أوباما يحشد وبوتين «يناور» ... وفرنسا لرد حازم...طهران: سورية ليست وحدها....تركيا تسخر من التهديدات السورية وتتوعد النظام بـ«درس لن ينساه»

لجنة الخارجية تدعم الرئيس الأميركي وفرنسا تتوعّد بضربة قاسية ورفسنجاني يقلل من حظ بقاء العلويين في السلطة...أنباء عن انشقاق علي حبيب عن الأسد مع تسارع الاستعدادات لضربة أميركية و«الجيش الحر» يتقدم في منطقة استراتيجية في حلب ومتشددون يسيطرون على حاجز قرب دمشق

تاريخ الإضافة الجمعة 6 أيلول 2013 - 6:09 ص    عدد الزيارات 1888    القسم عربية

        


 

لجنة الخارجية تدعم الرئيس الأميركي وفرنسا تتوعّد بضربة قاسية ورفسنجاني يقلل من حظ بقاء العلويين في السلطة
أوباما: عدم الردّ يهدّد مصداقية المجتمع الدولي
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية، الجزيرة، "المستقبل")
حظي الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بدعم قوي للقيام بضربة ضد نظام بشار الأسد "لن تكون وخزة دبوس" بحسب تصريح وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، حين وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي بأغلبية 10 أصوات مقابل 7 على قرار يصرح باستخدام القوة العسكرية في سوريا، بما يفتح الباب للتصويت على القرار في مجلس الشيوخ بكامل هيئته الأسبوع المقبل.
وتحدّى الرئيس الأميركي أمس الأعضاء المترددين في الكونغرس وطلب منهم الموافقة على خطته لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، معتبراً أن عدم الموافقة يعني أنهم يعرضون مصداقيتهم ومكانة أميركا الدولية للخطر.
واغتنم أوباما فرصة زيارته للسويد لتقديم المبررات لعمل عسكري محدود ضد نظام بشار الأسد وشدد على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام "همجية" الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 آب الذي ألقى بمسؤوليته على القوات السورية.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي في ستوكهولم "مصداقيتي ليست معرضة للخطر. مصداقية المجتمع الدولي هي المعرضة للخطر". وأضاف "مصداقية أميركا والكونغرس معرضة للخطر لأننا نتحدث كثيرا عن أهمية الأعراف الدولية" المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقبل يوم من سفره إلى سان بطرسبرغ لحضوره قمة مجموعة العشرين التي يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أوباما إنه لا يزال يأمل أن الرئيس الروسي سيتراجع عن تأييده للأسد. لكنه لم يصل إلى حد القول إن لديه توقعات كبيرة في تغيّر حقيقي.
وجاءت تصريحات أوباما بعد أن لمح بوتين الى إمكان التوصل إلى تفاهم دولي بشأن سوريا أمس برفضه أن يستبعد تماماً مساندة روسيا لعمل عسكري في الوقت الذي يستعد فيه لاستضافة قمة تضم زعماء العالم. وفي الوقت نفسه قال بوتين إن أي ضربة لسوريا ستفتقر إلى الشرعية من دون دعم الأمم المتحدة.
وأبدى أوباما ثقته في تأييد الكونغرس لخطته ما زاد ضغوطه من أجل تحرك سريع، قائلاً إن عدم التحرك قد يشجع الأسد على شن المزيد من الهجمات. وقال "الأمر يتعلق بمدى مصداقية الكونغرس عندما يوافق على معاهدة تقضي بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية."
وأحجم أوباما عن القول انه سيمضي قدماً في توجيه ضربة عسكرية لسوريا حتى لو رفض الكونغرس ذلك، لكنه قال إن القانون لا يلزمه بعرض الأمر على الكونغرس، مشيرا الى أنه يحتفظ بحقه في التحرك لحماية الأمن القومي الأميركي.
وعن لقائه بوتين في قمة العشرين قال أوباما للصحافيين متسائلاً "هل ما زلت متمسكاً بالأمل في أن يغير بوتين موقفه من بعض هذه القضايا.. أنا متفائل دائماً وسأظل على تواصل معه."
وتتصدر المشكلة السورية قائمة الخلافات التي دفعت العلاقات الأميركية - الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ انتهاء الحرب الباردة.
وتتيح الجولة الخارجية لأوباما التي تستمر ثلاثة أيام فرصة للضغط على زعماء العالم لكسب تأييدهم وربما لدعم ائتلاف دولي هش ضد سوريا.
ومن باريس (مراد مراد)، حضّرت الادارة الفرنسية امس الارضية المناسبة للتدخل العسكري في سوريا والقرار الأخير في هذا الشأن ينتظر التصويت في الكونغرس الاميركي والقرار النهائي للإدارة الاميركية. فقد اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس ان فرنسا لن توجه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد منفردة. وناقش البرلمان الفرنسي امس على مدى ساعتين التقرير الذي اعدته الاستخبارات الفرنسية بشأن البرنامج السوري الكميائي واعتداءات 21 آب ونشرت نصه امس "المستقبل".
وربط رئيس الوزراء جان مارك ايرولت للمرة الاولى بشكل واضح بين وجوب الرد على الاستخدام الكيميائي في سوريا وتوجيه انذار شديد اللهجة الى النظام الايراني الذي يقوم ببناء برنامج نووي بأن الخطوط الحمر لترسانات اسلحة الدمار الشامل لا يمكن لأي نظام تجاوزها.
وأضاف أيرولت أن الضربة التي قد توجهها فرنسا للنظام السوري ستكون قاسية وسريعة لكن دون تدخل بري. كما أكد أن استخدام السلاح الكيميائي غير مقبول، وأن عدم الرد عليه يعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، ويفتح المجال لاستخدامه مجددا.
ورغم تعرّض هولاند لضغوط من معارضيه السياسيين ولا سيما اليمين المتطرف واليسار المتطرف اللذين يرفضان تماما اي نوع من التدخل في سوريا، فان الدستور الفرنسي يخوله خوض اي حرب لا يتجاوز زمنها اربعة اشهر دون اللجوء الى البرلمان.
ولكن بعد اعتراض نحو 60 في المئة من الشعب الفرنسي على الضربة واعراب 70 في المئة عن ضرورة سماع صوت البرلمان قد يقدم هولاند في النهاية الى طرح قرار للتصويت، بيد ان هذه الخطوة لن تحصل الا بعد معرفة اذا كانت واشنطن ستتجه فعلاً الى الحرب ام لا. لأن فرنسا لن تذهب بدون الولايات المتحدة.
واعلن ايرولت امام البرلمان الفرنسي، ان حصيلة ضحايا الهجوم الكيميائي في الغوطة كبيرة جدا وقد تصل الى 1500 قتيل، مشيرا الى ان الاستخبارات الفرنسية تمكنت من تحديد ان الضحايا سقطوا في مناطق تسيطر عليها المعارضة والادلة تشير الى استخدام غاز السارين في سوريا.
وذكر بان "سوريا تملك اكبر ترسانة اسلحة كيميائية في الشرق الاوسط، ونحن واثقون ان النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في عدة مناسبات بالاشهر السابقة لاعادة السيطرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة".
كما اشار الى أن "هذا الهجوم يندرج في اطار استعادة منطقة اساسية تشكل المدخل الى دمشق وكانت هناك تحضيرات لهذا الهجوم في مناطق يسيطر عليها النظام وواثقون ان عملية قصف كبيرة تم شنها للقضاء على آثار الهجوم الكيميائي"، مؤكدا ان "المعارضة ليس لها الامكانات لشن هذا الهجوم الكيميائي".
وحمّل ايرولت النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي في الغوطة، لافتا الى ان "عدم الرد يعطي رسالة لبشار الأسد انه يمكنه استخدام الكيميائي مجدداً وانه يمكنه الاستمرار بقمعه وايضا سيعرض ذلك امن وسلم المنطقة وسلمنا للخطر". وإذ لفت الى ان الحل في سوريا هو سياسي، اعتبر ان "عدم الرد على الهجوم الكيميائي يعطي رسالة خاطئة للأسد وحلفائه ويعطي رسالة خطيرة الى الانظمة التي تبني برامج نووية كايران وكوريا الشمالية بأن بامكانها فعل ما يحلو لها من دون اي مساءلة" .
واوضح ايرولت ان "الرد الذي تتم دراسته مشترك وقد اشار الى ذلك رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند، وهو قال انه لا بد ان يكون قاسيا وسريعا وله اهداف مجدية ومحددة"، معلنا ان "لا نية لارسال جنود براً او شن هجوم بري بسوريا ولكن نحن نريد ان يرحل الأسد وهو لا يتوانى عن تهديد فرنسا".
وقال عضو كبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس ان وزير الدفاع السابق علي حبيب وهو عضو كبير في الطائفة العلوية انشق وموجود الان في تركيا.
وإذا تأكد انشقاق حبيب فسيصبح أرفع شخصية علوية تنشق على الاسد منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكمه عام 2011.
وقال كمال اللبواني العضو البارز في الائتلاف الوطني السوري لرويترز من باريس ان حبيب تمكن من الافلات من قبضة النظام وانه موجود الان في تركيا لكن هذا لا يعني انه انضم الى المعارضة. واضاف انه عرف بذلك من مسؤول دبلوماسي غربي.
ونفى التلفزيون السوري الحكومي ان حبيب غادر البلاد وقال انه ما زال في منزله. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه لا يمكنه في الوقت الحالي تأكيد انشقاق حبيب.
وقال مصدر خليجي لرويترز ان حبيب انشق مساء الثلاثاء ووصل الى الحدود التركية قبل منتصف الليل مع شخصين او ثلاثة ثم نقل عبر الحدود في قافلة من السيارات. وأضاف ان مرافقيه من ضباط الجيش ايضا ويدعمون انشقاقه. ومن المعتقد انهم ايضا غادروا سوريا لكن لم يرد تأكيد فوري لذلك.
وقال اللبواني ان حبيب هرب من سوريا بمساعدة دولة غربية.
واضاف انه سيكون مصدرا كبيرا للمعلومات بالنظر الى انه عمل بالجيش لمدة طويلة. وقال انه كان فعليا رهن الاقامة الجبرية في منزله منذ تحدى الاسد وعارض قتل المحتجين.
وقال ضابط بالجيش السوري الحر المعارض طلب عدم نشر اسمه ان حبيب نسق في ما يبدو هروبه مع الولايات المتحدة.
وقال مصدر خليجي ان حبيب امضى بعض الوقت قيد الاقامة الجبرية.
وقال منشق عسكري اخر عمل تحت امرة حبيب ان "حبيب بسيط وشريف. فهو ليس فاسداً خلافاً للاسد."
وأضاف المنشق لرويترز "سيهز انشقاقه الطائفة العلوية لأنه سيرى كرجل آخر يقفز من سفينة غارقة مما يشير الى السقوط القريب للنظام."
وفي الوقت الذي يتعرض فيه هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس النظام، لحملة واسعة إثر تأكيده أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيميائي ضد شعبها، نشر موقع هاشمي رفسنجاني الرسمي تصريحات تعود إلى تسعة أشهر خلال لقائه وزير النفط العراقي، قال فيها "حظوظ العلويين للبقاء في الحكم ضئيلة جداً"، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول توقيت نشر هذا التصريح.
وكان رفسنجاني قد أكد حينها أن "المجازر بحق الشعب في سوريا تحوّل مستقبل البلاد أكثر تعقيداً".
وأكد موقع رفسنجاني الخاص أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، كان قد أدلى بهذه التصريحات يوم الاثنين "الرابع من شهر دي عام 1391 الهجري الشمسي" حسب التقويم الإيراني، الذي يعادل 24 كانون الأول 2012، لدى استقباله الدكتور باقر العلوم، وزير النفط العراقي السابق والمبعوث العراقي الخاص.
وقال رفسنجاني لباقر العلوم أيضاً: "المشكلة السورية تشكل قلقاً شخصياً بالنسبة لي. ما هو تأثير أحداث سوريا على مستقبل العراق. بوجود العلويين كانت الظروف أنسب، ولكن على ما يبدو أن حظوظهم للبقاء في الحكم ضئيلة جداً، فما رأيكم أنتم؟".
ثم أشار رفسنجاني إلى الأعداد الهائلة من القتلى والمشردين والدمار، مستنتجاً أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التعقيد.
وقالت روسيا الأربعاء إن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قد يكون له وقع الكارثة إذا أصاب صاروخ مفاعلاً نووياً صغيراً قرب دمشق يحتوي على يورانيوم مشع.
ودعت وزارة الخارجية الروسية الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى تقويم المخاطر على وجه السرعة حيث أن الولايات المتحدة تبحث توجيه ضربة عسكرية لسوريا لمعاقبة حكومتها على هجوم بالأسلحة الكيميائية يعتقد ان قواتها شنته في شرق دمشق.
وقالت الوزارة في بيان "إذا أصاب رأس حربي - بقصد أو من دون قصد - مفاعل النيوترون الصغير قرب دمشق فقد تكون النتيجة كارثة." وأضافت "أن المناطق القريبة قد تتعرض للتلوث باليورانيوم العالي التخصيب وسيكون من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة"، مشيرة إلى "أن هذه المواد قد تسقط في أيدي من قد يستخدمونها كسلاح".
وحضت روسيا أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "التجاوب بسرعة" وأن تقدم لأعضائها "تحليلاً للمخاطر المرتبطة باحتمال توجيه ضربات أميركية لمفاعل النيوترون الصغير ومنشآت أخرى في سوريا."...
 
