<الهيئات الإسلامية> حذرت الأجهزة الأمنية قمع معارضي النظام السوري في طرابلس

بري يلتقي نجاد ··· وخلط أوراق من مؤتمر طهران إلى بيان دار الفتوى

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 تشرين الأول 2011 - 6:33 ص    عدد الزيارات 2502    القسم محلية

        


 

بري يلتقي نجاد ··· وخلط أوراق من مؤتمر طهران إلى بيان دار الفتوى
حزب الله <يستغرب> تفرٌُّد ميقاتي بالتزام تمويل المحكمة
700 شخصية مسيحية تجتمع في 23 لإصدار ثوابت متعارضة مع بكركي
تواجه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهي لم تكمل شهرها الرابع مجموعة من الملفات المرهقة سياسياً ومالياً، في ظل بروز مخاوف من تحميل لبنان في عهدها اوزار التحولات الجارية في المنطقة العربية، ومستقبل القضية الفلسطينية في ضوء ما انتهت اليه اعمال المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران، والذي دعت اليه القيادة الايرانية في توقيت اعتبر فيه المؤتمر بمثابة رد على مجمل التدخلات الغربية في المنطقة، من النافذة الفلسطينية، وسط مشاركة لبنانية كبيرة تقدمها الرئيس نبيه بري الذي التقى الرئيس احمدي نجاد، حيث اكتفت وكالة الانباء الايرانية (ايرنا) بالاشارة الى اللقاء فقط دون الغوص في الموضوعات التي تناولها·
ومع وصول البطريرك مار بطرس بشارة الراعي الى الولايات المتحدة في زيارة راعوية، من المتوقع ان تشكل مساهمة موفده الى مؤتمر طهران الاب عبدو ابو الكسم محطة اضافية من محطات الانتقاد المسيحي والغربي لادارة الراعي، في وقت كثفت فيه اللجنة التحضيرية لمؤتمر سيدة الجبل والذي سيعقد في 23 تشرين الاول الحالي والتي يلعب ضمنها النائب السابق سمير فرنجية والدكتور كمال اليازجي بالتنسيق مع منسق الامانة العامة لـ14 آذار الدكتور فارس سعيد دوراً بارزاً ان لجهة اختيار الـ700 شخصية مسيحية فكرية وسياسية ونيابية واعلامية او لجهة البيان الذي يعد للصدور عن المؤتمر حول خيارات المسيحيين اللبنانيين والشرقيين ازاء المشاركة في الربيع العربي والآفاق التي يفتحها على المستقبل التغييري والديمقراطي والدور الريادي للمسيحيين فيه، في اطار استكمال الدور المسيحي في النهضة العربية وفي تشكل المجتمعات العربية المعاصرة·
وفي المشهد السياسي المحيط بالملفات الثقيلة لحكومة الرئيس ميقاتي، تجاوز المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى بيان القمة الروحية، وتوقف عند ثلاث نقاط كانت القمة قد حاذرت الابتعاد عنها، وهي:
1- المطالبة بوضع حد لسفك الدماء البريئة في انتفاضات الشعوب العربية، داعياً شعوب العالم لتأييد الشعوب العربية في مسعاها المحق والعادل·
2- مستقبل المسيحيين في العالم العربي والاسلامي، حيث اعتبر ان المخاوف التي ظهرت وراء الكواليس هي استدراج للفتنة والى تقسيم البلاد وفقاً لمعايير ليست من طابع الحضارة الاسلامية·
3- التأكيد على التزام الرئيس ميقاتي في الامم المتحدة بشأن قيام الحكومة بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان لتأمين العدالة والاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري·
