غليون لـ«الحياة»: على الجامعة توجيه «إنذار» للنظام... وفتح خيارات جديدة بدلاً من المهل...كلينتون تحذر من استهداف السوريين الذين يتحدثون للمراقبين ..وفد سوري «معارض» يزور موسكو والمجلس الوطني يشكك به

مجزرة في حماه بوجود المراقبين.. وفرنسا: الحسم 5 مايو...سوريا تعاني من نفاد السيولة النقدية

تاريخ الإضافة الجمعة 27 نيسان 2012 - 5:07 ص    عدد الزيارات 2405    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مجزرة في حماه بوجود المراقبين.. وفرنسا: الحسم 5 مايو
باريس تريد نشر المراقبين خلال 15 يوما وتلوح بقرار تحت الفصل السابع * فصل دمشق عن ريفها * ناشطون: مراقبون في دوما من دون أوراق أو كاميرات
جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم بيروت: بولا أسطيح... واصلت قوات النظام السوري حملاتها الوحشية على مختلف المناطق، وارتكبت مجزرة جديدة أمس في حماه حيث قتل 12 شخصا على الأقل في قصف استهدف حي مشاع الطيران في المدينة بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان: «استشهد 12 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات بجروح». وادى القصف إلى هدم عدد من المنازل.
من جهتها أمهلت فرنسا المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، حتى الخامس من مايو (أيار) للحكم على فشل أو نجاح خطته سداسية النقاط قبل الانتقال إلى «مرحلة جديدة» عنوانها العودة إلى مجلس الأمن الدولي والسعي إلى قرار تحت الفصل السابع. غير أن باريس تعتبر أنه ما زالت هناك «فرصة» أمام أنان رغم أن النظام السوري لم يطبق حتى الآن أيا من النقاط الـ6 التي تتضمنها خطة أنان.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، في لقاء صحافي، أمس، إنه اتصل بالمبعوث الدولي ليبلغه أن هذا الوضع الميداني «لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية». وأضاف جوبيه «يتعين نشر هؤلاء المراقبين ليس خلال شهرين، بل خلال 15 يوما».
وميدانيا قامت قوات الأمن والجيش النظامي أمس بإغلاق مداخل مدينة دمشق وعزلها عن ريفها، ونصبت حواجز جديدة مع إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية. وقد لبى فريق المراقبين الدوليين يوم أمس طلب أهالي مدينة دوما في ريف دمشق زيارتهم على وجه السرعة؛ للاطلاع على آثار القصف المستمر على المدينة منذ يومين، والذي يترافق مع حملة دهم واعتقالات واسعة، بحسب الناشطين في ريف دمشق.
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح عضو مجلس قيادة الثورة في دوما، محمد السعيد، تفاصيل الزيارة الثانية للمراقبين إلى المدينة، مشيرا إلى أنهم «لم يكونوا يحملون أوراقا ولا أقلاما، ولم يتكبدوا حتى عناء إحضار كاميرا.. كانوا يشاهدون ولا يعلقون».
رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر: مهمة المراقبين لن تنجح، العميد الركن الشيخ: نسبة انشقاقات الضباط ارتفعت خلال الشهر الماضي بنسبة 100%

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: نادية التركي... أكد العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لن تنجح أبدا»، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» أمس «أبدا لن تنجح، لأن طبيعة النظام مركبة على العقلية الأمنية»، وأن النظام إذا التزم بعدم إطلاق النار وإذا ما سمح بالتظاهر السلمي فإن ملايين السوريين سينزلون للشوارع. وأضاف «نظام الأسد قائم على البطش، وأدخل البلد إلى نفق اللاعودة، إما الحياة أو الموت، من خلال قمعه للشعب.. ولن يتغير الوضع».
كما قال الشيخ إن الحكومة السورية استهزأت بالجامعة العربية لأنها لم تكن تمتلك آلية لتجبر النظام على تنفيذ مبادراتها. وأوضح أنها لن تلتزم أيضا بمبادرة كوفي أنان «لأن أي حركة لوقف إطلاق النار تعني سقوط النظام في سوريا، وهو يلعب على الزمن والمجتمع الدولي بالألفاظ، زاعما أن هناك عصابات مسلحة إرهابية تقاومه». وقال إن عدد المراقبين المزمع إرسالهم لسوريا، والذي يقدر بـ300 مراقب، قليل ولا يكفي. وأوضح «البوسنة التي هي بحجم حمص أرسلوا لها 3 آلاف، ونرى أن 300 غير كاف، ونتمنى رفع العدد كما طالب المجلس الوطني».
وحول التزام الجيش الحر بقرار إيقاف إطلاق النار قال إنه حاول الالتزام قدر الإمكان لكن «في بعض المناطق يجبرنا النظام على الرد للدفاع عن النفس». وأضاف «نحن نريد لمهمة أنان أن تنجح، ونعطي تعليمات بضبط النفس، لكن للأسف ما يحصل عكس ذلك، ويجبرنا على الرد». وشرح «في اجتماعي مع ناصر القدوة قلنا نحن جاهزون، وإذا ما التزم النظام فسنقوم أوتوماتيكيا بالالتزام، لكن نبهناه إلى أن النظام سيطلق النار، وسيخرق الهدنة.. الغرب ومن خلال الأقمار الصناعية، ونحن في عصر (الديجيتال)، يدرك تماما بالضبط ما يحدث بالداخل».
وحول الانشقاقات على مستوى القيادات في الجيش السوري قال رئيس المجلس العسكري السوري الأعلى «لم تتوقف الانشقاقات، وبالنسبة للرتب العليا يكون العمر له دور، فأغلبهم من أعمار تكون لهم فيها عائلة كبيرة من أولاد وأحفاد ولا يتسنى غالبا جمعهم وتهريبهم للخارج، وهذا أصعب ما يواجهونه، ولو هناك مناطق آمنة في سوريا لانشق الجميع، لكن رغم ذلك فقد ارتفعت نسبة انشقاقات الضباط خلال الشهر الماضي بنسبة 100 في المائة وزادت من الرتب الثلاث. لكن لم يعلنوا خوفا على أسرهم». وأضاف «المنشقون الموجودون في تركيا حاليا 9 برتبة جنرال و225 ضابطا من بقية الرتب، هذا فقط في تركيا، وأضعاف مضاعفة تعمل في الداخل».
وحول الحلول الممكنة لتجاوز الوضع الراهن في سوريا قال رئيس المجلس العسكري إن الحل يكمن إما في التدخل من أجل وضع آلية لإسقاط نظام الأسد من خلال مجلس الأمن وهذا لن يتحقق ما دام الفيتو الروسي موجودا، وإما التدخل العسكري. وأضاف «نحن اقترحنا ضربة جوية خاطفة من مجموعة أصدقاء سوريا، وقدمنا طلبنا خلال أعمال مؤتمرهم الذي انعقد في فرنسا مؤخرا، وقدمناه باسم المجلس العسكري، وكانت ردود الفعل (إن شاء الله) إيجابية».
وقال الشيخ أيضا إن النظام يسعى لدفع سوريا إلى نفق مظلم، مضيفا أنه لا مفر من «تدخل دولي عسكري، وكلما طال عمر الثورة تعرضت سوريا للتمزق والتشرذم وكثرت احتمالات الدخول في حرب أهلية أو دخول بعض المنظمات المتطرفة، مما قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة». وأوضح «نحن لا نرغب في هذا، ونريد اختصار الزمن. هناك مصالح للعالم تتقاطع في سوريا بما فيها أمن إسرائيل، ونريد الحفاظ على مصالح سوريا».
وحول علاقة المجلس العسكري وعناصر الجيش الحر قال الشيخ «لا أنكر أن هناك بعض الخلافات، فنحن نريد مؤسسة تمثل الجيش الحر. نحن نريد جسما عسكريا له عقيدة عسكرية بعيد عن ادعاءات النظام بأننا عصابات».
وكذب الشيخ الاتهامات التي روجها حوله النظام بأنهم عصابات، وما أشيع عنه من أنه ضد الإسلاميين، وقال «يشاع عني أنني ضد الإسلاميين.. أنا لم أكن أبدا ضد الإسلاميين، لكني ضد «أسلمة الثورة» التي يروج لها النظام لخلق نزاعات طائفية، لأن النظام أراد ترويج فكرة أن الثورة نتاج طيف واحد ويقصد السنة للتسبب في حرب طائفية بالداخل وإيهام الخارج بأن البديل عنه هو مجموعة عصابات إرهابية على غرار (القاعدة)، ويعني أن المتطرفين هم الذين سيحكمون بعده». وأكد أن ما يشيعه النظام من أن الثورة سنية غير صحيح، وقال «هي شعبية بكل امتياز، وتضم دروزا وعلويين وكل الأبناء الوطنيين».
كما تحدث الشيخ الذي قال إنه عمل في السابق لأكثر من 15 عاما داخل الجهاز الأمني للنظام عن أن الحكومة السورية تعمل على استعمال مجموعة من خريجي السجون وتدفعهم للقيام بأعمال تخريبية في المناطق السورية ثم يلقون القبض عليهم أو يقتلونهم فقط للإيحاء بأن من يقوم بالتخريب و«الجرائم» هم من الإسلاميين. كما شدد الشيخ على أنه ضد «عسكرة» الثورة التي دفع لها النظام الذي «أجبر الشعب على حمل السلاح ليصبح لديه مبرر لقتله». وأضاف «أكثر المجالس العسكرية في الداخل هي فكرتنا، ولم نخرج عن نطاق الجيش الحر كي لا يصير انشقاق. أنا أردت تنظيما يعترف به خارجيا وداخليا، وأن يكون الجيش لكل المجتمع السوري، ولكل الشعب السوري، وعندما أنشئ المجلس العسكري الأعلى فإنه أقيم خصيصا من أجل استيعاب كبار المنشقين رتبا من الجيش من أجل التأييد وتقديم خبراتهم لهيكلة الجيش الحر، ولأنني أؤمن بأننا عندما نتمكن من أن نكون اسما واحدا نقبل دوليا».
بعثة المراقبين في دوما من دون أوراق ولا كاميرات.. والأهالي يشتكون عدم مبالاتهم وعددهم ارتفع إلى 15 واستقرار 4 منهم في حمص وحماه

