أخبار وتقارير..أبعدوهم عن التدخل في الصراع...الأرملة البيضاء تسعى إلى قيادة الشباب الصومالية بالدم...الصين تشكّل مجلساً للتصدي لأزمات داخلية وخارجية

روسيا تسلم الهند حاملة طائرات..فرض حظر تجول في روالبندي بعد صدامات طائفية..كرزاي يدعو طالبان للمشاركة في مناقشات حول معاهدة أمنية مع أميركا ...إدارة أوباما غير مهتمة بقيادة العالم

تاريخ الإضافة الإثنين 18 تشرين الثاني 2013 - 7:55 ص    عدد الزيارات 2305    القسم دولية

        


 

القمة الثالثة عندما تكون ... الأولى
الحياة...طوني فرنسيس
للمرة الثالثة يجتمع العرب والأفارقة في قمة تبحث إمكانات الشراكة والتكامل بينهم. إلا أنها المرة الأولى التي تبشر بان هذين التكامل والشراكة قد يوضعان فعليا على جدول الأعمال. قبل 36 سنة التقوا في القاهرة وعقدوا العزم على إطلاق مسيرة تعاون يتم تفقدها كل ثلاثة أعوام ثم نسوا المسألة كليا لمدة 33 عاما ليعودوا إلى اجتماع في سرت الليبية (تشرين الاول/ اكتوبر 2010) كرر ما قيل في القاهرة منذ ثلاثة عقود، وكان جديده إصرار الكويت على استضافة المجتمعين في قمة ثالثة تنعقد مطلع الأسبوع المقبل.
لم يكن التعويل على القمتين السابقتين للمجموعة العربية – الأفريقية سوى طوباوية في غير مكانها، إذ على رغم الظروف المؤاتية في منتصف السبعينات من القرن الماضي لإطلاق شراكة عربية أفريقية واعدة، خصوصاً مع موجة التحرر الوطني التي شهدتها القارة السوداء وتحقيق العديد من دولها حلم الاستقلال، وتعاطفها مع القضايا العربية الذي قادها إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، فان عام 1977 شهد أيضاً بداية مشروع المصالحة المصرية – الإسرائيلية الأمر الذي أربك العرب والأفارقة معاً وأبقى الحلم الطموح في الشراكة والتعاون طي الأدراج.
صدر عن قمة القاهرة (7-9 آذار/ مارس 1977) إعلان خاص بالتعاون الاقتصادي والمالي بين الجانبين (أقرته 60 دولة) يتضمن خصوصاً:
- تشجيع المؤسسات المالية الوطنية والمتعددة الأطراف على تقديم مساعدات فنية ومالية لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروعات الإنمائية وبناء الهياكل الأساسية في أفريقيا.
- تدعيم موارد المؤسسات المالية الوطنية والمتعددة الطرف والتي تساهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.
- ضرورة مساهمة أسواق المال العربية في دعم وإقراض بنك التنمية الأفريقي لزيادة موارده المالية وكذلك زيادة موارد المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا...
وقررت القمة إنشاء لجان للمتابعة التنفيذية ولجنة دائمة من 12 وزيراً للخارجية يمثلون الجانب العربي يقابلهم العدد نفسه من الوزراء الأفارقة. وفي ذلك الاجتماع بالذات اتفق على عقد القمة كل ثلاث سنوات ، ولم يحصل ذلك وامتدت السنوات الثلاث إلى أكثر من ثلاثة عقود.
القمة الثانية (9- 10 تشرين الأول 2010) التأمت في سرت برئاسة العقيد معمر القذافي وبحضور 66 دولة . كان العالم العربي يغلي عشية أحداث تونس والثورات التي تطل برأسها من المغرب إلى المشرق، وكانت أفريقيا التي عرفناها في السبعينات تغيرت في عالم متغير. وكما في القاهرة تكرر التأكيد، في صيغة غامضة، على «تعزيز التبادل الاستثماري وتشجيع التجارة من خلال خطة عمل أفريقية مشتركة تهدف إلى إقامة علاقات تجارية مباشرة».
الغموض الاقتصادي في معنى الشراكة قابله كالعادة وضوح غير مكلف في السياسة عملا بتقليد درجت عليه الاجتماعات العربية منذ قيام جامعة دولها. وهكذا أكد المجتمعون في سرت مساندة نضال الشعب الفلسطيني ودعم حق سورية في استعادة الجولان ومساندة لبنان في طلبه انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا... إضافة إلى دعم الحكومة الانتقالية في الصومال واحترام وحدة وحرية وسيادة واستقلال العراق ووحدة وسيادة السودان وجزر القمر...
النوايا العربية الأفريقية، الحسنة والعاجزة، ترجمتها الصين، وعلى خطى بكين سارت اليابان والهند وتحول العمالقة الآسيويون إلى شركاء أساسيين للأفارقة على حساب العرب والغربيين في أميركا وأوروبا. في العام الماضي مثلاً، بلغ حجم التبادل الصيني – الأفريقي 200 بليون دولار، فيما بلغ حجم التبادل الأفريقي- العربي 25 بليون دولار فقط . حصل ذلك لان قمة سرت وقبلها قمة القاهرة لم تنجحا في إرساء مشاريع واستراتيجيات حقيقية للتكامل بين القارة السوداء الغنية ورؤوس الأموال العربية، خصوصاً الخليجية منها، فيما تضخ الصين والهند واليابان الكثير من الأموال والمثال الأخير إعلان اليابان ضخ ما يزيد عن عشرة بلايين دولار في أفريقيا، خلال الملتقى الياباني- الأفريقي الذي استضافته طوكيو مطلع الصيف الماضي.
لا تأتي قمة الكويت العتيدة في أفضل الظروف ، فالعالم العربي يعاني في أجزاء كبيرة وأساسية منه اضطرابات وتحولات كبرى، وتحتاج شعوبه الكثير من الدعم المادي والسياسي، وسيكون على دول الخليج العربي الغنية أن تتحمل أعباء مضاعفة تجاه أشقائها العرب والأفارقة في آن. وليس سراً أن تلك الدول تحملت وتتحمل مثل هذه الأعباء، فالسعودية قدمت وتقدم الكثير لأفريقيا منذ افتتاح أول سفارة أفريقية لدى المملكة قبل نحو 80 عاماً (أثيوبيا 1934)، والصندوق الكويتي للتنمية ينفذ مشاريع في 48 دولة أفريقية (في القارة 50 دولة)، وتأمل الإمارات ارتفاع حجم تجارتها مع الدول الأفريقية إلى أكثر من 20 بليون دولار... ويعول خبراء شاركوا في الاجتماعات التمهيدية لقمة الكويت على وصول المسؤولين العرب والأفارقة إلى قرارات تترجم الشعار الذي اقترحته الكويت لقمة اعتبرتها «غير مسبوقة» وهو: شركاء في التنمية والاستثمار. ويضيف الخبراء أن الفرصة متاحة أمام الصناديق السيادية الخليجية، التي تقدر موجوداتها بـ1775 تريليون دولار، للانخراط الواسع في ترجمة سياسات ما سيعتبر بحق، القمة الافريقية– العربية الاولى.
 
