السورية على قيام منظمة التعاون الإسلامي بتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وأوضح أوغلي أن بعثة التقييم ستضم خمسة ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي.
وأعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن فريقا مشتركا من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي سيتجه إلى سوريا الأسبوع المقبل لتقييم الاحتياجات الإنسانية. وقال أوغلي خلال توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة التعاون الإسلامي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالعاصمة الأميركية مساء الخميس، «سيتوجه فريق من منظمة التعاون ومسؤولي المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة إلى سوريا للوقوف على احتياجات المواطنين الإنسانية وتقييم الوضع الإنساني». وأشار إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعها مع الوكالة الأميركية تحدد إطارا للتعاون وتبادل الاستشارات والمعلومات والتدريب والاستجابة للأزمات الإنسانية.
المجلس الوطني يربط نجاح مهمة أنان بتنفيذ مطالب الشعب السوري وحمايته
الخارجية السورية: الحكومة ماضية في حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه
جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: كارولين عاكوم.... اعتبر نائب مراقب عام الإخوان المسلمين في سوريا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، فاروق طيفور، أن المعارضة لا تعول كثيرا على مهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي أنان، لكنه، في الوقت عينه، قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الخطوة هي واحدة من الوسائل المتوافرة لدينا، وبالتالي ليس أمامنا إلا دعمها وانتظار إلى ما ستؤول إليه، مع تأكيدنا أن الأولوية بالنسبة إلينا تبقى حماية المدنيين بجميع الوسائل الممكنة ووقف القتل، ويبقى الحوار بشأن الأمور الأخرى، ومنها الحلول السياسية ومن ثم العسكرية، إلى مرحلة مقبلة». واعتبر طيفور أن رد فعل الأسد الأخير وإصراره على مواجهة الاحتجاجات بالقتل خير دليل على كيفية تعامل النظام مع مهمة أنان وما سبقها من مبادرات، مضيفا: «نعتقد أن هذه الورقة ستكون إحدى الأوراق الدولية التي سيتم من خلالها الضغط على النظام وإصدار قرار حازم في مجلس الأمن».
من جهته، شدد عضو المجلس الوطني السوري، محمد سرميني، على أن هناك معايير أساسية لا بد من تطبيقها لنجاح مهمة أنان وما سيصدر لاحقا من قرار عن مجلس الأمن، معتبرا أنه لا يمكن أن ينجح أي حل سياسي ما لم يترافق مع تحقيق المطلب الشعبي، وهو تنحي الأسد. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أهم هذه المعايير هو أن تتوقف آلة القتل بعد سحب القوات العسكرية من الشوارع، والتدخل العسكري الذي لن نتنازل عنه، وذلك من أجل حماية المدنيين وإغاثتهم ومنع النظام من التمادي بإجرامه أكثر، إضافة إلى دخول المنظمات الدولية إلى سوريا لا سيما المناطق المنكوبة الست».
وعمَّا إذا كان المجلس الوطني يعول على مهمة بعثة المراقبين التي سيتم إرسالها الأسبوع المقبل إلى سوريا، أكد سرميني أن المجلس الوطني يرحب بأي خطة من شأنها أن توصل إلى حل في الأزمة السورية، لكنه قال في المقابل: «لدينا تجربة واضحة مع بعثة المراقبين العرب التي سبق أن دخلت إلى سوريا، وكانت نتيجتها مزيدا من القتل وارتفاعا في عدد الشهداء»، معتبرا أن هذه البعثة ستكون فاشلة وغير قادرة على تحقيق مهمتها ما لم تكن مصحوبة بقوات دولية، وستشكل مهلة إضافية للنظام لتوسيع دائرة القتل.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أن الحكومة «تؤكد أنها ماضية في أداء واجبها في حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه».
وأكدت الوزارة أن سوريا «ماضية في سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة التي تمر بها سوريا بالتعاون مع المبعوث الخاص كوفي أنان ومن خلال تعزيز الإنجازات الديمقراطية في مختلف المجالات».
وناشدت سوريا في الرسالة «كل الدول والمنظمات التي تحارب الإرهاب الوقوف في وجه القتل والدماء والفتنة وممارسة الضغط على كل الأطراف المعروفة بالتوقف عن دعم الإرهاب والمساعدة على وقف سفك دماء السوريين ومحاسبة الدول والجهات التي تقوم بدعم الإرهاب في سوريا».
وأضافت الوزارة أن سوريا «اختارت طريق الحوار الوطني نهجا لحل المشاكل التي تواجهها من خلال مشاركة أطراف المعارضة السورية والمستقلين في عملية تهدف إلى حل الإشكالات التي يجب التصدي لها وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا».
كما أعربت سوريا «عن أملها في أن تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وكذلك جميع أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة هذا التوجه عبر إنهاء العنف ووقف التمويل الخارجي للإرهاب»، بحسب نص الرسالة.
رسائل البريد الإلكتروني: العراق يفتح أراضيه ممرا أمام إيران لدعم الأسد
«ديلي تلغراف»: طهران رمت طوق النجاة للنظام السوري الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة
لندن: «الشرق الأوسط»..... رمت إيران طوق نجاة إلى النظام السوري الذي يواجه أزمة اقتصادية متفاقمة بإعداد خطط واسعة لربط البلدين بشبكة من الطرق، وخطوط السكة الحديد، والخطوط الجوية، وحتى الربط الكهربائي، كما تشير محاضر رسمية لمحادثات جرت بين مسؤولين كبار من البلدين في دمشق. وتبين وثيقتان حصلت عليهما صحيفة الـ«ديلي تلغراف» عن الاجتماعات التي عقدت بين وزراء الرئيس بشار الأسد ونظرائهم الإيرانيين أن إيران تقوم بمجهود واسع لدعم النظام السوري، حليفها الوحيد الموثوق به في الشرق الأوسط.
وتتطلب جميع المشاريع التي تتحدث عنها الوثائق تعاون العراق الذي تحتاج سوريا وإيران إلى استخدام أراضيه ممرا بينهما. ويبدو أن الرسائل تعتبر موافقة العراق مسألة مفروغا منها، مشيرة إلى «أن حكومة بغداد اختارت الانضمام إلى إيران في مساعدة الأسد بلا ضجة»، فيما تشير الرسائل الثانية إلى اجتماع آخر عقد في 13 و14 ديسمبر (كانون الأول) في دمشق بوصفه الاجتماع التاسع للجنة متابعة التعاون الاقتصادي بين سوريا وإيران. وشارك في رئاسة الاجتماع الشاعر ونكزاد. وتنقل الوثيقة أن الجانب السوري أبدى اهتمامه بمتابعة مشروع الربط الكهربائي بين البلدين عن طريق العراق. وكان الهدف ضم العراق إلى «اجتماع ثلاثي» وتحقيق التقدم على هذا الصعيد في وقت قريب. ويرى مراقبون أن هذه المشاريع تبين مدى استعداد النظام الإيراني لمساعدة الأسد، وهي تبين أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران أوسع مما كان يعتقد، وبالإضافة إلى مشاريع الربط الجوي والبري تعهدت إيران ببناء 12500 وحدة سكنية جديدة في دمشق وحلب على أساس غير ربحي. وفيما ذكرت وسائل إعلام عربية وأجنبية «أن الرئيس السوري بشار الأسد أخذ الكثير من النصائح الإيرانية حول كيفية التعامل مع الثورة على حكمه بالنظر إلى كمية الرسائل المرسلة عبر البريد الإلكتروني، وما تم الكشف عنه في أكثر من 3 آلاف وثيقة التي يقول نشطاء إنه تم تحميلها من حسابات خاصة بالبريد الإلكتروني الذي يعود إلى الأسد وزوجته أسماء يقال: إنه تم اعتراضها من قبل أعضاء المجلس الأعلى للثورة المعارض جمعت ما بين يونيو (حزيران) وأوائل فبراير (شباط)، تظهر في الذكرى السنوية الأولى للتمرد الذي شهد مقتل أكثر من 8 آلاف سوري، ترسم صورة لأول عائلة معزولة بشكل ملحوظ من الأزمة المتصاعدة».
