أخبار لبنان..الجنوب ينجو من «اندلاع الحرب»..وكولونا تنقل رسالة تحذير من تل أبيب..كولونا خائبة من استهتار السلطة بخطورة تهديدات إسرائيل..خيال فرنسي – إسرائيلي حول لبنان: ليخترْ حزب الله بين الصفقة السياسية، والحرب المدمّرة..الحزب..«بنك أهدافنا سيكون على امتداد الخريطة الإسرائيلية»..إسرائيل تهدّد «حزب الله» بتدمير مراكزه ومستودعات ترسانته على امتداد خريطة لبنان..الاستقرار جنوباً مقابل تجاهل سلاح الميليشيات..قائد «اليونيفيل» يؤكد أن الوضع «متوتر» و«خطير» في جنوب لبنان..إسرائيل تريد إبعاد «حزب الله» لمسافة 6 أميال من الحدود لإنهاء التوتر مع لبنان..تعيين رئيس الأركان رهنٌ بلقاءات «التقدمي» بـ«المردة»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 كانون الأول 2023 - 5:30 ص    عدد الزيارات 349    القسم محلية

        


الجنوب ينجو من «اندلاع الحرب»..وكولونا تنقل رسالة تحذير من تل أبيب..

بلبلة مالية عشية مجلس الوزراء.. ورئيس الأركان يغيب عن الجلسة..

اللواء..كاد الوضع في لبنان ينزلق، بدءاً من التطورات العسكرية في الجنوب الى «خطر توسع الحرب» بتعبير وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بعدأن اقدمت مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف نقطة قريبة جداً من ساحة بلدة «عيتا الشعب» حيث كان حزب الله يشيع الشهيد حسن سرور. وفي تطور نوعي في المواجهة، استهدفت مدفعية المقاومة الاسلامية منصات القبة الحديدة في محيط مستعمرة «كابري» التي تقع شرقي مستعمرة «نهاريا» قرب الساحل الفلسطيني، وذلك رداً على استهداف مراسيم تشييع الشهيد سرور. واعاد حزب الله التأكيد ان اي مسّ بالمدنيين سيقابل بالمثل من قبل المقاومة، واستهداف الحزب كريات شمونة بمجموعة من الصواريخ التي كشف الجيش الاسرائيلي عن انفجارها. وسط ذلك، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا لم تخرج عن القلق الذي تبديه بلادها حول الوضع في الجنوب ومن هنا كررت تحذيرها بشأن توسيع رقعة التوتر وخرق القرار ١٧٠١، وبالتالي ما من مبادرة بمعنى المبادرة لوقف التوتر إنما تذكير بأن تفاقم الأوضاع قد يجر إلى حرب، لافتة إلى أن زيارة الوزيرة الفرنسي تسبق سلسلة زيارات لمسؤولين للبحث في العنوان نفسه، ورأت أن الخشية من توسيع دائرة الحرب لم تتبدد على الإطلاق. وفي الملف الرئاسي، لم تعرض أفكار جديدة إنما برز تشديد جديد على إتمام الاستحقاق وهذا الملف هو في عهدة جان ايف لودريان. وقالت مصادر ديبلوماسية انه لم يكن متوقعا ان تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا الى لبنان أي مبادرة جديدة، او تنقل أي تحذيرات او مطالب وشروط إسرائيلية الى لبنان كما تردد ،لان زيارتها بالاساس مخصصة لتفقد افراد الكتيبه الفرنسية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، والتي لم تتمكن من زيارتها بمفرها في الجنوب بسبب تردي الأوضاع الامنية جراء الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد استعاضت عن الزيارة بمقابلة قائد قوات الامم المتحدة في مقر السفارة الفرنسية وزارت مقر اليونيفل ببيروت. واشارت المصادر إلى ان لبنان كان قد تبلغ المطالب والشروط الإسرائيلية سابقا بواسطة الجانب الاميركي كما هو معلوم، ولاسيما ما يتعلق بضرورة انسحاب عناصر حزب الله إلى عمق الاراضي اللبنانية وتنفيذ بنود القرار ١٧٠١، وكان الرد يومها بضرورة التزام الجانب الاسرائيلي ببنود القرار وضرورة التواصل مع الحزب والجانب الايراني لنقل هذه الشروط.

التحركات الدولية

في التحركات الدولية والاوروبية، حافظ الوضع المتوتر عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية على اعتباره البند رقم 1 في الاهتمامات، وهذا ما عكسته زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، باعتبار ان الاولوية اليوم للجنوب، ولأمن اسرائيل من جهة الشمال. ولم تُخفِ كولونا قلقها من اشتعال المنطقة، ونقلت عن قائد اليونيفيل قوله ان مستوى التوتر على جانبي الخط الازرق خطر جداً، مضيفة في مؤتمر صحفي عقدته في السفارة الفرنسية في ختام لقاءاتها التي شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وفي ما يشبه التحذير: حذرت المسؤولين اللبنانيين من انه اذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً. وقالت: «مرَّرنا رسائل إلى حزب الله بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل»، كاشفة عن «أنني لم أتكلم مع الحزب خلال زيارتي هذه». كما لفتت إلى أن «علاقتنا مع حزب الله قائمة، ولكن ما حصل في 7 تشرين الأول نرفضه وفي هذا الإطار نتضامن مع الشعب الاسرائيلي في مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه نطالب اسرائيل بحماية المدنيين». واعتبرت أن «على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك أعني انتخاب رئيس للجمهورية». ورأت أن «التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون يعتبر قرارا جيدا، ولكن هذا لا يكفي»، مشددة على أنه «يجب تطبيق القرار 1701 وتفادي التصعيد». وكانت كولونا وصلت الى بيروت من اسرائيل بعد ظهر امس في زيارة هي الثانية منذ اندلاع حرب اسرائيل على غزة، وزارت على الفور عين التينة، والتقت الرئيس بري، داعية الى طرح افكار لتطبيق القرار 1701، معتبرة ان انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مرجعاً للحوار.. وافادت مصادر بري بأن كولونا لم تطرح تراجع «حزب الله» باتجاه شمال الليطاني بل الحديث كان عن القرار 1701، وهي لم تطرح افكاراً لهذه الناحية، وسمعت من برّي أنّ المسؤول عن خرق القرار هي إسرائيل. والمواضيع نفسها بحثتها كولونا في السراي الكبير حيث اجتمعت الى الرئيس ميقاتي، الذي شدد على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وفي قصر الصنوبر استقبلت وزيرة الخارجية الفرنسية قائد «اليونيفيل» آرو لدو لاثارو، الذي اوضح الوضع الجنوبي على خارطة كانت بحوزته، ونقل اليها ان وضع جنوب لبنان بعد حرب غزة، خطير جداً، والوضع متوتر، وصعب وخطير. وأوضح أن «اليونيفيل تسعى للحفاظ على الوضع القائم وخصوصا لعب دور وساطة بين الطرفين لتجنب اخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سببا آخر للتصعيد». وكشف عن أن «حزب الله يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني»، مضيفًا: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعا لتبادل النيران». من جانبه، تراجع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن تهديداته، وقال بعد لقاء وزير الدفاع الاميركي لويد جورج: نسعى للسبل «الدبلوماسية التي تضمن ان حزب الله لا يهدد الاسرائيليين، ولا نبحث عن حروب جديدة». واشارت الخارجية الاميركية انه لا يزال من اولويات الادارة الاميركية ضمان ألّا يتوسع الصراع في غزة الى لبنان.

