تقارير.."النهار" تنشر محاضر الخارجية الأميركية عن بدايات الحرب اللبنانية [2] كيسنجر: اسرائيل تريد لبنان مقسّماً والأسد غاضب من جنبلاط....مسلمو ميانمار: بين العنصرية والفقر... أكثر من 135 إثنية في البلاد.. واقتتال داخلي بانتظار اتفاقية سلام شامل.....إسرائيل هي عيون أميركا وآذانها في سوريا... الموساد فضح تجاوز الأسد الخط الأحمر فأغضب إدارة أوباما

إسرائيل: قدرة حزب الله الصاروخية هي الثامنة عالمياً... الحرب السرية لـ"الموساد" على أسلحة الدمار السورية ...اتفاق سري أميركي - روسي على مسرحية الكيميائي!...بين الحضارة الأموية... والنووية!

تاريخ الإضافة الأحد 22 أيلول 2013 - 7:21 ص    عدد الزيارات 1795    القسم دولية

        


 

"النهار" تنشر محاضر الخارجية الأميركية عن بدايات الحرب اللبنانية [2] كيسنجر: اسرائيل تريد لبنان مقسّماً والأسد غاضب من جنبلاط
واشنطن - هشام ملحم
خلال الاسابيع التي سبقت دخول القوات السورية النظامية الى لبنان في نيسان 1976 واصل وزير الخارجية الاميركية انذاك هنري كيسنجر محاولاته للتوصل الى حل سياسي في لبنان ينسجم مع مصالح سوريا، ومع مقترحها للحل المقدم في 22 كانون الثاني ولكن في الوقت ذاته رفض دخولها العسكري الى لبنان، او في حال اصبح ذلك متعذراً ان يكون هذا الدخول محدوداً وان لا يتعدى ثلاثة اسابيع، وان يكون هدفه توجيه ضربة قوية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها اليساريين في لبنان بقيادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط. وخلال اجتماع بتاريخ 31 آذار قال كيسنجر انه سيبلغ العاهل الاردني الملك حسين الذي كان يدعم سوريا بقوة انه اذا اخفقت كل الجهود السلمية ودخل السوريون الى لبنان على الرئيس الاسد "ان يعطي موعداً قاطعاً للانسحاب، على الاكثر ثلاثة اسابيع، واذا كان هو (الملك حسين) قادراً على محو منظمة التحرير خلال 9 ايام، فان ثلاثة اسابيع اكثر من كافية لذلك" (ضحك في الغرفة وفق المحضر). ولكن بعد تعثر القوات السورية في الصيف، وبعد تعرض واشنطن للانتقادات من جميع الاطراف، من المصريين الذين اتهموا واشنطن بالتواطؤ مع سوريا لدخول لبنان، والذين شكوا من عدم تدخل اسرائيل لمعاقبة السوريين، الى الاردنيين، الذي شكوا من ان واشنطن لم تدعم سوريا بما فيه الكفاية، اعرب كيسنجر في اجتماع في 7 آب 1976 عن مخاوفه من اخفاق سوريا، وقال لمساعديه "أود ان اوضح ان هزيمة سورية في لبنان هي بمثابة كارثة" ورأى ان انتصار منظمة التحرير في لبنان سيضع سوريا في كماشة بين طرفين راديكاليين: المنظمة والعراق، وتخوف من ان تؤدي هزيمة سوريا في لبنان "الى الاطاحة بالاسد". وعندما لم تتدخل اسرائيل في لبنان بعد ارسال سوريا قواتها النظامية الى لبنان، اعرب كيسنجر ومساعدوه عن استغرابهم لذلك وشكا من الاسرائيليين كالعادة لانهم لم يعلموه بخططهم. وخلال هذا الاجتماع قال السفير الاميركي في القاهرة هيرمان آيلتس لكيسنجر ان اتهامات انور السادات للسوريين بانهم قد اجتمعوا سراً بالاسرائيليين في جنيف قد ازعجت عبد الحليم خدام، ورد كيسنجر قائلاً بان الاتهامات "كانت صحيحة".
وعلى رغم النظرة السلبية العامة تجاه السياسيين اللبنانيين لدى كيسنجر ومساعديه، (مثل قول أثرتون : شمعون لا يزال يعيش في الماضي... شارل مالك في حال طلاق مع الواقع... او قول المبعوث الخاص الى لبنان دين براون للرئيس فورد: جنبلاط مجنون) كان كيسنجر ومساعدوه يتخوفون ويعارضون تقسيم لبنان ان كان على اساس طائفي او تقسيمه كمناطق سيطرة ونفوذ بين سوريا واسرائيل، وفي الوقت ذاته كانوا يعارضون ما يعتبرونه ميل قيادات مسيحية مثل الرئيس كميل شمعون الى تقسيم البلاد، واوصى كيسنجر دين براون ببذل كل الجهود لتصب "باتجاه لبنان موحد" وطلب من أثرتون ان يطلب من السفير الاميركي في سوريا ريتشارد مورفي ان يقول للسوريين "نريد ان يكون المسيحيون اقوياء بما فيه الكفاية للدفاع عن انفسهم، وربما يجب ان نقول للاسد اننا سنسمح بتزويدهم ببعض الاسلحة الاسرائيلية". ورأى كيسنجر ان الاسرائيليين يرون ان "افضل شيء بالنسبة لهم هو لبنان مقسّم"، وواصل الحديث عن مخاوفه من انه " اذا دخلت اسرائيل (الى لبنان) فاننا لن نستطيع اخراجها"، وانها قد تحتل اراضي لبنانية وصولاً الى نهر الليطاني.
وكان من الواضح من مواقف كيسنجر انه لم يكن يريد ان يحقق أي طرف، بمن فيهم سوريا أي انتصار ساحق في لبنان يعطيه القدرة على توحيد القوى الراديكالية بمساعدة السوفيات لان ذلك قد يعرقل مساعيه لتحقيق سلام شامل بين العرب واسرائيل. ورأى كيسنجر وسفيره في الاردن توماس بيكيرينغ خلال مناقشة بطء سوريا في السيطرة على الوضع وحسمه ان ذلك يعود "لاننا لم نعطها الضوء الاخضر". وتابع كيسنجر في اجتماع آب " تحليلي هو انه لو اعطينا سوريا الضوء الاخضر في آذار (عندما طلب عبد الحليم خدام رأي واشنطن في التدخل العسكري في لبنان) لكانوا هزموا منظمة التحرير الفلسطينية اولاً، وبعدها هزموا المسيحيين وانتهوا بفرض سيطرتهم الكاملة على لبنان الذي كان سيصبح راديكاليا بشكل تدريجي. وهذا كان سيعطي سوريا سيطرة كبيرة، ولذلك فاننا شجعنا او رضخنا لتقوية المسيحيين، والآن هم اقوى بما فيه الكفاية لمقاومة احتمال فرض الهيمنة السورية، الامر الذي يتطلب قوة سورية كبيرة، وسوريا لم تعد بعد الآن بهذه القوة".
