الراعي لقي استقبالاً حافلاً في الجنوب من «أمل» و«حزب الله» ... وجعجع يرفض «تحالف الأقليات»

أقباط مصر رداً على البطريرك الراعي: الثورات تحمل الخير للمسيحيين

تاريخ الإضافة الإثنين 26 أيلول 2011 - 5:05 ص    عدد الزيارات 2464    القسم محلية

        


 

اعتبروا أن الأنظمة الاستبدادية تمارس القمع ضد الجميع وتتلاعب بالأقليات
أقباط مصر رداً على البطريرك الراعي: الثورات تحمل الخير للمسيحيين
أحمد حسن... إيلاف
عبّر الأقباط في مصر عن رفضهم تصريحات البطريرك بشارة الراعي في لبنان، مؤكدين أن الثورات تحمل الخير للمسيحيين، وقال المفكر القبطي، جمال اسعد، إن اي إنسان عاقل سيؤيد تحررّ الشعوب من أنظمتها الفاسدة.
الاقباط شاركوا بقوة في الثورة المصرية
القاهرة: رفض أقباط مصر التصريحات التي صدرت مؤخراً من قبل البطريرك بشارة الراعي في لبنان والذي انتقد خلالها الثورات العربية، مطالباً بمساندة النظام السوري ضد الإحتجاجات المشتعلة ضده منذ منتصف اذار/مارس الماضي. وإزاء تلك التصريحات الخطرة، توالت ردود الأفعال العالمية والعربية والإسلامية بانتقادات واسعة للبطريرك، ورفضت قيادات الكنيسة فى مصر اعتبار ثورة 25 يناير سبباً في ضياع حقوق الأقباط، بل أكدوا أن الثورة أعادت الكرامة والعزة للمصريين جميعًا.
الثورة وجه الخير على المسيحيين بمصر
يقول الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة ل"إيلاف" إن الكنيسة في مصر تؤيد الثورات العربية من أجل وجود وطن عربي يعيش على الحرية الحقيقية، ولكن نحن نطالب بقيام شعوب كل دولة في تحديد مصيرها وبالتأكيد سوف يعمّ الخير على الجميع في كل البلدان بمن فيهم المسيحيون.
وأكد الأنبا أنطونيوس أن الأقباط في مصر شاركوا منذ اليوم الأول في ثورة 25 فرغم تجنب الكنيسة على المستوى الرسمي الدخول في السياسة، إلا أنها تطلق يد الحرية للأقباط في المشاركة السياسية وتنظيم الوقفات الاحتجاجية والمليونيات كما حدث إبان الثورة.
نافيا أن تكون ثورة 25 يناير سببا في إلحاق أضرار بالأقباط "بل العكس فنحن مثل جميع فئات المجتمع المصري كانت الثورة وجه الخير علينا بالتخلص من نظام مبارك الذي تسبب في إهدار حقوق الأقباط وتدبير المكائد لنا".
تصريحات الراعي شأن داخلي
غير أن أنطونيوس يرفض التعليق على تصريحات البطريرك الراعي، وقال إن الكنيسة تتجنب الدخول في السياسة وتفضل أن ينصب اهتمامها بالشأن الديني فقط، ولذلك نحن لن نعلق على تصريحات سياسية أطلقها البطريرك بشارة الراعي، وخاصة أننا لم نطلع عليها كما أنها لا تخص مصر. وأضاف: كما تطالب الكنيسة في مصر عدم التدخل في الشأن الداخلي، فنحن نرفض أيضا التعليق على تصريحات البطريرك في لبنان لأنها شأن داخلي.
نؤيد تحرر شعوب المنطقة من الفاسدين
ويتعجب جمال أسعد المفكر القبطي من تصريحات الراعي، متسائلاً: لماذا البكاء على النظام السوري ومهاجمة الثوار؟ وقال أسعد لـ"إيلاف" إن أي إنسان عاقل سيؤيد تحرر الشعوب من أنظمتها الفاسدة والتي قضت على الجميع دون تميز بين مسلمين و مسيحيين، وما يحدث في سوريا لا يرضي أحداً ومن غير المعقول مساندة نظام يرتكب كل هذه المجازر ضد شعبه.
وأضاف أسعد أن ثورة 25 يناير حررت الشعب والأقليات ومن بينهم الأقباط بعد أن قام النظام السابق بإلغاء الآخر وتهميشهم والتفرقة بين المواطنين فمن منا كان راضيا عن نظام مبارك حتى يذكر محاسنه ويبكي على رحيله.
