أخبار لبنان..الدبلوماسية الدولية تسابق التدهور الميداني: العودة إلى اتفاقية الهدنة..مقتل قائد في «حزب الله» في قصف إسرائيلي على الجنوب..مساعٍ لبنانية للتهدئة في الجنوب وتنفيذ القرار 1701..بوريل تبلّغ إجماعاً لبنانياً حول عدم الانجرار لتوسعة الحرب..هل ألحقتْ إسرائيل لبنان بـ «تبديل إستراتيجياتها» في المرحلة الثالثة من الحرب؟..نتنياهو يلوّح بعملية ضد لبنان وغالانت يهدد «بقص» غزة و«نسخها» في بيروت..سكان الشمال: سؤال يؤرق قادة العدوّ..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 كانون الثاني 2024 - 4:19 ص    عدد الزيارات 308    التعليقات 0    القسم محلية

        


الدبلوماسية الدولية تسابق التدهور الميداني: العودة إلى اتفاقية الهدنة..

تعزية باسيل لقائد الجيش تُنهي القطيعة.. وحزب الله ينعى وسام الطويل مهندس استهداف القاعدة الجوية..

اللواء..مع اقتراب حرب غزة من المائة يوم، تبدو الساحة الجنوبية تسير، يوماً إثر يوم، متثاقلة او متسارعة باتجاه انهيار ضوابط قواعد الاشتباك، في ظل اوضاع مأزومة لا تقتصر على طرف بحد ذاته، وإن كانت اسرائيل أكثر تأزّماً، بعد عملية حزب الله ضد قاعدة مون ميرون، التي تتحكم بحركة الطيران الحربي الاسرائيلي في الجنوب وعموم المنطقة الممتدة الى سوريا. وفي اليوميات الامنية البالغة التعقيد، نعى حزب الله القيادي الكبير في الحزب الشهيد وسام حسن الطويل (الملقب بالحج جواد)، الذي استهدفته مسيَّرة اسرائيلية عند العاشرة والربع من صباح امس في بلدته خربة سلم، لتسارع وسائل اعلام اسرائيلية وتعلن ان الشهيد الراحل هو المسؤول عن اطلاق الصواريخ الـ62 على القاعدة الجوية ميرون السبت الماضي. واذا كانت المقاومة لم تتأخر بالرد باستهداف رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع حدب البستان بالصواريخ المناسبة.بقي العمل السيراني المتعلق بالقرصنة في مطار رفيق الحريري والذي حصل بعد ظهر امس، في واجهة المتابعة، وإن كان وزير الاشغال علي حمية اعلن بعد عودة المطار الى العمل «ولا مشكلة في ما خص الرحلات الجوية» (حسب حمية) الذي اوضح ان «حوالى 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ». وقال: اننا ادارة رسمية وعلينا تفعيل الامن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها. اضاف: هناك اجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الاضرار. ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: العمل جار مع الاجهزة الامنية المختصة، والاجابة ستكون خلال ايام لتحديد ما اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً. واعلن ان «التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان». وسيحضر الوضع في ما تعرض له المطار من هجوم سيراني ادى الى تعطل شاشات الوصول والمغادرة، فضلاً عن نظام الحقائب على جدول اعمال اول مجلس وزراء، يجري التحضير له الاسبوع الحالي، بانتظار استكمال جدول الاعمال، وطبيعة الملفات التي ستطرح، ومن بينها التعيينات في رئاسة الاركان والمجلس العسكري، وبت الزيادات المقترحة على رواتب العاملين في القطاع العام ومعاشات التقاعد. وعلمت «اللواء» من مصادر وزارية ان انعقاد جلسة مجلس الوزراء لم يتقرر، بعد وبالتالي لم يتبلغ الوزراء بموعدها.

باسيل يعزي عون

والابرز على صعيد الحركة السياسية، حضور رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى صالون كنيسة سان تريز - الفياضية، لتقديم التعازي لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، والذي كان واصل تقبل التعازي بوفاة والدته هدى ابراهيم مخلوطة، ومن ابرز المعزين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الرئيسين أمين الجميّل وميشال عون ووفد يمثل المطارنة الكاثوليك، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وملحقون عسكريون عرب واجانب وشخصيات اجتماعية.

احتواء التصعيد

جنوبا، وفيما اعتبر الرئيس نبيه بري ان رد المقاومة على اغتيال الشيخ صالح العاروري يساوي 10/10، مضيفاً ان العدو قرأ الرسالة جيداً، والجنون الذي نشهده منذ يومين تعبير عن الألم الذي اصابه، تركزت حركة الموفدين الدوليين، فضلاً عن الحركة الدبلوماسية على احتواء لهب الحرب الدائرة عند الحدود الجنوبية، منعاً لامتدادها على ساحات يصعب السيطرة عليها. وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاشتباكات في الجبهة الجنوبية والتي حضرت بندا أساسيا للنقاش في زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل إلى بيروت ،تتحول رويدا إلى نوع متطور مع مرور الأيام وأشارت إلى أن تكتيكات استراتيجية يتم اتباعها من قبل حزب الله والعدو الإسرائيلي ما يدفع إلى السؤال عن إمكانية الانتقال إلى مرحلة أكثر خطورة لاسيما إذا لم يأت الحل الديبلوماسي الذي يعمل عليه بثماره. ولفتت هذه المصادر إلى أن بوريل حذر من اتساع رقعة الحرب وأكد أنه لا يحمل أي مسعى إنما يرغب في إنهاء التوتر والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١، مؤكدة أن هذا التحذير ليس جديدا وإن الترقب سيد الموقف لزيارات عدد من المسؤولين إلى المنطقة وما قد تخرج عنها لجهة إمكانية التوصل إلى تفادي توسيع رقعة الحرب. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان جولة مسؤول السياسية والخارجية في الإتحاد الاوروبي بوريل على المسؤولين اللبنانيين،تناولت مجمل العلاقات بين لبنان والاتحاد على كل المستويات، والاوضاع السياسية بما فيها أزمة الانتخابات الرئاسية والازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، وموضوع النازحين السوريين وكيفية معالجة الاوضاع المتدهورة جنوبا بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت ان زيارة المسؤول الاوروبي للبنان حققت اختراقا بلقائه مع وفد من حزب الله للإطلاع منه على موقف الحزب من مجريات الاشتباكات الدائرة في الجنوب مع الجيش الاسرائيلي وارتباطها بالحرب في غزة، وخلص الى انه من الصعب وقف التدهور الحاصل بمعزل عن توقف الحرب في غزة كليا .ولكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان، من خلال السعي لتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١ من قبل جميع الاطراف. واضافت ان بوريل ناقش بانفتاح موضوع النازحين السوريين، على عكس لقائه السابق مع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب في بروكسل، ابدى تفهما لوجهة النظر الحكومية بخصوص معاناة لبنان جراء أزمة النازحين السوريين الضاغطة بكل المجالات وضرورة مد يد المساعدة والتعاون لمعالجة هذه الازمة، وابدى استعداده لبحث افضل السبل لمساعدة لبنان ليتمكن من التخفيف من وطأة هذه الازمة. لكنه اعتبر ان الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها المنطقة حاليا وتعدد وجهات النظر بين دول الاتحاد بخصوص موضوع اللاجئين السوريين تقف حائلا دون الاتفاق على حلول لهذه الازمة. وكشف النقاب عن ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يعمل على اعداد خطة تتضمن معالجة الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل. وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ان هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، ومعه سنبحث كل المسائل. واضاف ميقاتي: نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، مشدداً على ان «المطلوب اعادة احياء اتفاق الهدنة وتطبيقه واعادة الوضع في الجنوب الى ما كان قبل العام 1967، واعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة. واشار:«نحن نعمل على حل ديبلوماسي ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة». وردا على سؤال قال: «التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الامر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية». وتابع: «تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله». وكان ميقاتي بحث الاوضاع الجنوبية والتحركات الدبلوماسية مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي اعلن انه جرى عرض الوضع في الجنوب، والمساعي القائمة، بدءاً من لقاءات الاسبوع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي وبحثنا الوضع في الجنوب كما سنلتقي وزيرة خارجية ألمانيا، وكما هو معروف فإن الولايات المتحدة أوكلت الى أموس هوكشتاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق، وقد أبلغنا الجميع اننا على إستعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة الى خط الهدنة لعام 1949 مما يعني انسحاب إسرائيل من الاراضي اللبنانية كافة وان توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، واذا طبقت هذه الامور فان ليس لدى لبنان أي مشكلة، وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن ان يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول وسنعلن عنهم في الوقت المناسب».