وتبين محاضر الجلسات التي كان كيسنجر محورها ومعظمها بين مسؤولين في الخارجية ومجلس الامن القومي، وبعضها شارك فيها الرئيس جيرالد فورد ونائبه نيلسون روكيفلر ومدير السي آي ايه آنذاك جورج بوش، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد احتمال حدوث حرب اقليمية في حال ادى دخول سوريا الى لبنان الى التسبب باجتياح اسرائيلي لجنوب لبنان، وما يمكن ان تؤدي اليه حرب جديدة تنتصر فيها اسرائيل بسرعة الى احتمال تورط الاتحاد السوفياتي في الحرب لمنع سوريا من هزيمة جديدة مؤكدة. وفي اجتماع بتاريج 30 آذار لخص كيسنجر سياسات سوريا واسرائيل قبل ارسال القوات السورية الى لبنان بالشكل التالي "تاريخياً سوريا كانت دائماً تريد الهيمنة على لبنان. اسرائيل تعتقد انه في المدى البعيد ان سوريا في لبنان سوف تتعاون مع الراديكاليين وتدعم لاحقاً منظمة التحرير. وسوريا تشعر انهم اذا لم يتدخلوا فان منظمة التحرير سوف تسيطر على البلاد. انا اعتقد ان سوريا محقة في المدى القصير، واسرائيل محقة في المدى البعيد". وتابع "اعتقد ان افضل سياسة هي دعم سوريا سياسياً ومحاولة ابقائهم عسكرياً" خارج لبنان.
ويتبين من المحاضر ان كيسنجر كان ملماً الى حد كبير بتفاصيل وتعقيدات الاوضاع السياسية للبنان وتركيبته الاجتماعية والدينية، وخصوصاً عندما كان يشرح هذه التعقيدات اللبنانية للرئيس فورد الذي اظهر جهلاً كبيراً بالاوضاع اللبنانية حين سأل دين براون خلال احد الاجتماعات "هل المسيحيون عرب؟". وبعد دخول القوات السورية الى لبنان وخلال اجتماع عقد بتاريخ 22 نيسان قال كيسنجر الولايات المتحدة تتعرض للانتقادات من الجميع: "مصر تتهمنا بالتواطؤ مع سوريا. سوريا تتهمنا بالتواطؤ مع مصر. جنبلاط يتهمنا بالتواطؤ مع المسيحيين، والمسيحيون يتهموننا بالتواطؤ مع المسلمين". خلال اجتماع بتاريخ 22 حزيران اعرب كيسنجر عن احباطه لبطء الاسد وتردّده بتوجيه ضربة قاضية لمنظمة التحرير "لانه اذا لم يمح المنظمة او ان يضعفها بشكل جذري فانه لن يستطيع الانسحاب..." ورد عليه مورفي "لن ينسحب لديه الآن 19 الف جندي" وتابع مورفي ان غضب الاسد اصبح منصباً في هذه الفترة على كمال جنبلاط اكثر منه على ياسر عرفات. وكان من اللافت ان كيسنجر رأى ما اعتبره مأزق الاسد في لبنان وعدم حسمه للمعركة بسرعة مماثل لمأزق اميركا في فيتنام اي القيام "بعمل غير كامل". ورد عليه توماس بيكيرينغ قائلاً "يبدو انه متأثر بالقيود التي وضعناها عليه..." واجابه كيسنجر "لان الاسرائيليين غيروا اشاراتهم تجاهنا دون ان يخبرونا" وتدخل آثرتون قائلاً ان الاسرائيليين "حددوا الخط الاحمر بالنسبة لنا واعادوا رسمه عدة مرات، وكانوا قد لجأوا الى الحرب في هذا الوقت، لو التزموا بتحديدهم الاولي للخط الاحمر". وهنا قال كيسنجر "الواقع هو كما يعلم مورفي، فاننا لم نعرف لعنة الله أي شيء حول ما يفعله الاسد، والواقع ايضاً كما يعلم أثرتون لعنة الله اننا لم نعرف ابداً أي شيء تفعله اسرائيل".
ولاحظ الرئيس فورد خلال اجتماع في البيت الابيض بتاريخ 2 تموز ضم كيسنجر وسكوكروفت "الامر الابرز في لبنان، هو ان الاسرائيليين قد فعلوا الشيء الصحيح عندما وقفوا جانباً، ونتيجة لذلك فان السوريين يضعفون منظمة التحرير الآن" ورد كيسنجر وهذا دون أي ضغط منا. لقد وصلنا الى استنتاجات متوازية، ولم يكن هناك أي ضغط من جانبنا. السوريون يواصلون اضعاف منظمة التحرير، والسوريون عالقون الآن في لبنان، وهم لا يستطيعون الانسحاب دون ان يعطوا (لبنان) لمنظمة التحرير الامر الذي سيظهر اخفاق عمليتهم العسكرية". وفي محضر اجتماع عقد في 27 نيسان قال المبعوث دين براون ان "المسيحيين شعروا بالخيبة لان (الاسد) لم يتدخل مستخدماً فرقه العسكرية". وتحدث براون بازدراء واضح تجاه الطبقة السياسية اللبنانية ووصف افرادها بانهم امراء حرب سوف يشترون ويبيعون الاصوات عند انتخاب الرئيس الجديد، الذي اعرب عن امله بان يكون الياس سركيس "مع انني اقول علنا اننا لا نؤيد أي مرشح، لان ذلك سيكون بمثابة قبلة الموت".
وتكشف المحاضر ان انتقادات كيسنجر لاسرائيل كانت كثيرة ونابية، وللمرة الاولى انتقد خلال اجتماع بتاريخ 7 آب "اللوبي الاسرائيلي" في واشنطن ، لانه يعرقل صفقات الاسلحة لدول الخليج العربية واشار الى ان الاسرائيليين كانوا يقومون بأعمال اللوبي لخدمة مصالحهم "ولكنهم الآن يضغطون من اجل تغيير كل مسار سياستنا لتتناسب مع سياستهم بدلاً من ان تتناسب مع سياستنا".
وفي المقابل كانت بعض تعليقات كيسنجر عن العرب تعكس صوراً نمطية نافرة مثل حديثه عن القدرة الخارقة للعرب لكي "يخربطوا" الامور، او قوله "العرب مستحيلون" او اتهامه المصريين "بالنفاق". في مقارنته بين انور السادات وحافظ الاسد، قال كيسنجر ان الاسد "يقول لك دائماً، انا اولاً واخيراً عربي. السادات لا يقول ذلك ابداً". ولكن تعليقات كيسنجر النابية لم تكن محصورة بالاسرائيليين او بالعرب، بل بدت واضحة تجاه اعضاء الكونغرس كما كان يسخر من المسؤولين في وزارة الخارجية ومسؤولين آخرين، اما انتقاداته فكانت لاذعة وطريفة، ومنها قوله للرئيس فورد ان المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية "هم مجموعة من ابناء آوى A bunch of jackals . وقال ان الخارجية الفرنسية لا تزال مليئة بالديغوليين "الذين يمارسون سياسات ماكيافيلية رخيصة".
 
