تقارير ...الخادمات الآسيويات في لبنان: عصر تجارة الرقيق يعود...ماذا يعني اتّهام «الإخوان» بالتآمر على أنظمة الخليج؟...تـحـفـّظ قوي عن مغامرة عسكرية في سوريا لكن الأسد سيرحل ...اختتام اجتماع وزراء المال والإقتصاد العرب في بغداد

«الجمهورية» تكشف أهداف الخليّة الأصوليّة... ومكان طه!...إيران تزيد استيراد الحبوب حتى من أميركا تحسبًا لتشديد العقوبات...تحذيرات من استهداف تنظيمات إرهابية للقمة العربية في بغداد

تاريخ الإضافة الخميس 29 آذار 2012 - 5:16 ص    عدد الزيارات 2205    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

ارتفاع سعر رغيف الخبز أدى الى اضطرابات في الجمهورية الإسلاميّة
إيران تزيد استيراد الحبوب حتى من أميركا تحسبًا لتشديد العقوبات
موقع إيلاف...عبدالاله مجيد
أخذت إيران تزيد مشترياتها من القمح، بما في ذلك استيراده من الولايات المتحدة، في مؤشر إلى أنّ طهران تريد بناء خزين استراتيجي من الحبوب تحسبًا لتشديد العقوبات أو حتى اندلاع نزاع عسكري.
عقدت إيران صفقات لاستيراد القمح من الولايات المتحدة واستراليا وكازخستان خلال الأشهر الماضية، وهي تجري مفاوضات بشأن ما قد يكون صفقة لشراء كميات كبيرة من الهند، كما أفاد محللون لسوق الحبوب وإحصاءات رسمية.
ويمكن لمثل هذا التوجه أن يعزز موقع النظام الإيراني في وقت تشتد فيه ضغوط الغرب على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي. ويتسم شراء القمح بأهمية بالغة تتيح للنظام أن يتفادى رفع أسعار الخبز الذي يستهلكه جميع الإيرانيين البالغ عددهم 78 مليونا. وكان ارتفاع سعر رغيف الخبز أدى في السابق الى اضطرابات واحتجاجات شعبية في إيران وبلدان أخرى في الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن بول سوليفان الخبير الأمني بشؤون الشرق الأوسط والبروفيسور في جامعة جورج تاون الاميركية ان إيران تتحسب لمزيد من العقوبات وهبوط قيمة العملة الإيرانية. فإن سعر صرف الريال الإيراني هبط بنسبة 30 في المئة مقابل الدولار خلال الأشهر الستة الماضية رافعا كلفة الاستيراد بالدولار الاميركي. وقال سوليفان ان الإيرانيين قلقون من هبوط قيمة عملتهم وإمكانية اندلاع حرب مضيفا ان إيران "تشعر حقا بوطأة الضغط الواقع عليها".
ولاحظ سوليفان ان قلة الامطار في المنطقة أضفت طابعا أشد إلحاحا على مشتريات إيران من الحبوب. وقال المحلل الزراعي كريس غاد ان موسم حصاد القمح في إيران يبدأ في ايار/مايو وان إيران قد تكون خائفة من قلة المحصول بسبب الجفاف. ويتابع تجار الحبوب عن كثب مشتريات إيران التي عادة تستورد كميات قليلة من القمح ولكن المعروض في سوق الحبوب حاليا يتّسم بوفرة تستبعد ارتفاع اسعارها بسبب المشتريات الإيرانية.
وارتفع سعر القمح بنسبة 1.1 في المئة فقط هذا العام الى 6.595 دولارات للبوشل مقابل نحو 9 دولارات للبوشل في عام 2011. ومن المتعارف عليه ان تواصل البلدان المتنازعة تجارة الحبوب في ما بينها ولكن المشتريات الإيرانية تأتي رغم ذلك على نقيض لافت مع محاولات الغرب تشديد الضغط على طهران.
وتقدر وزارة الزراعة الاميركية ان تستورد إيران مليوني طن متري من القمح حتى نهاية حزيران/يونيو. ويزيد هذا عشرة اضعاف على مشترياتها في شباط/فبراير, ويكفي لتغطية 13 في المئة من استهلاك إيران السنوي، بحسب ارقام وزارة الزراعة الاميركية. وقال مسؤولون ان إيران تتفاوض ايضا لشراء نحو 3 ملايين طن من الهند ولكن لا يُعرف إن كان الصفقة ستبرم.
في هذه الأثناء، صدَّرت الولايات المتحدة الى إيران 180 الف طن من القمح الشتوي الأحمر الصلب الذي يُستخدم عادة في انتاج الخبز. ولم تكن إيران استوردت القمح الاميركي لمدة ثلاثة عقود تقريبا قبل عام 2008 عندما دمر الجفاف محصولها من الحبوب ودفعها الى الشراء من الولايات المتحدة.
ويقول مراقبون إن إيران تواصل الشراء من أميركا رغم أن محصولها وفير نسبيا هذه المرة. ولا تُعرف على وجه الدقة الشركات التي تبيع القمح لإيران حاليا ولكن شركتي بونج وكارغيل الاميركيتين تقولان انهما تبيعان سلعا زراعية لإيران بموجب نظام العقوبات الذي يجيز تصدير المواد الغذائية.
 وبسبب اتساع العقوبات اصبحت إيران تواجه صعوبة في إبرام مثل هذه المشتريات وتسديد أثمانها، كما يقول رجال اعمال ومصرفيون في الشرق الأوسط. واشار هؤلاء الى أن البنوك الإيرانية ترسل مدفوعاتها الى الولايات المتحدة عن طريق بنك أوروبي أو شرق أوسطي عادة. ولكن بعض البنوك اوقفت تعاملها مع إيران خوفا من شمولها هي ايضا بعقوبات تفرضها الولايات المتحدة ضدها.
ومنعت منظمة "سويفت"الاوروبية التي تتولى تحويل المدفوعات 20 مؤسسة مالية إيرانية هذا الشهر فقط من استخدام شبكتها للتحويلات المصرفية الدولية. ويناقش الكونغرس الاميركي فرض عقوبات على القليل المتبقي من المؤسسات المالية الإيرانية المنخرطة في هذه التعاملات التجارية ويمكن لمثل هذا الاجراء ان يغلق المنافذ الأخرى، بحسب رجال اعمال ومسؤولين في المنطقة.
وامتنع المسؤولون الإيرانيون عن التعليق على مشتريات القمح حتى الآن. وتتسم اسعار الخبز بحساسية سياسية في إيران مثلها مثل العديد من بلدان الشرق الأوسط. وارتفع سعر الرغيف الإيراني بنسبة 30 في المئة تقريبا خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أكد إيرانيون.
وتبيع شركات اميركية منتجات غذائية مختلفة الى إيران مثل شركة ايمرالد سيد في كاليفورنيا التي تصدر الى إيران بذورا لزراعة خضروات مثل البروكلي والفلفل. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن روبرت براون مدير المبيعات والتسويق في الشركة ان تجارتها مع إيران تبلغ اقل من مليون دولار سنويا. واضاف ان هبوط قيمة العملة الإيرانية زاد من صعوبة الدفع وان الشركة توقفت عن شحن بضاعتها.
 