 
وتشير الرسائل إلى التعاون الاقتصادي المهم بين دمشق وطهران، والذي بات مثل طوق نجاة للنظام السوري في مجالات الحياة اليومية، وتشير إحدى الرسائل إلى اجتماع عقد في العاصمة دمشق يوم 8 ديسمبر الماضي بين 10 مسؤولين إيرانيين و5 أعضاء كبار من النظام السوري بمن فيهم وزير الاقتصاد والتجارة محمد نضال الشعر، وتخلل هذا اللقاء الذي بدأ في الواحدة ظهرا وانتهى عند منتصف الليل، تفاصيل عن تعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وطهران، واتفق فيه المجتمعون عن أفضل السبل للدفع بعجلة التعاون بين البلدين، واتفقوا فيه أيضا على الإسراع في تحسين الطرق البرية المارة بالعراق، وافتتاح محتمل للنقل في أعقاب انسحاب القوات الأميركية من العراق. يذكر أن رحيل القوات الأميركية من العراق اكتمل بعد 10 أيام من هذا الاجتماع وتحديدا في 18 ديسمبر الماضي. وبالإضافة إلى الربط البري والجوي يهدف الجانبان لربط سوريا وإيران بخط سكك حديدية عبر شمال العرق. وذكرت تفاصيل رسائل أن إيران منحت سوريا شريانا للحياة الاقتصادية من خلال وضع خطط طموحة لبناء شبكة من الطرق والسكك الحديدية والخطوط الجوية ومشاريع الربط الكهربائي بين البلدين تمر عبر العراق، وفقا للسجلات الرسمية لمحادثات رسمية رفيعة المستوى جرت بينهما في دمشق.
وقالت الـ«ديلي تلغراف» أمس إن جميع الخطط الواردة بالوثيقتين «تطلبت تعاون العراق والسماح باستخدام أراضيه كممر بين سوريا وإيران، واقترحت أن حكومة بغداد اختارت بهدوء الانضمام إلى إيران ومساعدة الرئيس الأسد».
وقالت: إن المسؤولين الإيرانيين والسوريين «اتفقوا خلال اللقاء على خطة لتحسين النقل البري بينهما عبر الأراضي العراقية وإمكانية فتح خط للنقل الجوي من خلال الأجواء العراقية بعد انسحاب القوات الأميركية»، والتي أكملت انسحابها بعد 10 أيام من تاريخ اللقاء في 18 ديسمبر 2011، وأضافت أن الوثيقة الثانية تتضمن محضر لقاء آخر جرى يومي 13 و14 من ديسمبر من العام الماضي في دمشق.. وكان برئاسة وزير الاقتصاد السوري ووزير النقل والإسكان الإيراني.
وأشارت إلى أن الجانب السوري أعرب خلال اللقاء عن رغبته بمتابعة مشروع ربط الطاقة الكهربائية في البلدين عبر العراق. ويرى مراقبون أن هذه المشاريع تبين مدى استعداد النظام الإيراني لمساعدة الأسد. وهي تبين أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران أوسع مما كان يعتقد. وبالإضافة إلى مشاريع الربط الجوي والبري تعهدت إيران ببناء 12500 وحدة سكنية جديدة في دمشق وحلب على أساس غير ربحي. وهذا كله يشي بخوف إيران من احتمال سقوط الأسد ومجيء نظام غير ودي. فإن سوريا تقوم في الوقت الحاضر بدور القاعدة الاستراتيجية للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وخاصة موافقة الأسد على استخدام إيران الأراضي السورية لإرسال السلاح إلى حزب الله في لبنان.
وأفادت تقارير أن الوثائق المسربة دليل آخر على أن مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلص إلى أن أمن النظام الإيراني يرتبط ارتباطا مصيريا ببقاء الأسد. ونقلت الـ«ديلي تلغراف» عن الخبير بالشؤون الإيرانية في جامعة سانت أندروز البريطانية علي أنصاري أنه من الواضح أن المرشد الأعلى اتخذ قرارا استراتيجيا حاسما في هذا الشأن ولكن الخطأ في الحسابات الاستراتيجية وارد. وأشار أنصاري إلى أن الإيرانيين راهنوا رهانا كبيرا على النظام السوري وهذه لعبة محفوفة بالمخاطر. وأكبر هذه المخاطر سقوط الأسد بصرف النظر عن حجم الدعم الإيراني. وفي هذه الحالة يكاد يكون من المؤكد أن وريثه سيكون حكما سنيا يعكس هوية 70% من السوريين.
وليد البني لـ«الشرق الأوسط»: فليبعد نصر الله أسلحته وعناصره الذين يشاركون في قمع الانتفاضة السورية
من ضمن الردود المستنكرة لدعوة نصر الله النظام والمعارضة في سوريا إلى «إلقاء السلاح»
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم
استدعت مواقف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الأخيرة ردود فعل مستنكرة حول محور السلاح بشقيه اللبناني والسوري. وفي تعليقه على قول نصر الله إن الرهان على سقوط النظام السوري لن يؤدي إلى نتيجة، وإنه لا يوجد في سوريا إلا الحل السياسي وإلقاء السلاح بشكل متزامن ضمن آلية متفق عليها ضمن حل سياسي، معتبرا أن الرهان على سقوط النظام وشق الجيش السوري والتدخل العسكري والعقوبات لن تؤدي إلى نتيجة، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري وليد البني أن نصر الله بدأ يقتنع أن حليفه سيسقط قريبا، ومن الأفضل أن يقوم بتقديم النصيحة له للتنحي كي يرحل بسلام ويترك شعبه يقرر مصيره. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «فليلقِ هو وحليفه السلاح الذي يمتلكانه ويواجهان به الشعب السوري، في حين أن الأسلحة التي تمتلكها المعارضة ليست إلا أسلحة خفيفة بأيدي جنود شرفاء فضلوا الدفاع عن أنفسهم وعن شعبهم بدلا من أن يطلقوا النار على مواطنيهم». وأضاف: «بدلا من أن يدلي نصر الله بنصائحه فليبعد عن سوريا أسلحته وعناصره الذين يشاركون في قمع الانتفاضة الشعبية ويتم تشييعهم في الضاحية الجنوبية في بيروت».
وفي لبنان، رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، أن «نظام بشار الأسد سيستخدم كل لحظة لاستكمال بسط قبضته على جميع أنحاء سوريا للقضاء على الثورة السورية، والأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، محرج أمام الناس، ولذلك قال ما قاله». من جهته، رأى النائب عن كتلة المستقبل، عمار حوري، أن «كلام نصر الله يعكس تطورا نوعيا وربما قراءة جديدة» من أحداث سوريا. وأضاف: «أما في الجزء الداخلي، فإن المنطق الاستقوائي الذي استخدمه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير ليس جديدا، بل هو أمر اعتدنا عليه»، مجددا التأكيد أن مسألة سلاح المقاومة معضلة أساسية ووطنية في البلد، لا تحل إلا من خلال الحوار.