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... لبى فريق المراقبين الدوليين يوم أمس طلب أهالي مدينة دوما في ريف دمشق لزيارتهم على وجه السرعة؛ للاطلاع على آثار القصف المستمر على المدينة منذ يومين، والذي يترافق مع حملة دهم واعتقالات واسعة، بحسب الناشطين في ريف دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «أعضاء من وفد المراقبين الدوليين زاروا مدينة دوما بريف دمشق دون مرافقة إعلامية، كما زار أعضاء آخرون أحياء حمص القديمة ودوار العباسيين في حي الزهراء باتجاه دوار القاهرة». وأضافت «الوكالة» أن «وفد المراقبين زار محافظة حماه والتقى مختلف فعالياتها، وجال في ساحة العاصي وأرجاء المدينة الأخرى، مطلعا على حقيقة الأوضاع ومستمعا إلى آراء المواطنين». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح عضو مجلس قيادة الثورة في دوما، محمد السعيد، تفاصيل الزيارة الثانية للمراقبين إلى المدينة، لافتا إلى أنهم لبوا طلب أهالي دوما الذين ناشدوهم دخول مدينتهم للاطلاع على الوضع الميداني وعلى آثار القصف المستمر على المدينة منذ يومين، وأضاف: «كانوا أربعة مراقبين وصلوا في فترة ما بعد الظهر حين كان القصف على أشده، وفور دخولهم توقف إطلاق النار لمدة عشر دقائق ليعود ويستأنف بعد مغادرتهم».
وأشار السعيد إلى أنهم وصلوا أولا إلى ساحة الجامع الكبير وانتقلوا بعدها إلى ساحات ملاصقة، حيث اطلعوا على كم الدمار والحرائق وآثار القصف، وأضاف: «هم لم يكونوا يحملون أوراقا ولا أقلاما، ولم يتكبدوا عناء إحضار كاميرا.. كانوا يشاهدون ولا يعلقون.. على الأقل بعثة المراقبين العرب التي كان يرأسها الدابي كانت تدون الملاحظات وتأخذ الصور من خلال هواتف خلوية، كان المراقبون العرب يطمئنون على أحوال السكان ويتحدثون معهم، أما هؤلاء فلا ينطقون بكلمة ولا يتجاوبون مع الأهالي».
وأكد السعيد أنه خلال وجود المراقبين في دوما كان صوت القصف ناشطا، وكانت المداهمات على أوجها في شارع تيسير طاه المقابل، وقال: «تجمع نحو 50 شخصا للتحدث للمراقبين قرب الجامع، إلا أن هؤلاء لم يتجاوبوا.. كانت الأسئلة نفسها تطرح عليهم: ما هو دوركم؟ لماذا نخاطر بحياتنا للتحدث معكم؟ ولكن لم يكن هناك جواب لكل الأسئلة».
ولفت السعيد إلى أن «أهالي المنطقة باتوا يترددون في النزول للشارع لمقابلة المراقبين؛ لأنهم يعلمون تماما أنهم يجازفون بحياتهم، خاصة أن الدبابات بالأمس دخلت المدينة تماما خلف المراقبين ليعود القصف على ما كان عليه صباحا»، متحدثا عن «نفوس محقونة في سوريا من ممارسات المجتمع الدولي»، وقال: «الشعب السوري بات على يقين أن دول العالم تقف إلى جانب الأسد لقتله والتآمر عليه من خلال طرحها مبادرات ليست إلا عبارة عن مهل للإمعان في قتل الناس والسعي لإخماد الثورة».
إلى ذلك نقلت يونايتد برس إنترناشيونال عن المتحدث باسم وفد المراقبين الدوليين في سوريا، نيراج سينغ، قوله: «إن مراقبين اثنين أحدهما من إندونيسيا والآخر من غانا انضما خلال الساعات الماضية إلى وفد المراقبين الدوليين في سوريا»، مضيفا «أنه يُتوقع وصول المزيد من المراقبين للانضمام إلى وفد الطليعة». وكان مصدر دبلوماسي صيني أعلن أول من أمس عن انضمام مراقبين اثنين من الصين إلى البعثة، ليصبح مجمل عدد فريق المراقبين العسكريين الدوليين المنتشرين هناك 15 مراقبا.
وفي سياق متصل أفاد سينغ بأن مراقبين اثنين استقرا في حماه، وقال: «لدينا الآن مراقبان في حمص ومراقبان في حماه، يقومون بمهامهم في تلك المنطقتين، ولدينا فريق يقوم أيضا بجولات ميدانية من دمشق».
من جانبه أبلغ أرفيه لادسو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مجلس الأمن بأن نشر 100 من المراقبين الدوليين على الأرض في سوريا سيستغرق نحو شهر.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قول لادسو إنه سيكون في سوريا نحو 30 مراقبا بنهاية شهر أبريل (نيسان) من المراقبين الـ300 الذين دعا مجلس الأمن إلى نشرهم على الأراضي السورية، على أن يتم نشر نحو 100 من المراقبين خلال شهر.
«المجلس الوطني» يعول على «وعي» أنان لعناصر الأزمة وسبل حلها عسكريا وسياسيا والغضبان لـ«الشرق الأوسط»: من المجدي اليوم التذكير بإنشاء ممرات ومناطق آمنة في ظل عدم تعاون الأسد

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال... اعتبر عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان أن ما أبلغه المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان إلى مجلس الأمن أول من أمس، لناحية وصفه الوضع في سوريا بأنه لا يزال «غير مقبول»، وإشارته إلى «عدم التزام دمشق بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية»، كان «متوقعا».
وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «ما تم تسريبه عن مضمون البيان حول تحميل النظام السوري مسؤولية عدم الالتزام بتنفيذ خطة أنان وطلب اتخاذ خطوات إضافية هو أمر بالغ الأهمية»، مثنيا على وضوح أنان «في إشارته إلى أن البداية ليست مشجعة ولن يتم القبول بإعطاء فرصة للنظام بالاستمرار بالقتل، وهو ما لم يتم التعبير عنه من قبل بعثة المراقبين العرب».
وشدد الغضبان على أن «الخطوة الأساسية اليوم تتمثل بما ستكون عليه التدابير التي سيتخذها مجلس الأمن الدولي و(مجموعة أصدقاء سوريا) من أجل فرض مزيد من الضغوط على النظام». ورأى أن «ثمة مسؤولية خاصة تتحملها روسيا اليوم باعتبارها دعمت خطة أنان، وأيدت قرار مجلس الأمن بإرسال مراقبين دوليين إلى دمشق، بما يعني أن الكرة باتت في ملعب مجلس الأمن وخصوصا روسيا». وتعليقا على إبلاغ أنان مجلس الأمن بأنه سيطلب من الرئيس السوري بشار الأسد السرعة في «تعيين مفاوض ذي صلاحيات لبدء حوار بشأن عملية انتقالية سياسية»، قال الغضبان: «كانت إشارة واضحة من قبل أنان، الذي سيطلب من الأسد أن يسمي شخصا لبدء المفاوضات حول انتقال السلطة، وهذه نقطة مهمة جدا باعتبار أن غموضا أحاط بالنقاط الأولى في مبادرة أنان، وبالتالي فإن الأخير أعاد أمس التأكيد على أنه إذا كان المجتمع الدولي يريد حلا، فسيكون في إطار مبادرة الجامعة العربية، الذي كانت تنقصه الأدوات». وأشار الغضبان إلى أنه «من الواضح أن أنان واع تماما لعناصر الأزمة السورية وسبل حلها المرتبطة بشقين: الحل العسكري والأمني الذي يتمثل بوقف القتل والعنف وسحب الجيش وآلياته من المدن، ثم الحل السياسي الذي يبدأ بتنحي الأسد وانطلاق العملية السياسية».
وكان أنان أعرب أمام مجلس الأمن الدولي عن «قلقه» من دخول قوات الأمن السورية إلى حماه عقب مغادرة المراقبين، وأشار إلى أنها «أطلقت نيران أسلحة آلية وقتلت عددا كبيرا من الأشخاص»، معتبرا أنه «إذا تأكد هذا فهو غير مقبول تماما ومدان». ووصف الغضبان ما يقوم به النظام السوري لناحية قتل الناشطين الذين يتواصلون مع المراقبين الدوليين بأنه «بادرة خطيرة جدا، فيما الهدف من دخول المراقبين هو التأكد من وقف إطلاق النار والعنف والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية»، مشددا على أن «تصفية الناشطين دليل فاضح على عدم نية النظام السوري الالتزام بخطة أنان وأنه لا يزال بصدد محاولاته للالتفاف على المجتمع الدولي».
وذكر الغضبان أنه «كان للروس كلام بأن المعارضة السورية بكل أشكالها لا تريد لخطة أنان أن تنجح، ولكن ما يحصل اليوم هو أن مصير الناشطين الذين يتعاونون مع المراقبين الدوليين تصفيتهم»، معتبرا أن ذلك «يحمل دول مجلس الأمن وروسيا تحديدا مسؤولية اتخاذ خطوات لاحقة».
وقال الغضبان إن «المجلس الوطني» سبق أن طرح تدابير لحماية المدنيين في سوريا، وقد «يكون من المجدي اليوم التذكير بوجوب إنشاء ممرات إنسانية آمنة ومناطق آمنة، لأنه يبدو واضحا أن النظام السوري ماض في الحل العسكري وقتل المدنيين، وهو غير مستعد إطلاقا لأي تعاون إيجابي». وتوقف عند أهمية إشارة أنان إلى أنه «لن يكون من السهولة بمكان استمرار النظام السوري في تضييع الوقت والالتفاف على المجتمع الدولي»، آملا أن تكون مبادرة أنان «هي فعلا الفرصة الأخيرة والتي لن تكون مفتوحة إلى ما لا نهاية».
وزير خارجية فرنسا يلوح بقرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، باريس تريد نشر قوة كافية من المراقبين خلال 15 يوما

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... أمهلت فرنسا المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، حتى الخامس من مايو (أيار) للحكم على فشل أو نجاح خطته سداسية النقاط قبل الانتقال إلى «مرحلة جديدة» عنوانها العودة إلى مجلس الأمن الدولي والسعي إلى قرار تحت الفصل السابع. غير أن باريس ما زالت تعتبر أنه ما زالت اليوم هناك «فرصة» أمام أنان رغم أن النظام السوري لم يطبق حتى الآن أيا من النقاط الـ6 التي تتضمنها خطة أنان.
وقال وزير الخارجية، ألان جوبيه، في لقاء صحافي، أمس، عقب اجتماعه بـ3 سيدات سوريات من المجتمع المدني (سهير الأتاسي وريما فليحان وسمر يزبك)، إنه اتصل بالمبعوث الدولي ليبلغه أن هذا الوضع الميداني «لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية»، طالبا منه الإسراع في نشر المراقبين الدوليين بالعدد الكافي مع توفير التجهيزات الكافية وتمتعهم بحرية الحركة على كل الأراضي السورية. وأضاف جوبيه: «يتعين نشر هؤلاء المراقبين ليس خلال شهرين، بل خلال 15 يوما».
وأكد الوزير الفرنسي أن «لحظة الحقيقة ستحل في الخامس من الشهر المقبل»، بعد أن يقدم أنان تقريرا لمجلس الأمن الدولي عن مدى التقدم في مهمته وعندها «سيتبين ما إذا كانت مهمته تسير أم لا، وفي هذه الحالة (الثانية) سنعتبر أنه لا يمكن للنظام السوري أن يستمر في تحدينا». والرد عليه، وفق الوزير الفرنسي، سيتم عبر مجلس الأمن، مضيفا أن فرنسا «تتشاور» مع شركائها في هذا الصدد. وكانت الحلول البديلة الموضوع الرئيسي الذي ناقشه وزراء خارجية 14 بلدا من مجموعة أصدقاء سوريا يوم الخميس الماضي في باريس. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا رباعيا ضم وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية وقطر، للنظر في البدائل الممكنة وبلورة خطة تحرك في حال وصلت وساطة أنان إلى الطريق المسدود، كما يتوقع لها الكثيرون.
وتتضمن البدائل التي يتم التشاور بشأنها، كما علمت «الشرق الأوسط»، فرض عقوبات على سوريا في مجلس الأمن الدولي وإنشاء ممرات إنسانية ومناطق عازلة وحظر بيع السلاح للنظام السوري فضلا عن عقوبات دبلوماسية متنوعة يجري العمل عليها في الوقت الحاضر.
وأفاد جوبيه بأنه سينقل إلى أمين عام الأمم المتحدة في اتصال هاتفي رؤية فرنسا، خصوصا طلبها الملح في الإسراع في إرسال المراقبين، علما بأن مجلس الأمن في قرراه رقم 2043 خول بان كي مون تشكيل قوة المراقبين والتباحث بشأنها مع السلطات السورية. وقال جوبيه إنه سيكرر لبان كي مون الحاجة إلى توفير «حرية الحركة» والتجهيزات اللازمة للمراقبين الدوليين، بحيث «لا يكونون رهينة النظام القائم».
وقال جوبيه ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول رفض دمشق أن تتضمن بعثة الأمم المتحدة مراقبين من دول هي من ضمن «مجموعة أصدقاء سوريا»، إن هذا «الفيتو» «أمر لا يمكن قبوله بطبيعة الحال». وفي رأيه، فإن المراقبين لا يعملون في سوريا بصفتهم «الوطنية»، بل بوصفهم «قبعات زرقاء» تعمل تحت سلطة وعمل الأمم المتحدة، ولذا «ليس للنظام السوري أن يختار من بين الإمكانيات التي يمكن للأمم المتحدة أن توفرها». وأعرب جوبيه عن استعداد بلاده لأن تكون «مفيدة» وذلك على ضوء ما ستطلب الأمانة العامة، مما يعني أن باريس جاهزة لإرسال مراقبين من ضمن البعثة الدولية.
ولم يخف الوزير الفرنسي إمكانية أن تعارض دول في مجلس الأمن قرارا تحت الفصل السابع، مشيرا إلى روسيا بالاسم التي سبق لها أن أجهضت (مع بكين) مشروعي قرار إدانة للنظام السوري. ويرى جوبيه أن المناقشات مع «شركائنا الروس مستمرة ونأمل أن يكون موقفهم قد تطور على ضوء ما يحصل ميدانيا»، حيث إنهم «لا يمكن إلا أن يلاحظوا أن النظام هو من يعطل خطة أنان»، التي كرر أن أيا من بنودها لم ينفذ.
ونفى جوبيه أن يكون يمتلك معلومات عن وجود عسكريين من المعارضة السورية في باريس أو أن يكون المجلس الوطني يتأهب لإعلان قيام حكومة انتقالية من العاصمة الفرنسية.
ومن جانبها قالت سهير الأتاسي إن خطة أنان «محكوم عليها بالفشل»، والنظام يتحدى القرار الدولي. وتساءلت: «ماذا بعد فشل هذه الخطة»، داعية إلى ترك كل الأبواب مفتوحة. وشددت ريما فليحان على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل طارئ وملح للسوريين النازحين والمهجرين متهمة النظام بـ«الاستمرار في القتل حتى آخر سوري».
كلينتون تحذر من استهداف السوريين الذين يتحدثون للمراقبين وأنان يقدم تقييمه لأوضاع المراقبين في سوريا إلى مجلس الأمن في الخامس من مايو