المالكي يطرح "مبادرة إيرانية" بـ"ثوب عراقي" لإنقاذ الأسد
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
تعكس "المبادرة" الجديدة لرئيس الحكومة العراقي نوري المالكي لتسوية الازمة السورية هاجساً حقيقياً يساور القيادة العراقية من المخاطر والتداعيات المحتملة للضربة العسكرية المرتقبة ضد نظام بشار الأسد على أوضاع العراق الذي حاول من خلال تحركه الجديد الخروج من حال الشلل التي تصيب الحكومة العراقية حيال التطورات الدراماتيكية الراهنة بشأن الملف السوري.
المبادرة "الإيرانية" التي ترتدي ثوباً عراقياً تأتي في خضم مخاوف نابعة لدى الائتلاف الشيعي الحاكم من إمكان استغلال خصوم المالكي للهجوم الأميركي ـ الغربي على النظام السوري للتصعيد ضد رئيس الحكومة العراقية بما سينعكس سلباً على وضع حكومته المتدهور أمنياً وسياسياً وآثاره المحتملة على استمرارية الحكم المطلق في العراق.
فقد أطلق المالكي مبادرة جديدة لحل الأزمة في سوريا تتضمن وقف إطلاق نار فوري وانسحاب المقاتلين الأجانب، وتشكيل حكومة موقتة تحظى بدعم حكومة بشار الأسد والمعارضة.
وقال المالكي في كلمته الأسبوعية التي بثتها فضائية العراقية شبه الرسمية أمس "ندعو الى مبادرة بثوب جديد لحل الأزمة السورية إذ يجب وقف إطلاق النار في سوريا وانسحاب المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية".
وطالب المالكي بـ"دعم استمرار التحقيق المحايد الذي تجريه الأمم المتحدة حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، والامتناع عن اتخاذ قرار قبل إعلان الفريق المكلف البحث عن آثار استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية للنتائج الأخيرة التي توصل اليها من خلال تحرياته"، مشيراً الى أن "بداية الحرب والتصادم العسكري ستكون واضحة في بدايتها، إلا أن مساراتها وتوجهاتها لا يمكن التحكم بها في حال اندلعت"، داعياً إلى "اطلاق صندوق عربي لدعم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وإجراء مفاوضات مباشرة بين المعارضة والحكومة السورية".
كما طالب المالكي بـ"وضع خارطة طريق واضحة تحت إشراف عربي واعتماد آلية يتفق عليها الجميع بتشجيع ودعم وضمان من الجامعة العربية لتشكيل حكومة موقتة مرضي عنها من النظام والمعارضة وتكون مهمتها تنفيذ خارطة واضحة للأحداث في البلاد وتنظيم انتخابات تكون صناديق الاقتراع هي الحكم فيها"، مشدداً على ضرورة "التريث واستيعاب الأزمة التي تحدث في سوريا من خلال معرفة أن التغيير الآن يحتاج إلى التدقيق وبحسب حسابات دقيقة قبل التدخل العسكري في منطقة ملتهبة من العالم".
وجدد رئيس الحكومة العراقية رفضه الحل العسكري في سوريا، محذراً من "إشعال المنطقة إذا أصرت بعض الجهات على استخدام القوة".
وأضاف المالكي أن "الحل العسكري سيزيد النار اشتعالاً كما حصل خلال الفترة السابقة إذ دفع الشعب السوري ثمن استخدام العنف الذي أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح الملايين من السوريين إلى الدول المجاورة، إضافة إلى تدمير البلاد"، مشيداً بـ"اجتماع الدول العربية الذي أوضح موقف الجامعة العربية بأنها لم تكن مع توجيه ضربة عسكرية في أي دولة عربية وهذا ما رأيناه من موقف الدول العربية في تونس ومصر والجزائر وغيرها"، معرباً عن إدانته الشديدة "لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، لأن العراق دفع ثمن استخدامها سابقاً على يد نظام البعث وما خلفه من جرائم إبادة جماعية كان ضحيتها الشعب العراقي".
وأكد المالكي أن "استخدام هذه الأسلحة لتنفيذ أجندات سياسية في المنطقة لن يجرها إلا إلى الدمار"، مشيراً إلى أن "المخاطر التي أصابت الشعب السوري تدعونا إلى التفكير لإيجاد مخرج وحل لما يكابده هذا الشعب العربي".
ودعا رئيس الحكومة العراقية إلى "الضغط على جميع القناعات ومراجعة جميع المواقف والأفكار والاتجاهات السابقة التي تؤيد استخدام القوة العسكرية في سوريا إذ ثبت بأن هذا الحل لن يخدم الشعب السوري"، مطالباً الدول العربية ودول العالم بـ"التراجع عن هذا الاتجاه والاندماج بخطة عمل إقليمية دولية تمنع العنف في سوريا والتأمل الدقيق والتفكر العميق قبل التوجه إلى الحل العسكري إلى جانب اتخاذ موقف ثابت وواضح من الأسلحة الكيميائية".
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة المبادرة التي أطلقها المالكي "إيرانية " بثوب عراقي لعرقلة الهجوم على نظام الأسد وخلط أوراق الملف السوري.
وقالت المصادر في تصريح لصحيفة "المستقبل" إن "المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لحل الأزمة في سوريا كانت نتاج اتصالات محمومة أجريت مع القيادة الإيرانية من جهة والجانب السوري من جهة أخرى"، مشيرة الى أن "الأفكار التي طرحها المالكي تمثّل الموقف الإيراني حيال أي تسوية بشأن الملف السوري".
وأوضحت المصادر أن "البنود التي عرضها المالكي تخلو من الحديث عن مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد فهي تفترض بقاءه رئيساً لسوريا بصلاحيات وهو أمر لن يجد قبولاً لدى المعارضة السورية التي تتمسك بتنحي الأسد"، لافتة الى أن "المبادرة الإيرانية العراقية تهدف الى خلط الأوراق في الشرق الأوسط وعرقلة الهجوم المرتقب على مراكز حساسة تابعة لنظام الأسد"، منوهة الى أن "الأفكار المطروحة تعكس قلقاً كبيراً في الأوساط العراقية والايرانية حيال مستقبل الأسد في حال حصول تدخل عسكري أجنبي".
وأشارت المصادر إلى أن "إعلان بغداد السعي الى حل جديد للأزمة السورية تم من دون اطلاع واشنطن على التفاصيل حيث كانت الحوارات العراقية ـ الإيرانية تجري عبر اتصالات بين كبار المسؤولين في الجانبين لضمان عدم توجيه ضربة عسكرية لحليفهم في دمشق".
التحركات من قبل الحكومة العراقية قابلتها تحركات مماثلة في البرلمان العراقي وأطرافه السياسية المهمة التي كانت حتى وقت قريب تكتفي بالتحذير من مخاطر الضربة العسكرية على نظام الأسد، لكنها تبنت هذه المرة الدعوة الى تحديد موقف عراقي رسمي وموحد حيال تطورات الوضع السوري.
وفي هذا الصدد، دعت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الرئاسات الثلاث ورئاسة إقليم كردستان وجميع رؤساء الكتل والقوى العراقية إلى عقد اجتماع طارئ لتحصين العراق من آثار الحرب في سوريا.
وقال رئيس اللجنة النائب همام حمودي خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان العراقي أمس إن "اللجنة عقدت اجتماعاً خصصته لمناقشة تداعيات التصعيد المتعلق بسوريا واحتمالات وصولها إلى تصادم عسكري قد لا يقتصر على الحدود السورية فقط، لكن سوف تتعدى انعكاساته المنطقة برمتها".
وبين حمودي أن "العراق، وفي التوجه إلى الحل العسكري في سوريا، سيكون إحدى ساحاته لذا ندعو الأمم المتحدة إلى مواصلة التحقيق باستعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا ونؤكد أن استخدامها هو جريمة بكل المقاييس"، داعياً إلى "ملاحقة مرتكبيها وفق القانون الدولي".
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية القيادي في المجلس الأعلى الشيعي (بزعامة السيد عمار الحكيم) أن "أي ضربة عسكرية توجه ضد سوريا يمكن أن تكون لها تداعيات خطرة على المنطقة والعراق تحديداً"، متابعاً "نحن ضد استعمال العنف خارج إطار المجتمع الدولي في سوريا"، مشدداً على "ضرورة وضع حد لنزيف دم الشعب السوري، والتوجه إلى عقد مؤتمر جنيف الثاني".
وطالب حمودي "الرئاسات الثلاث ورئاسة إقليم كردستان وجميع رؤساء الكتل والقوى العراقية، إلى عقد اجتماع طارئ للخروج بقرار عراقي موحد ومناقشة الموضوع وتحصين البلاد من الآثار السلبية التي ربما تنجم عن التدخل العسكري في سوريا واتخاذ موقف عراقي موحد يحيط بالأزمة ويمنع تداعياتها على العراق".
ورأت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن العراق سيكون أكثر المتضررين من الهجوم العسكري على سوريا.
وقال النائب عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع أن العراق أكثر المتضررين من ضرب سوريا عسكرياً، وتداعياته ستكون مباشرة عليه"، موضحاً أنه "بعد ضرب سوريا سيكون هناك نزوح جماعي الى الأراضي العراقية، إضافة الى دخول المسلحين بشكل أكبر للعراق"، لافتاً الى أن "تصاعد العمليات المسلحة الأخيرة هي جزء من تداعيات الأزمة السورية".
 