لافتاً إلى أن الثورة لم تحقق الأهداف التي قامت من أجلها حتى الآن وهو بناء نظام ديمقراطي حقيقي يهتم بكل شيء وينهي الفتنة الطائفية والتمييز ضد الأقليات وليس المقصود هنا الأقباط فقط، ولكن هناك أقليات متمثلة في أهل النوبة وسيناء. مطالبا شباب الثورة بالتمسك بالثورة بحيث لا تكون الصراعات السياسية سببا لتجهيز نعش ثورة 25 يناير العظيمة.
الأقباط الأكثر استفادة من زوال مبارك
ويقول القمص صليب متى ساويرس وكيل المجلس الملي ل"إيلاف" إن أقباط مصر شاركوا في ثورة 25 يناير، وأضاف: نحن الأكثر استفادة بزوال نظام مبارك بسبب ما عانينا منه ويكفي تدبير حادث القديسين في الأسكندرية، مؤكدا أن الأنظمة الفاسدة لابد من القضاء عليها لأنها لم تكن في يوم من الأيام تعمل لصالح شعوبها ومن حق الشعوب تحديد مصيرها باختيار الأنظمة التي ترعى شؤونهم ومصالحهم.
وأكد متى أن تصريحات البطريرك لا يوافق عليها أحد في العالم وتحديدا الشعوب العربية التي عانت طيلة السنوات الماضية من أنظمة فاسدة دمرت البلدان العربية وكانت سببا مباشرا في التراجع في كل شيء على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والعلمية.
نقف مع الثورات العربية
ووفقا لحديث جمال زاخر المفكر القبطي ل"إيلاف" فإنه هناك أناس كانت لهم مصلحة في وجود الأنظمة الفاسدة البائدة، بدليل وجود أصوات تنادى بعدم محاكمة نظام مبارك وهذه الشخصيات موجودة في جميع الدول. مشيرا إلى أنه ليس الأقباط فقط الذين باركوا الثورة في مصر بل الجميع والأمر نفسه فنحن نرفض ما يحدث من مجازر من قبل نظام بشار ضد شعبه الأعزل والشيء نفسه في اليمن. مشيراً إلى أن تصريحات البطريرك اللبناني تعبر عن رأيه الخاص ولا يجب تعميمها، داعياً إلى مراجعة البطريرك تصريحاته مرة أخرى.
 
جعجع يدعو مسيحيي الشرق ألا يكونوا حماةً لأنظمة متخلفة
أ. ف. ب. إيلاف
دعا رئيس الهيئة التفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع السبت مسيحيي الشرق الى ان يكونوا في طليعة حركة التحرر العربي لا حماةً لانظمة متخلفة.
جونيه: دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم السبت مسيحيي الشرق الى ان يكونوا "في طليعة حركة التحرر" العربي لا "حماة لانظمة غاشمة متخلفة"، وذلك في خطاب يأتي في خضم جدل واسع حول كلام للبطريرك للماروني بشارة الراعي عبر فيه عن خشيته من تداعيات سقوط محتمل للنظام في سوريا على المسيحيين.
وقال جعجع في احتفال شارك فيه العديد من شخصيات ورموز المعارضة في لبنان ووسط حشد ضخم من مناصريه "اخوتي المسيحيين في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق ومصر ودول المنطقة كلها، لا تخافوا. فاذا كان الله معكم فمن عليكم؟ (...) انخرطوا في صلب معاناة شعوب المنطقة من دون خوف او وجل، وكونوا دائما طليعة حركات التحرر والتقدم".
واضاف ان "التحالف الذي يدعو البعض اليه ويسميه تحالف الاقليات، ما هو الا تحالف أقليات السلطة والمال والمصالح النفعية لاي طائفة او قومية او فئة انتمت، بمواجهة اكثرية مسحوقة لاي طائفة او قومية او فئة انتمت".
وتابع "ان اثارة المسألة بهذا الشكل هي تقزيم لدور المسيحيين التاريخي ونقلهم من مدافعين عن المبادىء الانسانية السامية الى مجرد اكياس رمل لحماية انظمة غاشمة متخلفة لا قيم عندها ولا قناعات سوى الاحتفاظ بالسلطة على حساب كل شيء".
وكان جعجع يتحدث خلال احتفال لمناسبة ذكرى "شهداء القوات اللبنانية" الذين سقطوا في الحرب الاهلية (1975-1990) اقيم في جونيه شمال بيروت، وقد تخلله قداس تراسه البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير الذي عرف بانتقاداته اللاذعة للنظام السوري لا سيما خلال السنوات التي مارست فيها دمشق هيمنة واسعة على الحياة السياسية اللبنانية.