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... طالب مجلس الأمن كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، بتقديم تقرير آخر حول الوضع في سوريا وعمل بعثة المراقبين الدوليين في الخامس من مايو (أيار) القادم، بينما بدأت تحركات أميركية فرنسية تطالب بضرورة النظر في السماح بعمل عسكري في سوريا تحت البند السابع إذا فشلت خطة أنان.
وقال عدد من الدبلوماسيين بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط) إن فترة إرسال مائة مراقب التي تستغرق شهرا قد تبدو فترة طويلة للبعض، خصوصا المعارضة السورية، لكنها منطقية إذا أخذنا في الحسبان أن إعداد بعثة مراقبين من هذا النوع يستغرق وقتا لإعداد التجهيزات الخاصة بهم، خصوصا الآليات والمدرعات والمستلزمات التي يحتاج إليها المراقبون من أجهزة رصد وتسجيل وحماية، ويستغرق النشر التام لأي بعثة مراقبة وحفظ سلام عادة عدة أشهر، حتى لو كان جانبا من هؤلاء المراقبين سيتم جلبهم من منطقة الشرق الأوسط.
وأشار دبلوماسيون إلى جنسيات المراقبين الحاليين الذين وصلوا سوريا، وأن بعضهم من غانا وإندونيسيا، إضافة إلى مراقبين من الصين وصلوا إلى سوريا مساء الثلاثاء، بينما تدرس حكومة كندا إرسال عشرة مراقبين لكنها تطالب أولا بتأكيدات لضمان أمن هؤلاء المراقبين.
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن قلقها من قيام الحكومة السورية باستهداف السوريين الذين يتحدثون مع المراقبين، وقالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأسترالي أول من أمس: «إن المسؤولية تقع على النظام السوري لتلبية جميع التزاماته بموجب خطة كوفي أنان والسماح للمراقبين بالتحرك في جميع أنحاء البلاد دون قيود، ونحن نعمل للمساعدة في نشر المراقبين، ونستعد لخطوات إضافية في حال استمرار أعمال العنف أو منع المراقبين من القيام بعملهم».
وحول تعرض السوريين الذين يتحدثون للمراقبين للمضايقة والاعتقال قالت كلينتون: «من المؤسف للغاية إذا كان هناك مثل هذا النوع من التخويف والمضايقة والعنف ضد هؤلاء السوريين الذين لديهم كل الحق في الاجتماع مع المراقبين ومناقشة الأوضاع معهم». وأضافت: «لا أحد سيستفيد إذا فشلت خطة أنان، الرابحون فقط هم أعداء السلام والتغيير».
كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان قد أطلع مجلس الأمن مساء الثلاثاء على تطورات الأوضاع في سوريا عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، وقال أنان لأعضاء مجلس الأمن إن الوضع في سوريا غير مقبول وإن سوريا فشلت في الامتثال لتعهداتها بسحب الآليات العسكرية من المراكز السكنية، مطالبا بسرعة نشر الـ300 مراقب التابعين للأمم المتحدة، المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار. وقال: «الانتشار السريع لبعثة المراقبة أمر حاسم، لأن وصول عدد صغير من المراقبين إلى حمص أسهم في تخفيف العنف بشكل كبير». وأضاف أنان: «إن الوضع لا يخلو من المخاطر، لكننا نحتاج إلى أن يكون لنا آذان وعيون على الأرض قادرة على التحرك بحرية وبسرعة، والضغط المستمر من المجتمع الدولي أمر ضروري». وأوضح أن بعثة المراقبين تمتد فقط إلى ثلاثة أشهر ولن تكون لأجل غير مسمى.
وأعرب أنان عن قلقه من استئناف الهجمات في المواقع التي يزورها أعضاء فريق المراقبة بعد مغادرتهم. وأشار إلى تقارير عن قتال في المناطق التي لم يصل إليها المراقبون، خصوصا إدلب ودرعا، وقال: «لا يمكن للحكومة السورية أن توقف القتال في منطقة وتستأنفها في منطقة أخرى». وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن أنان كان يشعر بقدر من الإحباط، وقال أمام مجلس الأمن: «لقد تم اختبار صبرنا بشكل واسع إلى أقصى حدود الصبر».
وحول مناقشاته مع الحكومة السورية قال أنان إنه تلقى رسالة من السلطات السورية في 21 أبريل (نيسان) أكدت فيها أنها سحبت كل قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن السورية، وقال أنان لمجلس الأمن إنه طلب إيضاحات من دمشق حول هذا الأمر.
وقد أعرب الكثير من الدول الأعضاء بمجلس الأمن عن شكوكهم في نيات الحكومة السورية ومدى صحة البيانات التي قدمها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لكوفي أنان حول انسحاب المعدات الثقيلة من المدن السورية.
وقال هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ لسلام التابعة للأمم المتحدة إن 11 مراقبا عسكريا وصلوا إلى سوريا بالفعل، اثنان منهم يتمركزون في مدينة حمص واثنان آخران في مدينة حماه، ومع نهاية الشهر الحالي سيصل إجمالي عدد المراقبين إلى 30 مراقبا، ويرتفع العدد إلى 100 مراقب في غضون شهر، وأشار لادسو إلى أن الحكومة السورية رفضت أحد المراقبين بسبب جنسيته، حيث قالت سوريا إنها لن تقبل مراقبين ينتمون إلى أي دولة من مجموعة أصدقاء سوريا. ومن المتوقع أن يرأس الجنرال النرويجي روبرت مود البعثة القادمة، وفقا لدبلوماسيين غربيين.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: «إن استهداف النظام السوري لمن يتحدث مع المراقبين هو أمر شائن، لكنه ليس شيئا غير متوقع من النظام». وأكدت أن قيام دمشق بوضع قيود على جنسيات المراقبين أمر غير مقبول.
وفي سؤالها حول موقف الولايات المتحدة من استمرار الأوضاع مع ما يقوم به النظام السوري من مماطلة تشبه لعبة القط والفأر مع مجلس الأمن، قالت رايس: «لقد قالت الولايات المتحدة مرارا إن صبرنا قد نفد، واستمرار العنف على الرغم من مهلة وقف إطلاق النار في 12 أبريل هو أمر غير مقبول، ويبقى على عاتق الحكومة السورية وقف العنف، وعلى عاتق الحكومة والمعارضة الحفاظ على استمرار وقف العنف، والسماح للمراقبين بالتحرك بحرية والقيام بعملهم دون عائق».
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إنه يعتبر احتمال عدم التزام دمشق بوعودها بسحب الآليات العسكرية من المراكز السكنية أمرا مثيرا للقلق، وقال: «إذا كان هذا هو الحال، وإذا وعد (الأسد) في خطابه ولم يلتزم بهذا الوعد، فأنا ذاهب لوضع هذا الأمر في مركز اهتمام موسكو». واعترف تشكورين في تصريحات للصحافيين مساء الثلاثاء ببطء عمليات نشر المراقبين، وقال: «نحن نشجع الأمم المتحدة على البحث عن بعض الوسائل غير التقليدية من أجل الإسراع في العملية».
من جانبه قال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأممي كوفي أنان إن صور الأقمار الصناعة وتقارير موثوقة تبين أن السلطات السورية لم تقُم بسحب الآليات من المراكز السكانية، وإن وقف إطلاق النار هش للغاية، ودعا الحكومة السورية إلى سحب كل الآليات العسكرية الثقيلة من المراكز السكانية.
وقال فوزي للصحافيين مساء الثلاثاء: «إن إطلاق النار يتوقف عندما يصل مراقبو الأمم المتحدة الذين دخلوا مدينتي حمص وحماه، وعندما يغادرون فإن القصف يتجدد». وأشار إلى تحديات تواجه الوضع في سوريا، منها العدد القليل من المراقبين وتحديات بدء عملية سياسية دون أن تتوقف الأعمال القتالية بشكل كامل.
وأضاف فوزي: «كوفي أنان يشعر أننا نحتاج إلى وجود أقوى للمراقبين من أجل القدرة على الحركة والوجود في أغلب الأماكن في الوقت نفسه، ومع وجود 11 أو 12 مراقبا فقط لا يمكن أن نكون موجودين في كل مكان، وهناك كثير من المدن التي شهدت تدميرا وقتالا ويجب أن نكون موجودين فيها». وأوضح أسباب طول فترة نشر المراقبين، قائلا: «إن انتشار المراقبين يتطلب وقتا، خصوصا لأنهم بحاجة إلى معدات وسيارات وأجهزة تقنية، ونحاول إيجاد مراقبين بأسرع ما يمكن من البعثات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط ليصل عددهم إلى 30 مراقبا بنهاية الشهر الحالي». وشدد فوزي رفض الأمم المتحدة لامتناع دمشق عن استقبال مراقبين بسبب جنسيتهم أو رفض المراقبين التابعين لدول مجموعة أصدقاء سوريا، مشيرا إلى الخبرة الطويلة التي تملكها الأمم المتحدة في مجال بعثات وقوات حفظ السلام.
وفد سوري «معارض» يزور موسكو والمجلس الوطني يشكك به بينهم رجل أعمال «مرتبط بالأسد» ورئيس حزب موال له