وبحسب مصدر وثيق الصلة بالمجلس الشرعي الاسلامي، فإن البيان <اوضح المواقف الثابتة لدار الفتوى من المحكمة الدولية، ومن حراك الشعوب العربية ونصرة المظلوم ورفض سفك دماء المواطنين، مشيراً الى ان المجلس شكل لجنة لصياغة البيان ضمت نائب الرئيس الوزير السابق عمر مسقاوي وامينه العام الشيخ خلدون عريمط والدكتور سامر منيمنة والمحامي محمد امين الداعوق والمحامي محمد المراد، والدكتور منذر ضناوي وسامي السنيورة، ثم نوقشت صيغة البيان مطولاً، قبل ان يذيعه مسقاوي نظراً للاهمية الاستثنائية له·
المجلس الشرعي ولم يخل الاجتماع من مناقشات طاولت القمة الروحية التي انعقدت في دار الفتوى الأسبوع الماضي، وكان هناك نوع من حرص الأعضاء على انه كان يجب ان يكون هناك تشاور وتنسيق بين المفتي محمّد رشيد قباني وبين المجلس باعتباره الهيئة المنتخبة، فيما كانت هناك مداخلة للمفتي قباني إزاء الانتقادات التي وجهها إليه عدد من نواب كتلة <المستقبل> ومعظمهم من الشمال، معتبراً بأن هؤلاء حمّلوه فوق طاقته وقولوه كلاماً لم يقله، وكذلك مواقف لم يتخذها، لافتاً الى ان البعض تخيل مشكلة أو أزمة وبنى عليها، علماً ان علاقته السياسية والشخصية جيدة، سواء مع الرئيس ميقاتي او مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي عقد معه جلستين، وان هناك توافقاً على كثير من المسائل والأمور، فضلاً عن التواصل المستمر·
وعلمت <اللواء> انه ستكون هناك جلسات متلاحقة للمجلس الشرعي من أجل تحديث وتطوير مؤسسات دار الفتوى، قد يُشارك في بعض منها الرئيس ميقاتي ورؤساء الحكومة السابقون·
مجلس الوزراء من جهة ثانية، ينعقد مجلس الوزراء الأربعاء المقبل في قصر بعبدا، وعلى جدول أعماله 150 بنداً، من بينها البنود 51 التي كانت متبقية من الجلسة السابقة، قبل سفر الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي إلى نيويورك·
وخلا جدول الأعمال الذي وزع على الوزراء مساء السبت من أي إشارة إلى الملفات الساخنة، مثل تمويل المحكمة الدولية، أو التعيينات الإدارية، أو تصحيح الأجور، الا أن أبرز ما تضمنه يتعلق بمعالجة مشاكل المياه بكل متفرعاتها من سدود ومياه شفة، وكذلك تزويد بيروت الكبرى بمياه نهر الاولي والاستفادة من سد بسري·
وأوضح مصدر وزاري لـ?<اللواء> أن التعيينات ستغيب عن الجلسة، الا في حال أراد بعض الوزراء طرح ما يتعلق بوزارته في هذا الخصوص من خارج جدول الأعمال، علماً أن ملف التعيينات وآليته يخضعان لمعاينة رئاسية بعيدة عن الأضواء، لابعاده عن المحسوبيات السياسية أو محاولة بعض الأطراف السياسية فرض مرشحيها لمناصب طائفية معينة والتهديد برفع الفيتو في وجه أي مرشّح آخر·
أما بخصوص الوضع المعيشي، فإن مجلس الوزراء بانتظار ما سيرفعه إليه وزير العمل شربل نحاس عن حصيلة اجتماعات لجنة المؤشر لكي يبني على الشيء مقتضاه، في ما يتعلق بزيادة الأجور للقطاعين العام والخاص، علماً أن تقرير نحاس يفترض أن يكون جاهزاً أمام الحكومة في مهلة أقصاها قبل 12 الشهر الحالي، وهو الموعد المحدد لإضراب الاتحاد العمالي العام والذي انضمت إليه هيئة التنسيق النقابية، التي تجمع أساتذة الجامعة اللبنانية وأساتذة التعليم الرسمي في المرحلتين الثانوية والأساسي·
