إضراب عام في حماه حدادا على ضحايا القصف الصاروخي والنظام السوري يستمر في قصف قرى دير الزور

الوزراء العرب يطالبون دمشق بوقف القتل...مشروع دولة علوية؟...خطة أنان تتهاوى .. وتصاعد المطالب بـ«الفصل السابع»..المجلس الوطني السوري يدعو لعقد جلسة عاجلة في مجلس الأمن والجيش الحر يمهل خطة أنان أسبوعا

تاريخ الإضافة السبت 28 نيسان 2012 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2468    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خطة أنان تتهاوى .. وتصاعد المطالب بـ«الفصل السابع»
النظام يبني جدارا إسمنتيا عازلا حول بابا عمرو * عشرات القتلى وإضراب عام في حماه بعد المجزرة * الحريري: الأسد سيحاكم على جرائمه
بيروت: كارولين عاكوم ويوسف دياب واشنطن: «الشرق الأوسط»
في إشارة إلى بدء اعتراف دولي بأن خطة أنان في سوريا تتهاوى، قال اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أمام سيل من الأسئلة في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في الكونغرس أمس، إن خطة أنان تتجه نحو الانهيار. وقالت كاثلين هيكس الوكيل الحالي لوزارة الدفاع لشؤون السياسة، وديريك كوليت مدير الاستراتيجية بمجلس الأمن الوطني، بأن «خطة أنان تتجه نحو الانهيار»، وإنه «يجري التحضير حاليا لإعداد خيارات جديدة لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد». وعندما سئل السيناتور جون ماكين «ما إذا كان الأسد ينفذ البنود الستة في خطة أنان؟»، قال كوليت إنه على العكس، فإن العنف يتزايد واعترف بأن خطة أنان تتجه إلى الفشل.
جاء ذلك بينما استمرت وتيرة العنف من قبل النظام ضد المدن الثائرة أمس. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض، الدكتور عبد الباسط سيدا، إن مبادرة أنان بشكلها الحالي فاشلة، لكن المشكلة تكمن في الوقت الذي سيعلن فيه عن هذا الفشل.
وبعد يوم من تلويح فرنسا بالعمل لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بتطبيق الفصل السابع الذي يتيح استخدام القوة على سوريا، قال سيدا إن أعضاء المجلس الوطني قد اجتمعوا أمس مع أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، وطلبوا منه رفع توصية إلى مجلس الأمن بتطبيق الفصل السابع.
كما تشهد أروقة مجلس الأمن مناقشات بين عدد من الدول الغربية، بعد مطالبة المجلس الوطني السوري بعقد جلسة طارئة لمناقشة خروقات نظام الأسد لاتفاقية وقف إطلاق النار وتأكيد التقارير على استمرار القصف. وتدفع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين العزل تحت بند الفصل السابع.
إلى ذلك، أعلنت منظمة «آفاز» عن «قيام الجيش السوري النظامي ببناء جدار إسمنتي عملاق حول حي بابا عمرو السوري لعزله كليا عن باقي مناطق مدينة حمص التي تعد منكوبة». وقالت لجان التنسيق المحلية إن عشرات القتلى سقطوا أمس. وعم الإضراب العام مناطق عدة في حماه حدادا على قتلى المجزرة التي ارتكبها النظام وأودت بحياة 74 قتيلا في حي مشاع الطيار.
وعلّق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على إدانة المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بسيراليون لرئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور بتهم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، معتبرا أن «هذا يمثل أملا كبيرا لكل من ينتظر حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان». وأكد الحريري، عبر موقع «تويتر» أمس «أن (الرئيس السوري) بشار الأسد سيحاكم يوما ما عن الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه».
إضراب عام في حماه حدادا على ضحايا القصف الصاروخي والنظام السوري يستمر في قصف قرى دير الزور ويصعد حملاته في ريف دمشق

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط».... قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 22 شخصا قتلوا في سوريا بنار قوات الأمن والجيش النظامي، أمس، 12 قتيلا منهم في دير الزور، و6 في حلب منهم واحد من دار عزة تم قتلهم أول من أمس ورمي جثتهم بأحد الطرق العامة ليجدها الأهالي أمس (الخميس)، وثلاثة قتلى في حمص، وقتيل في زملكا بريف دمشق. وكان قد عم الإضراب العام مناطق عدة في حماه حدادا على قتلى المجزرة التي ارتكبها النظام وأودت بحياة 74 قتيلا في حي مشاع الطيار، كما دعا الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر اليوم في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه».
وقالت مصادر محلية إن عمليات المداهمة والاقتحام تواصلت أمس في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وقامت قوات الأمن منذ ساعات الصباح الأولى باقتحام مدينتي دوما وحرستا بالآليات والمدرعات الثقيلة وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية طالت العشرات. وفي دوما ورغم زيارة المراقبين الدوليين لها، قال ناشطون إن الجيش النظامي اقتحم مدينة دوما وشوهدت عشر دبابات تدخل من جهة قبان بدران، وجرت حملة مداهمات عشوائية مع نهب وتخريب للمحال التجارية في حي عبد الرؤوف، وتدمير لمحال في شارع القوتلي، وذلك قبل تجمع الآليات العسكرية في ساحة جامع طه ونصب حواجز جديدة داخل المدينة، حيث فرض حصار على الأهالي ومنع الدخول والخروج منها، كما اقتحمت القوات النظامية منطقة جسر المشمش في حزة ومنطقة دف النسيم الفاصلة بين عين ترما وحزة، وسمع منذ الصباح الباكر من يوم أمس أصوات إطلاق نار كثيف في هذه المنطقة مع أصوات انفجارات قوية من جهة بلدة زملكا ومنطقة العالي بحزة ودف النسيم بعين ترما. وقال ناشطون إن قوات من الأمن والجيش النظامي معززة بالمدرعات ومضادات الطيران حاصرت مبنى 5 طبقات في منطقة الطبالة في عين ترما، احتمى فيه عدد من الجنود المنشقين، واستخدم الجيش المدنيين كدروع بشرية، لمحاصرة البناء الذي تم قصفه، بمن فيه. كما شهدت منطقة المزرعة في الغوطة الشرقية إطلاق نار كثيف، وسمع دوي عدة انفجارات جراء القصف على مناطق الغوطة الشرقية.
وفي السياق ذاته، شنت قوات عسكرية كبيرة حملة مداهمات واعتقالات في الزبداني ترافقت مع عملية تخريب وتدمير لعدد من المنازل التي تعود ملكيتها لناشطين ومعارضين. وبينما انتشرت قوات الأمن والقناصة في درعا تعرضت دير الزور حسب لجان التنسيق لقصف عنيف على قرية مومحسن ومنطقة الحاوي وبلدة البوعمر، بينما سمع إطلاق الرصاص من الرشاشات الثقيلة وكذلك أصوات القذائف في بلدة تلبيسة في ريف حمص.
وقال مجلس الثورة في مدينة حماه إن المدينة شهدت إضرابا عاما في أغلب مناطقها حدادا على أرواح ضحايا القصف الصاروخي على حيي مشاع الأربعين، ومشاع الطيار، والإعدامات الميدانية التي جرت هناك، وشهد حي الأربعين ودوار البحرة تشديدا ووجودا أمنيا كثيفا، كما خرجت مظاهرة في شارع المرابط في قلب المدينة هاجمتها قوى الأمن مما أدى إلى إصابة شاب، وخرجت مظاهرة في حي جنوب الملعب تضامنا مع حي مشاع الطيار، وحول ما حدث في حي مشاع الطيار ليل أول من أمس (الأربعاء) نقل شهود عيان من قرية براق الواقعة جنوب مدينة حماه على مقربة من «اللواء 47» التابع للجيش النظامي، أنه في نفس التوقيت الذي حصل فيه الانفجار في حي مشاع الطيار أول من أمس سمع بشكل واضح صوت إطلاق صاروخ من داخل اللواء، في شبه تأكيد منهم أن الصاروخ الذي استهدف الحي مصدره «اللواء 47». بينما اتهمت السلطات السورية «مجموعات إرهابية» كانت تصنع قنابل بأنها كانت «وراء انفجار وقع في مبنى وأسفر عن سقوط 16 قتيلا في حماه». وكانت لجان التنسيق المحلية قد قالت في وقت سابق إن صاروخا أطلقه الجيش هو سبب الانفجار وذكرت أن عدد الضحايا بلغ أكثر من 50 قتيلا. وعرض التلفزيون السوري الرسمي 4 جثث مما قال إنه انفجار حماه وكذلك لقطات لعدد من الأطفال المصابين بجروح بالغة وهم يعالجون في مستشفى ميداني. إلا أن خبراء عسكريين معارضين ردوا على تلك الاتهامات بالتوضيح أن «العبوة الناسفة يصدر عند تفجرها حريق ودخان أسود ولم يشاهد في المكان أي حريق»، وأن «العبوة الناسفة مهما كان حجمها لا يمكن أن تحدث الدمار الذي أحدثه الصاروخ»، و«الفجوة الواضحة في الصورة لا يمكن أن يحدثها انفجار عبوة ناسفة وإنما صاروخ أو قذيفة ساقطة على المكان».
وفي ريف حماه شهدت سماء بلدة السلمية تحليقا مكثفا للطيران المروحي كما شوهد عدد كبير من عناصر الأمن يدخل بلدة طيبة الإمام محملا بشاحنات، كما اقتحمت قوى النظام بلدة معرزاف وحاصرت الأهالي، بينما قام الشبيحة بإلصاق صور لبشار الأسد على جدران القرية وهددوا أهالي القرية بالقتل والاعتقال في حال إزالتها بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
وفي حين أعلن عن وصول المراقبين أمس إلى درعا وزيارتهم مدينة دوما في ريف دمشق، للمرة الثالثة على التوالي، وانتقال عدد آخر منهم إلى محافظة السويداء جنوب سوريا حيث التقوا المحافظ وعددا من المواطنين، أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن «أربعة مراقبين وصلوا ليل الثلاثاء/ الأربعاء إلى سوريا، اثنان من الصين ومراقبة من إندونيسيا ومراقب من غانا ليبلغ عدد الفريق 15».
وأفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات السورية النظامية نفذت أمس عمليات عسكرية وأمنية في عدد من المناطق السورية. وقد قامت قوات الأمن باقتحام مناطق بسطرة والبساتين في مدينة حرستا، في ريف دمشق، مدعومة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة وشنت حملة مداهمات واعتقالات. وفي مدينة دوما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات رافقها تخريب للمنازل والمحال التجارية ومحاصرة المشافي.
وفي هذا السياق، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق، أحمد الخطيب، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مدينة دوما «تتعرض لليوم الرابع على التوالي لنيران القوات النظامية في ظل إغلاق المدينة بشكل كامل منذ الصباح ومنع الدخول والخروج منها، وقطع كامل للاتصالات والإنترنت والكهرباء عن معظم مناطقها منذ ثلاثة أيام». وأكد أن «العمليات العسكرية مستمرة أيضا في حرستا»، مشيرا إلى أن «نيران النظام تستهدف المنطقة بين برزة وحرستا» التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مركز العاصمة.
وفي حلب، قتل مواطنان في بلدة مارع إثر إطلاق النار عليهما من قبل مسلحين موالين للنظام، وفقا للمرصد السوري، بينما قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، إن «الحملة العسكرية للقوات النظامية تجددت قبل يومين على مناطق في ريف حلب الشمالي منها أعزاز وتركمان بارح ومارع ودير جمال، بعدما كانت توقفت إثر إعلان وقف إطلاق النار».
وأضاف الحلبي «في هذه الأثناء تشهد مدينة حلب حملة اعتقالات لم يسبق لها مثيل، أسفرت عن توقيف العشرات من الأشخاص، وذلك في ظل عدم توقف المظاهرات الطلابية صباحا ومظاهرات الأحياء مساء، والتي باتت قوات الأمن تواجهها بشكل مستمر بإطلاق النار».
وفي محافظة دير الزور، قتل مواطن إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف «هاون» على قرية موحسن من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، بحسب المرصد السوري، في حين قالت لجان التنسيق إن مناطق في درعا شهدت انتشارا أمنيا كثيفا، بينما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة في مدينة داعل.
من جهتها، أعلنت لجان التنسيق عن سماع دوي ثلاثة انفجارات بالتزامن مع إطلاق نار كثيف في غوطة دمشق، إضافة إلى دخول عشر دبابات واقتحام دوما في ريف دمشق.
وأعلنت لجان التنسيق أيضا أن قوات الأمن عمدت إلى إطلاق النار على مظاهرة في شارع المرابط في حماه قرب ساحة العاصي تزامنا مع إضراب عام حدادا على أرواح قتلى المجزرة التي وقعت هناك. بينما استمرت عمليات الدهم وسرقة المنازل والممتلكات الخاصة من قبل قوات الأمن السورية والشبيحة في بعض مناطق إدلب، وإطلاق نار عشوائي وكثيف على المنازل والمارة في شارع التكايا في دير الزور.
من جهة أخرى، تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عددا من قوات الأمن السورية تقوم بدفن مواطن سوري وهو حي. وأظهرت لقطات الفيديو التي تم تصويرها عن قرب، أحد الأشخاص مدفونا حتى رأسه في التراب، ويقف حوله مجموعة من قوات الأمن السورية ترتدي الزي العسكري، ثم يقوم أحدهم بتسليم قائد المجموعة ما كان بحوزة هذا الشخص من بطاقة هوية وكاميرا، ويخبره بأنهم قبضوا عليه أثناء تصويره لهم بتلك الكاميرا، مشيرا إلى أن الشاب من منطقة القصير. ثم يظهر الفيديو القائد وهو يشتم المواطن السوري قبل أن يأمر قوات الأمن بدفنه حيا في الرمال، قائلا «اطمروه يا رجال.. اطمروه». وعندما بدأت قوات الأمن في دفن الشاب أخذ يردد الشهادتين، إلا أن قائد المجموعة كان يأمره أن يقول: «قل لا إله إلا بشار»!
«آفاز» تعلن بناء النظام السوري جدار إسمنتي حول بابا عمرو والجيش الحر يعتبره عزلا للمناطق الثائرة تمهيدا لاستخدام الأسلحة المحرمة ضدها