بوتين لا يستبعد موافقة روسيا على ضربة ضد الأسد إذا ثبت استخدامه الكيميائي
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
اعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نبرة أكثر ليونة بشأن سوريا أمس عشية استضافته قمة مجموعة العشرين التي يتوقع أن يهيمن عليها احتمال توجيه ضربة غربية الى نظام الأسد، في وقت سجل الرئيس الأميركي باراك أوباما نقاطاً في الكونغرس لصالح التحرك ضد النظام السوري مع تأييد قادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب توجيه الضربة، وهو ما قد يجعل نظام الأسد متوتراً عبر تأكيد رموزه عدم تغيير موقف النظام حتى وإن أدى ذلك إلى حرب عالمية ثالثة.
روسيا
فقد حض بوتين الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الدوليين لنظام بشار الأسد، الغرب على تقديم أدلة "مقنعة" تثبت استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في إشارة الى الهجوم قرب دمشق في 21 آب الماضي، تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بالمسؤولية عنه. وشدد على أنه في حال ثبوت الجهة التي تقف خلف الهجوم، فإن موسكو ستتحرك "بأكبر حزم ممكن".
وحذر بوتين في مقابلة مع القناة الأولى التلفزيونية الروسية ووكالة "أسوشييتد برس" الأميركية عشية قمة العشرين التي تنطلق أعمالها اليوم في سان بطرسبرغ، الغرب من أن أي عمل عسكري ضد النظام السوري بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي سيعتبر "عدواناً".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستوافق على ضربات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة إذا ثبت أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية في الهجوم المفترض، أجاب بوتين "لا استبعد هذا الأمر".
وقال "إذا كان هناك إثبات على استخدام أسلحة كيميائية ومن قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل الى مجلس الأمن الدولي ويجب أن يكون مقنعاً"، مضيفاً أنه في حال وجود هذا الدليل فإن روسيا "ستكون جاهزة للتحرك بأكبر قدر ممكن من الحزم والجدية".
إلا أنه حذر من أن مجلس الأمن "وحده (...) يمكنه أن يعطي موافقة على استخدام القوة ضد دولة أخرى"، معتبراً أن "أي طريقة أخرى لتبرير استخدام القوة ضد دولة مستقلة ذات سيادة هي غير مقبولة ولا يمكن وصفها بأي شيء غير العدوان".
وقال بوتين إن روسيا قد توافق على عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت أنها نفذت هجمات بأسلحة كيماوية لكنه أكد على أن العملية ستكون غير قانونية من دون موافقة الأمم المتحدة.
وبشأن صفقة الصواريخ الروسية إلى نظام الأسد قال بوتين: "لدينا عقد تسليم صواريخ أس 300 ولقد سلمنا بعض مكوناتها لكننا لم ننهِ العملية وهي معلقة حالياً". ولم يوضح سبب تعليق تسليم هذه الأنظمة المتطورة التي توازي صواريخ باتريوت الأميركية.
ويلف الغموض هذه الصفقة التي أبرمت قبل بدء النزاع في سوريا والتي احتجت عليها الدول الغربية مراراً. وتقدر الصحف الروسية عدد الأنظمة التي ينص عليها العقد بين ثلاثة وستة.
وهذه الأنظمة القادرة على اعتراض طائرات أو صواريخ موجهة في الجو قد تعقد أي مشروع للولايات المتحدة أو حلفائها لتوجيه ضربات الى سوريا أو إقامة منطقة حظر جوي فوق هذا البلد.
وفي حزيران الماضي أكد بوتين ان موسكو لم تسلم "حالياً" سوريا صواريخ أس 300 "لعدم كسر توازن القوى" بعد أيام على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي فُسرت بأن سوريا قد تلقت مثل هذه الصواريخ.
ومطلع آب الماضي كتبت صحيفة "فيدوموستي" الروسية نقلاً عن تقارير لشركات منتجة لأسلحة روسية أن عملية التسليم التي كانت مقررة في ربيع 2013 أرجئت الى 2014 من دون أي تبرير.
وفي 2010 ألغت موسكو عقداً لتسليم ايران صواريخ "أس 300" بقيمة 800 مليون دولار تطبيقاً لقرار دولي حول عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
ونهاية آب أعلن المدير العام لمجموعة "الماز انتي" التي تنتج هذه الأسلحة أنه تم تفكيك هذه الصواريخ التي كان يُفترض تسليمها لإيران.
لكن في المقابل، نقلت وكالة "انترفاكس" للأنباء عن مصدر عسكري روسي قوله أمس "إن روسيا تحركت لإرسال طراد الى شرق البحر المتوسط لتولي العمليات البحرية في المنطقة".
ويتسلم الطراد "موسكفا" مسؤولية العمليات من وحدة تابعة للبحرية الروسية بالمنطقة وتقول موسكو إن هذا ضروري لحماية مصالحها القومية. وستنضم له مدمرة من الأسطول الروسي في بحر البلطيق وفرقاطة من أسطول البحر الأسود.
وأضاف المصدر أن "الطراد موسكفا متجه الى مضيق جبل طارق. وخلال نحو عشرة أيام سيدخل شرق البحر المتوسط وهناك سيتولى قيادة قوة مهام البحرية".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي أنها سترسل سفناً حربية إضافية الى البحر المتوسط من بينها الطراد "موسكفا" لكنها وصفت هذه التحركات بأنها روتينية.
إلاّ أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد عدم رغبة روسيا في زج نفسها في أي صراع عسكري بشأن سوريا.
أوباما يأمل تغيراً لدى بوتين
وفي ستوكهولم، أبدى الرئيس الأميركي أمس أمله في أن يغير الرئيس الروسي موقفه بشأن سوريا. وقال "أنا آمل دائماً في أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفاً مختلفاً تجاه هذه المسائل". وبدوره قال رئيس الوزراء السويدي إن بلاده "تدين بأقوى العبارات استخدام أسلحة كيميائية في سوريا". وأضاف أن ذلك يعتبر "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. ويجب محاسبة المسؤولين عنه".
وقال أوباما إن المجتمع الدولي "لا يمكن أن يبقى صامتاً" بعد الهجوم بالأسلحة الكيميائية والذي يتهم النظام السوري بشنه الشهر الماضي على مناطق في ريف دمشق.
وصرح أوباما في مؤتمر صحافي في العاصمة السويدية "لقد ناقشت تقويمنا، وأنا و(رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفيلدت) نتفق على أنه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً". وأضاف أن "الإخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى الى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى لهذه الأسلحة".
وقال أوباما إنه لن يكرر الأخطاء التي ارتكبت في العراق مع استعداد بلاده لشن عمل عسكري محتمل ضد سوريا، مضيفاً أنه يعتقد أنه سيحصل على موافقة الكونغرس على ذلك العمل. وأضاف "لقد عارضت الحرب في العراق. ولا أريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة".
وباشرت إدارة أوباما منذ السبت حملة مساعٍ مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس بتأييد موقفها، وحصل الرئيس الثلاثاء على دعم عدد من كبار المسؤولين الجمهوريين وأبدى ثقته في فرص تبني قرار في الكونغرس يجيز اللجوء الى القوة.
وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض طلبوا عدم كشف اسمهم أن أوباما سيغتنم فرصة رحلته الى أوروبا لشرح موقفه.
وحذر وزير الخارجية جون كيري في جلسة استجواب أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس من العواقب الدولية في حال رفض استخدام القوة وقال "إذا لم نتحرك (في سوريا) سيكون لنا عدد أقل من الحلفاء وعدد أقل من الأشخاص الذين يعتمدون علينا في المنطقة".
وقبل إعلان أوباما قراره السبت، أبدت فرنسا وحدها استعدادها للانضمام الى الولايات المتحدة في توجيه ضربة الى سوريا، بعدما أرغم مجلس العموم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على التخلي عن موقفه المؤيد للتحرك العسكري.
ويعقد أوباما لقاءين على انفراد مع نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين، على ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض الأربعاء.
ومن بين أعضاء مجموعة العشرين يرفض البعض أي عمل عسكري مثل روسيا التي تقدم دعماً ثابتاً ومطلقاً لدمشق، وكذلك ايطاليا.
ومن غير المقرر عقد أي لقاء ثنائي بين أوباما وبوتين، وهو ما يتعارض مع الأعراف الديبلوماسية غير أنه يأتي على خلفية فتور العلاقات بين الدولتين الكبريين ولا سيما بشأن الملف السوري، غير أن المسؤول توقع أن تجري "محادثات بين الرئيسين على هامش اجتماعات مجموعة العشرين".
تركيا ترحب بالموقف الروسي
الموقف الروسي هذا لاقى ترحيباً تركيا. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله قبيل توجهه إلى سان بطرسبورغ للمشاركة في قمة الدول العشرين، إن تصريحات بوتين إنه ضد تدخل عسكري في سوريا ولكن موافقته في حال استخدام السلاح الكيميائي "أمر مثير للاهتمام".
وقال أردوغان "إن تركيا تعتبر كلّ عملية قتل جريمة مهما كان السلاح الذي استخدم فيها". أضاف: "قد تقتل الناس بالطائرات وتلك لن تكون جريمة ولكن حين تقتلهم بالكيميائي فهذه جريمة"، داعياً إلى "أن ننظر ما إذا كان القتل جريمةً أولاً، ربما القتل بالكيميائي قد يكون أكثر بربرية". وتابع "لن تصف مقتل 100 ألف شخص بالجريمة ولكن حين يقتل 1300 أو 130 شخصاً، تقول إننا سنقف مع الأمم المتحدة في حال أثبت استخدام السلاح الكيميائي. هذا أعتبره غريباً".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا ستشارك في أي ائتلاف دولي ضد سوريا وأضاف سبق وقلنا إننا على استعداد للمشاركة في أي نوع من الائتلافات ونعتبر ذلك تحالف متطوعين. وقال إنه سيلتقي كلا من بوتين والرئيس الأميركي على هامش قمة دول العشرين.
وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في حالة غياب رد فعل دولي على الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع الشهر الماضي.
وقال في مؤتمر صحافي في جنيف "إذا استمر الاتجاه نفسه... ولم يصدر رد فعل دولي فإننا نخشى من أن تستقبل الدول المجاورة أعداداً أكبر من اللاجئين".
واستعداداً لأي مستجدات، أرسلت تركيا المزيد من التعزيزات العسكرية إلى حدودها مع سوريا. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "زمان" التركية أن الجيش التركي أرسل المزيد من العناصر والأسلحة إلى الحدود السورية من قيادة عسكرية في غازي عنتاب إلى كيليس قرب الحدود. وقد وصل الموكب العسكري إلى كيليس بعد ظهر أمس.
حملة فرنسية
وفي سياق متصل بالضربة الدولية المتوقعة ضد نظام الأسد، بدأت فرنسا المضطرة الى انتظار التصويت في الكونغرس الأميركي، حملة ديبلوماسية لإقناع الأوروبيين الآخرين المتحفظين بتأييدها.
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء أن "من الضروري أن تتوحد أوروبا حول هذا الملف. وستفعل ذلك، وكل بلد فيها في إطار مسؤوليته".
وقال مصدر ديبلوماسي إن باريس تزيد الاتصالات مع الأوروبيين ومع وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون "لاتخاذ قرار توافق عليه البلدان الثمانية والعشرون إذا كان ذلك ممكناً".
وأضاف هذا المصدر أن "باريس ترغب في الحصول على إعلان عن الدعم السياسي من الأوروبيين، إذا لم يتأمن الدعم العملاني. نطلب منهم أن يساعدوننا إذا كان ذلك ممكناً، على ألا يقفوا في وجهنا على الأقل عبر إعلان من نوع ـ لا تدخل من دون إذن مجلس الأمن".
وبلدان الاتحاد الأوروبي التي تؤيد "بشكل لا لبس فيه" تدخلا في سوريا حتى من دون تفويض أممي، ليست كثيرة. ويدخل في هذه الفئة كل من كرواتيا والدنمارك واليونان وليتوانيا ورومانيا وقبرص، كما يؤكد المقربون من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
ورفص فابيوس أمس الفكرة القائلة إن فرنسا معزولة. وقال في تصريح لإذاعة فرانس انفو "ثمة تأييد للعملية من جامعة الدول العربية. وثمة دعم عدد كبير من البلدان الأوروبية حتى لو أنها لا تشارك في العملية العسكرية". وشدد على القول "نحن في تحالف نحاول توسيعه".
ويمكن إجراء فرز للمواقف في نهاية الأسبوع خلال لقاء غير رسمي في فيلنيوس لوزراء الخارجية الأوروبيين. وسينتهي هذا الاجتماع بإعلان لكاثرين آشتون تحدد فيه على الأرجح "موقفاً مشتركاً" اذا ما نجحت باريس في عملية الإقناع التي تجريها.
ومن المقرر أن يساند وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموقف الفرنسي في فيلنيوس لحمل الرافضين على المشاركة في "الحملة التأديبية" لبشار الأسد.
وقال جان دومينيك جولياني، رئيس مؤسسة روبرت شومان المتخصصة في العلاقات الأوروبية، "لم تتطلب أزمة دولية من قبل مبادرة أوروبية قوية بمثل هذا الوضوح"، وذلك في معرض حديثه عن ضعف وزن الولايات المتحدة على المسرح الدولي وشلل مجلس الأمن.
ودافع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت أمس أمام البرلمان الفرنسي عن ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، داعياً في الوقت نفسه الى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في إطار حل سياسي.
وقال ايرولت خلال نقاش من دون تصويت حول الأزمة السورية في الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ، إن هجوم الحادي والعشرين من آب قرب دمشق "يشكل أوسع استخدام للسلاح الكيميائي وأفظعه في مطلع هذا القرن".
وأضاف "عدم الرد يعني تهديد السلام والأمن في المنطقة بأسرها" معتبراً أن باريس "تعتمد على دعم" الأوروبيين والجامعة العربية في حال حصول ضربات عسكرية". وأضاف "نعم الحل للأزمة السورية سيكون سياسياً وليس عسكرياً. ولكن علينا مواجهة الواقع: إذا لم نضع حداً لمثل تصرفات النظام هذه، لن يكون هناك حل سياسي".
وبينما كان ايرولت يلقي كلمته أمام الجمعية الوطنية كان وزير الخارجية لوران فابيوس يتلو الكلمة نفسها أمام مجلس الشيوخ.
وتابع ايرولت "لا بد أن نؤكد للأسد أن لا حل إلا عبر التفاوض" مضيفاً "ما هي مصلحة بشار الأسد بالتفاوض إذا كان يعتقد بأنه قادر كما كرر القول مطلع هذا الأسبوع على تصفية والكلام كلامه تصفية المعارضة، خصوصاً عبر أسلحة تزرع الرعب والقتل".
"ديبلوماسية" بريطانية
وفي لندن تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، باستخدام ما وصفها بـ"العضلات الديبلوماسية" لبلاده من أجل جلب طرفي النزاع في سوريا إلى محادثات السلام المقررة في جنيف.
وقال كاميرون في جلسته البرلمانية الأسبوعية أمس "بريطانيا يجب أن تستخدم عضلاتها الديبلوماسية للمساعدة في إقناع روسيا وغيرها من الدول المساندة لنظام الرئيس بشار الأسد بدعم محادثات السلام".
واعتبر أن "المسألة الأكثر أهمية الآن هي إقناع المعارضة ونظام الأسد بالمشاركة في محادثات السلام"، مجدداً التأكيد أن "بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا بعد تصويت برلمانها الأسبوع الماضي ضد هذا الخيار". وأضاف "العالم خذل الشعب السوري.. ويحتاج المجتمع الدولي إلى وضع نظام الرئيس بشار الأسد تحت ضغط حقيقي"، محذراً من تعرض الشعب السوري إلى المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية، ما لم يتخذ المجتمع الدولي أي عمل عسكري ضده.
وبشأن زيارة وفد من "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" برئاسة أحمد الجربا إلى لندن، قال "إن عملنا مع الائتلاف يقوم على دعم العناصر في المعارضة السورية الداعية إلى إقامة سوريا تعددية وديموقراطية وحرة، ونقوم بتأمين الدعم من نواحي التدريب والمشورة والمساعدات للمتمردين الذين يدعمون هذه الأهداف".
وقد أقالت الحكومة الائتلافية البريطانية أمس نائباً من حزب المحافظين الحاكم من منصبه كمستشار لديها، بسبب امتناعه عن التصويت على التدخل العسكري ضد سوريا الأسبوع الماضي.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) أعرب عن حزنه لفقدان النائب، جيسي نورمان، كعضو في المجلس السياسي الاستشاري في المكتب.
الدنمارك تعرض المساعدة
في الدنمارك قالت رئيسة الوزراء هيله شميدت إن بلادها عرضت على الولايات المتحدة تقديم الدعم الديبلوماسي لعمل عسكري في سوريا قبل زيارة أوباما إلى السويد.
وامتنعت شميدت عن عرض تقديم مساعدة عسكرية لكنها قالت إن بامكان أوباما الاعتماد على الدعم الديبلوماسي للدنمارك. وقالت لوكالة انباء "ريتزاو" الدنماركية "سنبلغ الأميركيين أن لهم حليفاً وثيقاً جداً هنا يمكنهم الاعتماد عليه". وقالت إنها ستسأل أوباما أيضاً عما إذا كانت واشنطن تجسست على مكاتب مسؤولين بالاتحاد الأوروبي حسبما زعمت تقارير سربها المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن.
وقالت "أيدنا دائماً الاتحاد الأوروبي في طلبه الحصول على إجابات من الأميركيين وأعتقد أن الاتحاد سيحصل على إجابات. بالطبع ساذكر هذا للرئيس أوباما".
الاتحاد الأوروبي
وفي بروكسل، أعلن المتحدث الرسمي للعلاقات الخارجية الأوروبية مايكل مان، أن الاتحاد الأوروبي سجل المعلومات التي كشفت عنها فرنسا والولايات المتحدة وأطراف أخرى بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وبرغم ذلك فإنه يفضل انتظار التقرير النهائي لمهمة مفتشي الأمم المتحدة بشأن الهجوم الكيميائي يوم 21 آب الماضي على الغوطة بريف دمشق.
وقال المسؤول الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر رد الإدارة الأميركية على الدعوة التي وجهتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، كاثرين آشتون لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، للمشاركة في جانب من أعمال وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم في فيلنيوس بلتوانيا.
وأضاف أن الوزراء سيبحثون خلال اجتماعهم الأزمة السورية وجوانب من سياسة الجوار مع الدول الشرقية والدول العربية، موضحاً أن مفوض شؤون الجوار الأوروبي ستيفان فول سيشارك في المحادثات، وأن الاتحاد سيواصل إجراء اتصالات مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية حتى يمكن بلورة توافق دولي داخل مجلس الأمن حول الأزمة السورية. وأكد أن حل الأزمة السورية يجب أن يتمثل في صياغة مخرج ديبلوماسي وسياسي للصراع ووضع حد للأزمة.
وقالت مفوضة شؤون الإغاثة الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، كريبستيلنا جورجيفا، في بيان أصدرته أمس، "بات من المؤكد الآن أن عدد اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا إلى البلدان المجاورة وصل إلى مستوى مروع يتجاوز مليوني شخص، وأن أكثر من نصف هؤلاء الفارين من الأطفال".
وأضافت أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة وأن أوضاع اللاجئين ستصبح أكثر سوءا نتيجة تصاعد أعمال العنف التي سيكون أول المتضررين منها المدنيون، وطالبت بضرورة وقف الأعمال العسكرية والبحث عن حل سياسي على وجه السرعة، والتزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.
إيران
إيران، حليفة بشار الأسد، حذّرت بلسان وزير الدفاع حسين دهقان أمس، من تداعيات خطيرة على المنطقة في حال تعرّض سوريا لأي عدوان، مؤكداً أن دمشق تمتلك معدّات وأجهزة كافية للدفاع عن نفسها.
ونقلت قناة "العالم" الإيرانية عن دهقان قوله في ختام اجتماع مجلس الوزراء، عمّا إذا قررت إيران تسليم معدّات لسوريا للدفاع عن نفسها في حال تعرّضها لعدوان خارجي، "إن الجيش والشعب في سوريا يمتلكان معدّات كافية للدفاع عن النفس، ولا حاجة لإرسال معدّات أخرى".
وقال "إن الهجوم الأميركي على سوريا سيجر المنطقة باتجاه تداعيات خطيرة تعود بالضرر عليها، وسينشر الفوضى والأزمة في المنطقة بأسرها". وأضاف أن الدليل الآخر الذي يستطيع أن يحول دون العدوان الأميركي على سوريا، هو التجربة الأميركية المريرة خلال عدوانها على العراق وأفغانستان.
وقال "إن واشنطن قادرة على إعلان الحرب ضد سوريا لكنها ستكون عاجزة عن إنهائها"، مضيفاً أن "الهجوم الأميركي على سوريا إنما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".
نظام الأسد متوتر
نظام الأسد، المتوتر، أكد أنه يحشد مؤيديه لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة "فرانس برس" إن "الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا وأعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم، ولا أستطيع أن أحدد كيف سيكون هذا الدعم".
وقال إن النظام لن يغير موقفه تحت وطأة التهديدات، وإن أدى ذلك الى اندلاع "حرب عالمية ثالثة" وأنه اتخذ "جميع الإجراءات للرد" على أي ضربة عسكرية غربية.
وقال المقداد "لن تغير الحكومة السورية موقفها ولو شُنت حرب عالمية ثالثة. لا يمكن لأي سوري التنازل عن سيادة واستقلال سوريا". وأضاف "لن نعطي معلومات عن كيفية رد سوريا... وسوريا سيدافع عنها شعبها وجيشها وقد اتخذت كافة الإجراءات للرد على أي عدوان" في إشارة الى الضربة العسكرية الغربية المحتملة ضدها.
ولفت الى أن "سوريا في إطار ميثاق الأمم المتحدة يحق لها الرد لأن هذا العدوان لا مبرر له في القانون الدولي".
وأشار المقداد الى أنه "عندما يطلق الصاروخ الأول فلا يمكن لأي كان أن يحدد ما هي التطورات التي قد تنجم عن ذلك".
وقال المقداد إن "الولايات المتحدة تقوم الآن بحشد حلفائها للعدوان على سوريا واعتقد بالمقابل أن من حق سوريا أن تحشد حلفاءها ليقوموا بدعمها بمختلف أشكال الدعم" من دون أن يحدد كيف سيكون هذا الدعم.
وأوضح "أن إيران وروسيا وجنوب أفريقيا والصين ودول عربية كثيرة رفضت هذا العدوان وهي على استعداد أن تقوم ضد هذه الحرب التي ستعلنها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك فرنسا، على سوريا".
ووصف المقداد الموقف الفرنسي من سوريا بـ"المخجل"، وأن باريس "تخضع" للولايات المتحدة. وقال "من المخجل أن الرئيس الفرنسي (...) يقول إذا وافق الكونغرس الأميركي سأحارب وإن لم يوافق فإنني لن أحارب"، مشيراً الى أن ذلك يعطي انطباعاً "وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية".
بان كي مون
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس إن مؤتمر "جنيف 2" الخاص بسوريا قد يُعقد في تشرين الأول المقبل.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بان الذي وصل الى بطرسبورغ للمشاركة في أعمال قمة العشرين التي تبدأ اليوم، قوله إن مؤتمر "جنيف 2" الخاص بسوريا قد يعقد الشهر المقبل.
وأعرب بان، في كلمة أمام طلاب جامعة بطرسبورغ الحكومية، عن بالغ القلق مما وصفه بتدفق الأسلحة المستمر إلى سوريا، وقال إن تدفق الأسلحة الى منطقة النزاع في سوريا لا يتراجع ، معتبراً أن ذلك يؤدي إلى تعميق الأزمة.
وشدد على أن ممثلي مجموعة العشرين يجب أن يشاركوا في المشاورات بشأن تسوية الوضع في سوريا...
 
