في ظل سيطرة التيارات السلفية والأصولية على ميدان التحرير جمعة "وحدة الصف" تُكرّس لمرحلة انتقالية قاتمة في مصر

الملايين يتظاهرون ب"التحرير" والإسلاميون يسيطرون على الميدان

تاريخ الإضافة الأحد 31 تموز 2011 - 6:36 ص    عدد الزيارات 3035    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الملايين يتظاهرون ب"التحرير" والإسلاميون يسيطرون على الميدان
صبري حسنين      
رغم مشاركة جميع التيارات في التظاهرات المليونية في مصر تحت شعار "جمعة وحدة الصف والإرادة الشعبية"، ورغم الاتفاق على حزمة المطالب والابتعاد عن الشعارات المعبرة عن تيار بعينه، إلا أن التيارات الإسلامية، ولاسيما السلفيين، أصرّوا على هيمنة الشعارات الإسلامية ما دفع بالليبيراليين إلى الانسحاب.
القاهرة: شهدت مصر اليوم تظاهرات مليونية، أعادت للأذهان المشهد أثناء الثورة التي اندلعت في 25 يناير، ولم تهدأ لمدة 18 يوماً إلا بإزاحة الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير الماضي، انطلقت التظاهرات في عدة ميادين في الجمهورية ولاسيما ميدان التحرير الذي وصل عدد المتظاهرين فيه إلى ما يزيد على المليون شخص، ولأول مرة منذ جمعة 8 يوليو الماضية، يشهد الميدان هذا الزخم الثوري، لدرجة أنه لم يعد فيه مكان لموضع قدم، واحتشد الآلاف من المتظاهرين في الشوارع المؤدية إلى الميدان، رغم شدة أشعة الشمس، وارتفاع درجات الحرارة، كما احتشد مئات الآلاف في ميدان القائد إبراهيم والشوارع المحيطة به في الإسكندرية، وكذلك الحال في ميدان الساعة في مدينة دمنهور في محافظة البحيرة شمال غرب القاهرة.
رغم مشاركة جميع التيارات في التظاهرات الحالية تحت شعار "جمعة وحدة الصف والإرادة الشعبية"، ورغم الاتفاق على حزمة من المطالب، والابتعاد عن المطالب والشعارات المعبرة عن تيار بعينه، إلا أن التيارات الإسلامية، ولاسيما السلفيين، رفعوا شعارات تخالف ما تم التوافق عليه، وكان واضحاً أن الشعار الأبرز "الشعب يريد تطبيق الشريعة"، "مصر إسلامية .. إسلامية، وليس مدنية"، وهيمنت الشعارات الإسلامية على ميدان التحرير.
كان واضحاً سيطرة التيارات الإسلامية على الميدان، ورفع شعاراتهم الخاصة، رغم الاتفاق على حزمة من الشعارات مع التيارات الليبرالية واليسارية وائتلافات شباب الثورة، منها تطهير مؤسسات الدولة، والإسراع في محاكمة رموز النظام السابق محاكمة علانية، مع الابتعاد عن شعارات "الدستور أولاً" أو "لا للمبادئ فوق الدستورية"، والاتفاق على أن يظل شعار "الثورة أولاً"، "مصر أولاً" مرفوعاً، وعدم تغليب المصالح السياسية على المصلحة القومية.
وبنظرة إلى المنصات الإعلامية في ميدان التحرير، يتأكد أن الإسلاميين استعدوا جيداً لهذه المليونية، حيث كانت المنصة الأكبر والأعلى صوتاً لجماعة الإخوان المسلمين، وقد تكلفت عدة آلاف من الجنيهات، وكان للتيار السلفي بكافة فصائله أربع منصات، أبرزها تلك التي ألقى الشيخ مظهر شاهين من عليها خطبة الجمعة، ورغم أن المنصة الإعلامية لائتلافات شباب الثورة والتيار الليبرالي تتوسط الميدان، ورغم أنها مزودة بمكبرات صوت وتجهيزات متنوعة، إلا أن منصات وتجهيزات التيارات الإسلامية كانت أكبر وأعلى صوتاً.