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب...
أعلنت منظمة «آفاز» عن «قيام الجيش السوري النظامي ببناء جدار إسمنتي عملاق حول حي بابا عمرو السوري لعزله كليا عن باقي مناطق مدينة حمص التي تعد منكوبة». وكشفت المنظمة في تقرير نشرته أمس أنها تملك «كل المعلومات والصور العائدة لهذا لجدار الإسمنتي الضخم الذي شيد في الأيام الأخيرة حول كامل حدود حي بابا عمرو الذي كان مضطربا سابقا، والذي أنشئ من أجل عزله عن بقية المدينة»، مشيرة إلى أن «النظام السوري ما زال مبقيا على سيطرته الكاملة على بابا عمرو الذي كان معقلا للمعارضة السورية في وقت سابق من هذا العام». ونقل تقرير المنظمة عن أحد السكان قوله: «إن وحدات الجيش (السوري النظامي) طوقت بابا عمرو بالتزامن مع أعمال بناء هذا الجدار ولم يبقَ سوى ثلاثة مداخل للحي تستخدمها قوات النظام التي تدخل وتخرج منه وإليه عبرها». وأضاف: «نحن لا نعرف لماذا بنوا هذا الجدار، وبدا الأمر وكأننا نعيش في فلسطين!».
وتعليقا على هذا التقرير أعلن المقدم المظلي في الجيش السوري الحر، خالد يوسف الحمود، أن «النظام السوري بدأ باعتماد سياسة عزل المناطق السورية بعضها عن بعض، لأنه بات عاجزا عن ضبط الشارع المنتفض في وجهه». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كجيش حر كانت لدينا معلومات بأن الجيش النظامي بدأ يحفر خنادق حول بابا عمرو والخالدية وغيرها من المناطق من أجل محاصرة الناس في داخلها وخوفا من دخول الثوار إليها مرة جديدة، ولكن ليست لدينا معلومات أكيدة عن بناء مثل هذا الجدار، وقد يعمد النظام إلى هذا الأسلوب سواء الآن أو في وقت آخر».
وردا على سؤال عن الهدف من جدار كهذا في حال صحة هذا التقرير، أجاب: «قد يكون مقدمة لعزل منطقة تلو الأخرى، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد الناس الذين لا يزالون بداخلها، كما فعل منذ أيام واستخدم غاز الأعصاب في بعض المناطق الثائرة»، مشيرا إلى أن «الجيش النظامي يقوم منذ أيام بحفر خنادق حول مدينة حماه وفي محيط جبل الزاوية لإحباط عمليات نزوح جديدة من هذه المناطق باتجاه تركيا، باعتبار أن فرار المدنيين من المناطق السورية إلى الداخل التركي أضحى أخطر من تهريب الهيروين بالنسبة لهذا النظام».
من جهته أوضح عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي أنه ليس لديه معلومات رسمية عن هذا الموضوع، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أعرف أن (آفاز) تتمتع بمصداقية عالية، ولكن لا أملك معلومات سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد المجلس الوطني في هذا الخصوص، ولم يفِدنا أي من الناشطين الذين نتواصل معهم يوميا في حمص بأي شيء من هذا القبيل»، مشيرا إلى أن «هناك حفرا للخنادق حول أحياء حمص ومناطق أخرى منذ وقت ليس بقصير».
الحريري: بشار الأسد سيحاكم يوما ما عن الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه ورئيس الوزراء اللبناني السابق: محاكمة تايلور أمل للسوريين

بيروت: «الشرق الأوسط»... علّق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على إدانة المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بسيراليون لرئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور بتهم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، معتبرا أنه «للمرة الأولى تصدر محكمة دولية حكما بحق رئيس دولة سابق، وهذا يمثل أملا كبيرا لكل من ينتظر حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».
وأكد الحريري، عبر موقع «تويتر» أمس «إنه يوم مليء بالأمل أيضا للشعب السوري بأن (الرئيس السوري) بشار الأسد سيحاكم يوما ما عن الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه». ورأى أن «الذكرى السنوية السابعة للانسحاب السوري من لبنان (يوم أمس) هي مناسبة نتذكر فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع الشهداء الذين افتدوا حرية لبنان بحياتهم»، مؤكدا أنه سيقبل بما «تقرره المحكمة الدولية (في جريمة اغتيال والده)، وأريد العدالة لا الانتقام». وأوضح أنه لم يلتق رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أثناء زيارة الأخير إلى المملكة العربية السعودية، لأن «جنبلاط كان في جدة وأنا في الرياض، لكنني سألتقيه قريبا». وعن إمكانية أن يعود جنبلاط للتحالف مع قوى 14 آذار، أجاب «الوقت سيجيب عن ذلك».
ورأى الحريري أن «الانتخابات النيابية المقبلة ستكون فرصة لكل اللبنانيين لتغيير الحكومة والوضع السيئ القائم»، مشيرا إلى أن «أوضاع اللبنانيين المعيشية تدهورت بشكل كبير خلال العام المنصرم، وكذلك أمنهم وكرامتهم الشخصية والوطنية، واللبنانيون سيردون في صناديق الاقتراع».
وقال الحريري، ردا على سؤال بشأن إمكانية أن تشرف الحكومة الحالية على الانتخابات «أيا تكن الحكومة التي ستشرف على الانتخابات، علينا أن نكون مستعدين». وأوضح أنه «لا نقاش في صيغة (النسبية)، بينما ترهيب السلاح يمنع مرشحين في مناطق هيمنته»، مذكرا بـ«ما حل بمنافسي السلاح في بعبدا وبعلبك والجنوب في عام 2009».
 
ميقاتي: يهمنا وقف إراقة الدماء في سوريا، وصف مبادرة أنان بـ«الجيدة»
 
بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال لقائه رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكية سابين دي بيتون في بروكسل أن «ما يهمنا في الموضوع السوري هو أن يتوقف العنف وإراقة الدماء»، معتبرا أن «مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان جيدة في هذا الإطار». وقال إن «سياسة الحكومة قائمة على إبعاد لبنان قدر المستطاع عن تداعيات الوضع السوري وتركيزها على تحقيق الاستقرار الداخلي»، مشددا على أن «لبنان يقوم بواجباته الإنسانية كاملة تجاه السوريين الذين نزحوا مؤقتا إلى لبنان بسبب الأحداث». ولفت إلى «التعاون القائم مع المنظمات الدولية في هذا الإطار، وإلى تقدير هذه المنظمات لجهود الحكومة اللبنانية».
روبيو يطالب بلاده بمواقف أكثر قوة في سوريا والسيناتور الأميركي شدد على ضرورة إنشاء ملاذات آمنة للمعارضين السوريين