إدارة أوباما غير مهتمة بقيادة العالم
الحياة..بيروت – كمال حنا
فيما تتمسك ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما بإبرام اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي، لدرجة استخدام وزير الخارجية جون كيري «طروحات عاطفية» في محاولته اقناع مجلس الشيوخ بتأجيل اقرار عقوبات جديدة على طهران، لا يتردد سياسيون محافظون أميركيون في القول إن «نصف اليهـــود في العالم الذين يقطنون في اسرائيل اليـــوم مهددون بإبادة ثانية في التاريخ بسبب سياسة اوباما»، بعد الأولى على يد الزعيم النازي ادولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، والتي قضت على نحو نصفهم ايضاً.
لكن ما تفعله ادارة اوباما يتخطى إطار تجنبها مواجهة أزمة قد تهدد الحليف الأهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، الى تأكيد قلة اهتمامها بقيادة العالم، حتى لو أدى ذلك الى فوضى عارمة.
لا شك في ان الولايات المتحدة اضطلعت بدور بارز في توجيه العالم والتحكم بنزعاته السياسية «الجامحة» بعد الحرب العالمية الثانية. وتمثل انجازها الأكبر في هزيمة النظام الشيوعي للاتحاد السوفياتي. ثم تطلعت بعد انهيار جدار برلين عام 1989 الذي أنهى تقسيم اوروبا، الى نظام عالمي جديد لا مكان فيه، نظرياً على الأقل، لديكتاتوريين متمردين مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أو الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.
وبعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، أعلنت الولايات المتحدة «الحرب على الارهاب»، وقادت الجهود الدولية لوقف مخططات زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، و «الجهاديين» الاسلاميين.
وبصـــرف النظر عن حوادث ونكسات نتجت من استراتيجياتها الخاطئة، ضمنت القيادة الأميركية حرية التجارة والسفر والاتصالات في العالم، وروّجت احياناً لهذه الأفكار، إضافة الى إحلال الديموقراطية في دول متسلطة.
ومنح الدعم الكامل للولايات المتحدة مكاسب كبيرة لحلفائها الأساسيين، وفي مقدمهم بريطانيا ودول اوروبية أخرى واليابان وكوريا الجنوبية واسرائيل، في حين اعترف محايدون واعداء بخطأ السير في خط معاكس، ما حرمهم من فوائد كثيرة.
في المقابل، بدت ادارة اوباما خلال خمس سنوات من توليها السلطة مرهقة من تطبيق نظام القوة الأميركي في العالم، والذي دفع الأميركيين الى خوض حربين خلال عقد في العراق وافغانستان، وغير متمسكة بدورها في لجم العنف فيه، خصوصاً في الشرق الأوسط، الأقل أهمية لأمن الولايات المتحدة اليوم، باعتبارها باتت اقل اعتماداً على النفط والغاز في المنطقة.
وهكذا، تُظهِر فرنسا وليس الولايات المتحدة تشدداً اكبر اليوم تجاه ايران وبرنامجها النووي الذي يشـــتبه الغــــرب في سلوكه طريق صـــنع أسلحة دمار شامل. وتبدو المانيا قوة مالية أكثـــر نضجاً، واليابان أكثر واقعية في مواجهة نزعة الصين الى العنف في النزاع الدائر حول الجزر في بحر الصين الجنوبي.
اما روسيا فيزداد الاعتماد عليها في حل المشاكل، وأهمها في سورية التي تجاهل رئيسها بشار الأسد الصيف الماضي خطوطاً حمراً أميركية كثيرة، ما استدعى تهديد اوباما بالتدخل عسكرياً، قبل ان يتراجع ويخضع لتأثير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ايجاد تسوية حول الترسـانة الكيماوية لسورية.
وباتت دول عدة، رغم تفهمها اضطرار ادارة اوباما الى الالتفات للداخل، في ظل معانـــــاة الولايات المتحدة من أكبر أزمة دين فـــي تاريخها، لا تثق بما يقوله اوباما، بعدما لجأ الى التضليل في قضية الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي، وأدلى بتصريحات متقلبة وغير واضحة النيات حول مصر وسورية.
وعلى سبيل المثال، أبلغ وزير الخارجية جون كيري الكونغرس ان التدخل العسكري في سورية سيكون محدوداً، قبل ان يعلن اوباما ان الجيش الأميركي لا يكتفي بتوجيه «وخزات» عسكرية. وكلا السيناريوين لم يحصل في نهاية المطاف.
ولعلّ اوباما نفسه لم يستطع فهم ما نتج من سماحه لبوتين بتسوية فوضى الأزمة السورية، في حين خسر ورقة دعمه الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي الى جماعة «الاخوان المسلمين»، بعدما أطاح الجيش الأخير في حزيران (يونيو) الماضي. ويجعل «تقرّب» اوباما الأخير من ايران لابرام اتفاق نووي، تركيا بقيادة رئيس وزرائها «الإسلامي» رجب طيب اردوغان الأقرب الى ادارته في الشرق الأوسط.
وألحقت سياسة اوباما اضراراً كبيرة بسمعة الأمم المتحدة، بعدما تجاوزت القرار الأممي عدم التدخل في ليبيا، واستبعدت دور المنظمة الدولية في الأزمة السورية، وحجّمته في قضية الملف النووي لإيران. كما اثرت على وضع حلفاء واشنطن في آسيا – الهادئ، إذ ليس واضحاً بالنسبة الى اليابان وتايوان وكـــوريا الجنوبيـــة، وحتى استراليا ونيوزيلندا، إذا كانت لا تزال تخضع لمظلة الحماية الأميركية في مواجهة الصين التي تكرر تذكير هذه الدول بهذا الواقع وتحذيرها من نتائجه.
في الحصيلة، تتجاهل واشنطن تماماً إظهار أي افضلية في العلاقات مع حلفائها القدماء، ما يعني ان اوباما لم يغيّر دور الولايات المتحدة في العالم، بل العالم نفسه على صعيد تعريضه لأخطار، ربما تكون أكبر، ولا يعرف احد أين ستظهر في المرحلة المقبلة، والأهم من يستطيع وقفها.
 