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: صهيب أيوب... كشف عضو المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن «هوية» الوفد السوري «المعارض» الذي زار موسكو أمس، مؤكدا أن «هذا الوفد لا يمثل أحدا في المعارضة السورية، وله علاقة مباشرة بالنظام السوري، والشخصيات التي زارت موسكو هي على صلة بعمليات القمع من خلال علاقتها الوثيقة برجال النظام السوري وأجهزته الأمنية».
وأشار إدلبي إلى أن «الوفد الذي يضم قدري جميل وعلي حيدر وعادل ناعسة هو من ملحقات النظام السوري، حيث إن قدري جميل كان أمينا عاما لحزب الشيوعيين وشكل فيما بعد تيارا سياسيا مقربا من حزب البعث، وهو على علاقة متينة برجال النظام وأتباعه الأمنيين»، وأضاف إدلبي أن «علي حيدر هو رئيس للحزب القومي السوري الاجتماعي في شقه الموالي لنظام البعث، أما عادل ناعسة فهو أحد أركان النظام السابق». وأوضح إدلبي أن «هذه المعارضة هي من صنع النظام السوري وأجهزته الاستخباراتية»، مشيرا إلى أن «هذا العمل ليس بجديد على النظام، إذ كلما وصلت الأمور إلى نقطة إيجابية تسجل للمعارضة السورية حاول النظام خلق معارضة وهمية لدسها في الواجهة وأمام الرأي العام، وبطريقة متعاونة مع الحليف الروسي والصيني تحديدا، لتشويه عمل المجلس الوطني السوري ومعارضته فهذه المعارضة هي لمعارضة المعارضة السورية الممثلة بالمجلس الوطني ولجان التنسيق المحلية»، مؤكدا أن «الدبلوماسية الروسية والصينية تساعد بشكل مباشر في تفعيل دور هذه الوفود المدعية أنها معارضة سورية، للظهور على أنها صورة للمعارضة الفاعلة في الحوار من أجل حل سياسي سوري جامع يرضي النظام وأتباعه ويشكك في عمل المجلس الوطني السوري المعارض».
ورأى إدلبي أن هذا الوفد هو «معارضة على شاكلة النظام»، رافضا «قبوله في الإعلام وتصويره على أنه يمثل المعارضة السورية»، وموضحا أن «المجلس الوطني يرى في هذا الوفد مدعاة سخرية حيث إن أعضاءه يقبضون ويتعاونون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولديهم علاقات فاعلة مع أجهزته المجرمة».
وقد أكد عضو بارز في المجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الوفد الزائر لموسكو هو «وفد ابتدعته المخابرات السورية من أجل التأكيد على أن الحليف الروسي متعاون ويستمع إلى آراء المعارضة وغير محرج من ذلك»، مشيرا إلى أن «جميل قدري هو رجل أعمال مرتبط بعلاقات مشبوهة مع رجالات النظام السوري، ومرتبط بشركة تجارية مع أحد ضباط المخابرات محمد كنعان، وهو وكيل شركة (نوكيا) في سوريا ولم يكن يوما في خندق المعارضة»، وقال: إن «هذه المعارضة مصنعة في مكاتب المخابرات السورية».
في المقابل، صرح قدري جميل، رئيس وفد «الجبهة الشعبية السورية للتغيير والتحرير» لدى وصوله إلى موسكو أمس، بأنه «يتوجب على المجلس الوطني السوري الابتعاد عن فكرة التدخل الأجنبي في البلاد». وأوضح أن «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لا تتواصل مع المجلس الوطني، وأنها تدعم الحوار الوطني ولا تتواصل مع القوى غير الوطنية التي تؤيد التدخل الأجنبي». وأضاف أنه في حال إعادة المجلس النظر في موقفه ورفض فكرة التدخل الأجنبي فإن ظروف الحوار معه ستنضج. وقال: إن «ميزان القوى في سوريا يؤكد أن على الأطراف الجلوس حول طاولة الحوار»، موضحا أن «عاما على الأزمة أثبت أن الحوار هو الحل الوحيد، معيدا للأذهان أن الجبهة ومنذ البداية دعت إلى الحوار». واعتبر أن «الحديث في الوقت الحالي عن مصير بشار الأسد أمر غير ديمقراطي، موضحا أن الجبهة تفكر في مصير الشعب السوري الذي يحق له العيش بهدوء وبالإصلاحات، وفي حال ظهرت هذه المقومات فإن الشعب السوري سيقرر من سيحكمه». وأكد أنه مع وصول بعثة المراقبين الأمميين إلى سوريا فإن الوضع بدأ في التحسن ولو ببطء، موضحا أن «عدد المراقبين حاليا قليل لكن عندما سيصل إلى 300 شخص فإنهم سيلعبون دورا أكثر فعالية. وشدد على أنه بانتظار تقييمهم الموضوعي للوضع».
قوات الأمن السورية تقصف دوما وتحاصرها.. وعزل دمشق عن ريفها ومقتل 4 جراء إطلاق نار من حاجز أمني على حافلة ركاب قرب خان شيخون

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط».... سقط 39 سوريا برصاص قوات النظام أمس في مناطق متعددة في سوريا، أغلبهم في درعا وإدلب، كما قال ناشطون إن قصفا عنيفا جرى في مدينة الرستن في ريف حمص. وقد واصل النظام السوري أمس عملياته العسكرية ضد مدن وبلدات عدة شهدت عمليات اعتقال ودهما وقصفا عشوائيا.
وقتل 12 شخصا على الأقل في قصف للقوات السورية النظامية، أمس، على مدينة حماه (وسط)، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «استشهد 12 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات بجروح إثر قصف القوات النظامية السورية لحي مشاع الطيران بمدينة حماه».
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماه، أبو غازي الحموي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات النظامية قصفت «الحي الشعبي» قرابة الساعة السادسة والربع مساء (15.15 ت غ)، «مما أسفر عن تهدم عدد من المباني».
وأشار إلى «وجود عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض». وأظهر شريط فيديو من خمس دقائق ونصف دقيقة، وزعه المكتب الإعلامي في حماه، أنقاض أبنية عدة على الأرجح، وأشخاصا يحاولون البحث بأيديهم بين الركام عن ناجين، وسط صراخ ونحيب وحالة ضياع. وأظهر الشريط مساحة كبيرة انتشرت فيها الحجارة وقطع الأثاث المحطمة وملابس ممزقة مع بقع من الدماء، بالإضافة إلى حفرة واسعة وعميقة.
وقال شاهد موجود في المكان إن «صاروخا سقط على حي مشاع الطيران قبل أذان المغرب وخلف حفرة ضخمة، وهدم عددا كبيرا من المنازل». وأكد أن «عدد القتلى أكبر بكثير مما هو ظاهر»، مضيفا «الوضع مأسوي، والأهالي يساهمون في عمليات الإنقاذ»، مشيرا إلى وجود سيارات إسعاف وإطفاء في المكان ووصول جرافة ورافعة قبل قليل، وسقوط عدد كبير من الجرحى. وذكر الشاهد أن لا وجود أمنيا في الحي، وأن «عناصر من الشرطة تفقدوا المكان وغادروا».
فيما عاشت مدينة دوما تحديدا في منطقة ريف دمشق نهارا طويلا، تعرضت خلاله لقصف عنيف وحصار محكم منذ ساعات الصباح الأولى، فيما اعتبره ناشطون تكرارا لسيناريو النظام باستهداف كل مدينة بعد زيارتها من قبل وفد المراقبين الدوليين. وأكد ناشطون من المدينة أن «القصف تجدد على دوما منذ مغادرة وفد المراقبين الدوليين واطلاعهم على حجم الأضرار فيها ومعاناة أهلها، لتشتد وتيرته صباح أمس، مع تعرض المدينة لقصف بالأسلحة الثقيلة بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران». وكانت قوات الأمن السورية قد طوقت المدينة بالكامل من كل مداخلها، وقطعت عنها خدمات الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «تعزيزات عسكرية ضخمة تمركزت في سوق الهال الرئيسية في المدينة، حيث قامت القوات النظامية بإطلاق النار باتجاه شارع الجلاء». وذكرت أن «بين القتلى فتاة في السابعة عشرة من عمرها، قضت بعد أن أصابها قناص برصاصة في رأسها أثناء وجودها في منزلها».
وقال ناشطون إن المدينة شهدت أمس حركة نزوح في حيي القوتلي وحارة العرب، جراء حجم الدمار الذي لحق بالمنازل السكنية. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» بأن «قوات الأمن السورية شنت حملة مداهمات واعتقالات في حارة الصمود واعتقلت العشرات». كما قامت بحملة مماثلة في مدينة حرستا، حيث ترافقت عمليات الدهم والاعتقالات مع إطلاق نار كثيف لترويع الأهالي.
وشهدت منطقة الرحيبة انتشارا كثيفا للجيش وقوات الأمن مع إطلاق نار عشوائي طال المنازل والمحال التجارية. كما وصلت تعزيزات أمنية إلى بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية، وقامت قوات الأمن بحملات دهم واعتقالات واسعة، فيما قال ناشطون إنه «انتقام من الأهالي لمقابلتهم وفد المراقبين».
وقامت قوات الأمن والجيش النظامي بإغلاق مداخل مدينة دمشق وعزلها عن ريفها، ونصبت حواجز جديدة مع إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية، وقالت مصادر محلية في مدينة دمشق إنه تم تعزيز الحواجز العسكرية المنتشرة داخل المدينة وفي محيطها، مع إغلاق غالبية الطرق المارة من أمام المقرات الأمنية، كما تم عزل ريف دمشق، دوما، حرستا، سقبا، حمورية، كفربطنا، مديرة، مسرابا، زملكا، عربين، جسرين - عن المدينة، ومنع السيارات ووسائل النقل العامة من الدخول إلى هذه المناطق، ورصد نصب أكثر من تسعة حواجز على مداخل دمشق الجنوبية. وإغلاق منافذ ساحة العباسيين، والشوارع من المتحلق الجنوبي إلى حيي المزة وكفرسوسة شمال العاصمة بحواجز أمنية تقوم بتفتيش للسيارات.
وفي إدلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أربعة مواطنين سقطوا إثر إطلاق النار من قبل حاجز أمني على حافلة ركاب قرب خان شيخون، في ريف إدلب». فيما اقتحمت قوات الأمن قرية سلة الزهور وشنت حملة اعتقالات في صفوف الأهالي.
وفي سراقب، أفادت «لجان التنسيق» بانطلاق مظاهرة طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تعرضت قرية فركيا في جبل الزاوية لإطلاق نار كثيف من حاجز المغارة الشرقي. في موازاة ذلك اقتحمت قوات الأمن، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، مدينة درعا، بعد أن طوقتها من جهاتها كافة وأغلقت مداخلها وفرضت حظرا عليها، ثم قامت بعمليات دهم واعتقال مترافقة مع إطلاق رصاص لترويع الأهالي. وفي مدينة بصرى الشام، قال ناشطون إن قذائف تساقطت على المدينة وسمع صوت انفجارات وإطلاق نار كثيف أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل. وفي محافظة حماه اقتحمت قوات الأمن السورية قرى الجوصة وعمورين والعوينة، حيث أفاد ناشطون بسرقة سيارات وآليات زراعية خاصة بمعتقلين وناشطين، إضافة إلى هدم الآبار الارتوازية وحرق عدد من الدراجات النارية.
وقالت «الهيئة العامة للثورة» إن «مدرعات ومصفحات الجيش السوري اقتحمت منذ الصباح حي الضاهرية بمدينة حماه، التي شهدت حملة دهم واعتقال واسعة». وتعرضت مدينة حمص أمس لقصف عشوائي طال مباني سكنية ومحالا تجارية عدة، ما أدى إلى قطع الكهرباء والماء عن أحياء الصفصافة وباب هود وباب الدريب وباب تدمر وباب التركمان وباب المسدود والورشة والخالدية والقرابيص وجورة الشياح وسوق الحشيش والحميدية وبستان الديوان.
سوريا تعاني من نفاد السيولة النقدية مع زيادة العقوبات المفروضة عليها