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.... انضم السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، إلى قائمة المشرعين الأميركيين المطالبين بتدخل لحماية السوريين من قمع الحكومة السورية. وطالب روبيو الذي ينتمي إلى أصول كولومبية الولايات المتحدة بأن تنشئ ملاذات آمنة للمعارضة السورية، لكنه لم يطالب بتسليح المتمردين، مشيرا إلى أن المعارضة ما زالت تفتقر للتنظيم بالقدر الكافي. وشدد روبيو على ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة مواقف أكثر قوة في سوريا، وقال: «إن العالم ينظر إلى هذه القضية السورية باعتبارها اختبارا لزعامة الولايات المتحدة، وإذا لم تأخذ الولايات المتحدة موقفا قويا، فإن العالم سيفهم أن واشنطن لم تعد الشريك الأمني الموثوق فيه».
وقال روبيو في خطاب حول السياسة الخارجية في معهد بروكنغز أول من أمس، إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ دورا أكثر نشاطا في العالم، منتقدا مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في معالجة بعض القضايا، خاصة في سوريا وإيران.
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا: «إن الدولة الأقوى والأكثر نفوذا في العالم لا يمكن أن تقوم بدور أصغر وأن تقف على الهامش بينما تتعرض دول ضعيفة للمخاطرة». واقترح أن تقوم الولايات المتحدة بقيادة تحالف مع تركيا والجامعة العربية لمساعدة المعارضة السورية، وقال: «يمكن للولايات المتحدة أن تقود تحالفا مع تركيا ودول جامعة الدول العربية لمساعدة المعارضة السورية من خلال إقامة ملاذات آمنة، وإمداد المعارضة بالمساعدات الغذائية والطبية وأدوات الاتصال والأسلحة الخفيفة».
واعتبر أن القيام بمثل هذه الخطوات «لن يؤدي فقط إلى إضعاف إيران، لكنه في نهاية المطاف سيزيد قدرة الولايات المتحدة على التأثير في البيئة السياسية لسوريا ما بعد الأسد».
وعلى الرغم من اقتراحه بأن تتعاون الولايات المتحدة مع الدول الأخرى، قال روبيو: «لا بد أن نحتفظ بحق الولايات المتحدة في القيام بتصرف أحادي عندما تقتضي الضرورة»، وانتقد اتجاه أوباما المتعدد الأطراف، بينما اتخذ الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش اتجاه التصرف الأحادي، وقال: «أميركا قامت بتصرف من جانب واحد في الماضي، ويجب أن تواصل القيام بذلك في المستقبل عندما تتطلب الضرورة»، ثم قال: «لكن أصبح خيارنا المفضل منذ أن أصبحت الولايات المتحدة قائدة دولية أن نعمل مع الآخرين». وطالب روبيو إدارة أوباما بالاستعداد للقيام بعمل عسكري محتمل في إيران، وقال: «علينا أن نعد شركاءنا والعالم لواقع غير مريح للأسف، فإذا فشلت الخيارات الأخرى، فإن منع إيران نووية قد يتطلب حلا عسكريا بشكل مأساوي».
وحول فكرة تسليح المعارضة السورية، قال روبيو: «علينا أن نكون على يقين وأن نفهم طبيعة وهوية هؤلاء المعارضين وقدرتهم على حماية هذه الأسلحة من الوقوع في الأيدي الخطأ، وعلى المعارضة أن تظهر قدرتها على التنظيم». وأضاف: «إننا بحاجة إلى أن نرى بعض التقدم فيما يتعلق بالتنظيم».
المجلس الوطني السوري يدعو لعقد جلسة عاجلة في مجلس الأمن والجيش الحر يمهل خطة أنان أسبوعا وعبد الباسط سيدا لـ«الشرق الأوسط»: طلبنا من الجامعة العربية رفع توصية إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع

بيروت: كارولين عاكوم .. حمّل المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية ما يجري في الأراضي السورية مطالبا بعقد جلسة عاجلة في مجلس الأمن لإصدار قرار عاجل من أجل حماية المدنيين من الشعب السوري. وفي بيان له بعد ساعات على ارتكاب النظام السوري مجزرة أوقعت 70 قتيلا في حي مشاع الطيار في حماه، بينهم 16 طفلا، رغم وجود مراقبين دوليين اثنين فيها، رفض المجلس استمرار إعطاء مهل القتل من قبل المجتمع الدولي للنظام المجرم، مشيرا إلى أن النظام يقوم بكافة أنواع الانتهاكات لمبادرة أنان ولم يلتزم حتى هذه اللحظة بتطبيق أي من بنود المبادرة وذلك من خلال استمراره بنهجه الإجرامي ضد الشعب الأعزل.
وأضاف البيان أنّ «النظام السوري ومنذ اليوم الأول، حسم خياره في حرب إبادة الشعب السوري واليوم يؤكد ذلك من خلال مجازره في مدينة حماه، التي لم تلملم جراحها من مجازر الثمانينات من القرن الماضي، إن سوريا اليوم تذكرنا بحماه الأمس، وما زال العالم ينتظر والنظام يرتكب مزيدا من المجازر ضد الشعب السوري»، مضيفا: «شهدت مدينة حماه خلال الأيام السابقة وبعد زيارة المراقبين الدوليين، سلسلة من الجرائم والانتهاكات من تدمير للمنازل على ساكنيها وسقوط أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى تحت قصف صاروخي ثقيل، كما شهدت المدينة إعدامات ميدانية وعمليات دهم واعتقال ونزوح من أهالي المدينة.
وأكّد البيان التزام المجلس الوطني بمطالب ومبادئ الثورة والثوار وأنه سيسعى لتحقيقها وعدم التنازل عنها، إضافة إلى مواصلة دعم ثورة الشعب السوري والجيش السوري الحر ليتمكن من حماية الشعب السوري الأعزل بغض النظر عن مصير خطة أنان.
وفي هذا الإطار، فقد أكّد عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الدكتور عبد الباسط سيدا، أنّ مبادرة انان بشكلها الحالي فاشلة لكن المشكلة تكمن في الوقت الذي سيعلن فيه عن هذا الفشل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يؤكّد النظام السوري من خلال الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها بأنّه مستمر في القتل، وهذا كلّه يعود إلى شعوره بأنّ المجتمع الدولي متراخٍ ومتساهل معه ولن يقوم بأي خطوة جدّية لردعه، وليس إرسال هذا العدد الضئيل من المراقبين إلا دليلا على هذا الواقع. مع العلم أنّه إذا استمرّ القتل على هذه الوتيرة، فإنه إلى حين وصول 300 مراقب إلى سوريا بعد شهر، سيكون قد وصل عدد القتلى إلى 3000». ولفت سيدا إلى أنّ أعضاء المجلس الوطني قد اجتمعوا أمس مع أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، وطلبوا منه رفع توصية إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع، ووعدنا بأنّه سيطرح الموضوع على مجلس الجامعة العربية، مشيرا إلى أنّ التواصل مع روسيا عبر أقنية مختلفة للتراجع عن قرار الفيتو، معتبرا أنّ مصالح الروس يجب أن لا تكون أهم من دماء الشعب السوري.
كذلك، أكّد عمر ادلبي، عضو المجلس الوطني السوري، أنّ عدم التزام النظام بمبادرة خطّة أنان يرجع إلى سببين أساسيين، وهما، أوّلا أنّه ليس راغبا أو قادرا على تنفيذ بنود المبادرة من الأساس، لأنّه على يقين أنّ المظاهرات السلمية التي تنص عليها المبادرة، هي العدو الأساسي بالنسبة إليه ويعرف أنّ السماح للتظاهر يؤدي إلى تقصير الأيام المتبقية له، والسبب الثاني هو محاولته تغيير الواقع في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وذلك باعتماده سياسة الاجتياح وملاحقة الناشطين ومن ثم ارتكاب المجازر، وقال ادلبي لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظام السوري يحاول في هذا الوقت الضائع الذي يدّعي فيه أنّه سيلتزم بنود المبادرة، قبل وصول بعثة المراقبين بكامل عدتها وعديدها ويحاول بذلك تغيير المعادلة على الأرض بقوّة السلاح وخير دليل على ذلك ما قام ويقوم به في الأيام الأخيرة في درعا وادلب ودوما وحماه.
من جهته، أصدر الجيش السوري الحر بيانا دعم فيه دعوة المجلس الوطني السوري انعقاد مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار عاجل يحمي المدنيين السوريين، معطيا بدوره خطّة أنان مهلة أسبوع واحد قبل أن يعلن أنّه أصبح بحل من التزاماته بوقف إطلاق النار.
وجاء في البيان: «إنّ الجيش الحر يعتبر أن مهمة عنان أصبحت بمثابة حماية وغطاء أممي مباشر للنظام السوري لكي يستمر بالقتل وارتكاب المجازر». لذا سيعطي مهمة أنان مهلة أسبوع «لكي تثبت أنها قادرة على توقيف القتل والمجازر التي ترتكب بحق شعبنا المناضل وعلى سحب الأسلحة الثقيلة من المدن وإعادتها إلى ثكناتها وأن لا تتعرض المظاهرات السلمية لإطلاق النار. أما إذا لم تنفذ هذه البنود ويتحقق من بعدها الانتقال السلمي للسلطة، فإن الجيش السوري الحر سيعلن أنه قد أصبح بحل من التزاماته بوقف إطلاق النار». ولفت البيان إلى أنّه عندها، «يكون وجود المراقبين الدوليين قد أصبح عبئا على الثورة السورية وغطاء للنظام المجرم لاستمراره في القتل والمجازر وأصبحت مهمة عائقة» أمام أي دعوة للتدخل الدولي لنجدة وإنقاذ الشعب السوري.
قضماني: مؤتمر للمعارضة يومي 16 و17 مايو برعاية الجامعة وطالبت بموقف حازم لوزراء الخارجية العرب

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: صلاح جمعة ... كشفت الدكتورة بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض، عن أنه تم الاتفاق مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أمس على تحديد يومي 16 و17 مايو (أيار) المقبل كموعد مقترح لعقد مؤتمر لكافة أطراف المعارضة السورية تحت رعاية الجامعة العربية بهدف توحيد رؤية المعارضة، والخط السياسي المشترك الذي يجمـــــع المعارضــــــة الوطنيـــــة السورية في التعامل مع الأزمة الحالية في سوريا.
وقالت قضماني في تصريحات للصحافيين عقب استقبال الأمين العام للجامعة العربية لها أمس، إن اللقاء مع الأمين العام وكبار المسؤولين في الجامعة العربية كان حول متابعة تطبيق خطة كوفي أنان، المبعوث الأممي العربي المشترك بشأن سوريا وبصفة خاصة ضرورة احترام النظام السوري لوقف إطلاق النار، كما تمت مناقشة التصعيد الذي حدث خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأضافت «إننا طلبنا من الأمين العام أن يكون هناك موقف حازم من وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم أمس والمطالبة بعدم التباطؤ في نشر المراقبين الدوليين في سوريا وضرورة احترام قرار مجلس الأمن، وبصفة خاصة ضرورة احترام النظام السوري لوقف إطلاق النار، كما تمت مناقشة التصعيد الذي حصل خلال الـ48 ساعة الماضية».
وأوضحت أن وفد المجلس الوطني السوري سيلتقي في وقت لاحق عددا من وزراء الخارجية العرب للتشاور حول الأوضاع في سوريا.
وردا على سؤال حول موقف المجلس الوطني السوري من إعلان الدكتور نوفل معروف الدواليبي عن تشكيل حكومة سوريا في المنفى من باريس قالت قضماني «لا يوجـــــــد للمجلس الوطني الســـــوري أي علاقة بهذا».
وعلى صعيد متصل، كشف مصدر عربي مسؤول قبيل انطلاق الاجتماع غير العادي على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة الكويت، عن أن الاجتماع سيؤكد دعمه للثورة السورية. وقال المصدر، إنه لا توجد أي نية للاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري لأن الاعتراف هو قرار سيادي تحدده كل دولة عربية وفقا لرؤيتها السياسية.
وأضاف المصدر، أن الاجتماع سيطالب النظام الســــــوري بالاستجابة لقرار مجلس الأمن والمسارعة في نشر بعثة المراقبين والالتزام التام بقرار وقف إطلاق النار وإدانة كافة أعمال القتل التي تقع في المدن والقرى السورية.
 