أنباء عن انشقاق علي حبيب عن الأسد مع تسارع الاستعدادات لضربة أميركية
 واشنطن، طهران - «الراي»
فيما الاستعدادات للضربة الاميركية المحتملة ضد الرئيس بشار الاسد تتقدم، واخرها اعداد مشروع قرار في الكونغرس يجيز للرئيس باراك اوباما شن هذه العملية وان بحدود زمنية اقصاها 90 يوما، اعلنت المعارضة السورية عن انشقاق وزير الدفاع السابق علي حبيب وفراره الى تركيا، في ما يمثل اذا تأكد, اخطر نكسة للأسد منذ بداية الثورة، خصوصا ان حبيب الذي ينتمي الى الطائفة العلوية كان من المعارضين لاستخدام القوة ضد التظاهرات السلمية في بدايات الثورة.
وقال العضو البارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض كمال اللبواني ان علي حبيب فر الى تركيا بعد ان تمكن من الافلات من قبضة النظام، مضيفا ان «هذا لا يعني انه انضم الى المعارضة».
لكن التلفزيون السوري نقل عن مصدر مسؤول قوله ان «لاصحة لما تناقلته وسائل الاعلام عن سفر علي حبيب محمود خارج سورية وهو مازال في منزله».
وفي بدايات الثورة السورية تردد ان حبيب مع عدد من الضباط قد يمثلون بديلا للأسد ما حدا بالرئيس السوري الى اقالته من منصب وزير الدفاع واستبداله بداوود راجحة الذي اغتيل مع عدد من القادة الامنيين في تفجير مكتب الامن القومي في دمشق في صيف العام 2012.
وتردد ان حبيب رفض تنفيذ أمر من الاسد باطلاق النار على المتظاهرين الذين تجمعوا بمئات الالاف في ساحة العاصي بمدينة حماه في بدايات الثورة، وان هذا كان السبب المباشر لاقالته. وجاء هذا التطور مع بدء تبلور مشروع قرار يجيز لاوباما توجيه ضربة للأسد ردا على استخدامه اسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية قبل اسبوعين، اذ كانت اولى ثمار حملة أوباما لنيل تأييد الكونغرس للضربة مشروعا قدمه كل من رئيس «لجنة الشؤون الخارجية» في مجلس الشيوخ الديموقراطي روبرت مينينديز، وكبير الجمهوريين في اللجنة بوب كوركر، وجاء في النص، الذي استبدل نصا كانت ارسلته الادارة واعتبر المشرعون انه يعطي تفويضا مفتوحا للرئيس، ان الكونغرس يمنح تفويضا باستخدام القوة في سورية لمدة 60 يوما، قابلة للتجديد 30 يوما، شرط عدم استخدام اي قوات على الأرض.
واعتمد هذا المشروع خلال جلسة للجنة عرض خلالها وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل ورئيس هيئة الاركان الجنرال مارتن ديمبسي «ادلة دامغة» على تورط نظام الاسد في الهجوم بالكيماوي قرب دمشق الذي ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص بينهم 400 طفل.
واكد كيري خلال الاجتماع انه يحرص على الا تكرر الولايات المتحدة اخطاء العراق حين استندت الى تقارير استخباراتية خاطئة لتبرير هجومها على العراق في العام 2003، وهو ايضا ما ردده اوباما خلال محادثات في السويد التي زارها في طريقه الى المشاركة في قمة العشرين في سان بطرسبورغ الروسية اليوم.
وحاول اعضاء اللجنة الحصول على تعهد من كيري بعدم وضع «جزمات على الارض»، اي ارسال جنود الى سورية، فسعى الى ان يترك الباب مفتوحا امام ذلك ثم عاد واغلق هذا الباب تحت اصرار الاعضاء.
ورفض كيري الاجابة في الجلسة العلنية عن سؤال لاحد الاعضاء ان كان يعتقد انه من الممكن ان تصل الاسلحة الكيماوية السورية الى يد «حزب الله» واحال الامر الى جلسة سرية.
كما قلل من حجم العناصر المتطرفة في سورية، قائلا ان هناك مبالغة كبيرة في اعداد المتطرفين في حين ان اعداد المعتدلين تتجاوز الـ 90 الف رجل، مضيفا ان «سورية لمن يعرفها لا يمكن ان تكون الا مجتمعا مدنيا. ولديها ارث تاريخي من المدنية».
وفي المقابل، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الادارة الاميركية بـ «الكذب» في شهادتها امام الكونغرس عند حديثها عن حجم المتطرفين في سورية مضيفا ان كيري يعلم ان «جبهة النصرة»، احد اذرع تنظيم «القاعدة»، فصيل اساسي في المعارضة السورية.
وجاء هذا الاتهام بعد تصريح اعتمد فيه بوتين لهجة مخففة، اذ قال انه مستعد للتصرف بـ «شكل حازم وجاد» ازاء دمشق اذا قدمت ادلة مقنعة الى مجلس الامن على استخدام الاسد السلاح الكيماوي، كما اعاد التأكيد انه لا يدافع عن الحكومة السورية وكشف ان صفقة صواريخ ارض جو «اس - 300» مع دمشق معلقة حاليا، وان بلاده لا تنوي الدخول في نزاعات في الخارج.
وازاء الموقف الذي لقي ترحيبا من الغرب، اعرب اوباما عن امله في ان يغير بوتين موقفه من سورية خلال قمة العشرين التي يستضيفها الرئيس الروسي اليوم وغدا.
وفي تحذير لافت ، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن العملية العسكرية المحتملة ضد سورية قد تطول أهدافا حساسة من ناحية الأمن النووي وحظر انتشار السلاح النووي.
وقال: «في حال سقوط قذيفة قتالية بقصد أو من غير قصد على مفاعل صغير مصدر للنيترونات يقع في ضواحي دمشق فإن آثار ذلك قد تكون كارثية حيث يحتمل أن تلوث المناطق المحيطة به باليورانيوم عالي التخصيب ومواد ناتجة عن الانحلال الإشعاعي. وتستحيل إمكانية ضمان الجرد والرقابة على المواد النووية المتوافرة في هذا المفاعل والحفاظ عليها».
من جهة أخرى، أكد النائب الاصولي الايراني علي مطهري، القريب من الرئيس حسن روحاني والرئيس الأسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، صحة الانباء التي تحدثت عن اتهام رفسنجاني للقوات النظامية السورية باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد شعبها، بعدما كان مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يترأسه رفسنجاني، نفى الانباء التي تحدثت عن هذه الاتهامات. وقال مطهري ان «الفيلم المتعلق بتصريحات رفسنجاني موجود، وهو يثبت صحة الانباء التي تحدثت عن اتهامه الجيش السوري باستخدام الكيماوي ضد الشعب السوري، ان السيد رفسنجاني قال ذلك ويبدو انه وضع مصلحة البلاد نصب عينيه».
وتابع مطهري ان «رفسنجاني ربما يمتلك المعلومات والاخبار والوثائق التي تكشف عن ضرب الجيش للشعب بالاسلحة الكيماوية، ويرغب بألا تتحمل الثورة الاسلامية المزيد من التكاليف، ولكن تصريحاته لا تعني تأييدنا للهجوم الاميركي على سورية، اذ نحن مازلنا ندافع عن هذا البلد».
مشروع قانون في الكونغرس يفوض أوباما باستخدام القوة 90 يوماً... بلا إرسال جنود
 الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
الهدف هو تحجيم قوة نظام بشار الاسد بشكل يحرمه من امكانية شن هجمات بالاسلحة الكيماوية مستقبلا. والسبب هو الادلة، التي لا تقبل الشك حسب وزير الخارجية جون كيري، بأن النظام، بأوامر من الاسد نفسه، استخدم اسلحة كيماوية في هجومه على 12 منطقة من ضواحي دمشق يوم 21 اغسطس الماضي. اما اجبار الاسد على الرحيل والتوصل الى تسوية سياسية من بعده، فهو مازال هدفا اميركيا منذ اكثر من عامين، ولكنه ليس جزءا من حسابات الضربة العسكرية المتوقعة ضد اهداف الاسد قريبا.
هذه هي العناوين العامة للحملة الكبيرة التي شنتها ادارة الرئيس باراك أوباما داخل اروقة الكونغرس الاميركي لاقناعه، بغرفتيه، على المصادقة على طلب الرئيس باراك أوباما «استخدام القوة العسكرية» ضد اهداف قوات الأسد في سورية.
وكانت اولى ثمار حملة أوباما مشروع قانون قدمه كل من رئيس «لجنة الشؤون الخارجية» في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز، ونظيره كبير الجمهوريين في اللجنة السناتور بوب كوركر، وجاء في النص الجديد، الذي استبدل نصا كانت ارسلته الادارة اعتبره المشرعون يعطي تفويضا مفتوحا للرئيس، ان الكونغرس يمنح تفويضا باستخدام القوة في سورية لمدة 60 يوما، قابلة للتجديد 30 يوما، على شرط عدم استخدام اي قوات على الأرض.
ومن المتوقع ان تتم المصادقة على النص في اللجنة بسرعة حتى تتم احالته الى الهيئة العامة. وبسبب الخوف من ان يقوم بعض الاعضاء من المتطرفين المحسوبين على كتلة «حفلة الشاي»، من امثال راند بول او تيد كروز، بممارسة حق المماطلة المعروف بـ «فيليبستر»، سيعمد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الديموقراطي هاري ريد الى حشد اكثرية 60 صوتا، وهو ما يقضي على «حق المماطلة»، ويقر القانون ويرسله الى مجلس النواب. ولأهمية القانون، من المرجح ان يترأس نائب الرئيس جو بيدن التصويت عليه في مجلس الشيوخ ليضمن الغالبية بأكثرية 60 من اصل 100 عضوا.
وكانت حملة الادارة من اجل «استخدام القوة في سورية» بدأت، اول من امس، بلقاء مغلق في البيت الابيض، بحضور أوباما وقادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس، ورؤساء لجان الخارجية والدفاع والاستخبارات والامن من مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين. واللقاء المغلق، الذي قدمت خلاله الادارة «ادلة دامغة» على تورط الاسد في الهجوم الكيماوي، كان الاول من خمسة تعقدها الادارة على مدى الاسبوع الحالي لاعضاء الكونغرس.
وعلى اثر اجتماع الثلاثاء، توجه أوباما الى قاعدة اندروز الجوية ليستقل الطائرة الرئاسية في طريقه الى مؤتمر «قمة الدول العشرين»، المنعقد في مدينة سان بطرسبرج في روسيا. ومن المقرر ان يعود أوباما الى واشنطن غدا.
اما الجانب العلني للحملة فاستهلته الادارة بجلسة استماع عقدتها «لجنة الشؤون الخارجية» برئاسة مينينديز، ومشاركة كيري، ووزير الدفاع تشاك هيغل، ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي.
واختيار جلسة الاستماع في اللجنة هذه لم يكن صدفة، فهي سبق ان ترأسها بيدن، وكيري، وكان في عضويتها أوباما وهيغل، ما يعني ان للأربعة علاقات متينة باعضائها، ما يجعلها مكانا «صديقا» لاطلاق الحملة السياسية العلنية.
ويوم امس، شارك كيري وهيغل وديمبسي في جلسة مغلقة عقدتها اللجنة نفسها، وكذلك شاركوا في جلسة استماع علنية عقدتها «لجنة الشؤون الخارجية» في مجلس النواب، برئاسة الجمهوري اد رويس. وبدا ان الامور تسير في مصلحة أوباما، فرئيس الكونغرس الجمهوري جون باينر، والذي يندر ان يوافق على اي موضوع تطرحه الادارة، صرح علنا انه سيصوت لمصلحة الضربة، فيما اصدرت «لجنة العلاقات الاميركية - الاسرائيلية»، اي اللوبي الاسرائيلي المعروف بنفوذه عند الجمهوريين خصوصا، بيانا حث فيه اعضاء الكونغرس على الموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد.
فريق أوباما الذي شارك في جلستي الاستماع في مجلسي الشيوخ والنواب قاده كيري، الذي اظهر براعة في تقديم المسألة. وتركزت مطالعة كيري على ثلاث نقاط رئيسية هي أن ادلة دامغة تدين الأسد، وان الضربة الاميركية غير مرتبطة بالمواجهة العسكرية الدائرة في سورية وانما بالحفاظ على نظام دولي عمره مئة عام معزز بقوانين اقرها الكونغرس نفسه على مدى السنين، وانه في حال تقاعست اميركا فان ديكتاتوريات اخرى، مثل ايران، تراقب عن كثب، وتتحين الفرصة حتى تستخدم هي اسلحة الدمار الشامل التي بحوزتها او التي تعمل على صناعتها.
كيري افتتح شهادته الاولى بالقول انه وهيغل يتذكران تصويتهما على حرب العراق اثناء عملهما في مجلس الشيوخ، لذا، قال كيري: «لا نريد انا وتشاك للكونغرس ان يصوت بناء على تقارير استخباراتية خاطئة هذه المرة».
ومما كرره كيري في الشهادتين ان «لدينا الادلة، ويمكننا ان نقول لكم من دون اي شك ان نظام الاسد حضر للهجوم، وحذر جنوده من عواقبه بتوزيعه اقنعة الغاز، وشن الهجوم الصاروخي، ولم يسقط ولا صاروخ واحد في حي يسيطر عليه النظام». وقال كيري ايضا ان «ليس لدى المعارضة الامكانية لشن هكذا هجوم، خصوصا في معاقل النظام» وتابع ان «النظام امر في ما بعد بوقف العملية، وبدأوا محاولة تدمير الشواهد، ومن ذلك حديثي مع (وزير الخارجية السوري) المعلم، وقلت له اذا لم يكن لديكم ما تخفونه، دعوا المفتشين يدخلون».
لكن نظام الاسد لم يسمح للمفتشين بالدخول في مطلع الامر، «واستمروا في القصف لاربعة ايام، والآن لدينا عينات شعر ودم تؤكد استخدام السارين، واستطيع ان اقول لكم اننا نعرف ذلك من دون اي شك».
وتابع المسؤول الاميركي: «نحن اليوم هنا ايضا بسبب ما حدث قبل قرن تقريبا عندما تم استخدام الاسلحة الكيماوية، حيث قرر العالم حظرها، وقررت 180 دولة، منها العراق وايران وروسيا، حظرها، حتى الدول التي لا نتفق معها كثيرا، نتفق معها على حظر الاسلحة الكيماوية». واضاف كيري: «هذا النقاش هو حول خطوط العالم الحمراء، وخطوط الكونغرس، انتم الكونغرس قررتم حظر هذه الاسلحة وليس فقط الرئيس اوباما هو الذي وضع الخطوط الحمراء».
ولفت كيري ان الكونغرس هو الذي صوت على «قانون سيادة لبنان ومحاسبة سورية» في العام 2003، وان القانون حذر من «خطر الاسلحة الكيماوية السورية، ومن امكانية استخدام الاسد للكيماوي». وفي هذا السياق لفتت السناتور عن الحزب الديموقراطي باربرا بوكسر ان هذا القانون، الذي ساهم في العمل على اصداره السياسي اللبناني المنفي في حينه ميشال عون ومستشاروه في واشنطن، تمت الموافقة عليه بأغلبية كبيرة في مجلس الشيوخ بلغت 89 صوتا، مقابل معارضة اربعة اعضاء فقط.
وقال كيري ان «ايران تأمل في ان تتغاضى اميركا عن هجوم الاسد الكيماوي، وحزب الله يأمل ان نعزل انفسنا عن العالم، وكذلك كوريا الشمالية». واضاف: «كلهم يستمعون، واذا لم نعاقب الأسد، نتخلى عن عرف دولي عمره مئة عام، واذا ما رأى الطغاة انه يمكنهم ان يتخطوا الحظر، هذا يعني ان الحظر هو عبارة عن ورق».
وختم كيري: «دعوني اكون واضحا: الرئيس أوباما لا يريد الذهاب الى الحرب، وانا اقول هذا الى جانب ديمبسي وهيغل و(السناتور الجمهوري) ماكين، وكلهم يعرفون ما معنى الحرب (الاربعة قاتلوا في حرب فيتنام)... لا جزمات اميركية على الارض، والرئيس يطلب الموافقة لضعضعة امكانيات الاسد كي لا يستخدم الاسلحة الكيماوية مرة اخرى».
 أوباما: لن نكرر أخطاء العراق وآمل بتغيير موقف بوتين
ستوكهولم - وكالات - أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لن يكرر الاخطاء التي ارتكبت في العراق مع استعداد بلاده لشن عمل عسكري محتمل ضد سورية، مضيفا انه يعتقد انه سيحصل على موافقة الكونغرس على ذلك العمل.
وقال في مؤتمر صحافي في ستوكهولم: «لقد عارضت الحرب في العراق. ولا اريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة».
وأوضح أوباما انه ناقش «تقييمنا، و(رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفيلدت) ونحن نتفق على انه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى صامتا».
وقال ان «العالم هو الذي حدد الخط الاحمر بشان سورية وليس انا»، معربا عن أمله في ان يغير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقفه بشأن سورية.
 
