تقارير ...«الإخوان المسلمون» بين براغماتية وانتهازية...انتخابات الجزائر: "الأقربون أولى بالمعروف"الأسد يصوّر الثورة على أنها صراع تخوضه دول خليجيّة ضد حكمه...15 مليار دولار سنوياً حجم جرائم غسيل الأموال في مصر

ثوار سوريا يصعدون عملياتهم باستهداف كبار ضباط الجيش...تمركز الثروة يغذّي نظاماً رئاسياً تسلطياً بملامح وراثية

تاريخ الإضافة الجمعة 27 نيسان 2012 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2827    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

في ظل إصرار قوات الأسد النظامية على تصفية قوى المعارضة
ثوار سوريا يصعدون عملياتهم باستهداف كبار ضباط الجيش
موقع إيلاف...أشرف أبو جلالة
مع تواصل المواجهات الدامية بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبين الثوار المناهضين لحكمه، لم يعد أمام خصوم الأسد سوى التكتيكات المميتة، التي يمكن أن تفيدهم في انتفاضتهم المستمرة منذ أكثر من عام من دون تحقيق أية نتائج إيجابية.
الأوضاع في سوريا تسير من سيء إلى أسوأ
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تصعيد لعملياتهم التي ترمي إلى إسقاط الأسد، وإنهاء فترة حكمه للبلاد، بدأ الثوار يلجأون بشكل متزايد إلى اغتيال كبار ضباط الجيش المواليين للنظام.
وأفادت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن ما لا يقلّ عن 10 ضباط كبار، من بينهم جنرالات عدة، قد لقوا حتفهم رمياً بالرصاص خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأن كثيرًا من عمليات الاغتيال هذه قد تمت أثناء مغادرتهم لمنازلهم في الصباح، وهم في طريقهم إلى مواقعهم التي يباشرون من خلالها المهام الموكلة إليهم.
كانت آخر عملية تم تنفيذها في هذا السياق تلك التي قُتِل فيها يوم أمس الثلاثاء مقدم متقاعد وشقيقه، صف ضابط، في مكان لتخزين الذخائر في إحدى ضواحي دمشق. فيما تحدث ناشطون عن مقتل ضابط مخابرات في مكان آخر في العاصمة السورية.
وأكدت واشنطن بوست كذلك أن تلك الاغتيالات بدأت تتزايد خلال الآونة الأخيرة نتيجة تكثيف قوات النظام من حملتها القمعية خلال الأشهر الأخيرة ضد قوى المعارضة. وقد نجحت قوات الأسد، حتى اللحظة، في تحطيم إستراتيجية الثوار، التي كانوا يطمحون من خلالها في السيطرة على الأراضي في العديد من المدن والمحافظات.
يبدو أن وتيرة تلك الاغتيالات بدأت تتسارع بصورة أكثر حدة، منذ أن تم تفعيل خطة وقف إطلاق النار، التي تمت بوساطة من جانب مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لدى سوريا، كوفي أنان، في 12 نيسان/ أبريل الجاري. في هذا السياق، قال متحدث باسم أنان في جنيف إن مجموعة صور تم التقاطها بالأقمار الاصطناعية وتقارير أخرى ذات مصداقية أظهرت إخفاق سوريا في سحب أسلحتها الثقيلة كافة من المناطق المأهولة بالسكان وفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.
مع هذا، لا تزال هناك حالة من الغموض بشأن ما إن كان تلك الاغتيالات الأخيرة يتم تنفيذها من قبل عناصر مارقة في المعارضة تسعى إلى الانتقام أو إنها تمثل إستراتيجية منسقة من جانب الثوار، بهدف زعزعة استقرار النظام. وقد نفى ناطق باسم الجيش السوري الحر أن يكونوا وراء سلسلة الاغتيالات هذه، رغم تأكيده في الإطار عينه أن الضحايا الذين سقطوا في تلك العمليات من بين الأهداف المنوي تصفيتها.
بيد أن الصحيفة الأميركية لم تغفل الإشارة أيضاً إلى احتمالية وجود شبهة طائفية في تلك الاغتيالات. ولفتت إلى أن معظم الضباط الذين تم قتلهم ينتمون إلى أقليات دينية، هي أكثر الداعمين للأسد في مواجهة الانتفاضة التي يقودها السُنة ضد نظام حكمه.
وقال محمد بزي، وهو خبير في الشأن السوري في مجلس العلاقات الخارجية، إن تلك الاغتيالات ربما تكون تكتيكًا من جانب الثوار السوريين الذين يحاربون من وضعية أكثر ضعفاً. وتابع حديثه في السياق نفسه بالقول: "يبدو أنه تكتيك حرب عصابات كلاسيكي في كثير من جوانبه، ويستهدف نقاط الضعف في الجهاز الأمني والعسكري للنظام".
من بين أوائل العمليات التي استهدفت كبار الضباط كانت تلك التي أسفرت عن مقتل العميد عيسى الخولي في ساعة مبكرة من صباح يوم الحادي عشر من شهر شباط/ فبراير الماضي، أثناء مغادرته منزله الكائن في حي ركن الدين في العاصمة دمشق.
كما قتل مسلحون في الحادي عشر من الشهر الجاري العميد جمال خالد في حي عقربا في دمشق، بينما كان في سيارته متوجهاً إلى عمله. وقُتِل أيضاً في تلك العملية سائقه، وهو جندي في الجيش السوري. فيما أكد فايز عمرو، وهو جنرال في الجيش السوري الحر، أن هؤلاء الذين قتلوا كانوا متورّطين في قمع المعارضة طوال العام الماضي.
وأضاف: "لا بد وأن يتم قتل القاتل بموجب أي قانون. وقد كان هؤلاء الضباط يحصلون على أوامر مباشرة لقتل الناس وتدمير المنازل". وفي ظل هذا الغموض الذي يكتنف تلك الاغتيالات، عاودت الصحيفة لتقول إن ذلك قد يشير إلى أن العمليات ترمي إلى بثّ الذعر في نفس أي فرد في الجيش أو أن المهاجمين يحددون أهدافاً أسهل. 
 