واثار كلام ادلى به البطريرك الحالي بشارة الراعي في باريس قبل اسبوعين جدلا كبيرا في لبنان بين من ايده وابرزهم الزعيم المسيحي ميشال عون وحليفه الشيعي حزب الله ومن تحفظ عليه وهم قياديو قوى 14 آذار لمناهضة لدمشق وبينهم سمير جعجع.
وحذر الراعي من وصول الاصوليين السنة الى السلطة في سوريا ومن "خطورة المرحلة الانتقالية على المسيحيين"، معتبرا انه كان يجب اعطاء الرئيس السوري "المزيد من الفرص لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي بداها".
ولم يذكر جعجع في خطابه اليوم البطريرك الراعي بالاسم، لكن كلامه كان ردا عنيفا واضحا عليه.
ومما قاله "ايها المسيحيون لن نقبل بأن نكون شهود زور على ما يحصل من ارتكابات بحق كل ما نؤمن به، كما بحق الانسانية، بل إن دورنا الطليعي يحتم علينا عدم الانزلاق الى قمقم التقوقع الاقلوي الذي يحاول البعض استدراجنا اليه من خلال هواجس ليست محصورة بالمسيحيين فحسب".
 
 
الراعي لقي استقبالاً حافلاً في الجنوب من «أمل» و«حزب الله» ... وجعجع يرفض «تحالف الأقليات»
الأحد, 25 سبتمبر 2011
بيروت - «الحياة»
تمخّض يوم أمس في لبنان عن مشهدين مسيحيين متناقضين على المستوى السياسي بين وقائع زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للجنوب وعلى خلفية تصريحاته أثناء زيارته فرنسا مطلع الشهر الجاري عن سورية وسلاح «حزب الله»، وبين وقائع القداس السنوي لحزب «القوات اللبنانية» الذي ترأسه البطريرك السابق الكاردينال نصرالله صفير، ورد فيه رئيسه سمير جعجع على مواقف الراعي الذي شهدت زيارته الجنوب استقبالاً حافلاً من «حزب الله» وحركة «أمل» وأبناء القرى المسيحية التي زارها.
وبدأ البطريرك الراعي أمس زيارة للجنوب تستمر حتى غد الاثنين، بمدينة صور، ثم بلدة قانا حيث تفقد أضرحة شهداء مجزرتي البلدة اللتين ارتكبتهما القوات الإسرائيلية عامي 1996 و2006 قبل أن ينتقل الى قضاء مرجعيون، فأحاط به نواب المنطقة وقرينة رئيس مجلس النواب السيدة رندة نبيه بري.
وقال الراعي في كلمات عدة ألقاها: «ما أجمل المسيحية والإسلام إذا اجتمعا». وتوجه الى الأهالي قائلاً إنها «زيارة تحية لكل التضحيات التي قدمتموها والألم الذي تحملتموه وجئت كبطريرك لأقول إنه لولا صمودكم لما كنا معكم اليوم».
وتحدث وزير التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله) فتوجه الى الراعي قائلاً: «قرأنا في مواقفك الجريئة الوطنية رؤية وطنية تصلح لنتلاقى كلبنانيين، وتقي لبنان شرور المشاريع التي تسعى لتفتيت المنطقة حماية لأمن إسرائيل». ورأى فنيش أن «من لا يحسن قراءة التطورات واتخاذ المواقف الجريئة يعرض البلد لمخاطر».
وكان الوزير فنيش يشير بذلك الى ما أعلنه الراعي في فرنسا، بعد لقائه الرئيس نيكولا ساركوزي في الخامس من الجاري، عن أن وجود سلاح «حزب الله» يعود الى استمرار احتلال مزارع شبعا اللبنانية، وقلقه من أن يدفع المسيحيون في لبنان ثمن إسقاط النظام في سورية ومن قيام نظام أكثر تشدداً ومن دويلات طائفية في المنطقة ودعوته الى إعطاء الرئيس السوري بشار الأسد فرصة للإصلاح.
وأكد فنيش أن «معادلة الشعب والجيش والمقاومة ليست نظرية ابتدعناها بل استخلصناها من تجربة مريرة».
أما المشهد الآخر في مدينة جونية فأقيم احتفال لحزب «القوات» تميز بحشد شعبي وحضور ممثلين لقوى 14 آذار. وصفق الحضور طويلاً للبطريرك صفير عند دخوله مكان الاحتفال.
وفيما تلا النائب البطريركي المطران رولان أبو جودة رقيماً بطريركياً باسم الراعي رد جعجع على مواقف الأخير من دون تسميته فقال: «لا نخاف أحداً. لا نريد ضمانات من أحد». وأكد أن «الوجود المسيحي سابق للأنظمة الحالية بقرون عدة توالت عليه دول وإمبراطوريات عاتية أين منها بعض تلك الأنظمة الحالية الجائرة».
