سوريون يتحدثون عن أسباب نزولهم إلى الشوارع ضد النظام

أزمة مازوت في سوريا.. وأرتال من السيارات أمام محطات الوقود

تاريخ الإضافة الإثنين 27 حزيران 2011 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2663    التعليقات 0    القسم عربية

        


أزمة مازوت في سوريا.. وأرتال من السيارات أمام محطات الوقود

تتنقل بين المدن والأرياف نتيجة ضعف العرض مقابل الزيادة في الطلب

 
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
تتفاعل أزمة المازوت في عدد من المحافظات السورية منذ أكثر من أسبوع، وهو الأمر الذي أقلق المزارعين بشكل خاص، وبعض أصحاب المصانع والشركات وأعداد كبيرة من السكان المعنيين بهذه المشكلة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وتناول عدد من وسائل الإعلام المحلية «أزمة المازوت» بعد أن تفاقمت ولم يعد الصمت عنها مجديا، إذ أن البعض اعتقد أنها طارئة لكن على ما يبدو أنها تتنقل بين المدن والأرياف نتيجة ضعف العرض مقابل الزيادة في الطلب. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إنهم شاهدوا «أرتالا من وسائط النقل الجماعية (السرافيس) العاملة على خطوط المدينة وبلدات ومناطق المحافظة كافة وكذلك وسائط العمل الزراعي تقف أمام عدد من محطات الوقود في ريف دمشق».

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الأزمة في محافظة حماه التي تشهد مظاهرات مستمرة ضد السلطات السورية ازدادت في الأيام الأخيرة إذ أن بعض أصحاب محطات الوقود قالوا إن مخصصاتهم تم تقليصها نتيجة زيادة الطلب وافتتاح عدد إضافي من محطات الوقود. ويؤكد الأهالي أن السلطات المختصة تعرف حجم الطلب المتزايد ويجب أن تضع في حسبانها حاجة الناس إلى الكميات الحقيقية المطلوبة.

وفي محافظة حمص بوسط البلاد التي تشهد أيضا احتجاجات يقضي سائقوها ساعات في سبيل نيل 40 لترا يوميا من مخصصات مادة المازوت اليومية وتجعلهم هذه الكمية الصغيرة يتنفسون الصعداء قليلا لتسيير بعض مصالحهم العملية. وأرجعت السلطات المختصة السبب في ذلك إلى «تهريب المازوت» إلى الدول المجاورة، وخاصة إلى لبنان، نتيجة فارق السعر.

وتقول مديرية الجمارك إن تهريب مادة المازوت خارج سوريا بعد انخفاض قيمة اللتر من 20 ليرة إلى 15 ليرة (الدولار حسب السعر الرسمي يساوي نحو 47 ليرة بينما في السوق الحرة يقترب من 51 ليرة في الأيام الأخيرة) وصلت كمياتها إلى 23 ألفا و500 لتر خلال 9 عمليات تهريب تم ضبطها الشهر الماضي و36 ألفا و945 لترا جراء 6 عمليات سجلت من بداية الشهر الحالي إلى الآن.

وأقر رئيس شعبة المقاييس والمكاييل في مديرية الاقتصاد والتجارة الداخلية بحمص زهير سعدية بوجود ازدحام على محطات الوقود، مبينا أنه اتخذ في مديريته بالتنسيق مع كافة المحطات قرارا بعدم تزويد الحافلات إلا بموجب بطاقة تمنح من قبل الاقتصاد والتجارة تحدد عليها الكميات اللازمة للسيارات العامة و(السرافيس) العاملة على خطوط المحافظة وحددت بكمية 40 لترا ضمن المدينة يوميا.

من جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والتجارة الداخلية المهندس بسام الحجي أن رئاسة مجلس الوزراء خفضت المخصصات لمحطات الوقود فلجأت المحافظة لتطبيق التعليمات ما أدى إلى الازدحام الشديد على محطات الوقود.

وفي محافظة السويداء (100 كم جنوب دمشق)، فإن أصحاب بعض محطات الوقود الخاصة أكدوا أنهم يتعرضون لهذه الأزمة باستمرار والمعاناة تزداد مع المواطنين لعدم توافر المازوت إلا لساعات قليلة وبعدها هو غير موجود بحجة المخصصات التي تقرها لجنة المحروقات في المحافظة وخاصة مع قدوم فصل الحصاد نظرا للطابع الزراعي الذي تتسم به المحافظة والذي لم تأخذه الجهة صاحبة القرار في الحسبان.