عودة الشاشات

وفي المطار، عادت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهر أمس، بعد أن كانت تعرضت لهجوم سيبراني منذ الأمس. وجال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن مع الصحافيين في أرجاء المطار للتأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها. وصرح الحسن من المطار قائلا: «الشاشات عادت للعمل بشكل طبيعي أما جرارات الحقائب فنعمل على اعادة وضعها للشكل الطبيعي بشكل تدريجي وحاليا يُشغّل التفتيش يدوياً أما السكانر فلم تتأثر». وقال الحسن : «ما حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل». وكشف مصدر أمني تعليقاً على القرصنة انه تم إدخال فيروس لأنظمة مطار مطار رفيق الحريري الدولي ما يستدعي إعادة برمجة جميع الأنظمة. وافاد المصدر الأمني عن تعاون ألماني فرنسي مع الجيش والأمن اللبناني لتفكيك الهجوم السيبراني على مطار بيروت. واعلن رئيس المطار فادي الحسن في تصريحات تلفزيونية عن «اعادة تشغيل شاشات مطار بيروت بعد القرصنة ونعمل على إعادة تشغيل خطّ الحقائب ونجتمع الآن مع وزير الأشغال وأمنيّين لمعرفة أسباب ما حصل». وأكد أن الشاشات ونظام جرارات الحقائب في المطار تعود تدريجيًا الى العمل، وشدد الحسن على أنه سيتم التعاون مع الفنيين للكشف على السيرفر لمعرفة سبب ومصدر الخرق. وكانت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قد تعرضت الى قرصنة إلكترونية بدأ العمل فورا على معالجتها. واستنكر النائب فؤاد مخزومي «ما حدث في مطار رفيق الحريري الدولي معلناً رفضه له، وفيه اختراق أمني فاضخ لأمن المطار وأمن وسلامة المسافرين. على القضاء والقوى الأمنية والجهات المختصة وكافة المعنيين، تحمل مسؤولياتهم والتحرك فورًا وفتح تحقيق شامل ودقيق لكشف ملابسات ما حصل لمنع تكراره وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين».

الوضع الميداني

ميدانياً، كان الحدث الجسيم استشهاد القيادي الرفيع في حزب الله الشهيد وسام حسن الطويل بضربة جوية في بلدته خربة سلم، ومن الجنوب، ظهر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في كريات شمونة، وقال: حزب الله كان يعتقد بأننا كخيوط العنكبوت، وفجأة واجه قوة هائلة. بالمقابل، استهدف حزب الله موقع الراهب في سياق المواجهة المفتوحة مع اسرائيل. ودعا حزب الله الى المشاركة في تشييع الطويل في بلدته خربة سلم عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم. وكان الجيش الإسرائيلي صعّد خلال ليل الاحد الاثنين من اعتداءاته، فأغار منتصف الليل على أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذ غارتين على أطراف موقع الراهب وعيتا الشعب، وغارة على الاودية المحيطة ببلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع الاوسط. كما نفذ غارات وهمية فوق بلدة تبنين واخترق جدار الصوت على مستوى منخفض جدا، ما أدى الى تكسير زجاج عدد من من المنازل وواجهات المحال التجارية. وبعد منتصف الليل، أغار الطيران الحربي المعادي على الأودية المجاورة لبلدات رامية والقوزح ودبل. كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليل الفائت فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور. وفي الجو، أطلق جيش العدو الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وهو بالون عملاق للرصد والتجسس والتصدي للتسلل، سماه Sky Dew أو "ندى السماء” وخصصه للتمركز على الحدود الشمالية، للكشف عن مختلف التهديدات القادمة من الجنوب اللبناني، وأهمها ما يطلقه حزب الله من مسيّرات وصواريخ على أنواعها، للتحذير الاستباقي منها، وفقا لما ورد عنه بوسائل إعلام إسرائيلية عدة، منها موقع The Times of Israel الناشر مواده بالعربية والإنجليزية. مع ذلك لا تزال منظومة المراقبة المركَّبة في المنطاد الذي يمكن رؤيته من مسافة بعيدة في لبنان، قيد التجهيز وليست مهيأة للتشغيل بعد، بحسب ما قالت القوات الجوية الاسرائيلية في بيان ذكرت فيه أن في المنطاد المعروف باسم "تل شميم” عبريا، عشرات الكاميرات الخاصة، كما وأجهزة كمبيوترية صغيرة، وأخرى رادارية ضخمة. ويبلغ طوله 117 متراً، ويزن عدة آلاف كيلوغرامات.

