تقدم المعارضة الليبية أمام اختبار سرت ... وتوقعات بتقليص «الأطلسي» الغارات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 آذار 2011 - 6:49 ص    عدد الزيارات 2918    التعليقات 0    القسم عربية

        


تقدم المعارضة الليبية أمام اختبار سرت ... وتوقعات بتقليص «الأطلسي» الغارات
الإثنين, 28 مارس 2011
لندن - «الحياة»

وتأتي هذه التطورات الميدانية عشية اجتماع للأطراف المشاركة في التحالف الدولي، يعقد غداً في لندن للبحث في سير العمليات العسكرية وكيفية طرح مسار سياسي يوازيها لإنهاء الأزمة، خصوصاً مع قرب تسلم حلف شمال الأطلسي القيادة العسكرية للعمليات، وهي خطوة يتوقع أن تقلص نطاق الغارات في ظل اختلاف أعضاء الحلف في ترجمة قرار مجلس الأمن الرقم 1973 الذي يفرض حظراً جوياً لحماية المدنيين.

وتقدمت المعارضة في شكل سريع أمس نحو الغرب باتجاه سرت، بعد سيطرتها على مدينتي أجدابيا والبريقة الاستراتيجيتين في شرق البلاد، إضافة إلى المصب النفطي في راس لانوف وبلدة بن جواد، فيما تراجعت قوات القذافي في اتجاه سرت التي تعرضت لقصف جوي طوال الليل أدى إلى خسائر كبيرة، وأجبر معظم سكانها على الفرار إلى الصحراء، بحسب شهود.

وشكلت استعادة مدينة أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي) ومدينة البريقة النفطية (80 كلم غرباً) أول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي. وأوضح الناطق باسم المعارضة في بنغازي شمس الدين عبد الملا أن منذ الخميس ساهمت الغارات «في تهيئة ساحة المعركة» وقام ضباط وجنود انضموا إلى الثوار بدور رئيس ونسقوا هجماتهم مع التحالف.

واستعاد المعارضون أمس بلدة بن جواد (525 كيلومتراً شرق طرابلس)، ليستعيدوا السيطرة على كل المرافئ النفطية الرئيسة في شرق ليبيا، خصوصاً سدرة وراس لانوف والبريقة والزويتينة وطبرق. واحتشدت قواتهم على الطريق إلى سرت في انتظار الأوامر بالتحرك. وأعلن مسؤول كبير في المعارضة الليبية أمس أن قطر وافقت على تسويق النفط الخام الذي تنتجه حقول شرق ليبيا لحساب المعارضة، وأن الشحنة التالية من النفط الخام ستكون جاهزة خلال أقل من أسبوع.

وذكرت وكالة «رويترز» أن قافلة تضم 20 مركبة عسكرية بينها شاحنات تحمل مدافع مضادة للطائرات شوهدت مساء أمس وهي تغادر سرت وتتحرك غرباً نحو طرابلس، كما شوهدت عشرات السيارات المدنية تقل أسراً ومحملة بالأمتعة تتحرك غرباً على الطريق الساحلي من سرت نحو العاصمة الليبية التي تعاني نقصاً لافتاً في الغذاء والوقود.

وفي وقت يستعد الحلف الأطلسي لتسلم قيادة العمليات العسكرية، دافعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس عن التدخل الدولي في ليبيا، وأكدا أن دافعه الأكبر هو هشاشة العملية الديموقراطية في مصر وتونس. وشددا على أنه أتاح تفادي «كارثة إنسانية» و «مذبحة واسعة النطاق» في ليبيا.

وأكد غيتس أن الولايات المتحدة ستسلم سريعاً راية قيادة العمليات التي تهدف إلى حماية المدنيين وليس إطاحة الزعيم الليبي، مشيراً إلى أن «تغيير النظام أمر شديد التعقيد»، لفتت كلينتون إلى أن «هناك الكثير من الديبلوماسيين والقادة العسكريين في ليبيا الذين يغيّرون موقفهم وينشقون لأنهم يرون كيف سينتهي هذا الأمر».