ونظراً للزحام الشديد وربما خشية وقوع احتكاكات طائفية، ألغى الثوار المسيحيون القداس الذي كان مقررا أداؤه من على المنصة الرئيسة، وبرر هاني حنا واعظ الثورة القبطي الإلغاء بأنه يرجع إلى الزحام الشديد من تعذر معه وصول رجال الدين الذين كانوا يقومون بالقداس، ولكن سمعت الترانيم المسيحية واضحة في الميدان.
رفع الإسلاميون شعارات "إسلامية إسلامية.. لا مدنية لا وعلمانية"، "الشعب يريد الشريعة الإسلامية"، "لا شيء فوق الدستور إلا الكتاب والسنة"، "دفاعا عن هوية مصر الإسلامية"، "مصر إسلامية وستظل إسلامية"، "لا أمريكية ولا صهيونية.. شريعتنا مية مية"، "شريعة ربنا جوة قلبنا"، كما رفعوا شعارات مناهضة للرئيس الأميركي باراك أوباما ومنتقدة قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ومنها "صور صور يا أوباما كلنا هنا أسامة".
وللمرة الأولى منذ جمعة "حق الشهيد" في الأول من شهر يوليو الجاري يهتف المتظاهرون في ميدان التحرير للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد، حيث هتف الإسلاميون "ألف تحية للمشير من ميدان التحرير"، الشعب والجيش إيد واحدة"، على النقيض من الشعارات والهتافات التي شهدت الجمع الماضية من هذا الشهر التي كانت تنادي ب"الشعب يريد إسقاط المشير"، "يا مشير يا مشير .. الثورة لسة في التحرير"، كما رفعوا القرآن إلى جانب الإنجيل في محاولة منهم لطمأنة المسيحيين، وهتفوا رفعوا شعارات "مسلم ومسيحي إيد واحدة"، "أنا وأخويا المسيحي بنحب مصر"، "لا تقل مسلم ولا مسيحي.. بل قل مصري مصري".
كانت مشاركة التيارات الإسلامية ولاسيما السلفيين في ميدان التحرير منظمة جداً، وليست عشوائية، حيث توافد على الميدان منذ مساء أمس ومع صباح اليوم الآلاف منهم في سيارات من مختلف المحافظات، تحمل النساء والرجال والأطفال.
وانتقد بلال دياب عضو الجبهة الحرة للتغيير السلمي خروج الإخوان والسلفيين عن الاتفاق الوطني الذي عقدوه مع نحو 34 ائتلافا وحركة ثورية في مقر حزب الوسط.
وقال ل"إيلاف" إنه تم الاتفاق معهم على رفع الشعارات التي تتوافق مع مطالب الثورة، والابتعاد عن الشعارات التي هناك خلاف عليها، مثل رفض المبادئ فوق الدستورية، والابتعاد عن قضية الدستور أم الانتخابات أولاً، والاتفاق على القصاص للشهداء و محاكمة سريعة وعلنية وعادلة لرموز النظام السابق بمن فيهم الرئيس السابق، وتطهير البلاد من أعضاء الحزب الوطني، وإسراع المجلس العسكري في تسليم البلاد لسلطة مدنية.
وأضاف دياب أنهم خالفوا ما اتفقنا عليه ورفعوا شعارات إسلامية، ما يخدش معه شق الصف الوطني، وأشار إلى أن أعضاء 15 ائتلافا وحركة وحزبا سياسيا يحذرون من مغبة رفع هذه الشعارات، من أنها سوف تعمق الهوة بين التيارات السياسية، وقد تخلق مشاحنات بين الجانبين، مشيراً إلى أن الإخوان والسلفيين يتحملون المسؤولية الجنائية عن أي شيء قد يحدث.
إنسحاب الليبراليين من "جمعة وحدة الصف" بسبب شعارات الدولة الدينية
أعلن نحو 33 حزباً وحركة وإئتلافا ليبراليا وثوريا انسحابها من المشاركة في "جمعة وحدة الصف ولم الشمل"، احتجاجا على نقض التيارات الإسلامية ولاسيما الإخوان والسفليين الاتفاق معهم على عدم رفع شعارات خاصة، والابتعاد عن القضايا الخلافية.