أرجعها خبراء إلى تصفية حسابات أو إثبات نفوذ القاعدة في العراق
تحذيرات من استهداف تنظيمات إرهابية للقمة العربية في بغداد
موقع إيلاف..محمد نعيم
لم يستبعد خبراء احتمالات استهداف تنظيمات إرهابية للقمة العربية في بغداد، على خلفية تسريبات تشير إلى رغبة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في إثبات نفوذه، ومساعٍي قوى أخرى لتصفية حسابات مع أنظمة عربية وخليجية، يأتي ذلك في وقت تصل إلى بغداد كوادر استخباراتية خليجية لتأمين مقر القمة.
محمد نعيم من القاهرة: رصدت تسريبات عبرية تحذيرات دوائر أمنية غربية من استهداف زعماء دول عربية وخليجية خلال انعقاد القمة العربية في بغداد، ولم تستبعد التسريبات التي نشرها الملحق الأسبوعي لصحيفة معاريف استعداد تنظيمات مسلحة في بلاد الرافدين لشنّ هجوم إرهابي على مقر القمة في بغداد، فضلاً عن احتمالات ضلوع النظام السوري في المخطط المتوقع عبر دعم جهات عراقية مسلحة، أو من خلال عناصر تابعة لأجهزة الأمن السورية.
وعزت الدوائر الأمنية ذلك إلى حالة السخط التي انتابت الأسد على خلفية عدم تلقيه دعوة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لحضور القمة، وكان من المفترض اقتصار التمثيل السوري على وزير الخارجية وليد المعلم، إلا أنه وفي وقت لاحق أُعلن أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قرر عدم مشاركته هو ولا أي وفد سياسي سوري رسمي في القمة العربية في بغداد.
استغراب العاصمتين السورية والإيرانية
في هذا الصدد، كشفت التسريبات العبرية النقاب عن تعهد استباقي لرئيس الوزراء العراقي لدول عربية وخليجية، بعدم توجيه دعوة إلى الرئيس السوري ونظيره الإيراني لحضور القمة، الأمر الذي أثار حالة من الاستغراب لدى العاصمتين الإيرانية والسورية، وحمل معه مؤشرات إلى إمكانية استهداف القمة عبر تجنيد عناصر إرهابية، يأتي في طليعتها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
في تعليق على تلك التحسبات، لم يستبعد خبراء أمنيون في القاهرة احتمالات خروج هذا السيناريو إلى أرض الواقع. وفي تصريح خاص لـ "إيلاف" قال الدكتور ضياء رشوان الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: "إن احتمالات استهداف عناصر إرهابية للقمة العربية في بغداد غير مستبعد، إذ تعتبر القمة هدفاً استراتيجياً بالنسبة إلى تنظيم، مثل القاعدة، خاصة أنها المرة الأولى التي تعقد فيها قمة عربية في بغداد منذ 24 عاماً، والمساس بتلك القمة أمنياً يحقق نجاحاً كبيراً للتنظيم، إذ سيوجّه العديد من الرسائل، أهمها: قدرة التنظيم على التوغل في كل المناطق العراقية، وعجز أجهزة الأمن العراقية عن التعاطي أو مجابهة التنظيم، وإثبات مدى ضعف الحكومة العراقية في احتواء الوضع الأمني في البلاد".
أما في ما يتعلق باحتمالات ضلوع النظام السوري، فيرى الدكتور ضياء رشوان أن دعم أجهزة الأمن السورية للمخطط المحتمل – إن رأى النور – سيكون في أضيق الظروف، خاصة أن المستوى السياسي في دمشق لا يرغب في فتح جبهات عربية جديدة عليه، أو توتر العلاقات بينه وحكومة المالكي بشكل أكثر مما هي عليه، كما إن دعم النظام السوري لعمليات من هذا النوع، يتطلب تنسيقاً مباشراً مع أجهزة الأمن الإيرانية، التي لن تقبل بذلك، في محاولة لإعادة انخراطها في الأسرة العربية والخليجية من خلال القمة العربية.
جاء ذلك في وقت أشارت فيه التسريبات العبرية إلى أن قوات الأمن العراقية والخليجية، اتخذت تدابير أمنية غير مسبوقة لتأمين مقر انعقاد القمة في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، إذ انتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة العراقية في نواحي العاصمة العراقية وضواحيها، بداية من الثالث والعشرين من آذار/ مارس الجاري، للحيلولة دون تعرّض مقر القمة لهجوم إرهابي من قبل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، خاصة أن فعاليات القمة ستستمر ثلاثة أيام متواصلة.
أجهزة استخباراتية خليجية لتأمين القمة
إلى ذلك تشير التسريبات إلى وصول فيالق من أجهزة الاستخبارات الخليجية للمشاركة في تأمين القمة، وحملت الكوادر الاستخباراتية بحوزتها معدات تعقب الكتروني متطورة لمكافحة الإرهاب، على أن تنحصر مهمة تلك المعدات في توفير الحراسة التامة لكل زعيم خليجي على حدة يشارك في القمة.
على الرغم من ذلك لم يعوّل الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة على نجاعة هذه الإجراءات في تأمين القمة، مشيراً في حديث خاص لـ "إيلاف" إلى أنه: "لم يجتمع هذا الجمع الغفير من زعماء الدول العربية والخليجية قبل ذلك في العراق، خاصة أن العراق يحوي العديد من التنظيمات الإرهابية القادرة على التعامل مع أي هدف على أرض الواقع، فلن تجابه فلول القاعدة على سبيل المثال أية عوائق في التسلل إلى العاصمة العراقية، إضافة إلى أن أية عملية يستهدف بها القاعدة القمة، ستكون بمثابة نجاح غير مسبوق للتنظيم، ومن الصعب استبعاد محاولة التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية استغلال تلك الفرصة".
وأوضح الدكتور فهمي أنه إذا كانت هناك دول عربية وخليجية تدفع مبالغ مادية ضخمة لتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المسلحة في العراق، وإذا كانت الدول عينها ستضاعف هذه المبالغ للحيلولة دون المساس بزعمائها خلال انعقاد القمة، فليس ثمة شك في أن الوضع الأمني في بلاد الرافدين بالغ الصعوبة في ظل المعطيات المفروضة على أرض الواقع، كما إن انعقاد القمة في المنطقة الخضراء Green Zone بالغة التأمين والواقعة في قلب بغداد، لا يعكس إمكانية السيطرة عليها أمنياً، خاصة أن المنطقة التي يدور الحديث عنها تتعرّض لقصف شبه مستديم بقذائف الهاون والكاتيوشا من دون اعتقال من يقفون وراء الاعتداءات أو الكشف عن هويتهم.
وفي ما يخص احتمالات ضلوع أجهزة الأمن السورية في اعتداء محتمل على القمة، لم يستبعد فهمي في حديثه لـ "إيلاف" تلك الاحتمالات، وقال: "قد يحرّض النظام السوري على تلك الحماقة كجزء من تصفية حسابات مع أنظمة عربية وخليجية، خاصة أن مقر انعقاد القمة، التي استبعدت الرئيس السوري من الحضور، لا يبعد كثيراً عن الحدود السورية، وإذا لم يقم الأسد بذلك فإنه لن يتوانى عن دعم الخلايا الإرهابية في العراق بالعتاد والسلاح لاستهداف مقر القمة.
انطلاقاً من ذلك عادت دوائر أمنية إسرائيلية بالذاكرة إلى الوراء، مشيرة إلى اتهام رئيس الوزراء العراقي الرئيس السوري في كانون الثاني/ يناير الماضي بالوقوف وراء الموجات الإرهابية التي نفذت عملياتها المسلحة في بغداد، واعتمد بعضها على استخدام سيارات مفخخة، والآخر كان من خلال قصف مباشر لمكاتب الحكومة وسفارات أجنبية في بغداد.
إذ اكدت تقارير الأمن العراقية أن النظام السوري يقف وراء الاعتداء على السفارة التركية في بغداد في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك في محاولة من النظام السوري لتوجيه رسالة تحذير إلى أنقرة من مغبة ضلوعها في دعم الثورة السورية ضد الأسد، واعتزامها الضلوع في عمل عسكري وشيك ضد النظام السوري.
يذكر أن مصر لن تشارك بمستوى رفيع في القمة العربية، إذ قرر رئيس المجلس العسكري المصري المشير محمد حسين طنطاوي عدم المشاركة في القمة، مبرراً ذلك بانشغاله والمجلس بالإعداد للانتخابات الرئاسية، والظروف السياسية والاقتصادية وربما الأمنية التي تمر بها بلاده، وسوف يمثل مصر في القمة مستوى متواضع من المطبخ السياسي.
 