مجلس الوزراء

ويعود مجلس الوزراء للاجتماع اليوم للنظر في جدول اعمال مثقل ببعض البنود الادارية والمالية، فضلاً عن احتمال التطرق الى تعيين رئيس للاركان وباقي اعضاء المجلس العسكري. ونفت مصادر وزارية تبلغ اي من الوزراء امكانية طرح تعيين رئيس لاركان الجيش في جلسة مجلس الوزراء اليوم، واستبعدت طرح هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال، لان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ليس بوارد القيام بمثل هذه الخطوة، تفاديا لأي تداعيات سلبية محتملة من قبل رافضي التعيين واثارة الحساسيات والعصبيات من قبل البعض، ولأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ليس متحمساً لتعيين رئيس للاركان بغياب رئيس للجمهورية، وفي ظل الانقسام السياسي القائم حاليا، وبعد التمديد لقائد الجيش لم يعد هناك تخوف من حدوث فراغ بالقيادة. وعشية الجلسة ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً لـ«اللجنة الوزارية المكلفة بحث تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام»، بمشاركة وفد من العسكريين المتقاعدين. وحذر المجلس التنفيذي لمتقاعدي القطاع العام من المس بحقوق المتقاعدين المدنيين والعسكريين، مهدداً بالنزول الى الشارع والاعتصام في الساحات. وشدد على:

1-تطبيق المرسومين الاشتراعيين رقم 47 (نظام التقاعد) ولا سيّما المادّة 60 التي تعطي المتقاعد 85% من راتب مثيله في الخدمة الفعليّة، ورقم  102 ( قانون الدفاع الوطنيّ) ولا سيّما المادّة 79.

2-مبدأ التماثل في العطاءات بين المتقاعدين ونظرائهم في الخدمة الفعليّة، كلّ في فئته ورتبته ودرجته، حفاظاً على مبدأي العدالة والمساواة».

واعلن تجمع «العسكريين المتقاعدين» انه سينفذ اعتصاماً عند السابعة من صباح اليوم امام السراي الكبير، تزامناً مع جلسة مجلس الوزراء التي تبدأ عند التاسعة والنصف، بهدف الضغط على الحكومة لتعليق اصدار مراسيم بدل الانتاجية والتعويض المؤقت لحين التوافق على خارطة طريق يقبل بها المتقاعدون في القطع العام.

مالياً، احدثت المعلومات عن اتجاه مصرف لبنان الى رفع دولار صيرفة الى 89500 ل.ل. بلبلة لدى اوساط الخبراء والمصرفيين. وحسب ما اتضح فإن الخطوة قيد الدرس، وهي متزامنة مع زيادة على الرواتب للعاملين في القطاع العام، اكثر من 3 اضعاف الرواتب الحالية، الامر الذي يحتاج الى ما لا يقل عن 8000 مليار ليرة لبنانية، اي بزيادة ملياري ليرة عن الرواتب الحالية، حسب الخبير الاقتصادي محمود الجباعي.

اعتمادات الفيول العراقي

كهربائياً، ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً حضره الوزيران يوسف خليل ووليد فياض وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي، لبحث الوضع المالي لقطاع الكهرباء. واعلن الوزير فياض بعد الاجتماع: «عالجنا موضوع قيمة الاعتماد المستندي المطلوب لتنفيذ العقد الثالث مع العراق في سنته الثالثة وهو مليون ونصف مليون طن سنويا، ومبلغ الاعتماد المطلوب هو 700 مليون دولار، وهناك تعديل يجب أن يتم للوصول الى هذا المبلغ، وهذا أمر ضروري لنتمكن من توريد شحنات الفيول الموجودة في العراق الى لبنان. أما الموضوع الثاني فيتعلق بالمبالغ المستحقة والالية التي ستعتمد مع المالية لوضع الأموال في الحساب العراقي، واتفقنا على صيغة لتغطية المبالغ المستحقة للشحنات السابقة وهذا مهم لتكون العلاقة مستقيمة بالنسبة لتنفيذ الاتفاقية مع العراق».

الوضع الميداني

وفي خطوة بالغة سوء التقدير، وترفع من حجم الاستفزازات الاسرائيلية، تجرأ العدو امس على استهداف موكب تشييع في بلدة عيتا الشعب لأحد شهداء المقاومة في محاولة لترهيب المشيعين الا ان انهم استمروا في المراسم ولم يبالوا لا بالقذائف ولا بالمسيَّرات. وتعرضت صباحاً، أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع مصدره مرابض الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية. كما طالت القذائف الاسرائيلية الضهيرة وعلما الشعب واستهدف القصف المدفعي المنازل في بلدة الجبين. وطال القصف المدفعي المباشر اطراف عيتا الشعب والجبين والضهيرة،  كما استهدف منطقة اللبونة، الطباسين واطراف الناقورة. ورد حزب الله «باستهداف تجمع لجنود وآليات العدو في محيط موقع الحمرا بالأسلحة المناسبة». ايضا قال حزب الله: إستهدفنا منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققنا فيهما إصابات دقيقة. كما إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الثانية بعد ظهر امس منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققوا فيهما إصابات دقيقة.

غالانت لم ينفِ "خطط الغزو" ونظيره الأميركي ينبّه "حزب الله"

كولونا خائبة من استهتار السلطة بخطورة تهديدات إسرائيل

نداء الوطن...ما سمعته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها السريعة بيروت أمس، بدا مخيّباً للآمال. فهي جاءت مباشرة من إسرائيل لتنقل ما سمعته من المسؤولين هناك عما يعتزمون القيام به حرباً إذا لم يتحقق سلماً، كي يفرضوا انسحاب «حزب الله» عسكرياً من جنوب الليطاني. لكن، بحسب ما نقل من عين التينة والسراي، تبيّن أنّ الموقف الرسمي ما زال عملياً في وادٍ آخر. وذكرت أوساط واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن»، أنّ كولونا بدت شديدة الاهتمام بلبنان في محادثاتها في بيروت، مبدية كل الحرص على أمنه وسلامته، خصوصاً أنّ فرنسا ستتولى الشهر المقبل الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. ويخشى مصدر ديبلوماسي فرنسي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «يقلل لبنان من شأن تصميم إسرائيل على حماية حدودها بعد الصدمة التي أثارتها الهجمات الدامية التي نفّذتها «حماس» في الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول الماضي». في المقابل، ذكرت معلومات مصدرها الجانب اللبناني الرسمي في المحادثات مع كولونا أنه جرى طرح اقتراح معاودة اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية في الناقورة، والبحث في النقاط الست الباقية من النقاط المتنازع عليها، ووقف الخروق المتبادلة. وأضافت هذه المعلومات أنّ كولونا «لم تطرح انسحاب «حزب الله» إلى شمال الليطاني»، لكنها أشارت الى أنها «نقلت التهديدات الإسرائيلية الجدية من دون تبنّيها». وألمحت كولونا الى «أنّ مطلع العام الجديد سيشهد تفعيلاً لملف الرئاسة من قبل اللجنة الخماسية». في موازاة ذلك، اطّلعت كولونا من قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان»اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو ساينز، على معطياته التي تشير الى أنّ أوضاع الجبهة الجنوبية «متوترة» و»خطرة». واستعان قائد «اليونيفيل» بالخريطة ليعرض هذه المعطيات، وكان أحضرها من الناقورة الى قصر الصنوبر في بيروت، بعدما ألغي الاجتماع الذي كان مقرراً في الجنوب، وذلك «لأسباب أمنية». و»الأسباب الأمنية» ذاتها، فرضت على كولونا عدم زيارة أفراد الكتيبة الفرنسية في الناقورة، والتي يقدر عددها بحوالى 700 عنصر، واكتفت بلقاء أفراد منها في قصر الصنوبر. وقالت كولونا إنها سمعت من الجنود مثلما سمعت من الجنرال ساينز أنّ الوضع على جانبي الخط الأزرق «خطر جداً». وأشارت الى أنّ «لبنان في وضع ضعيف جداً». وأشادت بالتمديد لقائد الجيش، واعتبرت أنّ «الأمر مفيد جداً ومهم للاستقرار في لبنان، ولكن هذا لا يكفي»، وناشدت «كل المسؤولين التحلي بالمسؤولية لانتخاب رئيس للجمهورية». على صعيد متصل، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من تل ابيب «حزب الله « إلى تجنّب توسيع النزاع مع إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت: «ندعو «حزب الله» إلى الحرص على عدم ممارسة أي أفعال من شأنها إشعال نزاع أوسع نطاقاً». وأضاف: «أوضحنا أننا لا نريد أن يتوسّع نطاق هذا النزاع إلى حرب أكبر أو إلى حرب إقليمية» . أما غالانت، ولدى سؤاله عمّا إذا كانت إسرائيل تخطّط لعملية برية في الشمال، قال إنّ «الديبلوماسية هي السبيل المفضّل»، لكنه أضاف: «نحن نهيّئ أنفسنا لأي وضعية». وبدا كلام وزير الدفاع الاسرائيلي حول «عملية برية» بمثابة تعليق على ما أوردته صحيفة «التايمز» البريطانية عن «خطط لغزو جنوب لبنان»، وضعها الجيش الإسرائيلي. ووفقاً للصحيفة، فإنّ الجيش الإسرائيلي «يريد دفع قوات «حزب الله» في جنوب لبنان شمالاً إلى نهر الليطاني، وهو خط ذو أهمية رمزية لكلا الجانبين». وقال ضابط إسرائيلي كبير للصحيفة: «العقيدة الإسرائيلية هي نقل الحرب إلى الجانب الآخر. وسيتخذ مجلس الوزراء العسكري الإسرائيلي الطارئ القرار النهائي في شأن إرسال قوات برية عبر الحدود. ولا يمكن العودة إلى الوضع ما قبل 7 تشرين الأول»، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قوله «إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وافق على خطط، وحدّد جداول زمنية للاستعداد».