وقال صاحب محطة منطقة «الكفر» في السويداء نبيل حديفة إن قانون المخصصات لم يأخذ بالحسبان زيادة الكثافة السكانية ولا الزيادة في عدد الآليات علما بأن الحكومة كانت سابقا تعطي المحطات زيادة 5% من مخصصات كل عام ولكنها توقفت منذ 4 سنوات تقريبا عن هذه الزيادة.

وأشار إلى أن محطة «الكفر» سحبت في الشهر السادس من العام الماضي 426 ألف لتر أي ما يقارب 23 صهريجا وفي هذا الشهر تحتاج المحطة إلى 600 ألف لتر وذلك بناء على طلبات المواطنين والفلاحين وهذا يعني أن المحطة ستسجل نقصا يقدر بـ174 ألف لتر. وقال مسؤولون في المحافظة إنه إذا كانت بعض مشاكل المحافظات الأخرى هي تهريب المازوت إلى خارج الحدود، فإن محافظة السويداء لم تسجل أي اعتداء على خطوط النفط منذ بداية العام ولم تسجل أي حالة تهريب لأنها لا تمتلك المنافذ الحدودية أصلا. وتدعم الحكومة المواد الأساسية في البلاد مثل بعض المواد البترولية والخبز والمواد التموينية الرئيسة، حيث لا يتجاوز متوسط دخل الفرد في البلاد 300 دولار شهريا.

سوريا تسمح بدخول صحافيين أجانب للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات.. وتبقيهم «تحت المراقبة»

«سكاي نيوز»: النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة «البروباغندا»

 
لندن: «الشرق الأوسط»
سمحت السلطات السورية بدخول بعض الصحافيين الأجانب إلى دمشق، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، بعد أن كانت جردت الصحافيين الموجودين هناك من اعتماداتهم عند بدء الاحتجاجات.

وتمكنت قناتا «سكاي نيوز» البريطانية و«سي إن إن» الأميركية من الحصول على اعتمادات لصحافييهما، وأرسل تلفزيون «سكاي» مذيعه المعروف، جيريمي تومبسون، بينما أرسلت «سي إن إن» هلا غوراني، وهي أميركية من أصول سورية وتتحدث اللغة العربية، كما أرسلت «صنداي تايمز» البريطانية مراسلا إلى دمشق، ولكنها رفضت الإفصاح عن هويته.

إلا أن قناة «سكاي» ذكرت على موقعها الإلكتروني، أمس، أن السلطات السورية تراقب عن كثب تحركات فريق عملها. واعتبرت القناة أن الدعوة التي وجهت لها لدخول العاصمة دمشق «تبدو بشكل مؤكد علامة على أن النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة (البروباغندا) لفرق المحتجين في أنحاء البلاد». وأضافت أن «المعارضة تستعمل (يوتيوب) و(تويتر) لكي تنبه العالم الخارجي إلى الأزمة في الداخل، الآن تريد الحكومة أن يصل صوتها إلى الخارج». إلا أن مراسل القناة الموجود في دمشق قال إنه منذ وصوله إلى سوريا، لم يتمكن من فتح موقعي «فيس بوك» و«تويتر». يُذكر أن عددا من السوريين من سكان دمشق أكدوا أن خطوط الإنترنت مقطوعة منذ ليل الأربعاء حتى اليوم.

وروى تومبسون، مراسل «سكاي»، أنه عندما طلب من مرافقيهم الحكوميين الذهاب إلى المناطق الحامية المحيطة بدمشق، رفض الموظفون الحكوميون بأدب، «وقالوا إنه حرصا على سلامتنا لن يأخذونا إلى هناك»، وأضاف: «عوضا عن ذلك، قابلنا حشدا سلميا، ولكنه وطني وصاخب من المصلين وهم يغادرون مسجد الاميد في المدينة القديمة، أحاطوا بنا، وحرصوا على إخبارنا بمدى حبهم للرئيس، ولماذا يعتقدون أن جزءا من الاحتجاجات عوامل تأثيرات خارج حدود سوريا».

وتابع أن معظم مؤيدي النظام، «حقروا الإعلام الخارجي، وادعوا أنه ينشر أكاذيب»، وأمل المراسل أن يتم السماح لفريق العمل بأن «يرى أكثر في الأيام المقبلة، ويتحدث إلى أشخاص أكثر ويحقق بشكل جدي في الأسباب الرئيسية للأزمة».