بين الحضارة الأموية... والنووية!
النهار..باتر محمد علي وردم.... كاتب أردني
ينشر بالتعاون مع الموقع الالكتروني لمجلة "البيئة والتنمية"
ها نحن نبدأ من جديد. فبعد الوصول إلى اقتناع بعدم إمكان إنشاء المفاعل النووي الأردني العتيد في العقبة، وفي محيط محطة الخربة السمراء لتنقية مياه الصرف الصحي في المفرق، وهو اقتناع كلف عشرات الملايين من الدولارات في دراسات المواقع والجغرافيا والبيئة والطبوغرافيا وغيرها، يبدو أن هيئة الطاقة الذرية قررت (وهي تقرر وحدها دائماً) أن منطقة "قصير عمرة" مناسبة لإقامة المفاعل، وذلك لتحقيق المزيج النادر بين الحضارة الأموية والحضارة النووية!
كما نعرف جميعاً، لا يقع قصير عمرة بجانب البحر ولا قرب نهر جار للحصول على مياه مستمرة للتبريد، بل يقع في قلب الصحراء الأردنية، في منطقة توجد تحتها أحواض للمياه الجوفية تكاد لا تكفي لأغراض الشرب والزراعة وهي معرضة للكثير من التملح.
لحسن الحظ أن لدينا من العلماء في الأردن من هم أكثر معرفة من علماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويستطيعون القول بأن قصير عمرة مناسب لإقامة المحطة النووية. وفي حال اعترض الناس ونشطاء البيئة، بل حتى علماء طاقة ذرية آخرون، يمكن بسهولة اتهامهم بممارسة الشغب والجهل بل العمالة لجهات خارجية.
يمكننا أن نحتمل الكثير من أشكال "الفهلوة" في إدارة الشأن العام في الأردن، ولكن ليس الطاقة النووية. إذا كانت الطاقة النووية مطلوبة كجزء من مزيج الطاقة الكلي في الأردن وخياراً مهماً، فلا بد من إدارته بطريقة علمية سليمة وتحترم عقول الناس.
منذ ثلاث سنوات طرحت خمسة أسئلة بسيطة حول البرنامج النووي الأردني لم يتم الإجابة عنها حتى الآن، وها هي من جديد:
1 - كم تبلغ كلفة المفاعل النووي من الجيل الثالث الذي سيتم بناؤه في الأردن، ابتداء من دراسات الموقع والتصميم مروراً بالإنشاء وأجهزة السلامة والصيانة والإدارة ومعالجة المخلفات وغيرها من الدورة النووية الكاملة؟ المفاعل الذي يتم بناؤه في فنلندا من قبل شركة آريفا، وهو من النوع الذي سيتم بناؤه في الأردن، وصلت كلفته حتى الآن إلى سبعة مليارات أورو (9,3 مليارات دولار) ولم ينته بعد.
2 - من أين سيتم إمداد المفاعل بمياه التبريد، وما هي كميتها، وما هي خطط الطوارئ عند الإضطرار إلى استخدام كميات مياه أكبر في حال ارتفاع الحرارة وصولاً إلى خطر الانصهار نتيجة أخطاء إدارية داخلية أو كوارث خارجية؟
3 - كيف ستتم معالجة المخلفات الذرية الناجمة عن المفاعل، وكيف سيتم نقلها إلى موقع المعالجة داخل الأردن أو خارجه؟ لا توجد في العالم حتى الآن مواقع مرخصة لمعالجة هذه المخلفات.
4 - ما هي الكميات الحقيقية للأورانيوم في الأردن؟ هل تعتقد هيئة الطاقة الذرية أن ادعاءاتها حول كميات الأورانيوم المجدية اقتصادياً أصدق من نتائج تجارب شركتين من أكبر شركات العالم في التنقيب (أريفا وريو تنتو) انسحبتا من الأردن بسبب عدم وجود جدوى من الأورانيوم؟
5 - ما مدى تطبيق مفاهيم السلامة العامة وحماية البيئة في واحدة من أشد ممارسات التعدين تأثيراً على الصحة والبيئة ولعقود طويلة وهي تعدين اليورانيوم؟ ان تجارب العديد من الدول تركت وراءها كوارث هائلة في مواقع التعدين، ومن المفترض الحرص على إعادة تأهيل جميع المواقع التعدينية للأورانيوم بطريقة سليمة تمنع تراكم الإشعاعات في الجو والتربة والمياه.
من حق الناس أن يعرفوا الإجابات، سواء في العقبة أو الخربة السمراء أو قصير عمرة ... أو حتى في البتراء!
 