ولا يزال الخلاف كبيراً داخل الأطلسي الذي تتطلب كل قراراته إجماعاً بين الأعضاء على رغم أن واشنطن تتوقع التوصل إلى اتفاق مبدئي. وتعارض تركيا وألمانيا الغارات. ووافق اجتماع لسفراء الدول الـ 28 الأعضاء في الحلف على تولي قيادة العمليات في ليبيا لكن ديبلوماسيين قالوا أن الحلف يأمل في ان يقتصر هدف الضربات على حماية المدنيين والمناطق المأهولة، كما أن الخطة التي عرضت على السفراء لا تتضمن أي تدخل لدعم المعارضة.

غير أن فرنسا، وهي رأس حربة التدخل، ترغب إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، في أن تبقى الغارات تحت مسؤولية دول الائتلاف العسكري الدولي كي لا يثير ذلك استياء الرأي العام العربي والاحتفاظ بهامش مناورة عملانية. واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الغرب «سيكون قدم خدمة كبيرة إلى القذافي إذا رأى أنه لم يبق سوى الحلف الأطلسي وقد انتهى الائتلاف».

عيون الثوار على سرت بعد سيطرتهم على البريقة وراس لانوف
الإثنين, 28 مارس 2011
 

وقالت امراة تقيم في سرت في اتصال هاتفي إن المدينة تعرضت لقصف جوي طوال الليل ما أدى إلى خسائر كبيرة، لافتة إلى أن معظم السكان فروا خائفين إلى الصحراء. وشنت قوات التحالف أيضاً غارات جوية كثيفة على الطريق الساحلية بين أجدابيا وسرت. وقال ناطق باسم النظام إن «القصف الجوي (على سرت) تواصل لساعات وساعات من دون توقف».

في المقابل، أكد ناطق باسم المعارضة في بنغازي إن مدينة مصراتة (غرب) الواقعة بين طرابلس وسرت تعرضت لـ «قصف كثيف» من قوات القذافي، طالباً المساعدة. وقال: «ظللنا نسمع طوال النهار اشتباكات بين المعارضين المسلحين وبين قوات القذافي في منطقة شارع طرابلس في وسط المدينة. سمعنا أصواتاً تنم عن استخدام دبابات ومدافع مورتر وأسلحة ثقيلة. وما زال هذا مستمراً».

وأشار إلى أن شخصاً واحداً قتل بنيران القناصة السبت، لكنه أضاف أن «لا إصابات وقعت الأحد لكن نظراً إلى أن اشتباكات عنيفة وقعت، فقد نمنى بخسائر في الأرواح. المعارضة تريد المضي قدماً بهجومها وطرد رجال القذافي من المدينة كلية. لكننا في حاجة إلى مزيد من الوقت بسبب القناصة المتمركزين على الأسطح».

وشكلت استعادة مدينة أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي) ومدينة البريقة النفطية (80 كلم غرباً) أول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي. وأوضح الناطق باسم المعارضة في بنغازي شمس الدين عبد الملا أن منذ الخميس ساهمت الغارات «في تهيئة ساحة المعركة» وقام ضباط وجنود انضموا إلى الثوار بدور رئيس ونسقوا هجماتهم مع التحالف.

واستعاد المعارضون أمس بلدة بن جواد الواقعة على بعد 525 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس وقالوا إنهم يعتزمون التقدم قريباً صوب سرت. وتقدموا نحو الغرب من دون أي عناء بعد طرد قوات القذافي من أجدابيا بمساعدة الضربات الجوية الغربية. وبهذا التقدم، يكون المعارضون قد استعادوا السيطرة على كل المرافئ النفطية الرئيسة في النصف الشرقي من ليبيا، بخاصة سدرة وراس لانوف والبريقة والزويتينة وطبرق.

وعلى بعد أربعة كيلومترات غرب بن جواد، كان المعارضون ينتظرون قرب الطريق الساحلي الرئيس ومعهم ثلاث قاذفات صواريخ متعددة وست بنادق مضادة للطائرات ونحو 12 شاحنة صغيرة مزودة ببنادق آلية. وقال واحد من نحو 100 معارض مسلح يتمركزون هناك: «نريد الذهاب إلى سرت اليوم. لا أعرف ما إذا كان هذا سيحدث». وقال مقاتل يدعى محمد عبدالله من خط الجبهة الأمامي حيث يتقاسم المعارضون الخبز والجبن والتمر والمياه: «الآن نتوقف هنا... ربما تكون هناك غارة جوية بعد الظهر».