اختتام اجتماع وزراء المال والإقتصاد العرب في بغداد
إعتماد استراتيجيات للأمن المائي والسياحة ومواجهة الكوارث
موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن
انتهى في بغداد اليوم اجتماع وزراء المال والإقتصاد العرب بتبني ثلاث استراتيجيات تتعلق بالأمن المائي وتنشيط السياحة العربية ومواجهة مخاطر الكوارث واعتماد إعلان مراكش لحقوق الطفل حيث شارك في الاجتماع ستة وزراء ومثل بقية الدول العربية مساعدون للوزراء.. فيما أكّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك فيها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلك.
بعد جلستين علنية وسرية في اليوم الأول من أعمال القمة العربية في بغداد، فقد اختتم وزراء المال والاقتصاد العرب اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالاعلان عن تبني ثلاث استراتيجيات للحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق مع المنظمات العربية المختصة واستراتيجية الأمن المائي لمواجهة متطلبات التنمية العربية واستراتيجية تنشيط وتوسيع السياحة العربية وآليات تنفيذها.
وصدر عن الاجتماع بيان أشار الى أن وزراء المال والاقتصاد العرب اعتمدوا الاستراتيجية السياحية العربية واليات تنفيذها داعين المجلس الوزاري العربي للسياحة الى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية السياحية العربية وآليات تنفيذها ومتابعة عمليات التنفيذ.. وكذلك استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في المنطقة العربية.
ودعا المجلس الوزاري العربي للمياه إلى اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة بالتنسيق والتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة وكذلك مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة مع الاخذ في الاعتبار النظم التقليدية للمياه.
وحول الاستراتيجية العربية التي قرر الوزراء اعتمادها للحد من مخاطر الكوارث وطالبوا مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة باتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من الكوارث بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية.
وفي ما يتعلق بمتابعة تنفيذ اعمال القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية في دورتها الاولى التي عقدت في الكويت عام 2009 ودورتها الثانية في شرم الشيخ 2011 والاعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة العام المقبل 2013 قرر المجلس الاحاطة علماً بالاجراءات التي اتخذتها الدول العربية والامانة العامة لجامعة الدول العربية والمجالس الوزارية العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك لمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية التنموية في دورتيها السابقتين ودعوتها للاستمرار في ذلك والاحاطة علماً بالاجراءات التي تم اتخاذها بشأن الاعداد للقمة العربية الاقتصادية في دورتها الثالثة في الرياض في كانون الثاني 2013.
وفي ما يخص التحضير للمؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للعام الحالي قرر الوزراء التأكيد على اهمية انعقاد المؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للالفية وتصوراً للتحرك المطلوب حتى عام 2015 وما بعدها تمهيداً لعرضه على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة في الرياض 2013 وعلى المؤتمر العام رفيع المستوى للجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول العام المقبل.
وقرر الوزراء اعتماد اعلان المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل (مراكش 2012) كمنهاج عمل تلتزم به الدول الاعضاء خلال السنوات الخمس المقبلة للارتقاء بأوضاع الطفولة في المنطقة العربية.
المالكي يدعو إلى عمل جماعي لتطوير الاقتصاد العربي
وقد قام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالحضور الى فندق عشتار في وسط العاصمة العراقية الذي شهد انعقاد اجتماع وزراء المال والتجارة والإقتصاد حيث التقى عددا من الوفود وبحث معها قضايا التعاون العربي المشترك.
وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال الإجتماع "نتطلع إلى قمة بغداد بأن تكون مفعمة بالعطاءات ومواجهة التحديات التي تعترض طريق بلداننا وأن تخرج بكل ما يعزز العلاقات بين البلدان العربية في جميع المجالات ، وبضمنها ما يخص الإقتصاد". وأكد أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك فيها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلك".
وأضاف المالكي "ان الوضع العربي يحتاج إلى وقفة تضامنية للنهوض باقتصاده كما هو معمول به في العالم ونحن على ثقة تامة بأن الدول العربية قادرة على تحقيق هذا الهدف عن طريق التعاون المشترك والإستفادة من الثروات". وقال "نتمنى أن يحقق هذا الإجتماع كل ما يخدم الإقتصاد العربي ، وأن يخرج بآليات يتم من خلالها تكامل الإقتصاديات العربية".
وأضاف المالكي " ان العراق اليوم يعمل على النهوض باقتصاده وإعادة بنيته التحتية في جميع المجالات ومن منطلق التعاون مع الأشقاء جميعاً ، ندعو الشركات العربية كافة للمشاركة في عملية البناء والإعمار والإستفادة من الفرص الإستثمارية المتوفرة في العراق في مختلف المجالات". واوضح قائلا "ما نفكر به ونطمح إليه في هذه القمة أن يكون هناك تعاون بين حكوماتنا وشعوبنا على جميع المستويات ومن بينها المجالات الشبابية والرياضية والثقافية والنسوية وغيرها".
إنطلاق أعمال القمة ودعوات لمكافحة الفقر والبطالة وتهميش الشباب
وفي وقت سابق اليوم، انطلقت في بغداد أعمال القمة العربية الثالثة والعشرين باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والاقتصاد لبحث استراتيجيات الأمن الغذائي والسياحة العربية ومواجهة خطر الكوارث حيث وجهت دعوات ملحة لمواجهة البطالة والفقر وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاديات العربية والعمل على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الربط الكهربائي والسككي وتحقيق الأمن الغذائي.
وفي بداية الاجتماع، دعا وزير الاقتصاد الليبي الذي تترأس بلاده القمة منذ عامين الى ضرورة العمل من اجل دعم المؤسسات العربية الاقتصادية الهادفة لتطوير العمل العربي المشترك في هذا المجال. ثم سلم رئاسة الاجتماع الى وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر الذي أكد انه سيتم خلال هذا الاجتماع بناء قاعدة اقتصادية للتنمية العربية في وقت يشهد فيه الوطن العربي تطورات سياسية واقتصادية متسارعة.
 وشدد على أهمية منح الاهتمام للعلاقات الاقتصادية العربية والعمل على زيادة التبادل التجاري ومواجهة الازمات الاقتصادية والاثار السلبية للازمة المالية العالمية على الاقتصاديات العربية من خلال عمل عربي مشترك.
وأضاف بابكر أن الاجتماع سيبحث اليوم ثلاث استراتيجيات مهمة تتعلق بالسياحة العربية بهدف رسم سياسة تنافسية للنشاط السياحي العربي.. والأمن المائي العربي لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة.. ثم الاستراتيجية العربية للحد من اثار الكوارث على الاقتصاد العربي.
اما الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فقد أشار إلى أنّ مؤتمر اليوم ينعقد في ظروف حاسمة تمر بها المنطقة العربية تتطلب عملا عربيا مشتركا لمواجهة تحديات ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مظاهر الإقصاء والتهميش وخاصة في قطاعات الشباب والنساء. وشدد على ضرورة العمل من اجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي أقرتها القمم السابقة في مجالات تحقيق الأمن الغذائي والربط الكهربائي والسككي بين الدول العربية.
وأضاف العربي ان الاجتماع مطالب بالعمل لتذليل الصعوبات التي تواجه تحقيق هذه المشاريع في جانبيها المالي والفني وكذلك وضع اسس عمل هادفة الى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين العرب ومساهمة النساء والشباب والقطاع الخاص في عمليات التنمية الشاملة.
وبحث الوزراء ثلاث استراتيجيات مهمة هي: استراتيجية السياحة العربية وآليات تنفيذها واستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة الى جانب الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث. كما ستتم متابعة اعمال القمة العربية التنموية في الكويت عام 2009 وفي شرم الشيخ 2011 وكذلك الاعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013. كما ينتظر ان يثير العراق مشكلة ديونه الضخمة للكويت وإمكانية اعفائه منها وبناء ميناء الفاو الكبير.
 يذكر ان الملف الاقتصادي والاجتماعي يشكل أحد محاور القمم العربية حيث وصل التعاون الاقتصادي العربي الى مرحلة متقدمة من خلال إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي سيتم استكمالها بالانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عام 2015 وهو ما يشكل خطوة منطقية لاستكمال تحرير باقي السلع العربية من الرسوم.
وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من إعداد الصيغة المقترحة لاعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب غدا الاربعاء لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنعقدة الخميس المقبل. وتتعلق هذه النتائج بالموضوعات التي سيبحثها القادة في ما يخص دعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.
كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الازمة السورية وكيفية إبعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية إضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيانا يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه "إعلان بغداد". ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي:
أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانيا: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثا: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمها.
رابعا: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامسا: الوضع في الصومال.
سادسا: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعا: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامنا: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعا: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة.
عاشرا: مكان وموعد الدورة العادية ال 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.
وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.
 