اتفاق سري أميركي - روسي على مسرحية الكيميائي!
النهار...سليم نصار – لندن.. كاتب وصحافي لبناني
فوق المدخل الرئيسي للقاعة، التي ضمت ممثلي المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة سانت بطرسبرج، يافطة ضخمة تحمل صورة نسر برأسين، شعار الامبراطورية الروسية.
الرئيس فلاديمير بوتين الذي خدم في المانيا الشرقية كرئيس لجهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي)، دفعه انهيار الاتحاد السوفياتي، سنة 1990، الى تسلق المرحلة الانتقالية بطريقة أعادت الى روسيا دورها الريادي في التوازن الدولي.
ساعد بوتين على تثبيت هذا الدور التردد الذي أظهره الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال ولايته الأولى. ذلك أنه قرر الانسحاب من العراق وأفغانستان على أمل استرجاع ثقة الشعوب العربية والاسلامية التي خيَّب جورج بوش الابن آمالها.
ومن المؤكد أن موجة الثورات في العالم العربي ساهمت في إضعاف النفوذ الاميركي الذي حاول اوباما توظيفه من أجل حلّ الخلاف التاريخي بين العرب واسرائيل. وكان من نتيجة تلك الانتفاضات الشعبية أن تم إسقاط عدد من الحكام الذين عُرِفوا بتحالفهم مع واشنطن. كما تسببت أيضاً في زعزعة العلاقات بين الولايات المتحدة والأنظمة التي صمدت أمام "الربيع العربي".
أثناء ولايته الأولى عيَّن الرئيس اوباما السناتور جورج ميتشل مبعوثه الخاص الى الشرق الأوسط. كل هذا كي يؤكد التزام الادارة الجديدة بمسيرة السلام الفلسطينية-الاسرائيلية. وكانت غايته من وراء تحريك تلك العملية المجمَّدة اختطاف القضية الفلسطينية من ايران التي إستغلتها لكسب مشاعر الناقمين العرب. وتصوَّر اوباما أن نجاح مبعوثه في ترميم جسر المصالحة يمكن أن يُعيد ثقة الشعوب العربية والاسلامية بسياسة اميركا الخارجية. ولما وضع ميتشل تقريره المفصَّل حول ضرورة وقف عملية الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية، سارعت اسرائيل الى ممارسة ضغوطها التي إنتهت باقصاء المبعوث الخاص.
مع تمديد حكم اوباما لولاية ثانية، تصاعدت في الولايات المتحدة الدعوة الى ضرورة تخلي الادارة عن التزاماتها الدولية، وخصوصاً حيال الشرق الأوسط. كذلك إرتفعت في الكونغرس أصوات تطالب اوباما بأهمية حصر جهوده بمعالجة الشؤون الداخلية، وأن يتقاسم العبء الأمني مع حليفاته الاوروبيات، وأن يبتعد عن ساحات الحروب الخارجية، إلا في حالات استثنائية.
وترى روسيا، شأن غيرها من دول العالم، أن مركز القوة العالمية ينتقل تدريجياً الى الشرق، وأن صعود الصين يتم على حساب ضمور قوة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ومن أجل دعم امكانات بيجينغ بادرت موسكو الى مدّ انبوب نفط عبر سيبيريا لتصدير النفط الى الصين. علماً أن هذه الصادرات لا تزيد على ستة في المئة من إجمالي واردات الصين.
وفي ظل هذا التعاون تدخلت الدولتان أكثر من أربع مرات لتمنع مجلس الأمن الدولي من إتخاذ قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد نظام بشار الأسد.
أثناء وجود المفتشين الدوليين في دمشق، وحصول الهجوم الكيميائي على مناطق خاضعة لسيطرة الدولة، هدد الرئيس الاميركي اوباما بضرب المنشآت العسكرية السورية. وقبل أن ينفذ تهديده، تدخلت موسكو لاقناع واشنطن بأن المطلب الاميركي سيتحقق بالطرق السلمية، لا بالطرق الحربية التي أنهت نظام معمر القذافي.
مقابل تراجع واشنطن عن الخيار العسكري، حصر بوتين إقتراحه الأول ببندَيْن يتعلق أولهما بوضع آليات للرقابة الدولية على المخزون الكيميائي تمهيداً لنقله الى مكان آمن والشروع في تدميره. بينما يقضي البند الثاني بضرورة إتخاذ الاجراءات اللازمة لانضمام سوريا الى منظمة حظر السلاح الكيميائي والتوقيع على الوثائق الدولية التي تحرِّم إستخدام هذا السلاح.
ومن تدخل بوتين وُلِدَت نتيجة إيجابية لحوار جديد بين الولايات المتحدة وروسيا ممَثلتَيْن بوزيرَيْ الخارجية جون كيري ونظيره سيرغي لافروف.
ولاحظ المراقبون أن الرئيس بوتين كشف في تصريحاته عن بعض الأسرار المهمة المتعلقة بموضوع السلاح الكيميائي. قال "إن سوريا تمتلك مخزوناً من السلاح الكيماوي يُعتبر، بالنسبة لهذا البلد، العتاد المقابل للسلاح النووي الاسرائيلي".
وكان بهذا التصريح يشير الى الدور الذي لعبته بلاده في تأمين مخزون كيميائي ضخم بهدف موازنة السلاح النووي الاسرائيلي.
وبالتزامن مع استخدام السلاح الكيميائي، أطلقت البحرية الاسرائيلية صاروخين ذكِر أن المضادات الروسية في ميناء طرطوس هي التي أسقطتهما قبل وصولهما الى الهدف المجهول. في حين إدَّعت البحرية الاميركية أنها هي التي فجرتهما في الجو خشية تدخل القوات الاسرائيلية في الحرب. وهكذا ضاعت تفاصيل هذين الصاروخين في زحمة البحث عن مطلق السلاح الكيميائي.
في كلمة أخرى، إعترف بوتين أنه ناقش موضوع الكيميائي السوري مع اوباما في قمة سانت بطرسبرغ، وأنه إتفق معه على نقل هذه الترسانة الى السيطرة الدولية.
وبما أن واشنطن لم تُكَذب هذا الادعاء، إعتبرت الأسرة الدولية أن تهديد اوباما، بتوجيه ضربة عسكرية الى المنشآت السورية، لم يكن قراراً صادقاً... وأن تعهد بوتين بازالة السلاح الكيميائي السوري مقابل تجميد الضربة الاميركية: هذه المناظرة المفتعلة لم تكن في نظر المطلعين سوى مسرحية سياسية إتفق الرئيسان على إخراجها وتمثيلها بطريقة مقنعة لجمهور المتفرجين.
في ضوء كل هذا، فان التسوية التي يتحدثون عنها الآن كانت المخرج الأفضل لكل الأطراف. فهي جيدة لروسيا كونها تثبت مكانتها كقوة دولية عظمى شبه مساوية لقوة الولايات المتحدة. وهي جيدة للرئيس اوباما كونها حررته من عبء الكونغرس ومنعته من التورط في حرب لا يريدها.
وهي جيدة لبشار الأسد كونها منحته الفرصة الكافية لتفسير الاتفاق حسبما يريد. خصوصاً أنه لا يضع مخططاً لانهاء الحرب الأهلية أو استبدال النظام بنظام آخر يحكمه الائتلاف المعارض. أو على الأقل فرض عقوبات أو هدنة مؤقتة.
إن العقوبات الوحيدة التي يذكرها الاتفاق تتناول الوضع الذي يرفض فيه الأسد الوفاء بتعهداته. عندها قد يتدخل مجلس الأمن لفرض عقوبات في إطار المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة. ولكنه ليس من المؤكد تمرير مثل هذا القرار لأن روسيا لا توافق البتة على التفسير الاميركي. وبما أنها تملك حق النقض (الفيتو) كالصين، فان سوريا تشعر بأنها محصنة ومصونة.
في تصريحه الأخير الى "فوكس نيوز" إعترف بشار الأسد بالتزامه حيال الاتفاق. وأعرب عن رغبته في التخلص من الأسلحة الكيماوية، وعن إستعداده لتسليمها الى أي بلد لا يمانع في المخاطرة بأخذها.
ولما سئل عن إحتمال نقلها الى الولايات المتحدة، قال إن الأسلحة الكيميائية ضارة جداً بالبيئة، وإنه يشك في إستعداد الادارة الاميركية لتحمل مسؤولية نقل مواد سامة الى بلادها.
وعن المدة التي تستغرقها عملية نقل المواد السامة من سوريا، قال الأسد إنها تحتاج الى سنة على أقل تقدير، وإن تكاليف النقل لا تقل عن مليار دولار.
ويُستنتج من الرسائل الرمزية التي أرسلها الأسد بواسطة تصريحه، أن التكاليف يجب أن تدفعها الولايات المتحدة مع حلفائها المهتمين بالتخلص من المواد السامة. كذلك أعطى نفسه فترة سنة للاشراف على إنجاز هذا العمل المضني.
يوم الأربعاء الماضي إحتفل بشار الأسد بعيد ميلاده الثامن والأربعين. وأوحى لشلة الأصدقاء، الذين شاركوه هذه المناسبة، أن سنة 2014 ستشهد نهاية ولايته، وبداية مرحلة جديدة خالية من السلاح الكيميائي.
وكان بهذا الكلام يهزأ من سذاجة الاميركيين الذين تراجعوا عن ضربه وإسقاط نظامه مقابل التخلي عن مواد لن تقبل الدول بتخزينها ما عدا روسيا التي وفرتها. وهو يتوقع تراجع "الائتلاف الوطني السوري" أمام الزحف الخارق الذي تحققه عناصر "القاعدة" و"جبهة النصرة." وعليه يرى أن إرهاب الاسلاميين سيدفع الاميركيين للمطالبة ببقائه واستمرار نظامه، كونه الحاكم الوحيد في الدول العربية الذي راهن على الخيار الروسي. في حين خذل باراك اوباما صديق اميركا الرئيس حسني مبارك، مثلما سيخذل النظام العسكري المصري الذي يحاول الاعتماد عليه في نزاعه مع "الاخوان المسلمين".
 
