الأغذية الفاسدة تابع: لحوم الغنم في مكب النفايات..عون: البديل عن سقوط نظام الأسد حرب في لبنان..كبّارة: لمقاطعة أيّ صلاة يؤمّها قبّاني

14 آذار: لانتفاضة سلام تُخرجنا من المآسي وتؤسس للمستقبل..الحريري: 14 آذار يوم مجيد لن يُمحى..«البيال»: أخطاء 14 آذار التكتيكية والاستراتيجية

تاريخ الإضافة الجمعة 16 آذار 2012 - 5:45 ص    عدد الزيارات 2253    القسم محلية

        


 

الأغذية الفاسدة تابع: لحوم الغنم في مكب النفايات
جريدة الجمهورية.
وضعت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة، خطا ساخنا في خدمة المواطنين اعتبارا من الاربعاء 14 آذار 2012، لتمكينهم من الحصول على المعلومات الدقيقة حول اسماء المؤسسات المتورطة في فضيحة اللحمة والأغذية الفاسدة".
وأوضح محمد شقير رئيس الغرفة ان "هذه الخطوة تأتي في ظل الضبابية التي تلف هذه القضية والبلبلة التي تشهدها الاسواق لا سيما لجهة الشائعات التي تطال الكثير من المؤسسات التجارية وانعكاس ذلك على اعمالها".
وقال: "ان مسؤوليتنا تجاه الاقتصاد الوطني والمواطنين أوجبت علينا اتخاذ هذا الاجراء، خصوصا ان تعميم هذه الاعمال المشينة على الكثير من مؤسساتنا التي نفتخر بها من شأنه ان يضر بالاقتصاد الوطني وسمعته في الداخل والخارج".
وأكد انه "ابتداء من اليوم يمكن لكل اللبنانيين الاتصال بالرقم (347905/01) للاستيضاح عن المعلومات المتعلقة بهذه القضية".
تجار بيروت
كذلك عقد رئيس جمعية تجار بيروت، نقولا شماس مؤتمراً صحفياً امس، تناول فيه فضيحة اللحوم والأغذية الفاسدة وأعلن موقف الجمعية الشاجب والمدين لكل المرتكبين والمتورطين في مثل هذه الأعمال المشينة.
وأكد ان الجمعية تدين بشدة الإرتكابات المشينة والأفعال الجرمية على حساب صحة المواطنين، وتتضامن معهم. وناشد شماس، مجلس النواب إقرار قانون سلامة الغذاء. واوضح أن أحداً من المتورطين في فضائح السلامة العامة، غير منتسب إلى صفوف جمعية تجار بيروت. واعلن ان الجمعية تتعهد بطرد أي تاجر تحوم حوله الشبهات وتثبت عليه الإتهامات مستقبلاً.
كما أعلنت جمعية تجار بيروت أنها تضع كل إمكانياتها في تصرف الدولة وأجهزتها لحماية المستهلكين واجتثاث المرتكبين والفاسدين والمفسدين من الجسم التجاري، وتحتفظ الجمعية لنفسها إذا لزم الأمر، بإمكانية إتخاذ صفة الإدعاء الشخصي وإجراء المقتضى القانوني المناسب بحق كل من قد يشوّه ويلطّخ سمعة القطاع التجاري.
مصدّرو ومستوردو اللحوم
من جهته، نوه أمين سر نقابة مصدري ومستوردي اللحوم والاسماك والخضار المجلدة والمبردة سميح المصري في بيان أمس "بالخطوات المتخذة على صعيد توقيف وملاحقة تجار اللحوم الفاسدة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية"، مشيدا "باجراءات وزارتي الاقتصاد والزراعة وحرصهما على سلامة الغذاء وكشف المتلاعبين بالقوانين وبصحة المواطن".
ولفت المصري الى "اهمية قرار غرفة بيروت وجبل لبنان شطب عضوية المؤسسات المسجلة التي ثبت تلاعبها بالامن الغذائي"، مؤكدا "ان نقابة مستوردي اللحوم تلتزم القوانين المرعية الاجراء ، وتدعو الى محاسبة المرتكبين ومحاصرة التجار الفاسدين"، نافيا "اي علاقة للنقابة بالاسماء المتهمة او الشركات التي تمت الاشارة الى ضلوعها في ملف سلامة الغذاء". ودعا الى "استكمال ملاحقة كل من تسول له نفسه التحايل على القوانين والاساءة الى صحة المواطن".
كما تساءل الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، في بيان امس، اذا كان موضوع الاغذية الفاسدة "إهمالا او مشاركة وحماية مدفوعة الثمن"؟
وطالب "بكشف المتآمرين على الامن الغذائي وعلى صحة الفقراء واجراء المحاكمات العلنية".
صيدا
الى ذلك، تتواصل عملية اكتشاف اللحوم الفاسدة، فبعد العثور على كميات من اللحوم والدجاج الفاسد في بلدة برج الملوك وختمه بالشمع الاحمر واحالة صاحبه على النيابة العامة، وبعد العثور على معلبات فاسدة في مدينة صور، اكتشف اليوم 120 صندوقا من الكرتون في داخلها افخاذ من لحم الغنم المجلد، ملقاة على مكب للنفايات بين بلدات زفتا - المروانية - والداودية في قضاء صيدا، وعليها تواريخ انتاج قديمة في محاولة لتزويرها وبيعها، وهي من انتاج الصين. وتحتوي الصناديق على مئات الاطنان من اللحوم المنتهية الصلاحية والفاسدة.
وقد ابلغت مصادر امنية "الجمهورية" انه وخوفا من افتضاح امر صاحبها قام بالتخلص منها، بعد الحملات التي تقوم بها مصلحة حماية المستهلك، الا ان الجهة التي رمتها في ذلك المكان، ما تزال غير معروفة. وتقوم القوى الامنية بالتحرّي عنها لاحالتها الى القضاء المختص..
 