لا قانون عمل يرعى مصالحهن ويؤمن لهن حقوقهن الأساسية
الخادمات الآسيويات في لبنان: عصر تجارة الرقيق يعود
موقع إيلاف...ريما زهار من بيروت
أعادت حادثة العاملة الاثيوبية المعنَّفة آليم آشيسا فتح ملف العاملات الآسيويات في لبنان، هذا الملف بكل تفاصيله يُشكل تعديًا على حقوق الانسانية ويجعل تجارة الرقيق تعود، لكن هذه المرة بصورة مقنَّعة وأكثر حداثة، الامر الذي يتطلب ورشة عمل للحد من هذه الانتهاكات.
بيروت: أعادت حادثة انتحار العاملة الإثيوبية المعنّفة آليم آشيسا فتح ملف العاملات الأجنبيات في المنازل في لبنان. ولعل من أخطر المشاكل التي تواجهها العاملات، اللواتي اضطررن إلى مغادرة بلادهن والعمل في بيئات مختلفة عن بيئاتهن الإجتماعية والثقافية، هو عدم وجود قانون يرعى استقدامهنّ وينظم عملهنّ، وخصوصًا أن قانون العمل اللبناني قد استثنى من أحكامه العاملات في المنازل، ما جعلهنّ من دون أي مظلَّة قانونية ترعاهن.
ظاهرة خادمات البيوت اللبنانية، أي السريلانكيات، والفليبينيات، والحبشيات أو حتى الهنديات، انتشرت في الثمانينات، حين بدأت الأسر الميسورة استقدام الخادمات الآسيويات للعمل بأجور متدنية (السريلانكية قرابة 150 دولارًا، والفيليبينية قرابة 200 دولار أميركي)، تلك الخادمات شكلنّ الحل بعدما بات من الصعوبة الحصول على خادمة مصرية أو فلسطينية أو سورية، كما كانت الحال قبل الحرب، وذلك لأسباب اقتصادية وسياسية ونفسية، وبسبب تدني تكلفة تشغيل الخادمة الآسيوية، وميل اللبنانيين المحموم الى التشاوف الاجتماعي، وتزايد نسبة المتزوجات اللبنانيات العاملات والموظفات، سرعان ما تزايد الطلب على هؤلاء الخادمات الآسيويات، فلم يعد الامر يقتصر على البيوت الأرستقراطية والبرجوازية، بل إن غالبية العائلات المتواضعة الدخل، تعمد الى تشغيل خادمة في منزلها.
 وبالنظر الى ظروف تشغيل الآسيويات وكيفية استقدامهن وشروط عملهن ونوعية حياتهن، نجد أمامنا نوعًا من التجارة، لا تبتعد كثيراً عن "العبودية الحديثة" او عن تجارة الرقيق، وتشتد وطأة هذه العبودية المموهة مع وجود الاختلاف الثقافي واللغوي العميق بين المستخدم والخادمة، فغالبية الخادمات سريلانكيات، أي لسن مسلمات ولا مسيحيات، ثم إنهنّ لا يعرفن اللغة العربية ولا الفرنسية ولا الإنكليزية، وآتيات من أرياف فقيرة، ولا دراية لهن بشروط الحياة الحديثة وغير مدربات على التدبير والعناية بالمنازل، ثم ان شروط التعاقد والتوظيف تخلو من أي حماية أخلاقية أو إنسانية للخادمة، وليس هناك أي تحديد قانوني لساعات العمل ولا تحديد لشروط العيش والعلاقة بين المستخدم والخادمة.
يقول راي جريديني، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت:"إنها جزء من الظاهرة العالمية للإتجار بالعمالة البشرية (القانوني وغير القانوني) وتترك الشروط القانونية والإدارية مستخدمات المنازل الأجنبيات في وضع هش وضعيف أمام سوء المعاملة والاستغلال، وتتشابه في كل أنحاء العالم إجراءات عقود العمل الموقتة للعمال الأجانب، ولكن حين يعود الأمر لخادمات المنازل، اللواتي يقمن حيث يعملن، في الشرق الأوسط (وفي أماكن أخرى)، نجد علاقات عمل مشابهة للعبودية، يبدو لبنان كما في سائر الشرق الأوسط، انه يعاني نقصًا في الإدارة القانونية، السياسية والأهلية لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، والتي تُرتكب ضد الكثير من العاملات.
أمثلة عن سوء المعاملة
في تشرين الأول /اكتوبر من العام 2001، حضر رجلان لبنانيان جلسة استماع مقفلة في قصر العدل مع امرأتين سريلانكيتين، كان على القاضي أن يستمع الى دعوى رفعتها المرأتان السريلانكيتان ضد الرجلين، وهما وكيلا المستخدمتين، وكان أن أرسل الرجلان المرأتين الى سوريا للعمل كخادمتي منزل، تقول المرأتان إنه في طريق عودتهما الى لبنان، تعرض لهما الرجلان وهدداهما بالسلاح وسرقا منهما كل مدخراتهما (ما يقارب 4000 دولار) ومجوهراتهما، عندما ادعيتا أمام رجال الأمن، تم اكتشاف عدم صلاحية أوراقهما القانونية فاحتجزتا، بقيت المرأتان قيد الاحتجاز لمدة 9 أشهر قبل أن تقفا للمرة الأولى أمام قاضٍ.
عمدت جلسات الاستماع، التي امتدت لمدة شهرين، الى إيجاد حل للمشكلة عبر تسوية بين الطرفين. ووافق الرجلان في ذلك الوقت على دفع مبلغ 500 دولار لكل من المرأتين بالإضافة الى ثمن بطاقتي سفر الى سريلانكا، ناقشت محامية المرأتين التي عينتها السفارة السريلانكية، مسألة أن المبلغ ليس كافيًا، وأن على الرجلين إعادة المبلغ الذي سرقاه كاملاً، أي 2000 دولار لكل امرأة، بالإضافة الى ثمن بطاقتي سفرهما الى سريلانكا، وبين جلستي استماع أو ثلاث أمام القاضي تفاوض محاميا الطرفين، إلا انهما لم يتوصلا الى أي اتفاق، وفي شهر كانون الثاني/يناير من العام 2002 أستدعي الأطراف الأربعة الى أحد مراكز الأمن العام (السلطة المسؤولة عن كل الأجانب في لبنان)، حيث تمت تسوية المشكلة، توجب على الرجلين دفع 500 دولار لكل واحد منهما، كذلك دفع ضرائب مستحقة لإجازة العمل (نحو 500 دولار)، فضلاً عن ثمن بطاقتي السفر، بالمقابل، وقعت المرأتان إفادة تسقطان فيها الدعوى عن الوكيلين، عادت المرأتان الى سريلانكا، ومنح الرجلان اللبنانيان حصانة موقتة على الأقل لمتابعة مزاولة عملهما، هذه القضية جديرة بالاهتمام لانه من المثير للغرابة أنه رغم اتهام المرأتين للرجلين باعتداء جرمي (سطو مسلح)، أخلي سبيل الرجلين بعد احتجازهما لليلة واحدة فقط، بينما بقيت المرأتان قيد الاعتقال لأكثر من 10 أشهر، كذلك بدل القيام بتحقيق جرمي في المسألة، كان الهدف الأساسي للدعوى القضائية، ترتيب تسوية مالية، تحل الرجلين من أي تبعة أو مسؤولية إضافية، ولم يكن هناك أي مترجم من العربية الى السريلانكية في أي وقت خلال جلسات الاستماع، وتمت كتابة الاتفاق باللغة العربية، كما رتبت التسوية دون حضور محامي المرأتين أو ممثلين دبلوماسيين عن السفارة.
تحقيقات وتعديات
وتبقى الامثلة الاخرى كثيرة وتكاد لا تحصى فقد طالبت "هيومن رايتس ووتش" الحكومة اللبنانية بالتحقيق في وفاة 8 عاملات منازل في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2009، والتحقيق في أسباب هذه النسبة العالية من الوفيات في صفوف هذه الفئة من العمال.
وأشار بيان للمنظمة الحقوقية إلى أن هناك نحو 200 ألف عاملة منازل يعملن في لبنان، هن بالأساس من سريلانكا والفليبين وإثيوبيا.
ويقيم نحو 200 ألف أجنبي في لبنان يعملون بالخدمة في المنازل معظمهم نساء جئن من أفريقيا واسيا. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الكثير منهن يتعرضن لاعتداءات جسدية أو جنسية وان أخريات يحرمن من أبسط الحقوق ومنها الراحة الأسبوعية.
تقول ابتما خادمة من اثيوبيا إنها عملت في ثلاثة منازل خلال عامين ولم تحصل على أي أجر. وقالت باكية إن رب عملها حرمها من راتبها الشهري الذي يبلغ مئة وخمسين دولارًا وكان يضربها إذا طلبته منه. وأضافت أنها كانت بالكاد تحصل على طعام يقيتها ولا تنام إلا قليلاً.
وقالت خادمة أخرى من نيبال إنها تعرضت لاعتداء جنسي من ابن الأسرة التي كانت تعمل لديها وتعرضت للضرب حين استغاثت وعندما لجأت إلى الشرطة أعادتها إلى مخدوميها.
وأضافت مشترطة عدم ذكر اسمها إن سيدة المنزل ضربتها وتعرضت لتحرش جنسي من سيد المنزل. وأضافت "ذهبت إلى الشرطة لكن السيد جاء يأخذني."
احتجاج على سوء المعاملة
إلى ذلك، بدأت خادمات المنازل الأجنبيات في لبنان إسماع أصواتهن للسلطات القضائية شيئًا فشيئًا لشرح ما يتعرضن له من ضرب وإذلال وحتى حرمان من الطعام.
الكثيرات من تلك الخادمات يعاملن معاملة حسنة في المنازل فيما تتم معاملة أخريات معاملة "العبيد" ما دفع بدول مثل إثيوبيا والفيليبين ومدغشقر إلى منع رعاياها من السفر للعمل في بلاد الأرز.
نندا مواطنة سريلانكية في الثانية والعشرين من عمرها وصلت إلى لبنان عام 2009. وقد تشجعت أخيرًا وتقدمت شكوى ضد مسؤول في مكتب الاستخدام التي استقدمها لأنه ضربها.
وتقول نندا " كنت اشعر دائمًا بالجوع، فخلال الشهرين الأولين كانت ربة المنزل تعطيني كسرة خبز يوميًا فقط، وأحيانًا بعض فضلات الطعام".
وتضيف نندا "كنت ابدأ العمل في الخامسة والنصف صباحًا ولا أتوقف إلا عند منتصف الليل من دون احتساب أي ساعات إضافية" رغم أن عقد العمل الذي وقعته ينص على ثماني ساعات عمل يوميًا وعلى راتب شهري بمعدل 180 دولارا.
في مقابل هذه المعاملة السيئة للخادمات الآسيويات لا بد من التنويه ببعض المنازل والسيدات اللبنانيات اللواتي يعاملنهن بكل احترام وتقدير، ولكنهن يبقين باعداد قليلة، لان فكرة العنصرية مترسخة في نفوس اللبنانيين.
كما لا بد من ان نذكر ان حالات عدة في لبنان جرت كانت فيها ربات المنازل هن الضحية فكثيرة هي حالات الاعتداءات التي ضجت بها وسائل الاعلام عن اعتداء للآسيويات على ربات المنازل اما قتلاً او سرقة او حتى تشهيرًا.