مسلمو ميانمار: بين العنصرية والفقر... أكثر من 135 إثنية في البلاد.. واقتتال داخلي بانتظار اتفاقية سلام شامل

يانغون (ميانمار): «الشرق الأوسط»... يعاني المسلمون في ميانمار مشاكل عدة، أبرزها العنصرية، من مجموعات إثنية متعددة، على رأسهم الراكين في ولاية راخين التي تشهد أكثر الحوادث ضد المسلمين خلال السنوات الماضية. ولكن، هناك أيضا عنصرية ممنهجة من بعض العناصر المؤثرة في النظام الحالي، التي تمنع التحاقهم في القوات المسلحة وتمنعهم كغيرهم من الأقليات من تبوؤ مناصب رفيعة في البلاد. وتعتبر هذه من التحديات الأبرز، على حكام ميانمار حلها لو كانوا جادين في جهود الإصلاح.
وهناك عوامل معقدة تؤثر على وضع المسلمين، لا تنحصر فقط في مواجهة بين البوذيين والمسلمين، كما يصورها البعض. فهي مرتبطة أيضا بفقر ولاية راخين، حيث يوجد المسلمون الروهينغا المجاورة لبنغلاديش، بالإضافة إلى دور مجموعات من أغلبية إثنية البامار تخشى من أن ترسيخ الديمقراطية في البلاد قد يؤثر على قوتهم في البلاد. والبامار هم الإثنية الأكبر في البلاد وتوجد أقلية متطرفة بينهم تعتبر أنه من حق البامار احتكار حكم البلاد، رغم وجود 135 إثنية ومجموعة عرقية مختلفة في البلاد.
وبعد انتهاء عيد الفطر، فتحت الشرطة النار على مسلمي الروهينغا للمرة الثالثة في شهرين، مما يجدد التوتر في منطقة عانت العنف الديني العام الماضي. ولا تزال القرى الواقعة خارج سيتوي، عاصمة الولاية، تشهد اضطرابات بعد نزاع بشأن احتجاز شخص متوف من الروهينغا سرعان ما تصاعد إلى اشتباكات استمرت طيلة يوم الجمعة الذي أمطرت فيه الشرطة حشود الروهينغا بالرصاص.
ويسلط العنف الضوء على تنامي يأس الروهينغا في مواجهة طريقة تعامل تزداد قسوة من جانب الشرطة. وقال سكان محليون إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب أكثر من 12 شخصا.
ويأتي تجدد التوتر رغم جهود الحكومة لتهدئة الأوضاع في ولاية راخين بعد تفجر موجتين من العنف الطائفي مع بوذيي راخين العام الماضي خلفا ما لا يقل عن 192 قتيلا و140 ألف مشرد، أغلبهم من الروهينغا.
وتقضي سياسات تشبه سياسات الفصل العنصري بعزل البوذيين عن المسلمين الذين يتكدس كثير منهم في مخيمات بدائية للنازحين دون أمل يذكر في إعادة توطينهم.
ولم تعلن الحكومة عن الأعداد الرسمية التي ماتت وجرحت من جراء الأحداث في ولاية راكين، ولكن تعد بالمئات بينما تم تشريد ما يقرب من 140 ألف نسمة من الروهينغا داخليا عن المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها قبل الأحداث التي تفاقمت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وهناك صعوبة في معرفة الأعداد الحقيقية للمسلمين في ميانمار ومعرفة أوضاعهم الاجتماعية بسبب مضايقات من الحكومة على المؤسسات المدنية في هذا المجال. كما ان وزارة الداخلية تمنع الصحافيين الأجانب من الوصول الى المناطق الحدودية المضطربة لرصد الأحداث فيها.
وسعت منظمة التعاون الإسلامي إلى معالجة هذه المشكلة من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة ميانمار في سبتمبر (أيلول) الماضي يسمح بموجبها للمنظمة بفتح مكتب خاص في البلاد، إلا أنه بعد ما يقارب عاما من الاتفاق لم تحصل الموافقة على ذلك. وأعرب رئيس المنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلي، الشهر الماضي، عن استعداد المنظمة للمساعدة في الوصول إلى حل دائم للمشاكل القائمة لجميع المسلمين في ميانمار الذين يسعون للحصول على حقوقهم الأساسية.
ويذكر أن ميانمار في حالة صراع داخلي شبه دائم تقريبا منذ أن استقلت البلاد عن بريطانيا عام 1948، حيث يوجد بها مجموعة كبيرة من الجماعات المتمردة العرقية التي تقاتل من أجل الحصول على استقلالها أو الحصول على درجة من الاستقلال الذاتي. وهناك أكثر من نزاع مسلح مختلف، استطاعت الحكومة أن توقع اتفاقيات وقف إطلاق نار مع 13 جماعة مسلحة عرقية، ولكن ما زالت هناك مواجهات مثل النزاع المطول مع إثنية الكاشين قبل إمكانية توقيع اتفاقية سلام شامل قبل نهاية العام، من المؤمل أن تشمل جميع الأقليات في البلاد.
والجماعة المتمردة الرئيسة الآن هي منظمة استقلال كاشين هي التي لم توقع على وقف لإطلاق النار، ولكنها وافقت على المشاركة في حوار سياسي مع الحكومة.
 
إسرائيل هي عيون أميركا وآذانها في سوريا... الموساد فضح تجاوز الأسد الخط الأحمر فأغضب إدارة أوباما
إيلاف...عبدالاله مجيد
للموساد الاسرائيلي جواسيس في سوريا، يزودونه بأدق المعلومات عن الجيش السوري منذ سنوات، وهم من كشف في البداية تجاوز النظام السوري الخط الأحمر الذي رسمه باراك أوباما حول استخدام السلاح الكيميائي.
لندن: في 20 آب (اغسطس) 2012، أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أن إقدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد على تحريك أسلحة كيميائية أو استخدامها سيكون تجاوزًا للخط الأحمر، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تدخل اميركي مباشر في سوريا.
 واعتبر محللون ومسؤولون في دول مختلفة أن اوباما رسم الخط لأنه يعتقد أن احدًا لن تبلغ به الحماقة إلى حد عبوره. وافادت مصادر بأن اوباما رسم الخط الأحمر مستندًا، من بين معلومات اخرى، إلى تقارير تلقاها من الاستخبارات الاسرائيلية.
 ونقلت مجلة فورين بوليسي عن مصادر مطلعة قولها إن اجهزة التجسس الاسرائيلية كانت تعتقد أن الأسد لن يستخدم اسلحة دمار شامل، وسيُبقي ترسانته الكيميائية ورقة يساوم بها مقابل منحه اللجوء السياسي مع زوجته وبطانته من رموز النظام، متى جاء يوم الرحيل.
 معلومات حارقة
 في 10 آذار (مارس) 2013، بدأ جواسيس اسرائيليون يرسلون تقارير بأن النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية. وتأكدت هذه التقارير من مصادر مختلفة بينها أجهزة تتنصت على الاتصالات بين قيادات جيش النظام واقمار تجسسية ترصد ما يخرج من المستودعات المحصنة التي تُخزن فيها الأسلحة الكيميائية.
 نقلت اسرائيل هذه المعلومات إلى الولايات المتحدة، لكن واشنطن رفضت الاعتراف بصحتها، وكان واضحًا للاسرائيليين أن الاميركيين ينظرون إلى هذه التقارير على أنها مادة حارقة لا يريد الرئيس لمسها. ومن دون مراعاة للدلالات السياسية المترتبة على كشف هذه المادة، أو ربما عن قصد لوضع واشنطن في زاوية ضيقة، أعلن الجنرال ايتاي برون، رئيس قسم الأبحاث والتحليل في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، بلغة لا تقبل اللبس، في كلمة القاها في 23 نيسان (ابريل) الماضي، في معهد دراسات الأمن القومي في تل ابيب، أن النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد مواطنيه.
 الوحدة 8200
 أثار الاعلان غضب الادارة الاميركية وأحرجها. وطالبت واشنطن إسرائيل بإيضاحات. وفي النهاية، بعد تقرير قدمته بريطانيا وفرنسا إلى الأمم المتحدة، اعترفت ادارة اوباما بأن هذه المعلومات صحيحة في الواقع. ومنذ تلك الواقعة، مُنع ضباط هذا القسم في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من الإدلاء بتصريحات أو الظهور في مؤتمرات عامة.
 لكن هذه الواقعة لم تؤثر في التعاون الاستخباري بين الدولتين، واستمرت اسرائيل في مد الولايات المتحدة بكميات ضخمة من المعلومات عن سوريا. وقال الجنرال اوري ساغي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق، لمجلة فورين بوليسي: "لدينا معرفة واسعة بما يحدث في سوريا، وقدرتنا على جمع المعلومات هناك قدرة عميقة".
 واضاف: "اسرائيل هي العيون والآذان لمد الاستخبارات الاميركية بما لا تستطيع جمعه من معلومات حينًا، واستكمال ما تستطيع جمعه احيانًا". وتابع ساغي: "أن المعلومات التي جمعتها الوحدة 8200 المختصة بالتنصت واعتراض الاتصالات كانت دائمًا ذات قيمة كبيرة لوكالة الأمن القومي وغيرها من أجهزة التجسس الاميركية".
 وتبين وثيقة سرية للغاية كشفت عنها صحيفة غارديان أخيرًا أن وكالة الأمن القومي تزود الوحدة 8200 الاسرائيلية بما تعترضه هي وتتجسس عليه من اتصالات. وأكد ساغي، الذي ترأس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من 1991 إلى 1995، أن اسرائيل استثمرت موارد كبيرة للتجسس على سوريا في اطار النزاع العربي ـ الاسرائيلي.
 اختراق إسرائيلي
 تمكن جهاز الموساد من تجنيد عملاء داخل الجيش السوري وفي مفاصل الدولة، وزرع جواسيس للعيش في سوريا بهويات مزورة لتنفيذ مهمات تجسسية مختلفة. وكانت الاستخبارات العسكرية تركز في هذه الأثناء على جمع معلومات عن منظومات سوريا الدفاعية وخاصة الصاروخية.
 وقال ديفيد كمحي، الضابط السابق في جهاز الموساد، إن الاستخبارات الاسرائيلية كانت تتقاسم المعلومات مع وكالة المخابرات المركزية، "لنثبت لهم أننا قادرون على جمع معلومات لا يستطيعون جمعها".
 ونتيجة هذه المعلومات كانت لدى اسرائيل فكرة دقيقة عن مواطن ضعف الجيش السوري، حتى قبل أن يسخره النظام لأغراض القمع الداخلي. ودأبت الاستخبارات الاسرائيلية منذ العام الماضي على تقديم تقارير منتظمة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتتياهو عن تحريك اسلحة الجيش السوري، بما في ذلك صواريخ سكود، وصواريخ ارض ـ بحر الروسية المتطورة من طراز ياخونت، ومحاولات إيصالها إلى حزب الله في لبنان. وأكد المسؤولون الاسرائيليون على أعلى المستويات أنهم لن يسمحوا بوقوع مثل هذه الأسلحة بيد حزب الله.
 وكلما ترصد اسرائيل محاولة لنقل هذه الأسلحة كانت تدمرها في الطريق. ولم تعترف اسرائيل بالمسؤولية عن ست هجمات كهذه، ولكن مصادر الاستخبارات الاميركية واعلانات النظام السوري نفسه تبين أن طائرات حربية اسرائيلية دمرت هذه الشحنات.
 ويرى محللون أن اخفاق القوى الكبرى في التوصل إلى اتفاق على تدمير ما يملكه النظام السوري من اسلحة كيميائية في مجلس الأمن الدولي يمكن أن يضع ترسانة النظام الصاروخية ضمن اهداف الضربة العسكرية الاميركية المؤجلة حاليًا. وإذا حدثت الضربة، فإنها ستكون دقيقة في اصابة اهدافها، بالاستناد إلى معلومات مصادرها من داخل المؤسسة العسكرية للنظام السوري.
 