مقتل قائد في «حزب الله» في قصف إسرائيلي على الجنوب

قيادي في «قوة الرضوان» والأعلى رتبة بين قتلى الحزب في هذه الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط».. قُتل قائد في «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» في قصف استهدف سيارته في جنوب لبنان، وهو ما وُصف بـ«الضربة المؤلمة» للحزب، ما من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد بينه وبين إسرائيل. ونعى «حزب الله» في بيان له «القائد وسام حسن طويل» الملقب بـ«الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها وصف «قائد» من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وقد أجمعت المعلومات على أن الطويل هو قائد في «قوة الرضوان»، بينما قال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات (حزب الله) في الجنوب»، ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها إن مقتل الطويل «ضربة مؤلمة جداً»، مرجحة أن تؤدي إلى تصاعد المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الغارة التي نفذتها مسيرة إسرائيلية قرابة العاشرة والربع من صباح الاثنين، على سيارة من نوع «رابيد» على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم (الواقعة على مسافة نحو 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل)، في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخاً موجهاً، أسفرت عن وقوع قتيلين، وأدت إلى جنوح السيارة إلى جانب الطريق واحتراقها، وحضرت إلى المكان فرق من الإسعاف والإطفاء من الدفاع المدني و«كشافة الرسالة الإسلامية» و«الصليب الأحمر»، وعملوا على إخماد النيران. ويعد طويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في «حزب الله» الذي يُقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل، وأتى مقتله بعد نحو أسبوع على اغتيال نائب رئيس حركة «حماس» صالح العاروري في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت. ونشر الإعلام الحربي للحزب مجموعة صور لطويل، يظهر في إحداها وهو يجلس قرب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020. وظهر في صور أخرى مع عدد من قيادات الحزب، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والقيادي السابق عماد مغنية الذي قُتل بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008، إضافة إلى مصطفى بدر الدين، القيادي العسكري الذي قُتل في سوريا عام 2016. وفقد «حزب الله» أكثر من 130 مقاتلاً في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء الاشتباكات بينه وبينه إسرائيل. في موازاة ذلك، استمر القصف الإسرائيلي باتجاه جنوب لبنان بينما نفّذ «حزب الله» عمليات عدة باتجاه مواقع إسرائيلية. وقال في بيانات متفرقة إن مقاتليه استهدفوا «موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع حدب البستان، إضافة إلى تجمع لجنود إسرائيليين في شتولا، وتجمع آخر في محيط موقع جل العلام». وفي جنوب لبنان، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت صباحاً سلسلة غارات عنيفة على خلة وردة عند أطراف بلدة عيتا الشعب، ملقية عدداً من الصواريخ من نوع «جو - أرض» أحدث انفجارها دوياً ترددت صداه في معظم مناطق الجنوب، وتعالت من جرائه سحب الدخان الكثيف من المنطقة المستهدفة. وفي مرجعيون، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منطقة كركزان شمال شرقي بلدة ميس الجبل وباب ثنية في الخيام وتلة العويضة بين العديسة وكفركلا بالقذائف الفوسفورية، كما قصفت المدفعية أطراف بلدة حولا وأطراف الوزاني. كذلك، أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مؤسسة تجارية على طريق العديسة، وأدى إلى اندلاع النيران فيها. كذلك تعرضت أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب لقصف مدفعي متزامن مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي غير الاعتيادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري. ومساءً، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت منزلاً قرب الجامع في بلدة الضهير. وسُجّل أيضاً تحليق على علو للطيران الحربي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط مترافقاً مع تحليق للطيران الاستطلاعي، خصوصاً فوق القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق، وفق «الوطنية». وأتى ذلك، في وقت جدد فيه المسؤولون في «حزب الله» التأكيد على أنهم لا يريدون توسعة الحرب، لكنهم يرفضون الدخول في أي مفاوضات قبل وقف الحرب على غزة. وقال رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد في حفل تكريمي لأحد مقاتلي الحزب: «العدوّ الإسرائيلي يهوّل علينا بتوسِعة نطاق الحرب وبالتهديد بأنه سيشنّ حرباً واسعة، وسيلجأ إلى الخيار العسكري إذا لم تنفع السّبل السياسية في تحقيق أهدافه ومآربه ومطالبه ومزاعمه وأوهامه التي يُريد من خلالها أن يُهجّر أبناء الجنوب، وتأتي الوفود لتقنعنا بأنه يجب ألا ندع فُرصة لتوسّع نطاق الحرب»، مؤكداً: «نحن لا نريد توسّع نطاق الحرب، لكن نريد أن يتوقف العدوان. لا أحد يبحث معنا في أيّ أمرٍ يتّصل بساحتنا اللبنانية قبل أن يوقف العدو عدوانه». وختم رعد قائلاً: «إذا أردتم حرباً واسعةً تعتدون فيها على بلادنا فسنذهب فيها إلى النهاية، ونحن لا نخاف تهديدكم، ولا قصفكم، ولا عدوانيّتكم، وحضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام».

مساعٍ لبنانية للتهدئة في الجنوب وتنفيذ القرار 1701

ميقاتي يشدد على الحل الشامل… ومن ضمنه سلاح «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».. تستمر الجهود السياسية للتهدئة في جنوب لبنان، وعدم توسعة الحرب مع تأكيد المسؤولين اللبنانيين الاستعداد لتطبيق القرار 1701. وهذا الأمر شدد عليه كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب. وقال ميقاتي في حديث لقناة «الحرة» الأميركية: «أبلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية واتفاق الهدنة والقرار 1701». وأكد على أن لبنان «يشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)»، وأوضح: «نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة»، مشدداً على «أن المطلوب إعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب إلى ما قبل عام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة إلى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وأضاف ميقاتي رداً على سؤال: «تلقينا عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)»، وكشف أن مستشار الرئيس الأميركي أموس هوكستاين سيزور بيروت هذا الأسبوع، للبحث معه في كل هذه المسائل. وقال ميقاتي رداً على سؤال: «التهديدات التي تصلنا مفادها أنه يجب انسحاب (حزب الله) إلى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها السيادة اللبنانية»، مضيفاً: «تلقينا عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (حزب الله)». ومن جهته، قال بو حبيب إن المسؤولين اللبنانيين أبلغوا كل الجهات المعنية أن لبنان «على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي العودة إلى خط الهدنة لعام 1949؛ ما يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية كافة، وأن توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، كاشفاً أنه من الممكن أن يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول في الفترة المقبلة. وجاءت مواقف بو حبيب بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقد لفت إلى أنه كان قد عرض للوضع في الجنوب والمساعي القائمة، مشيراً إلى أنه «كما هو معروف فإن الولايات المتحدة أوكلت إلى أموس هوكستاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق، وقد أبلغنا الجميع أننا على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي أنه تجب العودة إلى خط الهدنة لعام 1949؛ ما يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية كلها، وأن توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، وإذا طبقت هذه الأمور فإنه ليس لدى لبنان أي مشكلة، وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن أن يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول، وسنعلن عنهم في الوقت المناسب». وهذا الموقف كان قد أكده بو حبيب لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا خلال لقائه معها مشدداً على أنه «لا يمكن للحل إلا أن يكون سياسياً ودبلوماسياً من خلال التطبيق الكامل للقرار 1701 أي عبر الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية». والموضوع نفسه كان حاضراً أيضاً في اللقاء الذي جمع بو حبيب مع سفير ألمانيا في لبنان جورج شتوكل – شتيلفريد، ولفت فيه الوزير إلى أن «هناك تعويلاً على دور ألمانيا الصديقة في وقف التصعيد والحيلولة دون تمدد الصراع».