طهران: سورية ليست وحدها
الرأي... طهران - من أحمد أمين
قال نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي، في ملتقى «سورية حصن المقاومة» بطهران، ان «سورية ليست لوحدها في العالم، وعلى الغربيين ألا يكرروا اخطاءهم السابقة، وان الشعب والنظام والجيش في سورية سيتصدون للعدوان بكل قوة»، مبينا ان «اي شعب يقرر الصمود والتصدي للعدوان والدفاع عن نفسه فان ارضه ستتحول بلاشك الى مقبرة للاعداء».
وتابع: «من الافضل لأميركا خلال مهلة الاسبوعين التي منحتها لنفسها ان تفكر بمزيد من الجدية والدقة حول نتائج قرارها وعليها ان تدرك ان تأجيج نيران الحرب سيطلق الطاقات في المنطقة ويذكي روح الجهاد لدى المسلمين». ورأى ان «الحرب لم تصن مصالح الغرب يوما، ولا احد يستطيع ضمان ابقاء نطاق العمليات العسكرية داخل حدود سورية والسيطرة على الطاقات التي ستنطلق عقب الهجوم». وتساءل عما اذا كانت اميركا تستطيع بعد تدخلها العسكري الحد من تأثيراته وألا يترك مخاطر على امنها القومي؟ وهل بالامكان وضع خطط للسيطرة على تداعيات تفجير برميل من البارود في المنطقة؟
ووصف سورية بانها ركن اساسي للمقاومة في المنطقة «وقد تعرضت لهجمات امنية وسياسية وعسكرية الا ان مقاومة شعبها ونظامها وجيشها خلال الاعوام الثلاثة الماضية تستحق التقدير»، لافتا الى ان «سورية تمتلك ثقافة المقاومة وتقع في الخط الامامي على جبهة مواجهة الكيان الصهيوني ويمتد تاريخ مقاومتها الى اكثر من خمسة عقود»، وتابع ان «لسورية الفضل في تحقيق الانتصارات خلال معارك لبنان وغزة مع الكيان الصهيوني، وهي بلد كبير وشعبها مكافح ومسلم ومقاوم، وآفاق المقاومة فيها مشرقة للغاية».
وشدد على ان «اسلوب حل الازمة السورية ليس عسكريا، وعلى أميركا والكيان الاسرائيلي اعادة النظر في حساباتهما الامنية حول تأجيج نيران الحرب لانها ستكون باهظة الكلفة وتحمل مخاطر كبيرة عليهما».
واعتبر مستشار رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية محمد باقر زادة، ان «اميركا تكرر سيناريو ممارسة الضغوط على المنظمات الدولية حول الاسلحة الكيماوية في سورية مرة اخرى»، منتقدا «عدم اكتراث المنظمات الدولية في مجال الحد من استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية»، ووصفه بالعمل الخطير للغاية. وفي الاطار نفسه، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي اجراه مع نظيريه الفيليبيني آلبرت روزاريو والماليزي داتو حاج امان، ان «الاوضاع ستخرج عن سيطرة البادئ بالتدخل العسكري في سورية وهو ما سيزيد الوضع تعقيدا وينشر التطرف في هذا البلد».
انقطاع الكهرباء عن دمشق ومناطق محيطة بها
دمشق - ا ف ب - شهدت اغلب احياء دمشق وبعض ضواحيها انقطاعا في التيار الكهربائي صباح امس.
وافاد سكان من مناطق مختلفة من العاصمة كالقصاع وابو رمانة والمزة والصالحية وركن الدين عن انقطاع التيار في هذه الاحياء.
كما سجل انقطاع للتيار الكهربائي في عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة مثل دمر وجرمانا.
 