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: أليس فوردهام وجوبي واريك* ... يشهد الاحتياطي النقدي المتبقي لسوريا تناقصا سريعا، مع دخول الثورة ضد النظام شهرها الثالث عشر، بحسب مسؤولين استخباراتيين ومحللين ماليين يتحدثون عن فجوة في اقتصاد الدولة في مواجهة العقوبات المفروضة عليها.
وقد أجبر نضوب السيولة المسؤولين السوريين على وقف الإمداد بخدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأخرى الأساسية في بعض أجزاء الدولة، فضلا عن أنه قد دفع الحكومة إلى طلب المزيد من المساعدات من إيران بهدف دعم عملة الدولة الآخذة في الهبوط، بحسب المحللين.
في الوقت نفسه، نضب العائد من النفط السوري تقريبا، حتى مع رفض الصين والهند قبول النفط الخام للدولة، على حد قولهم. كما يبدو أن الرئيس بشار الأسد قد أمن نفسه ودائرته المقربة ضد ألم العقوبات وصور الحظر التجاري المفروضة على سوريا، التي ترفع أسعار الغذاء والوقود بالنسبة لكثير من سكان الدولة البالغ تعدادهم 20 مليون نسمة، بحسب محللين وخبراء ماليين أميركيين ومن الشرق الأوسط. ربما يكون كل من احتياطيات الأسد النقدية ودخل السوق السوداء الضخم كافيين لإبقاء النخبة التابعة للنظام في السلطة لعدة أشهر وربما لفترة أطول، بحسب مسؤولين استخباراتيين وخبراء خارجيين. ومن غير المتوقع أن تواجه الحكومة عقبات في تمويل عملياتها العسكرية. «الضغط الاقتصادي شديد، لكن لسوء الحظ، لم يصل بعد إلى الدرجة الكافية لردع النظام»، قال مسؤول استخباراتي شرق أوسطي يراقب عن كثب الاتجاهات الاقتصادية في سوريا. تحدث المسؤول، ككثيرين غيره، مشترطا عدم الكشف عن هويته نظرا لمناقشته معلومات حساسة تتعلق باقتصاد سوريا. وتأتي تقييمات التدهور المالي في سوريا وسط جهود جديدة من جانب الحكومات الغربية لتضييق الخناق المالي على الدولة، التي تواجه عزلة اقتصادية وسياسية متزايدة في أعقاب القمع الوحشي للنشطاء المعارضين للنظام منذ أكثر من عام.
تبنى الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إجراءات تحظر بيع السلع الفاخرة إلى سوريا، فيما أمرت إدارة أوباما بفرض عقوبات على الأفراد أو الشركات التي تزود الأسد بأجهزة مراقبة أو أي وسائل تكنولوجية أخرى يمكن استخدامها في قمع المعارضة. وتأتي القيود الجديدة وسط أكثر من 12 عقوبة فرضت على سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011. ومن المنتظر فرض المزيد من العقوبات الشهر المقبل، مع اجتماع ممثلي 75 دولة في واشنطن لتنسيق الجهود الرامية إلى وقف أي مصادر أخرى تجلب عائدات لسوريا.
وذكر وزير الدفاع ليون بانيتا، في شهادة أمام المشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي، أن العقوبات «تقوض الدعم المالي للنظام»، بتقليل حجم الدخل الحكومي إلى ما يقرب من الثلث.
ويؤكد مسؤولون غربيون على أن العقوبات والحظر الذي تم فرضه في وقت سابق على واردات النفط السورية يستهدفان الحكومة ونخبة رجال الأعمال في الدولة، لا عامة الشعب.
غير أن الإجراءات العقابية قد سببت مجموعة هزات مالية ملموسة بمختلف قطاعات الاقتصاد السوري، حتى الآن من دون تهديد حكم الأسد الذي تأصلت جذوره منذ 12 عاما، بحسب محللين. ولا تضم تلك الهزات الارتفاع في أسعار المستهلك فحسب، وإنما أيضا هبوطا حادا في قيمة الليرة السورية. وقد ظلت الأجور ثابتة.
من العوامل التي تهدد بقاء الأسد نضوب ما كان يمثل من قبل جبلا من العملة الصعبة في الحسابات المصرفية الحكومية. لقد انخفضت قيمة الاحتياطي النقدي المخصص لمواجهة الأزمات الذي بلغت قيمته نحو 20 مليار دولار العام الماضي إلى قيمة تتراوح ما بين 5 و10 مليارات دولار، والآن تخسر قرابة مليار دولار شهريا، بحسب مسؤولين استخباراتيين شرق أوسطيين وغربيين مطلعين على تقييمات استخباراتية لاقتصاد سوريا. وأكد مسؤولون أميركيون بشكل منفصل على أن احتياطيات سوريا قد هبطت بنسبة تربو على النصف منذ بدء الثورة.
من جهته، قال مسؤول رفيع بإدارة أوباما مطلع على آخر المعلومات الاستخباراتية: «إنهم يبحثون عن سيولة نقدية لتمويل أعمال القمع، وليست لديهم أي توقعات بالحصول على المزيد».
أشار المسؤول إلى الناقلات المحملة بالنفط العالقة في المياه السورية والعاجزة عن إيجاد مشترين أجانب بسبب الحظر. حتى أن الجهود السورية الرامية إلى بيع النفط عبر وسطاء إيرانيين قد باءت بالفشل، بحسب المسؤول، نظرا لأن العقوبات قد حثت شركات التأمين البحري على إسقاط التغطية للمركبات السورية والإيرانية. وقال المسؤول: «أملنا ألا يعجز الأسد عن تمويل أعمال القمع فقط، بل أن يتخلل الضغط نظامه بصور أخرى»، محدثا عائقا بينه وبين النخب العسكرية والتجارية في الدولة.
لقد حمل نضوب الأموال من الخزائن الحكومية – جنبا إلى جنب مع المخاوف من هبوط لاحق في قيمة الليرة السورية – المسؤولين السوريين على اللجوء مرارا وتكرارا لإيران، أقوى حلفائهم الخارجيين، للمساعدة في تحقيق الاستقرار لعملتهم، بحسب المسؤولين.
* ساهم في كتابة التقرير الكاتب كولوم لينش من الأمم المتحدة
* خدمة «واشنطن بوست» مع وكالة «بلومبرغ نيوز» خاص بـ«الشرق الأوسط»
مقتل أحد متطوعي «الهلال الأحمر» في ريف دمشق ومحاصرة 21 آخرين، الناشطون اتهموا النظام الذي وجه أصابع الاتهام إلى «المجموعات الإرهابية المسلحة»

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: بولا أسطيح... أعلنت منظمة الهلال الأحمر السورية عن مقتل أحد متطوعيها أول من أمس الثلاثاء في إطلاق نار في مدينة دوما في ريف دمشق، من دون الإشارة إلى الجهة التي أطلقت النار، كاشفة أن «21 متطوعا لا يزالون محاصرين في دوما»، من دون إعطاء أي تفاصيل حول الجهة التي تحاصرهم وظروف الحصار.
بدورها أفادت «الإخبارية» السورية عن «مقتل متطوع في (الهلال الأحمر) السورية وإصابة آخر برصاص إرهابيين بدوما». وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنه «وفي إطار التصعيد الممنهج الذي تقف وراءه قوى إقليمية ودولية عبر أدواتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة، والذي يهدف إلى إفشال مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان، استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة أمس سيارة إسعاف تابعة لفرع ريف دمشق لمنظمة الهلال الأحمر السورية، ما أدى إلى استشهاد أحد المتطوعين وإصابة آخر».
ونقلت «سانا» عما قالت إنه مصدر في قيادة شرطة المحافظة أن «المجموعة الإرهابية استهدفت بنيران أسلحتها الرشاشة السيارة خلال قيامها بمهمة إنسانية في مدينة دوما، ما أدى إلى استشهاد المتطوع محمد أحمد الخضراء وإصابة المتطوع مؤيد قضماني».
بدوره تحدث محمد الدوماني عضو مجلس الثورة في دوما لـ«الشرق الأوسط» عن أن «قوات الأمن السورية استهدفت أول من أمس سيارة تابعة لـ(الهلال الأحمر)، قضى فيها الطبيب محمد الخضراء»، وأكد أنه وغيره من الناشطين «أشرفوا على نقله إلى المستشفى حيث استشهد»، وقال: «بعد استهداف السيارة توجهت قوات الأمن إلى مركز (الهلال الأحمر) في المدينة وأوعزت إليهم عدم إسعاف الجرحى والمصابين»، لافتا إلى أن المحاصرين الـ21 الذين تتحدث عنهم المنظمة ما زالوا في مقر «الهلال الأحمر» في دوما.
وأوضح الدوماني أن «الناشطين في ريف دمشق عمموا ومنذ مساء أول من أمس فيديو يظهر عملية استهداف سيارة الإسعاف من قبل قوات النظام».
في هذا الوقت طالبت منظمة الهلال الأحمر الأطراف المعنية «بحماية طواقمها خلال تقديمها المساعدة إلى المحتاجين في سوريا»، وقالت في بيان: «لقد استشهد متطوع منظمة الهلال الأحمر السورية، فرع ريف دمشق، محمد أحمد الخضراء، في بلدة دوما قرب دمشق، وأصيب المتطوع مؤيد قصيباتي، أثناء قيامهما بتقديم خدمات الإسعاف الأولي إلى الجرحى أول من أمس». وأوضحت المنظمة أن المتطوع قتل إثر «تعرض الطواقم الإسعافية للمنظمة العاملة في دوما لإطلاق نار أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني».
وإذ دعت المنظمة «الجهات المعنية بإجراء تحقيق حول ملابسات استشهاد المتطوع وجرح المتطوع الآخر»، حثت «جميع الأطراف المعنية على حماية الطواقم الإسعافية الموجودة في دوما والمتطوعين، وتسهيل إخلائهم بشكل آمن»، مؤكدة «التزامها بالحياد وعدم التحيز». كما طالبت بـ«تسهيل عمل متطوعي وموظفي المنظمة، وتسهيل مرور سياراتها واحترام شارة (الهلال الأحمر)، وعدم التعرض لهم وهم يقدمون العون والمساعدة لمن يحتاج إليها، وذلك التزاما بالاتفاقيات التي وقعت عليها سوريا، لا سيما اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية العاملين في المجال الإنساني».
مفتي سوريا: الغرب هو من أنشأ مصطلح الربيع العربي لنكون عبيدا عنده، ونشار: حسون تحول لمجرد مسوق لأفكار الأسد

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب... وصف مفتي الجمهورية السورية، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، المعركة التي تدور في سوريا بأنها «معركة جذور». ورأى أنه «إذا سقطت سوريا فسيتوالى سقوط الدول المحيطة بدءا من لبنان ووصولا إلى السعودية ومرورا بالأردن والعراق، لأن المخطط للأمة العربية والإسلامية هو ألا تبقى هناك دولة قوية، وأن يقتل أبناء الأمة بعضهم بعضا»، مؤكدا أن «الغرب هو من أنشأ مصطلح الربيع العربي لاحتواء المقاومة الشعبية، من أجل استهداف جذور الأمة لنكون عبيدا عنده».
في وقت أسف فيه عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار، أن «يتحول المفتي حسون إلى مسوق لمنطق (الرئيس السوري) بشار الأسد، ويتبنى مواقفه بدل أن يقف إلى جانب الشعب السوري ضد مجازر هذا النظام».
فقد اعتبر المفتي حسون، في حديث لإذاعة «النور» التي يملكها حزب الله، أن «ما يحدث في سوريا اليوم ليس عملية إسقاط نظام، إنما عملية إدخال سوريا في تفتيت ديني ثقافي عرقي يبقي مائة سنة من الفوضى في العالم العربي.. الفوضى التي تريحهم وتجعل المستفيد هو الكيان الصهيوني الذي يعلن قيام أول دولة دينية في المنطقة كلها وبكل وقاحة، من هنا أنبه المعارضة لضرورة عدم الانخداع بالمشروع الغربي والوصول إلى السلطة لتجعل من سوريا دولة ديمقراطية على النموذج الغربي.. إنها أضغاث أحلام»، مؤكدا أن «الغرب هو من أنشأ مصطلح الربيع العربي لاحتواء المقاومة الشعبية، من أجل استهداف الجذور التاريخية والثقافة للأمة، ليكون أقوى منا ونكون عبيدا عنده». وأعرب حسون عن ثقته في أن «الرئيس السوري بشار الأسد مستعد للتخلي عن الحكم في حال استطاعت المعارضة أن تأتي ببرنامج مقنع للشعب ودخلت في الحوار، وقالت للرئيس السوري بشار الأسد إننا جئنا بهذا البرنامج والشعب رضي به إما أن تزول وإما أن نحاربك، فإن الرئيس الأسد سيتنحى ويذهب ليتابع علمه وعمله». وقال «نحن لسنا ضد المعارضة في سوريا، أنا اتصلت بالمعارضة الموجودة خارج سوريا ودعوتهم منذ أربع سنوات إلى العودة للحوار وفي سوريا».
إلى ذلك، رد عضو المكتب السياسي في المجلس الوطني السوري سمير نشار، على تصريح حسون، فأبدى أسفه أن «يتبنى مفتي الجمهورية خطاب بشار الأسد ويحكي بمنطق المؤامرة نفسه». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ثورات الربيع العربي ومنها الثورة السورية، هي ثورات حرية وكرامة ورفض لتهميش المواطن العربي».
وأضاف نشار «إن محاولة الفصل بين سوريي الداخل وسوريي الخارج هي محاولة مكشوفة لزرع الفتنة بين أبناء الشعب السوري، لأن الثورة السورية لم تتحدث يوما بالتقسيم والطائفية، بل هذه مزاعم بشار الأسد وأزلامه ومنهم المفتي حسون الذي يسوق حجج النظام على حساب مطالب الشعب المطالب بالحرية والتغيير».
سوريا اشترت الدعم الروسي بالنفط والغاز!