 

استمرار نقاشات مجلس الأمن حول خروقات النظام السوري لوقف القتال

رضوان زيادة: استخدام الفصل السابع ضرورة لإلزام الأسد بوقف قتل المدنيين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واشنطن: هبة القدسي
تشهد أروقة مجلس الأمن مناقشات ومشاورات بين عدد من الدول الغربية، بعد مطالبة المجلس الوطني السوري بعقد جلسة طارئة لمناقشة خروقات نظام الأسد لاتفاقية وقف إطلاق النار وتأكيد التقارير على استمرار القصف المتقطع على كل من مدن حماه ودرعا. وتدفع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين العزل تحت بند الفصل السابع، فيما تطالب روسيا والصين بإتاحة الوقت الكافي لخطة كوفي أنان للنجاح ولتمكين بعثة المراقبين الدوليين التابعة للأمم المتحدة من القيام بعملها.

من جانبها، دعت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) مجلس الأمن أمس لفرض حظر على توريد الأسلحة لسوريا (في إشارة إلى الإمدادات التي تحصل عليها سوريا من السلاح والوقود من كل من إيران وروسيا). وقالت الجمعية في بيان أرسلته لمجلس الأمن إن «الشعب السوري يجب أن يكون حرا في بناء المستقبل، ولتحقيق هذا الهدف فإن الجمعية تدعو مجلس الأمن بصورة عاجلة لفرض حظر على استيراد جميع الأسلحة والمواد الداعمة لسوريا».

وأوضح عضو المجلس الوطني رضوان زيادة أن المجلس السوري التزم بتنفيذ القرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الأمن بوقف كل أعمال العنف، وقامت المعارضة السورية بتنفيذ بنود خطة كوفي أنان الخاصة بوقف إطلاق النار، لكن النظام لم يلتزم بأي من البنود الستة لخطة أنان، ولم يقم بسحب الآليات العسكرية، ولم يطلق سراح المعتقلين، واستمر في قصف المدنيين والقيام بأعمال القتل بشكل عشوائي. واستشهد زيادة بمقتل أكثر من 70 شهيدا في حماه أمس نتيجة قصف صاروخي من قوات الأسد. وقال الناشط السوري «لم يعد مقبولا للمجتمع الدولي أن يبقى متفرجا مع استهتار نظام بشار الأسد بالقرارات الدولية، وعلى مجلس الأمن أن يعقد جلسة لمناقشة خروقات النظام السوري لوقف إطلاق النار وإصدار قرار لوقف القتل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإلزام الأسد بتنفيذ بنود الخطة».

وحول جلسة الخامس من مايو (أيار) التي يعرض خلالها كوفي أنان تقريره، واعتبارها الفرصة الأخيرة أمام نظام الأسد لتنفيذ التزاماته، قال زيادة «لقد سمعنا عبارة الفرصة الأخيرة عدة مرات.

وقد طلب مجلس الأمن من كوفي أنان تقديم تقريرا كل خمسة عشر يوما، ويشترط قرار مجلس الأمن اتخاذ قرارات أخرى إذا لم يستجب الأسد لبنود خطة أنان، وقد ثبت عدم التزام الأسد، وعلى مجلس الأمن الآن توضيح ما هي الإجراءات الأخرى».

وحول المساندة الروسية والصينية للأسد قال زيادة «الحل الوحيد هو استخدام الفصل السابع، وإذا عارضت كل من روسيا والصين فإن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، وتصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، كلها تشير إلى التخطيط لاتخاذ خطوات وقرارات خارج إطار مجلس الأمن، والتأكيد على أن العالم لن يظل صامتا أمام ذبح الأبرياء والمدنيين».

إلى ذلك، قال مسؤولان بارزان بإدارة الرئيس أوباما إن مهمة «أنان محكومة بالفشل».

وأثناء جلسة استماع أمس لأعضاء لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأميركي، تعرضت كل من كاثلين هيكس، الوكيل الحالي لوزارة الدفاع لشؤون السياسة، وديريك كوليت، مدير الاستراتيجية بمجلس الأمن الوطني، لاستجواب مكثف. أفادا خلاله بأن «خطة أنان تتجه نحو الانهيار» وأنه «يجري التحضير حاليا لإعداد خيارات جديدة لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد».

 

 

المجلس الوطني يبحث إعادة هيكلته لجذب شرائح جديدة من المعارضة السورية ولجنة من 10 أعضاء تعد المشاريع وتحضر للدعوة لمؤتمر وطني عام

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .... تعمل لجنة من 10 أعضاء؛ 5 منهم من المجلس الوطني السوري و5 آخرون من قوى معارضة سوريا أخرى، ومنذ انعقاد مؤتمر إسطنبول الذي انتهى لوضع «وثيقة العهد الوطني» في 26 و27 مارس (آذار) الماضي، على إعداد مشاريع لإعادة هيكلة المجلس الوطني ولوضع صيغة توافقية بين المجتمعين تجذب شرائح جديدة من المعارضة السورية للانضواء تحت لواء هذا المجلس الذي اعترف به «أصدقاء سوريا» مؤخرا كممثل شرعي للشعب السوري.
عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، الذي يشارك في إعادة الهيكلة كعضو في هذه اللجنة، يشدّد على أن الهدف الأول للعملية توسيع المروحة التمثيلية للمجلس، وإضافة مكونات جديدة إليه من قوى المعارضة السورية التي تتفق مع رؤية المجلس حول المواضيع والقضايا الأساسية، التي تشكل تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، لافتا إلى أن المساعي تنصب حاليا للتوصل لوضع آلية تجعل المجلس الوطني أكثر ديمقراطية وديناميكية في اتخاذ القرارات.
وبينما يرفض نشار التطرق إلى النقاط التي لا تزال تشكل نقاطا خلافية مع باقي قوى المعارضة، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن نقاش وحوار جدي وبناء يجري بالتزامن مع عقد اجتماعات اللجنة مع أكثر من فريق في المعارضة السورية لوضع قواعد عامة تجذب هؤلاء إلى كنف المجلس الوطني.
بدوره، يوضح المعارض السوري وليد البني، عضو هذه اللجنة من خارج المجلس الوطني، أنّها تهدف وبحسب ما أنيط بها في مؤتمر إسطنبول، للتحضير لعقد مؤتمر للمعارضة السورية لتوحيدها تحت مظلة المجلس الوطني بعد إعادة هيكلته ليصبح مناسبا لاستيعاب كل أطراف المعارضة بعد التغلب على «العطالة» التي عانى منها منذ تشكيله، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أن هذه اللجنة عقدت اجتماعين في إسطنبول واجتماعين آخرين في جنيف، كان آخرها الثلاثاء الماضي، على أن تستكمل اجتماعاتها يوم الخميس المقبل.
وقال: «لقد تجاوزنا المهلة التي كانت معطاة للجنة لإتمام عملها، التي تقتصر على ثلاثة أسابيع. المهمة ليست سهلة، ولكننا مستمرون بالاجتماع حتى التوصل لوضع أكثر من مشروع لإعادة هيكلة المجلس الوطني وللتحضير لمؤتمر وطني عام لقوى المعارضة يتم خلاله الإعلان عن وحدة صفوفها».
يُذكر أن هذه اللجنة انبثقت عن المؤتمر، الذي عقدته 200 شخصية من قوى المعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية، نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، الذي انتهى إلى تبني هذه القوى ما سمي بـ«وثيقة العهد الوطني» المقدمة من المجلس الوطني بعد اشتراط مجموعة أخرى من المعارضين من خارج المجلس الوطني «إعادة هيكلة المجلس الوطني بكل هيئاته ومكاتبه، وضم ممثلين عن جميع القوى المعارضة، وتشكيل لجنة مشتركة لوضع نظام داخلي جديد للمجلس».
العربي يطالب أنان بمراقبين من دول المنطقة في سوريا «اختصارا للوقت» واجتماع الوزراء العرب في القاهرة بحث الأوضاع في سوريا والسودان وجزر الإمارات المحتلة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين... انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، خلال الاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة أمس، عدم الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا، وطالب بسرعة انتشار المراقبين. وكشف عن اتصال جرى بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وطالبه بأن يستعين بعناصر للأمم المتحدة الموجودة في المنطقة اختصارا للوقت. وقال العربي «لقد شعرت بضيق شديد وشاركني فيه كوفي أنان»، مضيفا «هناك العديد من القرارات والاتصالات التي جرت مع المعارضة السورية وقد اتفق على اجتماع في الجامعة يوم 16 مايو (أيار) المقبل».
وكان من المرتقب أن يصدر قرار خاص بالشأن السوري مساء أمس عن الاجتماع يجدد مطالبة الحكومة السورية بوقف «كافة أعمال العنف والقتل و(ضمان) حماية المدنيين وضمان حرية التظاهر السلمي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أن مشروع القرار يشدد على «الدعم الكامل لمهمة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا) كوفي أنان وفق إطار زمني محدد ومطالبة الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والشامل والفوري لخطة أنان» التي تضمنت وقفا متفقا عليه لإطلاق النار.
وفي الشأن السوداني، لوقف العدائيات بين دولتي الشمال والجنوب، والالتزام بالحدود بين البلدين والعودة للمفاوضات وفق خريطة الطريق التي وضعها مجلس الأمن والسلم الأفريقي، كما طالب دولة الجنوب بالانسحاب غير المشروط ووقف دعم حركات التمرد والبيانات التحريضية.
واستعرض العربي نتائج الاتصالات بين دولتي الشمال والجنوب خلال الأيام الماضية، وكشف عن استلام مذكرة من دولة الجنوب تطالب الجامعة العربية، إما بتجديد استمرار عمل مكتب الجامعة العربية في دولة الجنوب وفق رؤية جديدة خاصة أن المذكرة الماضية كانت موقعة في عام 2007، أو إغلاق المكتب، لكن العربي أشار إلى أهمية عرض الموقف على وزير الخارجية السوداني علي كرتي والوزراء العرب لبلورة الموقف النهائي في هذا الاتجاه.
من جانبه، شدد وزير خارجية الكويت الشيخ خالد الصباح، رئيس المجلس، على تبني قرار مجلس التعاون الخليجي الذي صدر مؤخرا وتأييد كل الخطوات التي تحددها دولة الإمارات لاستعادة حقوقها في الجزر الثلاث في إطار المفاوضات أو القانون الدولي واستنكار زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة.
وقال الوزير الكويتي في الجلسة الافتتاحية، إن الاجتماع يعقد في ظروف استثنائية تطلب وحدة المواقف والصفوف لمواجهة التحديات، ورحب بالجهود التي تبذلها مصر والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لاحتواء التصعيد بين دولتي السودان. وفي الشأن السوري، قال الوزير الكويتي إن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا سبق وأن عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، وأكدت على الالتزام بقرارات الجامعة العربية ودعم مهمة كوفي أنان، مضيفا أن أمامنا مستجدين هما تقرير أنان إلى مجلس الأمن يوم 19 الشهر، وصدور القرار رقم 2043 الذي يسمح بانتشار 300 مراقب عسكري لمدة ثلاثة أشهر.
موسكو تنفي وقف صادراتها العسكرية إلى سوريا وتدعو تركيا إلى «ضبط النفس» وقالت إن «الإرهاب الإقليمي» وصل إلى سوريا بعد اليمن والعراق

جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة ... نفى ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الأخبار التي سبق وتداولتها بعض الوكالات الإعلامية حول وقف روسيا لصادراتها من السلاح إلى سوريا. وقال إن بلاده تواصل تنفيذ العقود الموقعة حول صادراتها من السلاح مع كل البلدان بما فيها مع سوريا انطلاقا من التزاماتها بكل المواثيق والمعاهدات الدولية، مؤكدا أن سوريا لا تخضع لأي حظر في هذا الشأن. وفيما أشار إلى أنه لا علاقة عمليا لوزارة الخارجية الروسية بموضوعات صادرات السلاح الروسية، قال إن هناك من يواصل ورغما عن كل ما يكتنف هذه القضية من أخطار إمداد المعارضة السورية بالأموال والأسلحة. ومضى لوكاشيفيتش ليناشد البلدان التي لم يشر إلى اسمها وقال إن لها تأثيرا كبيرا على بعض فصائل المعارضة، العمل من أجل إقناع هذه الفصائل بوقف العنف والجلوس إلى مائدة الحوار.
وقال إن بلاده تحاول استمالة كل العناصر الدولية والمبعوث الأممي كوفي أنان من أجل إقناع الأطراف المعنية بالجلوس إلى مائدة المفاوضات بحثا عن الحلول السلمية من أجل الخروج من الأزمة الراهنة بعيدا عن كل أشكال التدخل الخارجية. وفي هذا الصدد أشار لوكاشيفيتش إلى أن موسكو تعرب عن قلقها تجاه ما قاله رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في رسالته إلى الناتو حول أن بلاده تحتفظ لنفسها بحق طلب تفعيل المادة الخامسة من معاهدة واشنطن التي تنص على ضرورة تدخل أعضاء الحلف إلى جانب أي من دوله تتعرض لعدوان خارجي بموجب مقتضيات الدفاع الجماعي. وناشد المسؤول الروسي الجانب التركي ضبط النفس مشيرا إلى أن هناك من يحاول إيجاد المبررات والذرائع للتدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقال إن موسكو سبق وأكدت ذلك في أكثر من مناسبة في لقاءاتها مع فصائل المعارضة السورية. وقال إن وفد المعارضة السورية الموجود حاليا في موسكو أكد ذلك أيضا في لقاءاته مع الجانب الروسي مشيرا بالاسم إلى قدري جميل رئيس وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير الذي يواصل زيارته للعاصمة الروسية. وكان لوكاشيفيتش أدان كذلك كل أعمال العنف في سوريا متهما المعارضة بتحمل المسؤولية. وقال إن بعض قوى المعارضة تحولت مؤخرا إلى ما وصفه بـ«الإرهاب الإقليمي» الذي أشار إلى أوجه الشبه بينه وبين عمليات وأفعال تنظيم القاعدة في العراق واليمن.
وكان الرئيس الروسي قد لمح في معرض حديثه مع ممثلي عدد من القنوات التلفزيونية الروسية إلى أن بلاده أوقفت بعض التوريدات إلى دول منطقة الشرق الأوسط دون أن يشير إلى أسماء هذه الدول. وأشار ميدفيديف إلى أن بلاده تملك مصالح في دول الشرق الأوسط، وتسعى إلى مواصلة علاقات الصداقة والتجارة معها. وأضاف قوله: «إن موسكو تريد تسويق منتجاتها المدنية والأسلحة وما تشتهر به في السوق العالمية، في دول الشرق الأوسط. وسوف نفعل ذلك بقدر المستطاع. ولا يوجد أي تغيير في السياسة الروسية في هذا الاتجاه، لكننا وبطبيعة الحال نأخذ بعين الاعتبار الواقع الجيوسياسي، طبعا نحن وفي عدد من الحالات أوقفنا ببساطة بعض التوريدات إلى دول المنطقة».
الإعلان من باريس عن تشكيل «الحكومة السورية الانتقالية» برئاسة نوفل الدواليبي ولا أسماء للوزراء «لأسباب أمنية».. واشتداد الصراع على شرعية التمثيل

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم ... أعلن نوفل الدواليبي، رجل الأعمال السوري المقيم في المملكة السعودية بعد ظهر أمس في باريس عن تشكيل الحكومة السورية الانتقالية برئاسته والتي لم يكشف عن أي اسم من الأسماء المشاركة فيها «لأسباب أمنية» ولوجود كافة أعضائها في سوريا. وأكد الدواليبي في مؤتمر صحافي عقده في أحد الفنادق الباريسية أن هذه الحومة تحظى بدعم من دول خليجية وأخرى أوروبية وأميركية وعن وعود بمساعدات مالية من أطراف مختلفة ناهيك عن أفراد وشركات سورية ودولية.
ودعا الدواليبي الذي هو ابن معروف الدواليبي، الذي كان وزيرا ورئيسا للوزراء في سوريا قبل وصول «البعث» إلى السلطة وبعدها مستشارا في الديوان الملكي السعودي، أنه يأمل باعتراف دولي بحكومته واعدا بالكشف عن تفاصيل الأسماء في وقت لاحق. ووصف وزراءه الـ35، في بيان مكتوب قرأه في مستهل المؤتمر الصحافي بأنهم «يتحكمون بالحراك الثوري في الداخل». وأعلن الدواليبي كذلك أنه سيتم تعيين سبعة «مساعدين» لرئيس الحكومة يهتمون بالشؤون المالية والعسكرية وشؤون التنمية والإعلام والتنسيق والأديان. أما السبب وراء عدم وجود مسؤول عن الشؤون الخارجية فعزاه الدواليبي إلى أنه شخصيا سيتولى الشؤون الخارجية.
وعزا الدواليبي الذي كان محاطا بمشعل الطحان، عن ائتلاف القبائل والعشائر السورية ومحمد الشقير، ممثل الجيش السوري الحر وداود جمعة، ممثلي اتحاد الشباب الكردي والدكتورة ليلي الأحدب من المجتمع المدني، شرعية الحكومة التي وصفها بأنها «هيئة تنفيذية» لكونها تمثل مطالب الشعب السوري والثوار ولكون الشعب «يعترف بها» باعتبارها «الحل الملائم للخروج من الوضع الراهن». وأضاف الدواليبي أن هذه الحكومة «جاءت بتكليف من جزء كبير من الشعب» مشيرا إلى الدعم الذي تلقاه من ائتلاف القبائل السورية الذي «يمثل 40 في المائة من الشعب السوري» ومن الأكراد ومن الحركات والهيئات الفاعلة ميدانيا ومنظمات الداخل (لم يذكر أي منظمة)، فضلا عن الدعم الذي تحظى به من الجيش السوري الحر.
وردا على البيان الذي أصدره العقيد رياض الأسعد أول من أمس وفيه نفى علاقته بالدواليبي والحكومة المعلنة، رد محمد الشقير بأن الأسعد «معذور» لأنه «خاضع لضغوط». وأبرز الشقير رسالة من قائد الجيش السوري الحر وصورة عن هويته وأكد أنه يملك تسجيلا منه سيذيعه في حال دعت الحاجة. وأكد الدواليبي أن الجزء السوري الحر منقسم إلى «أطراف كثيرة» وأن «الكثيرين منه» يؤيدون الحكومة الإنتقالية داعما ذلك ببث مقاطع فيديو من العميد فايز قدور عمرو والعقيدين عمار عبد الله الواوي والمقدم المظلي حمود ومن أبو الوليد، قائد كتيبة زيد بن ثابت.
ويبدو النزاع على شرعية التمثيل خصوصا مع المجلس الوطني السوري الذي يقوده الدكتور برهان غليون على أشده. ويؤكد الدواليبي أن المجلس الوطني، رغم الدعم الدولي الذي يلقاه وكما تبين في مؤتمري أصدقاء الشعب السوري في تونس ثم في اسطنبول، هو «أقلية الأقليات» وأنه أعطي فرصة من سبعة أشهر ليظهر أنه «يمثل المعارضة ويحمل مطالبها لكنه فشل في ذلك والوضع زاد تدهورا». وأكد الدواليبي أن الحكومة الإنتقالية ستحظى بالاعتراف بها وسيتكاثر الذين يدعمون قيامها في الأيام والأسابيع القادمة.
ورفض الدواليبي القول إن تشكيل الحكومة من شأنه زيادة انقسامات المعارضة المنقسمة أصلا وإسداء خدمة للنظام السوري بقوله إن الحكومة الإنتقالية «جاءت بالبديل عن الوضع الراهن وإلا فما هو البديل عن استمرار القتل؟». ودعا رئيس الحكومة الإنتقالية إلى تدخل عسكري دولي مباشر وحتى من خارج إطار مجلس الأمن الدولي وذلك بالاستناد إلى المادة 51 من شرعة الأمم المتحدة محملا الأسرة الدولية مسؤولية استمرار العنف والقتل.
ونفى الدواليبي أن تكون الحكومة الجديدة مرتبطة بأي جهة خارجية «بعكس الهيئات المعارضة الأخرى» في إشارة إلى المجلس الوطني السوري. وأكد الشقير أن لديه «أدلة» تبين علاقة «معارضات الخارج بأجندات وارتباطات خارجية».
مقال مجلة «فوغ» حول أسماء الأسد أتى بنتائج عكسية الأسوأ من حيث التوقيت والأكثر انفصالا عن الواقع