14 آذار تستعيض عن الشارع بمشهدية مدنية ووثيقة تفتقد إلى الخطة العملية
خطف مهرجان قوى 14 آذار في الذكرى السابعة لانتفاضتها الحدث السياسي في لبنان، وقد ساهم في ذلك غياب الملفات السياسية الداخلية وأبرزها الحكومية لجهة قضية المليارات التي سحبت، بشكل أو بآخر، من السجال السياسي الساخن بعد وضعها على نار المعالجة الهادئة، وبالتالي الساحة كانت خالية أمام حدث «البيال» الذي بدأ يخضع لقراءات تقويمية من داخل الحركة الاستقلالية ونقدية من جانب قوى 8 آذار.
كلّ الأنظار كانت شاخصة أمس على الوثيقة السياسية التي أطلقتها هذه القوى، لأنه في ظلّ غياب مشهدية الشارع التي تصدّرت الصورة السياسية في العام الماضي، وغياب مشهدية خطباء الصف الأول الذين توالوا على الكلام في ذكرى 14 شباط الماضي، من الطبيعي أن تكون هذه الوثيقة هي الحدث بحدّ ذاته، كونها تشكل بالنسبة إلى قوى 14 آذار خريطة الطريق التي على أساسها ستخوض المواجهة، فيما سيتعامل معها الطرف المقابل على قاعدة إحباط العناوين التي تضمنتها.
لا شك أنّ الفكرة-المفتاح التي بُنيت عليها الوثيقة تمحورت حول "السلام" تأسيساً على الثورات العربية ولا سيّما السورية التي حرّرت الشعوب العربية، أو في طريقها إلى ذلك، "من أسر الاستبداد إلى فضاء الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان"، ووضعت "لبنان أمام فرصة حقيقية لكسر القيد الذي كبّل حياته الوطنية وحرمه حقه في الاستقرار ومواكبة التطور".
وقد حاولت قوى 14 آذار، عبر وثيقتها، إيصال رسالة إلى من يهمه الأمر، والمقصود هنا "حزب الله"، وفحواها أنه على غرار ما طوت انتفاضة الاستقلال صفحة الهيمنة السورية على القرار السياسي اللبناني، فإنّ انتفاضة السلام التي أطلقتها أمس ستطوي معها صفحة هيمنة الحزب على الحياة الوطنية اللبنانية.
فعنوان الوثيقة من "انتفاضة الاستقلال 2005 الى انتفاضة السلام 2012" يؤكد أنّ أولوية 14 آذار ما زالت نفسها، وكذلك التحديات، وتكفي في هذا السياق العودة إلى كل سطر وارد في الوثيقة للتدليل على مخزون الأدبيّات التي حوته والذي يختصر عصارة الوثائق التي أصدرتها على امتداد السنوات السبع السابقة.
إن دلّ مهرجان "البيال" على شيء، فعلى تصميم قوى 14 آذار على مواصلة نضالها وصولاً إلى قيام الدولة "بوصفها صاحبة الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة واستخدامها، ووضع حد لهذا التمييز المهين بين اللبنانيين، بين من هم خاضعون للقانون وبين من هم فوق القانون والمحاسبة".
ولكن في المقابل، أو بالأحرى من الناحية العملية والعلمية، لم تقدم هذه القوى جديداً، فمواجهتها مع "حزب الله" ليست مستجدة، ومن هنا لا بد من طرح جملة من الأسئلة والتساؤلات:
أولاً، هل السياسة الانتظارية التي تنتهجها منذ اندلاع الثورة السورية تخوّلها تحقيق الانتصارات التي تصبو إليها؟ وما المؤشرات التي ترتكز إليها لقرب سقوط النظام السوري بعد عام بالتمام والكمال على قيام هذه الثورة؟ ومن يضمن ألا يتمكن هذا النظام من الصمود سنة وسنتين وحتى لو كان سقوطه حتمياً؟
ثانياً، هل سقوط النظام السوري يعني بالضرورة سقوط "حزب الله"؟ وهل الحزب في وارد تسليم سلاحه لمجرد سقوط هذا النظام؟ وهل الظروف الخارجية والداخلية التي أخرجت الجيش السوري هي نفسها التي ستدفع الحزب إلى التخلي عن دوره الإقليمي والانخراط في المشروع اللبناني؟
ثالثاً، ما الخطة العملية التي أعدّتها تحقيقاً للسلام اللبناني؟ وهل يكفي الرهان على سقوط النظام السوري؟ وما الخطوات التي ستبدأها اعتباراً من اليوم ترجمة لهذه الوثيقة، أم أنها ستضاف، وهذا على الأرجح، إلى الوثائق التي سبقتها؟ وهل اللحظة السياسية هي لحظة وثائق و"تنظير" سياسي أم خطط مواجهة عملية؟
رابعاً، ماذا عن إسقاط الحكومة الميقاتية وكيفية التعامل مع الرئيس نجيب ميقاتي نفسه ومع النائب وليد جنبلاط؟ وماذا عن الانتخابات النيابية والتحضيرات والاستعدادات الجارية لها؟ وهل "العبور إلى الدولة" يكون من بوابة سقوط النظام السوري أم من بوابة الفوز في هذه الانتخابات؟
لا شك أنّ ما حصل ليس على مستوى اللحظة المصيرية ولا الحدث السياسي، خصوصاً أنّ المأمول كان بأن تتمكن 14 آذار في هذه اللحظة بالذات من تجديد ربيع انتفاضتها بالخروج من الإطار النظري إلى الحيّز العملي.
مجلس الوزراء
وفي سياق آخر التأم مجلس الوزراء في جلسة عادية في قصر بعبدا، حيث تركز الاهتمام على موضوع الأغذية الفاسدة التي اعتبرها رئيس الجمهورية ميشال سليمان "مسألة كارثية وتؤثّر على سمعة لبنان"، مطالباً "بتطبيق القانون دون شفاعة بحق أحد، وبمضاعفة العقوبات على من تثبت إدانته في ملف الأغذية الفاسدة".
أمّا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي فسيدرس من جهته "الإجراءات التي ستتّخذ في موضوع الأغذية الفاسدة المكشوفة".
وفي موازاة ذلك أثنى سليمان "على اكتشاف الجيش خليّة إرهابية تكفيريّة، مشدداً على تعاون وزراء الدفاع والاتصالات والداخليّة والعدل في موضوع داتا الاتصالات وكيفيّة تأمينها للأجهزة الأمنية والجيش".
إضراب قطاع النفط اليوم
وبعيداً من الأضواء عقد مساء امس اجتماع في السراي ضمّ الى الرئيس ميقاتي كلا من رئيس تجمّع شركات النفط مارون شماس، نقيب اصحاب محطات المحروقات سامي البراكس ومستشار النقابة فادي ابو شقرا ورئيس نقابة اصحاب الصهاريج ابراهيم السرعيني وتخلل اللقاء اتصال مع وزير الطاقة جبران باسيل.
وقال احد المشاركين في اللقاء لـ"الجمهورية" إنّه كان فاشلا ولم يتم التوصل الى أيّ من المخارج المطروحة لمطالب المضربين في قطاع النفط وقال فادي ابو شقرا إنّ اللقاء كان فاشلا والوزير باسيل لم يبد أي تجاوب مع وساطة رئيس الحكومة لا على مستوى رفع جعالة أصحاب المحطات أو لجهة تثبيت سعر صفيحة البنزين أو أيّ من المطالب الأخرى المتصلة بحجم الضرائب.
واكد المجتمعون انهم ماضون في إضراب اليوم على أنه يوم تحذيري وأنّ الخطوة اللاحقة لن تكون محصورة بمثل هذا التحرك، ودعوا المسؤولين الى خطورة تجاهل مطالبهم الى النهايات التي يضطر فيها هذا القطاع الى اتخاذ قرارات اكثر تشدداً وتصعيداً.
 