الإلتزامات ولئن وصف مصدر حكومي الجلسة بالعادية، فإنه لم يستبعد أن تطاول المناقشات موضوع الالتزامات التي تعهد بها الرئيسان سليمان وميقاتي سواء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو أمام مجلس الأمن، أو في سياق المحادثات التي أجرياها في نيويورك مع عدد كبير من المسؤولين الغربيين، وفي مقدمهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون·
وكان الرئيسان سليمان وميقاتي اجتمعا مساء السبت، فور عودة رئيس الحكومة إلى بيروت، تم خلاله تقييم هذه المحادثات وتفاصيلها، فضلاً عن التحضيرات للجلسة الحكومية الأربعاء·
والتقى الرئيس ميقاتي مساء أمس وزير الأشغال غازي العريضي وبحث معه موضوع جدول الأعمال إلى جانب الاحتياطات التي اتخذتها وزارته من أجل تلافي الإشكالات التي حصلت أثناء هطول الأمطار الغزيرة فجر السبت في بيروت والمناطق·
وفهم أن موضوع الالتزامات التي تعهد بها الرئيسان سليمان وميقاتي، سيكون مطروحاً أمام الحكومة الأربعاء، من زاوية اطلاع مجلس الوزراء على تفاصيل المحادثات التي جرت في نيويورك، إلا أن مصدراً حكومياً أبلغ <اللواء> أنه لا يعرف في أي اتجاه ستسير المناقشات، وعما إذا كان سيطاول موضوع تمويل المحكمة الدولية، الذي تجري في شأنه اتصالات بعيدة عن الأضواء·
ولفت المصدر الى أن الجو السلبي من الحكومة تغيّر بالنسبة إلى الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن هذا الجو مشروط بوفاء لبنان بالتزاماته تجاه القرارات الدولية، ومنها ما يتعلق بالمحكمة، وبالموضوع السوري·
وفي هذا السياق، علمت <اللواء> أن وزير التنمية الإدارية محمد فنيش أبلغ من التقاهم شيئاً من العتب والاستغراب من التزام الرئيس ميقاتي وتعهده بتمويل المحكمة من دون إجراء اي مشاورات مع القوى السياسية التي تتألف منها الحكومة، وخاصة مع حزب الله·
ونقل هؤلاء عن الوزير فنيش قوله ان موقف الحزب معروف من المحكمة، وهو من الثوابت، وان الرئيس ميقاتي عندما قبل بتشكيل الحكومة لم يرتبط القبول بتمويل المحكمة·
ونسب هؤلاء الى فنيش قوله ان لا تمويل بمرسوم خارج مجلس الوزراء، ولا تمويل من ميزانية رئاسة الحكومة والتي لم تقر أصلاً·
نحاس اما وزير الاقتصاد نقولا نحاس فقد نفى ان يكون هناك استهداف دولي للبنان، وابلغ مساء امس المؤسسة اللبنانية للارسال، قائلاً:
<لسنا تحت المجهر، انما علينا مراعاة الحظر بالنسبة للتعامل بالدولار مع سوريا، مشيرا الى ان هذا ما سمعه المسؤولون اللبنانيون من الذين شاركوا في المؤتمر السنوي للبنك الدولي في واشنطن، مشيرين إلى ان التحذيرات تشمل جميع المؤسسات المالية في العالم، وليس لبنان تخصيصاً>·
واوضح نحاس انه <لا يمكننا كدولة عضو في المنظمة الدولية ان نخالف قراراً صادراً عن مجلس الامن، وبالتالي لا نريد ان يخلق لبنان سابقة بعدم احترامه اي قرار خصوصا قرار تمويل المحكمة· لافتا الى ان <التنبيه> الذي سمعه المسؤولون، بأن عدم احترام لبنان لأي نقاط دولية سوف يؤدي الى نتائج حتمية، لذا فإن على لبنان ان ينظر الى هذا الموضوع بعقلانية تامة، وبغض النظر عن اي امر داخلي>·
وقال: <لا نرغب ابداً ان نضع انفسنا في موضع الاتهام ومخالفة المجتمع الدولي، لان من شأن ذلك خلق جو من عدم الاطمئنان الدولي تجاهنا>·
 
تقرير إخباري
بشارة الراعي من القمة الروحية إلى الخلاف مع الغرب
القلق المتجدِّد بين الإنتساب إلى الشرق وأبوّة الفاتيكان!