دوافع النظام السوري لتصعيد حربه الإلكترونيّة ضد قطر
الأسد يصوّر الثورة على أنها صراع تخوضه دول خليجيّة ضد حكمه
موقع إيلاف...عبدالاله مجيد
اعتقال ابنة رئيس الوزراء القطري في لندن. انقلاب يقوم به قائد الجيش القطري على الأمير. إقالة رئيس الوزراء حمد بن جاسم. هذه كلها قصص كاذبة بالطبع. ولكنّ النظام السوري حاول تسويقها بفضل مجموعة من القراصنة الالكترونيين الموالين، من بين أطراف أخرى.
كان ما يُسمّى الجيش الإلكتروني السوري، وهو مجموعة من القراصنة الالكترونيين الذين يغرقون فايسبوك وتويتر بالرسائل المؤيدة للنظام، اخترق يوم الاثنين حساب قناة "العربية" الفضائية على تويتر ودسّ نبأ إقالة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم.. وعندما سارعت العربية الى الإعلان بأن شبكاتها الاجتماعية تعرضت للاختراق، بث القراصنة أنباء عن وقوع انفجار في حقل غاز قطري.
وتأتي الحرب الالكترونية ضد قطر في إطار محاولات متزايدة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد لتصوير الانتفاضة ضد حكمه على أنها صراع جيوسياسي تخوضه ممالك خليجية ثرية عقدت العزم على تدمير سوريا وليست حملة بطش لإخماد ثورة شعبية.
 ويرى مراقبون أن الصراع الإقليمي صراع حقيقي الى حدّ ما. فإن السعودية وقطر، اللتين كانتا لفترة طويلة قوتين إقليميتين متنافستين، اتخذتا موقفًا موحدًا من سوريا وهما الأشد حزما الآن في مواجهة الأسد. وإن إسقاط النظام السوري، حليف إيران الرئيس في العالم العربي، سيغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح ممالك الخليج السنية، على حد تعبير صحيفة فايننشيال تايمز.
وجاهرت الدوحة والرياض بالدعوة الى تسليح المعارضة السورية في مجهود من المرجح أن يتصاعد إذا فشلت مهمة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان في التوصل الى حلّ سلمي للأزمة السورية. ولم يخف المسؤولون القطريون شكوكهم في جدوى مهمة انان قائلين إنهم يتوقعون أن يستغلها الأسد لا أن يلتزم ببنودها.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن محلل سياسي قالت إنه قريب من دوائر صنع القرار في الدوحة "ان هذه معركة حتى الموت الآن وان القطريين لن يتهاودوا في محاولة التخلص من الأسد".
ومن وجهة نظر دمشق، فإن قطر تبدو هدفا أسهل من السعودية ربما لأنها دولة عربية أصغر، كثيرا ما كان جيرانها يرون أن سياساتها الخارجية سياسات مثيرة للجدل، بحسب فايننشيال تايمز.
ويعمل الموالون لنظام الأسد على ترويج نظرية المؤامرة القائلة إن ما يجري في سوريا ليس انتفاضة بل عدوان بتحريض قطري هدفه السيطرة على البلد وضمان وصول قطر الى البحر المتوسط منفذا لصادراتها من الغاز.
وقال المحلل السياسي السوري المقيم في دبي سمير الطاقي "إن هذه واحدة من الخرافات التي يفبركها النظام مدّعيا أن قطر تريد أن تمدّ أنبوب غاز عبر الأراضي السورية ولكنّ بشار رفض ذلك". وأضاف الطاقي "ان النظام السوري يطلع بهذه النظريات لتبرير بطشه".
ويقول محللون إن النزاع بين سوريا وقطر يزداد ضراوة لأنه أصبح نزاعا شخصيا ايضا تشتبك فيه عائلتان بعدما كانتا صديقتين، مشيرين الى أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان من أكبر مساندي الأسد مقدما له الدعم الدبلوماسي ومشجعا الاستثمار في سوريا.
وفي حين برزت الدوحة نصيرة للانتفاضات العربية منذ العام الماضي، فإنها اتخذت موقفا حذرا عندما اندلعت الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011. وكان الأمير أول من أشار على الأسد بأن يجري إصلاحات سياسية تطفئ الحريق.
 ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن سلمان شيخ المحلل في مركز بروكنز الدوحة "ان القطريين كانوا هادئين بوعي في الشهرين الأولين من الانتفاضة وشعروا ان بشار هو الرجل المناسب لقيادة سوريا الى حقبة مختلفة ولكنهم خلصوا الى انه كذاب كبير". واضاف شيخ ان الكثير مما يقف وراء السياسة القطرية هو "خيبة أمل مريرة".
وتبدت العلاقة بين قطر وسوريا في رسائل إلكترونية مسربة نشرتها مؤخرا صحيفة الغارديان البريطانية. وهي تضم على ما يُفترض رسائل متبادلة بين الشيخة مياسة آل ثاني، ابنة امير قطر، واسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، تصور الاثنتين صديقتين يزداد التباعد بينهما.
وتنصح الشيخة مياسة في احدى الرسائل اسماء الأسد بأن تقنع زوجها بالتنحي وتشير الى ان قطر مستعدة لاستقبالهما. وتنقل صحيفة فايننشيال تايمز عن الرسالة "ان والدي يعتبر الرئيس بشار صديقا رغم الاحتقانات الحالية وكان دائما يقدم له نصيحة صادقة، وقد ضاعت فرصة التغيير والتطور الحقيقيين منذ زمن طويل. ومع ذلك، فعندما تفوت فرصة تتوفر فرص أخرى، وآمل ألا يكون الوقت فات للتفكير والخروج من حالة الانكار".
 