 

 
النهار..واشنطن – موناليزا فريحة

ضوضاء الانتخابات تستأثر بالمشهد السياسي في واشنطن

تـحـفـّظ قوي عن مغامرة عسكرية في سوريا لكن الأسد سيرحل

 

لا صوت في واشنطن يعلو على ضوضاء الحملة الانتخابية التي حولت العاصمة الاميركية، على حد القول الشائع فيها،"هوليوود للناس البشعين". (Hollywood for ugly people) البطالة وسعر البنزين والرعاية الصحية والمهاجرون وحبوب منع الحمل وزواج المثليين مواضيع تستأثر بالحيز الاكبر من المشهد السياسي، وتضيِّق حدود اهتمامات السياسيين الى ما بين الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة. أما ما يحصل خلف الاطلسي، فبات الحسم في شأنه معلقاً الى ما بعد تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية، وإن يكن الملف الايراني يشكل استثناء ويفرض نفسه بقوة على الموسم الانتخابي... خلافا للملف السوري.

يكتنف المقاربة الاميركية للانتفاضة السورية كثير من الحذر. وبعد مرور سنة عليها، لا تزال الاسئلة عنها أكثر من الاجوبة: من هم الثوار السوريون؟ وهل يساعد تسليحهم على حسم الوضع أم أنه يزيده تعقيدا؟ وما انعكاسات عملية عسكرية على لبنان والاردن والعراق واسرائيل؟ ماذا عما بعد نظام الاسد؟ من يقود المرحلة الانتقالية؟... أسئلة كثيرة توحي بتحفظ قوي عن التورط في أية مغامرة غير محسومة النتائج، سواء من حيث تسليح المعارضة أم من حيث شن عمل عسكري. وقليلون هم الذين يتركون الباب مفتوحا لتغير مفاجئ في الموقف الاميركي أو حتى لضربات محدودة تشنها طائرات من دون طيار على مواقع محددة في حال "توافر معلومات استخبارية دقيقة".
والواقع ان عوامل عدة تتداخل في تحديد السياسة الاميركية حيال سوريا. فالعسكريون يبدون علنا مخاوفهم من اختراق محتمل لمتشددين اسلاميين الثوار السوريين، ويقلقهم تشتت المعارضة وانقساماتها.
الى ذلك، يقول بلال صعب من "مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الاسلحة" ان البرنامج النووي السوري هو محور نقاش جدي في الكونغرس، وسط تساؤلات جدية عمن يضع يده على البرنامج إذا انهار النظام.
وكما العسكريون، للسياسيين حساباتهم أيضاً، وخصوصاً في الموسم الانتخابي حيث يقف الجمهوريون في المرصاد لاية خطوة ناقصة لاوباما.
 زاك غولد من "معهد بروكينغز" يحاول توضيح جانب من الموقف الاميركي، ويقول: "الفوضى في ليبيا لا تشكل محفزا ايجابيا للتدخل في سوريا... إذا حصلت فوضى في سوريا واتسعت الى العراق ولبنان، قد ينعكس هذا الامر على أوباما الذي عزز وضعه قليلا مع التحسن الاقتصادي ومقتل أسامة بن لادن". ويذكّر بأنه طوال الحملة على ليبيا كانت ثمة انتقادات جمهورية لاوباما.

 

المزاج الشعبي

 ويرخي المزاج الشعبي الاميركي أيضاً بثقله على حسابات صانعي القرار في واشنطن، كما على حملات الجمهوريين الساعين الى العودة الى السلطة. فبعد عشر سنين من هجمات 11 أيلول 2011 ، وبعد حربي العراق وأفغانستان اللتين كبدتا المكلفين الاميركيين مليارات الدولارات، ولا تزالان تكلفهم أرواحاً عزيزة، لا يبدي الاميركيون أية حماسة للذهاب الى الحرب.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه "معهد بيو" بين السابع من آذار و11 منه، أن 62 في المئة، أي ثلثي الاميركيين تقريبا، يعارضون تدخلا أميركيا في سوريا، وأن 63 في المئة يعارضون ارسال أسلحة الى المعارضة التي تقاتل نظام الاسد.
وتعكس النتائج، في رأي المدير المساعد للمعهد مارك يوركوفيتش، قلقا أميركيا مما يعتبرونه حربا أهلية بين النظام السوري والثوار السوريين، كما من الحرب عموماً. والمفارقة أن الاستطلاع لم يلاحظ فارقا كبيرا بين الجمهوريين والديموقراطيين، إذ أن "غالبية من الديموقراطيين والجمهوريين تقول إنه لا تقع على الولايات المتحدة مسؤولية التدخل، وترفض الضربات الجوية أو تسليح القوات المعارضة للنظام".
وعلى رغم الفوضى التي تسود الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري والجدل الواسع الذي يخوضه المرشحون في شأن مسائل اجتماعية، يشكل الاقتصاد ملعبا رئيسيا للمرشحين. وبالنسبة الى مئات الالاف منهم الذين خسروا وظائفهم وتراجعت أسعار منازلهم، يشكل الاقتصاد، لا سوريا ولا ايران، شغلهم الشاغل، وهو الذي ستكون له الكلمة الفصل في تحديد خياراتهم الانتخابية.
ويقول البروفسور في جامعة جورج تاون يوسيبيو موجال – ليون: "الاقتصاد لا السياسة الخارجية يقرر نتيجة الانتخابات.تذكروا كلامي... إذا ارتفع سعر صفيحة البنزين الى أكثر من خمسة دولارات في تشرين الثاني المقبل، لن يعود أوباما الى البيت الابيض".
كذلك يكتسب الملف الايراني، الذي يحظى باهتمام استثنائي، أبعاداً اقتصادية في الموسم الانتخابي.
ويشرح يوركوفيتش: "إذا ضربت اسرائيل ايران، وردت ايران على مصالح أميركية، سترتفع أسعار النفط الامر الذي يوجّه ضربة قاضية الى أوباما... فعندما يشعر الشعب الاميركي بالاستياء، غالبا ما يطيح الرئيس الذي يكون في البيت الابيض".

 

"تلة الكابيتول"

في أي حال، يكتسب المزاج الشعبي أهمية متزايدة في حملة انتخابية لم تشهد البلاد مثيلاُ لها منذ عقود،  وهو ما يبدو واضحا في "تلة الكابيتول"، حيث "يطمح كل نائب وسناتور" الى كسب ود ناخبيه وأصواتهم ساعياً الى العودة الى مقعده بعد تشرين الثاني المقبل.
ففي مجلسي الشيوخ والنواب، بات الحديث عن "الربيع العربي" عموماً مجازفة خطيرة، وغدت سياسة "النأي بالنفس" عن تغييرات كانت قبل أشهر تحظى بتنويه واسع، سبيلاً لتجنب المفاجآت في منطقة تشهد مخاضاً صعباً، "فلا أحد يريد الاندفاع وراء موقف سلبي أو ايجابي قد يكلفه كرسيه بعد أشهر". وواضح أن ما يحصل في ليبيا  حاضر بقوة في أذهان أعضاء الكونغرس أيضا.
ومن هذا المنطلق، لا تلقى الدعوات الى انشاء مناطق  آمنة أو ممرات انسانية أصداء كبيرة بين المشرعين الاميركيين، ذلك أن خطوة كهذه تتطلب تدخلاً عسكريا ما "وهو أمر مرفوض".
وحده السناتور الجمهوري جون ماكين دفع في اتجاه ضربة عسكرية لسوريا، متذرعا بـ"الزعامة الاميركية" ودور أميركا القيادي في العالم. وانضم اليه السناتوران الجمهوريان جو ليبرمان وليندسي غراهام. وفيما يتوقع البعض أن تتسع جوقة المطالبين بحسم عسكري في سوريا، يبدو الجمهوريون بدورهم منقسمين حيال دعوة كهذه.
ويقول الرئيس السابق للحزب الجمهوري في سان فرنسيسكو هوارد ايبشتاين إن لا حماسة للحرب بين الاميركيين عموماً. ومع أنه يرى أنه حان الوقت  لتسليح الثوار السوريين ومساعدتهم، يحض على التأكد أولا من هوية هؤلاء. ومع ذلك، لا يذهب الى تأييد دعوة ماكين الى تدخل عسكري، ويدرج موقف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ  في اطار ميل شخصي للمحارب السابق  الى الحلول العسكرية انطلاقا من خلفيته العسكرية.
وكان وزير الدفاع ليون بانيتا حاسما في رده على ماكين، اذ قال: "قبل أن نضع أولادنا في خطر، يجب أن نعرف ما هي المهمة المطلوبة، وما الثمن الذين سندفعه، وما إذا كان في امكاننا انجاز تلك المهمة، وما إذا كنا سنزيد الوضع سوءا أم لا".

