لاجئون إلى تركيا يتحدثون عن «غليان طائفي» في اللاذقية... حلب تخرج من جلباب النظام السوري

المعارك تقترب من دمشق.. وتعزيزات أمنية حول القصر الجمهوري..موسكو تدافع عن آخر حلفائها....انتشار أمني قرب المطار تحسبا لفرار مسؤولين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 31 كانون الثاني 2012 - 4:28 ص    عدد الزيارات 2683    القسم عربية

        


 

المعارك تقترب من دمشق.. وتعزيزات أمنية حول القصر الجمهوري
الجيش السوري ينتشر في أحياء العاصمة * أنباء عن انشقاق لواء في الاستخبارات وناشطون يتحدثون عن أجواء «انقلاب عسكري» * القتلى نحو 100.. وريف دمشق يشتعل وإرسال تعزيزات * العربي إلى نيويورك لحشد التأييد للمبادرة العربية.. وروسيا تشترط قراءة تقرير الدابي
بيروت: يوسف دياب دمشق - لندن - القاهرة: «الشرق الأوسط» .. عاشت العاصمة السورية دمشق أمس يوما من الفوضى بعد سلسلة تفجيرات هزت ضواحيها وسريان سلسلة من الشائعات بانقلاب عسكري بعد تعزيزات أمنية شملت المطار والقصر الجمهوري رافقها انتشار أمني واسع في الساحات الرئيسية بالعاصمة السورية. وأكدت مصادر المعارضة والجيش السوري الحر، ان مناطق ريف دمشق تشتعل، حيث اقتربت المعارك من العاصمة نفسها. جاء ذلك، في يوم دام سقط فيه نحو مائة قتيل أغلبهم في عمليات أمنية زج خلالها النظام بالحرس الجمهوري لاستعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ولفت دمشق عاصفة من الشائعات، أمس، في ظل اضطراب الأوضاع بمنطقة المهاجرين، حيث يقع القصر الجمهوري القديم، ومحيط مطار دمشق الذي أغلقت السلطات السورية الطريق المؤدي إليه لفترة من الوقت بالتزامن مع انتشار أمني وعسكري مكثف في ساحات دمشق وتعزيز السيطرة الأمنية على مؤسسات الدولة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، في ساحة الأمويين.
وأفادت مصادر بوقوع «معارك ضارية في محيط مطار دمشق الدولي بين عناصر من الجيش السوري الحر والجيش النظامي» بالتزامن مع أنباء عن انشقاق لواء في الجيش النظامي. وأفاد أحد الناشطين أن اسم اللواء المنشق الذي انضم إلى الجيش الحر هو «محمد خلوف، من ريف دمشق وهو كان أحد الضباط الكبار المسؤولين في فرع فلسطين» المتخصص في الجاسوسية بالاستخبارات السورية.
في غضون ذلك، تحولت الغوطة الشرقية التي تضم مدن دوما وسقبا وعربين وحموريا وحرستا والمليحة وعين ترما وغيرها، إلى ساحات حرب بين القوات الموالية لبشار الأسد و«الجيش السوري الحر»، في حين تحولت بلدة رنكوس، في محافظة ريف دمشق السورية، إلى مدينة أشباح، بعد أن نزح معظم سكانها إلى المناطق المجاورة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، توجه نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إلى نيويورك، أمس، لإطلاع ممثلي مجلس الأمن الدولي غدا على أحدث التطورات، وليطلب تأييد خطة سلام عربية تدعو إلى تنحية بشار الأسد. من جانبها، أدانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا واشترطت قراءة تقرير رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي قبل الإعلان عن موقفها في مجلس الأمن الدولي.
ضواحي دمشق تشتعل.. والنظام يستعين بالحرس الجمهوري

انتشار أمني مكثف في المطار.. وانشقاق عميد و300 جندي والتحاقهم بالجيش الحر

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.... اشتعلت أمس بلدات ومناطق ريف دمشق، المحافظة التي تطوق العاصمة السورية بالكامل، بفعل العمليات العسكرية التي نفذها الجيش السوري النظامي وقوات الأمن والشبيحة لاستعادتها من سيطرة الجيش السوري الحر، الذي واجه هذه العمليات بمقاومة عنيفة؛ حيث أحبط عدة هجمات للقوات النظامية، مما أدى إلى سقوط 19 قتيلا في مناطق المواجهات. في غضون ذلك، شهد مطار دمشق انتشارا أمنيا واسعا كما أغلق الطريق المؤدي إليه. جاء ذلك، مع عمليات انشقاق بارزة، بحيث جزم ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، بأن «ضابطا برتبة عميد ونحو 300 جندي مع 7 دبابات انشقوا في ريف دمشق والتحقوا بالجيش الحر». وبلغ إجمالي القتلى الذين أعلن عنهم في سوريا أمس نحو مائة قتيل أغلبهم في ريف دمشق وحمص وعشرات في الرنكوس.
وقال أرام الدوماني الناطق باسم «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في دوما - ريف دمشق أن «مناطق ومدن ريف دمشق تحولت إلى مسرح للعمليات الأمنية والعسكرية». مشيرا إلى أن «الحصيلة الأولية للضحايا في ريف دمشق (أمس) بلغت 18 شهيدا وعشرات الجرحى، وهؤلاء سقطوا في مناطق حموريا وكفربطنا والزبدانة ورنكوس وسقبا». وأكد الدوماني لـ«الشرق الأوسط»، أن أمس «شهد أوسع عمليات انشقاق ومواجهة بين الجيش الحر وقوات نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد»، وقال: «لقد انشقت أربع دبابات في منطقة حرة وثلاث في جسرين وانضمت إلى الجيش الحر في الغوطة الشرقية، كما أن هذه الدبابات المنشقة دمرت دبابة للجيش النظامي في مدينة عربين، كما غنم المنشقون عددا من السيارات والآليات العسكرية بعد هروب جيش الأسد منها». كاشفا عن انشقاق ضابط برتبة عميد ونحو 300 عسكري مع أربع دبابات في الغوصة الشرقية عند جسر بردى، في حين قامت كتيبة للجيش الحر بضرب عربتين للجيش النظامي وتصفية من فيهما من عناصر النظام والشبيحة على الأوتوستراد الدولي في ريف دمشق، فضلا عن عمليات كر وفر استهدفت الحواجز الأسدية التي تقطع أوصال ريف دمشق».
وأشار الدوماني إلى أن «أكثر من 50 دبابة ومدرعة وآلية تابعة للحرس الجمهوري، تحركت من داخل العاصمة وتوجهت إلى ريف دمشق وانتشرت في محيط دوما وحرستا وسقبا وحموريا»، معتبرا أن «نجاح الجيش الحر في عملياته وازدياد الانشقاقات يؤشر على أن الجيش والأجهزة الأمنية النظامية بدأت بالتفكك، لأنهم فقدوا السيطرة على الشرفاء من الضباط والجنود، خصوصا أن كل المدن والقرى السورية باتت ثائرة، رغم أن الكثير من هذه المظاهرات في مئات المناطق لا تظهر على الإعلام». موضحا أن «كتائب الجيش الحر بدأت تهدد بنقل العمليات إلى داخل العاصمة دمشق، وهي تخطط لضرب المراكز الأمنية الحساسة واستهداف القصر الجمهوري بشكل رئيسي».
وصحا سكان العاصمة السورية أمس على أصوات تفجيرات وقصف عنيف، مع تواتر أنباء عن إغلاق طريق المطار جنوب دمشق، في وقت كانت تتجه فيه تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن نحو 50 دبابة ومدرعة وناقلات جند مدرعة وحافلات محملة بمئات الجنود إلى الغوطة الشرقية حيث دارت اشتباكات عنيفة هناك مع الجيش الحر في سقبا وحمورية وكفربطنا وعربين وفي حتيتة التركمان. وقال ناشطون إن الاشتباكات العنيفة التي جرت في حتيتة التركمان دفعت قوات الأمن إلى إغلاق طريق المطار لفترة من الوقت وسط حالة ترقب شديدة في محيط المطار.
كما اشتدت الاشتباكات في بلدة عين ترما، وقالت مصادر محلية هناك إن أصوات مدفعيات ثقيلة متقطعة سمعت منذ ساعات الصباح الأولى في البلدة القريبة من طريق المطار، تزامنت مع انقطاع كل الاتصالات فيها وفي بلدة المليحة، ودوت أصوات الانفجارات حول المنطقة وباتجاه جسرين وجسر بردى. وكانت بلدات ريف دمشق الساخنة شهدت حركة نزوح للسكان باتجاه العاصمة دمشق. وتعيش تلك البلدات وضعا إنسانيا سيئا للغاية تحت الحصار، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، وتحول المساجد إلى مشافي ميدانية تفتقر لكل مستلزمات الإسعاف، لا سيما توفر الدم، حيث يمنع الجيش النظامي الدخول والخروج من تلك المناطق. وقال ناشطون إن الوضع في ريف دمشق «مأساوي» وإن دبابات «T72» تقصف عشوائيا، وقذائف «هاون» تتساقط على كفر بطنا وعربين. والخبز مفقود في مدينة دوما.
وفي حين يستمر الحصار العسكري والأمني لمعظم أحياء حمص، كشف ناشط في حمص لـ«الشرق الأوسط»، أن «كتيبة من (لواء خالد بن الوليد) في الجيش الحر، تمكنت من تدمير سبع مدرعات في الرستن وإعطاب عربتين ودك عدد من الحواجز ورفع علم الثورة السورية فيها». لافتا إلى أن «القناصة لم تتوقف عن اصطياد المدنيين وكل من يتحرك في الطرقات». مشيرا إلى أن «ثلاثة شهداء سقطوا في حمص ليل (أول من) أمس بقصف استهدف المنازل السكنية في بابا عمر والإنشاءات».
إلى ذلك، أعلن الناشط في تنسيقية إدلب، أبو علي لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدفعية قوات الأسد قصفت (أمس) مدينة سراقب من كل المحاور، كما استهدفت قذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة مدينة خان شيخون، مما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف المدنيين». كاشفا أن «مقاتلي الجيش الحر قبضوا على عدد إضافي من عناصر الحرس الثوري الإيراني في خان شيخون في ريف إدلب كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الأسد والشبيحة».
وفي بلدة رنكوس الجبلية على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال من دمشق قرب الحدود اللبنانية، قال نشطاء وسكان إن قوات الأسد قتلت 33 شخصا على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية في هجوم يهدف إلى القضاء على المنشقين عن الجيش والمسلحين. وأضافوا أن بلدة رنكوس التي يسكنها 25 ألف نسمة تتعرض لنيران الدبابات منذ يوم الأربعاء عندما حاصرتها عدة آلاف من جنود القوات الحكومية.
إلى ذلك، قتل 16 عسكريا في الجيش السوري في هجومين منفصلين في ريف دمشق ومحافظة إدلب شمال غربي البلاد، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال المرصد في بيان إن «ما لا يقل عن عشرة من الجيش النظامي السوري قتلوا إثر تفجير عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية من نوع (زيل) في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية». من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم (أمس) بعبوة ناسفة مبيتا يقل عناصر من إحدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق مما أدى إلى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم أول وإصابة ستة آخرين بجروح».
شائعات تعصف بدمشق بعد إغلاق طريق المطار.. والسلطات تعزز الأمن أمام القصر الجمهوري

أنباء عن انشقاق لواء في الاستخبارات السورية.. وناشطون يتحدثون عن «انقلاب عسكري»