جبران باسيل: جلسة الحكومة اليوم «اختبار جديد» لرافضي التمديد... وسنطعن فيه حكماً

الاخبار..وفيق قانصوه .. جوزف عون مرشح مشروع ضرب لبنان.. لا تعيينات عسكرية بعد رفض تعيين قائد جيش بالوكالة

أكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، الجمعة الماضي، ليس وراءنا بعد، مشيراً إلى أن جلسة الحكومة المقررة اليوم «اختبار جديد وأخير لرفض خرق الدستور». وأشار إلى أن الحكومة يفترض أن تصدر قانون التمديد لعون وتنشره، «ومن كانوا يرفضون التمديد ويرفضون عقد جلسة لمجلس الوزراء للتمديد، لا يمكن أن يصدر القانون من دون توقيعهم عليه». وأوضح أنه «في غياب رئيس الجمهورية، يحلّ مجلس الوزراء محله في ردّ القوانين أو إصدارها ونشرها. نحن رأيُنا معروف بأن شخص الرئيس لا يتجزأ، وبالتالي يجب أن تكون هناك تواقيع للوزراء الـ 24 تحلّ جميعها معاً محل توقيع الرئيس. ولكن، حتى لو سلمنا جدلاً بحسابات الحكومة الحالية، وهي حسابات لا دستورية ولا شرعية، فإنهم يحتاجون الى تواقيع عدد معين من الوزراء لاصدار القانون. لذلك، اليوم يتبيّن من يوافق على التمديد ومن لا يوافق». واعتبر باسيل أن التمديد لقائد الجيش «أسقط الأقنعة، وأظهر الوجوه الحقيقية، وكشف أن جوزف عون هو مرشح الغرب ومن يخضعون لإرادة الغرب في الداخل، وبالتالي، لا يمكن لأي كان أن يدّعي بعد اليوم أن قائد الجيش مرشح توافق أو موضع اجماع. بل بات واضحاً أنه مرشح فريق، وأن التمديد له هو لاستعمال موقع قيادة الجيش للوصول إلى الرئاسة. يريدون له الاحتفاظ بالموقع لأن الموقع هو ما يعطيه الحيثية الرئاسية، وإلا لماذا لا يستمر بترشيحه من خارج قيادة الجيش، وإن كان في كل الأحوال يحتاج الى عامين قبل أن يحقّ له الترشح وفق الدستور»، نافياً أن تكون الأصوات التي نالها عون في التمديد «بوانتاج» رئاسياً، كما نفى أن يكون الأميركيون هدّدوا بوقف المساعدات عن الجيش في حال لم يُمدَّد لعون، «والجميع يعرفون أن الأميركيين قالوا انهم سيتعاملون مع أي قائد على رأس المؤسسة العسكرية. بالطبع هم يؤيدون التمديد له كما يؤيدون انتخابه رئيساً. لكن موضوع دعم الجيش بالنسبة اليهم مختلف ولا يمكن أن يفرّطوا به، أياً يكن من يعيّن على رأسه».

عون أصبح مرشح فريق والتمديد له هو لاستعمال موقع قيادة الجيش للوصول إلى الرئاسة

وقال باسيل إن «المشروع الذي يهدف إلى تفكيك الكيانات في المنطقة، والذي فتّتت العراق وسوريا وضرب لبنان، وكان وراء عدوان تموز 2006، ووراء ضربنا في 17 تشرين 2019، هو المشروع نفسه الذي يريد جوزف عون رئيساً للجمهورية، ويريد القضاء على حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، وتطبيق القرار 1701 من جهة واحدة، وإبقاء النازحين في لبنان لاستخدامهم في أغراض فتنوية». وأضاف: «جرّبوا عسكرياً في عدوان تموز 2006 وفشلوا في تحقيق أهدافهم، وجرّبوا شعبياً ومدنياً في 17 تشرين 2019 وأخفقوا. لكنهم لم يجربوا بعد الخيارين العسكري والمدني معاً، أي حرب عسكرية من الخارج مع فتنة ترافقها من الداخل. هذا ما قد نكون أمامه في حال لم تحدث تسوية كبيرة في المنطقة. واسرائيل بعد ما تعرضت له في 7 أكتوبر لا يبدو أنها ستتوقف في المدى المنظور عن استعمال القوة، وستستمر في المحاولة مع لبنان وحزب الله. عسكرياً فقط لن تنجح، وشعبياً فقط ستخفق. يبقى خيار الخلط بين الأمرين».

التعيينات العسكرية

وعن فتح معركة التعيينات العسكرية ومطالبة النائب السابق وليد جنبلاط بتعيين رئيس للأركان، قال باسيل «إننا اساساً ضد تعيينات الفئة الاولى بالاصالة في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، وقبلنا التعيين بالوكالة لأنهم رفضوا الحلول الاخرى». وأوضح: «كنا مع تعيين الاعلى رتبة على رأس المؤسسة العسكرية. وكان الخيار الثاني تعيين قائد بالانابة بتكليف من وزير الدفاع بالاتفاق مع بقية القوى السياسية، كما جرى في أجهزة أمنية أخرى. أما الخيار الثالث فكان التعيين بالوكالة، اي بمرسوم لمدة سنة.

