واشنطن تشترط تقويض النفوذ الإيراني في العراق للانتقال إلى استراتيجية الحرب الشاملة على “داعش”
السبت 17 كانون الثاني 2015 - 7:54 ص 494 0
وضعت سيناريوهات تشمل غارات على مدار الساعة وتدخل قوات خاصة
واشنطن تشترط تقويض النفوذ الإيراني في العراق للانتقال إلى استراتيجية الحرب الشاملة على “داعش”
السياسة...بغداد – باسل محمد:
يتجه التحالف الدولي في الفترة القريبة المقبلة إلى اعتماد ستراتيجية جديدة تسمح بتكثيف الضربات الجوية ضد تجمعات ومواقع تنظيم “داعش” في المدن الشمالية والغربية العراقية بشكل يتيح لقوات الجيش العراقي تحقيق اختراق ميداني واسع.
وكشف قيادي بارز في التحالف السياسي الشيعي الذي يرأس حكومة حيدر العبادي لـ”السياسة” أن الولايات المتحدة, التي تقود التحالف الدولي, وضعت شرطين أساسيين قبل الانتقال الى ما أسمته ستراتيجية حرب الغارات التي ستكون مكثفة وعلى مدار اليوم بنهاره وليله, هما:
1- انتهاء عملية تدريب وتسليح القوات السنية لكي تتمكن من التقدم باتجاه المناطق التي يسيطر عليها “داعش” في محافظات الأنبار غرباً والموصل وتكريت وكركوك شمالاً وديالى في الشمال الشرقي, لأنها لا تريد لقوات “الحشد” الشيعية أن تتقدم هي بفعل الغارات المكثفة.
2- ضرورة تقويض الدور العسكري الإيراني في العراق, بمعنى سحب العسكريين والطيارين الايرانيين وإنهاء دورهم في تدريب قوات “الحشد” الشيعية, وتحويل هذه القوات إلى “حرس وطني” في مناطقها, أي عدم السماح لقوات “الحشد” بالتنقل مع الجيش العراقي في كل جبهات القتال, كما يحصل في الوقت الراهن.
وقال القيادي الشيعي ان تجربة تحرير قضاء بيجي قبل أسابيع قليلة من قبل القوات العراقية ثم استعادة تنظيم “داعش” المبادرة وانسحاب هذه القوات, برهنت أن التحالف الدولي لن يسمح بتأمين غطاء جوي يؤدي الى انتصار قوات “الحشد” الشيعية التي دخلت الى بيجي وبالتالي توقف الدعم الجوي وحدث التراجع.
وأضاف ان قيادة التحالف الشيعي أمام خيارات صعبة لأن الاحتفاظ بالدعم العسكري الايراني سيخلق إشكاليات لحكومة العبادي وسيمنع التحالف الدولي من الانتقال إلى حرب الغارات المكثفة, كما أن الذهاب إلى الخيار الايراني بمعنى الاعتماد بشكل كبير وواسع على الدور العسكري الايراني هو أمر خطير لأنه سيؤزم العلاقات العراقية – الأميركية والعراقية – العربية وسيدفع باتجاه تمرد سني أكبر في البلاد, وهو تطور سيستفيد منه “داعش” كما حدث في سورية.
وبحسب معلومات القيادي, فإن الولايات المتحدة عرضت سيناريوهات جدية لتكثيف الغارات الجوية على مدار الساعة بالتزامن مع شن الحرب البرية من قبل القوات العراقية والكردية تشمل:
- سيناريو الحرب الجوية التي ستسمح بتدخل واسع للمقاتلات الدولية في ضرب مواقع وتجمعات “داعش” في كل جبهات القتال من دون استثناء وفي وقت واحد, خاصة في الموصل والأنبار وكركوك وتكريت.
سيناريو تدخل مروحيات “أباتشي” الاميركية على نطاق فعال في القتال البري الى جانب القوات العراقية والقوات الكردية المدعومة من السنة, وهو تطور نوعي لأنه يعد من أنواع الدعم المقدم مباشرة في جبهات القتال.
- السيناريو الأخير هو تدخل قوات برية اميركية خاصة بمحاربة الإرهاب, وهي ستتولى عمليات الإنزال في بعض المواقع الحيوية التي سيطر عليها التنظيم مثل المعسكرات والمطارات والجسور والسدود ومحطات الاتصالات وإمدادات الكهرباء, كما أن هذه القوات الخاصة يمكن أن تكون أميركية أو غربية سيما أن بعض التسريبات تفيد أن الغرب وبالتحديد حلف شمال الأطلسي شرع بالفعل بتشكيل هذه القوات الخاصة التي تضم غالبية من الجنود الاميركيين لتنفيذ عمليات قتالية نوعية مثل القبض على قيادات في “داعش” أو قتلها في مناطق عراقية مختلفة.
وأكد القيادي أن الولايات المتحدة مستعدة ولديها خطط معدة لجميع هذه السيناريوهات, سيما عندما تشتد المعارك البرية ضد “داعش”, غير أن الظروف الداخلية العراقية لم تنضج بعد ليتسنى العمل على هذه السيناريوهات العسكرية التي تعد ضرورية لتحرير المدن العراقية في شمال وغرب بغداد.
واعتبر أن من بين أهم العقبات التي تقف بوجه انتقال التحالف الدولي الى المزيد من الدعم العسكري للقوات العراقية هي الخشية من انتقال السيناريوهات الاميركية والغربية لتنفيذها في سورية لاحقاً, بعد الأنتهاء من “داعش” في العراق, لأن كل المؤشرات بالنسبة للقيادتين الايرانية والسورية تتوقع تدخلاً دولياً في الأراضي السورية لمساندة قوات المعارضة المعتدلة في حربها ضد “داعش”.
ولفت القيادي إلى أن بعض الديبلوماسيين الايرانيين والسوريين في بغداد تحدثوا صراحة عن ضرورة تجنب الحكومة العراقية أي عمل عسكري بري غربي مهما كانت الظروف, كي لا يعمم لاحقاً في سورية وهذا ما يقلق نظام بشار الأسد بشكل كبير.