الفكرة الصهيونية نقيض المواطنة المتساوية

تاريخ الإضافة الجمعة 6 كانون الأول 2013 - 6:46 ص    عدد الزيارات 459    التعليقات 0

        

 

الفكرة الصهيونية نقيض المواطنة المتساوية
انطوان شلحت - عكا
ضجّت إسرائيل هذا الأسبوع على خلفية "يوم الغضب" الذي أعلنه فلسطينيو 48 ضد “مخطط برافر” الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على تحويله قانوناً، ويقضي بإخلاء عشرات آلاف العرب البدو في منطقة النقب من البلدات والأراضي التي يعيشون فيها.
وقد أمكننا في خضم ذلك رصد مجموعة من ردود الفعل الإنسانية الصادقة، التي لا تؤثر كثيراً في أوساط صنّاع القرار، لكنها تشكل سنداً لتأطير الحالة وما تحيل إليه.
فالكاتب الإسرائيلي المعروف سامي ميخائيل (من أصل عراقي) رأى أن هذا المخطط ينطوي على دلالة واحدة ووحيدة هي أنه يحظر على البدو أن يكونوا بدواً، ودعا إلى مدّ يد المساعدة لهم من أجل حماية حقوقهم التاريخية، ونمط الحياة الذي يتميزون به منذ فجر الزمان.
وصحيفة “هآرتس” أنشأت مقالاً افتتاحياً قالت فيه إن الدولة التي تشجع أبناء شعب معيّن (اليهود) على السكن في منطقة جغرافية ما وفي الوقت عينه تفرض قيوداً متشدّدة على تنمية مجمعات سكنية لأبناء الشعب الآخر (الفلسطيني) هي دولة تتصرّف بعنصرية، ولا يوجد أي تعريف آخر لتوصيف سلوكها الفظّ هذا. وهكذا هي إسرائيل التي تضع المخطط تلو المخطط من أجل تطوير منطقتي النقب والجليل لمصلحة اليهود فقط.
وفعلت الصحيفة ذلك بالتزامن مع كشفها النقاب عن قيام “دائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية”- إحدى أذرع الحكومة التنفيذية- ببلورة مخطط جديد لتهويد الجليل وإنشاء “توازن ديموغرافي” بين اليهود والعرب فيه، من خلال إقامة بلدات يهودية جديدة وتوسيع بلدات قائمة تتجاوز قيود الخريطة الهيكلية القطرية، كتحقيق لما سمّته “فرض السيادة الإسرائيلية من طريق العمل الاستيطاني”.
لا شك في أن هذه التطورات تعيد الصراع إلى أصوله الحقيقية الكامنة أساساً في جوهر الفكرة الصهيونية. وهو جوهر لا يتعايش مع المساواة، وبالتالي فإن الدولة الناجمة عن تلك الفكرة والتي ما زالت ممسكة بتلابيبها لا تطبق مبدأ المواطنة المتساوية.
وفي ما يتعلق بـ “مخطط برافر” فإن هذه الدولة تقوم بذلك من دون أن تخفيه تحت شعارات مموّهة كما درجت العادة في الماضي.
ولديها “زعماء” على شاكلة أفيغدور ليبرمان الذي كتب على صفحته في “فايسبوك” أن ما نشهده هو بمثابة “حرب على الأراضي القومية للشعب اليهودي، لأن ثمة من يحاول بشكل مقصود سلبها والاستيلاء عليها بالقوة، ولا يمكن غض الطرف والتهرب من واقع كهذا”، وبذا جاهر أن الصهيونية تعادل الاعتماد الحتمي على التسلط والتمييز ونهب الموارد.

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,781,210

عدد الزوار: 7,177,480

المتواجدون الآن: 122