لندن: «الشرق الأوسط»... لفت عاصفة الشائعات العاصمة دمشق، أمس، في ظل اضطراب الأوضاع في منطقة المهاجرين، حيث يقع القصر الجمهوري القديم، ومحيط مطار دمشق بما يمثله من مدلولات سياسية وأمنية خطيرة. وجاء ذلك وسط تضارب للأنباء حول حقيقة ما يجري في غوطة دمشق الشرقية، حيث ترددت أصداء الانفجارات في أحياء دمشق من جهة الشرق، لا سيما العباسيين والقصور والقصاع، كما شوهدت تعزيزات عسكرية تتجه إلى الغوطة الشرقية في الساعات الأولى من صباح أمس، ترافقت مع معلومات عن مطالبة السلطات أصحاب المنشآت الموجودة قريبا من طريق المطار بإخلائها، مع الإشارة إلى أن طريق المطار يقطع جنوب شرقي الغوطة (ريف دمشق) حيث يقع على جانبيه أكثر المناطق سخونة التي تشهد منذ عدة أيام اشتباكات بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، كما أن هذه المناطق التي تعد ضمن ضواحي دمشق تتصل بالعاصمة وتشكل امتدادا لأحيائها الشرقية، لا سيما من جهة حي العباسيين حيث يقع ملعب العباسيين الدولي، وبجواره مقر المخابرات الجوية المسؤولة عن عمليات ريف دمشق الغوطة الشرقية (دوما وسقبا وعربين وحمورية وحرستا والمليحة وعين ترما وغيرها).
وخلال الأيام الأخيرة امتدت الاشتباكات باتجاه الغوطة الجنوبية (الديابية والسيدة زينب.. وغيرها) ويوم أمس جاء إغلاق مطار دمشق من الساعة السابعة صباحا وحتى التاسعة لتهلب الشائعات، بأنه تم إغلاق المطار، الأمر الذي نفته مصادر في المطار، أكدت أنه ما زال مفتوحا أمام حركة الملاحة الجوية، في حين قال مسافرون من دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن الأمور كانت طبيعية في مطار دمشق ظهر أمس، ولم يلحظ أي شيء غير عادي، بينما أكدت مصادر إعلامية أن «طريق المطار أغلق لفترة وجيزة بسبب سوء الأحوال الجوية وانعدام الرؤية بسبب الضباب الكثيف، وجرى ارتباك في المطار في مواعيد الإقلاع والهبوط بسبب الأحوال الجوية، مما أدى إلى إثارة عاصفة من الشائعات»، لكن ناشطين أكدوا أن طريق المطار قطع لفترة وجيزة بسبب قيام القوات النظامية بهجوم على منطقة حيتية التركمان القريبة من طريق المطار، للقضاء على جنود منشقين موجودين هناك.
وترافقت الشائعات حول إغلاق طريق المطار مع حديث عن انتشار أمني وعسكري في كل ساحات دمشق، إلا أن مصادر من سكان دمشق أكدوا أن لا شيء جديدا شهدته ساحات دمشق أمس، وأن الانتشار الأمني الكثيف وحتى وجود جنود بالعتاد الكامل في محيط المؤسسات الحكومية والعسكرية والمقرات الأمنية بدأ منذ نحو شهر، وأنه تم قطع الطرق المارة من أمامها بحواجز حديدية وسواتر من الدفاعات الرملية، وأن ساحة العباسيين وساحة التحرير المتصلة بها بشارع حلب شهدتا تعزيزات أمنية في ساعات الصباح لدى إرسال تعزيزات إلى ريف دمشق لاقتحام مناطق الغوطة الشرقية، ومع تأزم الوضع في بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين، وفي ساعات بعد الظهر عادت شوارع العاصمة كما كانت مع هدوء قلق يخيم على كل أحياء المدينة.
من جانب آخر، قال سكان في منطقة الصالحية إنهم لاحظوا تعزيز المتاريس والدشم أمام بوابات القصر الجمهوري في المهاجرين، وترافق ذلك مع توتر الأوضاع في منطقة الصالحية في حي الشيخ محيي الدين الذي يشكل امتدادا لمنطقة المهاجرين، حيث هاجمت قوات الأمن موكب تشييع الجندي محمد صخر التكريتي، وتحول إلى مظاهرة قبل دخول الجامع لتأدية صلاة الجنازة، وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق المشيعين وأسفر ذلك عن إصابة العشرات ومقتل شخص وآخر حالته حرجة. وحصلت حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين عادوا لتجميع صفوفهم والانطلاق في مظاهرات أكثر من مرة، وامتدت المظاهرات إلى منطقة الشيخ خالد، وجرت حملة اعتقالات واسعة، وسط انتشار أمني كثيف في عدة أحياء تحيط بمنطقة الشيخ محيي الدين والشيخ خالد وصلت إلى ساحة شمدين في الميسات حيث تجمع عدد كبير من حافلات رجال الأمن والشبيحة هناك طيلة أمس.
التوتر الكبير في منطقة الصالحية والاستنفار الأمني هناك عززا الشائعات وزادا في غموض الأنباء المتضاربة حول الوضع في دمشق، لا سيما القصر الجمهوري، حيث أفادت مصادر إعلامية بوقوع «معارك ضارية في محيط مطار دمشق الدولي بين عناصر من الجيش السوري الحر والجيش النظامي» بالتزامن مع «أنباء عن محاولة انقلاب عسكري، وتزايد أعداد المنشقين عن الجيش النظامي، وعلى رأسهم أحد اللواءات في الجيش السوري، تم التحفظ على ذكر اسمه»، وأن «دمشق شهدت منذ فجر الأحد نشرا لآليات عسكرية ومدرعات والجنود في الساحات والشوارع الرئيسية وتعزيز السيطرة الأمنية على مؤسسات الدولة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، في ساحة الأمويين». ولم تتأكد صحة تلك المعلومات، لا سيما الخاصة بمحاولة الانقلاب، لكن أحد الناشطين المعروفين بالأوساط السورية كتب على صفحته في موقع «فيس بوك»: «الآن أستطيع أن أفصح رسميا عن اسم اللواء المنشق من الجيش السوري والذي انضم إلى الجيش الحر اللواء هو محمد خلوف من ريف دمشق وهو كان أحد الضباط الكبار المسؤولين في فرع فلسطين». ويشار إلى أن محمد خلوف يشغل موقع رئيس فرع فلسطين في الاستخبارات السورية المتخصص بالجاسوسية ويعد الأكثر قمعا، ويحتفظ الكثير من السوريين بذكريات سوداء عن ممارسات هذا الفرع الذي كان يوصف بأن «الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود»، وبحسب ناشطين فإن اللواء محمد خلوف من منطقة عسال الورد في ريف دمشق، التي تشهد أحداثا عنيفة منذ عدة أيام، ومتزوج من سيدة من مدينة قارة في منطقة القلمون بريف دمشق، وقد خدم اللواء خلوف في لبنان لفترة طويلة قبل أن ينقل لرئاسة فرع فلسطين.
رنكوس تتحول إلى مدينة أشباح وفرقة ماهر الأسد تدك أحياءها

سكانها نزحوا خوفا من عمليات انتقامية

بيروت: «الشرق الأوسط» .. تحولت بلدة رنكوس، الواقعة في محافظة ريف دمشق السورية، إلى مدينة أشباح، بعد أن نزح معظم سكانها إلى المناطق المجاورة، هربا من القصف العشوائي الذي تشنه دبابات الجيش السوري الموالية للرئيس بشار الأسد على البلدة الصغيرة. ويؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات من الفرقة الرابعة التابعة للعميد ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري) تحاصر مدينة رنكوس منذ خمسة أيام وتستخدم جميع الأسلحة المدفعية لاستهداف أحياء البلدة ومنازلها الآمنة». وتظهر فيديوهات، تم نشرها على «فيس بوك»، مجموعة كبيرة من الدبابات والمدرعات تتمركز على أطراف البلدة، كما أبرزت الأشرطة آثار القصف على الأبنية والبيوت والأحياء السكنية، إضافة إلى عناصر من الأمن السوري يطلقون النار عشوائيا على المتظاهرين السلميين.
ويأتي الهجوم على البلدة التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 45 كيلومترا في سياق التصعيد العسكري والأمني الذي يقوم به النظام السوري ضد مدن سورية عدة، أبرزها: ريف دمشق، التي احتضنت وحدات من «الجيش السوري الحر» المكون من جنود سوريين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين وانشقوا عن الجيش النظامي وانضموا إلى الثورة.
ويشير الناشطون إلى أن «عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة، يوم الأربعاء، قد تجاوز الأربعين شهيدا، وهناك الكثير من المنازل تم تدميرها بسبب القصف العشوائي، ومعظم السكان نزحوا عن المدينة خوفا من سيطرة النظام على البلدة وتنفيذ عمليات انتقامية ضدهم». ويؤكد هؤلاء أن «مناطق ريف دمشق صارت معقلا للجيش السوري الحر، ومنها مدينة رنكوس، وهذا ما يجعل النظام يركز عملياته على هذه المدن».
وأعلنت تنسيقية رنكوس للثورة السورية المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 20 ألفا بلدة منكوبة. وقالت، في بيان نُشر على صفحة التنسيقية على «فيس بوك»: «تتعرض بلدة رنكوس منذ خمسة أيام لحصار وقصف من الدبابات والرشاشات الثقيلة على منازل المدنين وعلى كل شيء متحرك في بلدة رنكوس، وقد اشتد القصف بشكل غير مسبوق اليوم (أمس) الأحد، فقصفت البيوت والمحلات واستهدف مسجد الشيباني ومدرسة التعليم الأساسي للبنين في الحي الغربي، من بينهم منزل أبو ميران جحا ومنزل أبو كمال عبد الجليل ومنزل لشخص من آل عودة، مع ما يترافق معها من قنص كل ما يتحرك في رنكوس، وخطف أبنائها الذين يحاولون الفرار من الموت». وأضافت: «إننا نعلن رنكوس منطقة منكوبة، ونناشد كل من لديه ضمير حي في هذا العالم الحر، نناشد خادم الحرمين الشريفين، كما نناشد الاتحاد الأوروبي والدول الإسلامية والدول العربية والمجلس الوطني السوري أن يساعدونا». كان الجيش السوري قد اقتحم رنكوس في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ حيث تمت مداهمة المنازل وإحراقها وترويع الأهالي، وذلك بعد توزيع القناصة على المباني المرتفعة. وهي تعد واحدة من أكثر مصايف ريف دمشق جذبا للسياح العرب، وتشتهر البلدة، التي لا تتجاوز مساحتها 22277 هكتارا، بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات والمزروعات، إضافة إلى ثروة حيوانية لا يستهان بها. وقد شهدت رنكوس أيام الاحتلال الفرنسي معارك طاحنة بين الثوار والجيش الفرنسي، خلال ثورة القلمون التي قامت ضد سلطة الانتداب آنذاك.
الجيش السوري الحر: انتشار أمني قرب المطار تحسبا لفرار مسؤولين.. والنظام يراقب تحركاتهم

الناطق باسمه لـ«الشرق الأوسط»: انشقاق مئات الضباط والجنود في الساعات الأخيرة دليل على قرب انهيار النظام