جريدة الشرق الاوسط... بول فارهي* ... ربما يكون المقال الذي كتبته الصحافية جوان جوليت باك العام الماضي في صحيفة «فوغ» العالمية المتخصصة في مجال الأزياء عن سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد هو المقال الأسوأ من حيث التوقيت والأكثر انفصالا عن الواقع منذ عقود. وبدأت باك مقالها عن أسماء الأسد قائلة: «أسماء الأسد سيدة فاتنة وشابة وأنيقة للغاية - وهى الأكثر حيوية وفتنة بين قرينات رؤساء الدول». واستخدمت باك العديد من الصفات لتصف سيدة سوريا الأولى، كان من بينها الرشاقة والحيوية وأنها ترتدي أحذية من ماركة كريستيان لوبوتين الشهيرة، واستطردت قائلة: «إن المهمة الرئيسية للسيدة الأولى التي تبلغ من العمر 35 عاما هي تغيير عقلية 6 ملايين سوري تحت سن الثامنة عشرة، وتشجيعهم على المشاركة فيما تطلق عليه (المواطنة الفعالة)».
وما إن ظهر هذا المقال للنور، حتى بدأ زوجها بشار الأسد في شن حملة وحشية تجاه معارضيه. ومنذ ذلك الحين، لقي نحو 9000 سوري حتفهم على يد قوات الأمن الموالية للأسد الذي تولى مقاليد الأمور في البلاد عن طريق التوريث.
وبدلا من أن تظهر على أنها السيدة التقدمية المحبة للفنون والمصرفية التي تلقت تعليما بريطانيا كما وصفتها باك، كانت أسماء الأسد بمثابة ماري أنطوانيت الربيع العربي، حيث أظهرت رسائل إلكترونية سربتها جماعات المعارضة السورية الشهر الماضي أن أسماء الأسد تقوم بالتسوق عبر الإنترنت لشراء مجوهرات، وثريات، وأحذية مصممة خصيصا من متاجر في باريس ولندن بينما كان قمع حكومتها الوحشي تجاه شعبها ما يزال مستمرا.
وقد أثار مقال باك، الذي نشر في عدد شهر مارس (آذار) عام 2011، شعورا بالدهشة والسخرية على نطاق واسع، ولا سيما في مجتمع السياسة الخارجية لواشنطن، الذي طالما كان يرى سوريا على أنها دولة مثيرة للمشكلات في المنطقة ومن أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان. كما احتوى المقال على تلميح بسيط عن تاريخ القمع الذي تمارسه أسرة الأسد بالإشارة إلى أن سوريا «بلد مليء بالمناطق الغامضة». واختفى المقال بعد ذلك. وقد تسبب المقال المكون من 3,200 كلمة في حرج شديد للمجلة حتى إنها قامت بحذفه من على الموقع الإلكتروني الخاص بها، وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة لمنظمة إعلامية كبرى وانتهاكا معروفا لآداب النشر على شبكة الإنترنت.
ومن المستحيل أن تجد المقال الذي يحمل عنوان «زهرة في الصحراء» على الموقع الإلكتروني لمجلة «فوغ»، حيث تؤدي نتائج البحث على موقع Vogue.com إلى الرسالة التالية: «عفوا! الصفحة التي تقوم بالبحث عنها غير متاحة» بجانب صورة لعارضة أزياء تنظر بصرامة للكاميرا.
ومع ذلك، لا يزال هذا المقال متاحا لمشتركي قاعدة بيانات «نيكسيس»، التي تحفظ المقالات التي تم نشرها ونسخ أصلية منها. وطبقا لمجلة «ذي اتلانتيك»، فإن النسخة الوحيدة المتاحة مجانا من مقال «زهرة في الصحراء» توجد على موقع لصحافي سوري وهو presidentassad.net، والذي يصف بشار الأسد بأنه «رئيس السلام العادل والشامل»). وقد تم إنشاء هذا الموقع في سوريا، مما يجعله خارج سلطة دار نشر كونديه ناست المالكة لمجلة «فوغ».
ويبدو أن محرري مجلة «فوغ» ليسوا متحمسين للحديث عن المقال ولا عن المجهود الذي بذلوه من أجل أن يختفي من على الموقع، حيث قام كل من مكتب المحررة آنا وينتور ومديرة تحرير موقع مجلة «فوغ»، ألكسندرا ماسون، بتحويل المكالمات للمتحدثة باسم المجلة ميغان سالت، والتي لم ترد على أي مكالمات أو أي رسالة إلكترونية تطلب التعليق، وحتى باك نفسها لم ترد أيضا.
وعلى الرغم من أن مقال مجلة «فوغ» لم يذكر ذلك، فإن الصور المصاحبة للمقال، التي تظهر أسماء الأسد وزوجها واثنين من أطفالهما في منزل العائلة في دمشق - كان قد تم التقاطها بتسهيلات من شركة أميركية للعلاقات العامة تعمل لصالح الحكومة السورية. وقد تم دفع مبلغ 25,000 دولار للشركة التي تحمل اسم «براون ليود جيمس»، لتجهيز جلسة تصوير مع المصور جيمس ناشتوي، وهو المصور الحربي الشهير الذي التقط الصور لمجلة «فوغ».
وقالت الشركة في بيان لها يوم الأربعاء: «اقتصر دور الشركة على التنسيق بين الجانبين لتوفير ما يحتاجه المقال في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2011»، وأضافت أنها بدأت العمل مع الحكومة السورية «خلال مرحلة التحسن» في العلاقات مع الولايات المتحدة، وخلال الفترة التي كان فيها «المجتمع الدولي يشجع التعامل رفيع المستوى مع سوريا».
وقد ظهر اسم أسماء الأسد في الأخبار مجددا الأسبوع الماضي حينما قامت زوجتا السفير الألماني والسفير البريطاني لدى الأمم المتحدة بنشر مقطع فيديو ونداء موجه إلى أسماء الأسد يناشدها التأثير على زوجها لوضع حد لسفك الدماء في سوريا. ويجمع الفيديو بين صور فاتنة للسيدة الأولى أسماء - بما في ذلك صور التقطها ناشتوي لمجلة «فوغ» - ومقاطع لأطفال سوريين جرحى وقتلى، ويقول الصوت المصاحب للفيديو: «دافعي عن السلام يا أسماء، ولا تقفي موقف المتفرج». ومع ذلك، لم ترد أسماء الأسد على تلك النداءات.
وفي حوار مع مؤسسة الإذاعات العامة الوطنية «إن بي آر» الأسبوع الماضي، أشارت باك إلى أن الأطفال الذين ظهروا في الصور التي تم نشرها في مجلة «فوغ» قد لا يكونون أطفال الأسد الحقيقيين، ولكنها خدعة لأسباب أمنية. وأضافت أن الوجود بقرب عائلة الأسد كان «مروعا» وما تندم عليه الآن بشدة هو أن المجلة قد اختارت عنوان «زهرة في الصحراء» للمقالة التي كتبتها عن أسماء الأسد.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
 

مشروع دولة علوية؟

عماد الدين أديب... جريدة الشرق الاوسط... لا أؤمن بالنظريات التآمرية بشكل مطلق في تفسير وتحليل كل ما يحدث على الساحة السياسية، ولكن على الرغم من إيماني العميق بأن حركة التاريخ ليست مؤامرة، فإن التاريخ لا يخلو من المؤامرات!
وما يتم تداوله هذه الأيام في بعض العواصم الأوروبية حول مستقبل سوريا السياسي، هو تلك النظرية التي تدعي أن الحل النهائي للوضع السوري هو خلق دولة علوية قريبة من أماكن التركز السكاني العلوي الذي يقدر ما بين 3 في المائة من قبل الجهات المحايدة ويصل إلى 8 في المائة من قبل الأقلية العلوية.
ويتردد أن ما يحدث الآن من عمليات عسكرية بدأت في جسر الشغور، وإدلب، وخربة الجوز، وبابا عمرو وكافة المناطق المتاخمة، هو لعمل تطهير «عرقي وسياسي» من أجل رسم حدود الدويلة الجديدة، التي يمكن أن تنضم إلى الأقلية العلوية التركية؟
يأتي ذلك في الوقت الذي تلوّح فيه السيدة كلينتون في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، في باريس، باستخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشرع استخدام القوة العسكرية الدولية ضد الدولة المارقة المخالفة للقانون الدولي، مثل ما حدث ضد صربيا والبوسنة والعراق، وليبيا.
ويأتي ذلك التسريب أيضا عقب ما يتردد عن أن اجتماع رئيس الوزراء التركي أردوغان مع مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، بحث إمكانيات قيام تركيا بـ«الدخول العسكري» في الحدود السورية المتاخمة لها من أجل خلق وتأمين منطقة عازلة.
إذا صحت هذه التسريبات أو المعلومات، فنحن أمام حركة أكيدة على الأرض تهدف إلى إعادة ترسيم خريطة سوريا التاريخية إلى دويلات انفصالية.
ولا بد هنا من التذكير بأن فرنسا التي كانت تحتل سوريا الكبرى في العشرينات من القرن الماضي كانت قد أعدت وقتها مشروعا تفصيليا لـ«دولة علوية مستقلة عن دمشق»، حدودها هي ذات الحدود التي تدور فيها المعارك اليوم!
وإذا صحت هذه المشاريع، فإن ذلك يؤهل سوريا للانضمام إلى المشاريع التقسيمية التي يتم إنضاجها الآن في تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي، وبناء دولة أمازيغية من الجزائر إلى المغرب إلى تونس إلى ليبيا إلى الواحات المصرية، وفي فلسطين بعمل دولة رام الله للسلطة، وغزة لحماس، ودولة سنية في شمال لبنان، وشيعية في جنوبه، ومسيحية في بيروت والجبل، ودرزية في جبال الشوف.
هل ما نقوله الآن هو هلاوس وتهيؤات سياسية، أم ما نشهده هذه الأيام هو الحقيقة الشديدة الآلام التي نحاول أن ننكرها لأن ذلك أسهل جدا؟!
 
الوزراء العرب يطالبون دمشق بوقف القتل
نيويورك - راغدة درغام؛ القاهرة - محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت - «الحياة»، رويترز
 

طغى الجدل أمس في شأن الانفجار الذي وقع في أحد مباني حماة ليل الأربعاء وتراوحت تقديرات عدد الضحايا الذين سقطوا بسببه بين 16 قتيلاً، بحسب الحكومة السورية، وأكثر من ستين كما قالت المعارضة. وبينما اتهمت الحكومة «مجموعات إرهابية» كانت تصنع قنابل بأنها وراء الانفجار، قال ناشطون إن ما وقع في حي مشاع الطيران في حماة هو «مجزرة» ذهب ضحيتها العشرات، ونتج الدمار عن قصف مكثف بالدبابات. وذكر بعض الروايات أن عدد القتلى ربما وصل إلى 68 قتيلاً. وقال مراسل تلفزيون «بي بي سي» إن الدمار الذي أصاب المبنى يشير إلى أن ما تعرض له لا يمكن أن يكون بقصف من أسلحة تقليدية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن سبب الانفجار ليس واضحاً.

وفيما استمرت المواجهات أمس وسقوط القتلى في عدد من المدن السورية، الذين تجاوز عددهم 25 أكثرهم في دير الزور، نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر جنوداً سوريين يدفنون ناشطاً وهو حي بعد اتهامه بأنه يصور الانتهاكات في سورية ويرسلها إلى وسائل الإعلام في الخارج. وكان أحدهم يقول «ادفنوا الحيوان» و «الحيوان يقوم بإرسال الأفلام»، وتم تصوير الفيديو عن قرب ووضع على شبكة الإنترنت أمس ومدته 59 ثانية.

وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً غير عادي في القاهرة دعا إليه رئيس الدورة الحالية نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وشارك فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وطالب الوزراء الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين، وضمان حرية التظاهر السلمي لتحقيق مطالب الشعب السوري في الإصلاح والالتزام بالتنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الجامعة العربية المتعلقة بالأزمة السورية. وكلف الوزراء الأمين العام للجامعة نبيل العربي دعوة جميع أطياف المعارضة إلى اجتماع بمقر الجامعة يومي 16 و 17 أيار (مايو) المقبل وذلك بناء على ما تحقق في اجتماعي «أصدقاء سورية» اللذين عقدا في تونس واسطنبول وذلك بالتعاون والتنسيق مع المبعوث المشترك كوفي أنان وبالتشاور مع الأطراف المعنية بمعالجة الأزمة السورية تمهيداً لإطلاق حوار سياسي شامل بين الحكومة وأطياف المعارضة.

ووافق الوزراء على دعم مهمة أنان وفق إطار زمني محدد ومطالبة الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والشامل والفوري للخطة بنقاطها الست. ودعوا مجلس الأمن إلى تسريع عملية نشر المراقبين في سورية تنفيذاً لقرار المجلس الرقم 2043، وطالبوا دمشق بتسهيل عملية انتشار المراقبين والسماح لهم بحرية التنقل والوصول إلى مختلف الأماكن وفي الوقت الذي يحدده فريق المراقبين، وعدم فرض أية شروط أو مبررات لإعاقة عملهم، وضمان عدم معاقبة أو الضغط على أي شخص أو مجموعة بسبب اتصالهم بالمراقبين أو تقديم شهادات أو معلومات لهم.