الصين تشكّل مجلساً للتصدي لأزمات داخلية وخارجية
الحياة..بكين – رويترز
اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس، أن مجلس الأمن القومي الذي أسسته بكين قبل أيام سيتيح للحكومة توحيد جهود مواجهة أزمات داخلية وخارجية.
وكان اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي اختُتم الثلثاء الماضي، أعلن إصلاحات اقتصادية واجتماعية اعتُبرت الأكثر جرأة منذ ثلاثة عقود. التغييرات الضخمة التي بدّدت شكوكاً إزاء رغبة شي في تطبيق إصلاحات ضرورية، تضمّنت تخفيف سياسة الطفل الواحد وتحرير الأسواق في شكل أكبر، ما يتيح انتقال البلاد إلى اقتصاد قائم على الخدمات والاستهلاك، مثل اقتصادات الغرب، إضافة إلى إلغاء معسكرات العمل.
واعتبر مراقبون أن تأسيس مجموعة عمل لقيادة عملية الإصلاح الاقتصادي، ومجلس جديد للأمن القومي، مؤشر على تعزيز شي جينبينغ سلطته، بعد ثمانية أشهر على توليه منصبه.
ورأى خبراء أن المجلس الجديد يستند إلى تجربة مجلس الأمن القومي الأميركي، وسيعزّز التنسيق بين أجنحة البيروقراطية الأمنية الصينية، الموزعة بين الشرطة والجيش والاستخبارات والجهاز الديبلوماسي، علماً أن الصين تواجه تحديات داخلية، بينها الوضع في إقليمَي التيبت وشينغيانغ، وتهديدات خارجية، بينها كوريا الشمالية والنزاع مع دول مجاورة على بحر الصين الجنوبي.
وأشار شي إلى أن على مجلس الأمن القومي الجديد التصدي للتحديات الأمنية المحلية والدولية، مضيفاً: «يواجه بلدنا ضغوطاً خارجية لحماية مصالح السيادة والأمن والتنمية، وضغوطاً داخلية للحفاظ على الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي». وزاد: «تأسيس مجلس الأمن القومي يعزّز تركيز عمليات أمننا القومي ويوحّدها، ويمثّل أولوية قصوى».
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الإصلاحات تتيح «تحسين حجم الجيش وهيكليته، وتقليص المؤسسات والأفراد غير القتاليين، وتسريع بناء قوات قتالية جديدة»، إضافة إلى «بناء نظام قوة عسكرية حديث بخصائص صينية» و «تعزيز التكامل العسكري–المدني»، من خلال «السماح لشركات خاصة رائدة بالمشاركة في صناعة الدفاع»، علماً أن موازنة الجيش الصيني سترتفع هذه السنة بنسبة 10.7 في المئة، لتبلغ 120 بليون دولار.
ونسبت «شينخوا» إلى شي قوله خلال لقائه وزير الخزانة الأميركي جيكوب ليو في بكين، إن «على الصين وأميركا تعزيز تنسيق السياسات بينهما، خلال الإصلاح وإعادة الهيكلة الخاصة بالبلدين».
وشدد على أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أنجزت «خطة شاملة لتعميق الإصلاحات»، معتبراً أن «الإصلاح والانفتاح الشاملين في الصين سيؤمنان ليس فقط قوة دفع قوية للتنمية في الصين، ولكن أيضاً مزيداً من الفرص الجديدة للتعاون الاقتصادي مع العالم».
 