الأميركيون لم يهدّدوا بوقف المساعدات في حال رفض التمديد ويتعاملون مع أي قائد للجيش

وهو حل قانوني بين التعيين بالأصالة وبين تولي الأعلى رتبة. ولو اعتُمد هذا الخيار، كنا بالطبع مع تعيين مجلس عسكري بالكامل لأننا طالما نعيّن بالوكالة فلماذا يقتصر الأمر على تعيين قائد للجيش». وأضاف: «لكن الآن، في ظل التمديد، وريثما يُبت في الطعن الذي سنتقدم به حكماً في حال صدر القانون، ولا أرى كيف سيزمط المجلس الدستوي في ظل الأسباب الطعن الكثيرة الموجبة للطعن، فكيف يمكن ان يعيّنوا مجلساً عسكرياً بعدما رفضوا تعيين قائد جيش؟». وتوقع رئيس التيار الوطني الحر ان تخفّ وتيرة الحرب في غزة مطلع العام المقبل مقابل اتخاذها أشكالاً أخرى، بسبب الضغط الأميركي الذي لا يتحمل أن يخوض الرئيس جو بايدن انتخابات الرئاسة في ظل الحرب التي تترك تأثيرات كبيرة على جمهور الديمقراطيين، و«أفترض أن تبدأ بالتوازي محاولات لتنشيط الملف الرئاسي. والمؤكد ان من يسعى لوصول جوزف عون إلى بعبدا سيحاول تكرار الضغط الذي مارسه للتمديد له».

خيال فرنسي – إسرائيلي حول لبنان: ليخترْ حزب الله بين الصفقة السياسية، والحرب المدمّرة

الأخبار... باريس | يبدو أن في العالم من يصرّ على رفض الوقائع، والتعامل مع الوضع في المنطقة وفق تمنيات أو تقديرات من طرف واحد. وهذا يشمل ما يجري البحث فيه بين فرنسا من جهة وبين الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا من جهة ثانية. حيث يطلب هؤلاء من باريس أن تلعب دوراً في «كبح» حزب الله ودفعه إلى وقف العمليات والانسحاب إلى ما بعد نهر الليطاني.وقالت مصادر مطّلعة، إن الاتصالات الجارية بين باريس والدول الأخرى، تجاوزت الجانب السياسي، وإن اجتماعات استخباراتية عُقدت بين مسؤولين أمنيين فرنسيين في تل أبيب، أعقبتها لقاءات مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية في إحدى دول المنطقة، وقد تركّز البحث على سبل مساعدة إسرائيل في مواجهة حزب الله، بما في ذلك الحديث عن المساعدة المطلوبة في حال قرّرت إسرائيل شنّ حرب على لبنان. وكشفت المصادر المطّلعة على النشاط الفرنسي، أن اجتماعات عدة عُقدت بين وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات بين باريس وتل أبيب، للبحث في الملف اللبناني، وأن الفرنسيين «اطّلعوا من الجانب الإسرائيلي على خطط كانوا قد أعدّوها لضرب حزب الله قبل عملية طوفان الأقصى»، وأن المسؤولين الإسرائيليين، شرحوا لنظرائهم الفرنسيين بأن إسرائيل «لم تعد قادرة على تحمل الوضع مع حزب الله، ولا تنامي قدراته القتالية والعسكرية، وأنه يقوم بأنشطة خطيرة، من بينها تدريب مقاتلين فلسطينيين في لبنان، وقد كان له دور في عمليات إطلاق صواريخ خلال الحرب في عام 2021 (سيف القدس)، وأن ما قامت به «حماس» في 7 أكتوبر يعزّز المخاوف من بقاء حزب الله على وضعه في جنوب لبنان، وأن ما يجري الآن على الحدود يُعد ضرباً للسيادة الإسرائيلية، وهو ليس مجرد عمليات عسكرية، بل هو نمط يضر بالبنية الاجتماعية وبالاقتصاد، وأنه لا يمكن تحمّل فكرة طرد عشرات الآلاف من منازلهم». وبحسب المصادر، فإن النقاش تطرّق إلى الأفكار التي يمكن العمل عليها لمعالجة «الأزمة»، وقد تحدّث الجانبان عن «إقامة منطقة عازلة وخالية من المسلحين وتمتد حتى نهر الليطاني». وقد اقترح الإسرائيليون «قيام تحالف أميركي – فرنسي – إسرائيلي لمعالجة الملف، لأن إسرائيل لا تثق بقدرة القوات الدولية على القيام بالمهمة، وهي لا تريد العمل مع الأمم المتحدة». وأضافت: «كذلك تطرّق الجانبان إلى وضع الجيش اللبناني، وأن إسرائيل تطالب فرنسا وأميركا وبقية الدول العالمية بدعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته لكي يكون قادراً على ضبط الحدود معها». كاشفة عن «اقتراح إسرائيلي، بأن يصار إلى وضع برنامج لتعزيز قدرات الجيش ونشره في الجنوب بإشراف التحالف الثلاثي بين إسرائيل وأميركا وفرنسا».

كولونا كرّرت معزوفة التحذير من التصعيد وضرورة تطبيق القرار 1701

وتحدّثت المصادر عن أن الفرنسيين أشاروا على الجانب الإسرائيلي بأن الأفكار «لا تبدو واقعية»، وأنه «يجب العمل على توفير عناصر صفقة كبرى، من خلال مشروع يؤمّن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا أو معالجة وضع النقاط الـ13 المتنازع عليها». وبحسب المصادر فإن باريس تعتقد بأن حزب الله في وضع «يمكن الرهان فيه على عقد صفقة معه، وأنه في حال سمع العرض بمعالجة نقاط الخلاف الحدودية مع التهديدات، فمن الممكن إقناعه بسحب قواته إلى خلف الليطاني». وتضيف المصادر «أن أصحاب هذا التوجه في فرنسا هم الذين يعتقدون بأن الحزب يبدو أضعف مما كان يعتقد كثيرون، وقد ظهرت قدراتهم في حالة ضعف أكثر مما يتحدثون هم، وأنه في حالة الحرب، يمكنهم القيام بأمور تؤذي إسرائيل، لكن ما ستقوم به إسرائيل سيكون مهولاً وكبيراً، وأن إسرائيل قادرة على شن حرب في أكثر من جبهة، وأنها تقدر الآن على تخفيف الغارات على غزة، وأن تنقل طيران للعمل في لبنان. وحزب الله لديه حسابات تتعلق بناسه ووضعه ومكاسبه السياسية ولن يغامر بالحرب». وتقول المصادر إن الفرنسيين الذين «يأملون لعب دور في هذا المجال، يعتقدون بأن إسرائيل تريد الحرب مع حزب الله، وأنها تطلب الحل السياسي وأنها تفترض خطوات قد يصعب تنفيذها ما لم يقبل بها حزب الله، وربما يكون هذا سبباً لكي تقدم إسرائيل على شن الحرب، وأن على حزب الله أخذ هذا الأمر في الحسبان».

كولونا: تكرار المكرّر

وسط هذه الأجواء، حطّت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في بيروت قادمة من فلسطين المحتلة. والتقت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون إضافة إلى قيادة القوات الدولية في الجنوب. وقد ركّزت الجبهة الجنوبية، حيث أفيد بأنها «لم تحمِل جديداً معها، بل كرّرت النصائح التي حملتها سابقاً إلى بيروت، ومثلها مثل كل الموفدين الفرنسيين الذين زاروا لبنان منذ اندلاع الحرب على غزة». وقد تركّز بحثها حول «ضرورة وقف التصعيد في الجنوب وخفض التوتر وعدم توريط لبنان في حرب كبيرة». كما تناولت القرار 1701 «والأفكار التي يُمكن مناقشتها في هذا الإطار».

ونقل زوار الرئيس بري عنه قوله إن «العدو الإسرائيلي يتحمل مسؤولية خرق القرار».

وتزامنت زيارة كولونا، مع تسريبات نشرتها وسائل إعلامية إسرائيلية عن «الدور الذي تقوم به باريس بين بيروت وتل أبيب للتوصل إلى حلّ دبلوماسي لخفض التصعيد على الجبهة الشمالية، وأن الرئيس ماكرون، بعث في الأيام الماضية رسالة إلى لبنان تؤكد أن قواعد اللعبة التي كانت قبل 7 تشرين الأول، ليست ذات القواعد المعمول بها اليوم. نحن نوجد في واقع مختلف ويجب أن تفهموا أن الواقع تغيّر».