بيروت: يوسف دياب ... أكد الناطق باسم «الجيش السوري الحر»، الرائد ماهر النعيمي، أن «النظام السوري يستخدم كل أوراقه وقوته العسكرية والأمنية في سبيل الدفاع عن بقائه واستمراره»، مشيرا إلى «ازدياد الجرائم والمجازر بسبب اللجوء إلى خيار الحسم الأمني، بعدما فقد (الرئيس السوري) بشار الأسد الأمل بأي حل سياسي يبقيه في السلطة».
وقال النعيمي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش السوري الحر خاض (أمس) مواجهات ضارية واشتباكات عنيفة مع قوات النظام في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من مطار دمشق الدولي». وأوضح أن «جيش النظام استخدم كل الأسلحة الثقيلة في الغوطة والرنكوس والقلمون، وصب قصفه العشوائي على الكثير من المنازل التي هدمت فوق رؤوس أصحابها، غير أنه لم يفلح في القضاء على الجيش الحر الذي يدافع دفاعا مستميتا، ولم يستطع أن يتمركز في نقطة ويمكث فيها طويلا».
وأضاف: «نحن كجيش حر لا ندعي أننا احتللنا مناطق وسيطرنا عليها كليا، لأن الجيش النظامي يمتلك الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات، لكنه في نفس الوقت عاجز على كسر شوكتنا، لأننا نعمل بإيمان للدفاع عن أهلنا وحماية النساء والشيوخ والأطفال».
وكشف الناطق باسم الجيش الحر، أن «الجيش السوري عزز انتشاره داخل مطار دمشق، وعلى طريقه الرئيسي، وذلك بهدف منع مسؤولين من السفر إلى الخارج، كما أن الشبيحة يقيمون الحواجز على طريق المطار، ويفتشون كل المتوجهين إليه، خوفا من فرار أي مسؤول سياسي أو عسكري إلى الخارج، فضلا عن الانتشار الأمني في محيط منازل المسؤولين لمراقبة تحركاتهم».
ولفت إلى أن «هناك اشتباكات تدور يوميا بين الجيش النظامي والجيش الحر، في البلدات القريبة من المطار، وفي بعض الأحيان يستخدم النظام عمليات الإنزال الجوية في أكثر من منطقة نتيجة خوفه من اتساع الاحتجاجات وسيطرة الجيش الحر على نقاط لا تبعد أكثر من سبعة كيلومترات عن العاصمة دمشق»، معتبرا أن «الانشقاقات الكبيرة هي دليل على إحباط وانهيار في صفوف الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن «الساعات الـ48 الماضية شهدت انشقاق مئات الجنود والتحاقهم بالجيش الحر، وهذه الانشقاقات حصلت في مناطق دوما، رنكوس، مزارع رنكوس، الغوطة، عربين (ريف دمشق)، حمص، الرستن، حرستا القصير (محافظة حمص)، خان شيخون، سبقا (إدلب) وريف حماه، بالإضافة إلى انشقاق ضابط و15 جنديا في ريف حلب للمرة الأولى منذ انطلاقة الثورة». وأعلن أن «مائة جندي انشقوا في منطقة الرستن وحدها أمس (أول من أمس)، وهذا نتيجة تخبط النظام واستخدامه آلة القمع الشديد ضد المدنيين»، مؤكدا أن «النظام لم يعد يعتمد إلا على الحل الأمني والقتالي، وهو يزج بكل مقومات الناتج الشعبي في هذه المعركة، ولا يتوانى عن استخدام كل ألوية الجيش ووحدات الأمن والشبيحة، ويستعين بالدعم الخارجي، في محاولة لقمع الثورة حتى من خلال المجازر، لكنه لن يحصد إلا الخيبات وسيرحل، لأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر».
وأضاف: «إن بشار الأسد، ومن خلال أسلوبه هذا، يصرّ على دفع الشعب إلى حمل السلاح، فإذا أمعن في عمليات وحرق المنازل واستمر بقتل الأطفال بالسكاكين كما يفعل في حمص، فإنه يجر الشعب إلى حمل السلاح، وأعتقد أن غض المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالم النظر عن إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه، هو سبب مباشر قد يؤدي إلى تسليح الشعب، نحن نقاوم السبب لكننا نحترم قرار الشعب في النهاية».
وقال النعيمي: «رسالتنا لبشار الأسد أن يتعظ من الطغاة الذي أسقطهم الشعب عبر التاريخ، وبالأمس القريب (تونس، مصر، ليبيا واليمن) أن كل الطغاة إلى زوال وهو منهم، وإننا كجيش حر سنقاتله حتى بالسكين، ونحن نعتبره مجرد سلطة احتلال فاقدة للشرعية الشعبية والدستورية، فقاتل الأطفال لا يستحق صفة نظام، وهو سيدفع الثمن على قتل النساء والأطفال والشيوخ، وحتى لو استمر نضالنا عشر سنوات إضافية، سنقاتله حتى آخر قطرة دم في عروقنا».
المسعفون السوريون يُقتلون بتهمة «إنقاذ المتظاهرين»
الحياة...نبيل قصير
 

سقط الدكتور عبد الرزاق جبيرو، أمين سر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ورئيس فرعها في محافظة إدلب شهيداً للواجب للإنساني. ذنبه الوحيد انه كان يحاول الحفاظ على المهمة الإنسانية ومبدأ الحياد في عمل متطوعين لا يتقاضون قرشاً واحداً لقاء محاولاتهم المستميتة لإنقاذ أرواح المصابين، سواء كانوا متظاهرين أم عسكريين. فالمهمة الأولى والأساسية هي محاولة إنقاذ الأرواح، وهذا ما سعى جبيبرو إليه باذلاً جهوداً مضنية في إعداد المسعفين، ومؤدياً دوراً كبيراً في إغاثة اللاجئين السوريين في تركيا. لكن جبيرو لم يكن أول المستهدفين في الهلال الأحمر العربي السوري، وقد لا يكون الأخير.

ولم يمض وقت طويل على قضية استهداف المسعف الحكم السباعي، التي لم تأخذ حقها إعلامياً وقانونياً، وكانت حجة الأمن أن العصابات المسلحة أطلقت النار على سيارة الإسعاف في مدينة حمص، وهي قصة واهية بطبيعة الحال. فلمن لا يعرف الحقيقة، كان متطوعو الهلال تلقوا تهديدات وإنذارات من الأجهزة السورية، بأنهم سيكونون هدفاً لرصاص الجيش والأمن إذا خرجوا لإسعاف المصابين. حصل هذا قبل يوم واحد فقط من استشهاد السباعي، ولم يتأخر الأمن في تنفيذ تهديده، مطلقاً ثلاثين رصاصة اخترقت سيارة الإسعاف إلى أجساد المسعفين.

متطوعو الهلال الأحمر السوري، لم يسلموا من الاعتقال أيضاً، ففي أكثر من مكان تم اعتقالهم وتجريدهم من ملابسهم أثناء التحقيق معهم بتهمة «إسعاف المتظاهرين» على رغم أنهم وفي أكثر من مناسبة قاموا بإسعاف رجال الأمن وعناصر الجيش. جرى ذلك مع الكثير من الحالات في مدينة دمشق، وحي برزة تحديداً، إثباتاً لمهمتهم التي تعبر عن إيمان صادق والتزام راسخ لدى المسعفين بمبادئ منظمتهم في الحياد.

إلا أن أجهزة الأمن ترفض في شكل قاطع تسهيل إنقاذ حياة الآخرين، ولم تتوان عن منع طواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، بل كانت تقوم أحياناً بتجريد الطواقم من سياراتهم. وكثيراً ما حصل أن أجبر المسعفون على مغادرة سياراتهم والعودة سيراً على الأقدام إلى مكاتبهم في شعب الهلال الأحمر، فيما اقتحمت أجهزة الأمن بعض هذه المكاتب وخطفت مصابين كانوا يعالجون داخلها. وكم مرة أطلق الرصاص في شكل مباشر على سيارات الإسعاف، فنجت طواقمها من موت محتم كما حصل في دير الزور أثناء اقتحام الجيش والأمن للمدينة.

يوم الجمعة أول أيام عطلة نهاية الأسبوع في سورية، هو بالنسبة إلى الكثيرين يوم للراحة مع الأهل، أما بالنسبة إلى الهلاليين فهو يوم استنفار، يقضونه منذ الصباح الباكر يجوبون الشوارع محاولين الوصول إلى المصابين في التظاهرات. يخرجون من مكاتبهم وهم بحق لا يعلمون إن كانوا سيعودون إلى ذويهم، أم أنهم سيحتاجون بدورهم إلى من يسعفهم.

«الإسعاف بدو إسعاف» جملة ترددت كثيراً في فلسطين، أثناء الغارات الإسرائيلية على الضفة وقطاع غزة والتي استهدفت في جملة ما استهدفته طواقم الإسعاف، وهو ما يحدث اليوم في سورية، في مقاربة مؤلمة ومقززة عن جيش يقتل أهله.

وعلى رغم المآسي والأخطار التي يتعرض لها المتطوعون، وعلى رغم الخطر الذي يحدق بهم حتى وهم في أكثر الأماكن أمناً، لا يزال مسعفو الهلال الأحمر مصرّين على أداء واجبهم الإنساني في إنقاذ أرواح المصابين، جميع المصابين أياً كانوا.

ولأني كنت ذات يوم أحد هؤلاء المسعفين، فأنا أدرك مدى التزامهم بكل المبادئ الإنسانية وعلى رأسها العبور الآمن والحياد. ولكن هذا المبدأ لا يعتنقه غيرهم فالرصاص على ما يبدو سيطاردهم كيفما توجهوا، وأجهزة الأمن لن تتوقف عن محاولات منعهم من أداء عملهم، حتى لو كان الاغتيال طريقها الى ذلك كما حدث مع الراحل جبيرو الذي عرف عنه حرصه الشديد على تدريب المتطوعين بالحد الممكن في ظل الأزمة السورية، حفاظاً على حياتهم ليتمكنوا من أداء واجبهم على أتم وجه.

أما النظام فلا حجة له! لأن الرئيس السوري وزوجته استمعا في شكل مفصل وفي اجتماعين منفصلين، إلى شكاوى رئيس منظمة الهلال جراء الاعتداءات التي تعرضت لها طواقم الإسعاف، لكن ذلك لم يجد نفعاً بل أسفر لاحقاً عن استشهاد مسعف وإصابة آخرين، وآخر الاعتداءات اغتيال جبيرو.

بعبارة أخرى فإن الاعتداءات المباشرة على كوادر الهلال الأحمر تمت في شكل واضح ومفضوح من قبل أجهزة الأمن، وبعلم مسبق من رأس النظام. وليس اغتيال جبيرو إلا واحد من هذه الاعتداءات، لذا لا جدوى من اتهام «عصابات مسلحة» بقتله، لأن هذا الاغتيال ليس إلا تتويج لدموية النظام وآلته القمعية.

 
«المرصد السوري لضحايا العنف»: قرار العربي «ضوء أخضر» للمجموعات المسلحة لـ«التصعيد»
دمشق - «الحياة»

اعتبر «المرصد السوري لضحايا العنف والارهاب»، قرارَ امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تعليقَ أعمال لجنة المراقبين «إجراء تصعيدياً يحمل في طياته ضوءاً أخضر من الجامعة لمجلس اسطنبول (المجلس الوطني السوري) ومجموعاته المسلحة للتصعيد بعملياتهم الإجرامية ضد سورية».

واضاف «المرصد» في بيان له امس، ان خطوة الجامعة «جاءت تنفيذاً لأجندة خارجية تحمل في طياتها الضغط على مجلس الأمن الدولي بهدف حثه على التدخل السياسي والعسكري بشؤون سورية الداخلية».

وكان مصدر مسؤول اعلن ان سورية «تأسف وتستغرب» قرار العربي بعدما قامت سورية بالموافقة على تمديد عملها لمدة شهر آخر استجابة لطلب الأمانة العامة في ضوء التقرير الذي قدمه رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد مصطفى الدابي إلى المجلس الوزاري للجامعة العربية.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر قوله: «كان من الواضح ان تقرير المراقبين العرب لم يُرضِ بعضَ الدول في الجامعة، نظراً لما تضمّنه من إعتراف وتوثيق بوجود مجموعات مسلحة تستهدف المدنيين والعسكريين وقوات حفظ النظام والمؤسسات العامة والخاصة وتفجير خطوط الغاز والنفط»، مشيراً الى ان قرار العربي جاء «تمهيداً» لاجتماع مجلس الأمن الثلثاء القادم بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة لـ «التأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجري هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وتشجيع الجماعات المسلحة لزيادة العنف الذي تمارسه ضد المواطنين». كما أشار المصدر إلى ان القرار «يتماهى مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي سحْبَ مراقبيها في البعثة كردِّ فعل على تقرير بعثة المراقبين العرب، وليس بسبب ما ادعاه الأمين العام من استمرار استخدام العنف وتبادل القصف وإطلاق النار».

 
الدابي لـ«الحياة»: جئنا لحقن الدماء ... ودليل مصداقيتنا أننا لم نعتِّم على تصعيد العنف
الدوحة - محمد المكي أحمد
 

اعتبر رئيس فريق المراقبين العرب في سورية محمد الدابي، أن «إعلانه قبل يومين تصاعد العنف في سورية وعدم التعتيم على ذلك، يعدُّ دليلاً على صدقية المراقبين»، قائلاً في حوار مع «الحياة» عبر الهاتف: «إننا نعمل في نزاهة وشفافية». وأوضح الدابي أن الحكومة السورية بررت التصعيد الأمني الاخير بفقرة في البروتوكول تنص على «وقف العنف أيّاً كان مصدره»، متحدثاً ايضاً عن عدم تعاون المعارضة السورية مع وفد المراقبين، قائلاً: «جئنا لنراقب الأعمال التي يقوم بها الجانبان (الحكومة والمعارضة)، لكن للأسف الشديد، وجدنا عدم رضا من المعارضة».