وتضم الأحزاب والحركات كلا من: حملة دعم البرادعي، الجمعية الوطنية للتغيير، حركة 6 أبريل، كفاية، ائتلاف شباب الثورة، اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وأحزاب: مصر الحرية، الكرامة، المصري الاجتماعي، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب الوعى، وحزب التيار المصري، اللجنة التنسيقية لتحالف حركات توعية مصر، ولا للمحاكمات العسكرية، والحملة المستقلة لدعم البرادعي، وشباب من أجل العدالة والحرية، وتيار التجديد الاشتراكي للمدنيين، والاشتراكيين الثوريين.
وقالت الأحزاب والحركات في بيان لها حصلت إيلاف على نسخة منه إن التيارات الإسلامية خرقت إتفاقها مع التيارات والقوى السياسية الأخرى، وأضاف البيان أنه تم الإتفاق على مجموعة من المطالب والشعارات في جمعة وحدة الصف ولم الشمل، ومنها: "القصاص العاجل من قتلة الثوار، إقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور، إقالة النائب العام، تحديد جدول زمني لخروج المجلس العسكري من السلطة وتسلمها لرئيس ومجلس شعب منتخب، الوقف الفوري للمحاكمات العسكرية للمدنيين، إحالة من تمت محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية إلى المحاكم العادية أمام قاضيهم الطبيعي".
وانتقد البيان ما وصفه ب"انتهاك القوى الإسلامية لكافة الاتفاقات بين الجانبين من خلال ترديد هتافات وتعليق لافتات تعمق النقاط الخلافية، في الوقت الذي التزمت فيه كل القوى المدنية بالإتفاق، بهدف إفشال محاولات تفتيت قوى الثورة وتشويه صورتها عن طريق وضع القوى في مواجهة بعضها البعض".
وقال أحمد ناجي من تجمع 25 يناير إن القوى الإسلامية أرادت استعراض قوتها في توقيت، لا تحتاج فيه مصر إلى استعراض للقوة، بل إلى التكاتف والتضامن معاً من أجل استكمال الثورة، وأضاف ناجي ل"إيلاف" إنه كان هناك اتفاق على توحيد الصف، ولمّ شمل القوى المختلفة، وقلنا "نتفق على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه"، ولكنهم آثروا مصالحهم الضيقة، وتناسوا أن الثورة تحيط بها أخطار متعددة.
مشيراً إلى أن الثورة لم تصل إلى بر الأمان بعد، منتقداً الإصرار على رفع شعار مصر إسلامية، رغم أن أحدا لم يختلف على أن مصر دولة إسلامية وليست أوروبية مثلاً، متسائلاً: وهل يعني أننا ننادي بدولة مدنية، نفي الهوية الإسلامية عن مصر، إن غالبية الفقهاء وشيخ الأزهر أعلنوا أن الإسلام لم يعرف في تاريخه الدولة الدينية، بل دولة مدنية.
فيما أصدر حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس إنسحابه أيضاً، وقال في بيان له إن "ما حدث اليوم في ميدان التحرير، هو إعلان واضح من القوى الرجعية عن حقيقة ما يسعون إليه، وهو إقامة دولة دينية تقوم على الإجبار ومحو إرادة الشعب باسم الدين، وسلب الهوية المصرية عن مصر".
ودعا المجلس العسكري إلى "التأكيد على مدنية الدولة المصرية بالدعوة إلى وضع مواد حاكمة للدستور تحافظ على مدنية الدولة وحقوق المواطنة واحترام الديمقراطية".
وفي المقابل قال محمد عبد المجيد من المنتمين إلى جمعية أنصار السنة المحمدية السلفية إن التيار الإسلامي لم يهبط على مصر فجأة، بل جميع أعضائه مصريون يعيش فيها وعانوا كثيرا الإضطهاد والتنكيل في عهد النظام السابق وناضلوا من أجل الحرية.
وأضاف ل"إيلاف" إنه ليس من المعقول أن يظلوا يعانون طوال الدهر، ولا ينالون حريتهم في التعبير عن أنفسهم وقناعاتهم الفكرية، مشيراً إلى أنه لا أحد يستطيع فرض وصايته على الشعب المصري، وتابع: نحن جميعا إسلاميون وليبراليون نتحكم إلى الشعب، ونرضى بالديمقراطية، نحن دعونا إلى هذه الجمعة منذ نحو ثلاثة أسابيع، نحن إتفقنا أن تكون "جمعة الشريعة أولاً"، نحن دعونا لمليونية إحتجاجاً على ما يقال إنه سوف تكون هناك وثيقة مبادئ فوق دستورية، والآخرون هم من أقحموا أنفسهم علينا، بل كانوا يريدون منا تأجيل مليونيتنا.