الخبير عادل عامر يحذر من خطورتها على الاقتصاد
15 مليار دولار سنوياً حجم جرائم غسيل الأموال في مصر
موقع إيلاف...صبري حسنين من القاهرة
كشف خبير إقتصادي أن حجم جرائم ما يعرف بـ"تبييض أو غسيل الأموال" في مصر يبلغ 15 مليار دولار سنوياً، وحذر الخبير من إنتشار جرائم تزييف الدولار في مصر أيضاً بعد الثورة، لافتاً إلى أن مثل هذه الجرائم تشكل خطراً داهماً على الإقتصادي المصري الذي يعاني من التدهور الحاد.
القاهرة: وفقاً للدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الإقتصادية فإن جرائم غسيل الأموال والجريمة البيضاء تشهد تزايداً على المستوى العالمي، حتى وصلت إلى 600 مليار دولار سنوياً، بلغ نصيب مصر منها 5 مليارات ً، وأضاف عامر في دراسة له أن فمنذ إنشاء وحدة مكافحة غسل الأموال بالبنك المركزي المصري وفقاً للقانون رقم 80 لسنة 2002 تلقت الوحدة ما يقرب من 2000 إخطار بشبهة غسيل الأموال عن مؤسسات وأشخاص لم تتم الإدانة إلا في خمس حالات منها الـ 31 متهما في قضية الآثار الكبرى وقضية مصري في إيطاليا استولي علي 14 مليون يورو من وزارة التعليم الإيطالية وعندما أخطرتنا السلطات الإيطالية بالواقعة وكانت قد أبلغتنا عن 11 مليون يورو فقط واستطاعت الوحدة إثبات أن المبلغ 14 مليون يورو وهناك قضية سليم الرادة الذي استولي علي ملايين الجنيهات وتم التحفظ علي أصوله وصدر حكم ضده وقضية مدرس جاء بلاغ بأنه قام بفتح حساب لزوجته في البنك بمبلغ 250 ألف جنيه بالتحريات عنه وعن مصدر دخله المعروف والمتمثل في راتبه تبين أنها أموال مسروقة، وقضية خاصة بصاحب أحدي شركات الصرافة الصغيرة جمعها من تزييف العملة.
نشاطات غير مشروعة
وأوضح عامر أن الأساليب التي يجري على أساسها غسيل هذه الأموال غير المشروعة التي يتم تحصيلها من عمليات السرقة وتسهيل الدعارة والرشوة وتهريب المخدرات وتهريب البشر والمتاجرة بالأطفال، ونوادي القمار، تتمثل في أن يقوم أصحاب الأموال غير المشروعة هذه بإيداعها في بنوك أو تحويلها بين البنوك لدمجها مع الأموال المشروعة، وإخفاء مصادرها الأصلية. وقد يتم تحويل هذه الأموال من البنوك الداخلية إلى بنوك عالمية لها فروع كثيرة في العالم. ثم تقوم البنوك الخارجية نفسها بعملية تحويل أخرى للأموال عبر فروعها المختلفة، وبعد ذلك يقوم أصحابها بسحب أموالهم من البنوك لشراء الأراضي، أو المساهمة في شركات عابرة القارات.
تزييف العملة
وحذر عامر من إنتشار نوع جديد من جرائم الأموال في مصر بعد الثورة، ألا وهي جرائمة تزييف عملة الدولار، وقال أنه حجم هذا النشاط غير المشروع وصل إلى نحو ملياري دولار. وأوضح أن هذه الجريمة كانت محدود للغاية قبل الثورة، لأن الحصول على طابعة الليزر الألوان، التي يمكن استخدامها في تزوير العملات، كان يتطلب موافقة من جهاز أمن الدولة المنحل، إلا أنه بعد ثورة يناير دخلت كميات مهولة من تلك الطابعات مصر بدون قيود، نظرا لانخفاض أسعار تلك الطابعات بالسوق المحلية لتبلغ 3 آلاف جنيه، الأمر الذي يوحى بالاستغراب، حول توقف الإجراءات الأمنية التي كانت متبعة بشأنها وتصل إلى أخذ بصمة الطابعة بما يمكن من تتبعها وضبطها حال إصدار عملات مزورة عبرها.
ولفت إلى أن عمليات التزوير انتقلت للفئات النقدية الأقل قيمة كالعشرين جنيها بسبب سرعة وسهولة تداولها، فكما تزايد حجم التداول على فئة نقدية يسهل دس عملات مزورة داخلها دون اكتشافها، كما أنها ترتبط بنوعية وثقافة الطبقة التي تقوم بتداولها، على اعتبار أن العملات متوسطة القيمة هي الأكثر تداولاً بين قطاعات الشعب كما أنه لايتم التدقيق فيها. أن بعض العملات المزيفة قد يتم تدويرها لتدخل وتخرج من البنوك مجددًا دون اكتشافها، مشيراً إلى أن حجم الاختراق لدورة النقد عالية جدًا سواء عبر عمليات غسيل أموال أو تزوير، موضحًا أن نظم الدفع عبارة عن منظمات متكاملة فيما بينها بنقطة مركزية وتستطيع من خلالها مراقبة السيولة.
تخليق الدولار
 وأشار عامر إلى إنتشار نوع ثالث من جرائم الأموال في مصر بعد الثورة، ويتمثل في عمليات "تخليق الدولار"، التي يتورط فيها بعض أفارقة بمصر، لاتدخل ضمن جرائم تزييف العملات باعتبارها عمليات نصب. وتقدر بثلاثة مليارات دولار. وتجري عمليات نصب عبر الإنترنت من خلال الأفارقة أو عمليات نصب من خلال الأفارقة المقيمين في مصر، الذين يخدعون بعض رجال الأعمال بقدرتهم على تخليق الدولار أي تحويل الأموال المصرية إلى دولارات.
إصابة الإقتصاد بالشلل
وقال عامر ل"إيلاف" إن السبب في إنتشار جرائم الأموال في مصر بعد الثورة يرجع إلى ضعف الرقابة وتراخي الجهات الأمنية في متابعة النشاطات الإجرامية، وأضاف أن الدول النامية عموماً مستهدفة لغسيل الأموال الناتجة عن الأنشطة غير المشروعة مثل تجارة المخدرات والدعارة والمضاربات في البورصة، مشيراً إلى أن حجم المضاربات غير المشروعة في البورصة يبلغ خمسة مليارات دولار. ولفت إلى أن نشاط غسيل الأموال يستغل البورصات الناشئة من خلال عمليات تداول ضخمة وعن طريق وسطاء وشركات سمسرة وإنشاء شركات لتحويل الأرصدة إليها لتبييض وغسيل الأموال من خلالها.
وأضاف عامر أن جريمة غسيل الأموال تصيب إقتصاد أي دولة بشلل فى عملية نموها وتؤدى إلى عدم القدرة على اتخاذ القرار الاقتصادي السليم، بسبب عدم القدرة على معرفة حجم المعروض النقدي الحقيقي والمزيف وتأثيرهما على الأوضاع الاقتصادية من حيث عمليات الإنتاج والاستهلاك والادخار والاستثمار، إضافة إلى إسهامها فى إحداث حالة انكماش وتدهور عام في الأداء الاقتصادي واتساع نطاق الفقر والتوتر الاجتماعي.
تراخي أمني
ويرجع عامر انتشار جرائم تزييف وتزوير العملة في مصر بعد الثورة أيضاً إلى التقدم التكنولوجي واستخدام الوسائل الحديثة أصبحت متاحة بأقل الأسعار، فضلاً عن عدم تحديث البنك المركزي لنظم طباعة العملات، وتخلفه عن مواكبة التطورات العالمية منذ 2003. مشيراً إلى أن البنك المركزي يستخدم تقنيات تعتبر بالية عند مقارنتها بالأنظمة التكنولوجية الحديثة الخاصة بتزوير العملات، فضلاً عن غياب دور إدارات المراجعة الداخلية بالبنك المركزي، ويضاف إلى ذلك محاولة إسرائيل تدمير الإقتصاد المصري من خلال هذه النشاطات غير المشروعة، موضحاً أنه تم ضبط نحو 34 قضية تزييف عملة قادمة من إسرائيل بعد الثورة.
جريمة معقدة
وحول كيفية تتبع عمليات غسيل الأموال، قال عامر أن هذه الجريمة تعتبر من أعقد الجرائم عالمياً، وليس من السهل كشفها، مشيراً إلى أن مرتبكيها عادة ما يكونون من أصحاب النفوذ والسلطة وكبار رجال الأعمال، ولذلك يطلق عليها جرائم أصحاب الياقات البيضاء، لكنه أشار إلى أن بداية الكشف عنها يكون بتلقي بلاغ من اشتباه في عميل ببنك يحدث تضخم في ثروته بما لا يتناسب مع مصادر دخله أو نشاطه التجاري، ويتم التحري عنه بمعرفة الجهات المختصة، وتابع قائلاً أن لجوء عميل إلي وسيط عقاري لشراء وحدة عقارية بأسعار مبالغ فيها في أوقات تعاني فيها الأسواق حالة ركود، فإنه يشتبه في قيامه بغسيل أموال، بالإضافة إلى أنه في حالة قيام شخص معلوم دخله من وظيفته بإنشاء مشاريع تحتاج إلي رؤوس أموال ضخمة تحوم حوله شبهة الغسيل، ولو اتجه عميل يتعامل في الأوراق المالية بمبلغ صغير في عمليات شراء وفجأة تضخم مبلغ المضاربة علي الأوراق المالية فإنه يشتبه في تورطه بهذه الجريمة.
 