ولفت الدابي في حديثه، إلى أن «التقرير الذي قدّمه الى اللجنة الوزارية العربية المصغرة ووزراء الخارجية العرب في اجتماعين عقدا قبل أيام في القاهرة، نوقش باستفاضة وتمت الإشادة به وبالإنجازات التي تحققت حتى الآن، ورغم محدوديتها تم التمديد لعمل البعثة، وقرر الوزراء دعمها مالياً وسياسياً وإعلامياً، لكننا فؤجنا بعد عودتنا (من القاهرة بعد حضور الاجتماع الوزاري العربي) في الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) الحالي بأعمال عنف».

وروى الدابي لـ «الحياة» خلفيات قرار الجامعة العربية أول من أمس وقْفَ عمل المراقبين، وقال: «فؤجئنا في الرابع والعشرين والخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الحالي بأعمال عنف في عدة مناطق ساخنة، في حمص وحماه وريف دمشق وإدلب، وفوجئنا بأعمال عدائية من الجانب المسلح (المعارضة السورية) وردِّ فعل كبير من جانب الحكومة، وظهرت أعمال عدائية متبادلة أدت الى تصاعد العنف، وتكلمنا مع الحكومة السورية في هذا الجانب».

وأضاف: «الحكومة السورية تبرر ما قامت به بأن هناك اعتداءات على مناطقها، وأنها لا تعتدي، وأنهم يردّون على اعتداءات. هذه هي حجتهم. طبعاً البروتوكول لا يُلزم الجانب الآخر (المعارضة)، بل يُلزم الحكومة، وبالتالي فإن أي رد فعل من الحكومة يعتبر إخلالاً بنص البروتوكول، لكن الحكومة السورية تمسكت بفقرة في البروتوكول تقول بضرورة وقف العنف أياً كان مصدره».

وقال الدابي إن «الحكومة السورية قالت للبعثة إننا ملزمون بإيقاف العنف أياً كان مصدره، وبالتالي لن نسمح لعصابات وجماعات مسلحة بأي عمل عدائي. وهنا بدت الصورة واضحة، أي أن العنف سيتواصل ويستمر». ولفت في هذا السياق الى «أن المعارضة السورية لا تتعامل معنا... وأصبحنا في نظرها مثل الحكومة السورية، وكل ذلك أدى الى حالة نفسية لدى المراقبين الذين يجلسون في الفندق، وإذا أرادوا القيام بمهمة مراقبة لن يتمكنوا من دخول مناطق المعارضة» بسبب خوفهم من رد فعل المعارضة. وتابع: «في ضوء كل ذلك، تم التشاور مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، فتم تجميد عمل البعثة لتبقى في دمشق الى أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً خلال الأيام المقبلة، وأتوقع أن يتم ذلك عقب انعقاد اجتماع مجلس الأمن» في شأن الوضع السوري.

وسئل عن مكان وجود المراقبين حالياً بعد تجميد عملهم، فقال: «جُمِّد عملنا، لكن المحطات (وفود المراقبين في المناطق السورية) بدأت تتحرك (منذ أمس واليوم) باتجاه العاصمة، كي يعود كل المراقبين الى دمشق».

وعن عدد المراقبين والمواقع التي غطوها في الفترة الماضية، قال: «دول الخليج سحبت خمسة وخمسين مراقباً، والمغرب سحب تسعة مراقبين، وبقي مئة مراقب من سبع دول عربية».

وفيما لفت الى أن «الموجودين من المراقبين هم في انتظار قرار يصدره المجلس الوزاري العربي»، شدد على أنه «لا مشكلة في المراقبين، وحتى لو بقي عشرون مراقباً سأعمل في نزاهة تامة. أنا جئت في مهمة مراقبة، وليس لإيقاف عنف ولا إطلاق سراح معتقلين. الدابي يراقب، ويقول هل التزمت الحكومة السورية أو لم تلتزم، مع ملاحظة أن هناك طرفاً آخر يحمل السلاح الآن»، وذلك في إشارة الى المعارضة المسلحة. وأضاف: «الدليل على صدقية المراقبين أننا قلنا إن هناك تصعيداً حدث، ولم نعتِّم، نحن نعمل في شفافية وصدقية، وقد أقسمنا على المصحف في هذا الشأن».

وسئل هل سيعود الى القاهرة بعد وقف عمل المراقبين، فأجاب: «لن أعود الى القاهرة، سأبقى في دمشق لإعادة تدريب مراقبين وتثقيفهم الى أن يحين موعد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، وقد أحضر تلك الجلسة». وتابع: «اذا استمرت البعثة في أداء مهمتها، لا بد من صدور قرار يضع في الاعتبار أهمية معالجة كل أوجه القصور، سواء في كيفية أداء المهمة أو المعدات، فالمهمة ما زالت تلتزم جانباً واحداً (التعامل مع الحكومة السورية)، أنا أدعو الى وقف اطلاق النار لتؤدي البعثة دورها».

وقال: «أطلب تحديد المعارضة ونوعيتها (للحوار معها في إطار البعثة)، إذ لا بد أن نتعامل مع المعارضة مادام هناك حوار بين الجامعة العربية والمعارضة. نريد التعامل مع الطرفين (الحكومة والمعارضة). الآن لا نتعامل مع المعارضة، لأنها أهدرت دمنا، كما أدعو الى بناء عمل جديد ومنهجية جديدة في شأن مهمة المراقبين ومن دون ضبابية في التعامل».

وحول تصعيد العنف في سورية خلال الأيام الاخيرة، قال الدابي: «حدث تدهور (في الوضع) في الأيام الثلاثة الأخيرة، لكن ليس لدرجة تؤدي الى سحب بعثة المراقبين، بل أدى ذلك الى تجميد عملها موقتاً حتى يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً ليقرروا بصورة جادة كيفية معالجة الأمر».

وعن تصريحاته في بداية عمل البعثة، والتي اثارت غضب المعارضة ضده، قال: «أنا مصرٌّ على كل تصريحاتي حتى يوم السابع عشر من كانون الثاني، قبل تقديم التقرير الى مجلس وزراء الخارجية العرب. الدابي لا يكتب التقرير، يكتبه رؤساء خمسة عشر قطاعاً من المراقبين، وأي قطاع يكتب تقويمه للمنطقة التي زارها، ويُستدعى رؤساء القطاعات الى دمشق لمناقشة التقرير مع رئاسة بعثة المراقبين وجهاً لوجه، ثم يتم صوغ التقرير بناء على ما قاله رؤساء القطاعات».

وأضاف: «بعد صياغة التقرير، عقب مناقشته وإعداده من رؤساء القطاعات، يقدمه الدابي الى اجتماع وزراء الخارجية. أنا أخذت كلام 15 رئيس قطاع (من المراقبين)، وقرأت لهم ما قاله رؤساء القطاعات وبينهم رؤساء قطاعات خليجيين».

وحول التقرير الأول الذي قدمه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وهل مازال متمسكاً به، أجاب: «إنه متوازن مئة في المئة، ولا أتنازل عن سطر واحد فيه، لكن بعد يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي، حدث تصعيد خطير جدا، وهو نتيجة مواقف معينة، ورفض للتقرير من المعارضة. وقد تصاعدت أعمال العنف بين الجانبين، لكن قبل يوم 23 الحالي أنا مُصرّ على ما ورد في التقرير وسأحتفظ به للتاريخ».

وفي شان توقعاته حول ما سيسفر عنه اجتماع مجلس الأمن، اكتفى بالقول: «هذا الموضوع لن أعلق عليه، هذه مسألة سياسية».

وتابع: «نحن جئنا الى سورية لحقن الدماء. أهل سورية كلهم سواء عندنا. جئنا لنراقب الأعمال التي يقوم بها الجانبان (الحكومة والمعارضة)، لكن للأسف الشديد، وجدنا عدم رضا من المعارضة. هي لا تريدنا أن نعمل كي يذهبوا (بالملف) الى مجلس الأمن وينهار النظام. نحن جئنا لنساعد الشعب السوري، والمعارضة مهمة، وهي عنصر أساس في عملنا، ونتمنى أن يتوقف هذا التشدد (في مواقف المعارضة) والفتاوى (ضد المراقبين)، وأن تتعامل معنا المعارضة بجدية، سواء المسلحة أو المدنية. نحن جئنا لننقذ أهلنا كلهم في سورية، ويشمل ذلك المُوالي والمُعارض، وندعوهم الى أن تكون نظرتهم إلينا إيجابية».

وسألته «الحياة» عن رأيه في شأن انتقادات شديدة وُجهت إليه، من بينها أنه «أسوأ مراقب لحقوق انسان في العالم»، فضحك وقال: «هذا كلام فارغ، لن أردّ عليه، هذا غثاء لا قيمة له، الشعب السوداني يعرف الدابي». وسئل الدابي عن اتهامات وجهها اليه المراقب الجزائري المستقل أنور مالك (وصفه بديكتاتور يعامل المراقبين معاملة الجنرال لعسكريين)، فأجاب «هذا كلام لا يستحق الرد، إنه كذب، وقد قال الكثير من الترهات والأكاذيب تجاه بعثة المراقبين، كما أهان البعثة بإشاعات فاسدة، وبالتالي لا نتعامل معه، وحتى المنظمة التي يتعامل معها لفظته، باعتبار انه خرج عن الخط الإنساني والأخلاقي».

 
العربي يأمل في تغير موقف روسيا والصين.. وموسكو تريد قراءة تقرير الدابي أولا

الجامعة العربية تناقش الأحد الموقف من استمرار مهمة المراقبين.. وبان يدعو الأسد إلى إنهاء سفك الدماء

القاهرة - لندن: «الشرق الأوسط»... أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن أمله في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري إعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، في وقت قال فيه نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي، إن الاجتماع الوزاري العربي يناقش يوم الأحد المقبل تقرير البعثة والموقف من استمرارها. في غضون ذلك، أدانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا واشترطت قراءة تقرير رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي قبل الإعلان عن موقفها في مجلس الأمن الدولي.
وأوضح العربي في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة قبل أن يتوجه إلى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي غدا المبادرة العربية الأخيرة لتسوية الأزمة السورية، أن «هناك اتصالات تجري مع روسيا والصين حول الوضع في سوريا». وأضاف أنه «يأمل في أن يتغير موقف البلدين» من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن الذي يستهدف «دعم المبادرة العربية»، مؤكدا أن قرار الجامعة العربية الصادر أول من أمس بتعليق عمل بعثة مراقبيها في سوريا «اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير، ضمانا لسلامة المراقبين».
ويرافق العربي في زيارته إلى نيويورك كل من مساعده السفير وجيه عيسى، والسفير علي جروش. وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الوضع في سوريا يوم الأحد المقبل. وأوضح بن حلي أن الاجتماع سيناقش تقريرا عن بعثة الجامعة العربية في سوريا المتوقفة عن العمل لحين اتخاذ القرار المناسب، سواء بدعمها أو سحبها أو تعديل مهمتها في ضوء المناقشات التي سيجريها وزراء الخارجية العرب بالإضافة إلى تقييم عملها في إطار الالتزامات الموكلة إليها.
من ناحية أخرى، أعلن السفير بن حلي أنه تقرر تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة مبادرة السلام العربية 24 ساعة لتعقد يوم الأحد الخامس من فبراير المقبل وذلك بمقر الجامعة العربية بدلا من يوم السبت الذي يوافق الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف.
من جهتها، أدانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا بعد حملة عنيفة على المتظاهرين المناهضين للحكومة. ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بروناي: «نود أن نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة». وقال لافروف: «لو كنت مكانهم لكنت أؤيد زيادة عدد المراقبين». وتابع: «إننا مندهشون من أنه بعد اتخاذ قرار بتمديد بعثة المراقبين لشهر آخر قامت بعض الدول، بالأخص بلدان الخليج، باستدعاء مراقبيها من البعثة». وقال لافروف إنه لا يدعم البلدان الغربية التي قالت إن البعثة لا طائل منها وإنه من المستحيل إجراء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف: «أعتقد أن هذه تصريحات غير مسؤولة إطلاقا؛ إذ إن السعي لإجهاض فرصة لتهدئة الوضع أمر لا يغتفر». وقد رفضت روسيا دعم مشروع قرار أوروبي - عربي مشترك في الأمم المتحدة حول الأزمة السورية يمنح دعما قويا لمبادرة أطلقتها الجامعة العربية تدعو الأسد للتنحي.
وقال لافروف إن روسيا تريد قراءة تقرير المراقبين العرب الذي وضعه رئيس الفريق، محمد مصطفى الدابي، قبل زيارة يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر لمجلس الأمن غدا؛ حيث سيطالبان بتحرك على صعيد الأمم المتحدة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله: «بالطبع سنستمع لهم، غير أننا أوضحنا أنه يتعين علينا الاطلاع على التقرير بأنفسنا، الذي يتم التقدم بالمبادرة على أساسه». وقد تقدمت روسيا بمشروع قرار من جانبها يلقي باللائمة في أعمال العنف بالتساوي بين الأسد والمعارضة، وهو ما رفضه الغرب. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين في الخارج للتظاهر أمس خارج البعثات الدبلوماسية الروسية احتجاجا على معارضة موسكو مشروع القرار. إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن على الأسد وقف عمليات القتل في بلاده. وصرح بان للصحافيين، في العاصمة الإثيوبية حيث كان يشارك في افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي، أنه على الأسد «أولا وقبل كل شيء أن يوقف سفك الدماء فورا»، مضيفا أن «القيادة السورية يجب أن تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف».
عمر بكري ينفي تجهيز انتحاريين لإرسالهم إلى سوريا