في القمة الروحية، الإسلامية - المسيحية، التي عُقدت الثلاثاء الماضي 27/9/2011، في دار الفتوى، في الجمهورية اللبنانية، بدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الشخصية الأكثر إثارة للإهتمام، ليس فقط، لاعتبارات، ما دأب الرجل عليه من سياسات ومواقف، سواءً في فرنسا، العاصمة السياسية التقليدية، للكنيسة المارونية في لبنان، أو في المدن والبلدات، الشيعية في البقاع والجنوب، وإن جاءت في سياق تفقّد الرعية، و<أبناء شعبنا الماروني والمسيحي، المتبقي على أرض الآباء والأجداد> التي شهدت على مرّ نكبات التعايش اللبناني، بفعل الأحداث العاصفة التي عرفها لبنان منذ السنوات الأولى التي تلت ارتباط مصيره بطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة إسرائيل على الجزء الأعظم من فلسطين الطبيعية، بدا البطريرك الراعي، الذي يقدّم نفسه، في الردّ على الأسئلة المحرجة بأنه ليس رجل دولة، بل هو رأس كنيسة، لا ينطق عن هوى شخصي، بل يعبّر عمّا يجول في عقول وقلوب الآباء والكهنة من أفكار ومشاعر إزاء مستقبل المسيحيين في لبنان وعموم المنطقة·· بدا وكأنه المخلِّص، أو الباحث عن طريق لخلاص جماعته، من ضمن مصائر مرتبكة للجماعات الأخرى، لا سيّما الجماعتين الإسلاميتين الكبيرتين، السنّة والشيعة··
وفي معادلة القلق العارم، الذي يعصف ببلدان <الربيع العربي> من النظم الجمهورية، التي قامت بُعيد الحرب الكونية الثانية، واقتربت بتأثيرات الثقافة الغربية المسيحية من العلمانية، من دون أن تُسقط أن دين الدولة هو الإسلام، أو أن رئيس الدولة يجب أن يكون مسلماً، ارتفع منسوب القلق المسيحي، لدى ما يُعرف <بمسيحيي الشرق> من التداعيات المترتبة على إسقاط النظم الجمهورية، الأقرب إلى العلمانية، لا سيّما في مصر وسوريا، وفي سوريا على وجه الخصوص··
مرّة أخرى، يمكن استعارة ما كتبه الأكاديمي والمؤرّخ الروسي الشهير أليكس غورافسكي من تشبيه مسيحية الشرق الأدنى بـ <أطلنطا الغارقة>، التي سحب الإسلام في مدة تقل عن مئة سنة مجمل السواحل الشرقية للبحر المتوسط من المسيحية، ولم يبق في هذا الإقليم على هيئة أقليات إتنية - طائفية، تعتنق المسيحية، سوى بين 7-8% من سكان المنطقة·· أو ما يعرف <بالكنائس الشرقية> التي كانت، وما تزال تتأثر بمجمل الصراعات الإمبراطورية منذ الرومانية والبيزنطية والفارسية، بالرغم من اعتناق العالم الإغريقي - الروماني للديانة المسيحية··
ومرّة جديدة، تُطرح على نطاق واسع مسألة صلة تلك <الكنائس الشرقية> بالعالم الإسلامي، لا سيّما العالم الإسلامي العربي التي تشكل إحدى الجماعات المكوّنة له، بعدما خرج اليهود إلى <دولتهم> التي قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، استناداً إلى خوف متأصّل، في الوعي التاريخي، منذ أيام <العثمنة>، على الرغم من الأداء التسامحي للإسلام العربي، الذي وفَّر جملة من الحلول <لأهل الكتاب>، والتي أبقتهم في أرضهم وأقطارهم على مرّ القرون الخالية··
وفي الحالة السورية، تتعاظم المخاوف لدى مسيحيي الشرق ولبنان في المقدّمة، من عوامل عدّة، كما تقدّم على لسان أصحاب تلك المخاوف من المسيحيين، روحيين كانوا أم علمانيين، في ضوء الخشية من العودة إلى <نظام الملك> أيام السلطنة، والذي أشار إليه المؤرّخ الشهير فيليب حتّي باعتباره <الحل الإسلامي لمشاكل الأقليات الدينية>، والذي حوّلها، على الرغم من تكيّفها مع الثقافة الإسلامية إلى وضع يُمكن وصفه بـ <الهامشي> (marginal status)··
وفي المعطيات، فإن نسبة 65-70% من مسيحيي البلدان العربية الآسيوية، تعيش في لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين، أكبرها في لبنان(34.2% من العدد الإجمالي لمسيحيي آسيا العربية)·· وتصل في سوريا إلى 16% من إجمالي عدد المسيحيين في تلك الأقطار··