الاتحاد الأوروبي «يتفهم» رفض ألبانيا تدمير الكيماوي السوري على أراضيها و«حظر الأسلحة الكيماوية» تقر خطة إتلاف مفصلة

جريدة الشرق الاوسط.... بروكسل: عبد الله مصطفى... قال الاتحاد الأوروبي إنه أحيط علما بقرار الحكومة الألبانية رفض تدمير الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها. وجاء ذلك غداة إقرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطة مفصلة للقضاء على مخزون سوريا بحلول منتصف العام المقبل.
ورفضت ألبانيا الجمعة طلب الولايات المتحدة استضافة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية مما يوجه ضربة للاتفاق الأميركي - الروسي للتخلص من غازات الأعصاب في سوريا.
وقال مايكل مان، المتحدث باسم القسم الخارجي في المفوضية الأوروبية، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن التكتل الأوروبي الموحد يتفهم قرار حكومة ألبانيا ويحترمه، وفي نفس الوقت سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم مهمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والشركاء الدوليين في الجهود الرامية لتدمير ترسانة سوريا من تلك الأسلحة.
وجاء ذلك بعد موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، خلال ذلك اجتماع مساء أول من أمس الجمعة في مدينة لاهاي الهولندية، على خطة مفصلة للقضاء على مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.
وقررت المنظمة حسب بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه نقل الأسلحة الكيماوية وتدميرها خارج سوريا لضمان التخلص منها بطريقة أكثر أمانا، وفي موعد لا يتجاوز نهاية يونيو (حزيران) من العام المقبل.
وقال المدير العام للمنظمة أحمد أومزيجو في البيان إنه يرحب بقرار المجلس التنفيذي الذي ينص على خارطة طريق واضحة، ويحدد معالم واضحة لتلبيتها من قبل الحكومة السورية. وانتهت الجمعة المهلة المحددة في الاتفاق الروسي الأميركي الذي سمح بتفادي ضربات جوية أميركية على سوريا التي يتعين على المجلس التنفيذي للمنظمة بعد انقضائها الموافقة على مختلف المهل المحددة لإتلاف أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيماوية.
وبدأ الاجتماع صباحا في مقر المنظمة في لاهاي ثم علق قبل أن يستأنف في الساعة 17,30 (16,30 تغ)، إلى أن جرى التوصل إلى اتفاق قرابة الساعة 20,00 تغ.
وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) سلمت سوريا المنظمة خطة لتدمير ترسانتها الكيماوية، لإتاحة الوقت للدبلوماسيين لإجراء التعديلات المحتملة عليها بالتشاور مع وفد سوري موجود في لاهاي قبل اجتماع الجمعة.
وتنص خطة المنظمة الدولية إرسال معدات للتعامل مع الأسلحة الكيماوية إلى 12 موقع تخزين حتى 13 ديسمبر (كانون الأول)، وستنقل بعد هذا الموعد تلك الأسلحة إلى ميناء اللاذقية السوري لشحنها بحرا قبل الخامس من فبراير (شباط).
وأعلن رئيس الوزراء الألباني ايدي راما الجمعة أن بلاده ترفض الطلب الأميركي بالسماح بتدمير ترسانة السلاح الكيماوي السوري على أراضي ألبانيا.
وقال راما في لقاء صحافي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة تيرانا: «يستحيل على ألبانيا المشاركة في مثل هذه العملية (..) لأنها لا تملك القدرات» لذلك. وقال رئيس الحكومة الألبانية أيضا «من دون الولايات المتحدة فإن الألبان ما كانوا أصبحوا أحرارا ومستقلين في دولتين» في إشارة إلى ألبانيا وكوسوفو المجاورة التي أعلنت استقلالها عام 2008 بدعم سياسي وعسكري من واشنطن.
وفي سياق متصل، قال مالك اللهي المستشار السياسي لرئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إنه لا يعرف الجهة التي ستنقل لها تلك الأسلحة تمهيدا لإتلافها بعد رفض تيرانا.
وقال للصحافيين «لكن المجلس التنفيذي اعتمد قرارا ولديه ثقة حيال وجود بدائل وبأن هذه المعدات ستنقل إلى خارج سوريا».
 