الحريري: 14 آذار يوم مجيد لن يُمحى
في الذكرى السابعة لانتفاضة الاستقلال، أكّد الرئيس سعد الحريري أنّ «من غير المنطقي لأيّ فريق داخليّ أن يراهن على تغيير مسار التاريخ وإعادة بثّ الروح في نظام يتهالك يوماً بعد يوم»، لافتاً إلى أنّ 14 آذار «يوم مجيد لن يُمحى من ذاكرة لبنان، أرادته الأكثرية اللبنانية جسر عبور إلى الدولة السيّدة الحرّة المستقلة، وإلى العيش المشترك الحقيقي».
وأكد الحريري في بيان، أنّ 14 آذار "ليس ملكاً لفئة أو تيّار أو حزب، وليس مجرّد حركة سياسية تقليدية، لأنّه أعمق من أن يُختزل في تجمّع سياسي، وهو الذي تحقّقت فيه انتفاضة الاستقلال الثاني، في وجه النظام الأمني، وانتفاضة الوحدة الوطنية في وجه الفرز الطائفي. تلك الانتفاضة، سلّمت قيادتها لشعب لبنان، الذي نزل إلى الساحة من كلّ الطوائف والمذاهب، يطالب بالحرّية والسيادة والكرامة الوطنية، وينادي ببسط سلطة الدولة على كلّ الأراضي بلا استثناء"، مشدّداً على أنّه "يوم مجيد لن يُمحى من ذاكرة لبنان، أرادته الأكثرية اللبنانية جسر عبور إلى الدولة السيّدة الحرة المستقلة، وإلى العيش المشترك الحقيقي، وأراده المتضرّرون عنواناً من عناوين الانقسام المتجدّد في البلاد".
وأضاف: "في الذكرى السابعة لـ14 آذار 2005، نتطلع إلى الروح التي أشرقت على لبنان في ذلك اليوم، ونجدّد التمسك بالرهان على وحدة اللبنانيّين في مواجهة التحدّيات مهما تعاظمت، ونؤكّد دعوتنا إلى اعتبار خيار الدولة هو الحلّ الذي لا بديل عنه"، لافتاً إلى أنّ "الفرصة التي خطّط الكثيرون في الداخل والخارج لتبديدها بعد 14 آذار، ما زالت قائمة، وهي في ظلّ رياح التغيير العربي لا يجوز أن تضيع تحت وطأة التطرّف والعناد السياسي والرهانات الخاطئة، ولا تحت وطأة التشبّث بمواقع الاستقواء بالسلاح وخلافه. لبنان في خضمّ استحقاقات وتحدّيات كبرى، تتطلّب رؤية جامعة لمستقبل البلاد، واستحضار روح الرابع عشر من آذار التي ما راهنت يوما على انقسام اللبنانيّين، بل هي خلاف كلّ النزاعات التي زجّت بها، اتّخذت من وحدة الشعب اللبناني السلاح الأمضى في إطلاق أول حركة سلمية شعبية عربية، أنهت زمن التبعية والوصاية".
وذكر بأنّ "اللبنانيّين قرّروا بعد 14 آذار رفع الوصاية الخارجية عن وطنهم، وهم لن يرضوا بالتأكيد للجمهورية اللبنانية أن تقع رهينة أيّ وصاية أخرى، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. والمجموعات اللبنانية على اختلافها معنيّة بالانعتاق من عقدة الارتهان إلى الخارج وربط مصيرها بمصير الأنظمة القريبة أو البعيدة، خصوصاً عندما يتحوّل هذا الربط إلى عبء كبير على الحياة الوطنية المشتركة، وقواعد إدارة الشأن العام".
وفي الملفّ السوري، تحدّث الحريري عن "نظام مجاور يلفظ أنفاسه. وسيكون من غير المنطقي لأيّ فريق داخليّ أن يراهن على تغيير مسار التاريخ وإعادة بثّ الروح في نظام يتهالك يوماً بعد يوم. إنّ الشعب السوري قرّر، ومنذ سنة أيضا، أن يرفع وصاية بشّار الأسد وحزب البعث عن الدولة السورية. والمسؤوليّة السياسية والقوميّة والأخلاقية توجب التضامن مع هذا الشعب ونصرته في مواجهة المأساة التي يتعرّض إليها، بمثل ما تقتضي أن نرى مصلحة لبنان بعيون الرهان على وحدتنا الوطنية وقيام الدولة التي تملك قرارها".
 

من "انتفاضة الاستقلال 2005" الى "انتفاضة السلام 2012"

جريدة النهار..