وأشار علوش إلى أن «نصر الله، بكلامه عن سلاح المقاومة، يريد جر البلد إلى حرب أهلية، واستدراج الفريق الآخر المطالب بنزع السلاح إلى إقناع ذاته ألا مواجهة مع السلاح إلا بالسلاح، مؤكدا أن هذه الطريقة تشكل ابتزازا للبنانيين الراغبين بالاستقرار».
كذلك، وجد منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، فارس سعيد، موقف نصر الله الأخير «ضعيفا ومربكا»، مشيرا إلى أن «ذلك لن يجعل (14 آذار) تحيد عن تصميمها في دعوة الجميع للعودة إلى الدولة بشروط الدولة، من أجل بناء السلام الداخلي والخارجي؛ لأن الانهيار الحتمي للنظام السوري سيؤكد أن (14 آذار) كانت صاحبة المبادرة للاستيعاب، وهي مستمرة على خط بناء الدولة، والانتفاضة تحضيرا لانتفاضة السلام».
في الإطار نفسه، اعتبر عضو كتلة المستقبل، النائب عاصم عراجي، أن موقف نصر الله من الوضع في سوريا اتسم بلهجة أخف من التي اعتمدها سابقا؛ إذ دعا إلى إلقاء السلاح من الطرفين ووقف القتل والمجازر، معتبرا أن النظام السوري لا يزال يراوغ حتى الآن مثل عادته.
جنبلاط يرفع علم الثورة السورية على ضريح والده
قال: الشعب السوري باق وأعمار الطغاة قصيرة
بيروت: «الشرق الأوسط»..... واصل النائب اللبناني، وليد جنبلاط، إطلاق الإشارات التضامنية مع الشعب السوري، ورفع مستوى انتقاداته للنظام، مؤكدا أن «الشعب السوري باق، وأعمار الطغاة قصيرة». وفي ذكرى اغتيال والده؛ كمال جنبلاط، الذي قتل على يد مسلحين «مجهولين» بعد خلاف مع القيادة السورية في عام 1977، رفع النائب علم الاستقلال السوري ووضعه على ضريح والده، متوجها بالتحية إلى «شهداء (بلدة) بعقلين والجبل (في لبنان) ولشهداء الثورة العربية السورية»، وقال: «باق الشعب السوري.. وأعمار الطغاة قصيرة».
وأضاف: «بما أن اليوم يصادف ذكرى شهداء بعقلين مع ذكرى كمال جنبلاط، الطبيعة تغضب من جديد لشهداء بعقلين الذين قتلوا، لكننا ختمنا جرح الجبل مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، عام 2001». وفي الملف الداخلي، شدد جنبلاط، في احتفال أقيم في بلدة بعقلين في الذكرى الـ35 لاغتيال والده كمال ورفاقه، على أنه «مهما كان السجال السياسي قاسيا، علينا التحلي بالحوار الديمقراطي».
المالكي: لن نكون ممرا للسلاح إلى سوريا
إثر اتهامات أميركية له برفض وقف شحنات إيرانية
بغداد: «الشرق الأوسط».... رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن تكون بلاده ممرا للسلاح في أي اتجاه، مؤكدا في الوقت ذاته الدفع باتجاه إيجاد حل سياسي في سوريا. ونقل بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمالكي قوله إن «العراق لا يسمح بأن تكون أرضه أو سماؤه ممرا للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كانت». وتأتي تصريحات المالكي ردا على مسؤول أميركي قال لصحيفة «واشنطن تايمز» إن الحكومة العراقية رفضت طلبا أميركيا لإيقاف طائرات شحن إيرانية إلى سوريا على الرغم من معلومات استخباراتية مؤكدة تشير إلى أن الطائرات تنقل أكثر من ثلاثين طنا من الأسلحة. وقال المالكي بهذا الصدد إن «العراق ماضٍ في تطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة وخاصة بالنسبة للحالة السورية». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله إن بلاده «وضعت آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرضه وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا، وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري ويجنبه المزيد من إراقة الدماء».
وبحسب المسؤول الأميركي، «طلبت الولايات المتحدة عدة مرات خلال الأشهر القلية الماضية، من الحكومة العراقية وبصورة مباشرة من المالكي، إما إيقاف طائرات شحن إيرانية، أو إخضاعها لعمليات تفتيش وفقا للقانون الدولي». لكن المسؤول أكد أن «العراق رفض ذلك، قائلا إن الطائرات تحمل مساعدات إنسانية فقط».
وكانت السلطات العراقية أعلنت أنها اتخذت إجراءات جديدة لتشديد الرقابة على الحدود مع سوريا بهدف منع أي نشاط يناقض سياسة العراق «في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».

 

 

نبيل العربي: الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة.. والجامعة لا تستطيع إصدار قرار ملزم للأسد

أكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن مجلس الأمن هو صاحب السلطة والقرار

سوسن أبو حسين.... أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن مفاتيح الحل في الأزمة السورية أصبحت الآن في يد الأمم المتحدة، وأنها الجهة الوحيدة التي يمكن أن تصدر قرارا ملزما بشأنها، بداية من وقف إطلاق النار وحتى التدخل العسكري لإنقاذ الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها يوميا على يد نظام الرئيس بشار الأسد.
وكشف العربي في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بمقر الجامعة بالقاهرة عما لديه من جهود لإصلاح ما أفسدته تداعيات الأوضاع في المنطقة، لافتا إلى أن مهمة كوفي أنان في سوريا لم تفشل وأنها مستمرة، وقد عرض على الرئيس الأسد إيفاد مراقبين دوليين كآلية مناسبة لمراقبة وقف إطلاق النار.
ونفى العربي أن يكون أنان قد طرح مسألة تنحي الرئيس الأسد كبداية للحل السياسي. وحول المسار الحواري المطروح بين قوى المعارضة والنظام، قال إن الفرق كبير بين رؤية الحكومة السورية والمعارضة للحوار، فالأولى ترى انعقاد الحوار في دمشق تحت إشرافها لإجراء إصلاحات، والثانية ترى التفاوض لانتقال السلطة.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أهمية وقف إطلاق النار في سوريا بقرار من مجلس الأمن الذي حمله المسؤولية باعتباره صاحب السلطة والقرار في هذا الشأن، وأشار إلى أن الحل المتاح حاليا يسير في اتجاهين، الأول مهمة أنان السياسية، والاتجاه الثاني يتركز في المهمة الإنسانية والتي تبدأ بإصدار القرار لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ووسائل الإغاثة للشعب السوري بشكل آمن، كما تحدث عن القمة العربية المقبلة في بغداد وأهميتها وجدول أعمالها وما يجب أن يكون من تعاون مشترك بين الدول العربية، خاصة في الملف الاقتصادي وإقامة المشاريع العملاقة التي يشعر بها المواطن العربي.. وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف ترون نتائج مهمة كوفي أنان خاصة بعد تصريحه بأنه مستاء من رد الأسد؟
- قبل أن نتحدث عن مهمة كوفي أنان لا بد من التوضيح أن الموضوع السوري في مجمله منذ البداية اهتمت الجامعة العربية بمعالجته منذ شهر يوليو (تموز) الماضي وأجرت اتصالات بالحكومة السورية وطلبت ثلاثة إجراءات هي: وقف العنف، وإطلاق سراح المعتقلين، والبدء في إصلاحات سياسية حقيقية. وقد أعلنت الموافقة منذ البداية، ولكن لم يفعلوا شيئا، وبعد فترة بدأ رد فعل الشعب السوري للدفاع عن نفسه فأصبح هناك فعل ورد فعل وعنف متبادل حتى وصل الأمر إلى التصعيد الراهن.