تركيا تسخر من التهديدات السورية وتتوعد النظام بـ«درس لن ينساه» والمعارضة التركية تجمع توقيعات مناهضة للضربة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ثائر عباس .... سخرت تركيا من التهديدات السورية باستهداف أراضيها إذا شاركت في أي «عدوان» يستهدف سوريا التي تنتظر قرارا أميركيا بـ«معاقبتها» على استعمال الأسلحة الكيماوية التي يعتقد أنها استخدمت في ريف دمشق وأدت إلى مقتل أكثر من ألف مدني، وفقا لتقارير بثتها المعارضة السورية.
فبينما اكتفى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالقول قبيل مغادرته البلاد أمس ردا على هذه التهديدات «نحن مستعدون للحرب.. فهل هم كذلك؟»، أكد مصدر دبلوماسي تركي رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا لديها «القدرة والإرادة للرد على أي هجوم سوري»، قائلا إن أنقرة «تأخذ في الحسبان أن نظاما يقتل شعبه كل يوم قادر على أن يفعل أي شيء، لكننا دولة قوية قادرة على الدفاع عن شعبها، وتلقين أي حاول المس بأمنها درسا لن ينساه». وأشار المصدر إلى أنه «على النظام السوري أن يفكر كثيرا في موازين القوى قبل أن يفكر في القيام بحماقة ما يندم عليها كثيرا».
وكرر أردوغان أمس التأكيد أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا. وقال أردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ «قلنا إننا مستعدون للمشاركة في أي نوع من التحالفات ونرى هذا تحالف متطوعين». لكن أردوغان لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري أم لا، غير أن مصادر تركية ذكرت أن القواعد العسكرية التركية سوف توضع في تصرف القوات الأطلسية الحليفة لمواكبة أي عمل عسكري يتقرر القيام به.
وأفادت تقارير تركية بأن قاعدة إينجرليك التركية شهدت تحركات مكثفة، حيث هبطت طائرة نقل من طراز «سي – 17» في القاعدة عقب هبوط أربع طائرات نقل أميركية، إضافة إلى تحميل عدد من الطائرات الحربية بالأسلحة، تحسبا لأي احتمالات طارئة. وذكرت مجلة «صباح» التركية أن «التحركات في القاعدة الجوية التي تبعد ثمانية كيلومترات شرق محافظة أضنة بجنوب تركيا، جاءت إثر التطورات الأخيرة في سوريا واحتمالات التدخل العسكري لمعاقبة النظام السوري».
وفي الإطار نفسه، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس، من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في حالة غياب رد فعل دولي على الهجوم الكيماوي. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف «إذا استمر الاتجاه نفسه.. ولم يصدر رد فعل دولي، فإننا نخشى من أن تستقبل الدول المجاورة أعدادا أكبر من اللاجئين».
إلى ذلك، قال علي أونيك، الصحافي التركي في صحيفة «صول» المعارضة، إن المعارضة داخل وخارج البرلمان ترفض أي تدخل في الشأن السوري سواء كان من قبل تركيا أو من قبل الدول الأجنبية، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أن حزب الشعب الجمهوري بعث برسالة إلى الإدارة الأميركية شرح فيها «النتائج التي ستترتب على أي هجوم على سوريا»، وطلب من الإدارة إيقاف أي عمليات عسكرية مخطط لها ضد سوريا. ورغم أن الحزب لم يطالب بعقد جلسة للبرلمان التركي لمناقشة المشاركة في الضربة العسكرية، بسبب وجود غالبية ساحقة مؤيدة للحكومة، فإنه بدأ حملة جمع تواقيع رافضة للحرب على سوريا». ويعتبر أونيك أن «المعارضة خارج البرلمان أكثر فعالية بعشرات المرات من المعارضة داخله والتي تتمثل في الشعب الجمهوري والحركة القومية والسلام والديمقراطية».
 