 

متى وكيف؟

من وزارة الخارجية الاميركية الى "تلة الكابيتول"، ثمة تحفظ واضح عن تدخل عسكري في سوريا، أقله في الوقت الحاضر، وذلك في موازاة اقتناع مضى عليه أكثر من سنة بأن نظام الرئيس بشار الاسد قد ضعف، وأنه سينهار، ولكن يبقى السؤال العالق: متى وكيف؟
في الموقف الرسمي، يتحدث مسؤولون عن تصور خاص لواشنطن في التأثير في عملية انتقالية أقل دموية تؤدي الى تنحي الاسد. وهي تحرص على العمل مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاوروبيين لتحقيق ذلك. وعلى رغم التباعد في المواقف، تصر على تواصل دائم مع الروس في الشؤون الانسانية ومحاولة التوصل الى حل للأزمة على المدى البعيد.
ويرى مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن جون الترمان أن اتساع رقعة التظاهرات في سوريا سيقوض شرعية النظام، وأن الاقتصاد سيواجه مشاكل خطيرة، إذ ستنفد العملة الاجنبية "وأعتقد أن موظفي القطاع العام كما الجنود والضباط سينقلبون على الاسد". وعنده أن تسليح المعارضة لن يخدم الثورة السورية "لان اعطاء الناس أسلحة ثقيلة أمر خطير اذ انه سيؤدي الى مقتل كثيرين... لا أحد يعرف من هم الناس الذين سيتسلمون السلاح... ومن سيرسم مستقبل سوريا، السياسيون أم الميليشيات".
أما بلال صعب، فيرى أن العقوبات لن تؤدي الى انهيار سريع للنظام، و"أنها مسألة طويلة الامد". وهو يحض المعارضة على الوحدة وتكوين رؤية واضحة للمستقبل، بما فيها وضع الاقليات والعلويين وطبيعة النظام.
كما في ليبيا، ثمة أسباب كثيرة تدفع واشنطن الى البقاء بعيدة من النزاع في سوريا. علماً أن ادارة الرئيس الاميركي سابقاً بيل كلينتون أنهت  المأساة هناك بقصفها مواقع عسكرية صربية ثم صربيا نفسها من غير أن تخسر أي جندي أميركي.
 

 

«الجمهورية» تكشف أهداف الخليّة الأصوليّة... ومكان طه!
ما زالت قضيّة تسليم توفيق طه «أبو محمد»، زعيم الشبكة الأصوليّة التي اعتقلتها مخابرات الجيش أخيراً، تتفاعل وترخي بظلالها على الوضع الأمني داخل مخيّم عين الحلوة، وتكاد تتسبّب بخلافات بين عدد من التنظيمات الفلسطينية التي يطالب بعضها بتسليمه للجيش، فيما تؤمّن جماعات أصوليّة أخرى حمايته، بناءً لتعليمات مسؤولين في تنظيم «القاعدة» في وزيرستان - باكستان.
الجمهورية..صبحي منذر ياغي
في هذا الإطار كشف مصدر أمنيّ لـ"الجمهورية" أنّ طه، يُعتبر من أبرز ناشطي خلايا تنظيم "القاعدة" في لبنان، وهو على تواصل دائم وعبر الانترنت بمسؤول القاعدة أيمن الظواهري الذي يتلقّى منه التعليمات والتوجيهات. وكان طه وخلال العامين الماضيين على تنسيق دائم مع ناشط أصوليّ خطير في تنظيم "القاعدة" سعوديّ الجنسية يدعى ماجد محمد الماجد الذي كان مكلّفاً بتنظيم وتجنيد المجموعات الأصولية وإرسالها إلى عدد من الدول العربية والأوروبّية، وكان يتجوّل بجواز سفر مزوّر ويقيم في أماكن عدّة من بينها مكان سرّي قريب من مخيّم عين الحلوة.
وأكّد المصدر الامني أنّ الماجد وطه عملا منذ اشهر على تشكيل خلايا أصولية عدّة في لبنان، معظم افرادها كانوا من بقايا تنظيم "فتح الإسلام"، وكان الماجد عمد منذ مدّة الى توزيع أقراص مدمجة (CD)، تحوي تعليمات عن طرق تفخيخ السيارات والدرّاجات النارية، واستخدام الأحزمة الناسفة.
على صداقة مع العبسي
المصدر الأمني أشار إلى أنّ طه الذي انتمى سابقا إلى "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، هو فلسطيني من مواليد 1962 حي الطوارئ في مخيّم عين الحلوة، وكانت صدرت في حقّه مذكّرات توقيف عدة لضلوعه في تفجير حافلتين تقلّان جنوداً في محلّتي التل والبحصاص في طرابلس عام 2008، وتنظيم اعتداءات ضدّ "اليونيفيل" جنوب لبنان، إضافة إلى مسؤوليته عن أحداث ضدّ مواقع وآليّات للجيش اللبناني، وكان طه على صداقة متينة مع زعيم تنظيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي، وقد بدأ بالعمل في صفوف التنظيم منذ أحداث مخيّم نهر البارد عام 2007، وصار يتلقّى أوامره من أمير التنظيم في المخيّم عبد الرحمن محمد عوض (ابو محمد)، الذي قُتل على أيدي عناصر مخابرات الجيش في شتورة، في آب 2010 مع مساعده أبو بكر مبارك".
إعداد خلايا إرهابيّة
وكان طه باشر بإعداد خلايا أصوليّة في لبنان تضمّ عناصر من "فتح الإسلام" بالتنسيق مع الماجد، ومع مسؤول تنظيم "جند الشام" في مخيّم عين الحلوة الشيخ الفلسطيني أسامة أمين الشهابي، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية متعدّدة، وقد اعتمد طه على التركيبة العنقودية بين الخلايا حتى لا يتمّ اكتشاف بقيّة الخلايا في حال تمّ اعتقال خليّة ما، كما أنّه تجنّب الاتّصالات الهاتفية، وكان يستخدم الانترنت في تواصله مع قيادات أصولية في الداخل والخارج.
أهداف الخلايا
وأظهرت التحقيقات الأمنية أنّ طه كان مسؤولاً عن خلايا عدّة قُبض عليها، وهي:
1 - خليّة إقليم الخروب التي كانت تخطّط وفق اعترافات أعضائها لتسميم خزّانات مياه في المنطقة، بمادّة من سمّ "السيانيد"، وتفجير عبوات، وتنفيذ اغتيالات وإطلاق صواريخ باتّجاه قصر المختارة وافتعال تفجيرات في بلدة الجاهلية بقصد إشعال فتنة درزية - درزية، ما يدلّ فعلاً على دور بعض الجهات الأمنية الخارجية في تحريك الخلايا الأصولية.
2 - خليّة الصرفند، وهي نفّذت في السابق عمليّات إطلاق صواريخ باتّجاه المستوطنات الإسرائيلية لجرّ إسرائيل إلى حرب مع لبنان، فيما قامت عناصر من هذه الخليّة بعمليّات رصد مستمرّة ودوريّة لتحرّكات قوّات "اليونيفيل" في الجنوب بهدف استهداف بعض دوريّاتها.
3 - خليّة "لالا" في البقاع الغربي، والتي كانت تخطّط لنسف محوّل للكهرباء في بلدة جب جنين واحتجاز رهائن بقصد مبادلتهم بسجناء من تنظيم "فتح الإسلام"، ومن الأصوليّين المعتقلين في سجن روميه.
وأكّد المصدر الأمني، أنّ طه، كان على تواصل مع خلايا أصولية مماثلة خارج لبنان، وكان يرسل مندوبين عنه للقاء بعضها ومنهم أكرم.ي، وعماد.ي...
كيف اعتُقلت الخلية السلفية؟
وكشف المصدر الأمني أنّ اعتقال الخليّة السلفية، كان عبر اعتقال مديرية المخابرات في الجيش لشخص لبنانيّ من حوش الحريمة في البقاع الغربي من آل (ف)، بعد توافر معلومات عن نشاط له مع تنظيم "القاعدة"، وعن تنقّلاته ما بين لبنان وأفغانستان وباكستان، وخلال التحقيق معه، اعترف بتفاصيل عن الخليّة السلفية - الأصولية التي تضمّ سبعة أشخاص، ستّة منهم من اللبنانيّين برئاسة فلسطيني يدعى توفيق طه"ابو محمد"، وتبيّن أنّ من بين الخليّة تلميذ ضابط في المدرسة الحربية يُدعى صهيب القص، وجندي يدعى عبد القادر نعمان، يعمل في قاعدة حامات في فوج مغاوير البحر. لذا جرى إعداد خطّة للقبض على عناصر الخليّة في وقت واحد، حتى لا يلوذ أحد أفرادها بالفرار، وجرى استدراج التلميذ الضابط صهيب القص، الذي كان في منزله يوم الأحد، بعد إيهامه بضرورة الالتحاق بالمدرسة الحربية لتوقيع أوراق رسمية، وأنّ قائد المدرسة الحربية بانتظاره لهذا السبب، وكذلك جرى الأمر مع الجندي نعمان.
الانتقام لشهداء "فتح الإسلام"
وتابع المصدر: "خلال التحقيق مع القص، اعترف ومن دون أيّ ضغط أو عنف، أنّه التحق بالجيش للعمل على تخريبه، لأنّه لا يؤمن "بهذا النظام الجائر، وبهذا الجيش الكافر"! واعترف أنّه كان ينوي إدخال متفجّرات إلى داخل المدرسة الحربية من المدخل الغربي عند الثامنة مساء خلال التحاقه، لأنّه في هذا الوقت تكون عناصر الحراسة من زملائه تلاميذ الضبّاط الذين يتعاملون مع بعضهم بأخوّة حتّى وهم يفتّشون أغراض بعضهم بعض، وفي اعتقاده أنّه يستطيع إيهامهم أنّ في حقائبه مأكولات وأطعمة. بعدها كان مكلّفاً بزرع عبوات ناسفة قرب مبنى الشرتوني داخل الحربيّة، حيث قاعات المنامة لطلاب التلامذة الضبّاط، ومخازن سلاح، وقرب الساحة التي يجري فيها الاجتماع الصباحي بين الضبّاط وتلاميذ المدرسة. في حين كانت خليّة أخرى مكلّفة، وفي الوقت نفسه، بتفجير مبنى كلّية القيادة والأركان قرب مستشفى السان شارل، بالتزامن مع تفجير قاعدة حامات الجوّية التي يتولّى زرع المتفجّرات فيها الجندي عبد القادر نعمان.
وأكّد المصدر أنّ المخطّط كان يقضي بحصول التفجيرات في اليوم نفسه والوقت نفسه، في الأهداف المخطّط تفجيرها كافّة، لأنّه في حال جرى التفجير في موقع عسكريّ، سيُصار فوراً إلى الاستنفار العسكري في مواقع أخرى، وسيتمّ اكتشاف المتفجّرات، ويفشل المخطّط. ومن المخطّطات الأخرى التي كانت تعمل لها خلايا أصولية أخرى، استهداف ثكنة محمد زغيب في صيدا، أو قيادة إحدى كتائب الجيش قرب مخيّم عين الحلوة.
وأشار إلى أنّ الهدف من هذه التفجيرات، كان عنوانه "الانتقام لشهداء فتح الإسلام"، والنيل من هيبة المؤسّسة العسكرية، والعبث بالأمن الداخلي، في إطار مخطّط كبير جرى رسم مفاصله في الخارج، ولا هدف منه إلّا التخريب.
أين توفيق طه؟
المعلومات التي حصلت عليها "الجمهورية" من مصادر أمنيّة، أظهرت أنّ طه، ما زال في مخيّم عين الحلوة، ويسكن في الطابق الثاني من مبنى رجال الأربعين الرقم 3، في حيّ الطوارئ قرب مدرسة روضة البهاء، مقابل حاجز لعناصر تنظيم عصبة الأنصار، وأنّ مسؤولاً أصوليّاً فلسطينيّاً معروفاً بلقب "أبو أحمد مبارك" هو المكلّف بحماية طه، مع عدد من عناصر تنظيم "جند الشام" من بينهم هيثم الشعبي ومحمد الشعبي.
هل يُسلّم طه للدولة؟
وعلى رغم الاتّصالات المستمرّة بين قيادة الجيش، والتنظيمات الفلسطينية لتسليم طه للسلطات اللبنانية لمحاكمته، فإنّ الأوساط تستبعد تسليمه في ظلّ غياب مرجعيّة أمنية فلسطينية موحّدة، ووسط الخلافات القائمة بين التنظيمات حول هذا الموضوع، لذا فإنّ الأوساط تتوقّع احتمالات عدّة في هذا السياق ومنها:
إمّا أن تتمّ عملية تسليم طه، كبادرة حسن نيّة من فاعليّات مخيّم عين الحلوة تجاه الدولة اللبنانية، وحتى لا تتكرّر مثل هذه الظاهرة، وتجنيب المخيّم صراعات ومشاكل، تماماً كما حصل مع اللبناني بديع حمادة الذي قتل ثلاثة عناصر من مخابرات الجيش، وفرّ الى داخل مخيّم عين الحلوة في حزيران 2002، لتقوم بعدها فاعليّات وتنظيمات المخيّم بتسليمه للسلطات اللبنانيّة، في تمّوز 2002، وإعدامه بعد محاكمته.
وإمّا أن تصبح قضيّة طه كقضية عبد الرحمن عوض، الذي قُتل على أيدي عناصر من مخابرات الجيش في شتورة في آب 2010، بعد خروجه من المخيّم. وإلّا فإنّ طه سيصبح "أبو محجن" آخر، في إشارة إلى أمير تنظيم "عصبة الأنصار" أحمد عبد الكريم السعدي "ابو محجن"، المتّهم باغتيال مسؤول جمعيّة "الأحباش" في لبنان، الشيخ نزار الحلبي في آب 1995، والذي توارى، وهو في بلاد الله الواسعة كما يقول أنصاره!
السلاح الفلسطيني!
يبقى التأكيد أنّ قضيّة المطالبة بتسليم طه، فتحت الباب على مصراعيه للعودة للبحث في موضوع السلاح الفلسطيني والجماعات الفلسطينية الأصولية المسلّحة، التي لا تنضوي في نطاق منظمة التحرير الفلسطينية، وفي العودة للبحث جدّياً في موضوع الشرطة الأمنية الفلسطينية الموحّدة، وتفعيل نشاط الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية في المخيّمات، بالتنسيق مع المرجعيّات الأمنية الفلسطينيّة، لضمان أمن الشعب الفلسطيني في هذه المخيّمات التي تحتاج في نفس الوقت للخدمات والرعاية الصحّية والاجتماعية.
 