 
في ظل سيطرة التيارات السلفية والأصولية على ميدان التحرير جمعة "وحدة الصف" تُكرّس لمرحلة انتقالية قاتمة في مصر
محمد نعيم من القاهرة
انسحبت معظم القوى السياسية والثورية من ميدان التحرير المصري، اعتراضاً على إفراط السلفيين المشاركين في جمعة "وحدة الصف" في ترديد الشعارات الدينية، ومنع شباب ائتلاف الثورة من إبداء الرأي، الأمر الذي أثار حالة احتقان تُنذر بواقع سياسي قاتم في المرحلة الانتقالية، بحسب مراقبين تحدّثوا لـ(إيلاف).
حضور سلفيّ قويّ في جمعة "وحدة الصفّ" في مصر
القاهرة: شهد ميدان التحرير في القاهرة الجمعة اقبالاً غير مسبوق من التيارات السلفية والجماعات الاصولية، للمشاركة في مليونية جمعة "وحدة الصف"، كما اختلفت الشعارات السابقة عن نظيرتها التي انطلقت اليوم ليصدح بها ويرددها المشاركون في المليونية، إذ طغى عليها المنظور الديني لواقع الحياة السياسية في مصر، ورغبة جامحة في تحول مفصلي من الانفتاح على التوجه الليبرالي والمدني الى الدعوة لأسلمة كافة آليات نظام الحكم المرتقب.
ايديولوجيات الوضع السياسي
الشعارات التي هزت ارجاء ميدان التحرير الجمعة، جاءت ترجمة صادقة لتوجه اصحابها، وكان من بين هذه الشعارات "لا اله الا الله نظام مبارك عدو الله"، و"اسلامية اسلامية"، بالاضافة الى شعارات أخرى تطالب بأن ينبثق دستور البلاد الجديد من القرآن الكريم، وان تصبح الشريعة الاسلامية محدداً لايدلوجيات الوضع السياسي المصري في المرحلة المقبلة.
وفي جولة لـ "إيلاف" بين صفوف ثوار ميدان التحرير، اتضح مدى هيمنة التيارات السلفية غير المسبوق على منابر الميدان، وخلا الميدان حتى الساعات الاولى من صباح الجمعة من تمثيل واضح للإخوان المسلمين، او للأحزاب المختلفة التي ماج بها المناخ السياسي في مصر خلال الاونة الاخيرة، باستثناء منبر صامت لحزب "الحرية والعدالة"، وآخر لـ "ائتلاف الثورة"، وتجمع محدود لبعض انصار حركتي "6 ابريل"، و"كفاية"، ورغم التواجد الليبرالي صباح الجمعة في ميدان التحرير، الا ان ممثليه قرروا الانسحاب من المليونية اعتراضاً على الهتافات التي تحمل طابعاً دينياً، ووعد هؤلاء بالعودة الى الميدان مجدداً في المساء للاعتصام في الميدان.
مناوشات عدة شهدها الميدان منذ الساعات الاولى من صباح اليوم حتى أداء الثوار لصلاة الجمعة، إذ اعترضت تيارات ليبرالية شاركت في المليونية على لافتات رفعها السلفيون، ودعوا فيها الى تطبيق ايدلوجيات إسلامية، اعتبروها السبيل الوحيد للتعاطي مع الازمة السياسية التي يشهدها الواقع المصري حالياً، وحاول المعترضون منع احد السلفيين من وضع لافتة تحمل هذا المضمون، الامر الذي نشبت على أثره مشاجرة محدودة، افضت الى سقوط الشاب السلفي وكسر ذراعه، مما استدعى نقله الى احدى المستشفيات الميدانية في الميدان لتلقي العلاج، وقامت بعض القيادات السلفية باحتواء الموقف والحيلولة دون تفاقمه.