* تقصد أن دفاع الشعب السوري عن نفسه اعتبرته السلطات السورية أعمال جماعات مسلحة؟
- تصاعد العنف يخلط الأوراق ويكون من غير الواضح الوضع بالضبط، ولكن المهم أن توقف الحكومة السورية هذا العنف، وقد طلبت الجامعة العربية أكثر من مرة وقف العنف، إضافة إلى مطالب أخرى، منها السماح بدخول الإغاثة الإنسانية وفتح الباب أمام وسائل الإعلام العربي والدولي، وقد وافقت الحكومة السورية على ذلك، وبناء عليه تم إرسال المراقبين وكانت مهمتهم محددة للتحقق من وقف العنف والقتال والتزام الحكومة السورية بتعهداتها وما وقعت عليه في بروتوكول البعثة، وقد تبين أنها التزمت ولكن ليس بالقدر الكافي، أي لم تلتزم بشكل كامل وفوري وفق قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وذلك بعد صدور تقرير الفريق الدابي الذي أسيء فهمه.
* ممن سوء الفهم لتقرير الفريق الدابي؟
- من قبل سوريا، وقد استغلته، وبعض الدول الخليجية كان لها ملاحظات حوله في سياق طبيعة مهمة بعثة الجامعة، وبخاصة في جزئية العنف والعنف المضاد، ولكن التقرير لم يتحدث عن أصل المشكلة منذ 15 مارس (آذار)، حيث لم يحدث عنف مضاد وكان العنف من قبل اتجاه واحد، وبالتالي حتى نحكم على التقرير لا بد من وضعه في السياق الكامل لمهمة البعثة من 24 ديسمبر (كانون الأول) إلى 18 يناير (كانون الثاني).
* لكن الجامعة العربية لم تفعل شيئا لإنقاذ الشعب السوري.
- الجامعة العربية لا ينص ميثاقها على فرض عقوبات مثل ميثاق الأمم المتحدة، وإنما ينص على مقاطعة، وقد قمنا بإصدار قرار بالمقاطعة الاقتصادية ولم تؤثر ففرضنا المقاطعة السياسية بوقف مشاركتهم في الاجتماعات ولم يتحقق شيء ولم تؤثر، وفتحنا الأبواب للمعارضة السورية وفق قرارات صدرت منذ ستة أشهر عن الاجتماعات الوزارية، وذلك بهدف إجراء حوار بين الحكومة والمعارضة، ورغم عدم وحدتها (المعارضة) فإنها موجودة ونعمل معها ونستمع إليها، والنقطة المهمة في هذا الموضوع أن الحكومة السورية أعلنت أنها مستعدة للدخول في حوار مع المعارضة داخل سوريا، والمعارضة أعلنت في المقابل أنها مستعدة للدخول في تفاوض مع الحكومة بهدف انتقال السلطة وليس من أجل إصلاحات تحت إشراف الحكومة.
* الفرق كبير جدا بين وجهتي الحكومة والمعارضة، ومن ثم فالحديث عن حوار بين الحكومة السورية والمعارضة يبدو أنه غير ذي جدوى.
- نعم، الفرق كبير جدا في وجهتي النظر، وقد أبلغتنا المعارضة أننا لا نستطيع فعل شيء لأن الحكومة السورية لن تتجاوب بالطرق السلمية وأن الحل في التدخل العسكري، وكان رد الجامعة أنها لا تملك جيوشا ولا طائرات، وميثاق الأمم المتحدة يحرم علينا القيام بذلك، والاستثناء الوحيد هو عقد دفاع شرعي جماعي، ولذلك لدينا في ميثاق الجامعة اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وللتوضيح فإن وضع الجامعة هو أنها منظمة إقليمية تقع في النظام الدولي تحت فصل معين بميثاق الأمم المتحدة يحدد اختصاصنا، ومن ثم طلبت المعارضة السورية عرض الملف على مجلس الأمن وقد أحيل الملف إليه منذ أكثر من شهر، ولم يحدث شيء لأن هناك تقصيرا في النظام الدولي المعاصر - «الفيتو» الصيني والروسي - وأن هناك دولة واحدة يمكن أن توقف كل شيء - وهذا واضح حيث نرى أن الولايات المتحدة تستخدم «الفيتو» دائما من أجل إسرائيل - وروسيا استخدمته من أجل النظام في سوريا، لكن موقفها الآن بدأ يتغير ولا أستطيع القول أكثر من الإشارة إلى بعض المؤشرات التي بدت لنا في حوارنا معها.
* كيف إذن ترى الحل لكل هذه التعقيدات؟
- هناك مساران، هما المسار السياسي الذي يقوم به كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ومعه نائبه الدكتور ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق الذي سيبدأ عمله بعد يومين، وسوف ألتقي به اليوم. والمسار الثاني وهو ما أطالب به حاليا وهو مسار إنساني، وهذا يعني إصدار قرار فوري بوقف إطلاق النار لأنه يستحيل الاستمرار في هذا الوضع أكثر من ذلك.
* هل تطالب بإقامة ممرات آمنة لدخول الإغاثة الإنسانية؟
- منظمات الإغاثة الإنسانية رفضت هذا العرض لأنه من الصعب تأمينها أو السيطرة عليها، وقد طرحت هذه الفكرة في البلقان وثبت فشلها وكل من كان وقتها في الممر الآمن تم ذبحهم، خاصة أن الجميع رفض وقتها التدخل العسكري، ولذلك نحن نطالب بوقف إطلاق النار.
* المناطق المنكوبة كثيرة في سوريا.
- الأفضل وقف شامل وفوري لإطلاق النار حتى نتمكن من إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الحياتية اليومية والإسعافات الطبية، وأنا أعتبر المسار الإنساني الذي يتحقق بصدور قرار من مجلس الأمن مثل سيارة الإسعاف التي يتم إرسالها لإجراء الإسعافات الأولية للمصاب، ومن ثم يتم نقله إلى المستشفى ولا يمكن ترك الحال على ما هو عليه.
* من الملاحظ أنه كلما طالب المجتمع العربي والدولي بالوقف الفوري لإطلاق النار ارتفعت وتيرة القتل والتدمير وازدادت وحشية العمليات العسكرية كما حدث مؤخرا في حمص وإدلب وبابا عمرو.
- عندما كانت بعثة الجامعة العربية في سوريا قلّت العمليات العسكرية، وعندما انسحبت ثماني دول من البعثة والعدد كان قليلا، مجرد 70 مراقبا، قلنا لن يتمكنوا من عمل شيء، فالمواقع المطلوب الانتشار فيها كانت نحو 15 موقعا، واليوم أثار كوفي أنان خلال زيارته لسوريا موضوع إيفاد مراقبين دوليين في إطار ما سمي آلية مناسبة للرقابة على احترام وقف إطلاق النار، وبذلك يمكن إرسال مراقبين دوليين، ولكن لم يتقرر هذا الإجراء وما زال في إطار الحوار بين المبعوث المشترك والحكومة السورية.