ودان الوزراء مواصلة عمليات العنف والقتل التي تستهدف المدنيين السوريين ودعوا جميع الأطراف إلى التقيد بوقف كل أعمل العنف المسلح وانتهاك حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها. كما شددوا على ضرورة المساءلة الجنائية لجميع المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني وعدم إفلاتهم من العقاب. وحضوا كل الحكومات العربية على التزام قرارات مجلس الجامعة الخاصة بإجراءات مقاطعة النظام السوري وموافاة الأمانة العامة للجامعة بما تم اتخاذه مع إبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات.

وتبدأ اليوم بعثة الأمم المتحدة في سورية «أنسميس» مرحلة عملها التنفيذية مع بدء سريان قرار الأمين العام للأمم المتحدة تعيين الجنرال روبرت مود النروجي الجنسية قائداً للبعثة. ويغادر مود نيويورك اليوم متجهاً إلى جنيف في طريقه إلى دمشق بعدما اطلع على «موقف شبه موحد من مجلس الأمن» بضرورة الإسراع في نشر المراقبين الدوليين في سورية بسرعة. وتضاربت التوقعات في الأمم المتحدة حيال عدد المراقبين الذين سيصلون إلى سورية خلال نهاية الأسبوع الجاري وتفاوتت بين 50 و100 «بحلول يوم الإثنين».

وقال ديبلوماسيون إن «ثمة إجماعاً بين أعضاء مجلس الأمن على ضرورة نشر المراقبين بسرعة». وأضافت المصادر نفسها أن التقارير التي نقلها أنان وسواه تشير إلى «عمليات انتقام من قبل السلطات السورية بحق من يتحدث مع المراقبين، واستئناف القوات الأمنية القصف والعمليات العسكرية بعد مغادرة المراقبين المناطق التي يزورونها». وأوضحت أن «خطة الجنرال مود الآن ستتركز على نقطتين: إبقاء مراقبين دائمين في النقاط الساخنة كحمص وحماة ودرعا وريف دمشق، وتكثيف عملية نشر المراقبين ورفع عديدهم في مهلة مختصرة».

وعلمت «الحياة» من مصادر في الأمم المتحدة أن «قسم عمليات حفظ السلام» سيُسرع نشر المراقبين بطريقة منهجية. وتابعت أن القوات الأمنية والعسكرية السورية «لم تنسحب بعد من المدن والمراكز السكنية» خلافاً لما كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ أنان به.

وقالت إن النقاط الخلافية مع دمشق لا تزال قائمة في شأن «الإصرار السوري على تولي مهمة تأمين القدرات الجوية لبعثة أنسميس» وأن ثمة اتجاهاً لقبول الأمم المتحدة بذلك. والنقطة الثانية أن «الحكومة السورية تصر على استبعاد جنسيات من المشاركة في البعثة بينها الدول الخليجية وخصوصاً السعودية وقطر»، وفي المقابل «ليس من اعتراض سوري على مشاركة اليمن ومصر والأردن». وزادت «النقطة الثالثة هي استمرار السلطات السورية رفض التعامل مع النائب العربي للمبعوث الخاص ناصر القدوة».

وقالت مصادر ديبلوماسية أخرى إن السلطات السورية «وافقت على تعيين الجنرال مود قائداً لبعثة المراقبين». وأضافت أن «الحكومة السورية أوضحت أنها لا ترفض مشاركة مراقبين من مجموعة أصدقاء سورية، لكنها ترفض قطعاً مراقبين من دول أعلنت صراحة دعم المجموعات المعارضة وتزويدها بالمال والسلاح». وفي شأن عدم السماح لمراقب سويدي الالتحاق بالبعثة الدولية أوضحت أن «الرفض لم يكن بسبب جنسيته بل لأسباب أخرى متعلقة به شخصياً». وبالنسبة إلى القدرات الجوية لبعثة «أنسميس» قالت المصادر إن «الحكومة السورية مستعدة لتقديم قدرات جوية تلبية لطلب البعثة طالما أن الهدف منها هو أغراض النقل حصراً وليس المراقبة».

وقال أحمد فوزري المتحدث باسم أنان لـ «الحياة» إن مراقبين «كانوا موجودين في حماة أثناء حدوث الانفجار» لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مكانه وإنهم يتحدثون مع الحكومة والمعارضة لمعرفة حيثياته. وأشار فوزي إلى «انفجارات وقعت في دوما وحماة ودرعا في عملية تعكس الكثافة المختلفة في حدة القتال». وحول مدى صحة رسائل الوزير المعلم إلى أنان قال إن «الجانب السوري يبعث لنا تقارير كل يوم حول تطبيق خطة النقاط الست بما فيها الفقرة 2، وعندما نرى أن التطبيق تحقق فإننا سنعلنه، وطالما لم نعلنه فهذا يعني أنه لم يتم من وجهة نظرنا».

وحول التهم الموجهة إلى أنان بالتمادي في منح النظام السوري فرصة تلو الأخرى قال فوزي إن «هذه الأسئلة مطروحة كل يوم حول الأفق الزمني وما سيحدث لو لم تنفذ الحكومة السورية تعهداتها». وتابع أن «مجلس الأمن تبنى القرار 2043 السبت وأعطى الأمين العام للأمم المتحدة 90 يوماً وهذا هو الجدول الزمني الوحيد الموجود».

وقدمت الحكومة السورية أمس إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن لائحة بأسماء 30 ممن وصفتهم «إرهابيين وعناصر من القاعدة». وجاء في الرسالة أن بين الموقوفين تونسيين اثنين وليبياً ولبنانياً، وأنهم شاركوا في أعمال تفاوتت بين «الإرهابية وتهريب أسلحة».

ميدانياً، نفذت القوات السورية النظامية الخميس عمليات عسكرية وأمنية في عدد من المناطق السورية، ففي ريف دمشق دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في بلدة زملكا أسفرت عن مقتل عسكري منشق، كما دارت اشتباكات في عين ترما استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون. واقتحمت قوات الأمن صباح أمس مناطق في مدينتي حرستا ودوما وشنت حملة اعتقالات ومداهمات، وفق لجان التنسيق المحلية.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق أحمد الخطيب لوكالة «فرانس برس» أن مدينة دوما تعرضت لليوم الرابع على التوالي لنيران القوات النظامية في ظل إغلاق المدينة في شكل كامل منذ الصباح ومنع الدخول والخروج منها وقطع كامل للاتصالات والإنترنت والكهرباء عن معظم مناطقها منذ ثلاثة أيام».

وفي حماة أفادت لجان التنسيق بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات ليلاً في عدد من أحياء المدينة. وقال عضو المكتب الإعلامي للثورة في حماة أبو غازي الحموي «استيقظت مدينة حماة اليوم على هدوء في ظل انتشار أمني كثيف، بعد المجزرة المروعة التي حدثت أمس في حي مشاع الطيران».

 

 

سوريات يخاطرن بأرواحهن لتهريب المساعدات للمعارضين
 

الحياة...بيروت - رويترز - عندما سقط الاسبرين والكحول من بين طيات ملابسها عند نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري تسمرت رانيا في مكانها ونظرت الى سلعها المهربة على الارض أولاً ثم الى الجندي الذي نظر مباشرة الى عينيها.

كانت رانيا تعرف أن تهريب الغذاء والدواء الى نشطاء المعارضة السورية هو أمر تضع قوات الامن صاحبه تحت طائلة تهمة «مساعدة الارهابيين» وتتم معاقبته بقسوة مثلما يحدث مع مهربي السلاح.

وقالت رانيا (27 عاماً) وهي تتذكر الحادثة التي وقعت على مشارف العاصمة السورية دمشق: «قلت لنفسي.. انتهى الامر. سيقتلونني». لكن رانيا كانت محظوظة وتعاطف معها الجندي. ونقلت رانيا عن الجندي قوله لها: «اسرعي... اجمعي الادوية الخاصة بك وانصرفي قبل أن يعود قائدي». وأفلتت رانيا بهذا العفو.

ويقول النشطاء ان معظم الذين يصابون في أعمال العنف لا يتوجهون الى المستشفيات الحكومية خوفاً من أن يعتقلوا بدلاً من تلقيهم العلاج. وتظهر لقطات فيديو صوّرها هواة مستشفيات ميدانية مكدسة في حالة سيئة في معاقل المعارضة السورية لا يوجد بالكثير منها كهرباء بينما يتوسل الأطباء للعالم الخارجي للحصول على مساعدات.

ورانيا وأصدقاؤها مجموعة من النساء السوريات اللاتي يتعمدن ارتداء الحجاب والملابس الفضفاضة لإخفاء الدواء والغذاء والمال وتهريبه من دمشق الى حمص.

ولا يمكن رانيا وأصدقاءها معرفة عدد النساء السوريات اللاتي يفعلن الشيء نفسه. وتقول رانيا وفريقها ان هذه الطريقة للتهريب هي «سر معلن» يعرفه الجميع لكن السلطات غير مستعدة لتفتيش النساء بخاصة المتدينات حتى لا تثير سخطاً. وتعمل رانيا وهي محامية في فريق من أربع نساء بينهن صديقتان تعملان في متجر وتعمل صديقتهن الرابعة طبيبة.

ووافقت رانيا على إجراء مقابلة معها عبر سكايب لكنها لم تفصح عن اسمها بالكامل خوفاً من تعريض جهودها للخطر. ووافقت سيدة أخرى في الفريق اسمها علا على الرد على الاسئلة عبر صديقة أحياناً ما تساعدهن. وطلبت هذه الصديقة عدم ذكر اسمها.

والنساء الاربع من حمص وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً في سورية وظلت القوات الحكومية تقصف أحياء في وسط المدينة لشهور. وقالت رانيا: «التقينا انا والبنات بطبيب وهو صديق من أيام الطفولة وسألناه عن طريقة لمساعدة من يصابون أو من هم بحاجة الى الغذاء».

وقام الفريق بتأجير شقة كبيرة في منطقة فقيرة في دمشق. وترك الاربعة أعمالهن باستثناء الطبيبة التي تعمل أربع نوبات في الاسبوع. ويقول سكان إن السلطات السورية تشك في أن الاطباء الذين يتركون عملهم ينضمون الى المعارضة.

وقالت علا: «بعنا كل ما أمكننا بيعه... حتى مجوهراتنا. قمنا بتخزين الرز والسكر والمعكرونة وزيت الطعام في الشقة. تستخدم الطبيبة مصادرها للحصول على مضادات للالتهاب وضمادات وعلاج للصدمة».

ويأكل الاربعة مرتين في اليوم توفيراً للمال. ونادراً ما يجرين اتصالات هاتفية ولا يغادرن الشقة الا للضرورة ويعملن في أثناء الليل. وعندما يقوم ناشطون آخرون بزيارتهن يطلب الفريق منهم احضار طعامهم معهم لتوفير النفقات.

وقالت الصديقة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها: «التهريب مكلف... أنت بحاجة الى سائق أجرة يوافق على عبور كل نقاط التفتيش للخروج من دمشق والسير مسافة ساعتين الى حمص. انه أمر خطير بالنسبة اليه أيضاً». تبدأ العمليات في الشقة حيث تبدل النساء الاربع ملابسهن بملابس ذات أكمام طويلة ويرتدين الحجاب.