كرزاي يدعو طالبان للمشاركة في مناقشات حول معاهدة أمنية مع أميركا وستة قتلى على الأقل و22 جريحا في هجوم انتحاري في كابل

كابل: «الشرق الأوسط» .. قتل ستة أشخاص على الأقل أمس في الهجوم الانتحاري الذي نفذ في كابل قرب المكان الذي سيجري فيه الأسبوع المقبل النقاش حول إبقاء قوة أميركية في البلاد بعد انسحاب قوة الأطلسي في 2014 كما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية صديق صديقي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم أوقع ستة قتلى على الأقل «أربعة مدنيين وشرطي وعسكري» وكذلك 22 جريحا غالبيتهم من المدنيين.
في غضون ذلك دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس متمردي حركة طالبان إلى المشاركة في الـ«لويا جيرغا»، المجلس التقليدي الكبير الذي سيقرر الأسبوع المقبل بشأن بقاء وجود عسكري أميركي في البلاد بعد 2014. وسيلتئم الـ«لويا جيرغا» خلال أربعة أيام اعتبارا من الخميس لبحث معاهدة أمنية ثنائية تتفاوض بشأنها واشنطن وكابل منذ أشهر عدة. وقال الرئيس الأفغاني في مؤتمر صحافي عقده في كابل «نطلب (من المتمردين) المجيء للمشاركة في الـ(لويا) جيرغا من أجل التعبير عن وجهة نظرهم». وأضاف: «إنهم جزء من الشعب الأفغاني ولهم الحق في المشاركة في هذا المجلس». لكن حركة طالبان التي طردت من الحكم في 2001 على يد تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلنت أنها تعتبر اللويا جيرغا «مهزلة» محذرة من أن المشاركين فيه «سيعاقبون» في حال موافقتهم على الاتفاقية. وهذه الاتفاقية ستسمح للقوات الأفغانية بالاعتماد على دعم أميركي، خصوصا جوي بعد رحيل جنود الحلف الأطلسي المقدر عددهم بـ75 ألف عنصر بحلول نهاية عام 2014 مما يثير تخوفات من تجدد أعمال العنف في بلد تسيطر على قسم منه حركة طالبان المتمردة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) وبعد مفاوضات مطولة في كابل أعلن الرئيس كرزاي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري التوصل إلى اتفاق جزئي دون التمكن من تسوية كاملة لمسألة حساسة تتعلق بحصانة الجنود الأميركيين. وكانت الولايات المتحدة تعتزم الإبقاء على قوة في العراق بعد عام 2011 لكنها قامت في نهاية المطاف بسحب كل قواتها لأن بغداد رفضت منحهم هذه الحصانة.
 
فرض حظر تجول في روالبندي بعد صدامات طائفية
روالبندي (باكستان) - وكالات - فرض حظر للتجول، امس، في مدينة روالبندي الباكستانية غداة صدامات طائفية اسفرت عن سقوط 8 قتلى على الاقل واكثر من 40 جريحا.
وصرح وسيم احمد المسؤول الكبير في الشرطة المحلية ان «حظرا للتجول فرض في روالبندي لتفادي اعمال عنف جديدة بعد احداث الجمعة».
واندلعت المواجهات لدى مرور مسيرة لافراد من الاقلية الشيعية لمناسبة احياء ذكرى عاشوراء قرب مسجد في روالبندي المجاورة للعاصمة اسلام اباد، اثناء صلاة الجمعة فيما كان امام المسجد يلقي خطبة كما اوضح مسؤولون.
وقال وسيم احمد ان «ذلك اغضب الشيعة الذين هاجموا المسجد واحرقوا محلات بالقرب منه». وشاهد مراسلو «فرانس برس» الفريقين يتبادلان الضرب بالعصي ويتقاذفان الحجارة في هذه الصدامات التي القت بظلال قاتمة على مناسبة احياء ذكرى عاشوراء.
 