* هل طلب كوفي أنان من الرئيس الأسد التخلي عن السلطة كحل سياسي؟
- لم يطرح ذلك على الأسد.
* إذن، ما هي النتائج التي توصل إليها أنان بعد إعلان المتحدث الرسمي للأمم المتحدة أن الحوار مستمر بين الحكومة السورية والمبعوث المشترك؟
- لا توجد نتائج يمكن الإعلان عنها، وما حدث أن أنان وصل إليه رد ثم رد ثان، وكنت على اتصال معه منذ قليل.
* هل الردود التي تلقاها أنان حتى الآن تؤشر إلى وجود أي تغيير من قبل الحكومة السورية بشأن وقف إطلاق النار؟
- الحكومة السورية لم ترفض وقف إطلاق النار ولكن لا يوجد التعهد بالإقدام على هذه الخطوة.
* ردود الفعل في الشارع العربي تشير إلى أن مهمة كوفي أنان فشلت حتى قبل أن تبدأ، وأن الجامعة لا حول لها ولا دور، بدليل أن الوضع في سوريا أصبح سيئا للغاية ووصل إلى درجة جرائم حرب وإبادة.
- الملف الآن عند الأمم المتحدة ولا أحد يلوم الجامعة العربية، وأن السلطة لدى الأمم المتحدة وتملك إرسال قوات وإصدار قرار ملزم، والجامعة العربية لا تستطيع إصدار قرار ملزم، لكن مجلس الأمن يمكن أن يصدر قرارا ملزما واجب التنفيذ.
* هل هذا يعني أن الجامعة العربية ليست مقصرة في إنقاذ الشعب السوري؟
- يجب التذكير بأنني بادرت بزيارة سوريا منذ تاريخ 13 يوليو والمطالبة بما سبق ولم تتحرك الدول العربية إلا في أواخر شهر أغسطس (آب).
* مضى عام على الثورة السورية والقتل اليومي ضد الشعب السوري مستمر، هل من ضوء في الأفق لإنقاذ الشعب السوري؟
- الجميع يتحدث عن أهمية هذا الضوء، لكن حتى الآن لم تتخذ قرارات في هذا الموضوع على المستوى الدولي.
* التدخل العسكري مرفوض عربيا ودوليا، والمعارضة تطالب به، والنظام أفرط في استخدام كل أنواع الأسلحة والقوة ضد الشعب.. كيف يمكن وقفه؟
- هناك قصور في المجتمع الدولي والنظام الدولي المعاصر، وهو غير عادل، وهذه ليست مشكلة الجامعة العربية وإنما مشكلة الأمم المتحدة، والإجابة أن يتخذ الخطوات وأن يتحمل المسؤولية.
* ومع فشل مجلس الأمن بسبب استخدام «الفيتو» الروسي - الصيني، هل يمكن إعادة استنساخ النموذج العراقي وهو تشكيل تحالف دولي لوقف إطلاق النار في سوريا وإنقاذ الشعب؟
- هذا الموضوع لم يطرح في الجامعة العربية على الإطلاق.
* بعد أيام تعقد القمة العربية في بغداد وخلال الاجتماع الوزاري الأخير كانت هناك مطالبات من أجل الاعتراف العربي بالمجلس الوطني السوري، هل هذا متوقع؟
- الملف السوري مطروح على قمة بغداد، وسوف يطرح هذا الموضوع للنقاش، ولكن النتيجة متروكة للقادة العرب، مع العلم بأن الجامعة العربية لا تعترف بأحد، وإنما الدول العربية، وكذلك الأمم المتحدة، وأقصد أن الدول هي التي تعترف وليس المنظمات.
* من الملاحظ أن قمة بغداد مهتمة بمسألة إعادة هيكلة الجامعة من خلال تصور ساهم في وضعه الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، ما هي ملامح هذا المشروع؟
- بصفة عامة يمكن القول إن الجامعة العربية يجب أن تواكب التطورات التي تحدث على الأرض، والعالم العربي يتغير ولا بد أن يحدث التطوير، وقد دللت على ذلك بمثل بلدي وذكرت أن ميثاق الجامعة هذا «مثل سيارة موديل 1945، لا يمكن أن تسير في شوارع عام 2012»، وأمامي الآن التقرير المرحلي الذي وضعته اللجنة حيث أقوم بدراسته وسوف ألتقي رئيس اللجنة الوزير السابق الأخضر الإبراهيمي صباح اليوم (السبت) ثم أعتزم اختيار بعض الأمور في هذا التصور لطرحها أمام القمة العربية في بغداد وهي المتعلقة بتحسين الأداء ورفع الكفاءة وإعادة هيكلة بعض الأجهزة في داخل الجامعة العربية.
* هل إعادة الهيكلة سوف تستند إلى النقاط الستة عشرة التي سبق أن وضعتها قمة سرت الخماسية الخاصة بموضوع تصور لإعادة الهيكلة عام 2010؟
- لا أتعرض لتفاصيل، وأعقد لجانا كثيرة وكلها في النهاية تكون حبرا على ورق ولهذا شكلت لجنة أخرى لجمع كل الاتفاقيات الخاصة بالجامعة العربية منذ عام 1945 والتي لم تفعّل.
* ما هي القيمة المضافة المنتظرة من قمة بغداد، خاصة أن الشارع العربي لم يعد يثق بمؤسسة القمة العربية؟
- هذه القمة مجرد اجتماعها له قيمة كبيرة، ثانيا القمة لم تعقد العام الماضي وهناك قضايا كثيرة يجب طرحها على هذه القمة، وهي لن تخرج عن المواضيع المألوفة التي نبحث فيها قضايا فلسطين وسوريا والوضع العربي وغيرها، وأرى أهمية لقاء الإخوة والأشقاء العرب.
* الجديد في أوراق القمة أنها اقتصرت على طرح خمس قضايا فقط؟
- فعلا، اخترنا خمس قضايا فقط حتى نتمكن من مناقشتها بشكل جدي وجيد.
* ماذا بشأن بند مكافحة الإرهاب والطائفية؟.. هل لديكم تصور في هذا الشأن؟
- هذا الموضوع مهم، وكذلك ثلاث قضايا أخرى، هي قضية فلسطين والمشاكل الكثيرة التي برزت في هذا الملف وسوف يعرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وثانيا المشكلة السورية وما يمكن فعله بشأنها، وثالثا التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ولدينا أفكار أخرى متعلقة بالتعاون الثقافي بين الدول العربية، ومن الأهمية بمكان أن نفعل شيئا يجمع بين العرب من ثقافة وحضارة ولغة، وهذا يستلزم عمل مشاريع عملاقة تربط كل الدول العربية بعضها ببعض، إضافة إلى بحث إنشاء مراكز تدعم الطاقة المتجددة في هذا المجال، وأمامي اليوم دراسة في هذا الموضوع لأنني أرغب في طرحها خلال كلمتي بالقمة العربية، وكلها مواضيع يشعر بها المواطن العادي مثل التعاون الاقتصادي والاتحاد الجمركي والمنطقة الحرة والسوق المشتركة، وهي مواضيع مهمة لو استطعنا السير فيها بشكل إيجابي ستساهم في الكثير من حل قضايا المنطقة وتجعل من القمم الاقتصادية قيمة مهمة للشعوب العربية، خاصة مع انعقاد القمة الاقتصادية العربية المقرر انعقادها في الرياض العام المقبل.