لا حاجة لمراجعة تاريخية بعيدة، لنشأة الكنائس المسيحية في <الأصل المشرقي> الذي تلا تكوّن المائة سنة الأولى من إنشاء المسيحية، أو في أصلها الكاثوليكي التبشيري، الغربي، لكن ما يتصل بحركة القلق الماروني، تستدعي، الإشارة إلى أن الموارنة في الشرق، يشكّلون أكبر كنيسة كاثوليكية، من حيث عدد الأتباع، 54% من العدد الإجمالي للكاثوليك، ويعيش 96% منهم في لبنان (يتخطى عددهم المليون نسمة)·· ومن الثابت أن التقارب بين الكنيسة المارونية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية منذ أيام الحملات الصليبية (القرن 12 للميلاد)، وفي سنة 1215م حضر بطريرك الموارنة إرميا الثاني المجمع المسكوني الرابع المنعقد في لاتيران (إيطاليا)، وفي القرن السادس عشر للميلاد اعترفت كل المراتب والهيئات المارونية للكنيسة بالسلطة العليا لبابا روما··
إن انتساب الجماعة المارونية، التي يقف على رأسها اليوم البطريرك الراعي روحياً إلى سلطة البابا، يعزّز الخيار الكنسي الماروني بانتهاج سياسة متماهية بالكامل مع مرجعية الفاتيكان، على الرغم من تأثيرات الصلات التاريخية الثقافية والاقتصادية الراسخة للموارنة، مع فرنسا ودورها في إنضاج الإتجاهات الثقافية والحضارية لهذه الجماعة، وهو الأمر، الذي فاقم من النقاش حول خيارات رأس الكنيسة بعد الإصطدام المباشر بين توجهات الفاتيكان في أبعادها المتصلة بالعلاقات المسيحية - الإسلامية حول العالم وفي الشرق، وتوجهات السياسة الفرنسية، المرتبطة بمصالح <اليورو> والحراك الفلسطيني - العربي لقيام دولة فلسطينية، ولو على الحدّ الأدنى، المسموح به، على أرض فلسطين الطبيعية والتاريخية··
قبل <الإرشاد الرسولي> بسنوات، وعلى وقع التوترات السياسية، الدموية، والسلمية منها على حدٍّ سواء، كان الفكر المسيحي المتجدِّد، يبحث عن آليات، ضمن ما يسميه <الإرشاد> كنيسة كاثوليكية منفتحة <على الحوار والتعاون مع مسلمي سائر البلدان العربية، ولبنان جزء لا يتجزأ منها>، من واقع <أن مصيراً واحداً يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة>··
بهذه الروحية، يتسلّح الراعي، في القفز فوق اعتبار الموارنة في لبنان وسوريا <أقلية>· والحلّ لديه، يتقدّم على الحلّ الغربي بالنسبة لسو،ريا، والرامي إلى إسقاط النظام، فالمسألة تتعلّق بمصير الجماعة المسيحية أولاً، من زاوية <الإنخراط التام في حياة بلدانهم> على حدّ ما كتب الأستاذ في المدرسة اللاهوتية بالقدس، الروحي الكاثوليكي إدلبي··
بعض المتنوّرين المسيحيين كان يرى ولا يزال أن مسيحيي الشرق الأدنى ليس لهم مستقبل في البلدان التي تتسم بطابعها الشمولي (التوتاليتاري) حيث يجبر الأطفال المسيحيين على التعليم في المدارس القائمة على منهاج إسلامي، وأما الكبار (من المسيحيين) فإنهم يُبعدون بصورة واسعة عن المناصب السياسية والحكومية· فكان الحلّ موجة هجرة واسعة مسيحية من بلدان الشرق الى الخارج، في النصف الثاني من القرن العشرين··
من المفارقات، أن دستور لبنان ودستور سوريا لا ينصّان على أن الإسلام دين الدولة··
ففي سوريا· ونتيجة للتحركات النشيطة من طرف المسيحيين اتخذ في عام 1950 حلّ وسط (قدمه في البرلمان أحد الأعضاء المسيحيين) ينصّ على أن رئيس الدولة يجب أن يكون مسلماً· وبعد اضطرابات حمص وحماه عام 1973 أصبحت المادة 3 من الدستور السوري الجديد تنصّ على أن <الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع>··
باختصار، يشكّل الحدث السوري، بأخباره اليومية من تظاهرات وإجتماعات، وعنف، وقتل، وجنائز، وحملات إعلامية، واجتماعات في مجلس الأمن ومشاورات مفتاح السياسة الجديدة لرأس الكنيسة المارونية في لبنان، قبل زيارة الوفد السوري وبعده، وقبل زيارة الولايات المتحدة، وبعدها·· في بحثٍ متجدّد عن الهوية والدور، خارج الهجرة إلى الغرب، أو الهجرة من الغرب، ولو كان <ديمقراطياً بقوة الحديد والنار؟!
