مهرجان حاشد لـ «الجهاد» في غزة يطالب القمة بحماية القدس ورفع الحصار
اصطف المئات من مقاتلي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي» في طوابير منظمة وسط ميدان فلسطين في مدينة غزة النابض، وذلك الى جانب 500 تابوت مغطى بقماش أسود يمثل ضحايا الحصار الاسرائيلي المحكم على قطاع غزة. وعلى بعد أمتار قليلة جداً من نصب تذكاري يمثل طائر العنقاء الذي تقول الأسطورة إنه يخرج من تحت الرماد، وجهت حركة «الجهاد الاسلامي» رسالة الى القمة العربية التي عقدت في سرت الليبية أمس، مفادها دعوة الزعماء العرب لحماية مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية من بين براثن الاستيطان، ولكسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر من سنوات طويلة.
وشارك آلاف المواطنين وعدد من قادة الفصائل في المهرجان الذي نظمته الحركة تحت عنوان «صرخة القدس من غزة إلى القمة». ودعوا القادة والزعماء العرب في القمة إلى سحب المبادرة العربية وحماية القدس. وطالب الأمين العام لـ «الجهاد» الدكتور رمضان شلح قادة الدول العربية في القمة إلى سحب المبادرة العربية، وحضهم في كلمة وجهها من دمشق عبر الهاتف خلال المهرجان، على طرد سفراء إسرائيل من بلدانهم رداً على تهويدها المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واعتبر أن «العودة الى المفاوضات مع إسرائيل والشراكة معها في أي عملية سياسية، هي شراكة في جرائمها ضد القدس وفلسطين والأمة».
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة الدكتور محمد الهندي أمام الحشود إن «رسالة مهرجان صرخة القدس للقادة العرب: اسحبوا المبادرة العربية وأوقفوا المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، واعطوا جهداً للأقصى المهدد بالهدم، وانهوا الانقسام الفلسطيني وحققوا المصالحة»، فيما شدد القيادي في حركة «حماس» اسماعيل رضوان في كلمته، على ضرورة رفع الحصار وإعادة فتح معابر قطاع غزة.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور زكريا الأغا أن القدس خط أحمر، وأن لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما دامت القدس تنتهك قدسيتها، وتهوّد وتحاصر بالجدار والاستيطان. وشدد على أن كل محاولات الحكومة الإسرائيلية لتهويد القدس ستفشل وتسقط أبشع سقوط على صخرة صمود وتلاحم أبناء مدينة القدس وأبناء الشعب الفلسطيني في أنحاء الوطن كافة. ورأى أن «الممارسات الإسرائيلية في القدس والمقدسات لن تغير من حقيقة أنها مدينة فلسطينية محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
مسيرة للفصائل
الى ذلك، نظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» وعدد من المنظمات الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني أمس مسيرة جماهيرية حاشدة قرب معبر رفح الحدودي مع مصر. وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة رمزي رباح القمة العربية «بدعم صمود شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس، وباتخاذ موقف عربي حازم من العدوان الإسرائيلي المستمر». وقال ان الشعب الفلسطيني يتطلع إلى القمة العربية، مطالباً الزعماء والقادة العرب بتحمل مسؤولياتهم التاريخية والقومية لدرء مخاطر المشروع الاستعماري الاستيطاني، وإعادة صوغ الموقف العربي وفق إستراتيجية سياسية واضحة تكفل الضغط على إسرائيل، وتعيد الاعتبار الى الموقف العربي، على قاعدة إجراء مراجعة سياسية شاملة لهذا الموقف.
وطالبت حركة «حماس» أمس القادة العرب باتخاذ قرارات قوية ونافذة في شأن الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية خلال القمة. وقالت في رسالة وجهتها إلى القمة إن «مخططات التهويد والتهجير في مدينة القدس المحتلة تستلزم قرارات عربية حاسمة وبرنامجاً عملياً لحماية القدس والمسجد الأقصى من تهديد هذه المخططات، ودعم المقدسيين وحمايتهم في المدينة لمواجهة هذه المخاطر».
وقالت إن واقع حصار قطاع غزة صعب للغاية على أهالي القطاع، داعية القمة العربية إلى «اتخاذ قرار حاسم برفع الحصار وفتح معبر رفح أمام حركة الأشخاص والبضائع، واتخاذ قرار عاجل للبدء بتنفيذ برنامج إعمار غزة».
وأعربت عن استعدادها لكل تعاون تطلبه القمة ووفق الآليات المناسبة. وفي شأن المصالحة الداخلية، أكدت الحركة حرصها على إنهاء الانقسام، معتبرة أن «السبب الأكبر وراءه هو التدخل الخارجي الذي لا يزال يعمل على تعطيل جهود المصالحة بوضع شروط سياسية عليها».