 أيها اللبنانيون ،
أيها الحضور الكرام ،
أخطار جسيمة تداهمنا وتحدق بنا اليوم!
خطر وضع لبنان في مواجهة النهوض العربي التاريخي الذي بدأ يرتسم مع التحولات الكبرى التي يطلقها الربيع العربي.
وخطر تلاشي الدولة جراء الهيمنة على قرارها من قبل أطراف سياسية لم تستمد قوتها من صناديق الاقتراع وارادة اكثرية اللبنانيين، بل من سطوة السلاح الخارج عن الشرعية الوطنية والموجه الى صدور اللبنانيين، وتستند ايضا الى منظومة وصاية استبدادية هي في طور التداعي وعلى طريق الزوال.
وخطر التراجع الاقتصادي والمالي وسوء الاداء وتراكم المشكلات وتداعيات ذلك على الاستقرار ومستويات عيش اللبنانيين.
وخطر تحويل الانقسام السياسي بين اللبنانيين الى انقسام من طبيعة أخلاقية بين من يدعم الجلاد ضد الضحية وبين من يتضامن مع المظلوم ضد الظالم.
في مواجهة هذه الأخطار الداهمة، يجب ان يتركز الجهد على اعادة بناء وتدعيم ركائز الدولة الواحدة الجامعة والحامية والضامنة لكل اللبنانيين عبر التسليم بضرورة وضع كل الامكانيات بتصرفها.
فنحن اليوم أمام قرار مصيري:
إمّا انتظار ما يحدث حولنا وتلقي نتائجه ومحاولة التكيف معها واما المبادرة من اجل تحصين الارضية الصلبة التي تسمح للبنان بالاستفادة من النهوض العربي لتدعيم تجربة عيشه الواحد
ونظامه الديمقراطي واخراجه من دوامة الحروب الساخنة والباردة وبناء سلامه الداخلي.
هذا السلام الوطني ممكن!
فللمرة الأولى منذ عقود طوال، ها إنَّ لبنان أمام فرصة حقيقية لكسر القيد الذي كبّل حياته الوطنية، وحرمه حقّه في الاستقرار ومواكبة التطوّر. فالمحيط العربي يخرج من أسر الاستبداد إلى فضاء الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان ليصنع نهضته الجديدة. فيما النظامُ السوريُّ الذي عمل كلّ ما في وسعه منذ سبعينيات القرن الماضي لوضع يده على لبنان، يواجه اليوم حركةَ احتجاجٍ شعبيةً
عارمة، غيرَ مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث، حركة نابعة من آلام الناس ومن آمالهم في الحرية والكرامة، حركة تشكّل معلَماً بارزاً من معالم "ربيع العرب".
فالسلام الداخلي هو شرط لبقائنا أحراراً متساوين ومتنوعين، وشرط لإعادة وصل ما قطعته سنوات الحرب وسنوات الوصاية فيما بيننا، وشرط لحماية بلدنا من تداعيات سقوط النظام في سوريا.
والسلام هو شرط لبناء دولة تليق بنا ونعتز بها، تنتمي الى العصر لا يحكمها الخوف والعجز، تستطيع أن ترتكز على قدرات اللبنانيين وتنطلق بهم نحو المستقبل ، دولة متسلحة بالحق والسيادة وبقرارات الشرعية الدولية في مواجهة العدو الاسرائيلي (لا سيما القرار 1701) بما يؤمن دوراً فاعلاً للبنان في الجهود المبذولة لبناء عالم عربي جديد، ديموقراطي وتعددي على أساس المواطنة واحترام حقوق الانسان في إطار دول مدنية محررة من سيطرة التعصب والطائفية والمذهبية والعائلية ومن سطوة المحسوبيات والقيود العقائدية والأمنية، عالم عربي يشبهنا ونشبهه، تحكمه قيم الاعتدال والتواصل والتداول السلمي للسلطة.
والسلام هو شرط لإقامة وئام حقيقي وثابت بين لبنان اليوم وسوريا الغد، بعد نصف قرن من التوترات المتواصلة، وشرط لتجديد الدور الذي لعبه لبنان في نهضة المشرق العربي، خاصة لجهة تحديد "طريق عربية" نحو الحداثة والديموقراطية.
لهذا السلام الذي ندعو إليه ركيزتان:
ركيزة أولى من طبيعة أخلاقية وهي أن لا نكرر أخطاء الماضي بالاستقواء بقوى اقليمية او دولية وأن لا نقع في فخ المطابقة بين طائفة وحزب يدّعي تمثيلها والنُطقَ باسمها، فلا نحمّل الطائفة باسرها وزرَ الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها هذا الحزب أو ذاك. ولهذه الغاية علينا العمل على "تنقية الذاكرة" من خلال مراجعة شجاعة ونزيهة لتجربة الحرب، والتمسك بالعدالة.
ولهذا السلام ركيزة ثانية من طبيعة سياسية وهو أن نعيد بناء حياتنا المشتركة بشروط الدولة الجامعة، لا بشروط طائفة أو حزب سياسي أو ميليشيا مسلحة أو وصاية خارجية.
ولهذه الغاية علينا:
أولاً أن نعيد الاعتبار إلى الدولة، بوصفها صاحبة الحقّ الحصري في امتلاك القوة المسلحة واستخدامها، وأن نضع حداً لهذا التمييز المهين بين اللبنانيين، بين من هم خاضعون للقانون وبين من هم فوق القانون والمحاسبة.
ثانياً أن نحرّر الدولة من الارتهان لشروط القوى التي تتحصن داخل بيئاتها الطائفية بهدف الاستقواء على الدولة وابقائها دولةً محاصرةً وعاجزةً عن القيام بواجباتها الأساسية، وأن نعمل على إعادة بناء دولة تحترم حقوق الانسان الفرد كمواطن بغض النظر عن جنسه أو انتمائه أو مولده أو معتقده في
مواجهة اكراهات طائفية ومذهبية، دولة مدنية ديموقراطية حديثة تضمن مساواة المواطنين في الحقوق والواجبات كما تضمن احترام التنوع الطائفي، على قاعدة التوفيق بين المواطنية والتعددية.
وعلينا ثالثاً أن نعيد الاعتبار الى القيم السياسة الاصيلة ، وأن نشجع على نشوء بيئات وتجمعات عابرة للطوائف توفر شروط التلاقي على ثوابت وطنية مشتركة، وتعيد الأولوية للمشترك
السياسي - الوطني على أي عامل آخر، وتُثَبِّتَ المساواةَ التامةَ والفعليةَ بين المسيحيين والمسلمين، لكي نستطيعَ وضع ما التزمنا به في اتفاق الطائف موضع التطبيق ، ولا سيما لجهة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وصياغة قانون حديث للأحزاب يساهم في تعزيز الحياة الديمقراطية، وقانون عصري للانتخابات يفسح في المجال أمام تجديد النخب السياسية لا اقفال الابواب بوجهها، إضافة إلى الشروع في تطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف بدءا من اقرار اللامركزية الادارية، وتأمين استقلالية السلطة القضائية، وإصلاح الإدارة واعادة الاعتبار الى الكفاءة في الإدارة وفي الحياة العامة بعيداً عن منطق الولاءات والانتماءات، وتفعيل المجلس الاقتصادي- الاجتماعي، والعمل على إعداد وتنفيذ رؤية تنموية جدية متوازنة وحقيقية لكل المناطق اللبنانية.
عام 2005 اطلقنا، مع "انتفاضة الاستقلال"، شرارة معركة الحرية والكرامة في العالم العربي، تلك الشرارة التي قادتنا إلى ما نشهده في هذه الأيام من ربيع أعاد العالم العربي الى خارطة العالم. واليوم نرى أن علينا أن نكمل ما بدأناه وأن نخوض
معركة إقامة دولتنا المدنية وجمهوريتنا التي تحترم المواطن الفرد المحرر من وصاية القوة وعقيدة الاستقواء بالسلاح،المواطن الذي يحتكم الى القانون والمؤسسات. وعلينا بالتالي خوض معركة السلام الداخلي كي لا يصبح لبنان على هامش التاريخ الذي يُكتبُ اليوم.
خيار السلام الوطني ليس خياراً حزبياً أو فئوياً يُعْنى به فريقٌ دون آخر. فسلام لبنان الداخلي يكون لجميع اللبنانيين... أو لا يكون، وبجميع اللبنانيين... أو لا يكون!
من هذا المنطلق، ندعو جميع اللبنانيين، من دون تمييز، الى التشارك في التحضير لـ"انتفاضة سلام" تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعاً.