بوريل تبلّغ إجماعاً لبنانياً حول عدم الانجرار لتوسعة الحرب

لقاؤه مع «حزب الله» حظي بضوء أخضر أميركي

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. كشفت مصادر سياسية مواكبة للقاءات التي عقدها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أنه لقي تجاوباً لبنانياً لدعوته عدم الانزلاق نحو توسعة الحرب وضرورة استيعاب التصعيد الإسرائيلي لمنع تل أبيب من جر لبنان إلى مواجهة مفتوحة على امتداد الجبهة الشمالية في الجنوب يصعب السيطرة عليها. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن بوريل لم يحمل معه تهديداً إسرائيلياً، وإنما لديه شعور بأن تل أبيب ماضية في تصعيدها لاستدراج لبنان، ما يعني أن الخطر لا يزال قائماً، وهذا يتطلب ضبط النفس وممارسة أعلى درجات المسؤولية لقطع الطريق على تفلت الوضع. وأكدت المصادر السياسية أن بوريل استبق لقاءاته في بيروت، ولديه ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية، تزامن مع وجود وزير خارجيتها بلينكن في المنطقة، سعياً لتكرار الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه لمنعه من توسعة الحرب بإشعال الجبهة الشمالية، التي يمكن أن تتوسع لتشمل جبهات أخرى في المنطقة. وتوقفت المصادر أمام لقاء بوريل برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، وقالت إن تكليفه بهذه المهمة، كونه الأقدر على التواصل مع قيادة «حزب الله»، جاء بغطاء أميركي. ولفتت إلى أن رعد أكد لبوريل أن الحزب ليس في وارد توسعة الحرب، وسيضطر لاتباع سياسة الدفاع عن النفس في حال قررت إسرائيل الجنوح نحو إشعال الجبهة الشمالية، وقالت إنه كرر المواقف التي سبق لأمين عام الحزب، حسن نصر الله، أن أعلنها في أكثر من مناسبة منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وإن رعد تناغم بموقفه بلا تردد مع المواقف التي تبلغها بوريل من رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وإن كان اشترط وقف الحرب في غزة بوصفه ممرا إلزاميا للبحث بتطبيق القرار «1701». ولم تجزم المصادر نفسها ما إذا كان «حزب الله» يربط التفاوض لتطبيق القرار بوقف العدوان على غزة، في محاولة يريد من خلالها أن يرفع السقوف السياسية لتحسين شروطه في المفاوضات، على الرغم من أنه من الأفضل للحزب أن يترك هذا الأمر للحكومة اللبنانية ويقف خلفها، كما فعل سابقاً في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وبذلك يكون قد جنب نفسه رد فعل المعارضة التي تتهمه بأنه يحتكر لنفسه القرار الخاص بالسلم والحرب. وأكدت المصادر أن بوريل تبلغ رسمياً من لبنان أن إصرار إسرائيل على توسعة الحرب جنوباً لن يؤدي إلى تأمين عودة المستوطنين الذين نزحوا من المستوطنات الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية إلى بيوتهم، لأن الحرب لن تكون بمثابة نزهة لها، وسيضطر الحزب للتعامل معها بالمثل، ما يؤدي إلى تفجير الوضع على نطاق واسع يتجاوز حدودها الشمالية مع لبنان. وفي هذا السياق، فإن التوسع في الحديث عن استعصاء إسرائيل على القرارات الدولية وعدم الالتزام بها، أتاح للجانب اللبناني التوقف أمام مجموعة من المحطات التي تدعم موقفه بخروج إسرائيل عن إرادة المجتمع الدولي، ورفضها الانصياع لقرارات الأمم المتحدة، خصوصاً أنها هي من تحتل أراضيَ لبنانية وترفض الانسحاب منها. وتطرق بوريل مع الذين التقاهم إلى اجتياح إسرائيل الثاني لبنان عام 1982، الذي وصلت فيه إلى بيروت، بذريعة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وضرب بنيتها العسكرية وإخراج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان إلى تونس، ولاحقاً في حرب تموز (يوليو) 2006 مع «حزب الله» الذي كان تأسس بصورة رسمية بين عامي 1983 و1984. لكن إنهاء إسرائيل للوجود العسكري الفلسطيني في لبنان لم يكن حاجزاً أمام وقف اعتداءاتها عليه، وخرقها لأجوائه البرية والبحرية والجوية، ومنعها من الإبقاء على القضية الفلسطينية حية في الأراضي المحتلة، وهذا ما ينسحب أيضاً على «حركة حماس»، حتى مع افتراض أن إسرائيل ستتمكن من إنهاء وجودها العسكري في غزة، لأن الحرب الدائرة الآن أكسبتها تأييداً غير مسبوق امتد إلى الضفة الغربية وأراضي الـ1948، ولا يمكن شطبها من المعادلة في حال أدت الضغوط الدولية إلى إيجاد تسوية تقوم على حل الدولتين. وأبدى بوريل تفهماً لوجهة نظر الذين التقاهم، وأولهم بري وميقاتي وهما اللذان أبلغاه بضرورة تزخيم التحرك الأوروبي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية التي تشكل المفتاح لعودة الاستقرار إلى المنطقة وتعبيد الطريق أمام تطبيق القرار «1701» ليصبح سالكاً، علماً بأنه كان ليكون مجدياً أكثر لدول الاتحاد الأوروبي مجتمعة أن تتمايز عن موقف واشنطن في نظرتها إلى الحرب الدائرة في غزة. ويبقى السؤال: لماذا لا يبادر «حزب الله» للانفتاح على شركائه في الوطن، وبينهم قوى المعارضة، لتبديد الاحتقان والتعبئة اللذين لا يخدمان توحيد الموقف اللبناني الرسمي في مفاوضاته لتطبيق القرار «1701»، بدلاً من إقحام البلد في سجالات لا جدوى منها ويغلب عليها تبادل الاتهامات.

اغتيال قائد في «الرضوان» ومطاردة عناصر «حزب الله» بـ «الذكاء الاصطناعي»

هل ألحقتْ إسرائيل لبنان بـ «تبديل إستراتيجياتها» في المرحلة الثالثة من الحرب؟

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- وزيرة خارجية ألمانيا في بيروت اليوم... وهوكشتاين عائد هذا الأسبوع

تتوغّل الحرب «غير التقليدية» بين إسرائيل و«حزب الله» من خلف «الحدود المُرسَّمة» للمواجهات المستعرة منذ 8 أكتوبر الماضي لتُسابِقَ مساراتٍ ينخرط فيها «حشد ديبلوماسي» أميركي – أوروبي – عربي في محاولةٍ لـ «بناء» ترتيباتٍ سياسية لـ «اليوم التالي» لوقف حرب غزة والتي يُعتقد أن بلوغَها سيشكّل الأرضيةَ لإنهاء الصراع الأخطر الذي تشهده المنطقة منذ عقود بعدما أَنْذَر بانفجار شامل تقف على حافة الانخراط فيه دولٌ إقليمية ومن «الوزن الأثقل» عالمياً. وفي مؤشِّر جديدٍ إلى أن إسرائيل «تلعب على وَتَرَيْ» رفْض طهران الانجرار إلى حرب غزة - وهو ما تتقاطع فيه إيران مع واشنطن - ومداراةِ «حزب الله» هذه «الرؤية الإستراتيجية» التي صودف أنها تنسجم مع المصلحة اللبنانية ما يجعله يقيس استهدافاته العابرة للحدود بـ «ميزانٍ بالغ الدقة»، سدّدت تل أبيب أمس ما وصفه إعلامُها بـ «ضربة مؤلمة للحزب» باغتيال «المُجاهد القائد» كما وصفتْه «المقاومة الإسلامية» في بيان نعيه وسام حسن طويل (الحاج جواد) بغارة استهدفتْه بينما كان داخل سيارة في بلدته الجنوبية خربة سلم. وإذ جاء هذا الاغتيال بعد 6 أيام من تصفية إسرائيل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، اكتمل بعملية أمس «مثلث» ضرب تل أبيب «محور الممانعة»، بدءاً من اغتيال القيادي في الحرس الثوري رضى موسوي في دمشق (25 ديسمبر)، من دون إغفال أن الشبهة لم تسقط عن «أصابع» أبعد من «داعشية» وراء تفجيريْ كرمان الدمويين في 3 يناير.

الذكاء الاصطناعي

وفي حين تكتسب العملية التي طاولت العاروري رمزية بالغة الحساسية لكونها وقعتْ في معقل «حزب الله» الذي لم يسبق لإسرائيل أن استهدفته منذ انتهاء حرب يوليو 2006، فإن اغتيال طويل لم يقلّ دلالة باعتبار أنه وُضع في إطار مزدوج:

أولاً لكونه استكمال لمسارٍ ارتسم في الفترة الأخيرة وعمدت فيه تل أبيب لـ «مطاردة» عناصر وكوادر من «حزب الله» وبعضهم حتى بيوتهم حيث اغتالت العديد منهم، مع عدم استبعاد أن يكون هذا «النجاح» مزيجاً من خرق تقني عبر «الاتصالات»، ومن استخدام للذكاء الاصطناعي في عملياتِ كشْف مواقع إطلاق صواريخ في اتجاه الشمال الإسرائيلي.

وثانياً لأن طويل، وهو أول «قائد» من حزب الله يسقط في الميدان باعتراف الحزب الذي لم يسبق في كل بيانات النعي أن أعطى هذه الصفة لأي من عناصره الذين قضوا، علماً أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن أنه برتبةٍ توازي لواء في الجيش الإسرائيلي.