 
برّي التقى نجاد وشارك في مؤتمـر دعم الإنتفاضة الفلسطينيــة بطهران:
لماذا تُصرف الأموال العربية على تمويل الإحتجاجات في سوريا بدل دعم الفلسطينيين؟
رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان المنطقة تعيش تطورات تبعث على القلق والمخاوف، وان لبنان يتطور، وإن كان في بطء، لكنه ليس جزيرة، وبالتالي فإنه يتأثر بما يجري في المنطقة داعياً لعدم الوقوع في الافخاخ الغربية ووحول الفتن المذهبية·
التقى الرئيس بري، امس، في قصر المؤتمرات في العاصمة الإيرانية طهران، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ودار الحديث حول التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة· وحضر اللقاء رئيس كتلة <الوفاء للمقاومة> النائب محمد رعد ووفد من حركة <أمل>·
وشكر الرئيس بري بداية لإيران مبادرتها تجاه القضية الفلسطينية، عبر تنظيم المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، مهنئاً بنجاح المؤتمر· وقال: <ان المنطقة تعيش تطورات تبعث على القلق والمخاوف، وان لبنان يتطور، وإن كان في بطء، لكنه ليس جزيرة، وبالتالي فإنه يتأثر بما يجري في المنطقة، لاسيما ان العدو الاسرائيلي لا يزال يحتل جزءا من ارضنا، وحتى لو كانت هذه الاراضي صغيرة فإن ذلك يعني ان السيادة منقوصة وغير كاملة>·
من جهته اكد الرئيس الايراني على <استمرار اهتمام الجمهورية الاسلامية بدعم لبنان>، وقال مخاطبا بري: <لقد شكلتم مقاومة تبعث على الأمل لما حققته من انتصارات وانجازات>·
وأثار بري قضية الامام السيد موسى الصدر، لاسيما في ضوء التطورات الاخيرة في ليبيا، متمنيا على الرئيس الايراني <متابعة القضية القديمة الجديدة التي نعيشها منذ 33 عاما>·
واكد نجاد على <ايلاء الجمهورية الاسلامية أهمية مميزة لهذه القضية>، مشيرا الى الاتصالات التي اجرتها مؤخرا وزارة الخارجية مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل·
وترأس بري بعد ظهر امس أعمال المؤتمر الختامي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، وتوالت كلمات رؤساء الوفود المشاركة· وتوجه رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة اسماعيل هنية بكلمة من غزة بثت عبر شاشات كبيرة داخل المؤتمر اكد فيها على <خيار المصالحة واطلاق حوار وطني شامل يزاوج بين المقاومة وبين الديبلوماسية، وعلى التمسك بالعمق الاستراتيجي العربي والاسلامي>· والتقى على هامش المؤتمر عددا من رؤساء المجالس وقيادات فلسطينية، وزار مرقد الامام الخميني، وحضر مأدبة أقامها السيد حسن الخميني تكريما لرؤساء الوفود المشاركة·
وكان الرئيس بري القى كلمة في الجلسة الاولى من المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة في قصر المؤتمرات في طهران،والذي افتتح اعماله امس الاول في حضور مرشد الثورة الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي والرئيس الايراني احمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني وعدد من رؤساء البرلمانات والمجالس النيابية العربية والاسلامية ومسؤولين وقيادات فلسطينية وحشد كبير من الوفود من مختلف الدول والاحزاب والهيئات المدنية والحزبية·
وقال: <انني لن ألجأ الى عبارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا الى عبارات الإدانة والاستنكار لجرائم الاحتلال الاسرائيلي وفي طليعتها اغتيال الشاب محمد الدرة، لأن صورته تتكرر في صورة حركة الجرائم الاسرائيلية المرتكبة منذ دير ياسين الى دير البلح·
اضاف : ان تهويد القدس وتذويب شخصيتها المركزية هو هدف مركزي لهذه للسياسة الاستيطانية، حيث ان مساحة المستوطنات زادت الى الضعفين، عبر زيادة الوحدات السكنية وهو الامر الذي يناقض كل القرارات الدولية·
ولفت الى ان اسرائيل تلجأ في المتوسط الى سياسة <هي او لا احد>، وهي غير منتبهة الى ان الدنيا قد تغيرت وان اللبنانيين مثلا لا يقبلون بوضع اليد على ثرواتهم في مياههم الاقليمية والمناطق الاقتصادية التي تخصهم، مشيراً الى أن الولايات المتحدة الاميركية هي المسؤولة عن تسليح اسرائيل بأظافر الحديد والنار والاسلحة الحديثة، مذكراً ان كلفة المساعدات العسكرية الاميركية الاخيرة لإسرائيل بلغت عشرين مليار دولار هذا بالاضافة لحق الفيتو لمصلحتها دائما>·