 الحرب السرية لـ"الموساد" على أسلحة الدمار السورية زرع جواسيس داخل دمشق وجمع معلومات تستعصي على الأميركيين
"النهار"
في تقرير مفصل لمجلة "فورين بوليسي" عن الحرب السرية لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" على أسلحة الدمار الشامل السورية، يستعيد كبير مراسلي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية للشؤون العسكرية والاستخبارية رونن برغمان الشركة القديمة بين الجواسيس الاميركيين والاسرائيليين، والاهمية التي توليها الوكالة الاميركية للأمن القومي ووكالات الاستخبارات الاخرى للمعلومات التي تجمعها "الوحدة 8200" ، الهيئة الاسرائيلية للتنصت.
ويقول برغمان إن "الموساد" جنّد باطراد عملاء في الجيش والحكومة السوريين وزرع مخبرين بأسماء وهمية في سوريا لتنفيذ مهمات مختلفة، بينما كانت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تجمع معلومات عن أنظمة الدفاع السورية.وعلى مر السنين، استطاع السوريون الامساك ببعض هؤلاء الجواسيس، ولعل أبرزهم ايلي كوهين الذي أرسل الى سوريا مطلع الستينات من القرن الماضي منتحلا شخصية تاجر سوري عاد الى وطنه الام كرجل ثري بعد سنوات أمضاها في أميركا الجنوبية.أقام كوهين علاقات ممتازة مع مسؤولين عسكريين ومخابراتيين كبار في سوريا.وخلال الحفلات التي كان يقيمها في شقته الفخمة في الشارع المقابل للمقر العام لهيئة الاركان في دمشق، سحب منهم بعضاً من أسرار الدولة.
وينقل برغمان عن مسؤول ملف كوهين جاداليا خلف كيف كان العميل الاسرائيلي يرسل آخر معلوماته يومياً ، بما فيها بعض القيل والقال من القيادة العليا في سوريا، باستخدامه آلة تعمل بشيفرة "مورس" خبأها في منزله.
وفي مقابلة أجريت معه عام 2002، يصف الضابط في "الموساد" ديفيد كيمحي الذي صار لاحقاً نائبا لرئيس الجهاز كيف كان "الموساد" ينقل بعضا من المعلومات التي يحصل عليها كوهين ومصادر اخرى الى وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي اي". ويقول: "أردنا أن نثبت للاستخبارات الاميركية أننا شيء مهم في الشرق الاوسط، وأننا قادرون على جمع معلومات تستعصي عليهم".
وبدوره، يقول ايسر هاريل، ثاني رئيس لـ"الموساد" في مقابلة عام 2001: "اعتقدت أنه يمكننا أن نكون اليد الطولى لوكالة الاستخبارات المركزية في أفريقيا وآسيا".
وكان نشاط "الوحدة 8200" المسؤولة عن اعتراض اتصالات العدو، مهماً جداً في هذا الاطار.وفي حرب الايام السنة عام 1967، حققت اسرائيل نصرا حاسما وسريعا على سوريا ومصر بفضل المعلومات الدقيقة جدا التي وفرتها الوحدة وفروع استخبارية أخرى.
وفي حينه، كذب الرئيسان الراحلان السوري حافظ الاسد والمصري جمال عبد الناصر اللذان كانا يخسران الحرب وفقدا قوتهما الجوية في ساعاتها الاولى، على العاهل الاردني الراحل الملك حسين في شأن حقيقة الوضع، وذلك من أجل اقناعه بدخول المعركة.وإذ كانت "الوحدة 8200" تتنصت على الحديث، قررت اسرائيل، من أجل احراج الدول العربية أكثر، نشر مضمون المكالمة.
بعد حرب 1973، وافق الاتحاد السوفياتي على تزويد سوريا بضع عشرات من صواريخ "سكود بي" أرض - أرض التي يبلغ مداها 300 كيلومتر. وكانت لتلك الحرب نتيجة أخرى أيضاً، إذ وقع أموس ليفينبرغ، الضابط في "الوحدة 8200" الذي كان على اطلاع على أسرار حساسة جدا، أسيرا في أيدي السوريين. كان هذا الرجل يتمتع بذاكرة استثنائية، لكنه كان يعاني رهاب الاماكن المقفلة.وبعدما نجح السوريون في اقناعه بأن هجومهم قد نجح وأن اسرائيل دمرت، اعترف لهم بكل شيء يعرفه، ونقل مضمون الاستجواب الى الاسد شخصيا الذي ذهل لما سمعه: كانت اسرائيل تتنصت على كل تحركات البث العسكرية السورية، بما فيها تلك التي تحصل بين الرئيس السوري وقادة الفرق. واتضح أيضاً أن الاسرائيليين اخترقوا الاراضي السورية، وثبتوا أجهزة تنصت كانت موصولة بكل كابلات الاتصالات السورية وتنقل كل المعلومات الى قواعد "الوحدة 8200". ألحقت اعترافات "الضابط المغني" كما كان ليفينبرغ يسمى في اسرائيل، ضرراً كبيرا بالاستخبارات الاسرائيلية التي كشفت أنظمتها ومكائدها السرية. أما السوريون فقد كانوا مقتنعين بأنهم جعلوا اسرائيل عمياء وصماء وخصوصا للسنوات المقبلة.
لكنهم كانوا مخطئين.فخلال أعمال صيانة لكابل الهاتف الرئيسي بين سوريا والاردن في الاول من نيسان 1978، اكتشف العمال جهازاً غريباً مدفوناً في الارض.كان العسكريون ورجال المخابرات السوريون الذين استدعوا لتفكيكه متأكدين أنه جهاز تنصت اسرائيلي، وعندما حاولوا الحفر لازالته انفجر بهم وقتل 12 منهم.وفي السنوات التالية، حرص السوريون على استدعاء وكلاء من الذراع الاستخباراتية للجيش السوفياتي "جي أر يو" للتعامل مع أجهزة مماثلة، لكن هؤلاء أيضاً وقعوا في الفخ مرة وقتل أربعة منهم.
وعندما منيت سوريا بهزيمة قوية في حزيران 1982 بعدما أسقطت نحو 100 من طائراتها خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، كان ذلك خصوصاً بسبب المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي جمعتها الدولة العبرية عن سلاح الجو السوري والبطاريات المضادة للصوارخ.
اتفاق مع الصين