* القمة العربية المقررة في بغداد ستعقد في منطقة مجاورة لإيران، وثمة خلل في العلاقات العربية - الإيرانية، وقد تحدث الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن أهمية مناقشة القمة العلاقة مع إيران، ما هو تصورك الشخصي لأسس هذه العلاقة؟
- إيران دولة جارة، وتركيا دولة جارة، ولهما سياسة نشطة، وهذا عظيم ومن حقهم، ولكن من المهم بالنسبة لإيران أنه يجب ألا يكون هناك تدخل في العلاقات الداخلية لأي دولة عربية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهذا مرفوض تماما بالنسبة لأي دولة عربية.
* هل يمكن أن تخرج القمة العربية بقرار في هذا الشأن؟
- الدول العربية هي التي ستقرر.
برجه «الحمل» فهل يفعلها مع «الأسد»؟

كوفي أنان، جهوده أهلته للحصول على جائزة نوبل للسلام، لكنه الآن أمام مهمة مستحيلة في الملف السوري

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.... أنظار العالم ستتوجه اليوم إلى مجلس الأمن، وإلى ما سيقوله موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان حول الأزمة السورية، فبعد لقاءات ماراثونية، أجراها في دمشق، مع الرئيس السوري بشار الأسد، وفي الدوحة وأنقرة وعواصم غربية أخرى، في مستهل مهمته العسيرة، لإيجاد مخرج للعنف في سوريا، ينتظر الكل ما سيقوله. أنان قدم «مقترحات ملموسة» للأسد كما قال، وتلقى إجابات، وقال إنها لم تكن كافية، ويريد مزيدا من الإيضاحات، قبل التوجه إلى منصة مجلس الأمن للإدلاء بتقريره المنتظر، والذي يتوقع على ضوئه أن يتخذ المجلس، خطوة جديدة تجاه العنف في سوريا.
المجتمع الدولي، ومن خلفه الجامعة العربية، يبدو أنه عاجز عن فعل شيء، لذلك ألقى بعبء المهمة على كاهل أنان، مستندا إلى خبرته الدولية الطويلة، كأمين عام سابق للأمم المتحدة، ومساهماته السابقة في الأزمة العراقية. روسيا مثلا رأت فيه الرجل الهادئ، الذي قاد نجاحات في قضايا سياسية حساسة خلال العقدين الماضيين، وفي الوقت نفسه تعتبره شخصية ذات استقلالية ولا تتبع الأجندة الأميركية. دمشق لم تتأخر كثيرا في قبوله، وزيارتها، ولم تتلكأ كما فعلت مع مفوضة حقوق الإنسان، فاليري أموس. ويعول آخرون على حنكته ويعتبرون أن قوته تكمن في هدوئه ووداعته، وفئة ثالثة تشير إلى تاريخه وأعماله خلال السنوات الأخيرة، والتي أهلته للحصول على جائزة نوبل للسلام، فهو إذن الأجدر بالمنصب الجديد كموفد دولي لأعقد مهمة وأصعبها في العقد الأخير.
مهمة أنان في سوريا تقتضي مهارات قد لا يملكها، كما يقول مراقبون، فهو يحتاج لمهارات الممثل توم كروز، في فيلم «المهمة المستحيلة»، مثل القفز فوق أعلى ناطحات السحاب، وعليه أن يقفز إذن فوق المعوقات والصعاب والتحديات التي تجعل من الأزمة السورية عصية على الحل. وفي هذا الإطار يرى كبار الخبراء السياسيين في واشنطن أن إمكانات النظام السوري في المراوغة واللف والدوران عالية، وأن نظام الأسد لا يلتزم بأي تفاهمات أو اتفاقيات، وهو ما يجعل مهمة أنان معقدة أكثر ويضع أسئلة استفهام حول الواقعية والحل السلمي اللذين تحدث عنهما أنان في التعامل مع الوضع في سوريا.
ويستبعد هؤلاء أن يحقق الدبلوماسي الغاني العجوز، 73 عاما، نجاحا في الحصول على حلول بين المتضادات السورية والإقليمية والدولية.
الجامعة العربية تدفعه باتجاه تغيير النظام وتسليم الأسد السلطة لنائبه، والدول الغربية تطالبه بتوحيد المعارضة والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى السوريين. وبقناعاته الشخصية، فهو يعارض تسليح المعارضة أو أي شكل من أشكال التدخل العسكري الخارجي بما يجعله أقرب إلى مواقف روسيا والصين أكثر من مواقف الدول الغربية. ويبحث أنان لنفسه عن مساحة وسط هذه المواقف المتناقضة، ويبدو كلاعب سيرك يسير فوق حبل مشدود من الطرفين، وتحته حقل مليء بالألغام، فأي خطوة يخطوها قد توقع انفجارا ما.
الرهان إذن يأتي على شخصية أنان ومهاراته، وما يمتلكه من ثروة من الخبرات الفنية لإدارة أزمات سياسية طوال 30 عاما من العمل في منظمة الأمم المتحدة، فهو أول أمين عام للأمم المتحدة يأتي من صفوف موظفي الخدمة المدنية الدولية. فقد التحق بالعمل في الأمم المتحدة عام 1962 وخدم في أديس أبابا والقاهرة وجنيف، وله معرفة بأنشطة الأمم المتحدة على أرض الميدان وبآراء الموظفين في جميع المستويات. فعمله في مناصب متنوعة داخل المنظمة الأممية أكسبه مهارات تنظيمية وإدارية من خلال عمله في مكتب إدارة الموارد البشرية (1987 – 1990) ومدير الميزانية في مكتب الخدمات المالية (1984- 1987) ورئيس شؤون الموظفين في مفوضية شؤون اللاجئين بجنيف (1980- 1983)، كما اكتسب خبرة الاحتكاك المباشر بالقضايا الإنسانية من خلال اضطلاعه بعدد من المهام الدبلوماسية الحساسة ومنها قضايا اللاجئين وحفظ السلام.
حقق أنان خلال عمله بمنظمة الأمم المتحدة عدة نجاحات لكنه أيضا عانى من عدة إخفاقات. فقد نجح في إطلاق سراح الرهائن الغربيين في العراق عقب غزو العراق للكويت في عام 1990، وقام بإعادة 900 موظف يعملون مع الأمم المتحدة إلى بلدانهم. وأدار مناقشات مثمرة في اتفاق النفط مقابل الغذاء مع صدام حسين للتخفيف من الأزمة الإنسانية في العراق عام 1995. وأشرف على عملية الانتقال من قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغسلافيا السابقة إلى قوة التنفيذ الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي عقب إبرام اتفاق دايتون للسلام في عام 1995.
لكن أنان والأمم المتحدة وقفا عاجزين أمام مجازر سربرنيتشا التي ارتكبها الجنود الصرب ضد الشعب البوسني. فعلى الرغم من نجاح الذراع العسكرية للأمم المتحدة، ممثلة في حلف الناتو، في وقف الحرب ببلاد البلقان، فإن النظام الصربي وجيشه «وضعا كرامة الأمم المتحدة في الوحل». ويرى بعض الدبلوماسيين بالأمم المتحدة أن أنان بدا عاجزا أمام أزمات أخرى، خصوصا في الشرق الأوسط، مثل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إضافة إلى الفشل في الكونغو والصومال ودارفور وسيراليون.