السلفيون ردا على حديث الشيخ الزعبي: مطرود من التيار.. وشبهات حول علاقته بحزب الله والنظام السوري

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.... نفى الشيخ السلفي الإسلامي السوري عمر بكري ما نسبته إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والعربية من أنه يجهز إرهابيين لإرسالهم إلى سوريا، معتبرا أن «هذه الاتهامات محض كذب وافتراء وتشويش على الثورة السلمية في سوريا». وقال بكري لـ«الشرق الأوسط»: «بما أنني الحلقة الأضعف في التيارات الإسلامية، والمعروفة إعلاميا، وبسبب موقفي من الحركات الجهادية، يرون أن (جسمي لبّيس) ويلصقون بي هذه التهم، لكن في الحقيقة ليس لدي سلاح ولا مسلحون، وكل ما أستطيع أنا وأهل السنّة في لبنان تقديمه، هو إيواء اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم».
وأضاف أن ما نسب إليه بأن «المال الخيري الذي تستخدمه الجمعيات السلفية في لبنان ربما يتحول إلى دعم عسكري ضد نظام الأسد، وأن المعارضة السورية تستدرج نظام الأسد من خلال قيامها ببعض العمليات من حدود الشمال اللبناني لتخفيف الضغط عن الداخل السوري، هو محض افتراء لأني لم أقل مثل هذا الكلام على الإطلاق».
ورأى أن «النظام السوري المتهالك يريد أن يلبس جرائمه للحركات الإسلامية، وخصوصا السلفية وتنظيم القاعدة، ليقول للعالم هناك حالة إرهابية أواجهها». وسأل «هل يعقل أن التفجيرات التي حصلت في دمشق لم يتبناها أحد؟ أليس في ذلك دليل على أن النظام هو من ينفذها؟»، مبديا أسفه لـ«صمت بعض القوى والشخصيات السنية اللبنانية عما يجري في سوريا، مثل مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد قباني) وجبهة العمل الإسلامي ومشايخ أهل السنة، وجماعة الأحباش».
إلى ذلك، رد أمس التيار السلفي في لبنان، على حديث رئيس «جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية» في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي (ممثل السلفية العلمية)، فأوضح أن الشيخ الزعبي «لا يمثل السلفية العلمية»، معتبرا أنه «لا يحق له محاورة حزب الله باسم الحركة السلفية، لأنه مطرود منها، ولأن ثمة شبهات أمنية حول علاقته بحزب الله والنظام السوري».
وقال رئيس جمعية «اقرأ» السلفية، الشيخ بلال دقماق، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن هذا المدعي للسلفية (الزعبي) سبق له وأنكر في مقابلة تلفزيونية إلغاء الاتفاق الموقع بين بعض السلفيين وحزب الله، في حين أكدنا يومذاك أن هذا الاتفاق ألغي، ليس بضغط من تيار المستقبل كما أعلن، بل لأن موقعيه يفتقدون الشرعية السلفية». وأضاف «أما عن قوله إن هناك سلفية جهادية يمثلها الشيخ داعي الإسلام الشهال، المؤسس للتيار السلفي الذي كان ضمن صفوفه المدعي للسلفية العلمية قبل طرده من التيار منذ عقدين، لهو شرف كبير لكل من يحمل ويرفع راية الجهاد، أما قوله إن الشيخ عمر بكري يمثل السلفية التكفيرية، فهذا الكلام مردود لصاحبه، حيث لم نسمع عن الشيخ بكري أنه كفّر أحدا من المسلمين في لبنان، لكنه في بعض الأحيان يبين الأحكام، سواء كانت تكفيرية أو قضائية شرعية، فبيان الأحكام يختلف عن إصدارها، لأن لها آلية معقدة وغير متوفرة الآن، أما زعمه (الزعبي) أنه يمثل السلفية العلمية، فهذا الأمر عارٍ من الصحة، فما نسمعه من العلماء السلفيين في لبنان وخارجه أن هذا الشخص لا يستحق أن يوصف بـ(طويلب) (تصغير طالب) علم، فضلا عن بعض الارتكابات المالية والشبهات الأمنية التي تحوم حوله، سواء مع النظام السوري أو مع حزب الله، وكل هذا موثق ومعروف».
وتطرق دقماق إلى ما أعلنه الزعبي من أن حزب الله اخترق الساحة السنية منذ سنوات وليس من خلاله، وحديثه عن تجار الدين، فرأى أن «هذا الكلام صحيح، حيث استغل حزب الله ضعاف النفوس من أمثال (مدعي السلفية العلمية) وغيره من المرتزقة ليجندهم لاختراق الساحة السنية، أما قضية تجار دين وبناء ثروات على حساب الدين، فإننا نحيله إلى ما كشفته إحدى أكبر الجمعيات في الكويت، التي أعلنت أن مدعي السلفية العلمية كان يستغل المساعدات المقدمة منها للأيتام والفقراء وبعض المشاريع الخيرية، ويضعها في جيبه الخاص أو يستخدمها لمآرب مشبوهة، مما أدى إلى طرده وإعفائه من مسؤولياته، وأيضا هذا موثق ولم يعد سرا ويعرفه السلفي وغير السلفي وعامة المسلمين في طرابلس». وردا على سؤال الزعبي من سيملأ الساحة السنية في المرحلة المقبلة، أكد دقماق أن «من يملأ الساحة السنية هم أهل السنة عبر رص صفوفهم، ودعوتهم بعض الدول العربية والإسلامية لدعمهم والوقوف إلى جانبهم.
موسكو تدافع عن آخر حلفائها.. ومخاوف من استخدامها «الفيتو» للمرة الثانية لصالح الأسد

مشتريات السلاح والنفط ترسم ملامح تصويت موسكو وبكين في مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: زينب البقري *... في حين يقترب الملف السوري من الوصول إلى مجلس الأمن الدولي لمناقشة حل دولي لوقف استمرار قمع النظام السوري الاحتجاجات الشعبية التي تضرب البلاد منذ عشرة أشهر، يبدي مراقبون دوليون تخوفهم من استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للمرة الثانية ضد أي قرار يدين النظام السوري في مجلس الأمن مثلما فعلا قبل 3 أشهر.
ومع عدم توصل جامعة الدولة العربية لوقف حازم لشلال الدم السوري، يأمل المجتمع الدولي في أن يستصدر مجل الأمن قرارا رادعا بحق نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن استخدام روسيا والصين «الفيتو» في صالح النظام السوري في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يبقى في الأفق وقد يعرقل ذلك. ويسعى نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، إلى الحصول في جلسة مجلس الأمن المقرر لها الثلاثاء على دعم دولي لخطة الخروج من الأزمة التي تقترحها الجامعة العربية، وتنص على وقف العنف ونقل سلطات الرئيس بشار الأسد إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على التجهيز لانتخابات برلمانية ورئاسية ووضع الدستور. ويحظى المشروع العربي بدعم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والمغرب، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن الدولي، إلا أنه ما زال هناك اعتراض روسي - صيني.
ويقول مراقبون إن السبب الرئيسي في موقف روسيا والصين من الملف السوري في مجلس الأمن يرجع لحجم المصالح الروسية والصينية من صفقات الأسلحة والنفط مع النظام السوري، حيث يعتمد كثير من الشركات الصينية على النفط السوري، بالإضافة إلى تخوفهما من امتداد الربيع العربي إلى شعوبهما، خاصة بعد قيام مظاهرات تطالب بمزيد من الحرية والديمقراطية في الصين.
كما يعتقد محللون سياسيون أن موسكو لن تسمح بسقوط أهم حلفائها في المنطقة، بل وربما آخرهم، كما أنه يعد من أكبر مشتري السلاح الروسي في العالم، كما تخصص دمشق لموسكو منفذا بحريا على المياه الدافئة في البحر المتوسط عبر قاعدة بحرية في ميناء طرطوس.
وعبر الشهور العشرة الماضية من عمر الثورة السورية، ظلت روسيا هي الدولة الأبرز معارضة لإصدار أي قرار دولي يدين نظام الأسد، ومع تشاور الخمس عشرة دولة الأعضاء في مجلس الأمن في 9 يونيو (حزيران) بخصوص الملف السوري، ظلت موسكو تأكد أنه من الأفضل أن يتعامل السوريون أنفسهم مع الوضع في سوريا، وأن مجرد مناقشه القرار في مجلس الأمن يمكن أن يكون أمرا خطيرا ويؤدي لتصعيد الوضع الداخلي، وهو ما اتفق معه الموقف الصيني.
وفي مرحلة لاحقة، هددت موسكو باستخدام حق الفيتو ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن ضد دمشق. بعدها بأسبوعين، نأت موسكو بنفسها بصورة مفاجئة عن النظام السوري وإن أبقت باب دعمه مواربا، حيث دعا فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسي، إلى ممارسة الضغوط على النظام السوري لوقف القمع إلا أنه لم يرحب في الوقت نفسه بأي تدخل عسكري كما حدث في ليبيا. كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن بوتين في 22 يونيو (حزيران) قوله أثناء زيارته باريس إنه دعا إلى ضغوط دولية على القيادة السورية جراء قمع المظاهرات المناهضة للحكومة، إلا أنه شدد على أنه يعارض التدخل العسكري، قائلا إنه «غير مثمر»، واعتبر العراق نموذجا لما قد يحدث في حال التدخل العسكري.
ومع مرور الوقت، استمر الموقفان الروسي والصيني على وتيرة واحدة، يمكن إجمالهما في استمرار إدانة العنف في سوريا، ودعوتهم الأسد لوقف العنف مع استبعاد أي حل للتدخل الخارجي في سوريا مما يؤدي لإفراغ أي قرار من مضمونه ولا يمثل ضغطا حقيقيا.
وفي 4 أكتوبر الماضي، استخدمت موسكو وبكين الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدين استخدام الأسد العنف لقمع المتظاهرين، وهو ما رد عليه الشعب السوري بالدعوة للتظاهر ضد سفارات البلدين لدى سوريا وعبر العالم.
وبرر ليو وي مين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، موقف بلاده من الملف السوري بأن التدخل العسكري ليس في مصلحه استقرار سوريا، وقال في تصريحات صحافية بعد أسبوع من استخدام الفيتو، إن «الصين تعارض العنف، ولا تريد أن ترى المزيد من إراقة الدماء والصراع والخسائر في الأرواح»، لكنها اكتفت بدعوة الأطراف لضبط النفس وتفادي العنف.
وفي 24 يناير (كانون الثاني) 2012، أعلن مسؤول روسي: «ليس بوسعنا فعل المزيد للأسد»، وفي 26 يناير 2012، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، عقب محادثاته مع نظيره التركي: «نحن منفتحون على أي مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف».
ولا يزال الجانبان؛ الروسي والصيني، يصران على رفض أي مقترحات تفرض بموجبها عقوبات أحادية ضد سوريا، لكن تذبذب موقفيهما من التأييد المطلق للأسد، إلى انتقاد استخدام العنف مع عدم السماح باستخدام القوة، يفتح الباب لتبنيهما قرارات أكثر حدة في أي وقت، مما قد ينعكس في تصويتهما المقبل بخصوص الأزمة.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
«الوطني السوري» لـ«الشرق الأوسط»: أوقفنا التعاون مع بعثة الجامعة العربية