ورأى جعجع أن «تحالف الأقليات الذي يدعو إليه البعض ما هو إلا تحالف أقليات للسلطة والمال والمصالح النفعية». ودعا المسيحيين في المنطقة الى «الانخراط في صلب معاناة شعوب المنطقة من دون خوف»، متسائلا: «كيف يكون تشدد أكثر من الذي نشهده كل يوم في القرى والمدن السورية كلها؟». واستهجن موقف الحكومة اللبنانية مما يجري في سورية، معتبراً أنه «يعطي صورة كالحة عن لبنان». وقال: «ما لا نقبله هو خيانة أنفسنا هرباً من نظام متطرف مزعوم لا نجد مؤشراً على قيامه فالتاريخ لن يعود الى الوراء».
وقال جعجع إن «ربيع لبنان ما زال يرزح تحت وطأة سلاح غير شرعي يصادر القرار الاستراتيجي للدولة برمتها». وقال: «وجود سلاح حزب الله لم يعد عبئاً على المواطنين العاديين فحسب، إنما تعداهم ليطال مسؤولين رسميين وسياسيين رضخوا لابتزاز السلاح بحيث انتهى الأمر الى قلب حكومة والإتيان بأخرى، كله باسم المقاومة». ورأى أن «بقاء السلاح غير الشرعي لم يعد مبرراً في ظل التحولات الكبرى وفي ظل سقوط المعادلات التي أوجدته». ودعا «حزب الله» الى «قرار جريء بالتخلي عن سلاحكم للدولة اللبنانية».
وكان صفير قال كلمة مقتضبة بعد ترؤسه القداس جاء فيها: «نسال الله أن يبارك الشباب اللبنانيين والشابات اللبنانيات ويرزقهم أياماً خيراً من هذه الأيام البائسة». وعاد الجمهور فصفق لصفير وقوفاً عندما ذكره جعجع في نهاية خطابه.
وفي القاهرة، انتقد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تصريحات البطريرك الراعي الذي اعتبر أن سقوط النظام السوري سيهدد المسيحيين في المشرق. وقال الطيب، خلال لقائه أمسمع السفير اللبناني في القاهرة خالد زيادة، «أن المسيحيين في المشرق العربي جزء من النسيج الوطني ولا تفرقة بين مسلم ومسيحي في دول المشرق العربي وأن هناك حالة من التسامح والتعايش بين الجانبين». وجدد مطالبته للنظام السوري بـ»مراعاة مصالح بلده وتلبية متطلبات الشعب السوري ووقف أعمال العنف والقتل التي يمارسها الجيش السوري ضد أبناء شعبه».
 
جعجع: تحالف الأقليات تقزيم لدور المسيحيين والخوف من التطرف لا يبيح تبرير الجرائم
الأحد, 25 سبتمبر 2011
بيروت - «الحياة»
وجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نداء الى «حزب الله» لـ «اتخاذ قرار جريء بالتخلي عن سلاحكم أعزاء شرفاء للدولة اللبنانية»، مؤكداً أن «حمايتنا وقوتنا جميعاً كمواطنين لبنانيين لأي فئة انتمينا لا تتأمن إلا من خلال الدولة وتفاعلنا الإنساني والسياسي مع بعضنا بعضاً»، ومشدداً على أن «السلاح غير الشرعي في لبنان، لم يعد مبرراً ولا مقبولاً لا سيما في ظل التحولات الكبرى وفي ظل سقوط المعادلات التي أوجدته». وخاطب الحزب بالقول: «تعالوا إلى حيث تجرأنا».
وكان جعجع يتحدث بعد قداس احتفالي أقامه أمس، حزب «القوات» إحياء لذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، في باحة مجمع فؤاد شهاب الرياضي – جونية، وترأسه الكاردينال نصر الله صفير الذي قوبل دخوله الى مكان الاحتفال بتصفيق حار. وحضر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونواب من كتل «المستقبل» و «الكتائب» و «القوات» ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون وشخصيات سياسية من قوى 14 آذار وحشد من الوفود الشعبية والحزبية.
واستهل جعجع كلمته بالتذكير بشعار «القوات»: «حيث لا يجرؤ الآخرون»، وقال: «هكذا نحن، دائماً أبداً، على خطاكم، المسيحيون في هذا الشرق هم بالفعل دائماً حيث لا ولم ولن يجرؤ الآخرون. لا نخاف أحداً، ولن نخاف من أحد، ولا نريد ضمانات من أحد. لا نقبل ابتزازاً، لا نقبل تهويلاً، لن نقبل تهديداً. وستبقى أجراس كنائسنا تدق وأصواتنا تصدح، ولكن دائماً بالحق والحقيقة مهما كان الثمن، لن نساير أو نتلون، لن نستجدي لا أمناً ولا أماناً، لا نخاف أحداً، ونعرف كيف نتدبر أمرنا».