الرغبة في الاحتكار، التوريث، والثقة المهزوزة وراء الظاهرة
انتخابات الجزائر: "الأقربون أولى بالمعروف"
موقع إيلاف...كامل الشيرازي
أضحى ترشيح قيادات الأحزاب لأقاربهم، ظاهرة ملفتة للنظر في الجزائر، مع إقدام أكثر من قائد حزبي وأتباعه على ترشيح مقربين لهم من زوجات وأبناء ومن تربطهم بهم صلة الرحم. هذه الممارسة الرائجة يعزوها متابعون تحدثوا لإيلاف، إلى رغبة زعامات الأحزاب في تكريس عقلية التوريث والاحتكار، إلى جانب اهتزاز ثقة الساسة بفعل المؤامرات التي هزت أكثر من حزب إلى وقت قريب، ما يفسّر الإفراط في ترشيح قادة الأحزاب لأقربائهم.
كامل الشيرازي من الجزائر: برز حزب الغالبية "جبهة التحرير الوطني" في صدارة من انتصروا لسياسة "الأقربين أولى بالمعروف"، فعلى سبيل المثال وضع عبد الرحمن بلعياط عضو المكتب السياسي للحزب، نجله في قائمة الجزائر العاصمة، بينما لم يتردد عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة في ولاية تيبازة ونائب رئيس مجلس الأمة، عن إقحام صهره ضمن قائمة الولاية المذكورة، ولم تسلم باقي ولايات البلاد من العدوى، بل الأدهى أنها انتقلت إلى القوائم الانتخابية في المهجر، عبر تواجد نجل عبد العزيز جوهري المكلف بالمالية في الحزب.
وضمن لائحة الشواهد، نجد أيضًا "أسماء بن قادة" التي تربطها صلة قرابة بالعياشي دعدوعة رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير المنتهية ولايته، وجمال ماضي رئيس المجلس الشعبي الولائي الذي تربطه علاقة قرابة بــ"لحسن فريخة" رئيس ديوان الأمين العام. أما عن ولاية الجلفة فرشح برادعي مداني عضو المكتب السياسي اثنين من عائلته، والقائمة طويلة.
على المنوال عينه، انضمّ الحزب الغريم "التجمع الوطني الديمقراطي" لقائده أحمد أويحيى إلى التقليعة الجديدة، لكن بطقوس مغايرة، إذ تؤكد مراجع مطلّعة أنّ ترشيح الأقارب في هذا الحزب أتى اضطراريًا، حيث تمّ ترشيح أبناء القيادات بسبب رفض المصالح المختصة قبول أسماء تورّطت في محذوري الفساد والرشوة، فكانت المحصلة أن تنازل أتباع الوزير الأول مرغمين لمصلحة أبنائهم وأقاربهم. أما في ولايتي تلمسان وبلعباس في غرب البلاد، فرشح وزيران حاليان أقارب زوجتيهما.
رغم الاختلاف في التوجه، إلاّ أنّ ما يسمّى "تكتل الجزائر الخضراء" (ائتلاف إسلامي) استنّ بسنة جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي، بل إنّ غالبية مرشحي ومتصدري قوائم هذا التكتل من أقارب رئيس النهضة، وكذا حركة الإصلاح، فيما ارتضى موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية (حزب قومي معارض) ترشيح شقيقه وأحد أقاربه.
لم تقتصر الموجة على أحزاب السلطة، كما يحب مراقبون نعتها، بل انتقلت إلى الحزب الإسلامي الناشئ "جبهة العدالة والتنمية" لمتزعمها عبد الله جاب الله. هذا الأخير لم يشعر بالحرج من ترشيح زوجته ونجله.
ويقول المتابع محمد حميان إنّ جاب الله الذي سُحب البساط من تحت قدميه في حركتي "النهضة" (1998) والإصلاح (2004)، يبدو أنّه حفظ الدرس جيدًا على ضوء مرارة ما عاشه في المرحلة الماضية، ما أرغمه على مراجعة حساباته واختيار أقاربه، لأنّه بات لا يثق إلاّ بهم، بما أنّ من سبق له أن رشحهم تعاطوا معه بصنوف الخيانة، على حد تبرير جاب الله للانقلابين اللذين دُبرا له في حركتي النهضة والإصلاح.
الوضع نفسه تبنته "جبهة التغيير" التي تأسست حديثًا، فقد جرى ترشيح أقارب أعضاء مجلس شورى الحزب عن ولاية الجزائر، فيما استفادت ابنة كادر في الحزب إياه من الترشيح أيضًا، وطغت على قوائم جبهة المستقبل لقائدها عبد العزيز بلعيد أسماء أقارب أعضائها، وحتى حزب الحرية والعدالة لمتزعمه محمد السعيد كان له نصيبه أيضًا من هذه السياسة، لكن بشكل طفيف في بعض الولايات، حيث تم الاقتصار على ترشيح أقارب الأعضاء المؤسسين.
يُجمل المتابعان سمير بعيش وأنيس نواري والناشط الشاب محمد حميان، خلفيات ترشيح الساسة لأقاربهم، إلى الحرص على احتكار كل شيء، في تعزيز لنمط يسميه حميان "احتكار الثورة والثروة والسلطة"، وها هم اليوم يحتكرون الأحزاب، وساعدهم في ذلك – يضيف – فتح المجال السياسي على طبقة تريد الحفاظ على مكاسبها.
بالنسبة إلى حالة جبهة التحرير الحزب الأقدم في الجزائر، يسجل حميان أنّ قادتها أرادوا تجسيد وعودهم بالتشبيب ولو بالتمويه، حيث عمدوا إلى توريث أبنائهم، حتى لا يستلم المشعل إلا الأقرباء، والموضة تنطبق على غالبية الأحزاب الــ44، حتى وإن اختلفت الحجج والتبريرات.
الأمر مردود، بحسب حميان ونواري وبعيش، إلى انعدام وجود الثقة داخل الأحزاب، ومحاولة قادتها الانسياق وراء عارض التوريث وإبقاء هيمنتهم عبر بوابة النجل والزوجة والقريب، لكي تبقى أياديهم متحكمة ولو بطريقة غير مباشرة، في حين هناك من الأحزاب المجهرية من تلجأ – بمنظور حميان – إلى الأقارب، نظرًا إلى افتقارها إلى وعاء نضالي، فتعتمد الخطوة إياها تجنبًا للفضائح حتى لا تنكشف عيوبها للرأي العام المحلي.
موضوع الساعة هذا يختلف شرحه بحسب محللين من حزب إلى آخر، بيد أنّ أنيس نواري يحذر من كون المعطى سيزيد من عزوف مواطنيه سيما فئة الشباب التوّاق إلى التغيير والرافض لمن يسميهم "ديناصورات السياسة". وينظر الناشط محمد حميان إلى المسألة على أنّها ستزيد من تنفير الناخبين، جازمًا أنّ اختيار الأقارب في القوائم سينتج بالضرورة تدني أعداد من سيراودون مكاتب التصويت في العاشر من أيار/مايو المقبل.
يؤيد سمير بعيش نظرة حميان ونواري من منطلق أن ظواهر كهذه تعكس مدى ضيق النظر والفكر الجامد ولا مسؤولية ولا نزاهة القيادات السياسية الحالية، وتتعارض مع ما يتشدق له هؤلاء عن "التشبيب"، وتثبت خياراتها مدى الأنانية والذاتوية المفرطة حتى على حساب مقياس الكفاءة، طالما أنّ كثيرًا من الأقارب الذين اختيروا، لا يتمتعون بالمؤهلات التي تسمح لهم بتقلّد مسؤوليات، ما يعكس مستوى الاستخفاف بالجماهير ووعيهم.
انتهاء، يركّز متابعون على حالة القلق المستفحل لدى الشارع، في ظلّ انتصار ساسة لأقاربهم بدلاً من كوادر شابة فتية حملة شهادات عليا ويتمتعون بشعبية كبيرة، ما يجعل الاقتراع المقترب "لا حدث" مثلما يشدد كثيرون.

 

 

تمركز الثروة يغذّي نظاماً رئاسياً تسلطياً بملامح وراثية
الحياة..علي سبيتي *

بعد تسلم حافظ الأسد السلطة في سورية (انتخب رئيساً في استفتاء عام 1971)، بُني نظام مختلف جذرياً عن النظام الليبرالي السوري المتزلزل بفعل الانقلابات السريعة، وعن النظام الحزبي العسكري الهشّ للبعث، وبذل الأسد جهوداً مضنية لإقامة قاعدة بنيوية معزّزة للنظام التسلطي الذي استملكه بعد أن «اشتراه» بسلسلة من أجهزة الأمان، والسدود الكفيلة بوقف الانقلابات العسكرية، وتصحيح مسار السلطة لتثبيت الأمن.

