مطهري يثير فوضى في البرلمان: احتجاز موسوي وكروبي مؤذٍ للثورة
الثلاثاء 13 كانون الثاني 2015 - 6:26 ص 504 0
مطهري يثير فوضى في البرلمان: احتجاز موسوي وكروبي مؤذٍ للثورة
الحياة...طهران – محمد صالح صدقيان
فجّر النائب الإيراني المحافظ البارز علي مطهري أمس، قنبلة من العيار الثقيل في مجلس الشورى (البرلمان)، إذ اتهم السلطات الإيرانية بأنها تُخضِع في شكل غير شرعي منذ عام 2011، الزعيمَيْن المعارضَيْن مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية. ودافع عن السماح لأهل السنّة بتشييد مسجد في طهران.
وأثار خطابه من على منصة المجلس، مشادات كلامية وتدافعاً من نواب معترضين، حاولوا إسكاته ومنعه من إكمال كلمته، ما حدا بمحمد حسن أبو ترابي فرد، نائب رئيس البرلمان الذي رأس الجلسة، إلی إنهائها ووقف بثّها مباشرة، قبل استئنافها بعد 25 دقيقة.
وانتقد مطهري مساعي في شأن الوحدة بين السنّة والشيعة، متسائلاً: «في وقت لا نسمح بإعطاء ترخيص لأهل السنّة لتشييد مسجد في العاصمة، كيف يمكن توقّع الوحدة»؟ واعتبر أن «المتطرفين من السنّة والشيعة مقصّرون في ذلك»، متسائلاً كذلك عن إمكان تحقق الوحدة بين المسلمين «عندما تُقسّم الاحتفالات بين السنّة الذين يحيون مولد الرسول، والشيعة الذين يحيون مولد الأئمة».
وانتقد أداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في ذكرى البيعة لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي نهاية الشهر الماضي، معتبراً أنه «اتسم بتطرّف وتشدد، من خلال العزف على وتر الخلاف والفرقة».
كما ندد بسلوك وزارة الداخلية في شأن قضية الحجاب، منتقداً الحكومة بسبب «عدم صدقيتها» في توضيح مسائل تمسّ البلاد، وزاد: «نتوقّع منها أن تنتهج أساليب تختلف عن تلك التي كانت تنتهجها الحكومة السابقة» خلال عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وتطرّق مطهري إلى احتجاز موسوي وكروبي، قائلاً إن «استمرار إخضاعهما لإقامة جبرية من دون حكم قضائي، ينتهك الدستور ويضرّ بمصلحة الثورة».
ولم يرضخ لهتافات أطلقها نواب متشددون، مذكّراً بأنه «لم يدعم» موسوي وكروبي في انتخابات عام 2009، بل «اقترع لمصلحة محسن رضائي»، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام. وأردف: «هدفي من طرح هذا الموضوع هو أكبر من ذلك، ويتعلق بآلية المواجهة الإسلامية مع منتقدي الحكومة».
لكن علي مطهري، نجل رجل الدين البارز الراحل مرتضى مطهري، لم يستطع إنهاء كلمته، بسبب تصاعد اعتراضات نوابٍ صعدوا على المنصة وهم يصرخون «الموت لتيار الفتنة» و «الموت للمنافقين». وقال النائب الأصولي علي رضا مرندي: «بعضهم يريد شهرة، من خلال الدفاع عن قضية قادة الفتنة الذين خرقوا القانون».
وأمر جهاز الأمن في البرلمان الإيراني الصحافيين بمغادرة القاعة، فيما أنهى أبو ترابي فرد الجلسة، لتستأنف بعد 25 دقيقة. وانتقد الأخير مطهري، قائلاً: «استمرار خطابك لا يخدم مصالح» إيران. واعتبر أن النظام أظهر «رحمة إسلامية قصوى» إزاء موسوي كروبي، لولاها لاتخذت القضية «منحى مختلفاً».
لكن نواباً معتدلين انتقدوا زملاءهم الأصوليين الذين منعوا مطهري من استكمال كلمته. وذكّر النائب كمال الدين بيرمؤذن بأن القانون يتيح للنواب طرح مواقفهم، أياً تكن، مؤكداً أن لا حقّ لأحد في منعهم.