لم تقتصر المشاركة في مليونية جمعة "وحدة الصف" على سكان القاهرة، وانما شهدت اقبالاً غير مسبوق من عناصر تابعة للتيارات السلفية والاصولية من مختلف المدن والمحافظات، ووقف عدد كبير من هؤلاء على المداخل المؤدية لميدان التحرير يحملون لافتات، تعكس لزوار الميدان العنوان العريض لتوجه المليونية، جاء ذلك في ظل غياب امني تام سواءاً للشرطة او الجيش، إذ صرح مصدر امني في حديث خاص لـ "إيلاف": ان حماية الميدان ستُلقى على المتظاهرين، ولن تتدخل اي من عناصر الشرطة للقيام بهذا الدور". ولوحظ الانسحاب الشرطي في وسط القاهرة والمناطق المحيطة به منذ الساعات الاخيرة من يوم امس الخميس.
تلاحم وتعبير عن الوحدة
على الرغم من ذلك، كانت هناك بعض المؤشرات التي تعكس جانباً من التلاحم الشعبي والتعبير عن الوحدة، وتجلت هذه الملامح في عزف بعض الترانيم القبطية على المنبر الرئيسي للمليونية، وظهور احد مشايخ الازهر الشريف على المنصّة الرئيسية وهو يلوح بذراعه بينما تعانق يده الاخرى يد احد القساوسة، في اشارة الى وحدة النسيج الطائفي في مصر، وتفويت الفرصة على محاولات الفرقة وإثارة الفتنة بين المسلمين والاقباط بحسب خطاب القسيس الذي لاقى استحسانا لدى الجميع.
بلهجة تخالف الصورة الايجابية التي شهدتها المنصة الرئيسية في ميدان التحرير، اعتبر الدكتور نبيل عبد الفتاح الاستاذ بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية في حديث خاص لـ "إيلاف"، ان ما يجري في ميدان التحرير الجمعة، يخالف تماماً العنوان العريض لما يوصف بمليونية "وحدة الصف"، واضاف: "هيمنة التنظيمات السلفية والاصولية على الميدان اليوم تُعطي انطباعاً باقبال مصر على مرحلة مفصلية تدعو للقلق، وتنذر بأجواء من التناحر بين المعسكرين الراديكالي والأصولي، وربما يحمل ذلك مؤشرات غير ايجابية على واقع المسيرة السياسية في مصر خلال المرحلة الانتقالية".
اما الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأكد في حديث خاص لـ "إيلاف" على قتامة الواقع الذي ينتظر المرحلة السياسية المقبلة في مصر، مشيراً الى ان تجمع التيارات السلفية من مختلف مدن ومحافظات الجمهورية، يؤكد مدى التنسيق المسبق فيما بينها وتنظيم صفوفها، واضاف: "لا يعني توافد التيارات السلفية بهذا الحجم سوى، إدراك تلك التيارات لفراغ المشهد الثوري في ظل ما يُعرف ببيان التخوين المنسوب للحركات السياسية في مصر، خاصة حركتي "6 ابريل" و"كفاية"، ثم قناعة السلفيين بتفتت وحدة صفوف الاخوان، إثر انشاق ما يعرف بالتيار الاصلاحي عنها، وانبثاق خمسة احزاب عن الجماعة المحظورة سلفاً"، ولعل هذه الاجواء كما يقول فهمي منحت التيارات السلفية والاصولية الفرصة للسيطرة على ميدان التحرير لتحقيق مكاسب سياسية مستقبلية في خارطة السياسة المصرية، ولم يستبعد الدكتور طارق فهمي احتمالات التناحر بين السلفيين والحركات الليبرالية، إذ صدقت في تعهدها وعادت للاعتصام في الميدان مساء الجمعة.
ترويج الشعارات الدينية
القيادي في حركة "6 ابريل" طارق الخولي، اعرب عن امتعاضه البالغ من ترويج السلفيين لشعارات دينية، تبتعد عن المطالب الحقيقية لثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، واضاف الخولي في حديث خاص لـ "إيلاف": "ان مطالب الثوار تختلف كلياً وجزئياً عن لغة الخطاب والدعوات التي رددها السلفيون المشاركون في الاحتجاجات، ولذلك قرر العديد من نشطاء الحركة الانسحاب من الميدان مع العودة اليه مجدداً مساء الجمعة للاعتصام".