روسيا تسلم الهند حاملة طائرات
سلمت روسيا الهند أمس السبت حاملة طائرات تعود للعهد السوفياتي، وجرى تحديثها، بعد أكثر من خمسة أعوام من التأخير وارتفاع كبير في الكلفة ما أثار توترات في العلاقات بين الدولتين.
وشارك نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين ووزير الدفاع الهندي ايه.كي. انطوني في حفل التسليم في مرفأ سيفيرودفينسك في القطب الشمالي.
ووقع قائد السفينة سوراج بيري ومساعد مدير وكالة تصدير الأسلحة الروسية ايغور سيفاستيانوف وثائق تسليم السفينة، بحسب وكالة ايتار تاس للأنباء.
ثم أنزل الموظفون الراية الروسية ورفعوا مكانها راية البحرية الهندية. وكسرت زوجة قائد السفينة جوزة هند على جانب حاملة الطائرات.
وكانت الهند وقعت مع روسيا في 2004 عقداً لتحديث هذه السفينة التي بنيت قبل ثلاثين عاماً. لكن تسليمها الذي كان متوقعاً في صيف 2008، أرجئ سنوات عدة بسبب خلافات مالية وتأخير في تسليم المعدات إضافة الى مشاكل ظهرت أثناء التجارب.
وقفزت التكاليف على مر السنين الى 2,3 مليار دولار مقابل 771 مليون دولار متوقعة أساساً، بحسب وسائل الإعلام الهندية.
وستصل حاملة الطائرات الى الهند في بداية 2014. وسيكون على متنها طاقم من الخبراء الروس ما يسمح بمساعدة نظرائهم الهنود طيلة الرحلة الى مرفأ رسوها. (ا ف ب)
 
الشرطة الكينية تطاردها لقتلها 7 بينهم دعاة وقساوسة
الأرملة البيضاء تسعى إلى قيادة الشباب الصومالية بالدم
إيلاف...نصر المجالي
كشفت الشرطة الكينية أن الإرهابية البريطانية سامانثا لويثويت متورّطة في سبع جرائم قتل، وقالت إنها كثفت حملات مطاردتها حتى إسقاطها.
نصر المجالي: قالت الشرطة الكينية، في تقارير نشرتها صحف بريطانية، السبت، إن الإرهابية لويثويت، التي تحمل لقب "الأرملة البيضاء" أصدرت أوامر بقتل اثنين من الإسلاميين المتشددين واثنين من القساوسة البروتستانت وثلاثة آخرين لهم ارتباطات بحركة الشباب الصومالية المتشددة.
ووصفت الشرطة الكينية الإرهابية، البالغة من العمر 29 عامًا، وهي مطاردة من الشرطة الدولية أيضًا، بأنها تشكل "تهديدًا إرهابيًا لا يمكن تصديقه"، وأضافت إنها تعمل "على مدار الساعة" للقبض عليها، والحؤول دون مواصلتها للمزيد من أعمال القتل.
صراع في حركة الشباب
تعتقد الشرطة الكينية أن أعمال القتل التي ارتكبتها الأرملة البيضاء، إنما تأتي في إطار محاولاتها السيطرة على قرار حركة الشباب الصومالية المتشددة التي تقاتل حكومة مقديشو.
وأشارت إلى أن الصراع على أشده بين الأرملة البيضاء وشيوخ حركة الشباب وزعماء القبائل الصومالية للسيطرة على هرم القيادة في الحركة المتشددة.
ومن بين القتلى كان خطيب مسجد موسى في مدينة مومباسا الساحلية الداعية المتطرف عبود روغو محمد، الذي اغتيل بـ 17 رصاصة يوم 27 أغسطس/ آب الماضي، حيث جرحت في الحادث زوجته.
كما طالت عملية الاغتيال كلًا من الشيخ إبراهيم روغو خليفة عبود روغو في إمامة مسجد موسى، إلى جانب عمر أبو رميسة وسليم عبود وقذافي محمد، حيث قتلوا جميعًا خلال الشهر الماضي. 
ومن بين الذين قتلوا بأوامر من الأرملة البيضاء رجلا الدين البروتستانت تشارلز ماتول، الذي كان عثر على جثته في زاوية مظلمة من كنيسة الإنجيل في مومباسا، وإبراهيم كاديتا، الذي قتل خنقًا في بلدة كيليفي على بعد 40 كيلومترًا من مومباسا قبل يوم واحد من العثور على جثة ماتول بيوم واحد في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تجنيد جهاديين
وقال قائد في الشرطة الكينية إن سامانثا لويثويت تشارك في تجنيد الجهاديين والعمل بشكل دؤوب على نشر نشاطات القاعدة في كينيا، معتمدة في ذلك على أنصارها من حركة الشباب الصومالية "ولدينا الكثير من الأسئلة، عليها أن تجيب عنها" حين نلقي القبض عليها، ولن تفلت من مطاردتنا لها.
يذكر أن سامانثا لوثويت، كانت اعتنقت الإسلام وهي مراهقة عمرها 15 سنة، وغيّرت اسمها إلى شريفة، وهي مطاردة على الدوام من المخابرات الغربية والأفريقية كـ (دماغ) يعمل على التخطيط لشنّ هجمات شبيهة بالتي قام بها زوجها، جيرمن ليندسي، حين فجّر نفسه مع 3 انتحاريين آخرين في 4 هجمات استهدفت قطارات الأنفاق في لندن في 7 يوليو/ تموز 2005، فقتلت 52، وسببت جروحًا لأكثر من 700 آخرين.
وكانت سامنثا تعرفت في 2002 عبر الدردشة في الإنترنت بجيرمن، الذي قتل وحده 26 شخصًا، حين فجّر نفسه في تلك العملية الرباعية، مع أنه كان في 2005 أبًا منها لطفلة عمرها أقل من 3 سنوات، وكانت زوجته الحامل في شهرها السابع تستعد لوضع طفلها الثاني.
من بعد مقتل ليندسي، تزوجت سامانثا بالبريطاني المشتبه أيضًا في الإرهاب وخبير صناعة القنابل حبيب صالح الغني، المعروف بأسامة، فأنجبت منه طفلها الثالث، ثم انتقلت في 2009 للعيش معه في كينيا، وفيها اختفى أثرها تمامًا، إلا من اتصالات كانت تجريها مع عائلتها في بريطانيا، ثم توقفت منذ 2011 عن القيام بأي اتصال.
 