هدى الحسيني... جريدة الشرق الاوسط... قال لي مرجع أميركي إن النظام السوري لديه ورقة واحدة كبيرة: روسيا. إذا روسيا دعمت النظام سيكون بخير، وإلا، فإنه سيسقط. وأضاف: الولايات المتحدة تحتاج إلى روسيا في إيران التي تشكل أولوية. ثم إن سوريا هي المكان الوحيد في المنطقة حيث تتمتع روسيا بنفوذ كبير، وهناك أمر آخر مهم وهو أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الأسلحة الكيميائية السورية تقع في أيدي مجموعات إرهابية.
يبدو أنه ردا على المساعدة الروسية، سمح النظام السوري لشركة النفط الروسية العملاقة «غازبرون»، بأن تأخذ مكان شركة الطاقة الكرواتية، في حقول النفط والغاز في سوريا وهذه تقدر بمليارات الدولارات. وقال بعض العارفين، إن هذا هو الثمن الذي انتزعته روسيا من سوريا مقابل استمرار دعمها.
رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين (سيصبح رئيسا الشهر المقبل) وخلال سؤال وجواب في مجلس الدوما في أوائل هذا الشهر قال: «إن لموسكو استثمارات كثيرة في الشرق الأوسط، ليس من أجل التضامن الآيديولوجي، إنما من أجل المال والمصالح».
وفي دردشة مع مسؤول عربي مخضرم حول سوريا، شدد على «حمص بوابة السنّة البرية إلى البحر، حيث هناك جبال العلويين». قال، لنتذكر ما حصل في البوسنة، ومجازر موستار وسربرينيتسا، حيث سقط عشرات الآلاف وانتهى الأمر، بتدخل الأطلسي، وبمجموعة دويلات. أشار إلى القاعدة الروسية وتعني منفذا مشتركا روسيا - إيرانيا على البحر المتوسط: «لا تنسَي المصلحة الروسية - الإيرانية بغاز ونفط لبنان وسوريا».
يعود إلى التركيز على حمص، إنها الطريق من الأرض العلوية إلى الهرمل والبقاع في لبنان: «لهذا يريد النظام السوري السيطرة عليها بدعم من الروس والفرس، ومن جهة أخرى فإن الإسرائيليين لم يتراجعوا بعد عن دعم نظام الأسد الذي حافظ على استقرار جبهتهم الشمالية منذ عام 1973. في الماضي، عندما كان النظامان يختلفان كانت ساحة المعركة لبنان».
من المؤكد أن هذا الدعم سيقوى الآن، خصوصا بعد الذي يجري في مصر والمجهول الذي تتجه نحوه العلاقات المصرية - الإسرائيلية، وما يجري في سيناء.
لكن هل الروس هم العائق الوحيد بالنسبة إلى سوريا أم أنهم تحولوا إلى شماعة يعلق عليها الآخرون عجزهم؟
في لقاء بين مسؤول خليجي كبير ومسؤول أميركي جرى النقاش حول «ماذا بعد» في سوريا، إذا ما فشلت خطة كوفي أنان «التي نعلم جميعا أنها لن تنجح»؟ في إيضاحاته كان المسؤول الأميركي صريحا جدا، إذ قال: «إن الإدارة ليست بصدد اتخاذ قرارات على المدى القريب تتعلق بالملاذ الآمن ناهيك بتطبيقه. صحيح أن واشنطن تدرك مزايا الملاذ، لكن العائق الكبير أمام تطبيق مثل هذه الخطة هو معرفتها، بأنه عكس الحال الذي انسحب على ليبيا، فليس هناك إجماع عربي (ممثلا بالجامعة العربية) حول الملاذ الآمن، وبالتالي فإن الولايات المتحدة إذا دعمت هذه الخطة، ستجد نفسها في النهاية تقوم بتنفيذها لوحدها». وأضاف «علاوة على ذلك أقدمت عدة حكومات عربية على تقديم تعهدات (شفهية) عديدة، بدعم المعارضة بالسلاح، والأموال وما إلى ذلك، لكنها في (التطبيق) لم تفعل شيئا يُذكر. وفي وقت كان هناك حديث عن (ملاذ آمن)، لم تتطوع أي دولة للقيام بدور تطبيق ذلك. يضاف إلى هذا كله، أن الدول العربية لا تدعم المقاطعة بشكل فعال، حيث من شأن ذلك أن يشل قطاع الأعمال السوري، فضلا عن النظام».
أبلغ المسؤول الأميركي نظيره الخليجي، بأن الأميركيين سمعوا كثيرا التحليلات القائلة، إنه بمجرد إقامة الملاذ الآمن، وتوجيه إنذار إلى الجيش السوري بأن لا يعتدي أو يخرق «حرمة» الملاذ الآمن «سيبدأ النزف في المؤسسة العسكرية السورية»، «نحن نحب أن نصدق أن هذا سيحدث (...) لكن من دون دعم عربي، وتعاون، ومشاركة على نطاق واسع، فمن المستبعد جدا تحقيق خيار الملاذ الآمن، ولا حتى في سياق استخدامه كوسيلة لإيصال المساعدات الإنسانية».
في رأي المسؤول الأميركي، تبقى روسيا عقبة أخرى في وجه المزيد من المشاركة. حاول المسؤولون الأميركيون إقناع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن التعاون الروسي في المسألة السورية سيحقق «الكسب» للطرفين: أميركا وروسيا، وستكون موسكو أكبر الرابحين لأن لديها النفوذ لإقناع الرئيس بشار الأسد ونظامه بالتنحي، وفي الوقت نفسه تساعد في تشكيل المستقبل السياسي لسوريا الجديدة، وبهذا تحافظ روسيا على مصالحها في سوريا ويتوسع إطار مصالحها في دول أخرى في المنطقة نتيجة «الحل الدبلوماسي الناجح».
لكن، وعلى ما يبدو، لا يزال الروس متضايقين مما جرى في ليبيا، أيضا، كما قال السياسي الأميركي: «بدل أن يستفيد الروس من أنهم دعموا قرار مجلس الأمن المتعلق بليبيا، ويعيدوا إحياء العلاقات مع النظام الليبي الجديد، (كما هو)، فضلوا اتخاذ موقف سلبي قائلين إنهم تعرضوا للخيانة بسبب تغيير النظام في ليبيا. مرة أخرى، إنها سياسة قصيرة النظر».
يعتقد المسؤولون الأميركيون، أن جزءا من مشكلتهم مع روسيا، أن بوتين ليس محاورهم الأساسي، حيث إنه لن يكون في الكرملين كرئيس إلا الشهر المقبل: «وعندما يحدث هذا، قد تتوفر لنا فرصة جديدة، حيث سنناشد الـ(أنا) لديه، ليفعل ما هو ضروري».
في الوقت الحالي، قال المسؤول الأميركي، المقصود كما تبين في اجتماع باريس الأخير، هو أن نرى ما سيحدث مع مراقبي الأمم المتحدة وتطبيق خطة أنان، وتشديد العقوبات والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على النظام السوري ونرى ما إذا كانت كل هذه الأمور ستؤدي إلى وقف حقيقي لإطلاق النار والامتثال لكل شروط خطة أنان التي ستؤدي لاحقا إلى مفاوضات ما بين النظام والمعارضة.
هناك عامل حساس جدا، قد يجبر الإدارة الأميركية على مراجعة موقفها، هو الانتخابات الرئاسية المقبلة والحملة التي ستترتب على ذلك في هذا الصيف، حيث التوقعات بأن المرشح الديمقراطي ميت رومني، سيهاجم من دون شك، قيادة الرئيس باراك أوباما الضعيفة على صعيد السياسة الخارجية، كما أشار استطلاع أخير أجرته مؤسسة غالوب - ميريديان، حيث أعطى سوريا كمثال، إذ إن المتظاهرين السوريين ما زالوا يتعرضون للقتل.
قد لا تصغي الإدارة لتحليلات السياسيين الآن، لأنه على قائمة المخاوف الأمنية في واشنطن والعواصم الغربية مصير مخزون الحكومة السورية من الأسلحة الكيميائية. البنتاغون يقول إن المؤسسة العسكرية الأميركية لا تزال تشعر بالقلق حيال أكثر الأسلحة السورية فتكا «لكنها تعتبرها آمنة في الوقت الراهن». رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن دمبسي قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «إننا نراقب عن كثب المنشقين عن الجيش السوري ونراقب تركيبة قيادة ذلك الجيش لنتأكد من أن الأسلحة الكيميائية لا تزال تحت سيطرة النظام».
وحسب تقرير للجيش الأميركي، فإنه قد يحتاج إلى 75 ألف جندي على الأرض لتأمين المنشآت الكيميائية السورية ومواقع إنتاجها المنتشرة في 50 موقعا. سوريا ليست عضوا في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وتقدر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووكالات استخبارات أجنبية أن برنامج سوريا للأسلحة الكيميائية يعود إلى أوائل الثمانينات وهو واحد من الأكبر والأكثر تطورا في العالم.
مع استيلاء الجيش السوري على حمص، ضمن الغرب أن مصير برنامج الأسلحة الكيميائية يبدو آمنا وتحت سيطرة قوات النظام.
الحقائق على الأرض قد تتطور وتقلب الوضع رأسا على «عقب»: إما تسليح وتدريب وتمويل المعارضة، أو البدء في إعادة مد الجسور مع... بشار الأسد!
إذن، في كل الحالات نعرف أن الضحية هو الشعب السوري، لكن بالنسبة إلى بقية الأطراف: من يخدع من؟
 
غليون لـ«الحياة»: على الجامعة توجيه «إنذار» للنظام... وفتح خيارات جديدة بدلاً من المهل
القاهرة – محمد الشاذلي
 

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً مساء اليوم يتصدر جدول أعماله ثلاثة بنود على رأسها تداعيات الأوضاع في سورية. وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» الدكتور برهان غليون إن الاجتماع الوزاري «يواجه تحدياً لأن النظام السوري لا يُنفِّذ ولا يفي بالالتزامات التي أخذها على نفسه أمام مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان». وأوضح غليون في حوار خص به «الحياة»: «أن وزراء الخارجية العرب مطالبون باتخاذ موقف من عدم تلبية النظام السوري لشروط خطة أنان». ويلتقي غليون ووفد «المجلس الوطني» قبل ظهر اليوم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لبحث طلبات المجلس من الاجتماع الوزاري.