وأضاف تومبسون في شريط مصور أرسله من دمشق: «الواقع أننا موجودون هنا، أول صحافيين أجانب يسمح لهم بالحصول على تأشيرات سفر منذ 3 إلى 4 أشهر، مما يوحي بأن الحكومة قلقة من أن رسالتها لا تصل، وأن بقية العالم يسيء فهم ما يفعلون.. وأن ماكينة (البروباغندا) التابعة للمعارضة تربح القلوب والعقول في الوقت الحالي».

ويأمل تومبسون أن يقابل مسؤولين سوريين في الأيام المقبلة. وقد تمكن من الحصول على تأشيرة سفر لمدة 15 يوما، بعد إجرائه مقابلة مع مستشارة الأسد، بثينة شعبان، يوم الاثنين الماضي. وقالت صحيفة «غارديان» إن المديرين التنفيذيين لـ«سكاي نيوز» أمضوا الأيام التي تلت المقابلة يطلبون إذنا بالدخول إلى سوريا، من شعبان وريم حداد الناطقة (السابقة) باسم وزارة الإعلام، والسفارة السورية في لندن.

وقالت سارة وايتهاد، رئيسة قسم الأخبار الدولية، إن سبب النجاح في الحصول على التأشيرات كان «التصميم». وعلى الرغم من أن الحكومة السورية لم تضع شروطا رسمية لتغطية «سكاي»، إلا أن «غارديان»، التي لديها مراسلة تكتب من هناك باسم مستعار، ذكرت أن على تومبسون أن يتوخى الحذر في تغطيته.

أما غوراني، فقد أرسلت شريطا مصورا من وسط دمشق، يوم أول من أمس (الجمعة)، وبدت الأسواق خلفها مغلقة بسبب يوم العطلة، ثم توجهت إلى مسجد الاميد؛ حيث تجمع حولها مؤيدون لبشار الأسد يطلقون هتافات مؤيدة للنظام.

واعتبرت صحيفة الـ«غارديان» أن السماح لعدد من الصحافيين الأجانب بالعودة إلى دمشق، «تحت مراقبة وثيقة من الموظفين الحكوميين، يوحي بأن نظام بشار الأسد قلق بدرجة كافية حول قبضته على الحكم، لكي يقرر المشاركة بحرب (بروباغندا) خارجية».

وكان الصحافيون الأجانب قد طردوا من سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، وركزوا تغطيتهم الصحافية من الحدود السورية - التركية. كما لدى البعض منهم مراسلون يكتبون بأسماء مستعارة من داخل سوريا، من دون تصاريح صحافية.

سوريون يتحدثون عن أسباب نزولهم إلى الشوارع ضد النظام

طالبة: كنت أدافع عن الأسد حتى رأيت القتل > تاجر سجاد: شممنا نسيم الحرية ولن نعود للوراء > كاتب: تونس ومصر أيقظتا المارد النائم

 
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
مثل الكثير من السوريين، كانت بيان البياسي لديها هواجس بشأن رئيسها (بشار الأسد) لسنوات، ولكنها مثل الكثير من السوريين الذين يسيطر عليهم الخوف، ظلت صامتة, وعندما وصلت موجة الثورات العربية إلى سوريا، دافعت أمام أصدقائها عن الأسد، مؤكدة أنه في قلبه إصلاحي، لكن غضبها تصاعد عندما رأت يوميا على الفضائيات مشاهد القتل, وهو ما دفع طالبة الأدب العربي البالغة من العمر 22 عاما إلى الانضمام إلى آلاف المتظاهرين الذين يملأون ساحات بلدتها الساحلية. وخلفية ذلك سنوات من المعاناة قالت إن عائلتها السنية تعرضت لها من نظام حافظ الأسد، ثم من نجله، في البلد الذي تهمين عليه الأقلية العلوية.

وفي سلسلة من المقابلات، أجرتها «أسوشييتد برس» بالهاتف أو وجها لوجه مع محتجين سوريين ونازحين إلى لبنان، كانت الشكوى واحدة، وهي الفساد والمعاملة التمييزية والتفرقة على أساس ديني.

وعائلة البياسي سنية متدينة في مدينة البيضا، وتقول إن النظام يضطهد المتدينين, وقالت: «أتذكر عندما كنت طفلة كنت أبكي على أعمامي الذين أمضوا 20 عاما في السجن لمجرد أنهم متدينون, وكانوا طلابا جامعيين في ذلك الوقت».

