عودة اللاجئين عبر الحدود: قلق لإسرائيل وعنصر سياسي جديد لمصلحة الفلسطينيين

إسرائيل تجري مراجعة في اليوم التالي لـ «النكبة» ونتانياهو لاستغلال الحدث سياسياً رغم الدعوات لاستخلاص العبر

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 أيار 2011 - 6:19 ص    عدد الزيارات 2850    القسم دولية

        


إسرائيل تجري مراجعة في اليوم التالي لـ «النكبة» ونتانياهو لاستغلال الحدث سياسياً رغم الدعوات لاستخلاص العبر
الثلاثاء, 17 مايو 2011

في غضون ذلك، أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس تعليماته بأن يكون الجيش «على أهبة الاستعداد والتأكد من عدم حصول عمليات تسلل من الحدود». كما أصدر تعليماته الى الجيش لإجراء تحقيق داخلي في الأحداث في مجدل شمس في الجولان المحتل واستخلاص العبر منها، واصفاً ما حدث بالسيء.

تمديد إغلاق الضفة وانتشار أمني

وأعلن الجيش تمديد الطوق الأمني على الضفة الغربية لـ24 ساعة بقرار من وزير الدفاع ايهود باراك والجنرال غانتس، فيما تواصل الشرطة انتشارها المكثف في أنحاء إسرائيل «تحسباً لأي طارئ، خصوصاً على الحدود الشمالية (مع لبنان وسورية) والقدس». وبرز انتشار آلاف عناصر الشرطة في الطرق الرئيسية ومداخل المدن وعلى «خط التماس» مع الضفة الغربية. وكانت القيادة الشمالية في الجيش والاستخبارات العسكرية تبادلتا الاتهامات عن المسؤولية عن نجاح المحتجين السوريين في دخول مجدل شمس. ونفت القيادة الشمالية ادعاء شعبة الاستخبارات بأنها سلمتها معلومات استخباراتية دقيقة عن نية المتظاهرين اقتحام السياج الحدودي.

على الصعيد السياسي، قالت مصادر سياسية إن نتانياهو سيكرر في زيارته الوشيكة للولايات المتحدة ما قاله بعد أحداث أول من أمس، وتأكيده أن معركة الفلسطينيين الحقيقية «تبغي تقويض وجود دولة إسرائيل بالذات، وهو وجود يعتبرونه كارثة يجب محو آثارها». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله «إن الذين يرغبون في أن يمنحوا الفلسطينيين قريباً دولة مستقلة في حدود عام 1967 تلقوا عبر الأحداث إثباتاً حياً عن طبيعة هذه الدولة وسلوكها».

وحمّل نائب رئيس الحكومة موشيه يعالون سورية ولبنان مسؤولية الأحداث، وقال إن ما حصل في مجدل شمس ومارون الراس «كان متوقعاً وكنا مستعدين له، ولا يجوز أن نقبل بخرق سيادتنا». وتابع أن ما حصل «يؤكد أن علينا أن ندرك أن لا شريك لنا لحل الدولتين في حدود عام 1967»، مضيفاً إن المعركة التي تواجهها إسرائيل في الوقت الحالي «لا تتعلق بمساحتها الجغرافية وحدودها وإنما بوجودها».

من جانبه، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، الرجل الثاني في حزب «كديما» المعارض شاؤول موفاز إن «إسرائيل تتصرف كالنعامة وتضع رأسها في الرمال ... لا تبادر إلى شيء، وهذه معادلة سيئة للغاية في هذا الوقت». وحذر من أن تتكرر أحداث الأحد في أيلول (سبتمبر) المقبل في حال لم تطلق إسرائيل مبادرة سياسية، مضيفاً انه «لم تكن حاجة لانتظار أحداث الأحد لنستوعب أن واقع الشرق الأوسط يشهد تغيرات جوهرية كبيرة وليست بسيطة، وما حصل هو مقدمة لما سيحصل في أيلول المقبل من أحداث قد تداهمنا أمواجاً أمواجاً». ودعا الحكومة إلى الاستعداد للسيناريوات المختلفة.

على صلة، قالت سفيرة إسرائيل سابقاً في الأمم المتحدة غبريئيلا شاليف إن مكانة إسرائيل بلغت الحضيض، ما يحتم على الدولة العبرية إطلاق جهد ديبلوماسي وسياسي لإقناع دول في العالم بأن اعتراف الأمم المتحدة في شكل أحادي الجانب بفلسطين دولة مستقلة لن يفيد الفلسطينيين بل سيضر عملية السلام. واعتبرت أن مبادرة الفلسطينيين للاعتراف الدولي بدولة لهم «هو هدف مرحلي في مخطط أشمل لتقويض إسرائيل، وليست المصالحة بين حماس وفتح سوى جزء من هذه الخطة».