وكان غليون أعرب عن أمله في أن يفتح وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع القاهرة الباب لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع لإرغام النظام السوري على وقف العنف، وقال موضحاً في تصريحات في القاهرة: «النظام السوري لا يفي بالتزاماته» وفقاً لمبادرة أنان وبالتالي «يجب أن نذهب إلى مجلس الأمن للتصويت على قرار جديد تحت البند السابع على الأقل من أجل فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الإغاثة الدولية».

ودعا غليون في حواره مع «الحياة» مجلس الجامعة إلى «توجيه إنذار» على الأقل إلى النظام السوري، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الإنذار مرتبطاً بخيارات أخرى بخلاف الاستمرار في إعطاء مهل جديدة.

وقال المعارض السوري موضحاً: «لا يجب السماح بذلك، خصوصاً أن 14 يوماً مروا على قرار وقف إطلاق النار، بينما – بحسب تصريح أنان بالأمم المتحدة – لم تنفذ الخطة ولم ينفذ أي شيء، إنما حدث العكس»، مشيراً إلى ما قام به النظام السوري «من اغتيال للشباب الذين التقوا بالمراقبين الدوليين»، قائلاً إنها «جريمة قاسية... ولا ينبغي أن تمر من دون عقاب ومن دون مساءلة».

وأشار غليون إلى أن النظام «عندما يقوم بسحب الأسلحة الثقيلة من بعض الأحياء، فإنه يعوضها بعناصر أمنية يضعها في المساكن التي تم تفريغها من السكان عن طريق القصف، وذلك حتى يكونوا حاضرين في الأحياء، وينقضون على المتظاهرين في أي وقت، فيما يضعون قناصة بعدد كثيف على الأسطح». وأضاف: «هم يريدون أن يجهضوا بأي ثمن خطة أنان»، موضحاً أن التحدي الآن أمام العرب والأمم المتحدة.

وقال: «نحن ننتظر، وهم (العرب والمجتمع الدولي) وعدونا بأن خطة أنان لن تكون مهلة للقتل، أو تصريحاً للمزيد من القتل، وننتظر من العرب اليوم موقفاً قوياً من أجل وقف القتل، كما ننتظر ذلك غداً من الأمم المتحدة».

وأكد غليون أن «تباطؤ الجامعة في تلبية مطالب المجلس الوطني السوري في بعض المراحل مفهوم؛ لأن مجلس الجامعة مكون من 22 دولة، ولكل دولة موقف، كما أن هناك دولاً ما زالت مترددة أو قليلة الحماسة، وهذه تضغط في اتجاه ثانٍ».

وتابع: «إن هذا يُفسِّر ولكنه لا يُبرِّر؛ فالجامعة بجميع دولها اليوم وبما فيها من أظهرت نوعاً من البرود أو التردد تجاه الثورة السورية من قبل، عليها أن تدرك أن الصمت والاستمرار في الصمت على ما يرتكبه النظام السوري بحق الشعب هو جريمة ومشاركة وضلوع في الجريمة».

وأفاد غليون أن «النظام اليوم يتحدى إرادة العرب جميعاً، ويقول لهم أنا على رغم كل ما تفعلونه ومؤتمراتكم وقممكم واجتماعاتكم العربية وقراراتكم سأستمر في قتل السوريين، ولن يستطيع أحد أن يقف في وجهي».

وأعرب المعارض السوري عن اعتقاده بأن على الجامعة العربية ومسؤوليها «أن يرتفعوا إلى مستوى هذا التحدي الخطير، وأن يتخذوا مواقف قوية وجريئة وإجماعية من أجل إعطاء رسالة قوية جداً لهذا النظام والإعداد لقرارات في إطار الجامعة العربية وفي إطار مجلس الأمن لوضع حدٍّ لهذا الإجرام الممتد منذ شهور».

وحول نكوص «المجلس الوطني» عن فتح حوار مع الدول العربية «المترددة»، أكد غليون أن المجلس على تواصل مع الجميع، وقال: «الحوار مفيد من أجل تطوير مواقف الدول مثلاً نفعل مع روسيا والصين، وهذا يأخذ وقتاً، ولكن الدول لا تقرر مواقفها بالحوار، وإنما بمصالحها وتصوراتها وتحليلها، وربما تكون تصوراتها خاطئة».

وعما إذا كانت المعارضة السورية والمجلس الوطني تحديداً تتعرض إلى ضغوط لإلزامها بالحوار مع النظام كشرط لمساندتها، قال غليون: «بشكل تلقائي فإن الديبلوماسية الدولية عندما تتحدث عن أزمة تتحدث عن حوار... وهذا نوع من اللغو الديبلوماسي، لأنها تحضر لخطط مختلفة، والحوار هو اللغة الشائعة على الصعيد الديبلوماسي». وأكد أن المعارضة من البداية «رفضت الدخول في هذا اللغو، لأن الحوار يكون مجدياً عندما يكون الطرف الآخر مستعداً، وعندما يستخدم الحل السياسي وليس الأمني».

وشدد غليون على أنه «لا حوار مع الحل الأمني، ولا يمكن للبشر أن يتحاوروا مع الدبابة، ومع استمرار التسليح الحربي والقتل والقصف والقنص». وتابع: «لم نقل أبداً – على رغم ذلك – برفض الحوار، وإنما قلنا إن ما يقوم به النظام يقطع الطريق على أي حوار ويقضي عليه، والذي رفض الحوار هو النظام؛ لأنه لا يستخدم سوى الحل العسكري، ولا نؤمن بأي إمكانية للحوار مع هذا النظام، ونؤمن فقط تحت ضمانات دولية وبعد وقف القتل وإلغاء الحل العسكري... حتى تكون هناك أرضية للحوار. نؤمن أنه في إطار مبادرة دولية وتحت إشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية بإمكانية حصول مفاوضات لنقل السلطة للشعب».

عن استمرار الانقسامات وسط المعارضة السورية، أكد غليون لـ «الحياة» أن «المجلس الوطني لم يرفض في أيِّ يوم مفهوم توحيد المعارضة». وقال موضحاً: «المجلس بدأ كإطار لتوحيد المعارضة وكل عملي قبل المجلس كان الدعوة لوحدة المعارضة وتكوين جبهة معارضة وتم اختياري في المجلس؛ لأني من رموز الدعوة لوحدة المعارضة».

وأشار إلى أنه عندما تشكل المجلس الوطني انضم معظم الأحزاب والقوى السياسية الموجودة منذ 7 أشهر على الساحة إليه، باستثناء هيئة التنسيق الوطنية التي رفضت الحضور على رغم دعوتها، لافتاً إلى أن الذين رفضوا وحدة المعارضة هم الذين رفضوا المشاركة في الحوار والمناقشات التي تمت لإعلان ولادة المجلس الوطني، وقال: «إنه خطأهم وليس خطأ المجلس»، موضحاً أنه «نشأت قوى سياسية ومدنية جديدة مهمة، وكل فترة تنشأ نقابة، وتكتل، واتحاد وائتلاف في غمار الثورة، وكجزء من نهضة الشعب السوري».

واعترف غليون بأن «المجلس الوطني» لم يعد يستوعب كل أطياف المعارضة وأنه لا بد من خطة لإعادة هيكلة المجلس بما يضمن دمج ومشاركة أو إشراك عناصر وقوى جديدة تكونت بعد ولادة المجلس، مشيراً إلى لجنة تحضيرية تعمل على ذلك.

وقال إن المجلس دعا لمؤتمر للمعارضة الشهر الماضي، وضم فئات معارضة من خارجه. وأشار إلى أن المؤتمر أسفر عن تشكيل لجنة تحضيرية نصفها من المجلس والنصف الآخر من خارجه. وكشف أن اللجنة اجتمعت قبل يومين في جنيف بحضور ممثلين لبعثة كوفي أنان، وأنها تعد حالياً لاجتماع تشاوري لكل أطياف المعارضة في القاهرة للمشاركة في بلورة صيغة لوحدة المعارضة في إطار المجلس، أو لتوسيعه، أو إعادة هيكلته.

وعن عمل مجموعة «أصدقاء سورية»، وبعد اجتماعي تونس وإسطنبول، قال غليون: «إنها حررتنا قليلاً من فيتو مجلس الأمن، وقريباً سيكون هناك اجتماع ثالث في باريس».

وعما ينقص المجلس ليحقق أهدافه، قال غليون: «الخبرة، لأن السوريين عاشوا نصف قرن محرومين من أي حياة سياسية، ثقافية، ومدنية، فغابت الخبرة والثقافة السياسية عن المجتمع السوري تحت احتكار النظام وقمعه، والنظام حرم المجتمع من كل موارده السياسية، والمعنوية والنفسية والثقافية من أجل أن يستعبده، فرغه من أي قوة تنظيمية، ونحصد نتائج هذه السياسة التدميرية». ورفض غليون طروحات عن حكومة انتقالية أو في المنفى الآن، معرباً على اعتقاده بأن الاستراتيجية الصحيحة التي تمضي فيها المعارضة هي دعم الثورة بجميع الوسائل.

 

 

المقداد: «المجموعات المسلحة» صعّدت منذ موافقة دمشق على خطة أنان
دمشق، لندن – «الحياة»
 

قال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد إن «المجموعات الإرهابية المسلحة صعدت في شكل أكبر جرائمها بحق المدنيين وقوات الجيش وحفظ النظام منذ أن وافقت سورية على خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان وبدأت بتنفيذ بنودها منذ الثاني عشر من هذا الشهر».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المقداد قوله خلال لقائه وفد اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي وأعضاء من مجلس السلم العالمي وبعض منظمات الطلاب والشباب العربي والعالمية أمس أن «ما تتعرض له سورية هو مؤامرة تقف وراءها الولايات المتحدة والدول الاستعمارية الغربية بدعم من إسرائيل وبعض الدول الإقليمية والعربية وتنفذها مجموعات إرهابية مسلحة لإضعاف مواقف سورية الوطنية والقومية الداعمة للمقاومة».

وزاد أن «الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه متمسك بوحدته الوطنية ويرفض أي تدخل خارجي في شؤون بلاده الداخلية»، مؤكداً أن «هذا الشعب يؤمن بأن الحوار الوطني هو السبيل للخروج من هذه الأزمة التي تتعرض لها بلاده من دون أي تدخل خارجي».

وزادت «سانا» أن المـــقداد «عرض مراحل المـــــؤامرة التي تتعرض لها سورية منذ بدايتها وحـــتى اليوم والإصلاحات التي شهـــــدتها الــــبلاد»، وأنــــه «أكد أن الحملة الدعائية والتضليلية وجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة تزداد شراستها سيـــاسياً وإعلامياً كــــلما تقدمت سورية بخطوة في برنامج الإصلاح الشامل». وأشارت الوكالة إلى أنه «ثمن زيارة الـــوفد إلى سورية والتي تعطي الثقة بأن العالم لا يزال يمتلك العناصر الأساسية لمستقبل آمن للجميع».

 

 

بعثة المراقبين إلى سورية خطوة ضرورية في غياب أي حل بديل
 

الحياة...بيروت - أ ف ب - يرى محللون أن بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية، الأولى من نوعها في الأمم المتحدة، خطوة لا بد منها في المرحلة الحالية في غياب أي حل بديل للأزمة، على رغم أنها تتيح للنظام كسب مزيد من الوقت وتثير شكوكاً حول إمكان نجاحها.

ويقول مدير مركز بروكينغز للأبحاث في الدوحة سلمان شيخ إن «المجتمع الدولي مستمر في إعطاء دفع لمهمة المراقبين لأنها القاسم الأدنى المشترك في الوقت الحالي، والأمر الوحيد الذي يوافق عليه الجميع».

ويشير في الوقت نفسه إلى «تباعد كبير في قراءة دور البعثة واحتمالات نجاحها. في الغرب ولدى بعض الدول العربية، هناك شعور قوي بأنها خطوة ضرورية حتى لو انتهت بالفشل. في الجانب الروسي، يسود الاعتقاد بأنها الفرصة الأفضل لفرض واقع وجود الأمم المتحدة على الأرض وإرساء نوع من الاستقرار».