أبعدوهم عن التدخل في الصراع
أندرو جيه. تابلر
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "في عرين الأسد: رواية شاهد عيان عن معركة واشنطن مع سوريا."
 اجلس وتحدث مع أفراد المعارضة السورية بشأن نمو التطرف وسوف ينحي العديد منهم باللائمة على الولايات المتحدة. يقولون إن واشنطن تفهم جماعات مثل «جبهة النصرة» "بشكل خاطئ تماماً" لأن الجماعة أفضل بكثير من الجماعات الأكثر تطرفاً مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ومن المفهوم تماماً أن تشعر المعارضة السورية بالإحباط جراء سياسة واشنطن تجاه سوريا، لا سيما إخفاقها في الوفاء بتهديدها بشن هجمات عقابية ضد نظام الأسد جراء استخدامه للأسلحة الكيماوية. لكن هذا لا يعني أن على المعارضة السورية أن تسلم ثورتها الغالية إلى الجماعات المنتسبة لـ تنظيم «القاعدة» مثل «جبهة النصرة». وسواء كانت الجماعة تتبع أساليب أكثر نعومة أم لا، فهي تمثل اختراقاً أجنبياً وتتعارض أيديولوجيتها المتطرفة مع أفكار حشد الحركة الديمقراطية السورية فضلاً عن أنها تُضعف من مصداقية المعارضة السورية في أعين الشعب السوري والمجتمع الدولي.
يرى كثيرون في المعارضة أن «جبهة النصرة» منظمة سورية تشكلت في كانون الثاني/يناير 2012 على يد محمد الجولاني. ولكن وفقاً لما كتبه زميلي هارون زيلين وآخرون، فإن «جبهة النصرة» كانت منذ البداية فرع لـ تنظيم «القاعدة» استناداً إلى اجتماع عُقد بين زعيم «الدولة الإسلامية في العراق» أبو بكر البغدادي والجولاني، الذي ذهب إلى سوريا لتشكيل المنظمة وإعلانه البيعة لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وعلى غرار الكثير من المنظمات الناشئة، كانت هناك منافسات بين الشركاء المؤسسين. وعندما حققت أساليب «جبهة النصرة» نجاحاً باهراً وملحوظاً في ميدان المعركة، فضلاً عن استخدامها لتدابير أكثر نعومة مثل توفير الغذاء وإبرام الاتفاقات مع المدنيين والقبائل، أعلن البغدادي في نيسان/أبريل 2013 أن «جبهة النصرة» هي مجرد امتداد لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأطلق عليها اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقد عارضه في ذلك الجولاني بقوة، قائلاً إن النهج "الأكثر نعومة" الذي تتبناه المنظمة مع المدنيين والقبائل يختلف تمام الاختلاف عن الأساليب الوحشية التي تتبناها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» داخل العراق. ورغم أن الجماعتين كانتا كيانين منفصلين منذ ذلك الحين، إلا أن الجولاني أعاد تأكيد بيعته للظواهري في نيسان/أبريل 2013، وهذا يعني أنه في الوقت الذي لم تعُد فيه «جبهة النصرة» خاضعة لإدارة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلا أنها تبقى موالية لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ولجميع الأسباب الواردة أعلاه، قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف «جبهة النصرة» على أنها منظمة إرهابية وسوف تستمر في ذلك.
وترى هذه الجماعات أيضاً أن الديمقراطية وسيادة القانون تتعارضان مع الإسلام، الأمر الذي يقوض من الأهداف الديمقراطية للمعارضة. ففي المناطق المحررة من سوريا، ساعدت هذه الجماعات على تنفيذ هجمات ضد منشآت نظام الأسد وقامت بتوزيع المواد الغذائية، لكنها تصرفت بشكل مستقل عن المجالس المحلية وغيرها من الهيئات المنتخبة. إن اختيار القيادة الداخلية للجماعات لا يتسم بالديمقراطية هو الآخر، ويعني ذلك أنه على عكس الوحدات المسلحة الرئيسية، ليس من المرجح أن تندمج في هياكل الحكم المحلي في المستقبل.
