سوء الأحوال الجوية يرغم عائلات فلسطينية على المبيت في الكهوف
سوء الأحوال الجوية يرغم عائلات فلسطينية على المبيت في الكهوف
فقدان الغاز في الضفة الغربية.. وإصابة 36 فلسطينيا جراء حوادث السير
رام الله: «الشرق الأوسط»
قللت التجهيزات الكبيرة التي اقتناها الفلسطينيون مسبقا من آثار المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، لكن شرائح محددة في الضفة الغربية وقطاع غزة اضطرت إلى إخلاء الخيام التي يسكنونها تجنبا للبرد القارس، والأمطار والثلوج التي زادت من حدة معاناتهم، فيما أرغمت أسر أخرى في جنوب الضفة على المبيت في الكهوف أو عند أقاربهم.
ولم تسجل في الأراضي الفلسطينية أي حوادث مأساوية، باستثناء حادثة وفاة واحدة لطفل من شمال الضفة بسبب الإهمال، فيما نجحت طواقم الدفاع المدني والشرطة في التعامل مع جميع الحالات الأخرى.
وكانت الأجهزة الفلسطينية المختصة قد أعدت غرف طوارئ قبل وصول المنخفض الجوي في كل مدينة ومخيم وقرية، فيما تم استدعاء الجرافات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي للمشاركة في عمليات تسهيل فتح الطرق ونقل المواطنين. وبهذا الخصوص قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إن أطره تعاملت مع ما مجموعه 1680 حادث إطفاء وإنقاذ في الضفة الغربية، وسجلت إصابة 36 فلسطينيا، معظمهم أصيبوا جراء حوادث سير، وقامت بإخلاء 134 مواطنا من أماكن تواجدهم إلى أماكن آمنة.
من جانبها، قالت الشرطة الفلسطينية إنها تعاملت مع نحو 500 حالة خلال حدوث المنخفض الجوي، كان أبرزها مساعدة المواطنين في سحب مركباتهم العالقة في الشوارع العامة، كما جرى مساعدة عدد من المواطنين تقطعت بهم السبل، ونقلهم إلى أماكن سكنهم، بالإضافة إلى نقل عدد من المرضى إلى المستشفيات العامة، وتأمين عدد من الموظفين لأماكن عملهم. واضطر معظم الفلسطينيين خلال هبوب المنخفض الجوي إلى البقاء في منازلهم، استجابة لنداءات بعدم التحرك إلا للضرورة القصوى، لكن بعض المنازل أو الخيام لم تكن آمنة بما يكفي.
وفي القدس وجنوب الضفة وفي قطاع غزة دفع مواطنون الثمن الأكبر، بعدما انهارت أجزاء من طابق إحدى العمارات السكنية في حي (باب حطة) بالقدس القديمة، نتيجة تساقط الأمطار وتراكم الثلوج في المدينة. وقد أرجع عدد من الفلسطينيين وجود مشاكل في القدس إلى منع إسرائيل أيا منهم من القيام بإجراء إصلاحات في بيوتهم.
وتركزت الخدمات في القدس على متطوعين فلسطينيين، إذ لا يسمح للسلطة الفلسطينية بالعمل هناك. وفي مخيم الجلزون برام الله تسببت الثلوج والأمطار في تصدع منزلين، فتقرر إخلاء سكانهما فورا. كما اضطرت الطواقم المتخصصة إلى إجلاء أكثر من 60 مواطنا يعيشون في بيوت بلاستيكية وبيوت مسقوفة بالخشب في منطقة الجفتلك بالأغوار، خاصة أنه لا يسمح للفلسطينيين في الأغوار بالقيام بأي بناء. وقالت مصادر محلية إنه جرى نقل العائلات بالتعاون مع مجلس قروي الجفتلك إلى إحدى مدارس القرية.
أما العائلات القليلة التي تسكن خياما في مناطق جنوب الضفة الغربية، بسبب هدم إسرائيل لمنازلهم الواقعة في مناطق «ج»، والتي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، فقد اضطروا إلى المبيت عند أقارب لهم، أو غادروا إلى كهوف قريبة في الجبال.
وفي قطاع غزة التي افتقدت إلى الكهرباء معظم الوقت، هرب الأهالي الذين يعيشون في خيام وكرفانات إلى منازل أقربائهم، أو اضطروا إلى إيقاد النيران طيلة الوقت من أجل الحصول على قليل من الدفء. وقد شوهد أطفال صغار يلتفون حول النيران في العراء وهم يرتجفون من البرد، فيما حاول الأهالي تحصين المنازل البدائية والخيام والكرفانات بمزيد من الخشب أو البلاستيك لمنع تدفق البرد القارس. كما أصيب غزيون بحالات اختناق، وتضرر منزلان في حريقين نشبا بمنزلين في مخيم النصيرات ومدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وكانت وزارة الداخلية وأجهزة الدفاع المدني قد ناشدت الغزيين بتوفير التهوية المناسبة أثناء استخدام المدافئ للوقاية من الاختناق، وعدم وضع الأجسام القابلة للاشتعال فوق المشعات الحرارية كالأسلاك، وعدم السماح للأطفال باللعب حول المدافئ، وعدم ترك المواقد مشتعلة عند النوم.
ولم يحص الفلسطينيون خسائرهم الناجمة عن المنخفض الجوي بعد، والذي يتوقع أن تتركز بشكل أكبر في القطاع الزراعي والمصرفي كذلك. فيما سجل أمس فقدان الغاز في مناطق في الضفة الغربية. ويتوقع استمرار المنخفض الجوي حتى يوم غد السبت.