بسمة قضماني قالت إنه لم يعد لوجودها مبرر

جريدة الشرق الاوسط..... القاهرة: عبد الستار حتيتة ..... أبلغ المجلس الوطني السوري المعارض أمس «الشرق الأوسط» وقف تعاونه مع بعثة الجامعة العربية في سوريا، التي يرأسها الفريق محمد مصطفى الدابي، ودعت بسمة قضماني، المتحدثة الرسمية باسم المجلس عضو مكتبه التنفيذي، في اتصال من باريس، إلى سحب بعثة المراقبين من سوريا، وقالت إن قرار سحب البعثة تقريبا «نعتبره قد اتخذ سلفا، لأن البعثة لم يعد لوجودها مبرر في سوريا، لأن النظام لم يتعاون معها، أو يسمح لها أن تعمل وفق الشروط المطلوبة، أو حتى الشروط المقبولة». وأضافت قضماني أن «شروط عمل البعثة كانت غير مقبولة، وبالتالي التقرير الذي صدر بعد شهر من عمل البعثة، كان تقريرا منحازا تماما ولا يصف الوضع كما هو على الأرض، فمصداقية البعثة أيضا كانت محل تشكيك».
وتابعت قائلة إن النظام ضيق على عمل مراقبي البعثة كثيرا، ولم يقم المراقبون بزيارة الأماكن المطلوبة، مشيرة إلى أن «المهمة نفسها كانت لمراقبة تطبيق البروتوكول، وبعد شهر من العمل، حتى في ظروف غير جيدة، أصبحت الخلاصة أن البروتوكول لم يطبق، فلأي سبب تستمر البعثة في العمل، إذا كانت النتيجة أنه لا يوجد احترام من قبل النظام لتطبيق البروتوكول، فمهمة البعثة (خلاص) انتهت».
وعلقت الجامعة العربية مهمتها للمراقبة في سوريا أول من أمس (السبت) بسبب تزايد العنف، وذلك بعد أيام من توجيه الجامعة دعوة للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وإفساح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية.
وبالنسبة لما قاله رئيس البعثة الفريق الدابي عن أن قرار وقف عملها لعدة أيام فقط، وأنها ستبقى في سوريا ولن تنسحب، أوضحت قضماني قائلة: «ليس هناك مبرر للبعثة في أن تبقى في سوريا، وأن عليها أن تنسحب.. كل التنسيقيات على الأرض سحبت تعاونها مع البعثة»، معربة عن اعتقادها بأن تصريح الدابي «هو طريقة لحفظ ماء الوجه على أساس أنه ليس انسحابا كاملا، ولكن هو عمليا انسحاب». وأضافت أن «المجلس الوطني السوري كله يعلن وقف التعاون مع بعثة الدابي.. من اليوم (أمس)».
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المجلس عضو مكتبه التنفيذي: «نحن سنذهب إلى الأمم المتحدة لنقدم وجهة نظرنا، ونحث الدول المترددة أو الدول التي ليس لديها المعلومات الكاملة عن الوضع والواقع في سوريا.. سنتحدث معها ونقدم لها واقعنا ونحثها على تحمل مسؤولياتها للتصويت على قرار حازم يوصل رسالة واضحة وقوية للنظام السوري». وعما إذا كان لدى المعارضة قلق من الموقف الروسي الذي يظهر انحيازه للنظام السوري، أعربت قضماني عن اعتقادها أن روسيا «أصبحت تعي الواقع على الأرض في سوريا وتعلم ما يجري أكثر مما سبق، وربما تكون بعثة المراقبين ساعدت في فضح الواقع على الأرض بالنسبة للنظام».
وأضافت قائلة: «أعتقد أن روسيا لا تستطيع أن تبرر موقفا داعما للنظام بعد ذلك، ونأمل أن تكون استوعبت الواقع على الأرض وترى أن هذا النظام لم يعد قادرا على إدارة البلاد، وأنه أصبح يلجأ للعنف بشكل كامل في تجاوبه مع مطالب الشارع». وتابعت موضحة: «وبالتالي أصبح المجتمع منفصلا تماما عن النظام، وبالتالي لم يعد هناك مستقبل بين هذا النظام والمجتمع السوري»، مشيرة إلى وجود «تصعيد فظيع من قبل النظام على الأرض، وهو يشكل تحديا للمجتمع الدولي».
حلب تخرج من جلباب النظام السوري والمظاهرات تشتعل فيها

الناطق باسم تنسيقيات الثورة: المدينة أطلقت أول التحركات بعد درعا.. والإعلام ظلمها

جريدة الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. يوما بعد يوم تظهر التطورات على الأراضي السورية أن كل مدينة وقرية ومنطقة وحي أضحت جزءا من الثورة المطالبة بإسقاط النظام السوري ورحيله، ولعل دخول حلب، ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، في مظاهرات حاشدة في الأيام الأخيرة، والإعلان عن سقوط عدد كبير من الضحايا فيها، يعني أن هذه المدينة خرجت نهائيا من جلباب النظام، ومعها سقطت الحجة التي كثيرا ما روجت، والتي تقول بأن المدن الكبرى، وخصوصا دمشق وحلب، ما زالت داعمة للنظام وإصلاحاته. ويعتبر ثوار حلب أن «الإعلام على اختلافه ظلم حلب وغيبها عن مسرح الأحداث، وأظهرها غير معنية بمآسي الشعب السوري، لا بل أبرزها كمساندة للنظام، وهذا مخالف للحقائق، وفيه نكران لتضحيات أهل حلب، التي بدأت منذ الأيام الأولى للثورة». ويؤكد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، محمد الحلبي، أن «مدينة حلب كانت السباقة في إطلاق المظاهرات، بدءا من يوم 28 مارس، إذ انطلقت أول مظاهرة من المسجد الأموي، أي بعد 10 أيام من إطلاق شرارتها في درعا، تلتها مظاهرات في شارع سيف الدولة وحي الشعار وحي الصاخور وجامع آمنة، الذي اضطر الأمن السوري إلى إقفاله نهائيا بسبب المظاهرات التي تخرج منه بعد كل صلاة جمعة، وترافقت مع اشتعال المدينة الجامعية بالتحركات الطلابية المتواصلة التي لم يفلح القمع في إخمادها منذ بداية الثورة وحتى الآن، وهذا ما جعل جامعة حلب تحمل لقب (جامعة الثورة) بسبب ثورة طلابها المستمرة التي لم تهدأ رغم التعذيب والانتهاكات والاعتقالات في صفوف طلابها»، مشيرا إلى «خروج مظاهرة لا يقل عدد المشاركين فيها عن سبعة آلاف شخص، في (جمعة بشائر النصر) خلال شهر يوليو (تموز) بالتزامن مع مظاهرات حاشدة في كل ريف حلب»، كاشفا عن أن «مدينة حلب كانت مسرحا لعمليات واستهدافات الأمن والجيش النظامي، سواء بالمداهمات والاعتقالات وتطويق المساجد والأحياء التي تنطلق منها المظاهرات، ولم تكن مدينة هادئة ومتنعمة بالأمن، كما كان يروج النظام وبعض الفضائيات، وهو ما أساء للمدينة وجعل المتظاهرين في مدن أخرى يهتفون ضدها وضد أهلها»، مشيرا إلى أن «استهداف الجيش والأمن للأهالي كان سببا في دخول الجيش السوري الحر إلى المدينة لحماية الأهالي، وتنفيذه لعمليات طالت عناصر من الأمن والشبيحة الذين كانوا يعيثون فسادا وقتلا وانتهاكا للحرمات».
وذكر بأنه «عند تشييع جنازة مفتي حلب، الشيخ إبراهيم السلقيني، في السادس من سبتمبر (أيلول)، الذي توفي داخل المشفى بظروف غامضة، سار في جنازته 45 ألف شخص كانوا يهتفون بإسقاط النظام ومحاكمة رأسه، وأنزلوا صور (الرئيس السوري) بشار الأسد وأحرقوها». وكشف الحلبي عن أن «المظاهرات في (جمعة حق الدفاع عن النفس)، حصلت في 22 نقطة داخل المدينة و44 نقطة في ريفها، وعندما عجز الأمن والشبيحة عن تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، أطلق عليهم الرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط تسعة شهداء وأكثر من 60 جريحا، علما أن أحد الجرحى فارق الحياة بعد ساعات على إصابته، لأن الأمن والقناصة منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إليه، ونقله إلى المشفى»، مؤكدا أن «حلب لم ولن تكون سندا لهذا النظام وعصاباته، وهي منذ الأيام الأولى للثورة كانت شوكة في عينه وهي على مدى الأشهر الـ11 الماضية قدمت ما يزيد على ثمانين شهيدا موثقين بالأسماء والوقائع، وهؤلاء قضوا إما بالرصاص وإما بالطعن بخناجر الشبيحة خلال مواجهتهم في المظاهرات وإما بالتعذيب بعد اعتقالهم، علما أن أعداد المفقودين من أبناء حلب بالمئات، ولا نعرف إذا كانوا على قيد الحياة أم لا». وأعلن أن «النظام السوري حاول أن يوقع بين أهالي حلب وبقية المدن، إذ عمد إلى إظهار حلب على أنها مدينة المسيرات المليونية المؤيدة له، في حين أن من شارك في هذه المسيرات المؤيدة لا يتعدى البضع مئات.
لاجئون إلى تركيا يتحدثون عن «غليان طائفي» في اللاذقية وتقارير عن انشقاقات واسعة

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: عدد معتقلي الاحتجاجات في المدينة بلغ 4 آلاف.. وحصار خانق للأحياء المعارضة

أنطاكية (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»... قال نازحون من مدينة اللاذقية السورية، وصلوا إلى جنوب تركيا، أول من أمس، إن المدينة تعيش تحت حصار أمني محكم، وإن الأمور مرشحة لانفجار كبير في أي لحظة. وأشار نازحون إلى أن مدينة اللاذقية شهدت، الأسبوع الماضي، اشتباكات عنيفة بين أفراد من الجيش السوري الموالي للرئيس السوري، بشار الأسد، وعناصر منشقة، قرب معسكر الطلائع في حي الرمل الجنوبي. وقال شاهد عيان كان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات بدأت بعد قيام مجموعة من الجنود المتمركزين في الحي بالانشقاق عن قيادتهم، وإعلان انضمامهم للثورة، واستمر تبادل إطلاق النار حتى الفجر، حيث سقط الكثير من العناصر التابعة للنظام. ويرجح الشاهد فرار الجنود المنشقين إلى منطقة آمنة بعد توقف الاشتباكات.
وقال النازح المقبل مع أفراد عائلته إن أهالي مدينة اللاذقية، نزلوا، أول من أمس، بأعداد كبير للمشاركة في تشييع أربعة أطفال قام «الشبيحة» بإحراق منزلهم الكائن في حي العوينة، مما أدى إلى وفاتهم جميعا. وأوضح أن الأطفال الأربعة هم أبناء طبيب الأسنان، معد الطايع، الذي اعتقلته أجهزة الأمن السورية من عيادته منذ خمسة أشهر، بسبب تبرعه بالمال لمجموعة من العائلات المنكوبة.
وما زالت المدينة الساحلية التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 385 كلم، تعيش حصار أمنيا مشددا، يمنع سكانها من المشاركة الفاعلة في المظاهرات المطالبة برحيل نظام الأسد. وعلى الرغم من زيارة المراقبين العرب لمدينة اللاذقية، وإقامتهم فيها نحو أسبوع، فإن «شيئا لم يتغير في الواقع المأساوي»، كما يقول حسان، أحد الناشطين المعنيين بتنظيم المظاهرات المناهضة للنظام.
ويضيف الناشط الثلاثيني: «حين حضر المراقبون إلى المدينة في المرة الأولى، تعرضوا لهجوم عنيف من قبل شبيحة النظام. وفي المرة الثانية، تم مواكبتهم من قبل سيارات الأمن، لم يسمح لنا أبدا بالتحدث معهم». وقد نشر ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر تعرض المراقبين العرب لاعتداء شرس من قبل شبان يؤيدون نظام بشار الأسد في حي الزراعة شرق المدينة. كما وثق الشريط إحدى سيارات المراقبين، بعد أن أشعل مناصرو النظام النار فيها.
وتعيش المدينة التي يتجاوز عدد سكانها أجواء توتر طائفي خطير، منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. حيث تنقسم أحياؤها بين مؤيدة للنظام الحاكم، وتقطنها أغلبية علوية؛ الطائفة التي يتحدر منها الأسد. وأخرى معارضة، تسكنها أغلبية سنية، تطالب برحيل النظام الحالي. وشهدت هذه الأحياء في بدايات الثورة احتكاكات طائفية عنيفة، تم ضبطها بسرعة. إلا أن الواقع الأمني الذي فرضه النظام على المدينة خلال الأشهر الماضية زاد من الاحتقان الطائفي بين السكان، كما يشير الناشط.
ويضيف: «النظام فرض حصارا خانقا على الأحياء السنية المعارضة وارتكب الكثير من المجازر، إضافة إلى اعتقال عدد كبير من الشباب في هذه الأحياء. بينما ترك الأحياء الأخرى تعيش حالة طبيعية، لا، بل أكثر من ذلك، الشبيحة في الأحياء الموالية يقيمون الاحتفالات، كلما تم اقتحام حي معارض ونُكّل بأهله».
ويقول الناشط إن عدد معتقلي الاحتجاجات الأخيرة في مدينة اللاذقية، وصل إلى 4000 معتقل، يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب. ونظرا لامتلاء السجون في المحافظة، فقد استعان النظام السوري سابقا، بالمدارس وصالات السينما. وأثناء القصف الذي تعرض له حي الرمل الجنوبي في منتصف شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، قام النظام الحاكم بتحويل المدينة الرياضية إلى «مسلخ بشري»، حسب تسمية الناشطين، حيث تم نقل المعتقلين إلى هناك بشكل جماعي.
«الجيش السوري الحر».. حامي الثورة العسكري

