إيران: بعيدا عن المناورات

تاريخ الإضافة الأحد 17 تشرين الثاني 2013 - 7:16 ص    عدد الزيارات 356    التعليقات 0

        

 

إيران: بعيدا عن المناورات
محمد ابرهيم
عندما اخترقت ايران المشرق العربي باسم القضية الفلسطينية استطاعت لفترة طويلة تمويه قاعدتها المذهبية باعتبارها الضرورة التي لا غنى عنها حتى في سبيل تحقيق المصلحة الوطنية للأكثرية المذهبية العربية التي فقدت نضاليتها منذ "كمب ديفيد".
وكان طبيعيا ان تتهم ايران انظمة الاكثرية السنية العربية بأنها تفتعل الصراع السني- الشيعي حفاظا على كياناتها التي باتت متحالفة عمليا مع اميركا واسرائيل. وسهّل هذا الاتهام انه حتى الحركات السنية المتطرفة لم تضع فلسطين في اولوياتها فيما كانت تعتبر عداء الانظمة للشيعة غير كاف.
وهكذا لجأت الانظمة السنية العربية، العائدة من عقود المواجهة مع اسرائيل، والتي لا تعارضها حركات شعبية تحمل برنامجا مقنعا لمواجهة متجددة معها، لجأت الى الوسيلة الوحيدة التي تملكها: حشد الاكثرية السنية ضد الاقلية الشيعية.
وعندما كانت ايران، وامتداداتها، مشتبكة في آن واحد مع المحاولة العربية لبعث النزاع المذهبي، ومع اسرائيل واميركا، نوويا وحول فلسطين، كانت دعوتها الى رؤية الوطني خلف النزاع المذهبي تجد صدى لدى الاكثرية السنية وترددا في اطلاق المكبوت المذهبي. لكن ايران اساءت تقدير قدرات الخصوم، واللافت ان نقاط الضعف التي ظهرت في جبهتها لم تكن نقاطا طرفية كما كان متوقعا، اي في لبنان وفلسطين، وانما في واسطة العقد، اي سوريا، وفي عقر الدار، اي ايران. عند هذا الحد اصبح التنازل الايراني لأحد طرفي جبهة الخصوم حتميا. لكنه لم يكن حتميا ان تختار ايران التنازل لأميركا واسرائيل، بدل التنازل لما يمكن تسميته السنية العربية.
النووي الايراني والكيميائي السوري هما عنوان التنازل لأميركا واسرائيل، وضبط الاختراق الشيعي للمشرق العربي هو عنوان التنازل عربيا. وحتى الآن باركت ايران انجاز الشطر الكيميائي السوري وتوحي بأنها مستعدة لانداز شطرها النووي لكن... بكرامة.
ربما تراهن طهران على صيغة اتفاق نووي يجمد قدراتها في انتظار ظروف افضل ترتفع فيها الضغوط المتجمعة ميدانيا في سوريا واقتصاديا في ايران. لكن مثل هذه المراهنة لن يكون مصيرها افضل من سابقاتها. فإدارة اوباما التي تبدو مترددة في ملفات اقليمية كثيرة كشفت عن تصميم لا مثيل له عندما تعلّق الامر بمصالح استراتيجية اسرائيلية او اميركية، والكيميائي السوري والنووي الايراني يقعان في هذه الخانة. يضاف الى ذلك ان آلية القرار الاميركي في هذين الشأنين مفتوحة على ضغوط داخلية وخارجية تجعل المناورة الايرانية شبه مستحيلة.
وبعيدا عن المناورات تبقى ايران امام سؤال: ايهما اقرب الى البرنامج الفلسطيني الأصلي للثورة الاسلامية: التفاهم مع جماعة "كمب ديفيد" العرب ام الذهاب شخصيا الى "كمب ديفيد"؟

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,332,132

عدد الزوار: 7,628,416

المتواجدون الآن: 0