كولونا تدعو لبنان لاقتراح آليات تنفيذية للـ 1701 وخفْض التصعيد..

«حزب الله» يصطاد منصّتين لـ «القبة الحديد»... وإسرائيل تتوعّده

- إسرائيل تهدّد «حزب الله» بتدمير مراكزه ومستودعات ترسانته على امتداد خريطة لبنان

- الحزب..«بنك أهدافنا سيكون على امتداد الخريطة الإسرائيلية»

- عشاء غير سرّي بين عون وفرنجية... وباسيل «بين النارين»

الراي..أكدت المحادثاتُ التي أجرتْها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في بيروت أمس المؤكدَ لجهة أن القرار 1701 بات عنوانَ الاهتمامِ الدولي بالوضع اللبناني في ضوء المواجهاتِ المشتعلة على الحدود مع اسرائيل والخشية من أن تأخذ تل ابيب «بيديْها» تحقيقَ هدف درء خطر «حزب الله» عن جبهتها الشمالية وطمْأنة المستوطنين إلى أن «7 اكتوبر» ثانياً لن يتكرّر من جنوب لبنان. ومع ارتسام واقعٍ لم يَعُد بالإمكان إغفالُه لجهةِ تحويل تل ابيب «المشاغَلةَ» التي أعلنها «حزب الله» عبر جبهة الجنوب «فرصةً» لوضع مطلب تنفيذ الـ 1701 بحذافيره على الطاولة في سياق مسارٍ «هجومي دفاعي» تُراكِم بناءه على قاعدة الضغط الأعلى لإبعاد «حزب الله» إلى شمال الليطاني والأدنى لدفْعه بما بين 5 إلى 7 كيلومترات عن الحدود، يزداد الاقتناعُ بأن هذا العنوانَ صار مُلازِماً لكل الترتيبات التي يُعمل عليها لمرحلة ما بعد حرب غزة، وأن لبنان الرسمي لن يكون قادراً على «إشاحة النظر» عن مجمَل المشهدية التي انفلشتْ من فوق الخط الأزرق الذي أصبح «خطّ نارٍ» اختُرق على المقلبين واحترق معه وقْف العمليات الحربية الذي كان سارياً منذ 2006. ولاحتْ من كواليس لقاءات كولونا التي حطّت في بيروت بعد محطتيْن لها في تل ابيب ورام الله، هي التي كان يفترض أن تزور بيروت السبت ولكن «عطلاً تقنياً» على الطائرة التي كانت ستقلها بدّل برنامج جولتها، مؤشراتٌ إلى أن وضوحاً أكبر بات قائماً لدى دول الثقل في العالم وشركائها العرب المعنيين بالوضع اللبناني، حيال ربْط تطبيق الـ 1701 بما بعد انتهاء الحرب على غزة، بما يعكس واقعيةً تقوم على صعوبة تَصَوُّر طرْح منطقة عازلة جنوب الليطاني في خضمّ المواجهاتِ (في غزة والجنوب)، ومن دون أن يعني ذلك بأي حال أن ثمة حظوظاً لمثل هذا الطرح ولا أنّ اسرائيل أسقطتْ بالكامل إمكانَ إكمال إشعال فتيل الحرب وصولاً إلى لبنان وجنوبه في محاولةٍ لـ «جلْب» الجميع «على الساخن» إلى هدفها الذي لن تحيد عنه. وفيما التقت كولونا كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووفداً من قوة بلادها العاملة في «اليونيفيل»، فإن المعطيات التي توافرتْ عن اجتماعاتها أفادت أنها كررت موقف بلادها بالدعوة إلى تجنيب المنطقة أي صراع والدعوة لضبط المواجهات، وأثنت على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون (تم بقانون في البرلمان). وإذ عُلم أن رئيسة الديبلوماسية الفرنسية بحثت آفاق الأزمة الرئاسية في لبنان وإمكان تحريك الجمود المستحكم في هذا الملف منذ نحو 14 شهراً، نقل تلفزيون «lbci» عن مصادر بري «أن كولونا دعت لبنان إلى طرح أفكار لتطبيق الـ 1701 وشددت على انتخاب رئيس للجمهورية كي يكون مرجعاً للحوار في هذا الموضوع»، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن كولونا لم تطرح تَراجُع «حزب الله» إلى شمال الليطاني. وأجرتْ كولونا محادثاتها على وقع خلاصاتٍ بارزة لزيارتها تل ابيب حيث دعتْ من هناك الى «خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان»، محذرة من أنه «في حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً»، كما على وهج مواقف اسرائيلية على طريقة «العصا والجزرة»، عبّر عنها: أولاً وزير الخارجية إيلي كوهين بإعلانه انه «لا بد من إجبار حزب الله على الانسحاب من جنوب لبنان (...) وهناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد الحزب عن الحدود فسنتصرف وحدنا»، معتبراً أن بإمكان فرنسا أداء «دور مهم» لمنع اندلاع هذه الحرب، ثم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي هدّد «إذا أراد حزب الله أن يصعّد دَرَجةً، فسنصعّد خمس مرّات. نريد استعادة السلام، وسنفعل ذلك إما من خلال اتفاق، أو من خلال عمل قوي مع كل تداعياته».

الحرب النفسية والدعائية

وفي حين كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يصل إلى تل أبيب في زيارةٍ قال مسؤولون إنها من المتوقع أن تركّز على إنهاء إسرائيل في نهاية المطاف الحرب المكثفة في غزة والانتقال إلى صراع محدود ومركّز بدرجة أكبر، مضتْ اسرائيل في إحاطة محادثات كولونا في بيروت بستار من تحذيراتٍ بدت أقرب الى الحرب النفسية والدعائية التي تبلورت على أكثر من مسار:

- ما أشيع بالتواتر عن أن لبنان تلقى أخيراً تهديداتٍ عبر قنواتٍ فرنسية بلغتْ «حزب الله» ومفادها أنه ما لم يوقف تماديه في العمليات فإن تل ابيب ستعمد إلى تدمير مراكزه ومواقعه العسكرية ومستودعات ترسانته على امتداد الخريطة اللبنانية، فكان ردّ الحزب بأنه «في حال ارتكاب أي مغامرة من هذا النوع فإن بنك أهدافه سيكون على امتداد الخريطة الاسرائيلية».

- ما نقلته صحيفة «التايمز»البريطانية عن ضابط إسرائيلي بارز من أن جيشه وضع خططاً لغزو جنوب لبنان، وأن ما حدث في قطاع غزة لا يُقارن بما يمكن أن يفعله «حزب الله» في الشمال وأن «القرار بشأن إطلاق قوة برية عبر الحدود يعود لنتنياهو وحكومته الحربية».

- نشرَ معهد «ألما» الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجيّة والأمنية، مقطع فيديو نادر جداً يُظهر القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية (اغتيل في دمشق في 2008) داخل أحد الأنفاق التابعة لـ«حزب الله» في لبنان.

- ما أوردته صحيفة «معاريف» عن شبكة أنفاق «استراتيجية» تابعة لـ«حزب الله» في لبنان، متحدثة عن أن الحزب وبعد حرب 2006 أنشأ بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروع شبكة أنفاق أقليمية يبلغُ طولها عشرات الكيلومترات وتربط جنوب لبنان ببيروت والبقاع، وأنّ «تلك الأنفاق تسمح بتنقل قوات حزب الله سيراً على الأقدام من مكانٍ إلى آخر بغرض تعزيز الدفاع أو تنفيذ الهجوم بطريقة آمنة ومحمية ومخفية، وانها تتيح لعناصره التنقل عبر الدراجات النارية والمركبات الرباعية الدفع والصغيرة والمتوسطة الحجم».