يقول سفير فلسطين السابق بالأمم المتحدة رياض منصور «أنان حاول أن يعطي الصراع العربي الإسرائيلي مساحة كبيرة من اهتمامه خلال ولايته الأولى وتراجع في ولايته الثانية بعد الهجمات التي تعرض لها وأدت إلى تكبيل بعض مواقفه وأثرت على صنع القرار في الأمم المتحدة».
شغل أنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لبطرس بطرس غالي في عام 1997، واستمر في منصبه لدورتين متتاليتين حتى عام 2006، ليصبح الأمين العام السابع للمنظمة. ويؤكد بعض الدبلوماسيين أن أنان حقق إنجازات في إصلاح أجهزة الأمم المتحدة وتطوير رؤية للأمم المتحدة في مسؤوليتها لحماية المدنيين عندما تفشل حكوماتهم عن حمايتهم. عقيدة الدبلوماسي الغاني في عمله تركزت على تحسين مهام عمليات حفظ السلام وتحقيق أفضل استخدام لها، والاهتمام بمجالات مثل التعليم والتدريب.
وأثناء سنوات عمله العشر تم نشر أكثر من 115 ألف فرد من قوات حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم، كما بذل جهودا كبيرة من أجل إنشاء هيئتين حكوميتين هما مجلس حقوق الإنسان ولجنة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام. ولعب أنان دورا محوريا في إنشاء الصندوق العالمي للإيدز والصحة لمكافحة السل والملاريا خاصة في أفريقيا، واعتمد استراتيجية لمكافحة الإرهاب اعتمدتها الأمم المتحدة بعد أن وافقت عليها الدول الأعضاء، وأكد على مسؤولية المنظمة في حماية الشعوب من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، كما أصدر أنان كتابه «الميثاق العالمي» عام 1999 وركز فيه على تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات. كل هذه الجهود أهلته للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 2001.
قال عنه الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتساري إنه أدار مهمة صعبة للغاية وبطريقة نموذجية، وأسهم في إيجاد حلول لنزاعات في أفريقيا وإيجاد حلول لأزمات أخرى. وقال عنه السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة أكرم منير إن فترة عمل كوفي أنان تميزت بمرحلتين؛ الأولى أطلق عليها فترة شهر العسل التي مثلت الخمس سنوات الأولى من ولايته، حيث كان يتمتع بدعم كل الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن وانتهت فترة العسل مع مجيء إدارة جورج بوش الابن خاصة بعد الحرب الأميركية على العراق واندلاع فضيحة النفط مقابل الغذاء والتي كانت من المراحل الصعبة في حياه أنان وكادت تطيح به بعد دعوات من أعضاء الكونغرس الأميركي لتنحيته من منصبه كأمين عام للمنظمة.
الذين عملوا مع أنان أثناء توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة أشادوا بنزاهته ودبلوماسيته، وأسلوب حديثه المهذب وبعده الكامل عن أي استثارة من أي جهة، فهو هادئ الطبع في عمله وحديثه وإدارته للأزمات، وقد قضى عمله في الأمم المتحدة دون أن يُغضب منه أحدا رغم الضغوط التي تمارسها الدول الكبرى خاصة أميركا وروسيا.
كان كوفي أنان معارضا للغزو الأميركي للعراق، وطالب في عام 2003 كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بعدم الذهاب إلى الحرب دون موافقة الأمم المتحدة. كما طالب واشنطن بالتخلي عن الانفرادية في سياستها والعودة إلى سياسة التعددية والإجماع. وهذه المواقف هي التي تجعل أنان شخصية مقبولة لدى موسكو وتجعل الروس يطمئنون إليه لأنه لا يخضع لإملاءات أميركية أو يقوم بتنفيذ أجندة واشنطن الخفية.
آخرون يعتبرون هدوءه نوعا من السذاجة، ويقولون إنه «يعتقد أن كل الناس تستجيب لحديثه الهادئ العاقل، والحجج المقنعة، فقد صدق أنان وعود صدام حسين بإعادة المفتشين الدوليين عام 1998 وقد أعادهم صدام حسين لعدة أسابيع ثم طردهم ثانية، الموقف نفسه تكرر مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي وعده عام 2004 بعدم إرسال الجنجويد إلى دارفور، لكن البشير امتنع لفترة قصيرة ثم أرسلهم ثانية». ولا تزال فضيحة تورط ابنه (كوجو) في الاستفادة من عقود النفط مقابل الغذاء تطارد أنان. ففي يناير (كانون الثاني) 1998 اختارت الأمم المتحدة شركة «كوتيكنا» التي يعمل بها كوجو أنان لمراقبة السلع التي تدخل العراق في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء، وتلقى نجل أنان مدفوعات مالية، وتم تمديد العقد حتى عام 2003 مما أثار الشكوك حول دور كوفي أنان في هذه الفضيحة.
يقول المتحدث السابق باسم الأمم المتحدة فريد إيكهارد إن اللجنة المختصة بالتحقيق في تلك الفضيحة استجوبت كوفي أنان الأمين العام للمنظمة آنذاك ثلاث مرات وإن أحد الاستجوابات استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة. وقال إيكهارد في كتابه «كوفي أنان» إن سمعة أنان تلوثت ظلما بتلك الفضيحة. واتهم إيكهارد الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا، باختلاق تلك الفضيحة بسبب موقف أنان وإصراره على عدم شرعية الحرب على العراق في 2003.
وقد استمرت الشكوك تلاحق أنان خاصة بعد قيامه بشراء قصر يطل على مضيق جبل طارق في أحد أحياء مدينة طنجة الراقية بمبلغ مليوني دولار - وفقا لصحيفة «ذا نيويورك صن» الأميركية. وقالت الصحيفة أيضا إن الأمين العام السابق قد اشترى قبل فترة قصيرة قصرا يقدر بملايين الدولارات في حي راق بجنيف حيث يقطن به حاليا، مما يزيد من الجدل حول ثروة كوفي أنان منذ اندلاع فضيحة النفط مقابل الغذاء.
وكان أنان قد رفض أثناء عمله بمنظمة الأمم المتحدة التصريح بممتلكاته الخاصة بينما أصر الأمين العام الحالي بان كي مون على الإعلان عن ممتلكاته ودعا جميع الموظفين بالمنظمة إلى الاحتذاء به.
مدون السيرة الذاتية لكوفي أنان الكاتب جيميس تروب وصف اختياره مندوبا لسوريا بأنه اختيار منطقي لرجل يتحلى بالهدوء واللباقة لدرجة أن محدثيه يعتقدون ضعفه بينما هو بكل بساطة لم يستسلم للغرور، وحب الذات لم يصبه. ويقول تروب إن برجه الفلكي «الحمل» ينطبق على مواصفات أنان الذي يحمل اسما مركبا؛ الأول كوفي يعني يوم الجمعة (يوم السكينة في غانا) حيث ولد في يوم الجمعة في الثامن من أبريل (نيسان) 1938، والثاني أنان يعني الرابع وهو ترتيبه بين إخوته.