بعد تلك الحرب، قلص حافظ الاسد موازنة الجيش "النظامي" وحول الاموال المدخرة لاعادة تأهيل سلاح الجو وشراء صواريخ.وعام 1984، وقع اتفاقا مع الصين لشراء صواريخ "أم-9" المزودة وقوداً صلبا وذات المدى الأطول من "سكود "السوفياتية، الا أن الصفقة ألغيت تحت ضغوط شديدة من الولايات المتحدة التي واجهت بدورها ضغوطا من اسرائيل التي حصلت على معلومات عن الصفقة الوشيكة من عميل رفيع المستوى لها في دمشق.
وبعد انضمام قوات سورية الى التحالف في حرب العراق عام 1990، عاد القادة السوريون، وبينهم رئيس الاركان في حينه العماد حكمت الشهابي، متأثرين بـ"آلة الحرب الاميركية الهائلة". وبعدما خلص الاسد الى أن الاسرائيليين يملكون بالتأكيد ترسانة مماثلة للأميركيين، وأن الفجوة التكنولوجية والنوعية بين الجيشين السوري والاسرائيلي باتت أوسع من ذي قبل، رأى أن لا مجال لسد هذه الفجوة في المستقبل القريب. لذلك، قرر الاستثمار في القوة الصاروخية التابعة لسلاح الجو، ولكن بقيادته المباشرة ورئاسة علويين موالين لنظامه. كذلك، قرر أن الصواريخ التي تنشرها القوة ستزود رؤوسا كيميائية.
كوريا الشمالية
وعقب هذا القرار، وقعت صفقات مع كوريا الشمالية.في البداية، كان انتاج الصواريخ يخضع لاشراف مباشر من مهندسين كوريين شماليين، ولاحقا، توصل السوريون الى اكتساب المعرفة المطلوبة.
قبل نشوب الثورة السورية، كان السوريون يملكون كل أصناف صواريخ "سكود" ومنصاتها. أطلقوا بعضها على الثوار والمدنيين، وليس معروفاً كم بقي منها في ترسانتهم.
الجنرال كونتسيفيتش
وفي موازاة حصولهم على صواريخ في التسعينات من القرن الماضي، بذل السوريون جهدا واسعا للحصول على أسلحة كيميائية.في البداية كانت قنابلهم تملأ بغاز السارين، وتصنع لالقائها من المقاتلات. ولاحقا، طورت رؤوس صواريخ "سكود".
وتقول مصادر استخبارية اسرائيلية أن أكثر المعدات والمعرفة لتصنيع هذه الصواريخ جاءت من الاتحاد السوفياتي والصين وتشيكوسلوفاكيا، اضافة الى مساعدة أفراد وشركات من أوروبا الغربية واليابان. ومنتصف التسعينات، نجحت سوريا في تصنيع المادة الكيميائية "في أكس".وقد وفر المعرفة لتصنيع هذا السلاح الجنرال أناتولي كونتسيفيتش، مستشار الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين لنزع الاسلحة الكيميائية.
وتحت ستار زيارة عمل روتينية لسوريا، بدأ كونتسيفيتش اقامة صلات خاصة مع مسؤولين كبار في النظام السوري، وحصل منهم على مبالغ كبيرة، في مقابل بعض المعلومات والمعدات التي حصل عليها في أوروبا لتصنيع غاز "في أكس". وعبثاً حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تحذير الحكومة الروسية من نشاطات الجنرال.
وفي الثالث من نيسان 2002، توفي كونتسيفيتش في ظروف غامضة، إذ كان في رحلة من دمشق الى موسكو. كذلك، يكتنف الغموض ما كتب على ضريحه في موسكو من أنه توفي في 29 آذار. وإذ تبدو المخابرات السورية مقتنعة بأن "الموساد" يقف وراء وفاته، لم يعلق مسؤولون اسرائيليون على هذه الادعاءات.
موقع السفيرة
تاريخيا، خصصت اسرائيل الكثير من الموارد لمراقبة مركز الابحاث والدراسات العلمية، الوكالة السورية الرئيسية المكلفة جهود انتاج اسلحة بيولوجية وكيميائية. ومع عشرة آلاف موظف، كان المركز هو مسؤول عن تشغيل المنشآت الرئيسية حيث تصنع الاسلحة الكيميائية وتخزن، استنادا الى تقديرات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية. والموقع الرئيسي هو السفيرة في شمال سوريا والذي يعتقد أنه كان أحد الاهداف الرئيسية للضربات الاميركية التي كانت محتملة في آب.
وفي 25 تموز 2007، حصل انهيار رهيب في خط انتاج مكونات "في أكس" في السفيرة أدى الى مقتل عشرة سوريين، واستناداً الى معلومات لـ"الموساد" عشرة مهندسين ايرانيين في الموقع، اضافة الى جرح عدد آخر، وانتهت تحقيقات أجراها فريق خاص الى أن ما حصل كان نتيجة عمل تخريبي متعمد، ولكن لم تتضح حتى اليوم هوية الفاعلين. ومن غير أن يشير تحديدا الى حادث السفيرة، لمح وزير اسرائيلي رفيع المستوى الى أن ما حصل "حادث رهيب".
مفاعل نووي
ومع تسلم الرئيس بشار الاسد السلطة، عين العميد محمد سليمان لرئاسة كل المشاريع الخاصة، بما فيها ادارة الترسانة الكيميائية السورية من القصر الرئاسي. وقد اغتنما العلاقات مع كوريا الشمالية للتوصل الى اتفاق على تجهيز مفاعل نووي من أجل استخدامه في تصنيع أسلحة كيميائية.
نجح الاسد وسليمان في اخفاء وجود المفاعل عن الاسرائيليين، باصدارهم أوامر بعدم نقل أي معلومات عن المشروع الكترونيا، كما أظهر تحقيق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عن الشبكة التي أنشئت من دون علمهم وسمتها الاستخبارات العسكرية" جيش الظل للجنرال سليمان".
وفي حزيران 2007، تعقب عملاء"الموساد" مسؤولاً سوريا كبيرا الى لندن .وبعدما شغلته عميلة من وحدة "رينبو" في حانة الفندق، اقتحم آخرون غرفته ونسخوا محتوى أقراص رقمية كانت في حقيبة تبين لاحقا أنها تحوي صورا للمفاعل قيد الانشاء.وبعدما رفضت الادراة الاميركية طلب رئيس الوزراء ايهود أولمرت قصف المفاعل، أمر سلاح الجو الاسرائيلي بالقيام بذلك في أيلول 2007.
وقبل مقتله في عملية خاصة للقوات الاسرائيلية في آب 2008، شجع سليمان الاسد على تكثيف علاقاته مع "حزب الله". وتم توجيه هذه العلاقات خصوصاً بين سليمان وعماد مغنيه الذي قتل في عملية لـ"الموساد" في شباط 2008 في دمشق.