وقالت إن شقيقها مثل كل الخريجين في بلدتها لا يستطيع أن يجد عملا، بينما الطلاب في القرية المجاورة العلوية يعملون في وظائف حكومية؛ لماذا؟ وتابعت قائلة: «أشعر بالاضطهاد لمجرد أنني أضع الحجاب عندما أذهب إلى الجامعة؛ يسألونني عن بطاقة الهوية وكأنني إرهابية»، وذلك في مكالمة عبر الهاتف من بلدتها.

ويشكل العلويون 12 في المائة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليونا، ويبلغ السنة نحو 70 في المائة. واندلعت الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) بعد أسابيع من حديث للرئيس الأسد في «وول ستريت جورنال»، تباهى فيه بأن سوريا محصنة مما حدث من ثورات في بلدان عربية أخرى، وبأنه على اتصال مع الشارع.

وكان بشار الأسد (46 عاما)، الذي تدرب كطبيب في بريطانيا، ينظر إليه كإصلاحي يعرقله المتشددون، ولا تزال لديه قاعدة تأييد، حسب «أ.ب»، بين الطبقة الوسطى التي استفادت من خطوات الانفتاح الاقتصادي وطبقة رجال الأعمال, وكذلك مخاوف الأقليات من هيمنة الأغلبية السنية على الحكم.

وكانت الشرارة بعد مقتل الصبي البالغ من العمر 15 عاما في درعا، الذي رسم على الجدار شعارا معاديا للنظام.

وأدى القمع الدموي للاحتجاجات الأولى إلى تغيير صورة الأسد وتحول المطالبات في الشارع من الإصلاح إلى رحيل النظام.

وقال مصطفى، وهو حلاق سوري فر إلى لبنان (23 عاما) إن الأسد حدّث البلد وطوره لمصلحته ومصلحة طائفته. وقال إن الطريق إلى الوظائف والتعليم يمر عبر الشبيبة، وهي شبه ميليشيا تابعة للحكومة؛ فحتى غير المتعلم من الشبيبة يستطيع الحصول على ما يريده، بينما المتعلمون لا يستطيعون.

وقال إن التمييز يحدث في أشياء صغيرة؛ فهناك سيدة مسنة سنية في بانياس تضطر إلى دفع أربعة أمثال رسوم الكهرباء التي تدفعها عائلة علوية مجاورة.

وقد ظلت المدينتان الكبيرتان؛ دمشق وحلب، هادئتين نسبيا، ولكن الانتفاضة امتدت إلى 14 محافظة، وعلى الرغم من القمع اليومي وعدد القتلى، الذي وصل إلى 1400، فإن المظاهرات الليلية أصبحت مثل الكرنفالات؛ يتجمع فيها المحتجون ويلوحون بالعلم السوري.

وتضم هذه المظاهرات فلاحين وأطباء لا يجدون وظائف؛ حيث يغني مثقفون ويوقدون شموعا ويرددون هتافات مناوئة للنظام.

وقال فايز ساره، وهو كاتب مؤيد للديمقراطية وعلى اتصال بالشباب، إن حركة الاحتجاج تعكس تطلعات 40 في المائة من المجتمع، وهم الذين تقل سنهم عن 20 عاما، وهم يمثلون كافة أطياف المجتمع السوري، ومن الخطأ الظن بأن حركة الاحتجاج سنية فقط. وقال إن الثورة في تونس ومصر أيقظت المارد النائم في سوريا. وقال تاجر سجاد في درعا تحدث عبر هاتف «سكايب»، وطلب تعريفه باسم أبو هارون: «إن الانتفاضة يجب أن تستمر؛ لقد شممنا نسيم الحرية، ولا عودة إلى الوراء».