ماذا يعني اتّهام «الإخوان» بالتآمر على أنظمة الخليج؟
إنفجر الصراع بين الإمارات و»الإخوان المسلمين». وأعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان أنّ هذا التنظيم يمتلك خطّة للسيطرة على الخليج خلال 3 سنوات. الخطّة تبدأ بالكويت في العام 2013، وتنتهي بجعل ملوك الخليج «يملكون ولا يحكمون» في حدود العام 2016.
الجمهورية...طوني عيسى
إنّه خبر سارّ للأنظمة التي تقاتل "الإخوان"، والرئيس السوريّ بشّار الأسد في مقدّمها، خصوصاً أنّ الاشتباك "الإخواني" – الخليجي خلفيّتُه سوريّة. وهذا الخبر يضاف إلى أخبار أخرى تصبّ في الخانة عينها، خليجيّاً وفرنسيّاً ودوليّاً. وليس مفاجئاً، بعد ذلك، ما يَرِدُ من معلومات حول قمّة بغداد، ومفاده أنّ القمّة العربية لن تكون إسماً على مسمّى. فالمراجع العراقية مستاءة من تبلّغها عدم حضور عدد وافر من القادة العرب إلى القمّة، والاستعاضة عنهم بممثّلين. إنّه "النأي بالنفس" العربيّ، أو غسل الأيدي!
ماذا يجري بين الإمارات العربية المتّحدة ودول خليجية أخرى من جهة، و"الإخوان المسلمين" وقطر من جهة أخرى؟
الحذر الخليجي من طموحات "الإخوان" خرج عن ضوابطه على خلفيّة الملفّ السوري. فقد حرّك "الإخوان" مجموعات سوريّة معارضة للتظاهر أمام القنصليّة السوريّة في دبي ضدّ نظام الأسد، على رغم مطالبة السلطات لهم بعدم القيام بهذا التحرّك. وردّت الإمارات على هذا التحرّك بإبعاد الذين شاركوا فيه إلى خارج أراضيها. وهذا ما استنفر رئيس الاتّحاد العالمي للعلماء المسلمين، ويُعتبر المرشد العام لـ"الإخوان" الشيخ يوسف القرضاوي، وهو مصري الأصل ويقيم في قطر ويحمل جنسيتها، فشنّ الأحد الفائت من خلال قناة "الجزيرة"، حملة شعواء على الإمارات التي تمنعه من دخول أراضيها. وتحدّث أيضاً عن سحب الإمارات الجنسيّة من ستّة إسلاميّين مجنّسين حديثاً لديها، بناء على اتّهامهم بالانتماء إلى جمعيّات تموّل الإرهاب.
لم يتأخّر الردّ الإماراتي، وجاء عنيفاً ومتزامناً مع بثّ الحوار المتلفز، من خلال الفريق ضاحي الخلفان، وهو إضافة إلى منصبه في قيادة شرطة دبي عضو المجلس التنفيذي في حكومتها، ومعروف بتطلّعاته المدنية. فقد بادر الخلفان عبر موقعه على "تويتر" إلى مهاجمة القرضاوي بعنف، وقال: سأُصدر مذكّرة باعتقال القرضاوي. وكلّ من تهجّم على الإمارات بطريقة سفيهة سنلاحقه باسم العدالة. وسأل: لماذا لا يعلّق القرضاوي على قيام قطر بسحب الجنسيّة من مئات المواطنين فيها؟
وتلقّى القرضاوي دعم "الإخوان المسلمين" في مصر، وأيّده الداعية البارز طارق سويدان في الكويت. وفي ظلّ التشابك، أطلق الخلفان من الكويت حديثاً عبر صحيفة "القبس" قنبلة يصعب ترميم تداعياتها، فقال إنّ أجهزة استخباريّة غربية أبلغته بالمخطّط "الإخواني" للسيطرة على أنظمة الخليج خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأنّ الكويت "مهيّأة لذلك أكثر من غيرها... وأنّ هناك تعاوناً بين "الإخوان" في كلّ من الكويت ومصر". وأشار إلى أنّ هذه الجماعة تعمل على زرع الفوضى، وأنّ خطرها لا يقلّ عن خطر الإيرانيّين. وقال: "بعد سوريا، أخشى أن تكون الوُجْهة هي الخليج... وعلى السعوديّين أن يتنبّهوا إلى أنّ هناك مخطّطاً لتجزئة الشرق الأوسط... وقد تكون المملكة أكثر من دولة وإقليم".
دعمُ "الإخوان" يهتزّ
الترجمة السياسية لهذه الصورة لها مدلولات عميقة جدّاً على مسار "الربيع العربي" عموماً، وعلى الوضع في سوريا خصوصاً. فـ"الإخوان" هم الركيزة الأساسية في المعارضة السوريّة، كما أنّهم التيّار الأبرز في مرحلة ما بعد "الربيع العربي" بمحطّاته السابقة واللاحقة. ومعلوم أنّ السعودية هي الدولة العربية التي بادرت إلى طرح فكرة تسليح المعارضة السوريّة كسبيل لا مفرّ منه لمواجهة القمع. وهي، مع قطر، الثنائي العربي الذي بقي صلباً في دعم المعارضة وتغيير النظام في سوريا. وإذا ما ازدادت حدّة الاشتباك بين الإمارات والكويت ودول خليجية أخرى في
مواجهة "الإخوان" المدعومين من قطر، فذلك سيعني على الأقلّ برودة في الحماس السعوديّ إزاء الملفّ السوري. ولا تتوقّع المصادر الديبلوماسية المُطّلعة على التحضيرات لقمّة بغداد أن يشارك الملك السعودي عبدالله الثاني فيها، لأسباب أمنيّة وضرورات سياسية في آن.
ويعتقد المتابعون أنّ "الإخوان" يواجهون استحقاق الحفاظ على الدعم العربي والغربي. وفي موازاة المسألة الخليجية التي يواجهها "الإخوان"، ثمّة أسئلة مصدرها باريس. فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هو أيضاً، أبلغ أمير قَطَر شخصيّاً بأنّ الشيخ القرضاوي "غير مرغوب فيه" على الأراضي الفرنسيّة. ويحتاج "الإخوان" إلى استمرار الدعم العربي والغربي لمواجهة النظام السوري، الذي يمضي في لعبة الوقت.
ومن المفارقات أن يعيش "الإخوان" في الخليج ومصر هذا الارتباك حول ملفّات، بينها الملفّ السوري، فيما كان "إخوان" سوريا يطلقون وثيقتهم المنتظرة، المنفتحة والمُطمْئنة.
 