وفيما كان رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد يعلن «أننا في لبنان قدمنا وبذلنا الشهداء، وقد فاق عددهم المئة شهيد حتى الآن من أجل أن نكبح جماح عدوان شيطاني تتحمل مسؤوليته بالكامل الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني»، شهدت تطورات الوضع الميداني مزيداً من الارتقاء النوعي في عمليات الحزب (نعى 3 من عناصره اول من أمس) كما في مستوى التجرؤ الاسرائيلي الذي وبعد أن طاول شمال الليطاني قبل يومين، أكمل في مسار تدميري لمنازل سكنية واستهداف أشخاص في بعضها، وكاد أن يتسبب بمجزرة خلال تشييع أحد عناصر الحزب في عيتا الشعب. وللمرة الأولى أعلن «حزب الله» أمس وفي ما بدا «رداً للتحدي» في ضوء تهديدات وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‏‏‏‏والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة ‏14:30 من بعد ظهر ‏الاثنين (امس) منصتين للقبة الحديد في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققوا فيهما إصابات دقيقة»، مع الاشارة إلى «ان الموقع المستهدف يبعد عن أقرب نقطة عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة 7 كيلومترات» كما أفاد تلفزيون «المنار». وبعدما كان الحزب أعلن قبل الظهر استهداف «تجمع لجنود وآليات العدو في محيط موقع الحمرا بالأسلحة المناسب»، حاول الجيش الاسرائيلي ترهيب مئات من المشاركين في التشييع الذي نظّمه الحزب لأحد عناصره حسن معن سرور في بلدته عيتا الشعب، فعمدت مسيَّرة الى اطلاق صاروخ موجَّه على مبنى على مسافة أقل من أربعين متراً من المشيّعين، وتسببت بأضرار في المبنى دون الافادة عن وقوع أي إصابات بين المشيعين الذين تابعوا مراسم التشييع وهم يرددون هتافات «الموت لاسرائيل». وإذ أغارت مسيّرة بصاروخ على منطقة «الكيلو 9» بين عيترون وبليدا، استهدفت المدفعية الاسرائيلية الضهيرة وعلما الشعب والمنازل في بلدة الجبين ومنطقة اللبونة، ويارون، وأطراف الناقورة وبلدات أخرى. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلة تابعة له قصفت أهدافا تمثل بنية تحتية لحزب الله، كما قصفت طائرة أخرى خليةً في لبنان حاولتْ إطلاق صاروخ مضاد للدبابات.

عشاء عون – فرنجية

في موازاة ذلك، انشغلت بيروت بما كُشف عن لقاء جمع قبل أيام قليلة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون الى عشاء هو الأول بينهما. وأشارت تقارير الى أن فرنجية لبى دعوة عون إلى عشاء تناول كل الملفات ولا سيما الانتخابات الرئاسية، الني بات كل من زعيم «المردة» وقائد الجيش المرشحيْن الأكثر جدية في السباق إليها، وسط اعتبار أوساط سياسية أن هذا اللقاء لا يمكن تحميله أبعاداً أبعد من كسر الجليد وتعزيز الروابط الشخصية، وأنه بالتأكيد فاقَم حال العداوة السياسية بين «التيار الوطني الحر»، الذي خرج خاسراً من معركة إحباط التمديد لعون، وبين كل من قائد الجيش ومعه فرنجية وكلاهما سعى النائب جبران باسيل الى شطْب حظوظهما الرئاسية من دون جدوى.

لبنان: الاستقرار جنوباً مقابل تجاهل سلاح الميليشيات

الجريدة..منير الربيع.. تحظى المواجهات المضبوطة والمدروسة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي باهتمام دولي يكاد يفوق الاهتمام الفعلي لعمليات الحوثيين، وتؤثر على الملاحة بالبحر الأحمر. ولا يمرّ يوم من دون مواقف إسرائيلية أو دولية تشير لضرورة تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701، إلى جانب التهديدات ونقل رسائل التحذير من قبل الموفدين الدوليين، في حين هناك مساران يعملان للوصول إلى اتفاق، الأول من خلال زيارات الفرنسيين إلى لبنان وإسرائيل، وآخرها وزيرة الخارجية كاترين كولونا إلى تل أبيب على أن تزور بيروت بعدها في إطار تبادل الرسائل والتحفيز على تحقيق الاستقرار. أما الثاني، فهو المسار الأميركي، الأكثر فعالية بالاستناد إلى تجربة مبعوث شؤون الطاقة آموس هوكشتاين في ملف ترسيم الحدود البحرية، ومساعيه لتطبيق القرار 1701 ولكن انطلاقاً من ترسيم الحدود البرية والانسحاب الإسرائيلي من 13 نقطة متنازع عليها، إضافة إلى إيجاد حلّ لمسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ما هو معروف أن هذا المسار سيكون بحاجة إلى وقت طويل ومفاوضات شاقة، في وقت أبلغ «حزب الله» الجميع بأن أي تفاوض لن يحصل قبل وقف الحرب على غزة. يظهر ذلك، أن الجبهة الجنوبية للبنان ستبقى مضبوطة، في ظل عدم رغبة «حزب الله» في الذهاب إلى حرب واسعة، وعدم قدرة الإسرائيليين على خوضها خصوصاً في ظل الاعتراض الأميركي على أي تصعيد. وبذلك يستمر التركيز وفق الإطار السياسي والدبلوماسي لإيجاد الحل، رغم استمرار العمليات وفق قواعد الاشتباك. وهنا لا بد من تسجيل نقطة لافتة تتعلق بتركيز القوى الدولية على تطبيق القرار 1701، وبالتالي تكريس الاستقرار جنوباً في مقابل عدم الإتيان على ذكر القرار 1559، وهو قرار دولي يشير إلى إزالة سلاح الميليشيات. بينما القرار 1701 ينص على عدم الوجود العسكري لـ «حزب الله» في جنوب نهر الليطاني، وبالأساس فإن هذا القرار لم يطبق إذ حافظ الحزب على وجوده في موازاة الحفاظ على استقرار الجبهة بين عامي 2006 و2023. في هذا السياق، تبرز مخاوف لبنانية ودولية من أن يكون ثمن إعادة العمل بموجب القرار 1701 في الجنوب، هو تحقيق «حزب الله» للمزيد من المكاسب السياسية في الداخل بناء على مفاوضات إيرانية أميركية، وبالتالي يتم إطلاق يده السياسية في الداخل. وهذا لا يمكن فصله عن الأسباب التي تدفعه إلى تجنّب الحرب، كي لا يضحي برصيد سياسي كبير عمل على مراكمته طوال السنوات الماضية وبعد حرب تموز 2006. ولذلك فإن أي حرب سيخوضها الحزب ستكون تداعياته كارثية على لبنان بفعل الدمار والانهيار الذي سيحصل، وهو ما لا يريد الحزب التضحية به ولا إيران التي تنظر إلى الحزب كدرة التاج لمشروعها أحد أبرز قواها الإقليمية وذات الأدوار المتجاوزة للحدود اللبنانية. من هنا لا بد من إلقاء النظر على ما يقوم به الحوثيون في اليمن، من خلال تهديد الملاحة، وبذلك تبقي إيران يدها عليا في الخليج، وتقول للجميع إنها وحدها القادرة على الإمساك في وضع أمن الملاحة في الخليج والبحر الأحمر، وبذلك تكون هي التي تمسك بالوضع على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ولها يد وقرار وتأثير في فلسطين والقضية ولا يمكن تجاوزها في أي حل، وصولاً إلى نشاط الحوثيين العسكري في اليمن والذي سيفرضها قوة مقررة أو مفاوضة على الطاولة في أي حلّ للمنطقة. وبناء عليه، فإن الدور الذي يؤديه الحوثيون في هذه المرحلة، يشبه إلى حد بعيد أدواراً كان «حزب الله» يؤديها سابقاً في لبنان وخارجه.