عبيدة فارس: إصلاحات الأسد المقترحة حبوب أسبرين لجسد يتطلب عملية جراحية

الناشط الحقوقي: الثقة فقدت بين النظام والشارع في سوريا

 
لندن: نادية التركي
في حديث لـ«الشرق الأوسط» تكلم عبيدة فارس مدير المعهد العربي للتنمية والمواطنة، وهو كذلك المنسق المساعد لشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، عن عدم شرعية النظام السوري وعن القمع الذي يمارسه مع شعبه، وعن دوره كحقوقي يشرف على عمليات توثيق كبيرة تتم في سوريا من أجل جمع وتوثيق كل التجاوزات التي يقوم بها النظام السوري، وبين أن تدوين هذه المعلومات مهم جدا خاصة عندما تصل الأمور لإقامة المحاكمات سواء دولية أو في سوريا، كما تحدث فارس عن كيفية عمل المؤسسات الحقوقية في رصد «جرائم» وانتهاكات النظام. وأكد على أن الشعب السوري لن يدخل من الشوارع إلا بعد تغيير النظام لأن الأمر أصبح مسألة أمنية أكثر منها مسألة تحقيق حقوق أو مطالب. ولا يثق السوريون الآن في النظام الذي سيعاقبهم وبشدة على خروجهم للاحتجاجات. وأن الخوف الذي أفرزه القمع في الماضي تحول إلى قوة خاصة مع أمل السوريين بقدرتهم على الوصول للضوء الذي يرونه في نهاية النفق. ويعتبر المعهد العربي للتنمية والمواطنة من أهم المؤسسات التي برزت في مجال حقوق الإنسان وأكثرها متابعة للشأن السوري وقد تأسس بمبادرة من عدد من النشطاء في العالم العربي، من أجل نشر ثقافة المواطنة في المنطقة العربية.

وعند سؤاله عن الوضع في سوريا بين فارس أن سوريا تشهد حراكا غير مسبوق بعد حكم دام أربعة عقود من طرف عائلة واحدة. معتبرا أن حراكا شعبيا واسعا يعمل الآن للحصول على الحرية والكرامة ، وأن السلطة السورية قد فشلت في قمع هذا الجيل وفي زرع ثقافة الخنوع لديه.

وعن الإصلاحات المقترحة من طرف الأسد قال فارس إن الإصلاحات إلى اليوم لم ترق إلى مستوى ما يحدث في البلاد وإن الرئيس تحدث عن كيفية تقديم المناعة وما اقترحه من إصلاحات هو عبارة عن حبوب أسبرين لجسد يتطلب عملية جراحية بعد أن أصبح ورمه كبيرا لدرجة لا يمكن تجاوزها.

وبعد 1500 شهيد لا يريد الأسد تقديم أي شخص للعدالة وثقافة الهروب من العدالة، وترسيخ الأمر الواقع هو ما يفعله النظام السوري. وربما يستطيع بعض رجالات المعارضة تقبل الإصلاحات والدعوة للحوار لكن الصعب هو إقناع رجل الشارع بقبول الإصلاحات وبأن النظام لن يتراجع ولن يستمر بأعمال التقتيل. كما بين فارس أن الثقة فقدت بين النظام والشارع في سوريا. حيث وعد الأسد من قبل بوقف إطلاق النار لكن الناس فوجئوا بالعكس، وكذلك عندما تم رفع حالة الطوارئ تفاجأنا بأن عدد الذين قتلوا تزايد بثلاثة أضعاف، لم يعد الشعب يؤمن بمصداقية النظام.

وفي حديثه عن المعارضة السورية قال فارس إن حراك الشعب يتجاوز الحراك السياسي، والمعارضة هي عبارة عن شخصيات فقط تعمل في داخل سوريا، وليس هناك حراك حقيقي للمعارضة السياسية في الخارج فلا دور لها في تحريك الشارع. وبين عبيدة فارس أنه كان بالإمكان لو أن السلطة تعاملت بحكمة مع أطفال درعا بطريقة مختلفة، ولو قدمت إصلاحات تتجاوب مع الشارع قبل ثلاثة أشهر لتفادينا ما يحدث في سوريا الآن. لكن الاستمرار في الانتهاكات وتأكيد النظام على أنه لا يكترث بالحراك الشعبي بل على العكس يصور قمعه للناس وحتى رقص عناصره فوق الجثث في أشرطة فيديو ويوزعها من دون احترام لمشاعر الناس كل هذا يجعل الموقف أكثر تعقيدا. ورجل الشارع السوري وصل إلى مرحلة من لا يكترث بالتفكير في البدائل بل هو مقتنع بأن أي خيار سيكون أفضل لأنه لا يوجد أسوأ من نظام الأسد الحاكم حاليا.

وبالنسبة لمسألة غياب البديل التي تطرح في كل المنابر عند التحدث عن سوريا بين فارس أن مسألة غياب البديل مسألة غير واردة في سوريا وقد نواجه نقاشات وخلافات ولكن هذا دليل على أن الوضع صحي وكما ينبغي أن يكون.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,498,429

عدد الزوار: 6,993,657

المتواجدون الآن: 56