واكد ان اسرائيل لا تريد السلام، وهي غير مؤهلة لاستحقاقات السلام· إلا اننا على المستوى العربي كما الفلسطيني نلمس تطورات ايجابية ابرزها ان اسرائيل لم تعد تستطيع الزعم بعدما شهده العالم العربي من تطورات، انها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، بل ان التحول الديموقراطي العميق يثبت ان عنصرية إسرائيل مقابل تعزيز المشاركة في العالم العربي، وان اسرائيل فشلت في تحييد مصر وأن المصريين اكدوا ان انتفاضتهم لا ترتبط فقط بالسياسات الداخلية بل كذلك بالسياسة الخارجية، وان المطالبة تتزايد بإلغاء اتفاق كمب دايفيد·
وشدد على ان لبنان لا زال يمثل العدو العربي الرئيسي لإسرائيل لكونه المنافس المحتمل لها في نظام المنطقة الاقتصادي· اسرائيل تريد ان يبقى لبنان مشوه حرب ومتوترا طائفيا ومذهبيا وسياسيا، وتريد تحويله الى اسرائيليات· وقال: ان اسرائيل تواصل انتهاكات الحدود السيادية البرية والمجال الجوي اللبناني، وانتهاك الحدود البحرية اللبنانية وعمليات القرصنة في المنطقة الاقتصادية لثروات لبنان الطبيعية من نفط وغاز· ولوثت المياه الاقليمية اللبنانية، ورفضت تسليم الخرائط المتعلقة بملايين القنابل العنقودية والالغام· ان اسرائيل قبل كل ما تقدم تواصل احتلال أجزاء عزيزة من الاراضي اللبنانية، في مقدمها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وعرقلة تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701· ان اسرائيل تريد ان تلائم لبنان لمشروع التوطين الذي يقاومه الفلسطينيون كما اللبنانيون· وإننا على المسار اللبناني باختصار نؤكد ان المقاومة ستبقى تشكل قوة الردع للنوايا الاسرائيلية العدوانية، وهذه المقاومة تمثل في الواقع الراهن للشرق الاوسط ضرورة وحاجة لبنانية لمنع اسرائيل من استغلال النظام العربي وتفككه لإستفراد لبنان او المناطق الفلسطينية>·
اضاف: <ان السؤال الملح هو: ما العمل الآن؟ اولا، اذا كان الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد جرّب، وهو ما سيمنعه كفيل اسرائيل في مجلس الامن يبقى ان تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية هو الاكثر اهمية، لأن الوحدة هي السلاح الفلسطيني الامضى لازالة الاحتلال، وكذلك التمسك بخيار المقاومة الشعبية بكل اشكالها، لأن سلوك طريق المفاوضات دون غيره ادى الى المزيد من التوسع الاستيطاني والمثل اللبناني يقول: <من جرّب المجرَّب كان عقله مخرَّب>·
ودعا الى انشاء صندوق لاعمار غزة، لأن الآمال المعقودة حول الحس الذي تجلى بعد انتصار المقاومة بصمودها وشعبها في غزة على الاعمار قد تلاشت او تراجعت تماما· كما دعا الى تطبيق قرارات مكتب مقاطعة اسرائيل الذي جرى التخلي عنه على المستوى الرسمي· وسأل: اين المقاطعة العربية الرسمية لإسرائيل بدلا من سوريا؟ هذا السؤال نريد ان نطرحه، ولماذا تصرف الاموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سوريا بدل دعم الشعب الفلسطيني للبقاء في ارضه؟ ولماذ ينصب جهد الاعلام العربي على زيادة التوترات في سوريا بدل كشف جرائم الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته ضد شعبنا الفلسطيني؟ هل لأن سوريا مثل ايران تقع على خط المقاومة والممانعة للعدوانية والعنصرية الاسرائيلية ولأنها تطالب بالسلام العادل والشامل وفق القرارات الدولية وبتحقيق اماني الشعب الفلسطيني؟ جوابي بكل بساطة: نعم·
وهذا لا يعني ابدا انني ضد الاصلاحات وهذا الامر صرحت به في لبنان وانه لا بد من فعل ذلك، ولا بد من اصلاحات ولكن ذلك يتم بتوافق داخل سوريا وليس بتدخلات خارجية وايضا انكى واشد غضاضة على النفس ان تكون عربية>·