وقالت الصديقة: «أنا نحيلة لذا يمكنني أن أهرّب الكثير من الشاش الطبي تحت ملابسي... تهرّب احدى البنات ضمادات قطنية في حمالة صدرها».

ويسافر الاربعة اللاتي يخفين المضادات الحيوية في طيات ملابسهن بمفردهن في سيارة أجرة خاصة أو حافلة ويتوجهن شمالاً صوب مدينة حمص.

وقالت الصديقة: «تعرف الحكومة كل شيء... لكنها لا تريد المزيد من المتاعب... اعتقل أفراد أمن في دوما (ضاحية في دمشق) بعض النساء وسبب الامر قدراً كبيراً من العصيان المدني».

لكن ليس كل نقاط التفتيش آمنة، فهناك بعض النقاط التي قد تزج برانيا وصديقاتها في السجن.

وتقول علا: «أحياناً نعتقل في نقاط التفتيش. واما أن ندفع رشوة أو ننتظر لنرى ماذا سيحدث لنا. وبعض نقاط التفتيش يحرسها مسلحون مؤيدون للأسد ليسوا في الجيش النظامي». وأضافت: «لكن أسوأ حادث بالنسبة إلي وقع عندما كان من المقرر أن ألتقي مع ناشط آخر لإعطائه بعض أكياس الدم والمال والغذاء». وأضافت أنها انتظرت في المطر لكن الناشط لم يأت.

وقالت: «كان الوقت متأخراً واضطررت الى ترك الطعام على جانب الطريق لأن خطر العودة به عبر نقاط التفتيش كان كبيراً للغاية. عدت الى البيت وأنا أبكي... ضاعت الرحلة هباء».

 

 

«صمت» أم سورية قُتل أطفالها الخمسة أمام عينيها في حمص
 

الحياة..بيروت - أ ف ب - منذ اكثر من شهر، فقدت أم منير النطق بعد ان شاهدت اطفالها الخمسة، وبينهم رضيع، يُقتلون امام عينيها بقذيفة سقطت على منزلها في مدينة حمص. منذ ذلك الحين، نقلها ناشطون الى بلدة في ريف دمشق، حيث تمضي أيامها من دون اي تعابير على وجهها، ولا حتى أي دمعة.

وتروي سيدة ناشطة مع «الثوار» تستضيف أم منير في منزلها، أن المرأة التي لم تتجاوز الثلاثين «لم تقل شيئاً منذ وصولها، بل أخبرني الأشخاص الذين أوصلوها الى هنا ما حصل. إنها تحت الصدمة، وأنا آخذها الى طبيب نفسي لمعالجتها».

في بلدات ريف دمشق وقراها، عدد كبير من العائلات المهجرة من المدن السورية التي تشهد اضطرابات، لا سيما من حمص، التي تعرضت على مدى ثلاثة أشهر تقريباً لقصف مدفعي وصاروخي تسبب بمقتل مئات الأشخاص.

في جرمانا وركن الدين وقدسيا وغيرها، تستقبل بعض الأسر النازحين وتتقاسم معهم الطعام والشراب، بينما يتكفل ناشطون إجمالا بالمصاريف. وقد عمد هؤلاء أيضاً الى استئجار منازل لعائلات ليس لها أقارب أو معارف في المنطقة.

وتروي سيدة في الخامسة والعشرين تقريباً من العمر وترفض الإفصاح عن اسمها، لصحافي اثناء جولة مؤخراً له في المنطقة، أنها هربت مع أطفالها الأربعة من حي بابا عمرو في حمص بعد مقتل زوجها وتهدُّم منزلها.

وتقول: «تعرَّض منزلنا لقصف عنيف أدى الى انهياره بالكامل، واستطعت النجاة مع أطفالي الأربعة بأعجوبة».

وتضيف: «انتقلنا من منزل الى آخر، حتى قرر زوجي تهريبنا الى خارج الحي خوفاً من وقوعنا أسرى بيد قوات النظام السوري، التي كانت تقتل دون رحمة أو شفقة ولمجرد الانتماء الى بابا عمرو».

وتتابع بتأثر بالغ: «قبل هروبي بيومين، تعرضت إحدى جهات الحي لهجوم وكان زوجي يدافع الى جانب الجيش الحر، فأصيب في اطلاق النار إصابة خطيرة».

وبعد نقله إلى المكان الذي كانت فيه عائلته، حاولت زوجته إسعافه بما توافر، «لكنه توفي وهو يوصيني بالأطفال. دفنّاه في حقل مجاور للحي، وهربت مع الأطفال عبر البساتين».

ودخلت القوات النظامية السورية حي بابا عمرو في حمص في الاول من آذار (مارس) بعد أن قصفته لأكثر من شهر. وكشف بعد أيام عن «مجازر» عديدة داخل الحي وفي جواره اتهمت المعارضة قوات النظام بارتكابها، بينما نسبها النظام الى «مجموعات إرهابية».

وخلال حصار بابا عمرو، اضطر آلاف الأشخاص إلى الهرب عبر البساتين والطرق الوعرة سيراً أحياناً بسبب القصف.

ولا تزال ماثلةً صورة المرأة التي تغطي رأسها وترتدي فستاناً اسود طويلاً وتحمل على وجهها آثار جروح اصيبت بها خلال الهرب بسبب المعوِّقات على الطريق. وقد تركت حي بابا عمرو قبل يومين من سقوطه بأيدي قوات النظام.

وتركت المعاناة آثارها كذلك على وجهها الذي يبدو أكبر بكثير من عمرها الحقيقي. وتتابع: «عندما وصلت الى هنا، لم أجد في البداية ثمن رغيف الخبز. بعت كل ما كنت احمل من ذهب، وحاولت ايجاد عمل، لكن الوضع لم يسعفني. الى ان وصلتنا المساعدات من عدد من الناشطين الذين تكفلوا بإيجار المنزل الذي أقطنه ومصاريف علاج طفلي الصغير الذي يعاني من مرض عصبي».

اما أم هدى، فتعاني هي الأخرى من حالة نفسية صعبة، وتقول: «قبل أن أترك حمص، سقطت قذيفة هاون على منزلي، فقتل أحد أطفالي، وأصبت أنا في كتفي الايمن. خلال مسيرة الهرب الشاقة الى دمشق، فقدت ابناً ثانياً خلال نقلنا من حافلة إلى أخرى».

قيل لها إنها ستجده لدى وصولها الى دمشق في حافلة أخرى، لكنه لا يزال تائهاً.

لا تتكلم ام هدى عن زوجها، فيما أربعة اطفال آخرون وصلوا معها يلعبون قرب المنزل الذي تقطن فيه. تغص وتتوقف عن الكلام.

يروي النازحون قصصاً عن اعتقالات طالت كل الذكور في المناطق التي كانوا فيها، وعمليات قتل، و «اعتداءات جنسية على النساء» يقوم بها عناصر الأمن و «الشبيحة».

ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات بسبب القيود المفروضة على وسائل الاعلام في سورية، إلا أن منظمات غير حكومية نددت مراراً بانتهاكات لحقوق الإنسان يقوم بها كل الأطراف في البلاد.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية61 ألفاً، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب مليون نازح على الاقل في الداخل بسبب أعمال العنف.

ويرفض منير (24 عاماً) وماجد (30 عاماً)، اللذان توليا نقل عدد من العائلات من حمص الى العاصمة، إعطاء أي تفاصيل شخصية عنهما، إلا أنهما يؤكدان أنهما شهدا «إعدام شبان ميدانياً. كان الأمن السوري طلب منهم بعد توقيفهم ان يقولوا: لا اله إلا بشار، لكنهم رفضوا، فتم قتلهم بطريقة بشعة للغاية».

ويقول منير: «استطعنا الهرب مع أكثر من عشر عائلات من النساء والاطفال. كانت رحلة شاقة الى دمشق، ولم يكن معنا سوى القليل من المال الذي جمعناه من بيع الذهب المتوافر بين النساء معنا، لكنه لم يكف لتأمين مكان لإقامة كل العائلات، الى ان ساعدنا ناشطون محليون هنا».

ويامل النازحون ألاّ تذهب معاناتهم سدى.

ويقول سامر، الذي اصيب بثلاث طلقات نارية في انحاء مختلفة من جسمه: «لو أطلق بشار الأسد كل الرصاص الذي معه على اجسادنا، لن نستسلم وسنبقى نقاوم ومتأكدين من النصر».

 

 

داود أوغلو: تركيا ستقود موجة التغيير في الشرق الأوسط
الحياة...أنقرة - يوسف الشريف
 

في مواجهة ساخنة مع أحزاب المعارضة في البرلمان التركي، دافع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن السياسة الخارجية التي تنتهجها بلاده تجاه دول «الربيع العربي» وخصوصاً سورية.

وقال داود أوغلو إن تركيا ستقف إلى جانب الشعوب وليس الأنظمة الديكتاتورية، وأضاف «إن شرق أوسط جديد يتشكل الآن وتركيا ستقود وتوجه وتخدم موجة التغيير في الشرق الأوسط».

وتابع «اذهبوا إلى مصر أو تونس أو ليبيا أو القدس واسألوا أهلها ما رأيكم في سياسة تركيا تجاه سورية وسترون مدى التقدير والاحترام الذي سيبديه هؤلاء تجاهكم».

ووجه داود أوغلو سهام الانتقاد للمعارضة التي تنتقد سياسته تجاه سورية، وقال «إن العقليات التي تدعم الأنظمة الديكتاتورية والبعث لا يمكنها أن تفهم ما تقوم به الخارجية التركية في الشرق الأوسط». وأكد من جديد أن تركيا ستقف دوماً إلى جانب الشعب السوري، موضحاً أيضاً أن بلاده تدرس كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها إذا استمرت أعمال العنف في سورية تدفع بنزوح عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى أراضيها عند حدود البلدين.

وخلال الجلسة التي تم تخصيصها للاستماع إلى وزير الخارجية ومناقشته في سياسات تركيا الخارجية انتقد حزبا الحركة الوطنية القومي وحزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي سياسة تركيا الخارجية، معتبرين أنها تخدم أجندة الدول الغربية التي تحاول صناعة شرق أوسط جديد وفق مصالحها الخاصة، وهو ما رفضه داود أوغلو قائلاً إن تصوير الثورات العربية على أنها مخطط غربي فيه انتقاص من قدر الشارع العربي وإهانة للشعوب العربية. فيما اعتبر حزب السلام والديموقراطية الكردي أن حكومة العدالة والتنمية تتبع «سياسة الكيل بمكيالين فهي تدعم الشعب السوري وتقف ضد قمع النظام السوري للاحتجاجات بينما الحكومة التركية نفسها تقمع بشدة التظاهرات الكردية وتستخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين». واختتم داود أوغلو الجلسة بالقول إن حزب العدالة والتنمية يحلم بإنشاء شرق أوسط قائم على السلام والأخوة وبعيد عن الطائفية والعرقية والوصاية وأنه «كما نجح في تغيير وجه تركيا خلال عشر سنوات فإنه سينجح أيضاً في تغيير الشرق الأوسط لأن تركيا باتت قوة تغيير في المنطقة ومركزاً لصناعة القرار والمستقبل».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,028,364

عدد الزوار: 6,975,907

المتواجدون الآن: 80