أيُها اللبنانيون،
ايُها الحضور الكريم،
رغم المصاعب والأخطاء الكثيرة التي اكتنفت مسيرتَنا في المرحلة الماضية، ورغم التحديات الماثلة أمامنا في مقبل الأيام، فإن ما أنجزه الشعب اللبناني بانتفاضة الاستقلال وربيع بيروت 2005 يبقى المنطلق والدليل في مسيرتنا. وعليه ، فإن قوى 14 آذار مجتمعةً ترى في المبادىء والمنطلقات الواردة في هذه الوثيقة مرجعيةً أساسيةً لعملها ومبادراتها في المرحلة المقبلة، على طريق سلام لبنان.

 
كبّارة: لمقاطعة أيّ صلاة يؤمّها قبّاني
شنّ عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبّارة هجوماً عنيفاً على مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قبّاني لاستقباله السفير السوري علي عبد الكريم علي، داعياً المصلّين إلى مقاطعة أيّ صلاة يؤمّها.
وقال كبّارة في مؤتمر صحافيّ عقده في مكتبه في طرابلس أمس: "في الوقت الذي تُنتهك فيه الأعراض في حمص، والأطفال يذبحون والجثث تُحَمّل في الشاحنات، تستقبل حكومتنا موفداً فارسيّاً يقدّم لها الدعوة إلى المشاركة في مؤتمر يديره فقيه فارس لدعم الأسد وشبّيحته وزبانيته. وفيما تطرد دول العالم سفراء الأسد احتجاجاً على إجرامه، يتحدّى مفتي المسلمين الشيخ محمد رشيد قبّاني عواطف طائفته والشعب وعموم الشعوب العربية ومبادئ حقوق الإنسان ويستقبل سفير الأسد في لبنان. وبغَضّ النظر عمّا تضمّنه ذاك البيان الملفّق عن محادثات جرت بين الشيخ قباني وسفير نظام الأسد، لا بدّ من تأكيد رفض اللقاء من أساسه واعتباره مناقضاً لرأي وتوجّه اللبنانيّين وخصوصا توجّه طائفته التي يخرج أبناؤها من مساجدهم في كلّ لبنان بعد أداء الصلاة لإدانة نظام الأسد ورفض جرائمه ولنصرة الشعب السوري البطل".
ورأى كبّارة أنّ المفتي "تجاوز كلّ الحدود، وتحدّى مشاعر المتظاهرين قرب دار الفتوى احتجاجاً على لقائه سفير الأسد. ويبدو أنّ الشيخ قبّاني أساء تقدير الطائفة لخصوصية وضعه وإصراره على البحث في ما يكتنفه من شكوك في جوّ من الكتمان احتراماً لموقع الإفتاء".
مآثر عون ضد بكركي لم تُمحَ من ذاكرة المسيحيين!
يرتدي التصعيد السياسي على الساحة المسيحية في الآونة الأخيرة طابعاً يتخطى الوضع المسيحي الداخلي إلى الإطار السياسي العام وارتداداته الإقليمية، ولا سيما بين القطبين المسيحيين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والنائب ميشال عون، على خلفية طروحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي تتناول الملف السوري.
فادي عيد
فقد جاءت طروحات الراعي في توقيت غير ملائم، ترافق مع المجازر التي تُرتكب في المدن السورية، مع الإشارة إلى أن أوساطاً قواتية تؤكد بأن "ما قاله الدكتور جعجع لا يُسيء إلى بكركي وأهمية تاريخها وموقعها، بل إلى مضمون كلام معيّن لم تألفه بكركي في تاريخها، باعتبارها من أطلق انتفاضة الاستقلال، ومن كان الحصن الأول المُدافع عن الحقوق اللبنانية بشكل عام والمسيحية بشكل خاص".
ورأت الأوساط نفسها أن "ردّ عون يثير السخرية عندما يتحدّث عن أخلاقياته في التعاطي مع البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وكأن ذاكرة اللبنانيين باتت ضعيفة إلى حدّ الخرف، فالأرشيف مليء بالإساءات لبكركي وسيدها من "التيار العوني"، ولا سيما ما حصل من تعرّض شخصي للكاردينال صفير ووَضع صورة "الجنرال" على كرسيه. فهذا المشهد لم يزل ماثلاً في أذهان اللبنانيين، ولا يمكن للسنين، مهما طالت، أن تمحو هذه الصورة السيئة".
وفي هذا السياق عُلم أن "تحضيرات جارية على قدم وساق، إذا تمادى الجنرال عون في تعمية الرأي العام، لنَشر سيرته تجاه بكركي والبطريرك صفير بالصورة والصوت، وكل المواقف والتصاريح العونية، باعتبار انّ ما قاله عون في سياق ردّه على الدكتور جعجع مُبكٍ ومُضحكٍ في آن".
وإذ أشارت الأوساط إلى أنها "لم تفاجأ في سياسة الحضّ على الكراهية وإعادة استذكار الماضي التي يمارسها "الجنرال" بمفرده، وكأنه لا يوجد إلّا القوات والدكتور جعجع في وجهه"، أكدت "أن عون مكلّف من "حزب الله" والنظام السوري بإدارة هذه المعركة ضد القوات اللبنانية، خصوصاً بعد التطور الإيجابي الذي أحرزه جعجع بانفتاحه العربي، والذي أثمر جولات مكثّفة شملت بعض دول الخليج والعراق، ومزيداً من التنسيق والتعاون، الأمر الذي أغاظ بعض قوى الثامن من آذار".
من هذا المنطلق، تتوقّع أكثر من جهة سياسية غرق الساحة الداخلية في الخلافات والمساجلات ضمن عنوان أساسي يكمن في الخلاف السائد حول النظرة للأحداث السورية، إضافة إلى ملفات داخلية، ومنها ما أثير مؤخراً عن طروحات لافتة تتمثّل بالدعوة الى نَقل مقعدي الأقليات والإنجيليين إلى الدائرة الأولى في الأشرفية، في سياق الحَماوة الطائفية والمذهبية السائدتين في البلد، وأمام الربيع العربي والتحوّلات في المنطقة، والدور الكبير لقوى 14 آذار الداعمة لهذه التحولات، ما يشكّل التفافاً على مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الداعم لوحدة بيروت، والمناهض للمشروع الطائفي والمذهبي، الأمر الذي ينسحب أيضاً على نجله الرئيس سعد الحريري، والذي أكد في وثيقة تيار "المستقبل" على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