إسرائيل تتقدم بشكوى للأمم المتحدة

وأعلنت إسرائيل أنها تقدمت بشكوى الى الأمم المتحدة ضد سورية ولبنان في أعقاب الأحداث الأحد بداعي أنهما «لم يتخذا إجراءات لمنع اندلاع أعمال العنف والمس بسيادة إسرائيل». وكرر مسؤولوها أن الجيش تصرف من منطلق ضبط النفس. وكانت وزارة الخارجية عممت على السفارات الإسرائيلية في العالم «وثيقة» اتهمت فيها نظام الرئيس بشار الأسد وقيادة الجيش السوري بالمسؤولية عن هذه الأحداث.

الصحف الإسرائيلية تحذر

إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر عسكرية تحذيرها من أن لا تكون أحداث الأحد انتهت، وأن «احتمال استمرارها ما زال وارداً بقوة، ليس فقط في أيلول المقبل إنما أيضاً في غضون الأيام القليلة المقبلة». ووفقاً لمصادر استخباراتية اعتمدتها الصحيفة، فإن هذه الأحداث «يمكن أن تتكرّر على نطاق أوسع كثيراً في حال استمرت الأوضاع غير المستقرة في دول الشرق الأوسط ... عندها ربما ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة مشكلات شائكة للغاية».

وحملت تعليقات الصحف تحذيرات مماثلة، ولخص بعضها ما حصل بالقول إن «الثورة العربية دقت باب إسرائيل»، وبدد الوهم بأن الدولة العبرية تعيش في نعيم «كأن لا علاقة لها بالأحداث الدراماتيكية حولها».

وكتب كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع تحت عنوان «لا، لن تعودوا»، أن اللاجئين الفلسطينيين تحركوا نحو الحدود وهم يحملون أعلام فلسطين ويطالبون بالعودة إلى بلداتهم التي هجر منها آباؤهم عام 1948، «وخرجوا واثقين من أن المشروع الصهيوني سينهار، وأن دفعة صغيرة إضافية ستجعل من إسرائيل كلها فلسطين». ووصف المحرر في الصحيفة إيتان هابر أحداث الأحد «بداية عصر جديد في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني»، مشيراً إلى ما أسماه «سلاح الكم» الذي يستخدمه المتظاهرون الفلسطينيون والعرب عموماً، معتبراً هذا السلاح نوعياً لم يكن في السابق ويضع الجيش والشرطة في إسرائيل أمام معضلات جديدة تتعلق بكيفية التصرف مع عشرات ومئات الآلاف ومليون من المتظاهرين ... مع الحذر من دفع ثمن دولي كبير وقاس».

تسليم السلطة عائدات الضرائب

على صعيد آخر، تراجع وزير المال الإسرائيلي يوفال شتاينتس عن قراره تعليق تحويل مبلغ 300 مليون شيكل (85 مليون دولار) للسلطة الفلسطينية جبته إسرائيل من عائدات ضريبية فلسطينية، في موانئها وفي المعابر الحدودية. وأمر مساء أمس بالإفراج عن المبلغ وتنسيق تحويله مع مسؤولي السلطة الفلسطينية.

وكان الوزير، بدعم من رئيس حكومته بنيامين نتانياهو، قرر قبل أسبوعين تجميد الأموال بداعي أنها ستذهب إلى حركة «حماس» في أعقاب المصالحة مع حركة «فتح»، وأنها «ستصرف لتمويل عمليات إرهابية لقتل إسرائيليين».

وأكدت مصادر صحافية أن «الهيئة الوزارية السباعية» هي التي أعطت الضوء الأخضر لوزير المال للعدول عن قراره في أعقاب الضغوط الدولية على نتانياهو. وبررت وزارة المال عدول الوزير عن قراره بالقول إن الأخيرة تلقت توضيحات من السلطة الفلسطينية بأن الأموال «لن تصل إلى أيادي منظمات الإرهاب»، في حين قالت مصادر أخرى إن إسرائيل تيقنت من أن الوضع لم يتغير وأن التنسيق الأمني مع السلطة على حاله.

 
إسرائيل تقدم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد سوريا ولبنان
 

تل أبيب- يو بي آي - قدمت البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة شكوى إلى المنظمة الدولية ضد حكومتي سورية ولبنان في أعقاب الأحداث التي وقعت في هضبة الجولان وقرية مارون الراس اللبنانية المحاذية للحدود مع إسرائيل في ذكرى إحياء النكبة الفلسطينية.

وقُتل خلال أحداث أمس 21 متظاهرا فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أمس، لكن الجيش قال إن القتلى في مارون الراس ربما سقطوا بنيران الجيش اللبناني.

وقالت إسرائيل في الشكوى إلى الأمم المتحدة إنها حذرت مسبقا من أحداث خلال إحياء ذكرى النكبة عند حدودها وأن "سورية ولبنان لم تفعل شيئا من أجل منع العنف وخرق سيادة إسرائيل واختراق حدودها".