ويرصد ستانلي ميسلر في كتابه «كوفي أنان رجل السلام في عالم من الحروب» الذي صدر عام 2007، مسيرة حياه الرجل من طفولته في غانا، إلى دراسته في كلية ماكاليستر في ولاية منيسوتا الأميركية، إلى وصوله على رأس المنظمة الأممية وحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2001. يقول ميسلر إن أنان حظي بمكانة توازي مكانة نيلسون مانديلا وأدى واجبه كأمين عام للأمم المتحدة كواجب مقدس. وبعد أن ترك أنان منصبه في الأمم المتحدة، واصل جهوده لتلبية احتياجات الفقراء خاصة في أفريقيا واستغل أنان خبرته في التوسط لحل النزاعات في كينيا في أوائل عام 2008 وقاد فريقا تابعا للاتحاد الأفريقي من الشخصيات الأفريقية البارزة للمساعدة على إيجاد حل سلمي للعنف ما بعد الانتخابات.
أسس أنان مؤسسة «كوفي أنان» والتحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا، ويعمل أيضا كعضو فاعل في مجلس الحكماء الذي يضم شخصيات عالمية مثل الرئيس السابق جيمي كارتر وماري روبنسون. ويشغل حاليا منصب رئيس جامعة في غانا، وزميلا في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، ويشارك كعضو فخري في عدد من المنظمات.
ولد كوفي أنان في مدينة كوماسي بغانا وكانت في ذلك الوقت مستعمرة بريطانية. وكانت له أخت توأم هي «افوا عطا» التي توفيت في عام 1991. وينتمي أنان إلى واحدة من العائلات الأرستقراطية في غانا التي تعمل في تجارة الذهب مع البريطانيين. وتعلم أنان في مدرسة داخلية مسيحية أنشئت تحت الحكم البريطاني، حيث كانت غانا تشهد تغييرات جذرية تحت قيادة كوامي نكروما وحركة «من أجل الاستقلال»، وبحلول عام 1957 أصبحت غانا أول مستعمرة بريطانية بأفريقيا تحصل على الاستقلال. وروى أنان في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» عن فترة صباه قائلا «الناس في جيلي شهدت تلك التغييرات في غانا، ونشأ معها التفكير بأن كل شيء ممكن في الحياة».
وفي سن العشرين غادر كوفي أنان أفريقيا الحارة، للمرة الأولى إلى الولايات المتحدة الباردة، ليدرس بجامعة منيسوتا بعد حصوله على منحة دراسية بكلية ماكاليستر. وفي عام 1961 حصل على شهادة الماجستير من كلية ماكاليستر وانضم في عام 1962 إلى منظمة الصحة العالمية، وأمضى بها ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى اللجنة الاقتصادية لأفريقيا في أديس أبابا. ورجع أنان إلى الولايات المتحدة مرة أخرى للحصول على شهادة الماجستير في الإدارة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي عام 1974 عاد أنان إلى غانا ليعمل مدير تطوير لشركة سياحية لكن الانقلابات العسكرية المتلاحقة التي شهدتها غانا في تلك الفترة جعلته يغادر مرة أخرى إلى الأمم المتحدة ليحقق تقدما مطردا في مسيرته الوظيفية.
وبينما كان أنان يعمل مفوضا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف التقي «ونان لغارغرين»، وهي محامية كانت تعمل مع المفوضية. وتزوجا في كنيسة صغيرة في نيويورك. ولـ«ونان» 3 أبناء من زواج سابق، ولدى أنان ابنة اسمها إيما وابن اسمه كوجو من زواجه الأول.
الأسد بين العصا والجزرة!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط...أكتب هذا المقال قبل أن يقدم المبعوث الأممي لسوريا كوفي أنان تقريره لمجلس الأمن، فكل المؤشرات تقول إن بشار الأسد بات واقعا بين العصا والجزرة، فحتى مع غموض المطالب التي قدمها أنان للأسد، فإن هناك شبه إجماع على أن مهمة أنان هي الفرصة الأخيرة للأسد.
بالطبع لم يتوعد أحد بالحرب علنا، لكن مؤشراتها واضحة، فالأتراك يشيدون بحديث الأمير سعود الفيصل عن أن تسليح المعارضة السورية فكرة ممتازة، بل إن أنقرة أعلنت أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، وهذا أمر لا يمكن أن يتم بالتراضي بين تركيا والنظام الأسدي، بل يتطلب عملا عسكريا ضخما، وهو بالطبع عمل مبرر، فمع تدفق اللاجئين السوريين على تركيا، وتلغيم النظام الأسدي للحدود، فمن حق أنقرة أن تقوم بعمل ما لحماية حدودها التي انتهكتها القوات الأسدية مرارا، وتأمين أماكن للاجئين السوريين.
والقصة ليست تركيا وحدها، فها هي دول الخليج جميعها تغلق سفاراتها إغلاقا تاما، وتسحب كل العاملين فيها، والأمر نفسه تفعله دول غربية، وهناك مطالبات بصدور قرار أوروبي جماعي لفعل نفس الأمر، وهذا مؤشر على أن الأمور تسير إلى تصعيد، وليس تهدئة، فإذا قيل إن جزءا من مهمة أنان التهدئة والحوار السياسي الذي قد يقود لخروج الأسد على الطريقة اليمنية، كما يفترض البعض، فإن التحركات الدولية في الوقت نفسه متشددة، وأشبه بإعلان حرب، مما يجعل الأمر يبدو وكأن الأسد قد بات بين العصا والجزرة، وهذه بالطبع رسالة للأسد نفسه، ولمن هم حوله، خصوصا عندما يقول كل من أوباما ورئيس الوزراء البريطاني للأسد إن يد العدالة ستطاله، فهذا ليس حديث تهدئة بالطبع!
وهذا الأسبوع شهد تحركات مهمة بالمنطقة، من زيارة رئيس الاستخبارات الأميركية لتركيا، إلى زيارة قائد الأركان الفرنسية لأنقرة، كما أن المعلومات تقول إن رئيس الاستخبارات التركية سيقوم بزيارة قريبة للسعودية، وهذه ليست تحركات عبثية على الإطلاق. والأهم من هذا وذاك، هو الموقف الروسي، الذي بدأ البعض يروج إلى أنه يتحول ضد الأسد، بل هناك من يقول إنه تحول فعلا، والمسألة مسألة إخراج فقط. فقد استمعت لمعلومات من مصادر مطلعة تقول إن مسؤولا روسيا أبلغ مسؤولا بنظام طاغية دمشق مساء الخميس الماضي، وباتصال هاتفي، أن على الأسد تغيير إجابته على طلبات أنان، وأنه إن لم تكن إيجابية فإن موسكو لا تستطيع أن تظهر بمظهر حامي القاتل أكثر مما مضى! وإن صدقت الرواية - ولا شك لدي براويها، خصوصا أن علينا تذكر انتقاد لافروف للأسد بالدوما قبل يومين - فإن ذلك سيكون انقلابا في الأزمة السورية، وربما لذا تجرأ حسن نصر الله بطلب وقف إطلاق النار بسوريا، وبشكل متزامن من جميع الأطراف، وكأن نصر الله اليوم هو الأسد بعام 2006.
وعليه فكل المؤشرات تشي بأن الأسد بات بين العصا والجزرة، وأن هناك تحركات من اتجاهات مختلفة، قد تكون بطيئة، لكنها ليست بمصلحة الأسد، وهذا هو المطلوب بالطبع.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,956,505

عدد الزوار: 7,049,412

المتواجدون الآن: 76