وكانت بن جواد أبعد نقطة سيطر عليها المعارضون تجاه الغرب في أوائل الشهر الجاري. لكن بعد قليل من سيطرتهم عليها أجبرتهم قوات القذافي الجيدة التجهيز على تركها والعودة إلى معقلهم في بنغازي. واستعاد المعارضون زمام المبادرة منذ بدء الطائرات الغربية في قصف مواقع القذافي.

وفي بن جواد، كان أكثر من عشرين شاحنة تابعة للمعارضة مزودة ببنادق آلية في وسط البلدة. وكان المقاتلون يطلقون النيران في الهواء احتفالاً. وقال المقاتل المعارض يوسف أحمد (22 سنة): «لا يوجد جنود للقذافي هنا. نسيطر على البلدة بأكملها... سنذهب الآن إلى الغرب. وسنقاتل من أجل سرت». وأضاف أن جنود القذافي غادروا بن جواد أثناء الليل وأن المعارضين أسروا ما بين 20 و30 مقاتلاً موالين للحكومة بعضهم من النيجر ومالي.

وذكرت وكالة «رويترز» في وقت لاحق أن قافلة تضم 20 مركبة عسكرية بينها شاحنات تحمل مدافع مضادة للطائرات شوهدت أمس تغادر سرت وتتحرك غرباً نحو طرابلس، كما شوهدت عشرات السيارات المدنية تقل أسراً ومحملة بالأمتعة تتحرك غرباً على الطريق الساحلي من سرت نحو العاصمة الليبية.

وذكر التلفزيون الليبي أن طائرات قوات التحالف قصفت مدينتي سرت وسبها مساء السبت، وعرض صوراً تظهر حجم الدمار الذي لحق بأحد المباني لكنه لم يحدد مكانه على وجه الدقة، كما عرض لقطات تظهر سكاناً محليين يرددون هتافات تتحدى القصف الجوي وتندد بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

جنود أسرى يتهمون القذافي بخداعهم
الإثنين, 28 مارس 2011
 

بنغازي - أ ف ب - في إحدى غرف مستشفى في بنغازي وتحت حراسة الثوار، يقول جنود ليبيون جرحوا وأسروا، إن العقيد معمر القذافي خدعهم ليدفع بهم إلى قتال مواطنيهم في شرق ليبيا.

وأعرب الجنود عن استغرابهم عندما اكتشفوا أن العدو ليس إرهابياً من تنظيم «القاعدة» ولا عميلاً للموساد (جهاز الاستخبارت الإسرائيلي) ولا من المرتزقة الأجانب كما كان النظام يدعي.

وقال عزومي علي محمد (25 سنة) إنه جندي احتياطي وأسر في 20 آذار (مارس) الجاري، بعدما تعرضت قافلته التي تعد 400 جندي ليبي ومرتزقة أفارقة، لقصف جوي على الطريق الصحراوية قرب أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي).

وروى كيف أنه رأى شخصين يموتان أمامه، «وبعد ذلك فقدت الوعي»، مشيراً إلى ساقه اليمنى التي أصيبت بشظية قذيفة. وأضاف أنه كان مكلفاً ضمان أمن المنطقة «وقتال مرتزقة القاعدة»، مؤكداً أنه «فوجئ» عندما اكتشف أنه يقاتل مواطنيه.

وأشار إلى أن كل الهواتف النقالة صودرت منهم في طرابلس كي لا تشوش معلومات خارجية على الرواية الحكومية. وبعد أن تعايش مع الثوار في معقلهم في بنغازي وتلقى عناية أطبائهم، قال عزومي: «أريد الآن أن أقاتل ضد قوات القذافي».

وإلى جانبه، روى العسكري مصطفى محمد علي كيف سقط في كمين نصبه الثوار في 18 آذار (مارس) الجاري عندما كان خارجاً من اجدابيا، فأصيب بست رصاصات، لكنه نجا خلافاً لثلاثة جنود كانوا معه في السيارة الرباعية الدفع التي كانت تحمل العلم الأخضر للنظام.