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مواقع لـ«حزب الله» بعد إطلاقه قذائف صاروخية

قائد «اليونيفيل» يؤكد أن الوضع «متوتر» و«خطير» في جنوب لبنان

القدس - بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، شن غارات على أهداف عدة تابعة لـ«حزب الله» الموالي لإيران، وذلك بعد رصد عمليات إطلاق قذائف صاروخية عدة من الأراضي اللبنانية باتجاه مناطق على الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»، إن الطائرات الإسرائيلية أغارت على أهداف عدة لـ«حزب الله»، منها «البنى التحتية الإرهابية، ونقطة لإطلاق القذائف، ومبنى عسكري». وأضاف أن القوات الإسرائيلية هاجمت في وقت سابق، الاثنين، مسلحين في منطقة تابعة لـ«حزب الله»، كما جرى رصد عمليات عدة لإطلاق القذائف الصاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه مناطق عدة على الحدود اللبنانية، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي». وأشار البيان أيضاً إلى أنه جرى تفعيل صفارات الإنذار عقب إطلاق قذائف صاروخية من لبنان، مضيفاً أن قواته ردت بقصف مصادر النيران بالمدفعية. كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، الاثنين، اعتراض هدف جوي قادم من لبنان إلى إسرائيل، مضيفاً أن صفارات الإنذار دوت جراء تناثر شظايا الجسم الذي جرى اعتراضه. وأضاف أنه رصد عدداً من عمليات إطلاق النار من لبنان باتجاه منطقة يعارا شمال إسرائيل، صباح الاثنين، وأنه نفَّذ قصفاً مدفعياً تجاه الأراضي اللبنانية، كما استهدف جنوده وطائراته خلية مسؤولة عن إطلاق قذائف مضادة للدروع في لبنان. في الوقت نفسه، قال «حزب الله» إن مقاتليه استهدفوا تجمعاً لجنود وآليات إسرائيلية في محيط موقع الحمرا «بالأسلحة المناسبة». وذكرت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» أن إسرائيل استهدفت بالقصف أطراف ميس الجبل الشمالية، وكذلك أجزاءً من عيتا الشعب والجبين والضهيرة، ومنطقة اللبونة، والطباسين، وأطراف الناقورة. وأفادت الوكالة أيضاً بتعرض الأطراف الشرقية لبلدة الناقورة ومنطقة الرويسات جنوب البلاد لقصف إسرائيلي.

«اليونيفيل» تحذِّر

من جانبه، أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الاثنين، أن الوضع في جنوب لبنان «متوتر» و«خطير» مع تصاعد التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل. وقال الجنرال أرولدو لازارو ساينز لبعض الصحافيين، قبل لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إن «الوضع الحالي كما يعرف الجميع، متوتر. إنه صعب وخطير»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وتزور كولونا الاثنين بيروت لدعوة المسؤولين اللبنانيين للتحلي بالمسؤولية، عبر ممارسة ضغط على «حزب الله» لتجنب تصعيد في المنطقة. وأوضح لازارو ساينز أن «اليونيفيل» تسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم، وخصوصاً لعب دور وساطة بين الطرفين «لتجنب أخطاء حسابية أو تفسيرات يمكن أن تكون سبباً آخر للتصعيد». وأكد أن «حزب الله» يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر، بينما تنتهك إسرائيل المجال الجوي اللبناني. وأضاف: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعاً لتبادل النيران». وأكد الترابط الوثيق بين الحرب في غزة وتصاعد التوتر في جنوب لبنان؛ حيث إن «حزب الله» يدعم حركة «حماس». كثافة النيران أيضاً مرتبطة بالوسائل المستخدمة مع تحليق طائرات ومروحيات، ما يزيد الضغط. ولم تكن «يونيفيل» بمنأى عن تصعيد التوتر. ففي 25 نوفمبر (تشرين الثاني) أصابت نيران إسرائيلية آلية دورية تابعة لـ«اليونيفيل»، وهو ما نددت به فرنسا. وتأسست القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل» بقرار مجلس الأمن في مارس (آذار) 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة. وتم تعزيز «يونيفيل» عقب الحرب المدمرة بين «حزب الله» وإسرائيل عام 2006؛ وكُلِّفت القوة البالغ عديدها نحو 10 آلاف جنديّ، مراقبة وقف النار بين الجانبين.

إسرائيل تريد إبعاد «حزب الله» لمسافة 6 أميال من الحدود لإنهاء التوتر مع لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري، يوم الاثنين، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تريد إبعاد «حزب الله» لمسافة ستة أميال عن الحدود مع لبنان كجزء من اتفاق دبلوماسي مع لبنان من أجل وضع حد للتوتر على الحدود. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أبلغا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن إسرائيل لا تقبل نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها بسبب الوضع الأمني على الحدود مع لبنان. وأكد أوستن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتفهم مخاوف إسرائيل وستضغط من أجل التوصل إلى «حل سلمي» لكنه طلب من نتنياهو وغالانت منح الدبلوماسية فرصة والامتناع عن اتخاذ أي خطوات تؤدي إلى تفاقم التوتر، على حد قول مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. ونقل «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو وغالانت قالا إن إسرائيل مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة لكنهما «شددا على الرغبة في حدوث تقدم خلال الأسابيع القليلة المقبلة»، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي. وذكر «أكسيوس» أن أموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين يعملون على التوصل لهذا الحل الدبلوماسي لكن لم يتم إحراز تقدم يُذكر. وتصاعدت وتيرة المناوشات بين إسرائيل من جهة و«حزب الله» وفصائل فلسطينية من جهة أخرى على الحدود مع لبنان تزامناً مع الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

تعيين رئيس الأركان رهنٌ بلقاءات «التقدمي» بـ«المردة»