ومن هنا تقول المعلومات إن هذا الطرح انتخابي وشعبوي، والمستفيد منه هو العماد عون الذي بدأ يتحرك في منطقة الأشرفية، من خلال تجيير الخدمات من قبل وزرائه واللعب على الوتر الطائفي والشعبوي، وهناك لقاءات بدأت تجري في هذا الإطار بشكل منظّم ومدروس. لكن هذا الطرح لا يفيد المسيحيين بالدرجة الأولى ولا يفيد المسلمين أيضاً، كما انه لن يلقى الآذان الصاغية في سياق التحوّل الحاصل حالياً في المنطقة، وما تضمّنته وثيقة 14 آذار السياسية.
يبقى أن المؤشرات الراهنة في ضوء ما ستحمله الأيام المقبلة من تصعيد عسكري مرتقب في سوريا، ووفق معلومات تُنقل عبر أقنية ديبلوماسية، تعكس مخاوف على الداخل اللبناني، والذي برز عبر اتساع رقعة الخلافات السياسية، خصوصاً على جبهة الرابية ـ معراب، إضافة إلى الطروحات الطائفية التي تنطوي على مصالح انتخابية..
«البيال»: أخطاء 14 آذار التكتيكية والاستراتيجية
فوجىء المراقبون بتأخر مهرجان قوى 14 آذار في ذكرى انطلاقتها في «بيال» ساعة عن موعده أمس، فبعد ان كان مقررا في الرابعة بعد الظهر تأخر حتى الخامسة، وعزوا التأخير الى ان المنظمين لم يتمكنوا من ملء القاعة التي تجنّب بعض الكاميرات تصوير الفراغات في زواياها.
طارق ترشيشي
لوحظ ان قادة 14 آذار قد خاضوا معاركهم الخطابية بـ"الوكالة" عبر مجموعة شبّان قدموهم على أنهم مستقلون ومن "المجتمع المدني" ليتبين أن القسم الاكبر منهم يعلن انتسابه الى فريق 14 آذار مستعيداً خطابات ردّدها قادته مرارا.
 ولكن بعض السياسيين المخضرمين رأوا في تحويل المناسبة هجوما على دمشق خطأ تكتيكياً واستراتيجياً في آن:
فعلى المستوى التكتيكي اندفع الخطباء، وقبلهم الرئيس سعد الحريري، في هجوم عنيف على النظام السوري وكأنه ساقط بين ليلة وأُخرى، في وقت تؤكد التقارير انه ماضٍ في تقدمه ميدانياً وفي تحقيق اختراقات ديبلوماسية وسياسية.
اما على المستوى الاستراتيجي، فيقول المخضرمون، ان الحديث عن "وحدة الشعبين اللبناني والسوري"، و"وحدة الربيع العربي" هو اقرار ضمني بعروبة لبنان بعد أن كان بعض قادة 14 آذار بنوا سابقاً وجودهم السياسي على ان لبنان مختلف عما حوله.
وذكّر المخضرمون بأن هذا الخطأ الاستراتيجي يكرر خطأ استراتيجياً آخر وقع فيه زعماء "الجبهة اللبنانية" السابقة حين استنجدوا بالجيش السوري عام 1976فسقطت بذلك رؤيتهم العقائدية التي تقوم على تخويف المسيحيين من العرب عموماً، ومن سوريا خصوصا.
اما الفريق الآخر في 14 آذار كتيار "المستقبل" فإن خطأه الاستراتيجي يبرز في التحريض والتوتير ضد دمشق بما يخالف "اتفاق الطائف" الذي يركّز عليه ليل نهار ويرفض أي مساس به، فيما هو يتجاوزه في محور العلاقة اللبنانية ـ السورية الذي يقضي بأن لا يكون لبنان أو سوريا مصدراً لتهديد أمن البلد الآخر.
اما الخطأ الاستراتيجي الآخر الذي ارتكبه هؤلاء في رفع شعار "لبنان اولا" في رد غير مباشر على منطق المقاومة الذي يدعو الى مواجهة اسرائيل، فإذ بهم يتصرفون ازاء الأزمة السورية و"كأن دعم المسلحين في البلد الشقيق صار مطلبهم الاول، وأن حرية لبنان لا تتحقق إلاّ اذا تحققت للسوريين حريتهم".
اما الخطأ الاستراتيجي الثالث لهذا الفريق، فهو عدم قراءته الدقيقة لما يدور في المنطقة والعالم من متغيرات سريعة، سواء على مستوى موازين القوى الدولية وما يطرأ عليها من تغيير، أو على مستوى الشروع في تسويات دولية واقليمية لحل الأزمة السورية بعدما اتضح للجميع صعوبة اسقاط النظام في المدى المنظور، ويبدو هؤلاء "كالذاهب الى الحج والناس راجعة"، فيكررون أخطاء سبق لإطراف لبنانية أن ارتكبتها في العلاقة مع سوريا منذ عام 1975 حيث راهن الجميع يساراً ويميناً على امكانية اسقاط النظام السوري في حال خاضوا مواجهة ضده، فجاءت النتائج خلافاً لتوقعاتهم. اما الحديث عن رفض المجازر التي يتعرض لها بعض المدن، بغض النظر عن صحة الترويج الاعلامي عن هوية مرتكبيها، فيؤكد "ان المسألة ليست انسانية او مبدئية او اخلاقية، بمقدار ما هي سياسية بامتياز". ويُذكّر سياسيون بأنه قبل سقوط الرئيس الروماني السابق نيقولاي تشاوشيسكو تحدث الاعلام الغربي عن مجزرة واحدة سقط فيها 72 الف ضحية، لتظهر الحقيقة فيما بعد أن عدد ضحايا الديكتاتور الروماني لم يتجاوز 270 ضحية. "فلعبة الارقام لا تكون دائما في مصلحة اصحابها، حسبما يقول قريبون من دمشق، وسيأتي اليوم الذي يكشف فيه عن حقيقة هذه المجازر ومرتكبيها".
فهل كان غياب قادة 14 اذار عن الكلام في "البيال" خطوة الى الوراء تتناسب مع المتغيرات المحيطة بالأزمة السورية؟ وهل أن هؤلاء القادة مستعدون لأن يتنازلوا عن قيادتهم للشباب الذين تنازلوا لهم عن منبر البيال؟ تلك هي المسألة....
 