وقيل له ان عملاء إسرائيلين جندوا مقاتلين تونسيين ومصريين وسوريين تحت تأثير مخدرات لافتعال اضطرابات. وأضاف وعين حارسه لا تفارقه: «كنت موالياً (للقذافي) ولم أعد كذلك، بعدما اكتشفت حقيقة المعارك... في بنغازي وجدت شباناً يقومون بثورة لوضع حد للظلمات التي كنا نعيش فيها». وعلى غرار زميله الاحتياطي، قال إن المتمردين وعدوا بإطلاق سراحه وسيتمكن من العودة إلى عائلته بعد سقوط القذافي.

وإلى جانب الجنديين، يرقد أيضاً ونيس إبراهيم حسن (30 سنة) المصاب بجروح بالغة وكان ينتمي إلى طاقم دبابة وصلت بنغازي في 19 آذار (مارس)، بعدما تلقت تعليمات للسيطرة على المطار، لكنه أصيب بقذيفة مضادة للدروع أطلقها المتمردون.

وأصابت القذيفة سكة حديد في الدبابة أصابته شظاياها الحارقة في ظهره وذراعه اليمني وساقيه ورأسه. وجاءت تصريحاته متناقضة، فقال أولاً إنه كان يريد الفرار «كي لا أطلق النار على الأبرياء»، ثم أضاف أنه كان «متقيناً أنني طلب مني قتال إرهابيين».

وقال الاحتياطي الشاب محمد إن حسن «أصيب في رأسه ويروي في كل مرة حكاية مختلفة». وقد يروي جنود أسرى أحياناً في حضور حراسهم أشياء متناقضة. إلا أن الطاقم الطبي المشرف عليهم يؤكد بوضوح موقفه من الأسرى. ويقول أحد الأطباء وهو يتمعن في لوحة اشعة أحد المصابين: «أنا أعالجهم لأنهم بشر ولأنني مسلم».

المعارضة تعتزم تصدير النفط وقطر مستعدة لتسويقه
الإثنين, 28 مارس 2011
 

بنغازي - رويترز - أعلن مسؤول كبير في المعارضة الليبية أمس أن قطر وافقت على تسويق النفط الخام الذي تنتجه حقول شرق ليبيا التي لم تعد تحت سيطرة الزعيم معمر القذافي.

وقال مسؤول الشؤون الاقتصادية والمالية وشؤون النفط في بنغازي التي يسيطر عليها المعارضون علي الترهوني، إن شركة قطر للبترول وافقت على أخذ كل إنتاج حقول شرق ليبيا من النفط وأبدت رغبتها في تصديره وتسويقه لحساب المعارضة. وأضاف أن الشحنة التالية من النفط الخام ستكون جاهزة خلال أقل من أسبوع.

وأشار إلى أن إنتاج حقول شرق ليبيا التي يسيطر عليها المعارضون يبلغ بين 100 ألف و130 ألف برميل يومياً، مضيفاً أنه قد يرتفع إلى 300 ألف برميل يومياً. ولم يتسنَّ الحصول على تأكيد فوري من قطر لتصريحات الترهوني الذي عيّنه «المجلس الوطني» المعارض الأسبوع الماضي لتسيير الشؤون المالية والنفطية.

وأصبحت قطر أول دولة عربية تشارك في فرض منطقة حظر جوي تدعمها الأمم المتحدة الجمعة الماضي وحضت القذافي على التنحي عن السلطة لحقن الدماء.

وقال الترهوني إن قيادة المعارضة فتحت حساباً معلقاً يراقبه مدققون سيجرى استخدامه لتلقي إيرادات مبيعات النفط. وأضاف أن المعارضة المسلحة تعتزم سحب قروض بضمان صندوق الثروة السيادية الليبي، لكنه لم يوضح آلية تنفيذ ذلك. وتابع أنه لا يتوقع أن تواجه المعارضة مشاكل كبيرة في السيولة.


المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,098,114

عدد الزوار: 6,978,386

المتواجدون الآن: 81