يقول فولكر بيرتس في كتابه «الاقتصاد السياسي في سورية تحت حكم الأسد» (دار رياض الريس – بيروت) أن أفضل ما يمكن وسم نظام الأسد به، أنه نظام رئاسي تسلطي بسمات وراثية واضحة. فالنظام تسلطي بمعنى أن السلطة السياسية فيه متمركزة بشكل شديد، ويؤدي فيه العسكريون والبيروقراطيون دوراً طاغياً، في حين أن مساحة التنافس التعددي، والمجتمع المدني، والمشاركة السياسية، كلها عناوين محذوفة من قاموس السلطة، ويعاقب عليها النظام، وهي بالتالي حاضرة في شخصية الرئيس باعتباره مصدر المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأن المراقبين من الخارج حاولوا إدراك الطابع الخاص للنظام المتسلّط في سورية، والإشارة إليه، على أنه ملكية رئاسية، أو رئاسة مطلقة، وهو بفضل الدستور المُصحح، الرئيس الجالس على عرش النظام، والممسك بحبلي الناس والسلطة. فالرئيس دستورياً هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس السلطة التنفيذية، وهو الذي يحدّد السياسات العامة للحكومة، وهو الذي يعيّن نوابه ورئيس الوزراء والوزراء والمعاونين، وضباط القوات المسلحة، وكبار الموظفين المدنيين والقضاة. والحكومة مسؤولة أمام الرئيس، والرئيس يتقدم بمشاريع القوانين إلى البرلمان «مجلس الشعب»، ويصدر القوانين التي يقرّها المجلس وله حقّ الفيتو عليها. ومن الناحية النظرية يستطيع البرلمان أن ينقض فيتو الرئاسة بأكثرية الثلثين، بيد أن الرئيس يمكنه وقتها حلّ البرلمان، وممارسة السلطات التشريعية بنفسه، وطرح الأمور الهامة على الاستفتاء الشعبي، إذا تطلبت ذلك الحاجات القصوى أو المصلحة الوطنية.

يسيطر الأسد، ويشرف شخصياً،على الإدارة والجيش، وأجهزة الأمن والحزب، وهذه الأجهزة الثلاثة عبارة عن هياكل هرمية متمركزة، وتنحدر كلها من قيادة النظام نزولاً إلى القرية والحيّ. وعلى مستوى المحافظة يتمثل الأسد بالمحافظين في أربع عشرة محافظة، ممن ينفذون أوامر الرئيس مباشرة، وهم يهيمنون ويشرفون على أعمال الإدارات التابعة للوزارات الحكومية المركزية، والقطاع العام في المحافظات، وما حولها من مناطق وأرياف.

وتمثل المجموعة المقرفصة حول الأسد مفاتيح لشبكات الوصاية المتغلغلة في مسامات الجسم الاجتماعي السوري، فأي شخص دخل عرين الأسد مدين للأسد، بعد أن يصبح ثرياً ومن أهل نعم النظام، وتصير له شبكة زبائنية خاصة به وتابعة له.

وتعتبر القوات العسكرية، وأجهزة الأمن والشرطة الأدوات الموثوقة والمقرّبة والموضوعة تحت تصرف الرئيس لحماية نظامه السلطوي، وهي أقوى اللاعبين في ملعب الأسد، وفي مسارح المؤسسات كافة. لقد أصبحت كل الأجهزة الأمنية – الجيش الاستخبارات والشرطة – أدوات مهمّة للتمويل الاشتراكي والسيطرة على المجتمع، أي أنها قوّة اقتصادية، وسيطرة سياسية، تنامت بسرعة فائقة لتنامي العمالة في الدولة، فهناك 60000 من العاملين المدنيين في ثلاث شركات كبيرة تعود ملكيتها إلى وزارة الدفاع، ويتألف القطاع الصناعي العسكري من منشأتين صناعيتين تابعتين لمؤسسة معامل الدفاع التي تهتم بتركيب الأسلحة، وتنتج البزّات العسكرية، وقطع التبديل للمعدّات العسكرية وللصّناعات المدنية على حد سواء. إضافة إلى شركتين كبيرتين للبناء، إحداهما مؤسسة للإنشاءات العسكرية «متاع»، والثانية مؤسسة الإسكان العسكرية، لتوفير السكن لأفراد الأجهزة الأمنية. وتتمتع المؤسسات العسكرية بحريات واسعة، وهي غير مقيّدة بالأنظمة والقوانين.

في رأي الكاتب أن أيديولوجية الحزب مفقودة وليس لها دور في جهاز الأمن، فالتوجه الأيديولوجي في الجيش سقط لمصلحة عبادة الرئيس، الأمر الذي أفضى إلى وجود زمرة كبيرة من نخبة المؤسسة العسكرية تسمى في سورية المركب التجاري / العسكري، وهو يحمل بضائع الضباط والعسكريين وطبقة التجار الجُدد واستثماراتهم المشتركة، وحلّ محل أيديولوجية الحزب عبادة الأسد التي جعلت من كل قائد عسكري مدين بمنصبه للرئيس، لذا يجهد القائد كي لا يخطئ في تقديم الطَّاعة العمياء، لأنّ كل من يخطئ أو تظهر عليه علامات الغدر يخسر منصبه، ويستطيع الرئيس تجريد أي قائد قوي من مركزه، ومن الأمثلة البارزة (ناجي جميل) قائد القوى الجوية ورئيس المكتب الأمني القومي الذي أزيح عن منصبه عام 1978، إضافة إلى آخرين، ويبرز في المثال أيضاً كل من أخوي حافظ الأسد رفعت وجميل.

إنَّ الأسد الأقلوي في القيادة الحزبية التي أطاحها عام 1970 كان يقظاً حيال الحزب ودوره في تدعيم سلطوية الفرد، فعمد إلى تجنيد منتسبين جدد إلى البعث لتحييد الأعضاء الذين كانوا يساندون القيادة اليسارية المهزومة، وأزال عن الحزب صباغ الأيدولوجية وأعاد بناءه بما ينسجم مع نظام الأسد السلطوي، وجعل منه شبكة إستزبان رئيسية للنظام، وقوة كبح للقوى السياسية الأخرى. ويضيف الكاتب: في عام 1971 أستُعيض عن مبدأ القيادة الجماعية، بمبدأ القائد الفرد، إذ جاء في إحدى مقررات الحزب بُعيد انقلاب الأسد، أنَّ القيادة القطرية قد تأكد لها، أن الشعب يؤكد ضرورة وجود قائد كي يلتف حوله، ويعتبر الرفيق حافظ الأسد، هو القائد الذي يبحث عنه الشعب.

أمسك بشار الأسد (أ ف ب).jpg الرئيس وبكلتا يديه بالحزب والجهاز الأمني، وباتت كلتا المنظمتين تابعتين للأسد مباشرة وضمن دورين متداخلين في الحياة السياسية السورية. وفي رأي الكاتب أن مكتب التوجيه العقائدي في القيادة القطرية يمارس سلطة الرقيب على الأدبيات السياسية، حتى أن من الواجب على الناس من غير الحزبيين أن يحصلوا على موافقة فرع الحزب في محافظتهم إذا ما أرادوا التوظف في إحدى دوائر القطاع العام، وقد لعبت الكتائب المسلحة التابعة للحزب، والمدعوة بفصائل البعث المسلحة، دوراً فعالاً في قمع المتمرّدين الإسلامييّن في الفترة الممتدة من 1979 إلى 1982.

