واشنطن تعتبر الفلسطينيين غير مؤهلين للانضمام إلى الجنائية الدولية.. ونتنياهو يعتبر الخطوة بمثابة إعلان حرب

واشنطن تعتبر الفلسطينيين غير مؤهلين للانضمام إلى الجنائية الدولية.. ونتنياهو يعتبر الخطوة بمثابة إعلان حرب
وزير خارجية النرويج يبحث في القاهرة إعمار غزة
القاهرة: سوسن أبو حسين - رام الله: «الشرق الأوسط»
بعد ساعات فقط من إعلان الولايات المتحدة أن فلسطين غير مؤهلة للانضمام للجنايات الدولية، رفض المسؤولون الإسرائيليون أي احتمال لمحاكمة قادة وضباط الجيش الإسرائيلي في لاهاي، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انضمام الفلسطينيين إلى الجنايات بمثابة إعلان حرب.

وقال نتنياهو، إن الفلسطينيين يدمرون إمكانية صنع السلام من خلال تحركاتهم الأخيرة، مضيفا في مقابلة تلفزيونية، أنهم «يجعلون حل الدولتين غير ممكن الآن».

وتابع موضحا: «الفلسطينيون اختاروا المواجهة، فهم يتوجهون للأمم المتحدة، وإلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة الجنود والضباط الإسرائيليين كمجرمي حرب».

وتعهد نتنياهو بحماية قادة وضباط الجيش، مثلما يحمون بدورهم دولة إسرائيل.

وجاء رد فعل نتنياهو بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن فلسطين ستنضم للمحكمة الجنائية الدولية في الأول من أبريل (نيسان) المقبل، في خطوة وصفها صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، بأنها تاريخية وسيكون لها ما بعدها.

وقال بان كي مون في بيان نشر على موقع المعاهدة الدولية، إنه تم قبول طلب فلسطين، وبالتالي فإن وضع فلسطين في المحكمة سيدخل حيز التنفيذ بدءا من الأول من أبريل 2015، وذلك يما يتفق مع إجراءات المحكمة. وسيعطي الانضمام إلى الجنايات الحق للفلسطينيين بمحاكمة قادة إسرائيل، لكن وفق آليات معقدة بعض الشيء.

وستدفع فلسطين بملفين في البداية، هما ملف الحرب على غزة وملف الاستيطان.

من جهتها، تريد إسرائيل تجنب تعرض أي من قادة جيشها للمحاكمة على خلفية حرب غزة، إذ قالت وزيرة القضاء المقالة تسيبي ليفني، والتي تعد من أبرز منافسي نتنياهو على رئاسة الحكومة القادمة، «إنه لا يعقل أن يتم اتباع نفس المعايير حيال جنود جيشنا الذين يحاربون الإرهاب من جهة، وحيال الإرهابيين أنفسهم من جهة أخرى».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت كذلك أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن فلسطين دولة ذات سيادة، ولذلك فهي غير مؤهلة لعضوية المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي للصحافيين: «إن فلسطين غير مؤهلة للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية».

وطلب الفلسطينيون رسميا الجمعة الماضي من الأمم المتحدة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو الإجراء الذي ردت عليه إسرائيل عبر تجميد تحويل 106 ملايين يورو لحساب السلطة الفلسطينية، وتهديد قادة السلطة بملاحقتهم قضائيا. وقد جاء ذلك بعد صوت مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار فلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في 30 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

من جهة ثانية, بحث سامح شكري، وزير الخارجية المصري، مع نظيره النرويجي بورج برانداه، سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق مصالح البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وسبل الاستفادة من الفرص المتاحة للاستثمار في مصر.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن الوزير شكري تناول بشكل مفصل خلال لقائه نظيره النرويجي عددا من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية في ضوء التصويت الأخير في مجلس الأمن على مشروع القرار العربي، وسبل استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وفقا لأسس ومرجعيات عملية السلام. كما تناولا الأوضاع في قطاع غزة، وأهمية تنفيذ التعهدات الدولية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة إعمار قطاع غزة، والذي استضافته القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.

وأضاف المتحدث أن الوزيرين تناولا بشكل مفصل تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا في ضوء عدم نجاح جهود المبعوث الأممي برناندينو ليون في عقد الحوار الوطني بين الأطراف الليبية المختلفة. كما تناول الوزير شكري جهود دعم الحكومة الليبية الشرعية ومجلس النواب المنتخب، كما استعرض واقعتي احتجاز عدد من المصريين، والاتصالات التي تجريها مصر مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية لتأمين أرواحهم والعمل على إطلاق سراحهم.

وقال عبد العاطي إن الوزيرين تناولا أيضا تطورات الأزمة السورية وجهود عقد حوار بين المعارضة السورية للاتفاق على عناصر لمواقف مشتركة في ما بينها، فضلا عن الأوضاع في العراق، حيث عرض الوزير شكري لمضمون اللقاءات التي أجراها خلال زيارته الأخيرة لبغداد.

وتم خلال اللقاء التشاور أيضا حول تطورات الملف النووي الإيراني في ضوء المباحثات التي تجرى في إطار صيغة «5+1»، والأوضاع الحالية في جنوب السودان، والمباحثات الجارية في مدينة أروشا بين الحكومة والمعارضة والتي تشارك مصر فيها بممثل عنها.