والأهمّ في اغتيال طويل عبر طائرة مسيّرة على بُعد نحو 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل عبّرت عنه المسؤوليات التي كُشف أنه كان يضطلع بها كما ربْطه بـ «الردّ الأولي» الذي نفذه «حزب الله» يوم السبت على استهداف العاروري في الضاحية بضربةٍ موجعة لإسرائيل طاولت قاعدة ميرون للمراقبة الجوية. وفي حين نقلت «فرانس برس» عن مصدر أمني أن طويل مسؤول عسكري بارز في «حزب الله» قُتل بقصف إسرائيلي من مسيّرة استهدف سيارته Honda CRV في خربة سلم قرب بلدة تبنين، وانه «كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب»، قال مصدر آخر لـ «رويترز» إن «هذه ضربة مؤلمة للغاية»، في حين كشفت قناة «الحدث» أن طويل «قاد منذ شهر وحدة(122)في فرقة الرضوان بحزب الله». من جهتها، أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن «الجيش أعلن رسمياً تصفية وسام طويل معاون قائد كتيبة الرضوان»، في الوقت الذي تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن «أن وسام طويل مسؤول عن إطلاق الصواريخ على قاعدة ميرون». واعتُبر هذا الاغتيال بمثابة رفْعٍ لوتيرة ما يوصف بأنه «استهدافات جراحية» متبادَلة بين إسرائيل و«حزب الله»، وسط انطباعٍ بأن تل أبيب تشمل الحزب بمرحلة «تغيير استراتيجيات الحرب والمواجهة»، من غزة مروراً بسورية الى جنوب لبنان حيث انتقلت الى ما وُصف بـ «الانتقام من الحزب». وإذ رأت أوساط مطلعة أن تل أبيب بتوسيعها دائرة الاستفزازات لإيران والحزب تَمْضي بإرساء ما تعتقد أنه «كماشة» فإما ينجرّان إلى «فخ» الردّ الذي يكون بمثابة ضغط على زرّ تفجير الحرب التي تفضّلها إسرائيل وإما يُحْصيان الأضرار المتراكمة على قوة ردعهما، توقفت عند الهجوم السيبراني الذي «أسقط» شاشات مطار بيروت الدولي عصر أول من أمس وعطّل جرارَ الحقائب ونظام التفتيش بالسكانر قبل أن «تُستعاد» الشاشات أمس ويُعمل على معالجة الأضرار الأخرى تباعاً، من دون استبعاد أن تكون هناك «يد» إسرائيلية في هذا الخرق الذي حمل رسائل مناهضة للحزب ودعوة لتحرير المطار منه وإعلان رفضٍ للحرب، وتبيّن أنه لم يكن من عمل مجموعة «جند الرب» التي وُقّعت «العملية» باسمها إذ نفت ضلوعها بـ «العمل الشيطاني». وعلى وقْع حبْس أنفاس ساد الجبهة الجنوبية حيال احتمالات اشتداد المواجهات عقب اغتيال طويل، اعتبرت أوساط غير بعيدة عن «محور الممانعة» أن سقوط القيادي بحزب الله في الميدان لن يجعل الحزب يتعاطى مع هذا التطور خارج سياقات سقوط عناصره الآخَرين الذين لا يميّز بينهم، سواء رتبة أو هوية أو ما شاكل، ولن يهيء له «رداً خاصاً»، بل المواجهات ستستمر وفق القواعد نفسها ومقتضيات التماثل في الاستهدافات، وسط ملاحظة أن إسرائيل أرفقتْ استهداف طويل بأمريْن:

- توسيع رقعة الغارات والقصف جنوباً، والتي ألحقت أضراراً كبيرة في مسجد بلدة العباسية الحدودية بعد استهدافه بقذيفتي دبابة ميركافا أصابتا داخل المصلى ومئذنة المسجد. كما أطلق الجيش الإسرائيلي عدداً من القذائف على مزرعة دواجن وعدداً من الرشقات النارية في اتجاه رعاة الماشية على ضفاف نهر الوزاني، واستهدف أيضاً مؤسسة تجاريّة على طريق العديسة ما أدّى إلى اندلاع حريقٍ كبير فيها. وإذ أغارت مسيّرة إسرائيلية عصر أمس على منزل قرب الجامع في بلدة الضهير، ردّ «حزب الله» بعمليات عدة بينها ضد «تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة» وتجمع آخر في محيط موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية، وذلك بعدما كان استهدف مستوطنة كريات شمونة للمرة الأولى بصاروخ «كورنيت» المضاد للدروع.

- والأمر الثاني مواقف تهديدية أطلقها بنيامين نتنياهو من كريات شمونة نفسها حيث أكد «سنفعل كل شيء يلزم من أجل إعادة الأمن إلى حدودنا الشمالية وعليهم ألا يعبثوا معنا»، مؤكداً «حزب الله يرتكب خطأً كبيراً في تقديره إيانا. لقد ظن أننا شبكات عنكبوت، وفجأة رأى... يا له من عنكبوت»، وأضاف: «لقد ضربنا له مثالاً عما يحدث لأصدقائه في الجنوب، وهو ما سيحدث هنا في الشمال. سنفعل كل ما بوسعنا لاستعادة الأمن». وجاء موقف نتنياهو فيما تشهد حكومته تمدُّد التفسخات داخلها على خلفية إعلان وزير الدفاع يوآف غالانت أن بلاده تتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة والتي ستشهد خفضاً لمستوى العمليات العسكرية المكثفة والانتقال نحو العمليات الخاصة، وهو ما انتفض بوجهه وزير الأمن ايتمار بن غفير معتبراً أنه «بمثابة إعلان نهاية الحرب قبل الحسم وهذا مرفوض»، في الوقت الذي وُضع هذا «الاهتزاز» في سياق تداعيات الضغط الأميركي المتصاعد على تل أبيب لخفْض منسوب الأعمال الحربية في غزة وتالياً سحْب فتائل التصعيد الأعلى على جبهة جنوب لبنان.

القرار 1701

وفي حين يحمل وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن هذا الضغط إلى إسرائيل التي وصل إليها مساء أمس، فإنّ واشنطن تمضي في محاولاتِ إكمال مسارٍ عمليّ لإيجاد حلّ دائم للجبهة اللبنانية – الإسرائيلية تحكم «اليوم التالي» لوقف الحرب ويرتكز على تطبيق القرار 1701 من تل أبيب على قاعدة بت النقاط الخلافية على الخط الأزرق ووضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في عهدة الأمم المتحدة والانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر، في مقابل تنفيذ الشق اللبناني من القرار القاضي بجعل جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح أي خالية من «حزب الله». وفي حين أعطى حزب الله إشاراتٍ حمّالة أوجه لاستعداده للحوار والتفاوض على قاعدة«الفرصة التاريخية للتحرير الرابع»ولكن بعد وقف الحرب، في ما اعتُبر حجزاً مبكّراً لهو من خلفه إيران لمقعد متقدّم على طاولة التسويات في المنطقة، ستشكّل زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت هذا الأسبوع امتحاناً لمسعى واشنطن هو الذي كان قصد إسرائيل الأسبوع الماضي. وفي حين تتهيأ بيروت لاستقبال وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك، اليوم، نفى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقي بيروت أي طرح بنشر قوات ألمانية على الحدود الجنوبية. وقال ميقاتي في حديث إلى«قناة الحرة»إن لبنان تلقى عبر موفدين دوليين تحذيرات«من تدميرٍ وحرب على لبنان»، مضيفاً «أبلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701». ورأى أن «المطلوب إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه واعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً. المطلوب العودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وتابع «نعمل على حل ديبلوماسي ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة». وقال ميقاتي إن «التهديدات التي تصلنا مفادها بأنه يجب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية. وتلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله». ولفت إلى أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، تحدث في بيروت «عن ضرورة التنبه لعدم توسيع الحرب. ونحن شددنا على أننا نمد أيدينا الى المجتمع الدولي سعياً لارساء الاستقرار في المنطقة، واذا استطعنا تحصيل حقوق لبنان، فإن حزب الله لا هدف له إلا المصلحة اللبنانية»...