وبعد الحزب والأمن، يقول فولكر بيرتس، أن الأسد زرع عدداً كبيراً من أبناء الطائفة العلوية العلويين في هيكل النظام، لتصبح سورية بيد أقلية، ومَوضَع نُخبَها في مراكز النظام الأساسية، لا سيما في الحيّز الأمني من السلطة. هذا الثالوث الأسدي «الأمن والحزب والطائفة» فعل فعله في الحياة السورية، وأدّى إلى توسيع الانتهاكات التعسفية لأجهزة الأمن، وتطاولها المستمر على حياة السوريين، وحريتهم وممتلكاتهم، إلى مستوى لم يسبق له مثيل. الأمر الذي أدى إلى نشوء اعتراض على النظام الأمني المركّب من هذه الهياكل الهرمية، وتحول الاعتراض مع استمرار الاستبداد والسيطرة، إلى فعل مسلح قادته المعارضة الإسلامية التي هُزمت في ربيع 1982، حين وضع النظام حداً وبقسوة بالغة، لتمرّد مسلح استمر ثلاثة أسابيع في مدينة (حماة)، فدمّر ما نسبته 30 في المئة من المدينة، وخلَّف وراء آلته العسكرية، أكثر من عشرة الآف قتيل.

ويشير بيرتس إلى أن التمرّد المسلح كان نتيجة تضرر الغالبية الساحقة من السكان، من خلال التضخم وتفشي الفساد على أيدي المحابين للأسد، وظهر الإثراء غير المشروع لنخبة النظام. ومن عام 1979 إلى عام 1982 عاشت سورية ما يشبه الحرب الأهلية، وكانت المعارضة المناوئة للنظام بقيادة الإخوان المسلمين قد وضعت الصراع مع السلطة في ميزان طائفي، بين أكثرية محكومة، وأقلية حاكمة، وردَّ النظام على تهديد الإخوان بمزيد من القمع، فعمد إلى تطهير الإدارات من الأشخاص الذين والوا المعارضة، والى توسيع دائرة الانتهاكات التعسفية لأجهزة الأمن، لتصيب حياة المواطنين وحريتهم، ولتؤدي في النهاية إلى حسم نهائي، وهزيمة مرعبة للمعارضة الإخوانية من خلال تدمير حماة.

وبعد حماة بقي المسرح السياسي السوري مقفلاً على سخرية شعبية حيال السياسة والنظام، ولكن الرئيس ما كان بوسعه إلاّ التكيّف مع المتغيرات التي أحدثتها رياح التغيير في أوروبا الشرقية، والتي أهتمّ السوريون بأحداثها وكانوا مشدودين إلى سقوط أنظمتها، وأعينهم شاخصة تجاه نظام الأسد، وبعد سقوط شاوشيسكو ظهرت كلمات على جدران دمشق تشير إلى الرئيس السوري بنعت «شام شيسكو»، وجاء ردّ الأسد سريعاً من خلال توضيحه للشعب بأن سورية لا يمكن مقارنتها ببلدان أوروبا الشرقية، وبعد الأسد، عمد فلاسفة النظام إلى الدفاع عن اشتراكية سورية غير ممالئة لاشتراكية أوروبا الشرقية، وقام النظام في عامي 1991 و1992 بإطلاق آلاف السجناء السياسيين نهاراً، ليعيدهم ليلاً، مع آخرين من المواطنين إلى السجون.

في رأي الكاتب أن قوى المعارضة كانت عاجزة عن تنظيم نفسها سياسياً، فقد دُفعت دفعاً إلى ممارسة العنف في السنوات الممتدة من عام 1979 إلى عام 1982، ومن خلالها عاشت سورية مرارة حرب قريبة من الحرب الأهلية. إن المعارضة المناوئة للنظام كانت بقيادة الإخوان المسلمين، إلاّ أنها مؤلفة من تشكيلة واسعة من النخب السورية. لم يفلح النظام في استمالة السوريين إليه، واستحوذت شبكته الزبائنية، على اصطياد كتلة بشرية قائمة على نفعية في الإدارة والتجارة، إلاّ أن جهاز الأمن نجح في التحكم بسلوك معظم السوريين، من خلال سطوته وقسوته وإدارته للتفاصيل. إن أربعة أجهزة تدير شبكة واسعة من المراقبة المنتشرة في كلّ زوايا المجتمع، كذلك تسهم البيروقراطية مع الحزب والجيش في الوظيفة نفسها، فتتداخل بذلك صلاحيات الأجهزة في مساحة المراقبة اليومية لتؤسس مراقبة أخرى على الأجهزة في ما بينها.

تأقلم السوريون مع الأمن بفروعه كافة باعتباره الرئة الوحيدة، والمتاحة للتنفّس منها إذا ما أردوا إدارة مصالحهم. فمن المفيد أن يكون للمواطن السوري قريب أو جار أو زبون أو زميل يعمل ضابطاً في أجهزة التحكم بالحياة السورية ليحمي نفسه وتجارته. يقول الكاتب: إنه لأمر خرافيّ. فأي شخص يفتح «بقّالية»، أو تجارة بسيطة يحتاج إلى راع من الاستخبارات أو الجيش. لذا تمثل الأجهزة الأمنية كتلة الفساد الأساسية في البلاد، فمعظم قادة الأمن والجيش هم رعاة أعمال خاصة وشركاء فيها، أو أنهم سماسرة عقود تجارية، ووصلت سمسرتهم إلى العقود المبرمة ما بين الدولة والموردين الدوليين. وتشكل حمايتهم لأعمال التهريب مزاريب مالية هائلة، بيد أن الفساد والرشوة ليسا حكراً على أصحاب الرتب، فالكثيرون من الضباط صاروا من ذوي الثراء الفاحش. وهم يستخدمون العناصر البشرية الموضوعة في تصرفهم لبناء قصورهم، أو لإدارة أعمال صغيرة تكسب الضباط مداخيل إضافية.

ويضيف الكاتب: أن قيادة المؤسسة الأمنية – العسكرية والاستخبارات – تجري استشارتها وإعلامها بقضايا السياسة الاقتصادية، بواسطة رئيس الوزراء. فبعض الضباط المكلفين من قبل الأسد، يمكنهم دفع المصالح الخاصة أشواطاً إلى الأمام 042617b‭.jpg – أما مصالحهم هم أو مصالح شركائهم من تجّار القطاع الخاص – أما النفقات العسكرية ومهما كان تأثيرها في مجمل الوضع الاقتصادي، فهي ليست موضع سؤال، لأنها من المسائل الأمنية التي يجب اتخاذ القرار بها من الرئيس. وبالتالي فان موازنة وزارة الدفاع السنوية تفيض عن غيرها من موازنات الوزارات الأخرى، ولا توجد مناقشات حول الموازنة بين المدنيين والعسكريين.

يسم الكاتب أسلوب صنع السياسة الاقتصادية في سورية بالإطار الذي يغلّف عناصر التدريج وردود الأفعال والعناصر الشخصية، مع بعض العناصر الاستشارية والتضامنية. فكل هذه السمات مجتمعة، تعزى إلى النظام التسلطي في سورية، حيث الصانع الأسمى فيه، يعتبر أن المسائل الاقتصادية تحتل المرتبة الثانية من الأهمية، في حين، أن الأمن الوطني واستقرار نظام الأسد يحتلان مركز الصدارة.