وحث منظمات حقوق الانسان الدولية على التحرك لتقصي الحقائق حول جرائم الحرب الاسرائيلية ومحاكمتها· والضغط على الحكومات الاسلامية والعربية لقطع العلاقات مع كل دولة تحاول نقل سفارتها الى القدس الشريف>·
واكد ان المخططات الاجنبية لن تنجح في حروب سيطرتها على المنطقة، وفي اسقاط حقوق شعوبنا بالتنعم بمواردها وفي الطليعة حق الشعب الفلسطيني في تحرير ارضه والعودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة·
 
المجلس الشرعي يؤكد إلتزام ميقاتي بتمويل المحكمة:الكلام عن مخاوف حول مستقبل المسيحيين إستدراج للفتنة
طالب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ب> وضع حد فوري لسفك الدماء البريئة بغير وجه حق وانتهاك كرامة الإنسان وحياته، المستباحة أمام مرآى العالم اجمع>، ولفت الى ان <الكلام عن مخاوف حول مستقبل المسيحيين استدراج للفتنة، واكد المجلس التزام رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في الأمم المتحدة بخصوص قيام الحكومة بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان الهادفة إلى تحقيق العدالة·
عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسته العادية برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي وضع أعضاء المجلس في أجواء القمة الروحية الإسلامية المسيحية التي عقدت في دار الفتوى اخيرا· ومن ثم تداول المجلس في الأحداث التي ألمت بالمنطقة والمستجدات على الساحة الوطنية والإسلامية،
وأصدرالمجلس بيانا تلاه نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي، وجاء فيه: <توقف المجلس الشرعي أمام انتفاضات الشعوب العربية الداعية إلى رفع الظلم والمتطلعة إلى الحرية والعدالة والعيش الكريم في أوطانها، وطالب بوضع حد فوري لسفك الدماء البريئة بغير وجه حق وانتهاك كرامة الإنسان وحياته، المستباحة أمام مرآى العالم اجمع، وهي تتجافى مع ابسط حقوق الإنسان الذي كرمه الله تعالى، كما طالب شعوب العالم بالالتفات إلى هذه المأساة وتأييد هذه الشعوب في مسعاها المحق والعادل لان واجباتنا ان ننتصر للمظلوم في كل الظروف انطلاقا من القواعد الشرعية·
وتناول ما يشاع خلف الكواليس وما قيل حول مستقبل المسيحيين في العالم العربي والإسلامي، ورأى ان هذه المخاوف هي استدراج للفتنة والى تقسيم البلاد طبقا لمعايير ليست من طابع الحضارة الإسلامية التي أحضنت هذه الأجيال على تعددها وتعاقبها وأعطت لكل إنسان على اختلاف عقيدته مسارا مشتركا وصل إلينا بكل معنى وحدة الحضارة·
ويؤكد المجلس الشرعي التزام رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في الأمم المتحدة بخصوص قيام الحكومة بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان الهادفة إلى تحقيق العدالة والاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه>·
 
<الهيئات الإسلامية> حذرت الأجهزة الأمنية قمع معارضي النظام السوري في طرابلس
طرابلس ? حسام الحسن: عقدت <الهيئات الاسلامية> في لبنان اجتماعاً في مركز <حزب التحرير> في طرابلس، على <خلفية استدعاء بعض الوجوه البارزة في الحركات الإسلامية إلى القضاء العسكري>، شاركت فيه <جمعية الاتحاد الإسلامي>، <جمعية الوفاق والتنمية>، <جمعية الاصلاح الإسلامي>، خطيب مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، علماء دين وشخصيات حزبية واجتماعية ومهتمون·
ورأت الهيئات الإسلامية في بيان أصدرته بعد الاجتماع <أن ممارسات القمع التي لا تزال بعض أجهزة السلطة اللبنانية مصرة عليها، والتي تأتي بالتزامن مع تساقط الأنظمة البوليسية في المنطقة العربية، من شأنها أن تزيد من الاحتقان لدى الرأي العام، وبالتالي ستؤدي إلى عكس ما تعلنه أجهزة السلطة من خشيتها انتقال الأزمة السورية إلى لبنان>·
وطالبت الهيئات الإسلامية <بالكف عن الإساءة إلى المعارضين للنظام السوري>، داعية <السلطة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه النازحين وحمايتهم>·
 
 
 
 

المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,060,348

عدد الزوار: 7,013,916

المتواجدون الآن: 73