إسرائيل تغتال مسؤول عمليات نخبة «حزب الله»

نتنياهو يلوّح بعملية ضد لبنان وغالانت يهدد «بقص» غزة و«نسخها» في بيروت

• ترجيح التزام الحزب برد مضبوط... والجيش الإسرائيلي يخفض العمليات في القطاع

• طهران تؤكد خبر «الجريدة•» عن تلقي رسالة أميركية حول تسوية إقليمية شاملة

• انفجار غامض يحرق 16 سفنية لـ «الحرس الثوري»

الجريدة..طهران - فرزاد قاسمي و منير الربيع ...مع تزايد التحذيرات الدولية من خطر خروج الأمور عن السيطرة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط قلق من إمكانية لجوء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شن حرب كبيرة على لبنان لإنهاء معضلة الردع التي تواجهها على الجبهة الشمالية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي التي أطلقت آلة القتل الإسرائيلية ضد قطاع غزة، تلقى «حزب الله» اللبناني أمس، ضربة قوية باغتيال وسام طويل مسؤول العمليات بـ «قوة الرضوان»، قوات النخبة في الحزب، بمسيّرة إسرائيلية. وقُتل طويل المعروف بالحاج جواد في هجوم استهدف سيارته في بلدة خربة سالم جنوب لبنان، والتي تقع على عمق 11 كيلومتراً من الحدود، وبحسب المعلومات قُتل معه شخص آخر يدعى أدهم شري. ويعد طويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في الحزب الذي يُقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل، بعد أن اغتالت تل أبيب في نوفمبر الماضي قيادات في «قوة الرضوان» بينهم نجل رئيس كتلة الحزب البرلمانية محمد رعد. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن طويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ باتجاه قاعدة «ميرون» قبل أيام، والتي توصف بالعين الاستخبارية الحدودية لإسرائيل، في حين توقعت مصادر لبنانية أن يرد «حزب الله» على الاغتيال في إطار حساباته التي تركز على تجنب إعطاء إسرائيل المأزومة ذريعة لشن حرب شاملة على لبنان. وحذر نتنياهو، خلال جولة بالمنطقة الحدودية المتاخمة للبنان، من أنه سيفعل كل ما يلزم لإعادة المستوطنين الذين تم ترحيلهم إلى مناطق داخلية، ملوحاً بعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، غير أنه أشار إلى أن إسرائيل تفضل أن تُبعد «حزب الله» عن الحدود عبر الدبلوماسية، وذلك عشية وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، والذي تقود بلاده جهوداً ومساعي دبلوماسية عبر المبعوث الرئاسي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين للتوصل إلى اتفاق بين الحزب وإسرائيل لاستعادة الأمن على الحدود التي شهدت هدوءاً طويلاً صمد منذ حرب 2006 حتى 7 أكتوبر الماضي. بدوره، قال وزير الدفاع يؤآف غالانت، إن الأولوية ليست الدخول في حرب مع «حزب الله»، لكنه أضاف: «إنهم (حزب الله) يرون ما يحدث في غزة. إنهم يعلمون أنه يمكننا نسخ ولصق ما قمنا به هناك إلى العاصمة اللبنانية بيروت»، مشيراً إلى أن إسرائيل باتت مستعدة للانتقال إلى مرحلة جديدة في قطاع غزة تنخفض فيها وتيرة العمليات العسكرية إلى حد كبير. وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن العمليات انخفضت بالفعل في شمال غزة، وأنها في باقي القطاع دخلت في مرحلة أقل كثافة. التصعيد لم يقتصر على الجبهة اللبنانية، إذ شهدت جزيرة قشم الإيرانية، ليل الأحد - الاثنين، انفجاراً غامضاً تسبب في اندلاع حريق ضخم أتى على 16 سفينة تابعة للحرس الثوري تقل عسكريين متجهين إلى الحوثيين في اليمن، وضمنها سفينة استطلاع، حسبما أفادت تقارير إسرائيلية وإيرانية معارضة. وشكل إعلان ائتلاف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم فصيلي حزب الله العراقي وحركة النجباء، استهدافه مدينة حيفا شمال إسرائيل، تصعيداً في عمل هذه الفصائل التي أعلنت سابقاً المسؤولية عن استهداف إيلات وحقل اريش النفطي القريب من لبنان. وبينما أشارت مصادر دبلوماسية أميركية في بيروت إلى أن زيارة جولة بلينكن للمنطقة تخللها طلب مباشر من دولة قطر لتفعيل تحركها باتجاه الإيرانيين لتجديد التفاوض الإيراني ـ الأميركي، أكد السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري خبر «الجريدة» المنشور على صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر في 22 ديسمبر الماضي عن تلقي طهران لرسالة أميركية حملها وزير عربي. وقال أكبري في تصريحات لموقع «العهد» أمس، إن «أميركا أرسلت لإيران وفوداً من أجل عدم توسيع رقعة الصراع وقبل عشرة أيام تلقينا رسالة من إحدى الدول الخليجية التي أرسلت وفدها إلى طهران حاملاً رسالة من جانب الأميركيين من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع». وأكدت مصادر دبلوماسية أن الإشارة التي أعطاها الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله قبل أيام عن فرصة تاريخية للبنان لتحرير كل أراضيه عبر المفاوضات، تنسجم مع موقف إيراني واضح تم إبلاغه للأميركيين بأن طهران مستعدة للمفاوضات وتكريس الاستقرار، إضافة إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. في المقابل، تستبعد مصادر لبنانية الانزلاق إلى حرب إلا إذا شنتها إسرائيل، مشيرة إلى أن الاستقرار في جنوب لبنان والبحر الأبيض المتوسط يمثل أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما دفع إلى مبادرة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، لأسباب تتصل بأمن الطاقة وتوفيرها إلى أوروبا. وذكرت المصادر أن «حزب الله» إلى الآن لم يلجأ إلى الخروج على قواعد الاشتباك ولم يوجه ضربة لأي هدف بحري في البحر الأبيض المتوسط خصوصاً حقلي تامار وكاريش، في خطوة تشير إلى أن الحرب في غزة والتضامن من قبل محور إيران مع القطاع، أصبحا أبعد بكثير من حدوده وذات أهداف أبعد من إسناد المقاومة الفلسطينية، فالأهداف الأساسية إعادة ترسيم حدود النفوذ في المنطقة من البحر الأحمر إلى المتوسط، وما تريده إيران هو تكريس نفوذها على خطوط التنافس العالمية حول ممرات التجارة والملاحة البحرية. ولفتت المصادر إلى أن حسابات الدول بما فيها إيران تتقدم في هذا المجال على حساب القضية الفلسطينية وقطاع غزة، طالما أن مشروع التهجير والتجزير من قبل الإسرائيليين مستمر، ولم تتمكن الضربات من محور الممانعة من وضع حد لهذا التوغل الإسرائيلي. وأكدت أن كل عناوين الاستقرار في لبنان التي يطرحها الأوروبيون تتصل بضرورة توفير الاستقرار في لبنان لمنع تسرب اللاجئين ولمنع تفاقم الصراع العسكري مع إسرائيل. وهذه العناوين كلها تركزت عليها زيارات وزيرة خارجية فرنسا، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزيرة الخارجية الألمانية، التي تحمل عرضاً يتعلق بتوسيع صلاحيات وتعزيز عدد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل، إضافة إلى زيادة عدد الجنود الألمان. وبالنسبة إلى لبنان فإن كل هذا النقاش مؤجل حالياً بانتظار وقف الحرب على غزة، وبعدها فإن لبنان مستعد للدخول في مثل هذه المفاوضات. وفي تفاصيل الخبر: بعد 3 أيام من قصف حزب الله اللبناني لأهداف حساسة في قاعدة جوية استراتيجية توصف بـ«العين الاستخبارية الحدودية» لإسرائيل، في رد أولي على اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري، قُتل وسام طويل القيادي العسكري البارز في «قوة الرضوان»، قوات النخبة في «حزب الله»، بقصف إسرائيلي استهدف سيارته في بلدة خربة سلم في عمق جنوب لبنان. وحسب المعلومات، فإن الضربة التي يعتقد أنها نفذت بطائرة مسيرة بالمنطقة الواقعة على بعد نحو 11 كيلومتراً من الشريط الحدودي، تسببت بمقتل قيادي ثانٍ في «قوات الرضوان» يدعى أدهم شري. وفي حين أفادت تقارير عن أن القيادي العسكري المستهدف بالضربة المؤلمة للحزب قائد العمليات في قوة الرضوان، شددت أوساط عبرية على أن طويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ باتجاه قاعدة «ميرون». وفي وقت لاحق، نعى حزب الله في بيان «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل» من بلدة خربة سلم. وقال إنه «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها حزب الله لنعي مقاتليه الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة. وهذه أول مرة يستخدم فيها حزب الله صفة «قائد» عند نعي أحد عناصره. ويعد طويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في حزب الله الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل. ونشر الإعلام