وزاد قائلاً: «إما أن نعيش قيمنا ومبادئنا وقناعاتنا، وإما على الدنيا السلام». وسأل باسم «الشهداء: «قولوا لنا بربكم: من هاجم المسيحيين في لبنان؟ من قتلهم؟ من دمر كنائسنا؟ من فجر كنيسة سيدة النجاة؟ من قصف الأشرفية وزحلة وعين الرمانة وعيون السيمان؟ من انقض على بلا، وكور وقنات والقاع؟ من اعتقل وأخفى واغتال رجالنا من رهبان، وعلمانيين، وعسكريين وسياسيين؟ ومن أمعن في المسيحيين، وبعد نهاية الحرب، قمعاً وتنكيلاً وسجناً ونفياً وتهميشاً، وساهم في هجرتهم؟».
وسأل جعجع عن مصير «مئات المعتقلين، المفقودين في غياهب السجون، وفي طليعتهم الرفيق الحبيب بطرس خوند؟ من قتل بشير الجميل وكمال جنبلاط ورينيه معوض ورفيق الحريري؟ ومن خلف وراءه سلاحاً غير شرعي، وبؤراً أمنيةً وإرهابيةً، فأبقى اللبنانيين تحت الضغط المستمر، وأبقى الدولة اللبنانية رهينة؟».
«لسنا رافعة لأحد»
وأكد أن «الوجود المسيحي في لبنان والشرق ليس وجوداً عددياً، مادياً، ولا هو تكملة عدد، أو رافعة شعبية لأحد، إنه يحمل في جوهره رسالة تفاعل ومشاركة حقيقية، في الحياة الوطنية، والثقافية، والسياسية، والاجتماعية لشعوب المنطقة كلها، وإنه وجود سابق للأنظمة الحالية بقرون عدة، وجود توالت عليه دول وإمبراطوريات عاتية، أين منها بعض تلك الأنظمة الحالية الجائرة، ومع كل ذلك، لم يتحول المسيحيون يوماً أسرى عقدة العدد، فاستمر وجودهم في الشرق وتألق، ونجح في لبنان، بإنشاء واحة خضراء للحرية». ونبه الى أنه «عندما تسقط هذه الرسالة السامية، ينتفي تلقائياً أي مبرر لوجودنا». وقال: «جنة الذمية لا نرضى بها... جهنم الحرية أفضل منزل، ومن يقتل إخوةً لنا في الوطن، أو المنطقة، أو العالم، من دون رحمة أو شفقة، ليس الطرف الصالح لا لصداقة، ولا لتحالف».
وتوقف جعجع عند «التحالف الذي يدعو بعضهم إليه، ويسميه تحالف الأقليات»، ورأى انه «تحالف أقليات السلطة والمال والمصالح النفعية، لأي طائفة أو قومية أو فئة انتمت، بمواجهة أكثرية مسحوقة، لأي طائفة أو قومية أو فئة انتمت، وإن إثارة المسألة بهذا الشكل تقزيم لدور المسيحيين التاريخي، ونقلهم من مدافعين عن المبادئ الإنسانية السامية، إلى مجرد أكياس رمل لحماية أنظمة غاشمة متخلفة، لا قيم عندها ولا قناعات، سوى الاحتفاظ بالسلطة على حساب كل شيء وعلى رغم كل شيء».
« ... ولسنا شهود زور»
وأكد جعجع أن «لن نقبل بأن نكون نحن المسيحيين شهود زور على ما يحصل من ارتكابات بحق كل ما نؤمن به أصلاً، كما بحق الإنسانية. وإن دورنا الطليعي يحتم علينا عدم الانزلاق الى قمقم التقوقع الأقلوي، الذي يحاول بعضهم استدراجنا إليه، من خلال هواجس، ليست محصورةً بالمسيحيين فحسب». وقال: «أن نكون شهود زور، أو في أحسن الأحوال متفرجين، منكفئين، متراجعين أمام الربيع العربي ومخاضه، يعني تفشي عقدة الأقلوية في نفوسنا، وتحولنا من أقلية عددية صاحبة رسالة أكثرية إنسانية عالمية، الى أقلوية نفسية هامشية ترقد، في ذمة الجغرافيا وخارج التاريخ».