وادعت إسرائيل في الشكوى أن "قوات الجيش الإسرائيلي تصرفت من خلال ضبط النفس" خلال هذه الأحداث.

وتخطى عشرات المتظاهرين الذين انطلقوا من الأراضي السورية الحدود في هضبة الجولان وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار باتجاههم ما أدى إلى مقتل 10 وإصابة نحو 120 متظاهرا.

كذلك أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه متظاهرين فلسطينيين ولبنانيين في قرية مارون الراس بادعاء محاولتهم الاقتراب من الحدود الإسرائيلية وقتل 10 متظاهرين وإصابة عشرات آخرين.

كما قتلت القوات الإسرائيلية متظاهرا في قطاع غزة واصابت عشرات آخرين بجروح بادعاء اقترابهم من حاجز "إيرز" قرب بلدة بيت حانون في شمال القطاع.

عودة اللاجئين عبر الحدود: قلق لإسرائيل وعنصر سياسي جديد لمصلحة الفلسطينيين
الثلاثاء, 17 مايو 2011

وصدرت عن قادة إسرائيليين في الساعات الأخيرة تصريحات تظهر حجم القلق من التعامل مع سيناريو تتدفق فيه جماهير غفيرة من اللاجئين عبر الحدود بطريقة سلمية. وسارعت المؤسسة السياسية والأمنية الى اتخاذ خطوات عاجلة للحيلولة دون تكرار هذا السيناريو مستقبلاً، منها الإعلان عن نيتها اللجوء الى الأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد سورية ولبنان اللتين تدفقت منهما جماهير اللاجئين العائدين. كما قررت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في إسرائيل أمس استدعاء وزير الدفاع إيهود براك ورؤساء الأجهزة الأمنية الى المثول أمامها لمساءلتهم عن التقصير في التنبؤ بحدوث هذا التطور والتحضير الكافي لمواجهته. وانضمت المعارضة الى الحكومة في مواجهة ما أسمته التهديد الوجودي، وأعلنت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني عن تأييدها الرد الذي قامت به الحكومة مطلقة عليه «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وفي الجانب الفلسطيني، أشاد الرئيس محمود عباس بالدماء التي سالت عبر الحدود، وقال إنها «لن تذهب هدراً لأنها دماء سالت من أجل شعبنا وحقوقه». وقال مسؤولون فلسطينيون إن الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة ستبنى على عنصر زحف اللاجئين عبر الحدود. وقال نائب مفوض عام العلاقات الدولية في حركة «فتح» حسام زملط إن عنصر الزحف عبر الحدود «أضاف عنصراً رابحاً جديداً مهماً الى الجانب الفلسطيني». وأضاف: «هذا العنصر الجديد أقوى بالنسبة إلينا من الاعتراف الدولي، ومن الكفاح المسلح، ومن الانتفاضة. فأن تتدفق جموع اللاجئين عبر الحدود في طريقها الى بيوتها التي هجرت منها قصراً، أمر يضع إسرائيل في موقف بالغ الضعف من الناحية السياسية والقانونية والأخلاقية». وتابع: «وماذا تستطيع إسرائيل أن تفعل مع جموع اللاجئين العائدين الى بيوتهم والى أسرهم التي تركوها قبل 63 عاماً».

ويرى مراقبون أن عنصر الزحف عبر الحدود سيشكل هاجساً كبيراً لإسرائيل والحكومات العربية في المراحل اللاحقة. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيزيت الدكتور جورج جقمان: «على رغم الطابع الرمزي لهذا الحدث، لكن أهميته تكمن في توافر خيار الضغط على الحكومات العربية مستقبلاً لمصلحة القضية الفلسطينية». وأضاف: «سنرى في المستقبل ضغطاً أكثر من الشعوب العربية على الحكومات، وهذا سيؤثر في موقف هذه الحكومات تجاه القضية الفلسطينية».

وكانت التجمعات الفلسطينية في الوطن والشتات شهدت حراكاً واسعاً في الأشهر الماضية استعداداً لهذا الحدث. وشكل ناشطون شباب العديد من المجموعات الشبابية التي تواصلت عبر الانترنت تحضيراً لما أطلقت عليه «الزحف على فلسطين في ذكرى النكبة». وبينت التعليمات التي وزعت على هذه الصفحات وجود تحضيرات حثيثة للتوجه عبر الحدود في كل من سورية ولبنان ومصر والأردن.

وقال ناشط في هذه المجوعات الشبابية لـ «الحياة»: «شرعنا في التحضير لهذه الخطوة منذ انطلاقة الثورة المصرية وبعدها، ووضعنا أمامنا سيناريوين، الأول أن تسمح لنا الأنظمة بالوصول الى الحدود، والثاني أن تمنعنا من الوصول، لكننا كنا مصممين على المحاولة».


المصدر: جريدة الحياة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,797,083

عدد الزوار: 7,043,459

المتواجدون الآن: 72