الحربي لحزب الله مجموعة صور لطويل، يظهر في إحداها وهو يجلس قرب قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير 2020. وظهر في صور أخرى مع عدد من قيادات الحزب، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، والقيادي السابق عماد مغنية الذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008، إضافة إلى مصطفى بدر الدين، القيادي العسكري الذي قتل في سورية عام 2016. مواجهة العنكبوت وفي وقت عزز الاغتيال احتمالات تصاعد المواجهات الحدودية التي أسفرت حتى الآن عن مقتل 130 من عناصر الحزب اللبناني الذي فتح جبهة «إسناد ومشاغلة» منذ شن حركة «حماس» الفلسطينية لهجوم «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولة بالمنطقة الحدودية المتاخمة للبنان من أنه سيفعل كل ما يلزم لإعادة المستوطنين الذين تم ترحيلهم إلى مناطق داخلية خوفاً من اندلاع مواجهة شاملة. وصرح نتنياهو بالقول: «لقد ظن حزب الله أننا بيت عنكبوت، وفجأة رأى أي عنكبوت هذا. إنه يرى هنا قوة هائلة، وتصميماً على القيام بكل ما يلزم لاستعادة الأمن في الحدود الشمالية، وأنا أقول لكم: هذه هي سياستي». وقال نتنياهو خلال تفقده وحدة «ديفورا» العسكرية رفقة وزير الاقتصاد نير بركات: «اخترت القدوم إلى كريات شمونة، بينما نتعرض للقصف بنيران مضادة للدبابات». وأضاف: «لقد أخطأ حزب الله في تقديرنا في عام 2006، وهو يرتكب خطأً كبيراً في حقنا حتى الآن». ومضى بقوله مخاطباً الجنود الإسرائيليين: «سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والسماح لعائلاتكم، لأن الكثير منكم من المنطقة، بالعودة إلى ديارهم بأمان وتعلمون أنه لا يمكن العبث معنا، وسنفعل كل ما هو ضروري. نحن بالطبع نفضل أن يتم ذلك دون معركة واسعة، لكن هذا لن يوقفنا». وبخلاف الضربة النوعية التي لا يعرف على وجه الدقة إن كانت ضمن مسلسل اغتيالات بدأ بقتل نائب رئيس مكتب «حماس» صالح العاروري في بيروت أم لا، تواصل تبادل القصف على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة اعتيادية أمس، فيما واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته الإقليمية الرامية لكبح التصعيد ومنع انتقال حرب غزة إلى جبهات أخرى. ومع وصول وزيرة الخارجية الألمانية إلى بيروت حاملة مقترحاً إسرائيلياً لنشر قوات ألمانية على الحدود بين إسرائيل ولبنان، نقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر لبنانية بأن الجانب اللبناني رفض مقترحاً إسرائيلياً آخر نقله المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بنشر قوات طوارئ بصلاحيات عسكرية على الحدود بهدف إبعاد خطر شن «قوات الرضوان» لهجوم مماثل لـ«طوفان الأقصى» من الجبهة الشمالية. وفي وقت أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بلينكن سيطلب من حكومة نتنياهو السماح بعودة النازحين من شمال غزة إلى جنوب القطاع لمساكنهم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن جيش الاحتلال يتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على القطاع الفلسطيني المعزول والمحاصر، والتي ستشهد خفضاً لمستوى العمليات العسكرية المكثفة، والانتقال نحو عمليات خاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين. بيروت تتلقى مقترحاً لنشر قوات ألمانية على الحدود اللبنانية الجنوبية وأشار غالانت، لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى أن مفهوم الدفاع بالنسبة للدولة العبرية تغيَّر بعد أحداث السابع من أكتوبر، وقال: «وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محوراً، وليس عدواً واحداً، وإيران تقوم ببناء قوة عسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها ضدنا». وبرر لجوء جيش الاحتلال لقوة مدمرة غير متناسبة في الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني وشردت نحو 85% من سكان القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمبة بـ«شدة التهديد الذي تُواجهه إسرائيل وبهجوم السابع من أكتوبر الذي هزها». وتابع: «الهدف ليس فحسب تدمير حماس، التي تدعمها إيران، بل العمل بقوة كبيرة لردع الأعداء المحتمَلين الآخرين، حلفاء طهران، بما في ذلك حزب الله». وشدّد على أن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة في تدمير «حماس»، وإنهاء سيطرتها على غزة، وإطلاق سراح المحتجَزين الإسرائيليين بالقطاع. خلافات واحتجاجات من جهة ثانية، تسبب تصريح غالانت عن تقليص العمليات العسكرية بغزة، الذي يبدو أنه يأتي كاستجابة للضغوط الغربية الرامية لاحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، في إثارة غضب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي يتمسك بتشجيع هجرة الغزيين إلى الخارج طواعية وبإعادة الاستيطان اليهودي للقطاع الفلسطيني. وقبل اجتماع عاصف لترتيب أوراق حكومة نتنياهو استعداداً لوصول بلينكن اليوم، قال بن غفير إن «مجلس الحرب غير مفوض للإعلان عن الانتقال إلى مرحلة عمليات محدودة بغزة». وأغلق عشرات المتظاهرين من حركة «تغيير الاتجاه» وائتلاف «الانتخابات الآن» مدخل «الكنيست» مطالبين بتحديد موعد في أسرع وقت لإجراء انتخابات مبكرة للبرلمان، متهمين حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب وملف إطلاق سراح المحتجزين. وقامت الشرطة الإسرائيلية بفض الاحتجاجات بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى الكنيست ومقر الحكومة. تحذير ورسالة ووسط تشكك غربي بقدرة إيران على ضبط ايقاع الجماعات المسلحة المتحالفة معها واحتمال انزلاق المنطقة إلى نزاع أوسع في ظل هيمنة التيار اليميني المتشدد على القرار بإسرائيل، أيد تصريح أدلى به السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري خبر «الجريدة» المنشور على صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر في 22 ديسمبر الماضي عن تلقي طهران لرسالة أميركية حملها وزير عربي. وقال أكبري في تصريحات لموقع «العهد» أمس، إن «أميركا أرسلت لإيران وفوداً من أجل عدم توسيع رقعة الصراع وقبل عشرة أيام تلقينا رسالة من أحد الدول الخليجية التي أرسلت وفدها إلى طهران حاملاً رسالة من جانب الأميركيين من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع». وأشار إلى أن الرد الإيراني على الرسالة كان بأن «لحلفاء طهران»، في لبنان والعراق وفلسطين وسورية واليمن، «حق تقرير مصيرهم المرتبط بحرية شعوبهم واستقلال قرارهم السياسي وهي ليست بديلاً عنهم». في موازاة ذلك، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الحكومة الأميركية والدول الغربية التي يزور مسؤولوها المنطقة الآن إلى إظهار إرادتهم بصورة عملية «إن كانوا يسعون بصورة حقيقية وصادقة وراء حل القضية وايقاف جرائم الحرب الصهيونية ومنع اتساع رقعة الحرب وانعدام الأمن بالمنطقة». وشدد على أن «المقاومة ستكون قادرة على إدارة القطاع»، معتبراً أن الاحتلال تكبد خسائر استراتيجية لا يمكن ترميمها في غزة. وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي إلى الرياض قادماً من أبوظبي لإجراء مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن التطورات الإقليمية وحرب غزة، أكد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي، خلال اجتماع مع الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على ضرورة تضافر وتوحيد الجهود الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد القطاع وإنهاء الأزمة ووضع حد للكارثة الإنسانية. وذكر ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد لرئيس الإمارات محمد بن زايد التزام واشنطن بـ«إحلال سلام إقليمي دائم يضمن أمن إسرائيل ويعزز إقامة دولة فلسطينية مستقلة». وجاء ذلك في وقت أفادت سلطات غزة بسقوط 100 قتيل جراء القصف الإسرائيلي الجوي والبري والبحري واستمرار المواجهات بين عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المحاور بالقطاع خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية. وفي القاهرة، شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال اجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على ضرورة وقف العدوان، مؤكداً أن «الحل الوحيد لكل ما يجري من تصعيد في المنطقة هو الحل السياسي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس»...