كيري: الضربة في صلب مصلحتنا القومية... والأسد سيندم إذا رد
الحياة..واشنطن - جويس كرم
رسمت جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأميركي إطار الاستعدادات الأميركية لشن ضربات عسكرية على قوات نظام الرئيس بشار الأسد في حال موافقة الكونغرس. وقدم وزير الخارجية جون كيري دفاعاً قوياً لتحرك كهذا، محذراً الأسد من انه إذا كانت لديه «الحماقة والعجرفة» للرد على الضربات الأميركية، فإنه «سيندم» على ذلك.
وأعطت الجلسة انطباعاً عن تأييد واسع في مجلس الشيوخ للتحرك، على رغم إصرار كيري على نص لا يقيّد الرئيس باراك أوباما عسكرياً، خصوصاً في حال حدوث حالات طارئة، بانتشار بري على الأرض لحماية مخزون السلاح الكيماوي.
وعلى مدى أربع ساعات، واجه كل من كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي أسئلة نواب لجنة العلاقات الخارجية حول طلب أوباما من الكونغرس الموافقة على قراره القيام بتحرك عسكري ضد النظام السوري. وعكست أكثرية آراء النواب الـ 18 في اللجنة تأييداً للتحرك، من دون منح الإدارة «شيكاً على بياض». وباستثناء النائبين راند بول وكريس ميرفي القريبين من «حزب الشاي» اليميني، ساد توجه بدعم التحرك لـ «منع تكرار استخدام السلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد أو من ايران أو كوريا الشمالية»، كما قال رئيس اللجنة بوب مانينديز.
وأضاف مانينديز: «صوتت ضد حرب العراق، إنما أدعم التحرك في سورية. لدينا مخاوف حقيقية من وقوع أسلحة كيماوية في أيدي حزب الله». ورفض كيري الرد على فرضية كهذه، مشيراً إلى أن هذا السؤال يعالج في جلسة سرية تعقد اليوم وليس في الجلسات العلنية.
أما الجمهوريون وبينهم السيناتور ماركو روبيو المتوقع ترشحه إلى الرئاسة في 2016، فلام الإدارة على تأخرها في التحرك ضد الأسد الذي وصفه بـ «المعادي لأميركا والداعم للإرهاب».
وقدم كيري دفاعاً مستميتاً عن الضربة، مشيراً إلى أن عدم تنفيذها «سيكفل تكرار الأسد لاستخدام الكيماوي». وأشار إلى أن الرئيس السوري هو «الديكتاتور الثالث في تاريخ العالم الذي استخدم الكيماوي ضد شعبه ولا يجوز منحه حصانة في ذلك»، مضيفاً أن هناك 53 دولة دانت استخدام «الكيماوي» بعد اعتداء الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق و31 دولة حمّلت الأسد مسؤولية ذلك في مقابل 34 دولة مستعدة لدعم الولايات المتحدة في أي ضربة عسكرية تنفذها.
وعن الموقف الروسي، قال كيري أن موسكو «“ليس لديها رابط أيديولوجي بالأسد بل (إن الرابط) جيوسياسي ويتعلق أيضاً ببيع الأسلحة». وأضاف أنه في محادثاته مع المسؤولين الروس «وبغض النظر عن الأدلة التي كشفناها لهم، فهم يرددون العبارة نفسها بأن المعارضة استخدمت السلاح الكيماوي». وحمّل موسكو مسؤولية عرقلة مسار الأمم المتحدة ومجلس الأمن. ووضع أي تحرك في إطار إقليمي، مشيراً إلى أن استقرار المنطقة «لا يحتمل انتشار السلاح الكيماوي». وأنه «إذا فشلنا في التحرك فسيكون لدينا أصدقاء أقل في المنطقة». ونوه بترابط كل الملفات من عملية السلام إلى مصر إلى سورية وأهمية الحفاظ على التحالفات الأميركية في المنطقة.
وفي سؤال عن عواقب الضربة وفي حال رد الأسد، قال كيري: «إذا كان الأسد بالحماقة والعجرفة للرد على رد دولي لانتهاكه شرائع دولية، فهناك الكثير من الخيارات لجعله يندم على ذلك». وأضاف: «تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو الاثنين) ولديه ثقة كبيرة بقدرته على الرد في حال ارتكب الأسد أي حماقة».
ولفت كيري إلى أن الانشقاقات في صفوف النظام ازدادت على وقع التهديدات، وأن الضربات التي «ستحجّم قوة الأسد تجعل الكثيرين يفكرون ما إذا الرهان عليه صائباً في المدى الأبعد». كما قال إنه تحدث الاثنين مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا الذي قد يزور واشنطن ويجتمع بالنواب.
وفيما أبقى كيري إطار أي عملية عسكرية محدوداً، طلب من النواب عدم تقييد يديّ أوباما في أي نص يوافق عليه الكونغرس لجهة عدم الرغبة في إشراك قوات برية على الأرض. ولفت وزير الخارجية إلى أنه قد يكون هناك حالات طارئة «في حال انفجر الوضع بالكامل (انهيار النظام) أو وقع السلاح الكيماوي في أيدي جبهة النصرة مثلاً، ونحن لا نريد إزاحة أي خيار عن الطاولة».
وشدد كيري على الرسالة التي ستوجهها الضربة لإيران و»حزب الله» اللذين يراهنان وفق الوزير على «عزلة واشنطن وصمتها»، وأكد أن التحرك هو في «صلب المصلحة القومية الأميركية».
 
بثينة شعبان تشن هجوما على الولايات المتحدة وتتهم المعارضة السورية باستخدام الكيماوي
بيروت - "الحياة"
شنت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان هجوما على الولايات المتحدة الاميركية متهمة اياها باختلاق الاكاذيب لتبرير الضربات العسكرية على سورية.
جاء ذلك بعد سعي الرئيس باراك أوباما الى تأمين الدعم في الداخل والخارج لاستخدام القوة في سورية وقوله "ان الفشل في الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية سيزيد من خطر هجمات اخرى".
وقالت شعبان، في مقابلة مع سكاي نيوز، ان "الحكومة السورية ليست مسؤولة عن اعتداءات 21 آب/ اغسطس التي ذهب ضحيتها 1400 شخصا بحسب التقديرات الاميركية، بل المسؤول عن ذلك هي المعارضة التي جاءت بالاطفال من اللاذقية الى الغوطة واستخدمت ضدهم الاسلحة الكيماوية".
ورأت شعبان ان الولايات المتحدة "تدعي انها ستستهدف في ضرباتها مراكز الاسلحة في سورية تماما كما ادعت استهداف مراكز اسلحة الدمار الشامل في العراق. فهي تستخدم الاكاذيب والادعاءات ذاتها من اجل استهداف بلدنا وشعبنا".
واضافت "هذه ليست ضربة، انما هذا عدوان ضد كل القوانين والشرائع الدولية وضد ميثاق الامم المتحدة وضد اخلاق التعامل بين الدول. وللأسف فان الغرب هو الذي يصيغ العبارات ويخفف من عدوانه كما كان العدوان على العراق وعلى افغانستان وعلى ليبيا".
وأكدت انه "عدوان غير مبرر وليس له اي دافع على الاطلاق وهو يحرض عليه من منع الحوار بين السوريين ومن منع عقد "جنيف-2" ومن منع اي حل للأزمة السورية لأنهم هم الذين بدأوها".
وقالت شعبان "اعتقد ان الشيء الذي يجب ان يحدث هو ان العالم عليه ان ينتظر لجنة التحقيق الدولية التي جاءت الى سورية وتعاونت معها الحكومة بشكل ممتاز وذلك باعتراف اللجنة. ومن الغريب جدا ان تأتي اللجنة وفي اليوم ذاته تبدأ العواصم الغربية وواشنطن باتهام الحكومة السورية من دون اي دليل او مستند بأنها هي التي استخدمت الاسلحة الكيماوية".
وتابعت "يأتي هذا الاتهام كحلقة في سلسلة من الاتهامات التي استمرت منذ عامين ونصف كلما أتت لجنة دولية او كلما كانت هناك مبادرة او تغيير للدستور او جهد لمحاولة حل الازمة في سورية تصاعدت الاتهامات وتصاعد العدوان. ولذلك ما نشهده اليوم من تجييش من اجل عدوان على سورية هو استمرار للعدوان الذي بدأ منذ عامين ونصف وسبّب القتل والتهجير والمآسي للشعب السوري".
 
«الجيش الحر» يتقدم في منطقة استراتيجية في حلب ومتشددون يسيطرون على حاجز قرب دمشق
لندن - «الحياة»
تقدم مقاتلو «الجيش الحر» في منطقة استراتيجية في ريف حلب شمال سورية، كانت تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد التي شنت أمس حملة عنيفة من القصف على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، في وقت سيطر مقاتلون إسلاميون متشددون على حاجز للقوات النظامية عند مدخل بلدة ذات غالبية مسيحية شمال دمشق.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلين من «جبهة النصرة» وكتيبة إسلامية أخرى سيطروا أمس على حاجز للقوات النظامية عند مدخل بلدة معلولا اثر هجوم أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية. وأوضح المرصد أن الهجوم بدأ «بتفجير مقاتل من جبهة النصرة يقود عربة صغيرة نفسه عند الحاجز، لتندلع بعد ذلك اشتباكات بين المقاتلين وعناصر القوات النظامية». وأشار إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على الأقل على الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه. وأظهر شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني مقاتلين يتحدثون عبر أجهزة لاسلكية عند الحاجز، كما ظهرت جثث لأفراد يرتدون ملابس عسكرية.
وقالت إحدى سكان البلدة في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «عناصر جبهة النصرة قصفوا البلدة باستخدام قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية». وأضافت هذه السيدة التي رفضت كشف اسمها: «هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هجمات مماثلة».
وفي شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في جبل الأربعين قرب مدينة أريحا التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها أول من أمس، في حين ألقت قوات النظام ثمانية براميل متفجرة على مناطق في بلدة سراقب المجاورة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن القصف طاول عدداً من قرى جبل الزاوية.
وفي شمال شرقي البلاد، سيطرت «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، على قرى خويتلة وخدعان ومشيرفة التابعة لبلدة تل كوجر في الحسكة، عقب اشتباكات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة»، في حين استهدف مقاتلون أكراد بالأسلحة الثقيلة مقرات لمتشددين في قرى كرهوك وكري فاتي واليوسفية وتل حجر.
وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة قصفوا مواقع لقوات النظام في مستشفى الدويرينة ريف حلب شمالاً، حيث تتمركز دبابات وأسلحة ثقيلة. وأفاد موقع «زمان الوصل» أن مقاتلي «الجيش الحر» أحكموا السيطرة على عدد كبير من الكتل السكنية في منطقة معرة الأرتيق بعد تقدمهم اول من امس في ضهرة عبد ربه الاستراتيجية والقريبة من مقر المخابرات الجوية في حلب. وأشار الموقع إلى أن اتصالات تجري للإعداد لصفقة تبادل بين الثوار وقوات النظام، بعد تمكّن الثوار من أسر عدد كبير من قوات الأسد في معركة خان العسل الأخيرة.
وفي غرب البلاد، تعرضت مناطق في بلدة سلمى وطريق آرا لقصف من القوات النظامية ترافق مع استهداف الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية مراكز القوات النظامية في جبل دورين ومنطقة استربة ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفها.
وفي جنوب البلاد، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت بالهاون مناطق في مدينة دوما في وقت استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف الهاون مراكز للقوات النظامية في الغوطة الغربية ووردت أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. وسقطت قذائف هاون على محيط صالة الفيحاء الرياضية في دمشق وقذيفتان عند مدخل نفق الفيحاء ما أدى إلى مقتل لاعب المنتخب الوطني للتايكوندو وسقوط عدد من الجرحى.
إلى ذلك، أفاد مصدر طبي أردني أن أحد مستشفيات محافظة المفرق في شمال البلاد استقبل 12 سورية مصابين بطلقات نارية ومعظمهم في حال حرجة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن مدير مستشفى الرويشد الحكومي الطبيب موسى أبو عاقولة قوله إن «قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الرويشد استقبل 12 مصاباً سورياً بطلقات نارية داخل الأراضي السورية»، مضيفاً أن «الأجهزة الأمنية المختصة أخلت المصابين في أعقاب دخولهم الحدود إلى المستشفى».
وأوضح أبوعاقولة أنه «تم تقديم الإسعافات الطبية اللازمة لهم ومعظمهم في حال حرجة ما استدعى تحويل ثلاثة منهم إلى مستشفى البشير (في عمان) ومثلهم إلى مستشفى المفرق الحكومي (70 كلم شمال) لعلاجهم جراء إصابتهم البليغة فيما تم إدخال ستة من المصابين إلى المستشفى لمراقبتهم».
 