أحد قادته لـ«الشرق الأوسط»: قد ننفذ عمليات «هجومية دفاعية» لقطع الطريق أمام اقتحام المدن وقتل المتظاهرين

كارولين عاكوم .... منذ الإعلان عن تأسيسه في 29 يوليو (تموز) 2011، أي بعد نحو 4 أشهر على انطلاق الثورة السورية، متخذا من جنوب تركيا مقرا له، ولم يكن يزيد حينها عدد عناصره على الـ300، يشكل «الجيش السوري الحر» «حامي الثورة العسكري» الوحيد في مواجهة النظام، رغم قدراته العسكرية المحدودة مقارنة بتلك التي يتمتع بها الجيش النظامي و«الشبيحة». وهذا ما أكده أحد عناصر «الجيش الحر» الذي قال: «إن جيش الأسد يملك المدرعات والمدافع المضادة للطائرات، بينما لا نملك إلا البنادق والقذائف الصاروخية». وعلى الرغم من أن المواجهات بين «الجيش الحر» والجيش النظامي تكاد تكون يومية، لا سيما في الفترة الأخيرة، لا يزال يؤكد «الجيش الحر» أن مهمة عناصره «دفاعية» بالدرجة الأولى، مع المحافظة على سلمية الثورة، ولم تتحول حتى اليوم إلى «هجومية»، لأن الهدف الأساسي من تحركه هو الدفاع عن المتظاهرين السلميين في كل المناطق السورية. وهذا ما كان أعلن عنه في البيان التأسيسي لـ«الجيش الحر» الذي أكد أنه سيتعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين ومحاصرة المدن على أنها أهداف مشروعة.
لكن، وفي الوقت عينه، يبقى هناك نوع آخر من العمليات العسكرية التي يضعها «الجيش الحر»، في خانة العمليات «الهجومية الدفاعية»، التي تنفذ بهدف الدفاع عن المواطنين، بحسب أحد قادته، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «قد يتم الهجوم على الآليات العسكرية التابعة للجيش السوري وهي في طريقها إلى اقتحام منطقة أو مدينة سورية معينة»، مضيفا: «في هذه الحالة لا يمكننا الانتظار حتى مهاجمة المدنيين وقتلهم كي نتدخل، لكن ما نستطيع تأكيده هو أن هذا النوع من الهجوم ينفذ بناء على خطة محددة ومنتقاة بدقة كي لا يوقع عدد كبير من الضحايا. كذلك نحرص على أن لا تشمل هذه الهجمات وحدات الجيش النظامي التي لا تشارك في العمليات ضد المدنيين».
ويوضح القائد أن «العمليات التي يتولى مهمة تنفيذها (الجيش الحر)، تعتمد على خطط معينة، وأهمها القتال الذي يرتكز على (حرب الجماعات) أو بالتحديد (المجموعات الصغيرة) التي تتحرك وفق الظروف المتوفرة لديها على أرض المعركة، معتمدين أسلوب (الكر والفر)، بعيدا عن المواجهة المباشرة مع قوات الأمن والجيش النظامي، إلا إذا استطاع السيطرة على منطقة معينة، وذلك نظرا لتفاوت القدرات العسكرية بين الطرفين، إلى أن تتمكن من طرد (الشبيحة) وقوات الأمن الموجودة في المنطقة، كما يتم أيضا وبالأسلوب نفسه الاستيلاء على مخازن الأسلحة». وهذا النوع من العمليات هو الذي يقف، إضافة إلى بنود أخرى، وراء عدم توافق طرفي المعارضة السورية الأساسيين، وهما المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية، إذ في حين يؤكد الأول على دعم «الجيش الحر» وأعلن عن إنشاء «مكتب ارتباط بينهما»، لا تزال هيئة التنسيق ترفض تسليم مهمة الدفاع العسكرية للجيش الحر متمسكة بمبدأ سلمية الثورة التي تتناقض مع العمليات التي ينفذها.
وعند الحديث عن يوميات العسكريين الذين اختاروا، بحسب أحدهم، الدفاع عن مواطنيهم بدلا من أن قتلهم، يؤكد عناصره أن المهمة الجديدة بالنسبة لهم، ليست بهذه السهولة، فهم يعيشون في حالة صعبة تفتقر في أحيان كثيرة إلى الماء والغذاء والكهرباء، ويعتمدون في تأمين حاجياتهم على الدعم المادي والغذائي الذي يقدمه لهم المواطنون، حتى أن بعضهم يقدم لهم منازلهم للمبيت فيها، كما حصل في حمص بحسب أحد الناشطين. والأمر ليس مختلفا بل هو أصعب بكثير حين يتعلق الأمر بالأسلحة التي يضطرون في أحيان كثيرة إلى دفع ثمنها أضعافا لـ«شبيحة» النظام وعناصر الجيش إضافة إلى ما يمكن وصفهم بـ«صغار تجار الأسلحة»، الذين يستغلون حاجة الجيش السوري له. وفي هذا الإطار، يقول أحد الضباط في «الجيش الحر»: «إنه حتى الآن لم يتم تقديم أي دعم مادي أو أسلحة لنا، وعلى الرغم من أن الاتفاق الذي وقع بيننا وبين المجلس الوطني نص على تقديم المجلس الوطني الدعم اللوجيستي لـ(الجيش الحر) لتأمين رواتب العسكريين ومتطلبات حياتهم، فإنه إلى اليوم لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق». ويضيف: «رغم كل ما يقال عن أنه يقدم لنا دعما عسكريا وأسلحة، لا نزال نؤكد أننا لا نحصل على أي دعم من أي جهة كانت، ونحن نطمح لتوسيع دائرة مصادر الأسلحة، لكننا محاصرون من كل العالم، لا أحد يقدم لنا السلاح ولا حتى يسمح لنا بشرائه من مصادر خارجية، وبالتالي فإن الوسائل المتوفرة بين أيدينا (لا تسمن ولا تغني من جوع)».
واليوم، وبعد 6 أشهر على انطلاق عمل «الجيش الحر»، وصل عدد عناصره إلى نحو 30 ألفا، بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد، ونائبه العقيد مالك الكردي، بينما يتولى مسؤولية عملياته ورئاسة أركانه، العقيد أحمد حجازي. ويتوزع عناصر الجيش الحر على 23 كتيبة منتشرة في كل المناطق السورية؛ وأهمها: «كتيبة خالد بن الوليد» في محافظة حمص، و«كتيبة القاشوش» في مدينة حماه، و«كتيبة أبي الفداء» في شمال محافظة حماه، و«كتيبة معاذ الركاض» في مدينة دير الزور، و«كتيبة الله أكبر» في مدينة البوكمال، و«كتيبة حمزة الخطيب» في جبل الزاوية، و«كتيبة الأبابيل» في مدينة حلب، و«كتيبة آل الهرموش» في معرة النعمان ومحيطها ومناطق أخرى من محافظة إدلب، و«كتيبة معاوية بن أبي سفيان» في العاصمة دمشق، و«كتيبة أبو عبيدة بن الجراح» في ريف دمشق، و«كتيبة العمري» في درعا، و«كتيبة الرشيد» في الرقة، و«كتيبة شهداء جبل الزاوية». أما ثقل وجود «الجيش الحر» فيرتكز في مدينة حمص وجبل الزاوية، وفي الفترة الأخيرة أحكم سيطرته الكاملة تقريبا على منطقة إدلب، وتوسعت دائرة وجوده في ريف دمشق، لا سيما في الزبداني ودوما وعبرين.
ومع سيطرته على عدد من المناطق السورية، صار يشكل «الجيش الحر» بالنسبة للمواطنين السوريين، لا سيما المتظاهرين منهم، «صمام الأمان» الذي يحتمون به في تحركاتهم. ويصف أحد قادته هذه العلاقة التي تجمع المواطنين مع «جيش الحر» بـ«التكاملية»، إذ في حين يقدم لهم الأخير الحماية يؤمن السوريون له الدعم المادي الأساسي ليقوم بمهامه الدفاعية، لافتا إلى أن «أمن المناطق التي سيطرنا عليها يبقى ممسوكا إلى أعلى الدرجات، بعيدا عن أي سرقات أو اعتداءات». وهنا يلفت أحد الناشطين في منطقة حمص إلى أن «وجود (الجيش الحر) لا سيما في المناطق التي يفرض عليها نوع من حظر التجول، يشكل الداعم الأساسي للمواطنين الذين يمنع عليهم إيصال جرحاهم إلى المستشفيات إذا لم تتم حمايتهم من (الجيش الحر)».
ويبدو واضحا، أن وجود «الجيش الحر» ومناطق تمركزه، تشمل بشكل أساسي تلك التي ينتمي سكانها إلى الطائفة السنية، إضافة إلى أن أبرز مؤيديه من هذه الطائفة، يؤكد أحد قادته هذا الأمر، موضحا أن السبب في ابتعاد العلويين عن هذه الثورة، لا سيما الضباط منهم، يعود بالدرجة الأولى إلى حملة الترهيب الطائفي التي ينفذها النظام منذ اندلاع الثورة، والتي أدت إلى خوف العلويين من السنة بشكل خاص، لكن هذه الضغوط بل الأكاذيب التي تلجأ إليها قوات الأسد، بحسب القائد، «بدأت تتضح بالنسبة للمدنيين العلويين، لا سيما الضباط منهم، إذ أعلن منذ فترة قريبة ضابطان علويان انشقاقهما عن النظام وانضما إلى (الجيش الحر) ونقوم نحن بحمايتهما، لكن خوفهما من رد فعل النظام لا تزال تمنعهما عن الإعلان عن هويتهما»، لافتا إلى أن انتقام النظام من العلويين المنشقين يكون شديدا، لكن رغم ذلك هناك اتصالات دائمة تجري بين «الجيش الحر» وبعض الضباط العلويين الذين قد يعلنون انشقاقهم في وقت قريب.
وفي موازاة العمل العسكري الذي يقوم به «الجيش الحر» في مرحلة الثورة السورية التي تهدف إلى إسقاط النظام السوري، فقد عمد أيضا إلى وضع خطته للمرحلة الانتقالية التي تلي سقوط الأسد، وذلك بإعلانه في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، تشكيل المجلس العسكري الذي يتولى رئاسته العقيد رياض الأسعد، ويضم 9 أعضاء آخرين برتبة عقيد. أما أهداف المجلس العسكري فقد حددت بـ24 بندا، وأهمها: إسقاط نظام الحكم الحالي في سوريا، وحماية المواطنين السوريين.
تظاهرة في شمال لبنان تؤيد الشعب السوري وثورته وتندد بالنظام