14 آذار: لانتفاضة سلام تُخرجنا من المآسي وتؤسس للمستقبل
أكدت قوى «14 آذار» أنّ لبنان اليوم و»للمرة الأولى منذ عقود طوال، أمام فرصة حقيقية لكسر القيد الذي كبّل حياته الوطنية، وحرمه حقه في الاستقرار ومواكبة التطور»، داعية الى «تحصين الارضية الصلبة التي تسمح للبنان بالاستفادة من النهوض العربي لتدعيم تجربة عيشه الواحد ونظامه الديموقراطي واخراجه من دوامة الحروب الساخنة والباردة وبناء سلامه الداخلي».
أطلقت قوى 14آذار وثيقتها السياسية تحت عنوان "من انتفاضة الاستقلال 2005 الى انتفاضة السلام 2012"، وذلك خلال الاحتفال بالذكرى السنوية السابعة لـ 14 آذار في البيال. واستُهلت الوثيقة التي ألقاها النائب بطرس حرب بالإشارة إلى أن "أخطارا جسيمة تداهمنا وتحدق بنا اليوم"، ودعت الى تركيز الجهود على "إعادة بناء ركائز الدولة الواحدة الجامعة والحامية والضامنة لجميع اللبنانيين عبر التسليم بضرورة وضع كل الامكانات بتصرفها"، لافتة الى أنّ "لبنان بخطر في مواجهة النهوض العربي التاريخي مع تحولات الربيع العربي، وأيضا خطر تلاشي الدولة جراء الهيمنة على قرارها من أطراف سياسية لم تستمد قوتها من صناديق الاقتراع وإرادة أكثرية اللبنانيين، بل من سطوة السلاح الخارج عن الشرعية الوطنية والموجه الى صدور اللبنانيين، وتستند ايضا الى منظومة وصاية استبدادية هي في طور التداعي وعلى طريق الزوال، اضافة الى خطر التراجع الاقتصادي والمالي وسوء الأداء وتراكم المشكلات وتداعيات ذلك على الاستقرار ومستويات عيش اللبنانيين، فضلا عن خطر تحويل الانقسام السياسي بين اللبنانيين الى انقسام من طبيعة أخلاقية بين من يدعم الجلاد ضد الضحية وبين من يتضامن مع المظلوم ضد الظالم".
ورأت الوثيقة أنّ "السلام الداخلي هو شرط لبقائنا أحرارا متساوين ومتنوعين، ولإقامة وئام حقيقي وثابت بين لبنان اليوم وسوريا الغد، بعد نصف قرن من التوترات المتواصلة، وشرط لتجديد الدور الذي لعبه لبنان في نهضة المشرق العربي، خصوصا لجهة تحديد "طريق عربية" نحو الحداثة والديموقراطية". واعتبرت أن "لهذا السلام ركيزتين: الأولى من طبيعة أخلاقية وهي أن لا نكرر أخطاء الماضي بالاستقواء بقوى إقليمية أو دولية وأن لا نقع في فخ المطابقة بين طائفة وحزب يدعي تمثيلها والنطق باسمها، والثانية من طبيعة سياسية وهو أن نعيد بناء حياتنا المشتركة بشروط الدولة الجامعة، لا بشروط طائفة أو حزب سياسي أو ميليشيا مسلحة أو وصاية خارجية".
وفي هذا الاطار، شددت الوثيقة على ضرورة "اعادة الاعتبار إلى الدولة، بوصفها صاحبة الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة واستخدامها، ووضع حدٍّ لهذا التمييز المهين بين اللبنانيين، بين من هم خاضعون للقانون وبين من هم فوق القانون والمحاسبة، والى اعادة الاعتبار الى القيم السياسة الأصيلة، وأن نشجع على نشوء بيئات وتجمعات عابرة للطوائف توفر شروط التلاقي على ثوابت وطنية مشتركة، وتعيد الأولوية للمشترك السياسي-الوطني على أي عامل آخر، وتثبت المساواة التامة والفعلية بين المسيحيين والمسلمين، لنستطيع وضع ما التزمناه في اتفاق الطائف موضع التطبيق".
وختمت الوثيقة: "على رغم المصاعب والأخطاء الكثيرة التي اكتنفت مسيرتنا في المرحلة الماضية، وعلى رغم التحديات الماثلة أمامنا في مقبل الأيام، فإن ما أنجزه الشعب اللبناني بانتفاضة الاستقلال وربيع بيروت 2005 يبقى المنطلق والدليل في مسيرتنا". وإذ لفتت إلى أنّ "المبادئ والمنطلقات المذكورة هي مرجعية أساسية لعملها ومبادراتها في المرحلة المقبلة على طريق سلام لبنان"، جددت الوثيقة تأكيد ضرورة "أن نكمل ما بدأناه وأن نخوض معركة إقامة دولتنا المدنية وجمهوريتنا التي تحترم المواطن الفرد المحرر من وصاية القوة وعقيدة الاستقواء بالسلاح، المواطن الذي يحتكم الى القانون والمؤسسات"، داعية "جميع اللبنانيين، من دون تمييز، الى التشارك في التحضير لـ"انتفاضة سلام" تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعا".
 