* كاتب لبناني

 

 

 

 

«الإخوان المسلمون» بين براغماتية وانتهازية
الحياة..صلاح سالم *

يبرر كثيرون ممن انتقدوا قرار ترشيح خيرت الشاطر (وبديله محمد مرسي بعد حظر ترشيح الشاطر قانونياً) لمقعد الرئاسة، بالمنهج البراغماتي للإخوان، غير أنني أذهب إلى العكس وهو أن هذا القرار يعكس تراجعاً في براغماتيتهم، كما يعكس تصلباً سياسياً في موقفهم، ربما كان جديداً عليهم. وتفسير ذلك هو أن البراغماتية في جوهرها هي منهج مركب، رؤية في فهم العالم وإدراك الواقع، تقوم على الإلمام بشتى جوانبه، والتقدير الجيد لشتى احتمالاته والتكيف المرن معها، سلوكاً للطريق الذي يحقق مصلحة مستقبلية، لا الطريق الذي يرسمه تصور أيديولوجي مسبق، أو تلهمه فكرة مثالية متعالية. هنا يجب التمييز بين البراغماتية كمنهج للممارسة السياسية، ربما كان الأقدر على تكريس الجوهر الديموقراطي باعتباره تلك القدرة الفذة الدائمة على صناعة التوافق السياسي، وتوسيع هامش المشترك الوطني، وبين الانتهازية كافة سياسية ونقيصة أخلاقية، تتبدى عرضاً في موقف بذاته انتهازاً لفرصة سانحة، أو انقلاباً على موقف قديم. لذا، فهي تصم ممارسها سواء كان فاعلاً سياسياً أو اجتماعياً إذ تجعله غير محل لثقة، أو غير أهل لمسؤولية، ولعل قرار الإخــوان الأخيـــر يمكن نسبته إلى الانتهازية كنقيصة وليس إلى البراغماتية كمنهج.

كان من مقتضيات المنهج البراغماتي أن يحرص الإخوان إلى أقصى مدى، على صوغ توافق وطني عام يرعى التجربة السياسية الوليدة عن ثورة 25 يناير، والذين يتصدرون المشهد/ النظام الناجم عنها على رغم أنهم التحقوا بها وساروا خلفها، فلم يصنعوها أو يلهموها أو حتى يواكبوها.

توازن لم يحدث

ويفترض أن تقودهم هذه الرعاية إلى أمرين أساسيين: أولهما هو تكريس نوع من التوازن في بنية الجمعية التأسيسية، وفي قواعد عملها، وطريقة اختيارها، يضمن شكلاً ومضموناً أن يكون تشكيلها مرآة للتوافق الوطني. أما ثانيهما فهو النأي عن تقديم مرشح رئاسي، الآن على الأقل، ليس فقط لأنهم وعدوا بذلك؛ سواء كان وعدهم للمصريين عموماً، أو للمجلس العسكري خصوصاً، ولكن لسبب موضوعي أهم وهو قدرتهم على الهضم، فالمعدة السياسية للإخوان قوية نظرياً فقط، وبالقياس إلى غالبيتهم البرلمانية، ولكنها قوة غير مجربة فعلياً حتى الآن، وكان الحري بهم أن يهضموا أولاً غالبيتهم البرلمانية بتعزيز مهاراتهم وقدراتهم التشريعية، وإثبات جدارتهم بقيادة هذه السلطة المهمة. ثم يأتي الدور على الحكومة بعد ذلك وفي خلال بضعة أشهر قليلة حينما يتم وضع دستور متوازن، يستطيعون من خلاله صوغ: إما نظام برلماني صرف يجعل رئيس الوزراء المقبل من حزب الغالبية البرلمانية هو الحاكم الفعلي للبلاد، فلا يكون ثمة حاجة آنذاك للترشح للمنصب الرئاسي من الأصل، وإما نظام برلماني - رئاسي يجعل قمة السلطة التنفيذية مقسمة على رأسين متكافئين هما رئيس الدولة المنتخب، ورئيس الحكومة المرشح من حزب الغالبية، وفي هذه الحال كان الإخوان سيتمكنون من نصف السلطة التنفيذية بعد أشهر قليلة، ولا يبقى لمجموع القوى السياسية سوى نصف السلطة التنفيذية ممثلة برئيس الدولة بصرف النظر عن توجهه، بافتراض بقاء السلطة الثالثة (القضائية) مستقلة عن الجميع.

وهنا، يفترض أن يكون نجاحهم في قيادة الحكومة والبرلمان عبر السنوات القليلة المقبلة هو مدخلهم الطبيعي إلى موقع الرئاسة، فإذا كشفوا عن نجاح ملموس، وفي وقت تكون الأوضاع استقرت أمنياً وسياسياً، وترسخت الأعراف الجديدة دستورياً، وخرجت القوات المسلحة من الملعب السياسي برمته، يكون الطريق مفتوحاً وتلقائياً إلى الموقع الكبير برمزيته الخاصة. وعلى العكس من ذلك، تفضي النزعة الانتهازية إلى السير نحو الهيمنة؛ سواء على تشكيل الجمعية التأسيسية على النحو الذي تم، أو على الموقع الرئاسي على النحو الذي يأملون فيه.

وفي تصوري تبقى قضية تشكيل الجمعية التأسيسية هي الأخطر كثيراً من الانتخابات الرئاسية، فالرئيس يمكن تغييره بعد من تظاهرات ميدان التحرير في القاهرة (أ ب).jpg أربع سنوات، فيما ينتظر أن يعمر الدستور طويلاً، وأي عوار به لا بد أنه سيفسد، أو على الأقل يقلل كثيراً من بهاء التجربة الديموقراطية في مصر.

غير أن الأمر الأخطر هنا والأكثر إرباكا هو أن أحد المكونات الأساسية في خطاب الإخوان الدفاعي عن موقفهم من تشكيل الجمعية التأسيسية هو أن يلتفت المصريون، والقوى السياسية الأخرى إلى مضمون الدستور وليس إلى تشكيل الجمعية، فكأن الجماعة تريد أن يستعيض هؤلاء عن عوار تشكيل الجمعية بثقتهم في نيتها وضع دستور تعددي يليق بهم وبمصر.

وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في تآكل رصيد الثقة لدى كل القوى السياسية في الجماعة التي تراجعت عن وعودها للمرة الثالثة: أولاً عندما خاضت الانتخابات التشريعية على كل المقاعد تقريباً بعد أن كانت قد وعدت بالمنافسة فقط على الثلث ثم تراجعت إلى النصف قبل أن تكمل تراجعها إلى النهاية، وثانياً عندما تراجعت عن وعدها بتشكيل جمعية تأسيسية متوازنة وتوافقية انطلاقاً من مبدأ المشاركة لا المغالبة فإذا بها تفرط في المغالبة وتنكص عن المشاركة، وثالثاً عندما قررت ترشيح الشاطر (بديله محمد مرسي) للرئاسة بعد نفي متكرر لرغبتها أو عزمها الترشح لهذا المنصب الرفيع.

وهنا تكمن خطورة هذا القرار، في أنه يقوض كل إمكانية للوثوق بالجماعة وحزبها ويجعل تشكيل الجمعية التأسيسية كارثياً، ويدخل عملية صوغ الدستور إلى منطقة خطرة جداً، إذ تسقط آخر الحجج التي يقوم عليها الخطاب الإخواني لبث الطمأنينة، وإبداء الرغبة الظاهرية في التوافق.