كما يبدو أنه بات من الصعب السيطرة بسهولة على جماعات مثل «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» وهي آخذة في التصاعد داخل المعارضة المسلحة في سوريا. وقد تجلى ذلك بوضوح في المعارك الضارية التي وقعت بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجماعات المعارضة السورية المسلحة الأخرى حول العزاز، حيث كان الغرض من شن تلك المعارك هو السيطرة على المعابر الحدودية الرئيسية القادمة من تركيا والتي تزود الثوار بالإمدادات في شمال البلاد. أما في الجنوب، حيث كان نشاط «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» أقل ظهوراً، فقد سيطرتا «جبهة النصرة» وجماعة جهادية محلية أخرى على محافظة درعا.
وهذه الجماعات لا تشكل تهديداً للشرعية السياسية للمعارضة فحسب، بل تعطي أيضاً ذريعة للنظام لكي يبرر ما يمارسه من عنف ضد السكان. وحيث سمحت المعارضة السورية لهذه الجماعات بالانتشار، وإن كان ذلك كان باسم القتال ضد نظام الأسد الوحشي، فإن الأسد يروج للشعب السوري بشكل متزايد بأن نظامه يقاتل "إرهابيين". وهذا التصور يجد انتشاراً واسعاً ومتزايداً في أوساط المجتمع الدولي كذلك، وهو ما يعزز العمل ضد الدعم الغربي للمعارضة السورية. وفي حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها أحجموا عن تقديم أسلحة كافية للمعارضة السورية للإطاحة بالأسد، إلا أنهم قدموا حصة الأسد من المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأخيراً وليس آخراً، فإن التسامح المتزايد من قبل المعارضة مع الجماعات المتطرفة يزيد من احتمال التدخل الإسرائيلي ضد مصالح المعارضة ولا يقلل منه. ولا تزال إسرائيل في الوقت الحالي بعيدة عن القتال في سوريا، لكنها بين الحين والآخر تعزز "خطوطها الحمراء" بشأن نقل الأسلحة الاستراتيجية أو المتطورة إلى «حزب الله» أو قوات "القدس" الإيرانية في لبنان أو سوريا. بيد أنه مع تصاعد دور الجماعات المتطرفة، أصبح هناك الآن تهديد حقيقي من أن تقدم إسرائيل على وضع خطوط حمراء قابلة للتنفيذ بخصوص هذه الجماعات أيضاً، مما يسبب المزيد من الأضرار إلى القضية الكلية للثورة. وفي حين أن الاتفاق الأخير بشأن الأسلحة الكيماوية قد حدّ من ذلك التخوف، إلا أن العملية لا تزال في بدايتها وأي محاولة من قبل المتطرفين للاستيلاء على مخازن الأسلحة الكيماوية من نظام الأسد من المرجح أن تثير رد فعل كارثي.
إن الصراع الدائر في سوريا سيكون مريراً خلال السنوات القادمة. وأفضل وسيلة لمواصلة المعارضة السورية قتالها ضد الأسد هي أن تتجمع سياسياً تحت مظلة حركة معارضة وطنية موحدة يتم تشكيلها بعد إجراء انتخابات في المناطق "المحررة" من البلاد. وهذا يعني إبعاد المنتسبين لـ تنظيم «القاعدة» من أمثال «جبهة النصرة»عن الصراع. وهناك بعض المؤشرات المشجعة على أن ذلك يحدث بالفعل، أجدرها بالملاحظة الاندماج الذي تحدثت عنه التقارير بين "المجلس العسكري الأعلى" و "جيش الإسلام"، الذي تدعمه المملكة العربية السعودية، في جنوب سوريا. يشار إلى أن فصائل "المجلس العسكري الأعلى" و "جيش الإسلام" لا تشمل في صفوفها «جبهة النصرة» والمنظمات الجهادية الأخرى. إن بناء التحالفات مع وضع قيود واضحة فيما يتعلق بالنطاق السياسي سوف يساعد على تعزيز قضية المعارضة على المدى البعيد.
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,665,431

عدد الزوار: 6,999,263

المتواجدون الآن: 70