وإذ اعتبر أن «الخوف من التطرف مبرر ومشروع»، أكد أنه «لا يبيح المحظورات، ولا يفترض انقلاباً جذرياً، على كل القيم الإنسانية والمسيحية. والتغلب على التطرف، لا يكون بتبرير ارتكاب مزيد من الجرائم، على يد ديكتاتوريات، شكلت في الأساس، سبباً مباشراً لنشأة التطرف. وللخائفين من ظهور أنظمة أكثر تشدداً، نقول: أي تشدد أخطر من الذي شهدناه في لبنان على مدى ثلاثة عقود، والذي أدى الى قصم ظهر المسيحيين، وإحباطهم لعشرات السنوات؟».
وسأل جعجع: «كيف يكون تشددٌ أخطر من الذي نشهده كل يوم، في القرى والمدن السورية كلها؟ وإذا سلمنا جدلاً بأن تطرفاً ما سيظهر في مكان ما، فإن موقفنا منه لن يكون أقل حدةً، ومواجهتنا له لن تكون أقل شراسةً، انطلاقاً من الاعتبارات نفسها، والتزاماً بقيمنا، وقناعاتنا نفسها، وما لا نقبله خيانة أنفسنا، هرباً من نظام متطرف مزعوم، لا نجد مؤشراً على قيامه في كل ما يجري، فالتاريخ لن يعود الى الوراء».
وسأل: «هل مقبول أن ننكفئ نحن المسيحيين عن الشرق في اللحظة عينها التي بدأ فيها الشرق يشبهنا؟ وفي اللحظة عينها، التي بدأ فيها بتجسيد المفاهيم التي لطالما نادينا بها، وبتحقيق أحلامنا نحن، في الحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان؟».
وخاطب «إخوتي المسيحيين في لبنان وسورية وفلسطين والعراق ومصر ودول المنطقة كلها»، قائلاً: «لا تخافوا، إذا كان الله معكم فمن عليكم؟ انخرطوا في صلب معاناة شعوب المنطقة من دون خوف أو وجل، كونوا دائماً طليعة حركات التحرر والتقدم، كما كان أسلافنا منذ أقدم العصور».
واستهجن جعجع «موقف الحكومة اللبنانية الحالية، مما يجري في سورية، والذي لا يعكس، بأي حال من الأحوال، صورة لبنان الحرية، والتحرر والتقدم والتطور والانفتاح، لا بل يعطي صورة سوداء قاتمة كالحة عن لبنان». وشدد على أن «فرحتنا بالربيع العربي لن تكتمل إلا باكتمال ربيع لبنان وربيع فلسطين الذي «على وشك أن يتفتح باعتراف الأمم المتحدة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين»، مؤكداً «فرحة اللبنانيين بقيام دولة فلسطين، وفرحة مع الإخوة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان بعودتهم الى فلسطين».
السلاح غير الشرعي
ورأى أن «ربيع لبنان لا يزال يرزح، منذ انطلاقة ثورة الأرز، تحت وطأة سلاح غير شرعي، يصادر القرار الاستراتيجي للدولة برمتها». وأكد أنه «لم يعد مقبولاً بعد اليوم، تصنيف اللبنانيين بحسب انتماءاتهم الحزبية، حتى ضمن المنطقة الواحدة والبلدة الواحدة، هذا مواطن من «حزب الله» فتبيح له الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية كل المحظورات ويحق له ما لا يحق لغيره، حتى وإن كان خارج نطاق عملياته العسكرية المفترضة على الحدود بعشرات ومئات الكيلومترات». وقال: «نحن لا نطالب بتعميم بعض النماذج الخارجة عن القانون، بل نطالب بتعميم التقيد بالقانون».
واعتبر أن «وجود سلاح حزب الله بات عبئاً يطاول مسؤولين رسميين وسياسيين، رضخ بعضهم لابتزاز السلاح وتهويل القوة، وانتهى الأمر، على سبيل المثال لا الحصر، الى قلب حكومة والإتيان بأخرى، وكله باسم المقاومة».
واعتبر «أن الأكثر غرابة أن بعض أصحاب المسؤولية، يقفز فوق الوقائع المؤلمة كلها، ويتجاهل محنة الدولة بوجود سلاح خارجها، ليتلو على مسامعنا يومياً، ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» والتي تتحول في الواقع تدريجياً الى ثلاثية «المقاومة، والمقاومة، والمقاومة»، ما يعني عملياً «حزب الله، وحزب الله، وحزب الله»، ومن له أذنان سامعتان فليسمع».