منظمة غير حكومية: سورية استخدمت بكثافة أسلحة انشطارية
جنيف - أ ف ب
أفاد تقرير أصدره أمس «التحالف حول الأسلحة الانشطارية» الذي يضم 350 منظمة من المجتمع المدني في أكثر من 90 بلداً، بأن الحكومة السورية تعمد إلى «استخدام كثيف» للأسلحة الانشطارية منذ منتصف 2012.
ويقدم التقرير نظرة شاملة لتطبيق معاهدة حظر الأسلحة الانشطارية التي أقرت في 2008 ودخلت حيز التنفيذ في 2010.
وذكر الخبراء أن تقرير 2013 «يتحدث بالتفصيل عن الاستخدام الكثيف للأسلحة الانشطارية من الحكومة السورية في النصف الثاني من 2012 والنصف الأول من عام 2013».
وأضاف الخبراء أن استخدام سورية التي لم توقع المعاهدة المتعلقة بالأسلحة الانشطارية، كميات كبيرة من هذه الأسلحة، أسفر عن «سقوط عدد كبير من الضحايا»، أي 165 على الأقل من 190 ضحية تم التعرف إليها.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن «من المحتمل» أن تكون أسلحة انشطارية مصرية وروسية استخدمتها سورية قد نقلت إليها في السابق وليس خلال النزاع الجاري.
وأكدت ماري ويرهام من منظمة «هيومان رايتس ووتش» غير الحكومية التي شاركت في كتابة التقرير، أن «الاستخدام الكثيف للأسلحة الانشطارية من قبل سورية تسبب في سقوط ضحايا مدنيين».
وفي 31 تموز (يوليو) 2013، وقعت 112 دولة بالإجمال أو انضمت إلى المعاهدة حول الأسلحة الانشطارية التي تحظر استخدام وإنتاج هذه الأسلحة وتخزينها حظراً شاملاً.
ولا تزال 17 دولة في آسيا وأوروبا، خصوصاً تنتج أسلحة انشطارية أو تحتفظ بحق إنتاجها في المستقبل. ومن هذه الدول المنتجة استخدمت ثلاث فقط هذه الأسلحة وهي الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا.
ويسبق نشر تقرير 2013 الاجتماع الذي ستعقده الدول الأعضاء في المعاهدة في لوساكا في زامبيا من 9 إلى 13 أيلول (سبتمبر) الجاري.
ولدى استخدام هذه الأسلحة، تقذف حاوية (قنبلة أو قذيفة أو صاروخ) تحتوي ما يصل إلى بضع مئات من القذائف الصغيرة، وتلقى من الجو أو من الأرض (مدفع أو قاذفة صواريخ أو مركبات عسكرية)، القنابل الانشطارية التي تنتشر على نطاق واسع وتنفجر مبدئياً لدى اصطدامها بأجسام أخرى. لكن عدداً منها لا ينفجر عند الاصطدام الأول ويتحول في الواقع ألغاماً مضادة للأفراد يكون معظم ضحاياها من المدنيين.
 
أوباما يحشد وبوتين «يناور» ... وفرنسا لرد حازم
لندن، بيروت، موسكو، نيويورك - «الحياة»، ا ف ب، رويترز
مع اتساع التأييد في الكونغرس لتفويضه بتوجيه ضربة عسكرية إلى قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة لحشد دعم دولي لقراره، وصرح في استوكهولم أن المجتمع الدولي لا يمكنه البقاء صامتاً أمام «همجية» النظام السوري، محملاً الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي على الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق.
وفيما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل مرنة عن احتمال قبول بلاده إصدار قرار في مجلس الأمن إذا توافرت «أدلة» على استخدام الأسد «الكيماوي»، فُسرت على أنها ترمي إلى إنجاح قمة العشرين في سانت بطرسبورغ اليوم وغداً، دعا رئيس الحكومة الفرنسي جان مارك إيرولت النواب إلى التوحد خلف الرئيس فرنسوا هولاند بحيث يكون الرد في سورية «حازماً ومتوازناً».
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت في استوكهولم: «ناقشنا بالطبع العنف الرهيب الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري بما في ذلك الهجمات المروعة بالأسلحة الكيماوية قبل أسبوعين (...) ومتفقان على أن المجتمع الدولي لا يمكنه البقاء صامتاً في مواجهة همجية من هذا القبيل، وعلى أن التقاعس عن الرد على هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة احتمال وقوع المزيد من الهجمات واحتمال أن تستخدم دول أخرى هذه الأسلحة أيضاً».
وأكد أن «صدقية» المجتمع الدولي على المحك، وأن «العالم أجمع» هو الذي وضع «الخطوط الحمر» عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وتابع: «ليست صدقيتي هي التي على المحك بل صدقية المجتمع الدولي وصدقية الولايات المتحدة والكونغرس».
وكان زعماء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي توصلوا إلى اتفاق على مسوّدة قرار بتفويض الرئيس استخدام القوة العسكرية في سورية أقل كثيراً مما طلبه أوباما، الأمر الذي مهد الطريق إلى إجراء تصويت على النص. ويضع مشروع القرار حداً زمنياً من 60 يوماً للعمل العسكري الأميركي في سورية مع جواز تمديده لمرة واحدة 30 يوماً وبشروط محددة. ويمنع التفويض إرسال قوات برية إلى سورية.
وتواصلت امس نقاشات الكونغرس الأميركي حول سورية مع استعداد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للتصويت على مشروع القرار. وقال وزير الدفاع تشاك هاغل أمس للنواب: «لا يمكن المجازفة بوقوع السلاح اليكماوي في ايدي حزب الله الذي يقاتل اليوم في سورية»، فيما أكدت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أنها «على ثقة» بأن الكونغرس سيوافق على مشروع قرار الضربة. واشار وزير الخارجية جون كيري الى أن الضربة ستكون «درسا للأسد بأنه لا يمكنه استخدام القتل والكيماوي للخروج من مأزقه». وعكست جلسة مجلس النواب تشكيك الكثير من أعضائه بجدوى الضربة، رغم انضمام وجوه مرموقة على مستوى القيادة لتأييدها.
وسئل الرئيس الأميركي عن الخلافات مع الرئيس الروسي فأجاب: «هل لا أزال آمل بأن يغير بوتين رأيه حول بعض هذه الأمور؟ نعم، لا يزال لدي أمل. وسأواصل الكلام معه لأنني أعتقد أن عملاً دولياً سيكون أكثر فاعلية» في حال تعاون موسكو. وتابع «آمل دائماً في أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفاً مختلفاً تجاه هذه المسائل».
وفي هذا المجال، لمح بوتين أمس إلى أن موسكو يمكن أن توافق على ضربات عسكرية ضد النظام السوري إذا قدم الغرب أدلة «مقنعة» تثبت استخدامه أسلحة كيماوية، لكنه حذر من أن اللجوء إلى القوة من دون تفويض من مجلس الأمن سيعتبر «عدواناً». وفسر مراقبون هذه اللهجة المعتدلة برغبته في إنجاح قمة العشرين. وقال بوتين إن على الغرب أن يقدم أدلة قاطعة على ظروف الهجوم الذي يحمل بعض المسؤولين الروس مسؤوليته للمعارضة السورية. وأضاف: «إذا كان هناك إثبات على استخدام أسلحة كيماوية ومن قبل الجيش النظامي، فيجب تقديم هذا الدليل إلى مجلس الأمن ويجب أن يكون مقنعاً».
واتهم بوتين وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ «الكذب» على الكونغرس بشأن دور تنظيم «القاعدة» في الصراع في سورية، في إطار سعيه للحصول على موافقته على تحرك عسكري ضد سورية.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية مساء أمس بياناً يؤكد أن «نتائج تحاليل الخبراء الروس تظهر أن السلاح المستخدم في الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق مماثل لأسلحة صنعتها جماعة معارضة».
وفي باريس، دعا رئيس الحكومة الفرنسي النواب إلى التوحد في مواجهة خطورة التهديد الناجم عن الوضع في سورية، والذي «يرغمنا على التحرك في عمل جماعي ينبغي أن يكون حازماً ومتوازناً» تجنباً لسقوط سورية والمنطقة في الفوضى وتجنباً لإفلات نظام الأسد من العقاب على استخدامه الكثيف للسلاح الكيماوي.
واستعرض إيرولت في كلمة ألقاها في مستهل جلسة المناقشة البرلمانية للوضع في سورية الأدلة المتوافرة لدى السلطات الفرنسية، ومنها وثائق وعينات وأشرطة فيديو توكد أن ضحايا مجزرة الغوطة ماتوا «موتاً صامتاً جراء استخدام الغاز السام».
وتابع رئيس الوزراء الفرنسي أن النظام السوري «يتحمل المسؤولية كاملة عما حصل» وان ما من مجموعة معارضة يمكن أن يكون لديها هذه الكمية من السلاح الكيماوي أو التقنية اللازمة لاستخدامها، وأن هذه القناعة الفرنسية يتقاسمها العديد من الدول الأوروبية.
ورأى إيرولت الذي يسعى إلى إقناع النواب الفرنسيين وأيضاً الرأي العام بضرورة التدخل في سورية أن عدم التدخل يعرض «سورية والمنطقة لخطر الفوضى وتقويض السلام، كما يهدد أمننا».
وكانت مواقف متباينة من العمل العسكري في سورية برزت في أوساط اليسار الحاكم والمعارضة اليمينية في حين أن 64 في المائة من الفرنسيين يعارضون التدخل وغير مقتنعين بجدواه.
وتابع إيرولت في كلمته التي لم يقدم في إطارها أي عناصر جديدة بل أعاد تأكيد الخطوط العريضة التي كان هولاند تحدث عنها أول من أمس أنه «من غير الوارد إرسال قوات على الأرض ولا قلب النظام، علماً بأننا نأمل في رحيل الأسد في إطار حل سياسي ستواصل فرنسا العمل لأجله».
ولفت إلى أن فرنسا ماضية في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة وأوروبا ودول المنطقة وخصوصاً الجامعة العربية لحشد أكبر ائتلاف ممكن، وأن قمة الدول العشرين التي تبدأ اليوم في روسيا مناسبة للتقدم على هذا الصعيد. وأشار إلى أن «القرار النهائي لن يتخذ» من قبل هولاند إلا بعد إنشاء التحالف، وأن «الحياد غير ممكن في مواجهة البربرية».
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق، إن «روسيا لم تغير موقفها الصديق من سورية» وإنه «من المخجل أن الرئيس الفرنسي (...) يقول إذا وافق الكونغرس الأميركي سأحارب، وإن لم يوافق فلن أحارب»، لأن ذلك يعطي انطباعاً «وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية». وأشار إلى أن النظام «لن يغير موقفه حتى لو اندلعت حرب عالمية ثالثة».
وفي طهران، أكد قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، أن بلاده «ستدعم سورية حتى النهاية»، في وقت أكد بعض أعضاء مجلس الشورى الإيراني أن طهران لن تدخل الحرب مباشرة إلى جانب سورية وإن كانت ستواصل دعمها كما فعلت منذ بداية الأزمة.
إلى ذلك، نفى التلفزيون الحكومي السوري فرار وزير الدفاع السابق علي حبيب إلى تركيا، بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض كمال لبواني خبراً يفيد بذلك.
وفي نيويورك، أكدت رئيسة قسم نزع الأسلحة في الأمم المتحدة أنجلا كاين أن لجنة التحقيق الدولية في استخدام أسلحة كيماوية في سورية «جمعت أدلة طازجة وذات صدقية ويعتد بها»، أثناء تحقيقاتها في مناطق الغوطة قرب دمشق. ونقل ديبلوماسيون عن كاين ان «التحقيق سيستغرق نحو أسبوعين أو ثلاثة وأنه يتم في أربعة مختبرات أوروبية في دول ليست أعضاء في مجلس الأمن». واوضحت كاين «أن لجنة التحقيق وصلت الى مواقع الغوطة في وقت مبكر واستطاعت العودة بأدلة وعينات طازجة ويعتد بها في التحقيق».
الى ذلك، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، بصفته رئيس «لجنة الحكماء»، «كل الدول الى انتظار صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية ومداولات مجلس الأمن قبل إصدار أي استنتاجات أو اتخاذ قرارات» في شأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,083,980

عدد الزوار: 7,014,710

المتواجدون الآن: 84