في هذا السياق يتبدى العوار الشديد في السلوك الإخواني، ففيما كان ممكناً أن يقودهم المنهج البراغماتي إلى الاستحواذ على ثلاثة أرباع السلطة، ويفتح لهم الطريق إلى الربع الباقي بعد سنوات حال نجاحهم في قيادة مصر نحو الأمان الاقتصادي والاستقرار السياسي، ينفتح باب النزعة الانتهازية والمنهج الاستحواذي على أخطار عدة قد تعجّل بإفشالهم سياسياً، وضياع فرصتهم تاريخياً: منها مثلاً خطر الانقلاب العسكري على التجربة برمتها، حفاظاً على الهوية الثقافية، وعلى مكونات الدولة المدنية، فالجيش في مصر مؤسسة وطنية حديثة بامتياز، ولن يرضى بمثل هذا التحول، خصوصاً أن أي انقلاب على مثل تلك الرؤى الانغلاقية سيجد آنذاك تشجيعاً كبيراً من جل القوى المدنية في مصر، وفي العالم أيضاً، خصوصاً مع وجود ارتباطات كبيرة للجيش بالعالم الغربي الذي سيزداد تيار معاداته آنذاك، وبالضرورة، وهو أمر بدت بعض ملامحه سريعاً ولو على نحو خجول في دعوة البعض المشير طنطاوي إلى الترشح، وهو توجه خاطئ نظرياً وعملياً: نظرياً لأنه يصوغ الصراع السياسي في مصر على نحو استقطابي بين القوى الدينية والعسكرية ويقلل من الطابع المدني للدولة في الحالين. وعملياً لعدم واقعيته وضعف قدرة المشير على النجاح فيه عملياً.

انقلاب مدني؟

ومنها كذلك خطر الانقلاب المدني بفعل الاستقطاب العنيف بين القوى الإسلامية والقوى الليبرالية، الذي قد يدفع بالأخيرة، إلى تحدي الشرعية البرلمانية، بشرعية الميدان من جديد، أي بعث شرعية ثورة، لم يتم فقط سرقتها بل دس أنفها في التراب.

ومنها، وربما كان ذلك هو الخطر العميق وإن لم يكن مرئياً حتى الآن، الخضوع لتوجهات التيار السلفي الأكثر يمينية ومحافظة، كلما ابتعدوا عن القوى المدنية وانفصلوا عن التيار الليبرالي، واحتاجوا بالتالي إلى ظهير في معاركهم العشوائية معه.

فالمعروف في علم السياسية أن الأكثر تطرفاً هو الأكثر تحكماً وإن لم يكن الأجدر حكماً. ومن ثم فإن تحالف الإخوان مع التيار السلفي سيدفعهم نحو أمرين: إما محاولة لجم جموحه وإعادته إلى الموقع الوسط، وعندها ستُستهلك طاقاتهم السياسية في محاولة إطفاء الحرائق التي يشعلها السلفيون ثقافياً وسياسياً، بدلاً من الانشغال بمهمة إعادة بنـــاء الوطن، المرشح الرئاسي محمد مرسي (رويترز).jpg وكذلك في محاولة الدفاع عن أنفسهم أمام أنصارهم ضد اتهام السلفيين لهم، بأنهم يفرطون في الإسلام، ويطمسون تقاليده نفاقاً للنخبة (العلمانية)، وللغرب اللذين يسعيان إلى النيل منه.

وإما الخضوع لمنطقه والمزايدة عليه، والانطلاق من ثم باتجاهات أكثر يمينية تسرع من وتيرة الاستقطاب الجاري مع القوى المدنية وتعجل الصدام معهم، وفي الحالين، ستتقلص فرصة الإخوان في قيادة هادئة سلسلة لمصر، وتتراجع قدرتهم على الدفع بمصر نحو النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي، ما يعمل على فشل تجربتهم سريعاً، وربما قد لا تكون المشكلة العملية في فشل الإخوان وضياع فرصة تاريخية لهم بأنفـسهم لا بأيدي مضطهديهم، لكــن المشكلة الحقيقية في ضياع الكثير من الـــوقت عـــلى مصر، مع ما يعنيه ذلك الوقت من خسائر مؤكدة في الموارد والفرص، وخسائر محتملة في الأرواح والدماء.

 

 

 

 

 

 

سباق إطلاق صواريخ بين «محورين» في آسيا
الحياة...إسلام آباد – جمال إسماعيل
 

أعلنت باكستان أمس، عن تجربة ناجحة لإطلاق جديدة لصاروخ من طراز «شاهين آي -1» قادر على حمل رأس حربي نووي. ولم يفصح المسؤولون الباكستانيون عن مدى الصاروخ وأين تمت تجربته، لكنهم قالوا إن التجربة حققت الأهداف المرجوة منها، مشيرة الى أن الصاروخ قادر على الوصول إلى كل الأهداف داخل الهند.

وكشفت مصادر هندية أن التجربة الباكستانية كانت من البر في اتجاه المحيط الهندي وأن الصاروخ الباكستاني يصل مداه إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومتر. واعتبرت نيودلهي أن إسلام آباد تلقت دعماً مباشراً من بكين في تجربتها الأخيرة التي أتت بعد أقل من أسبوع واحد على تجربة صاروخية هندية.

وأفادت تقارير غربية أخيراً أن مشروع باكستان النووي هو الأكثر نمواً في العالم، مشيرة الى أن إسلام آباد تعزز ترسانتها النووية بمقدار عشرين رأساً نووياً في السنة، فيما البلاد تعاني من تدهور حاد في اقتصادياتها.

وفي وقت أكدت الهند وباكستان أن كلتيهما أخبرت جارتها قبيل إجراء تجربتها الصاروخية، إلا أنه وبالنظر إلى العلاقة بين الدولتين، فإن التجربة الهندية ربما دقت ناقوس الخطر في مقر القيادة العسكرية الباكستانية في راولبندي، خصوصاً أن الصاروخ الهندي الذي تمت تجربته هو من طراز «أغني ـ 5» العابر للقارات والقادر على حمل أقمار اصطناعية الى مدارها.

وقوبلت التجربة الهندية بإشادة من واشنطن، التي اعتبرت أن الهند أثبتت أنها دولة نووية مسؤولة، وأن التجربة أثبتت نمو قدرات نيودلهي التقنية بما يفيدها في مجال الاتصالات، فيما نأت بكين، خصم نيودلهي، عن النقد المباشر واكتفى الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وينون بالقول إن «للصين والهند اقتصاديات نامية وهما شريكان متعاونان وليسا خصمين متصارعين»، لكنه أضاف أن «الهند بلد فقير ومع هذا زادت موازنة الدفاع لهذا العام بنسبة 17 في المئة، كما أنها أكبر مستورد للسلاح في العالم، مع أنها بحاجة ماسة للاستثمار في مجال البنية التحتية للاقتصاد الهندي». وعكس ذلك تخوف الصين من القدرات المتنامية للهند، خصوصاً بعد شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وأعلنت الهند أن صاروخها الذي فشل إطلاقه مرات عدة سابقاً، يمكنه الوصول إلى العاصمة الصينية بكين، وهو ما قد يثير سباق تسلح بين محوري بكين وواشنطن التي تحاول محاصرة الصين وقوتها المتصاعدة من خلال تنمية علاقاتها مع الهند وعدد من دول جنوب شرقي آسيا.

هذا السباق يشمل كوريا الشمالية التي أجرت تجربة صاروخية فاشلة الاسبوع الماضي، لإطلاق قمر اصطناعي كما أعلنت بيونغيانغ، لكن واشنطن وطوكيو وسيول وصفت التجربة بأنها كانت لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، وجيشت واشنطن والعواصم الحليفة إعلامها ومجلس الأمن لإدانة التجربة الكورية الشمالية، فيما أثنت على التجربة الهندية، ولم تعلق سلباً حتى الآن على التجربة الباكستانية، ربما خوفاً من إثارة باكستان أكثر، وهي التي لا تزال متمسكة بوقف مرور إمدادات قوات حلف شمال الاطلسي عبر أراضيها إلى أفغانستان.


المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,573,949

عدد الزوار: 6,955,748

المتواجدون الآن: 65