إنتهت فترة السماح
الجمهورية...جورج علم
حاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامه أن يبدّد المخاوف، ويؤكد على عافية القطاع المصرفي، إنه على صدقيّة عالية، ورجل ثقة، لكن الحقيقة عند الوفود الأميركيّة الزائرة في مكان آخر، لم يهضموا سياسة النأي بالنفس، ليس في مصطلحهم شيء من هذا القبيل، ولسان حالهم في هذا المجال، هو لسان حال الاتحاد الأوروبي، لا بل المجتمع الديموقراطي الغربي بأسره.
النأي بالنفس، كيف؟، والانقسام العمودي بلغ القعر، بين لبنانيّين مع الانتفاضة السوريّة، وآخرين مع النظام. وأين يصرف هذا الرصيد الذي إسمه النأي بالنفس، والمضاعفات السلبيّة بلغت الخطوط الحمر، ليس فقط في السياسة، بل في الاقتصاد، والسياحة، والتجارة، والترانزيت، و»الارتدادات» الماليّة، وقد جاءنا الأميركي يحذّرنا من الإفراط في التعامل مع المصرف المركزي السوري، والمصرف الإيراني.
لم تحسن الحكومة ترجمة النأي بالنفس كما يجب، اعتمدت على الكلام فقط، وهو مقنع لبعض الوقت، وليس كلّ الوقت، فيما تولّت البعثات الدبلوماسيّة رصد المردودات الإيجابيّة، فلم توفّق، وسرعان ما اكتشفت أنّ لبنان جبهة مفتوحة أمام صراع المحاور الذي استولد طائفة كبيرة من الأزمات، بدءاً بالكهرباء، وأزمتها المتفاقمة نتيجة الصراع ما بين العروض الإيرانيّة من جهة، والعروض الأميركيّة – الحليفة من جهة أخرى، فضلاً عن الأزمات الأخرى التي تتنزّه بنودها من جدول أعمال مجلس وزراء، الى جدول أعمال جلسة أخرى.
وتملك بعض الهيئات الاقتصاديّة دراسة تؤشر الى مرحلة صعبة، وتستند الى طبيعة المرحلة الانتقاليّة المتوترة التي تجتازها المنطقة، وأخطر ما تتناوله من توقعات، أن الأحداث في سوريا مستمرّة من دون أفق، رغم التدخل الدولي، وتكليف كوفي أنان وضع الآليات التي تؤدي الى وقف النزف، وفتح الممرات الآمنة أمام المساعدات الإنسانيّة؟.
إنّ فترة السماح قد انتهت، وجاء الأميركي ليراقب ويحاسب، ويعطي الضوء الأخضر للبعثات الغربيّة أن تحذو حذوه. ولرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملء الحق في أن يتغزل بسياسة النأي بالنفس، إنها ضرورة لو طبّقت بحذافيرها، أمّا أن تطبّق في الإعلام فقط، فهذا منتهى الإستخفاف، لأن حكومته - قبل الفعاليات السياسيّة - لم تطبّق سياسة النأي بالنفس كما يجب، فهي منقسمة على نفسها، ويرأس هو شخصيا محورا يتناغم الى حدّ بعيد مع السياسة الأميركيّة - الغربيّة -الخليجيّة، مقابل محور آخر داخل حكومته يتعاطف بقوّة مع السياسة الإيرانيّة - السوريّة؟.
لقد عاد الأميركي ليقول بأنّ لبنان لا يمكنه أن ينأى بنفسه عن العقوبات الدوليّة ضد سوريا، بل عليه أن يتقيّد، وينفّذ ما تمليه عليه آليّة التطبيق. ولا يمكنه ان ينأى بنفسه عن مندرجات الملف الإنساني من تقديم المساعدات الى المصابين، استقبال أفواج النازحين، ومعاينة الجرحى والمصابين، الى حماية الحدود، وتقديم المساعدات... ولا يمكنه أن ينأى بنفسه عن حماية المعارضة السوريّة، إذا ما لجأت إليه.
وجاء الوفد الأميركي ليرسم الخطوط الحمر، ويحدّد معالمها، إنها خمسة.
الخطّ الأول: أنّ الأزمة في سوريا طويلة، والحلّ ليس غداً، ولا بعده، هذا إذا كان ثمة بصيص أمل في تسوية ما. وعلى لبنان - «النأي بالنفس» أن يعرف كيف ينأى بنفسه عن التداعيات المهلكة، ويستخلص العبر. والثاني: في زمن العقوبات الدوليّة بحق سوريا، من غير المسموح دوليّاً أن يتحوّل لبنان الى بوابة مفتوحة تعبرها السلع التي يحتاجها النظام؟!. والثالث: أنّ لبنان جزء من الهلال الإنساني، الذي يمتدّ من تركيا، الى الأردن، بالتالي تقع على عاتقه مسؤوليات أدبيّة ومعنوية في استقبال الجرحى والمصابين، وإيواء النازحين، وتقديم المساعدات ولو في حدود طاقته، وإمكاناته. والرابع: لا يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن البيان الأخير الصادر عن مجلس الأمن، وعن المساعي التي يقوم بها كوفي أنان لحقن الدماء. فهل هو ضدّ حقن الدماء؟!. والخامس: أنّ سياسة النأي بالنفس استندت الى أنّ الأزمة قد تمتدّ الى أسابيع وتنتهي، لكن بعد مرور عام على النزف، وبدء العام الثاني، فإنّ المطلوب معالجة التداعيات، وليس الاكتفاء فقط بالشعارات؟!.
إنّ المجتمع الدولي قد فوّض أنان، والبيان الرئاسي الأخير الصادر عن مجلس الأمن خير دليل، لكن سوريا قد تحوّلت الى مسرح للعبة الأمم، والكل له رأيه، وقد يكون للبعض مصلحة في وقف العنف، ولكن للبعض الآخر مصلحة أكيدة في التوظيف بالفتنة، فهل تقتصر مهمّة أنان - إذا ما نجحت - على استراحة مؤقتة، ليعود النزف ويتجدّد؟!.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,354,777

عدد الزوار: 6,988,165

المتواجدون الآن: 76