عون: البديل عن سقوط نظام الأسد حرب في لبنان
أعلن رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أنّ «من أيّدوا حرب إسرائيل على لبنان هم أنفسهم اليوم يؤيّدون حرب سوريا»، مشدّداً على وجوب أن يكون «الاستقلال بقرار ذاتيّ، وليس من خلال الاعتداء على دولة أخرى».
وقال عون في كلمة ألقاها في الذكرى الثالثة والعشرين لـ 14 آذار في المعهد الأنطوني - بعبدا: "لفهم هذه الذكرى علينا فهم ما هي مكوّنات الأزمة التي أوصلت إلى 14 آذار والأجواء الأمنية التي شكّلت ممرّاً لهذه الحرب"، موضحاً أنّه تولّى "رئاسة الحكومة في 23 أيلول 1988، بعد حصول أحداث دامية بدأت في العام 1975 وفرّقت اللبنانيّين لخمس حالات غريبة عن لبنان، وأمام هذه الحالات لم يستطع الجيش أن يجد نفسه، وكان لزاما علينا أن نخلق الحالة اللبنانية".
ولفت عون الى "أنّنا وصلنا الى الحكم وكان هناك فراغ مريع في القيادات المسيحيّة، فالشيخ بيار الجميّل كان قد توفّي، وكميل شمعون أيضا، فيما ريمون اده نفى نفسه، وأمين الجميّل ترك الحكم وسافر.
وأكّد أنّ "الجيش لم ينقسم يوماً، وهو رفض التدخّل عام 1990 عندما هاجموا بعبدا"، مذكّراً بأنّ "في 14 آذار قصف المرفأ من المراكز السورية، وقصفت منطقة الاونيسكو، وطلب في حينه الرئيس سليم الحص إجراء تحقيق عربيّ، ونحن طالبنا بالتحقيق العربي الفوري، وعلمت أنّ هذا التحقيق ضدّنا ويريدون إلباسَنا هذه الجريمة، ولكن فوراً قُصفت اليرزة وأخذنا القرار وأعلنّا حرب التحرير".
أضاف: "الجميع أخذ علينا كيف أعلنّا الحرب على سوريا، لكن لم أُعلن الحرب على سوريا بل عندما يكون الشخص محتلّا يستعمل ما لديه لتحرير أرضه".
وتطرّق عون إلى حرب تمّوز 2006، فرأى أنّ "كلّ العالم خافوا منها، واعتبروا أنّ إسرائيل ستقضي على لبنان، لكنّ لبنان واجه الاجتياح موحّداً وبقلب واحد وانتصر"، لافتًا إلى أنّ "من أيّد حرب إسرائيل على لبنان هم أنفسهم اليوم يؤيّدون حرب سوريا في الداخل"، داعياً إلى "التفكير في حسن الجوار وأمن الجوار".
أضاف: "لأنّنا نريد أن نعيش، لا يمكننا أن نعيش مع جهات تكفيرية على حدودنا تتفاعل مع الداخل، ونحن لا نريد للتطرّف أن يكون على حدودنا، ولا نقبل لناس أن يصلوا باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان، لأنّ الشرعة عندهم ضدّ الديموقراطية، وهذا في كتابهم وفي الشرعة لديهم".
وتوجّه عون الى شباب التيّار الوطني الحر بالقول: "انتبهوا، يجب أن تفهموا سياسة الأخوان وما هي شرعتهم لاختيار الامر الصحيح، فلو افترضنا أنّ النظام السوري انتهى فما هو البديل؟ هناك سلامتنا "بالدَق" والحرب ستصل إلينا، لا نريد أن نغمض أعيننا ونقول فليحكم الأخوان".
ولفت إلى أنّ "شعار حرّية سيادة واستقلال يجب أن نعيشه بالمعاني، فماذا تعني لنا كلمة حرّية؟ لا أرى كثيرين مع الأسف يفهمون معناها، فالحرّية ليس لها حدود ولا شيء يحدّها إلّا حرّية الآخر، وعندما تعتدي على حرّية الآخر تعتدي على حرّية نفسك".
أضاف: "يجب أن يكون الاستقلال بقرار ذاتيّ، وليس من خلال الاعتداء على دولة أخرى، والاستقلال لا يعني أن نترك حدودنا "فالتة" لأنّنا نريد إدخال السلاح إلى سوريا ولأنّ بعض الأحزاب تريد أن تحارب في سوريا، وأن يغيّروا النظام هناك، ونحن ملزمون عدم ترك الأمور "فالتة" على حدودنا".
وردّاً على سؤال، أعرب عون عن اعتقاده أنّه لمس شخصيّا "ارتفاع حرارة توتّر الأجواء السياسية والأمنية في المنطقة وفي لبنان أواخر العام 2005 عندما قال القيادي في تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي بتكفير الشيعة"، معتبراً أنّ "لبنان يتفاعل وينفعل مع أحداث الشرق الأوسط وقد تأتي أيّام تكون الحرارة مرتفعة جدّاً"، مؤكّداً ضرورة "الحدّ منها كي لا يصل لبنان إلى درجة الحريق".
وشدّد عون على "أنّنا اعتمدنا سياسة الانفتاح والتفاهم، وأعني الوثيقة الموقّعة مع "حزب الله"، ونحن نعتزّ بهذا الاتّفاق، ومنذ وقّعناها لم تحدث صراعات داخلية بالنسبة إلى الحريق الذي يحيط بنا".

 

 


المصدر: جريدة الجمهورية اللبنانية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,748,452

عدد الزوار: 7,002,275

المتواجدون الآن: 75