وحض جعجع الدولة على «الإمساك بملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بعيداً من العنتريات لمعالجته بالطرق المعتمدة دولياً». وعن موضوع النفط والغاز، أكد أنها «ثروة ملك للدولة اللبنانية والشعب كله، وليست حكراً على فئة، والدفاع عنها مسؤولية الجميع، ممثلين بالدولة، ولن نسمح لأحد بأن يصادر الثروة النفطية تحت ستار «المقاومة» أو تحت أي ستار آخر، وكل حديث عن «مقاومة» لتبرير القبض على الثروات ولى إلى غير رجعة».
وانتقد «وضع بعضهم العصي في دواليب المحكمة الدولية، محاولاً بالتشكيك، والتهويل، والصراخ، واجتراح قرائن من العدم، والتنقيب عن أي هفوة شخصية، أو ثغرة تقنية، موجودة عادةً، في أي مؤسسة أو إدارة أو محكمة، الانقضاض على المحكمة، ومحاولة اغتيالها، وصولاً الى حد الضغط باتجاه منع لبنان، من تسديد حصته في تمويلها». وقال: «لكن الفاجر لن يأكل مال التاجر بعد اليوم في لبنان... إن آلة القتل والاغتيال، ستصبح خارج الخدمة قريباً والأفضل للجميع من الآن، البحث عن آلية مختلفة تحقق الأهداف السياسية بطرق ديموقراطية».
وحيا جعجع البطريرك السابق صفير الذي أحيا المناسبة قائلاً: «إنه من بطاركة الموارنة التاريخيين، الذين افتتحوا مسيرتنا، في النضال والمقاومة، منذ 14 قرناً، وعلمونا، أن الموت بحرية وكرامة في كنف جبالنا الصعبة، خيرٌ لنا ألف مرة، من العيش أذلاء، صاغرين، في ذمة طاغية من هنا، أو ديكتاتور من هناك».
 
الراعي جنوباً وسط حفاوة «أمل» و«حزب الله» ... يدعو إلى قرارات توحّد الشعب
الأحد, 25 سبتمبر 2011
بيروت - «الحياة»
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي السياسيين إلى «اتخاذ قرارات توحّد الشعب»، وقال: «لا معنى لوجود المسيحيين من دون المسلمين والعكس صحيح لأننا اصبحنا عائلة واحدة»، واصفاً قانا بـ «مهد لبنان».
كلام الراعي جاء في مستهل جولته الجنوبية امس والتي تستمر ثلاثة أيام. ومحطته الاولى كانت في مدينة صور حيث استقبله الوزير محمد فنيش والنواب علي خريس، عبد المجيد صالح وميشال موسى، وفاعليات وحشد شعبي.
ومن ساحة سراي صور القديمة، حيث قدمت له نقابة الصيادين سفينة ترمز إلى المدينة، رحب به رئيس بلدية صور حسن دبوق الذي اعتبره «مواطناً اول»، وسلمه مفتاح المدينة، قائلاً: «أهلاً وسهلاً بك في مدينة الإمام الصدر». وألقى الراعي كلمة اعتبر فيها أن «المطر المنهمر هو علامة من الله انه معنا ومع لبنان» داعياً الجميع إلى «الشراكة والمحبة لنبني وطننا وحياتنا الاجتماعية». وقال: «الإمام الصدر حي في أفكارنا وقلوبنا، والله جعل هذه المنطقة حراباً لتحمينا وتدفع عنا الشرور».
وانتقل الراعي إلى كنيسة سيدة البحار المارونية في صور، ووصف زيارته بأنها «حج إلى الأرض المقدسة التي عرفت معنى الشهادة والتضامن والصمود، وأحيي شهادة العيش معاً في هذه المنطقة، الشهادة التي إذا دخلنا إلى أدبياتكم لوجدناها شركة حاملة مبادئ كبيرة، ما دمتم أنتم تعيشونها وتجسدونها على المستوى الفكري قادها ابن هذه المنطقة الإمام موسى الصدر». وحيا «كل الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن»، معرباً عن «سعادته بوجوده في ارض الجنوب».
وأشاد الراعي بالمسؤولين السياسيين «الذين يتحملون الخيارات اليومية ونطلب من الرب أن يلهمهم من اجل خير لبنان وخير هذا الشعب الواحد والمحب بكل فئاته ودياناته، ونريد أن نطلب منكم أن نعمل بقرارات سياسية تؤمن حرية شعبه لحماية لبنان بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، ليس فقط في لبنان بل في الدول العربية».
وقال: «لا نتفرج على ما يحصل في العالم العربي بل نصلي لأجلهم، وكل الشعوب تنظر للعيش بكرامة والناس تريد العيش بطمأنينة».