وأقر مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي إرسال 300 مراقب إلى سورية للتحقق من وقف إطلاق النار وتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان لحل الأزمة. وكان أقر الأسبوع الفائت إرسال فريق صغير من ثلاثين مراقباً للتحضير للبعثة، وهو القرار الأول الذي يصدر عنه خلال 14 شهراً من اضطرابات تسببت بمقتل أكثر من أحد عشر ألف شخص.

وتعرقل الصين وروسيا، حليفتا النظام السوري، صدور أي قرار يدين النظام أو يفرض عقوبات عليه بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

ويقول بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية للأبحاث (انترناشونال كرايزيس غروب) «في غياب أي سياسة بديلة واضحة ومقبولة في الوقت الحاضر، مهمة المراقبين هي الخيار الوحيد المتاح». ويضيف: «الأهداف المعلنة لهذه البعثة هي حل الأزمة، لكن الأهداف الواقعية أكثر تواضعاً وهي تعزيز نوع من التوافق الدولي، والحصول على موطئ قدم على الأرض ... وإيجاد فسحة جديدة للعودة إلى السياسة».

إلا أن الخبراء يأخذون على خطة أنان أنها تسمح للنظام السوري بكسب الوقت، وهو بالضبط ما يسعى إليه.

ويقول شيخ: «ما تقوم به هذه البعثة هو شراء الوقت للأسد ليواصل القيام بما يقوم به»، معتبراً أن «حصيلة القتلى اليومية باتت تخضع لما يعتبر مقبولاً في معايير المجتمع الدولي، بينما على هذا المجتمع أن يشدد معاييره لكي يصبح سقوط قتيل واحد أمرإً غير مقبول».

ويضيف أن على المجتمع الدولي «أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليقول بوضوح: هذا ليس وقف إطلاق نار، والوضع لا يتحسن».

وعلى رغم انحسار أعمال العنف بعض الشيء، سقط في سورية أكثر من 300 قتيل في أقل من أسبوعين منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار. وتنص خطة أنان على سحب الآليات الثقيلة من الشوارع، ووقف العنف من كل الأطراف، والسماح بالتظاهر السلمي ودخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق المعتقلين، وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية.

ولم يتم الالتزام بأي بند من هذه البنود في شكل كامل، بحسب مراقبين وناشطين.

ويقول شيخ: «من الآن وحتى تنفيذ هذه الأمور، لا أعرف إن كان في استطاعتنا أن نواصل الادعاء أو الأمل بأن مراقبي الأمم المتحدة قادرون على تحقيق السلام».

ويشدد الخبراء على «الطابع الاستثنائي» للمهمة، فهي المرة الأولى التي يرسل فيها مراقبون غير مسلحين للنظر في نزاع داخلي فيما العنف المسلح لم ينته بعد. وهذا ما يجعلها معرضة لأخطار كثيرة.

ويرى الناطق السابق باسم قوات الطوارئ الدولية في لبنان تيمور غوكسيل أن السلطات السورية «لديها خبرة كبيرة مع بعثات الأمم المتحدة في الجولان» (على الحدود مع إسرائيل)، و «سيتعاملون بلطف وتحبب مع المراقبين، لكنهم سيبذلون أقصى جهدهم لمنعهم من التحرك بحرية والذهاب إلى حيث يريدون».

ويشير إلى «أن العنف سيستمر مهما كان مصدره، وستلام الأمم المتحدة على ذلك، وهذا أمر خطير».

ويضيف غوكسيل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، أن على مسؤولي الأمم المتحدة أن يقولوا للعالم: «نعم، سنرسل هؤلاء الأشخاص، وسنتحمل كل الأخطار، لكن لا تتوقعوا العجائب ولا حل الأزمة».

ويجمع الخبراء على أن مهمة المراقبين قد تفتح باباً إلى الحل في حال تجاوبت السلطات مع خطة أنان كاملة، ولا مؤشرات على ذلك بعد.

ويتخوف هارلينغ من «تصعيد كبير على الأرض»، في حال فشل مهمة المراقبين كما حصل بعد فشل بعثة مراقبي الجامعة العربية. ويقول شيخ إن الحل «في حال استمرت إضاعة الوقت قد يستغرق سنوات، وتأثير ذلك على سورية والمنطقة سيكون مأسوياً».

 

 

قلق من «تباطؤ» نشر المراقبين على الأرض ... ورفض دمشق جنسيات معينة
 
 

دمشق، لندن، نيويورك - «الحياة» - انضم اربعة من المراقبين الى وفد طليعة البعثة الدولية في سورية للوقوف على حالة وقف اطلاق النار. وقال الناطق باسم وفد المراقبين الدوليين نيراج سينغ إن مراقبين اثنين أحدهما من اندونيسيا والآخر من غانا انضما خلال الساعات الماضية إلى وفد المراقبين الدوليين، متوقعاً وصول المزيد من المراقبين للانضمام إلى وفد الطليعة. وكان مصدر دبلوماسي صيني أعلن اول من أمس انضمام مراقبين اثنين من الصين إلى وفد طليعة المراقبين الدوليين ليصبح مجمل عدد فريق المراقبين العسكريين الدوليين المنتشرين هناك 15 مراقباً. يأتي ذلك فيما قال دبلوماسيون إن ارفيه لادسو وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام، أبلغ مجلس الامن الدولي ان نشر 100 مراقب عسكري غير مسلح في سورية «سيستغرق شهراً كاملاً» على الرغم من تأكيد المبعوث الدولي كوفي انان ان وجود المراقبين على الارض يمكن أن يُحدث فرقاً، داعياً الى سرعة نشرهم.

وجاء الاعلان عن المراقبين الجدد وسط خلافات بين السلطات السورية وبعض العواصم الغربية بخصوص جنسيات المشاركين في بعثة مراقبي الامم المتحدة. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ليلة اول من امس، إن سورية رفضت مراقباً عسكرياً واحداً على الاقل للمنظمة الدولية بسبب جنسيته، وأوضحت ان دمشق قالت انها لن تسمح بدخول مراقبين من أي دولة تنتمي لمجموعة «اصدقاء سورية».

وقالت رايس -التي كانت تتحدث بعد ان قدم لادسو تقريراً الى مجلس الامن- إن لادسو أبلغ المجلس المؤلف من 15 دولة، أن دمشق تضع قيوداً على نشر مراقبي الهدنة.

وأبلغت رايس الصحفيين «السيد لادسو أفاد بأن الحكومة السورية رفضت مراقباً واحداً على الاقل على اساس جنسيته، وان السلطات السورية قررت انها لن تقبل اعضاء من العاملين في يونسميس (بعثة الامم المتحدة للإشراف في سورية) من أي دولة عضو في (أصدقاء سورية)».

وأضافت قائلة: «أكد أنه من وجهة نظر الأمم المتحدة، فإن هذا غير مقبول بالمرة».

وتضم مجموعة «اصدقاء سورية» 14 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر وكلها قالت ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته بسبب الحملة الدموية التي شنها على مدى الثلاثة عشر شهراً الماضية لقمع المحتجين المطالبين بالديموقراطية والتي أوصلت سورية الى شفا حرب أهلية.

وأكدت رايس ايضاً ان لادسو أبلغ مجلس الامن انه سيمر شهر آخر قبل ان يصل 100 من بعثة قوامها 300 مراقب عسكري غير مسلح للمنظمة الدولية الى سورية للمساعدة في الإشراف على وقف اطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ قبل 12 يوماً. وأضافت ان اعضاء المجلس «اعتبروا ان نشر المراقبين يسير بخطى بطيئة جداً».

وقال دبلوماسي إن عددا من الدول الاعضاء في مجلس الامن، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا، فوجئوا بالمهلة الضرورية لنشر المراقبين.

وذكر خبراء في الامم المتحدة ان نشر البعثة بأكملها مع تجهيزاتها، وخصوصاً الآليات المدرعة، سيتطلب «عدة أشهر»، وإن كان قسم من المراقبين استقدم من قوات حفظ السلام المنتشرة اصلاً في الشرق الاوسط.

وقالت رايس للصحافيين إن «جميع اعضاء مجلس الامن شددوا على الحاجة الى نشر سريع للمراقبين».

واضافت ان «الشعب السوري يطالب بالمراقبين الذين بامكانهم ان يقدموا معلومات وان يكون وجودهم مؤثراً في عملية تخفيف العنف... لكن عددهم ليس كبيراً حالياً».

من جهته، صرح السفير الروسي فيتالي تشوركين: «دعوناهم فقط الى البحث عن وسائل غير تقليدية لنشر أسرع للمراقبين». وسيجري نشر بعثة الامم المتحدة للإشراف في سورية (يونسميس) لفترة مبدئية مدتها ثلاثة أشهر.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن دبلوماسيين قولهم إن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيعين رئيساً للمراقبين الدوليين «خلال الايام المقبلة». وتوقعوا ان يكون المرشح الأوفر حظاً لهذا المنصب الجنرال النرويجي روبرت مود، الذي كان اجرى المحادثات مع السلطات السورية لنشر بعثة المراقبين.

ويريد انان سرعة نشر للمراقبين كي يعزز وقف اطلاق النار تمهيداً لبدء العملية السياسية. وصرح دبلوماسيون ان انان الذي كان يتكلم عبر الفيديو، أكد أن «الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية أمر حاسم»، وإن «كان أي حل لا يخلو من المخاطر». وأضاف: «نحتاج لأن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على التحرك بحرية وسريعاً». واشار الى «تراجع العنف بشكل كبير» بعد وصول «عدد ضئيل» من المراقبين الى حمص. وتابع ان مهمة بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة اشهر في البدء «لن تكون لاجل غير محدود» ولكنه لم يحدد اي مهلة لها.

 

 

تركيا لم تعثر على أسلحة في سفينة شحن متوجهة الى سورية
 

الحياة...اسطنبول - أ ف ب - أعلنت السلطات التركية امس انها لم تعثر على معدات عسكرية على متن سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبربودا طلب منها الاسبوع الماضي الرسو في ميناء تركي لتفتيشها للاشتباه بأنها تنقل اسلحة الى سورية.

وجاء في تقرير بعد عملية تفتيش من قبل الشركة الالمانية التي تملك السفينة «لم يتم العثور على اي سلاح او ذخيرة او معدات تعتبر عسكرية» لدى تفتيش شحنة سفينة «اتلانتيك كروزر» بعد ظهر اول من امس في ميناء الاسكندرون (جنوب).

واضافت الوثيقة ان رجال الجمارك وعناصر حرس السواحل فتشوا بضائع السفينة بأجهزة خاصة على ارصفة ميناء الاسكندرون قبل السماح باعادتها اليها.

واكدت صحيفة «دير شبيغل» الالمانية في مقال ان «اتلانتيك كروزر» كانت تنقل اسلحة قادمة من ايران التي تدعم النظام السوري وان الحكومة الالمانية تدرس احتمال خرق الحظر على الاسلحة لسورية.

وكانت السفينة رست «طوعاً» الاربعاء الماضي في ميناء الاسكندرون بالتنسيق مع السلطات التركية والالمانية للخضوع للتفتيش بحسب الشركة الالمانية «بوكشتيغل» مالكة السفينة.

ونفت الشركة بأن تكون السفينة تنقل معدات يشملها الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على الاسلحة لسورية.

وبحسب الوثائق التي تملكها الشركة فان الشحنة الموجهة الى سورية تضم عناصر لمحطة للطاقة الحرارية مصنوعة في الهند ومرسلة الى وزارة الكهرباء السورية.

وفرضت تركيا التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري بسبب قمعه العنيف لحركة احتجاج حظراً على الاسلحة الى سورية كما فعل الاتحاد الاوروبي.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,500,605

عدد الزوار: 6,953,120

المتواجدون الآن: 68