واستهجن الخولي اختزال التيارات الاصولية لجهود الثوار في المطالبة بالقصاص من قتلة شهداء الثورة، ومحاكمة رموز النظام البائد في ترديد شعارات دينية لا تخدم سوى خططهم المستقبلية في الحصول على موقع على الخارطة السياسية المصرية.
من جانبه اوضح القيادي في الجماعة الاسلامية مجدي دربالة في سياق حديث خاص مع "إيلاف"، ان التيارات السلفية والاصولية لا تعارض في أيدلوجياتها مطالب ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، واضاف: "الهتافات واللافتات التي حملها السلفيون في ميدان التحرير اليوم الجمعة، لم تدع كما يدعي البعض الى روح الفرقة مع اي من التيارات السياسية في مصر سواءاً تلك التي شاركت في احتجاجات اليوم او التي لم تشارك، وانما كرّست هتافات السلفيين للتعبير عن قاعدة عريضة من الشعب المصري، الراغبة في الحفاظ على هويتنا الاسلامية، واعتبار الشريعة الاسلامية هى المرجعية الرئيسية لبناء حياة سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة في مصر".
على الرغم من ذلك قال خالد السيد عضو ائتلاف شباب ثورة يناير في حديث خاص لـ "إيلاف"، ان التيارات السلفية والجماعات الاسلامية التي شاركت في مليونية اليوم الجمعة، نقضت عهدها مع كافة القوى السياسية والثورية، إذ جرى التنسيق بشكل مسبق مع التيارات السلفية حول منح الفرصة لكل فصيل سياسي للتعبير عن رأية وايدلوجياته، وكان هناك توافقاً حول جميع المطالب المزمع المناداة بها في جمعة وحدة الصف، الا ان هذا العهد تبخر في الهواء بحسب خالد السيد الذي اضاف: "عقدنا مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم الجمعة، واعربنا فيه عن أسفنا واستهجاننا البالغ للطريقة العنصرية التي تعامل بها السلفيون مع شباب الثورة، إذ تم منع عد كبير من الائتلافات الثورية من التعبير عن رأيهم بحرية فوق منصات ومنابر ميدان التحرير، الامر الذي اعتبره الجميع تحدياً سافراً لابسط معاني الديمقراطية".
 
قتيلان في اشتباكات بين الأمن المصريّ وإسلاميين في العريش
أ. ف. ب.
القاهرة: قتقتل مدنيان واصيب 12 من عناصر الامن المركزي الجمعة اثناء مسيرة حمل خلالها مسلحون رايات تحمل شعارات اسلامية واشتبكوا مع قوات الامن في مدينة العريش شمال سيناء.
واطلق نحو 150 رجلا كانوا في شاحنات صغيرة وعلى دراجات نارية اعيرة من رشاشات في الهواء مما اجبر السكان المذعورين على الفرار الى منازلهم، حسب ما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس.
وصرح وكيل وزارة الصحة هشام شيحة للتلفزيون الرسمي ان المشرحة استقبلت جثتي مدنيين كما يعالج 12 من عناصر الامن المركزي اصيبوا بجروح في المستشفيات.
وحاول الرجال الذين كانوا يرفعون رايات سوداء مكتوب عليها "لا اله الا الله" اقتحام مركز للشرطة الا ان رجال الشرطة والجيش صدوهم.
وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان الجانبين تبادلا اطلاق النار امام مركز الشرطة.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان شخصين احدهما طفل في ال11 من العمر اصيبا بجروح جراء رصاص المسلحين.
وفي وقت سابق قام ملثمون بالتعدي على تمثال للرئيس الراحل انور السادات الذي اغتاله اسلاميون متطرفون في عام 1981.
وياتي هذا الهجوم بعد تظاهرة سلمية في احد ميادين المدينة في اطار التظاهرات الواسعة التي ينظمها الاسلاميون في انحاء البلاد للتاكيد على مطلبهم برفض المبادىء فوق الدستورية وعلى يؤكد الدستور ان مصر دولة اسلامية.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,274,424

عدد الزوار: 7,021,458

المتواجدون الآن: 74