وتوجه الراعي الى قانا، حيث انتشرت القوى الأمنية بكثافة ورفعت أقواس النصر ترحيباً بزيارته. واستقبلته زوجة رئيس المجلس النيابي رندة بري ونواب وفعاليات وحشد شعبي وزار أضرحة شهداء العدوان الإسرائيلي، ثم مغارة قانا حيث القت بري كلمة ترحيبية بالبطريرك.
ورأى الراعي في كلمة له أن «قانا هي مهد لبنان، ويكفي أن نتطلع إليها ونقول ما اجمل المسيحية والإسلام إذا اجتمعا، وهما مدعوان للتغيير والتبديل والذين يأتون الى هنا لأخذ أمثولة من قانا».
وأضاف: «هذا الصليب والهلال لن ينفصلا في بناء مجتمع واحد متوازن وهذه هي الأعجوبة الكبرى في حياة البشر والتي يتفرد فيها لبنان وحده».
ورأى ان «لبنان اكثر من صخور وهو رسالة ونموذج». وقال: «لا تخافوا من الألم، ومن صعوبات الحياة المشتركة ولا نخاف لا الحرب ولا العنف لأن الصليب هو الأقوى والهلال يطلع علينا كل يوم، وتعالوا نحافظ على هذه المعاني».
وخلال مأدبة غداء أقيم في صور على شرف الراعي، توجه وزير شؤون التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله)، في كلمة إليه قائلاً: «قرأنا في مواقفك الجريئة الوطنية رؤية وطنية تصلح لنتلاقى كلبنانيين ولنجدد تمسكنا بالثوابت التي تحمي وحدة العيش الواحد وتقي لبنان شرور المشاريع التي تسعى إلى تفتيت المنطقة حماية لأمن إسرائيل».
واشار إلى أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة «ليست نظرية ابتدعناها ولا قطعة أدبية، بل استخلصناها من تجربة مريرة مضنية كلفتنا آلاف الشهداء والجرحى وتمكنّا من خلالها من أن نسترجع حقوقنا وسيادتنا».
وقال أن «من لا يحسن قراءة التطورات واتخاذ المواقف الجريئة يعرض البلد لمشاكل ومخاطر»، مشيراً إلى «أننا معاً في اعتماد النهج والمواقف التي اعلنها البطريرك نجعل جبالنا العالية أسواراً منيعة في مواجهة كل العواصف ومشاريع التفتيت والفتن».
وأكد فنيش للراعي أن «لنا كل الثقة بأن جهودك وتواصلك مع كل المناطق ستبني سقفاً سياسياً وأرضية صلبة تجعل من لبنان وطن رسالة». ولفت إلى أن الإمام موسى الصدر «اول من قرأ الصيغة الفريدة للبنان واعتبر أن الطائفية نقمة وأن الطوائف نعمة في هذا البلد وأن التعايش المسيحي الإسلامي ثروة يجب التمسك بها وأول من دعا إلى مقاومة الخطر الإسرائيلي ودعا اللبنانيين جميعاً أن يسلكوا هذا الطريق فلهذا السبب ولأنه وقف في وجه الفتن ومشاريع التقسيم والتجزئة والتوطين كانت جريمة اخفائه».
ورد الراعي بكلمة اكد فيها أن «الشركة هي الميثاق الوطني أي العيش معاً أي وحدتنا وهذا ما جعل لبنان يمتاز عن كل بلدان العالم حيث قال المسلم والمسيحي لا لوطن ديني ولا لوطن علماني بل وطن مدني يعيش فيه المسيحيون والمسلمون بروح واحدة من الوحدة»، مشيراً إلى «أننا مدعوون لأن نحافظ بالمحبة على الشركة في الحكم والإدارة بحيث لا نتقاسم حصصاً بل نتقاسم المسؤوليات».
ورأى الراعي انه عندما دعا الإمام موسى الصدر إلى وحدة اللبنانيين كان يدعو إلى الشركة، مشدداً على ضرورة «أن يعيش الإنسان اللبناني بكرامة وطمأنينة، وهدفنا أن تسود الأخوّة والسلام والعدالة الاجتماعية في المجتمع اللبناني بعيداً من العنف، وهدفنا أيضاً أن يكون لبنان سيداً حراً مستقلاً»، معتبراً «أننا كلنا مدعوون لنبقى أمناء لمبادئنا».
ثم توجه الراعي إلى بلدة علما الشعب فمركز القوات الدولية في الناقورة، شاكراً لهم ولأوطانهم «عيش الشركة والشراكة والمحبة معنا». وانتقل بعدها إلى القليعة، حيث أقيم قداس في كنيسة مار جرجس، وبات ليلته في البلدة. على أن يستأنف جولته اليوم.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني... ومواقع اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,056,871

عدد الزوار: 7,013,750

المتواجدون الآن: 70