 

 

إسرائيل: قدرة حزب الله الصاروخية هي الثامنة عالمياً

الأخبار...يحيى دبوق
بعد أيام على إطلالة قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، اللواء يائير غولان، وتأكيده ان الترسانة الصاروخية لحزب الله تجاوزت المئة الف صاروخ، ها هو قائد الفيلق الشمالي، اللواء نوعم تيفون، يؤكد بدوره على ان حزب الله بات يحتل المرتبة الثامنة عالميا، من ناحية ترسانته الصاروخية. تقديرات تيفون وردت في كلمة القاها في مركز هرتسيليا المتعدد المجالات، في سياق عرضه لتهديدات «المحور الراديكالي»، واستعدادات اسرائيل للمواجهة في الحرب المقبلة.
واذا كان غولان قد استبعد خوض حرب برية مع حزب الله في اية مواجهة مقبلة، الا ان تيفون يؤكد على النقيض، اذ شدد على ان الجيش سيدخل بريا الى داخل القرى والاماكن التي ينتشر فيها حزب الله، لان «اسرائيل لا يمكنها ان تتحمل الشلل لايام واسابيع» مع تساقط هذا الكم الهائل من الصواريخ عليها. فهل يشير التناقض بين الضابطين، المعنيين تحديدا بالاستعداد والجاهزية للحرب مع حزب الله، إلى مستوى ما من التخبط، ام ان التصريح الثاني، جاء استدراكا للتصريح الاول؟
وتنبع اهمية مواقف تيفون، من أنه المسؤول عن الموافقة على الخطط العملية المتعلقة بالساحة القتالية في لبنان، وايضا عن تأهيل كل الفرق المطلوب منها العمل في الحرب المقبلة ضد حزب الله، سواء كانت فرقا نظامية او احتياطاً. ورغم تأكيده أن «الجيش الاسرائيلي جاهز لخوض الحرب»، فإنه أكد في الوقت نفسه، أن «المهمة معقدة جدا، وغالبية القوات النظامية والاحتياط، لم تجرب القتال في لبنان، الامر الذي يزيد من اهمية التدريبات والمناورات، وهي مسألة بدورها ليست سهلة، في ظل التقليصات المالية التي يعانيها الجيش».
وتحدث تيفون عن قدرة حزب الله الصاروخية، واشار الى انه «يأتي في المرتبة الثامنة عالميا، لجهة ما يملكه من صواريخ وقاذفات صاروخية، مع اضافة ترسانة اخرى من مدافع الهاون»، واضاف ان «حزب الله ينوي في الحرب المقبلة ان يشل اسرائيل بواسطة هذه الصواريخ، وهي الموزعة على 200 موقع وقرية في جنوب لبنان، غالبيتها موجود في منازل مدنية».
وتأكيدا على الحرب البرية وضرورتها، اوضح تيفون نية دخول هذه القرى «من اجل حل مشكلة الصواريخ»، مؤكدا ان اسرائيل لا يمكنها ان تتحمل هجمات صاروخية طوال ايام واسابيع. واشار الى انه «في نهاية المطاف، لا بديل عن الدخول البري، حيث يخزن حزب الله صواريخه».
واقر تيفون بجاهزية حزب الله لخوض الحرب مع اسرائيل، واكد أن «ما يحافظ على الاستقرار الامني المؤقت على الجبهة مع لبنان، هو عدم وجود رغبة لدى حزب الله، وتحديدا الآن، وفي هذه المرحلة، بالمواجهة العسكرية مع اسرائيل». واشار الى ان «الاستعداد قائم ومتواصل من قبل الجانب الآخر، اذ يتلقى حزب الله الاسلحة الروسية من سوريا على نحو ثابت، من بينها صواريخ ارض ــ جو، وصواريخ مضادة للسفن. وفي الجيش الاسرائيلي، يجري التعامل بجدية مع هذا الواقع، وتستمر عمليات التدريب وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة، واذا نشبت الحرب، فردنا سيكون واضحا».
وحول قدرات حزب الله، بما يتجاوز الاستعداد القتالي المباشر، اكد تيفون ان «حزب الله منظمة ذكية جدا، شبيه بايران من هذه الناحية، وهو مثلها دخل عالم السايبر ويشغل الطائرات غير المأهولة، بل دخل اخيرا عالم الهايتك (التكنولوجيا المتطورة)، ولهذه الاسباب، حزب الله عدو خطر للغاية».
وحول تدخل حزب الله عسكريا في سوريا، اكد تيفون على ان حزب الله غير معني، في الاساس، بالتدخل او التورط في القتال هناك، «الا انه بات متورطا وعلى نحو عميق جدا، لانه يخشى من ان يبقى وحيدا امام اعدائه، إذا سقط النظام السوري، الامر الذي يدفعه الى القتال كي يحافظ على هذا النظام، رغم ان الكلفة باهظة من جهته».
وفي مقابل القتال في سوريا، يرى تيفون ان حزب الله يسعى الى إبقاء الاستقرار الامني في لبنان، واشار الى ان الحزب وإيران، اللذين يقاتلان إلى جانب النظام في سوريا، يصران على ان تبقى الحرب هناك «لكن من ناحية ثانية، الحرب تنزلق بالفعل» نحو لبنان. ويستدل على عملية «الانزلاق بنجاح المتمردين السوريين ومنظمات الجهاد العالمي باطلاق الصواريخ نحو لبنان، وعمليات التفجير الاخيرة، وايضا، الانتقادات في الساحة الداخلية اللبنانية المسوقة ضد حزب الله، على خلفية التدخل».
حملة «التنبيه والتحذير» من الصواريخ، انضم اليها ايضا، رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجيستيك في الجيش الاسرائيلي، اللواء كوبي باراك، الذي تحدّث بدوره عن ترسانة حزب الله الصاروخية، وبينها «التي لديها اجهزة توجيه تُمكّن من اصابة اهدافها بدقة، مثل محطة الكهرباء في مدينة الخضيرة (شمال فلسطين المحتلة) او مجمع وزارة الدفاع في تل ابيب، او مطار بن غوريون». وأضاف إن «المراكز اللوجستية للجيش الاسرائيلي، وقواعد سلاح الجو، ستكون هي بدورها عرضها لتهديد هائل».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,628,984

عدد الزوار: 6,958,126

المتواجدون الآن: 62