سكان الشمال: سؤال يؤرق قادة العدوّ

الاخبار.. يكثّف العدو ضرباته في بقع جغرافية ربطاً باعتبارات تمتد من الخلافات الداخلية حول غزة، مروراً بالضربات النوعية التي يوجهها حزب الله وآخرها ضرب قاعدة ميرون الجوية في عمق نحو 8 كلم داخل الأراضي المحتلة، وصولاً إلى النقاش الذي لا يُغلق حول شروط عودة المستوطنين إلى الشمال بعد إبعاد حزب الله خلف الليطاني أو قبل ذلك.وتوقّف الإسرائيليون كثيراً عند قصف حزب الله لقاعدة ميرون بـ62 صاروخاً، باعتبارها محاولة منه لأن «يفقأ عيون الدولة في الشمال»، ما عُدّ «تمهيداً لهجوم جوي عبر وسائل جوّالة»، وخصوصاً أن حزب الله اعتبر الضربة «رداً أولياً» على اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري. كما أن ذلك الهجوم أتى بعد عملية إعماء ممنهجة لجيش الاحتلال على طول السياج البري الفاصل مع فلسطين المحتلة وضرب مرصده البحري في قبالة الناقورة أهم مرصد جوي في الشمال. وقال الإعلام العبري إن قاعدة المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في ميرون تعرّضت لأضرار نتيجة للهجوم الصاروخي الذي شنّه حزب الله. وبدأ جيش العدو تحقيقاً في الحادث، في محاولة للتحقّق من كيفية الحد من حوادث من هذا النوع وما إذا كان من الممكن منع وقوع الإصابات. إلى ذلك استعر النقاش داخل إسرائيل حول مستقبل مستوطني الشمال، وسط تقدير غير متفائل بشأن التحرك الدبلوماسي المرتقب، لكن يبدو أن العدو «يفكر» بعملية عسكرية في الشمال، وهو يحاول توفير شرعية شعبية لها من خلال لوبيات سكان الشمال. لكن وخلافاً للخطاب العام والإعلامي في إسرائيل، لا يرى مستوطنو الشمال أن عودتهم مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله. وبحسب تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، تبيّن أن «الحل المطلوب، ينبغي أن يشمل عمليات عسكرية شديدة في شكل القتال الحالي وتحسين كبير في مُركبات الأمن في المنطقة وخاصة في مجال التحصينات، إلى جانب عملية سياسية تقود إلى إبعاد متفق عليه لناشطي حزب الله عن الحدود». وأيّد 29% من مجمل المستوطنين و18% من مستوطني حيفا و16% في الشمال القيام بعمليات هجومية من دون التدهور إلى حرب إقليمية، واعتبروا أنه في حال حدوث حرب إقليمية يتعيّن على إسرائيل إقامة شريط أمني في جنوبي لبنان. وفيما قال موقع «والا» العبري إن عدد عمليات حزب الله بات كبيراً في الشمال، وأعداد الإصابات باتت كبيرة جداً، والمسؤولين لا يسمحون بنشر الإحصائيات، فيما مستشفيات صفد تعمل على مدار الساعة وتستقبل عشرات الإصابات يومياً.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..روسيا تتحدث عن خسائر كبيرة في صفوف القوات الأوكرانية..بوتين يلتقي عائلات جنود قتلى في أوكرانيا..ويتعهد بدعم قواته..النمسا تطالب ألمانيا بتسليمها طاجيكياً متهماً بالتحضير لاعتداءات إرهابية..«داعش - خراسان» يتبنى الهجوم على حافلة في كابل..اليابان: أول اعتقال في فضيحة تمويل سياسي..شقيقة زعيم كوريا الشمالية تتعهد بـ«رد فوري» على أي استفزاز..الصين تعلن إلقاء القبض على «جاسوس» للمخابرات البريطانية..فرنسا تعتزم بناء ثماني محطات نووية تُضاف إلى ست معلن عنها..وزير الخارجية الإيطالي يدعو إلى تشكيل جيش للاتحاد الأوروبي..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..فلسطينيون يتصدون لقوة إسرائيلية ومقتل 3 في اشتباك بمخيم طولكرم..قمة مصرية - فلسطينية بالقاهرة ترفض «التهجير»..خان يونس «محور المعارك» وغالانت يمهِّد لـ«احتلال طويل» للقطاع..بلينكن: لدينا رؤية لنهج يوفر الأمن لإسرائيل ويتيح دولة للشعب الفلسطيني..«إسرائيل هيوم»: السنوار سلّح نفسه بالرهائن..متظاهرون يغلقون مدخل الكنيست مطالبين بإجراء انتخابات مبكّرة في إسرائيل..بوليفيا تلتحق بمقاضاة إسرائيل بـ«إبادة غزة»..العاهل الأردني: حرب غزة تقود لأبشع أشكال التطرف..تشديد أوروبي على «هدنة إنسانية» في غزة..بايدن: أعمل مع الحكومة الإسرائيلية لدفعها إلى الخروج من غزة..أشتية: أزمة أموال المقاصة تراوح مكانها..سيغريد كاغ تباشر مهمتها لإعانة غزة..وإعادة إعمارها..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,578,859

عدد الزوار: 6,955,948

المتواجدون الآن: 65