المتظاهرون أحرقوا علمي روسيا وحزب الله

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... واصلت مدينة طرابلس في شمال لبنان، تسيير المظاهرات المؤيدة للشعب السوري، والمواكبة لثورته التي يشتد عودها يوما بعد يوم رغم كل ما تتعرض له من قمع، ورغم ارتفاع أرقام الضحايا الذين يسقطون يوميا.
وقد انطلقت المظاهرة أمس من أمام مسجد حمزة في منطقة القبة، يتقدمها خطيب وإمام المسجد الشيخ زكريا المصري، بمشاركة مئات الشبان والرجال الذين تحدوا الطقس الماطر والبارد. وجابت المسيرة شوارع القبة، وردد المتظاهرون هتافات التأييد للشعب السوري والتنديد بالنظام الحاكم، ومن العبارات التي أطلقها المشاركون «لو في برد ولو في ريح، والله مارح نستريح»، «بدنا نكمل هالمشوار.. لحتى يسقط بشار». وحطت المسيرة رحالها في آخر شارع ابن سينا، حيث ألقيت كلمات استعرضت «المآسي والمحن التي يمر بها الشعب السوري على مدى 11 شهرا»، وأشادت بـ«بطولة هذا الشعب وشجاعته واستبساله في الوقوف بوجه مخطط الهلال الفارسي الذي يمتد من إيران إلى العراق إلى سوريا فلبنان، ليكسر هذا الشعب البطل تلك الحلقة ويبطل المؤامرة التي تستهدف العالم الإسلامي».
وكانت الكلمة الأبرز للشيخ زكريا المصري، رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان»، الذي اعتبر أن «حزب البعث السوري الدخيل على العروبة والدخيل على سوريا، أصبح من سقط المتاع في بلاد الشام، حتى لم يعد يلقي الشعب السوري الأصيل له بالا». وقال «كلما تعرض هذا الشعب لمزيد من الضغط والعدوان على أيدي جلاوزة نظام البعث، ظهر جوهره الثمين للعيان أمام العالم بأنه شعب لا يلين ولا يستكين». وقال «إن الشعب السوري الأصيل الذي صبر وتحمل هذا الضغط النفسي الكبير طيلة أربعين سنة، قرر اليوم التخلص من هذا الكابوس اللئيم، وراح يطالب بالحرية وباختيار النظام الذي يحكمه، وقرر أن يتحمل في سبيل موقفه هذا التضحيات مهما غلت»، منددا بـ«وقوف روسيا وإيران وحزب الله، ومعهم الصين الشيوعية ضد الشعب السوري».
وإذ حذر المصري المسؤولين الأمنيين في لبنان «مما جرى تداوله من احتمال تسليم بعض السلطات الأمنية لناشطين سوريين في لبنان إلى النظام السوري». اعتبر أنه «إذا حصل ذلك، فإن الأمور سوف تأخذ منحى آخر في لبنان». وختم بالقول «إذا لم يكن بمقدور الدولة اللبنانية أن تكون إلى جانب الشعب السوري المظلوم فلتلتزم الحياد على الأقل». وتخلل المظاهرة حرق العلم الروسي وعلم حزب الله وختمت بإقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء والدعاء لهم.
إلى ذلك، نفى أمس حزب التحرير، إحراق أي علم لحزب الله في المظاهرة التي نظمها هو أيضا في مدينة طرابلس. ولفت في بيان أصدره إلى أن «وسائل الإعلام أوردت خبر المظاهرة التي نظمها حزب التحرير - ولاية لبنان، مقترنا بخبر مظاهرة أخرى خرجت في الوقت ذاته أحرق فيها علم حزب الله، فالتبس الأمر على كثير من المشاهدين، وظنوا أن مظاهرة حزب التحرير هي التي أحرقت العلم». وقال «يهمنا أن نؤكد أنه رغم الخلاف البين بيننا وبين حزب الله في شأن الثورة في سوريا، فإننا لم نحرق أي علم للحزب المذكور، لا سيما أن هذا العلم يحوي لفظ الجلالة وآية من القرآن الكريم».
لماذا يحرص الأسد على المراقبين العرب؟

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط

من يقرأ وكالة الأنباء الأسدية الرسمية سيذهل من حجم الأخبار التي تدين قرار الجامعة العربية بتعليق مهمة وفد المراقبين العرب بسوريا، تلك المهمة التي سبق للنظام الأسدي أن ماطل في الموافقة عليها؛ حيث لم يوقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي إلا متأخرا، وكان يعتبره تدخلا في السيادة.. فلماذا يتمسك النظام الأسدي الآن بمهمة وفد المراقبين؟
ففور إعلان الجامعة تعليق مهمت المراقبين في سوريا، سارع النظام الأسدي إلى إصدار بيان، على لسان مصدر مسؤول، يقول فيه إن دمشق «تأسف وتستغرب لقرار الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وقف عمل بعثة المراقبين العرب بعد أن قامت سوريا بالموافقة على تمديد عملها لمدة شهر آخر». ويضيف المصدر أن قرار الجامعة جاء «تمهيدا لاجتماع مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة للتأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجرى هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية»! ثم يقول المصدر إن دمشق «لا تزال ملتزمة بإنجاح مهمة بعثة المراقبين العرب وتأمين الحماية لهم»!
وعليه، فإنه يتضح من البيان أمران، الأول: أن النظام الأسدي يريد بقاء المراقبين ليكونوا شهود زور، ويوفروا له غطاءً خلال عملية التصعيد الأمني الأخيرة، التي قال عنها وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي الأخير، إنها مطلب شعبي، أي أن السوريين يطالبون النظام الأسدي بقمعهم وقتلهم.. هكذا بكل سذاجة؛ لذا نجد اليوم أن النظام الأسدي هو المتمسك بوفد المراقبين العرب، وليس المعارضة السورية! كما أن النظام الأسدي يرى في وجود المراقبين العرب غطاء آخر له من شأنه أن يعزز الموقف الروسي المدافع عنه، ليقال إن النظام الأسدي لا يزال يلتزم بقرارات الجامعة العربية!
الأمر الثاني، وهو ما يتضح من نص بيان المصدر المسؤول بالنظام الأسدي: أن النظام بات في قلق حقيقي مما ستؤول إليه المعركة المقبلة في مجلس الأمن من أجل تبني المجلس الأممي نص المبادرة العربية، التي أعاد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، مؤخرا تأكيده أنها مشابهة للمبادرة اليمنية؛ حيث قال العربي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية: «إن المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا، وهي مبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمنية»؛ لذا فإن النظام الأسدي بات يستشعر خطورة المقبل، وتحديدا ما سوف يتم بمجلس الأمن، وبالتالي فإنه، أي النظام الأسدي، يطمح إلى فرض حل أمني سريع على الأرض، وتحت غطاء وفد المراقبين العرب. وهذا الأسلوب ليس بجديد على النظام الأسدي، بل هو نهجه طوال السنوات العشر الماضية، سواء بلبنان، أو العراق، وقبلهما في سوريا نفسها؛ فنظام بشار الأسد يجيد إطلاق الوعود والتهرب منها، مثلما أنه تميز بقبول كل مبادرة، أيا ما كانت ظروفها، ثم يقوم بتفريغها من مضمونها، وجعلها شكلية بلا جدوى؛ لذا فإن من حسن حظ الجميع، وسوء حظ النظام، أن جميع الحيل قد استُنفدت، وحانت لحظة الحساب.
كيف يمكن إنقاذ سوريا؟

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط

في مقال سابق قلت إن خطة الجامعة العربية ستتحول إلى وسادة هوائية لإنقاذ النظام السوري، في وقت تفاخر الجامعة بأنها تنصب مشنقة ناعمة للنظام.
الجامعة لا تجهل أنها تتعامل مع واحد من أكثر الأنظمة في العالم دهاء وخبرة وعنفا. نظام ابتلع دولة لبنان تحت علم الجامعة العربية وباسم قوات الردع العربية، واستمر يديرها ثلاثة عقود لمصالحه وعجزت عن إخراجه القوى المحلية والعربية والدولية. نظام فعل في فلسطين ما عجز الإسرائيليون عن فعله؛ شق صف الفلسطينيين وهمش سلطتهم وتآمر على اتفاق مكة فألغى المصالحة الوحيدة المتاحة. نظام مكن الإيرانيين من العالم العربي ومنحهم ما عجزوا عنه بأسطولهم وميليشياتهم. نظام أدمى الأميركيين في العراق وتسبب في قتل ثلاثة آلاف منهم، وأكثر من مائة ألف من المدنيين العراقيين، باحتضانه لـ«القاعدة» والجهاديين الذين كانوا كلهم تقريبا يمرون من دمشق قادمين من أنحاء العالم العربي غير مدركين حقيقة الملتحين الذين يستقبلونهم ويدربونهم ويرسلونهم للموت في العراق. وفي الوقت نفسه هو النظام الذي ساوم الأميركيين وسلمهم عددا من رموز نظام صدام أحياء. نظام استقبل المراقبين ووضع الذين لا يسايرون رواياته تحت الملاحقة، فأخذ يحاول إغواءهم بالعاهرات ويصورهم سرا في دورات المياه في غرفهم لابتزازهم. نظام يصارع من أجل البقاء اليوم، فهل تعتقد الجامعة العربية أنها قادرة على تعليقه في مشنقة ناعمة؟
هل يوجد حل عملي أولا، ويمكن تنفيذه ثانيا؟ إرسال قوات عربية عمل انتحاري ولن يرسل أحد جنديا إلى هناك. كما أن التدخل الدولي لن يكون سهلا مثل ليبيا؛ لأن هناك قوى إقليمية ودولية ستحاربه، من إسرائيل إلى إيران وروسيا وغيرها. أيضا، ترك الأمر هكذا والاستمرار في الوساطات والخطط فيه تمكين للنظام من رقاب عشرين مليون سوري.
لا يوجد إلا حل واحد، دعم الشعب السوري علانية ليقول كلمته ويقرر مصيره بنفسه. ما المانع من أن تعلن الجامعة العربية أن حجم القتل والدمار الذي ترتكبه قوات النظام وشبيحته يفرض عليها - كما قالت منذ البداية - تعليق عضوية النظام في الجامعة. القرار الذي بكل أسف اتخذ وتم تأجيله عندما كان عدد ضحايا النظام ألفا ومائتين، وتراجعت الجامعة عنه عندما بلغ عدد ضحايا النظام ستة آلاف غالبيتهم عزل مدنيون!
نحن نعرف أنه بدعم أخلاقي من الجامعة العربية، ودول العالم المتعاطفة مع الشعب، سيتمكن السوريون من إسقاط النظام، لا تحتاج الجامعة إلى خطة حرب أو سلام، بل موقف يعلن صراحة إقصاء النظام والسماح بدعم الشعب السوري، وهذا سيدفع القوى المحيطة بالنظام، من علوية ومسيحية وسنية، للتخلي عنه. لكن تصرفات الجامعة - بكل أسف - أربكت الجميع وجعلت هناك شكوكا في حقيقة المواقف بين علنية وسرية، بدليل تمديد المدد الزمنية، والمراقبين المتواطئين مع النظام، ولغة الجامعة، التي تساوي بين القاتل والضحية، كما نسمع رئيس بعثة المراقبين.
إن موقفا سياسيا من الجامعة العربية يتخلى عن النظام سيدفع الجميع للانقضاض عليه، وستتعامل القوى المختلفة مع المعارضة الرئيسية كممثل شرعي. أما ما تفعله الجامعة العربية اليوم فهو تغطية على جرائم النظام البشعة. وكما طالب عدد من قادة المعارضة السورية، فعلى الجامعة العربية أن ترفع يدها الممسكة بخناق الشعب السوري. هذا الحل، لا يحتاج إلى خطة ولا إرسال قوات، ولا رفع لمجلس الأمن، رغم خذلانه، إلا أنه سيكلف السوريين ألما ودما أقل من منح النظام وسادة هوائية تقيه شر الاصطدام.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,366,908

عدد الزوار: 6,988,580

المتواجدون الآن: 65