شغور منصبه «يمنع» قائد الجيش اللبناني من السفر

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. نشطت الاتصالات لتهيئة الأجواء السياسية أمام انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة، الثلاثاء، لتفكيك الاعتراضات التي تؤخر تعيين رئيس للأركان، بناء على إلحاح قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يستحيل عليه السفر إلى الخارج، بشغور منصبه، تلبية لدعوات عربية وغربية يتطلع من خلالها إلى توفير كل أشكال الدعم للمؤسسة العسكرية في ظل الظروف العصيبة التي يمر فيها لبنان والوضع غير الاستثنائي على الجبهة الشمالية مع ارتفاع منسوب المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الاتصالات كانت استبقت تعذُّر انعقاد جلسة مجلس الوزراء الجمعة الماضي، وتأجلت إلى صباح الثلاثاء، واستمرت بوتيرة عالية في ضوء ما تأكد بأن الطريق ليست سالكة سياسياً لتعيين رئيس للأركان، وبالتالي تقرر ترحيلها إفساحاً في المجال أمام المجلس النيابي في جلسته التشريعية التي انعقدت في اليوم نفسه للتصديق على اقتراح القانون الرامي إلى رفع سن التقاعد لمدة سنة لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين يمارسون مهامهم بالأصالة، أو بالوكالة، أو بالإنابة، ويحملون رتبة عماد أو لواء. وفي هذا السياق، كشف وزير بارز، فضّل عدم ذكره، لـ«الشرق الأوسط» أن تأجيل جلسة مجلس الوزراء لم يكن بسبب قيام العسكريين المتقاعدين بإقفال بعض الطرقات المؤدية إلى مقر الرئاسة الثالثة أمام الوزراء لمنعهم من الوصول للمشاركة في الجلسة، بل لاعتبارات سياسية كانت وراء تأجيلها على خلفية وجود استحالة لتعيين رئيس للأركان بسبب معارضة عدد من الوزراء، ما حال دون تأمين نصاب الثلثين لانعقادها. ولفت الوزير البارز إلى أن من أسباب تأجيل الجلسة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ارتأى أيضاً الاستعاضة عن تأجيل تسريح العماد عون لستة أشهر بأن يترك هذه المهمة للمجلس النيابي لقطع الطريق على الطعن بقرار تسريحه أمام مجلس شورى الدولة، كونه ينطوي على مخالفة قانونية، لأن وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم يرفض التوقيع على طلب تأجيل تسريحه الذي هو من صلب صلاحياته. وأكد أن تأجيل تعيين رئيس للأركان، لم يكن فقط بسبب اعتراض رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية بذريعة أنه لا يؤيد تعيينه بغياب رئيس الجمهورية، كما قيل، وإنما أيضاً لأن البعض ارتأى التريُّث إلى ما بعد التمديد لقائد الجيش في الجلسة النيابية لقطع الطريق، ولو من باب التحسُّب، على من يحاول تطيير النصاب النيابي بذريعة أن لا عجلة في التمديد له طالما أن الحكومة بادرت إلى تعيين رئيس للأركان ينوب عنه طوال فترة الشغور في قيادة الجيش. وكشف الوزير البارز أيضاً أن الرئيس ميقاتي لم يكن متحمّساً لانعقاد مجلس الوزراء ما لم يؤد إلى التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بذريعة أنه لا يتحمل رد فعل عدد من النواب السُّنّة الذين يمكن أن يحجموا عن المشاركة في الجلسة النيابية إلا في حال تقرر في البرلمان أن يشمله التمديد. وقال إن «التيار الوطني الحر» لا علاقة له بتأجيل مجلس الوزراء، لأن رئيسه النائب جبران باسيل كان تبلّغ عشية التئام البرلمان من مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا أن ما كُتب قد كُتب، وأن التمديد لقادة الأجهزة الأمنية قد حُسم، وأن نواب الحزب سيخرجون من الجلسة لحظة انصرافها للتصديق على اقتراح القانون في هذا الخصوص. ورأى أن الحزب أكد لباسيل أنه ليس في وارد التدخُّل لتعطيل الجلسة، لأنه لا يودّ الدخول في اشتباك سياسي مع الكنيسة المارونية، ومن خلالها المجتمع الدولي الذي يضغط بالتمديد لقائد الجيش لمنع الشغور في المؤسسة العسكرية، وقال إن لا علم له بما تردد بأن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون هدّد الحزب بإنهاء التحالف في حال أن الجلسة التشريعية أدت إلى تأجيل تسريحه. لذلك، فإن فرنجية الأب، وإن كان اعترض، كما قيل، على تعيين رئيس للأركان بغياب رئيس الجمهورية، فإن الشق الآخر لاعتراضه، حسب الوزير البارز، يتعلق بأنه يسجل عتبه على الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ونجله تيمور، رئيس «اللقاء الديمقراطي»، على خلفية أنهما لم يتواصلا معه، بخلاف تواصلهما مع باسيل الذي عاد وانقلب على تعهُّده بموافقته على تعيين العميد حسان عودة رئيساً للأركان، واشترط ربط تعيينه برفضهما التمديد للعماد عون وتعيين من يخلفه في منصبه. وأكد الوزير البارز أن الحزب أبدى تفهمه لموقف حليفه الآخر فرنجية، ناصحاً بوجوب التواصل معه، وقال إنه ليس صحيحاً القول بأن اعتراضهما يأتي لصالح حليفهما النائب السابق طلال أرسلان، وقد أُعلم جنبلاط الأب والابن بعتب رئيس تيار «المردة»، ما استدعى تشغيل محركاتهما نحوه لإقناعه بتعديل موقفه، خصوصاً أن تعيين رئيس الأركان حضر في لقاء فرنجية بالعماد عون. وعدَّ أن اجتماعهما جاء استجابة للجهود التي تولاّها أكثر من صديق مشترك وأدى إلى إنهاء القطيعة وكسر الجليد وصولاً إلى تطبيع العلاقة بينهما من موقع تصدُّرهما للمرشحين لرئاسة الجمهورية، وقال من السابق لأوانه التعاطي مع ما انتهت إليه الجلسة النيابية وكأنه استفتاء رئاسي يصب لصالح قائد الجيش، طالما أن النواب المنتمين إلى محور الممانعة كانوا في عداد الذين صوّتوا على اقتراح القانون الرامي للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وعليه، فإن تعيين رئيس للأركان في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء يبقى عالقاً على ما ستؤول إليه الاتصالات التي استهلها جنبلاط الابن بفرنجية الابن، ويتابعها حالياً النائب وائل أبو فاعور بتواصله مع النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة، التي تلازمت مع دخول رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الخط بتكليفه النائب علي حسن خليل بالتواصل مع زعيم تيار «المردة» ونجله، وقيادة «اللقاء الديمقراطي»، وبانضمام الرئيس ميقاتي لتأمين النصاب لجلسة الحكومة اليوم في محاولة لإخراج تعيين العميد عودة رئيساً للأركان من المراوحة بتأييد ثلثي الوزراء. ومع أن هناك من يتوقع ترحيل تعيينه إلى جلسة لاحقة إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة الاتصالات لإنضاج الظروف المؤاتية لتعيينه، فإن قنوات التواصل بين النائبين فرنجية وجنبلاط مفتوحة، ويمكن اجتماعهما في أي لحظة، وبالتالي هناك من يستبعد أن يكون لاعتراض فرنجية الأب علاقة بامتناع «اللقاء الديمقراطي» عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..بوتين يؤكد أن روسيا لن تتخلّى عن سيادتها مقابل بعض النقانق..ماذا يجري في أوكرانيا؟..جهاز تنصت بمقر رئاسة الأركان!..تبادل هجمات بالمسيّرات بين كييف وموسكو..ترامب يخطط لنشر الجيش بالداخل في إجراء دكتاتوري.."أشبه بالفاشية".. البيت الأبيض يدين تصريحات ترامب عن المهاجرين..سيول: كوريا الشمالية أطلقت "صاروخا بالستيا غير محدد" باتجاه بحر الشرق..زوجة أبو حمزة تطالب بالإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية..باكستان تؤكد مواصلة الحرب ضد الإرهاب إلى أن يتم القضاء عليه نهائياً..سياسي ألماني يتهم حكومة بلاده بمحدودية عملها لتجنب حدوث هجمات إرهابية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..غزة تتضور جوعاً..وأوستن يطّلع على المرحلة الثانية ويركز على إيران..«رايتس ووتش»: إسرائيل ترتكب جريمة حرب بـ«تجويع المدنيين» في غزة..قصف إسرائيل لا يتوقف..ومجلس الأمن يؤجل جلسته..مجزرة جديدة توقع 200 شهيد في القطاع..أوستن: حرب غزة عملية إسرائيلية..ولا نريد «فرض جدول زمني» أو شروط..واشنطن ترغب بإصلاحات واسعة وضخ دماء جديدة في «مواقع قرار» السلطة..بوريل: «نقص فادح» في القدرة على التمييز لدى الجيش الإسرائيلي..«الصحة العالمية»: مستشفى كمال عدوان في غزة خرج عن الخدمة..وإجلاء المرضى..جنود إسرائيليون يدخنون "الشيشة".. ويسخرون من فلسطينيين مكبلين.."إنها حرب على الأطفال".. ماذا بقي من النظام التعليمي في غزة؟..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,545,610

عدد الزوار: 6,954,356

المتواجدون الآن: 57