أجواء توتر أمني في صنعاء تثير مخاوف من انهيار مساعي التسوية...ليبيا: قتلى في مواجهات قبلية في سبها...حركة "النهضة" التونسية تعارض اعتماد الإسلام مصدراً للتشريع

عادت أجواء التوتر لتسيطر على الأوضاع الأمنية والعسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أسابيع من التطبيع النسبي جراء تجدد مظاهر التحفز المسلح في أوساط القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وقوات الفرقة المدرعة الأولى التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر.

وبادرت قوات الفرقة المدرعة الأولى المنشقة الى فرض إجراءات أمنية مشددة لتعزيز الحراسات العسكرية على كافة المداخل المؤدية الى مقر المعسكر الرئيس للفرقة، الكائن في منطقة "سواد حنيش" بالتزامن مع استحداث أبراج مراقبة جديدة موزعة على امتداد محيط المعسكر ومواقع ثابتة لنصب مدافع مضادة تحسباً لتعرض الأخير لهجمات محتملة.

كما عززت قوات اللواء الأول المدرع الحراسات المفروضة على كافة المداخل المؤدية الى ساحة التغيير في صنعاء بالتزامن مع استحداث عدد من حواجز التفتيش في مداخل بعض الأحياء السكنية المتاخمة لمحيط الساحة وتكثيف عدد الدوريات العسكرية المؤللة في الشوارع الفرعية والرئيسية الموزعة في أحياء مجاورة "كسنهوب والصيانة وحي النصر والنهضة وشارع الثلاثين".

وتزامن التصعيد الطارئ لمظاهر التحفز المسلح في أوساط قوات اللواء الأول المدرع مع تصعيد مماثل من قبل قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح العميد أحمد علي عبدالله صالح للعمليات العسكرية الموجهة ضد مناطق قبلية في مديريات "بني جرموز وأرحب" خلال اليومين الأخيرين، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتجدد ظهور مجموعات مسلحة موالية لهرم النظام السابق في عدد من المناطق الكائنة جنوب العاصمة صنعاء.

واتهمت مصادر سياسية معارضة النجل الأكبر لصالح بإصدار توجيهات لقوات الحرس الجمهوري لتثبيت صور والده في كافة المكاتب والثكنات والمرافق الملحقة بالمعسكر الرئيسي لقوات الحرس الكائن بمنطقة "سواد حزيز" وعدم استبدالها بصور الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.

وأثار التصعيد الطارئ لمظاهر التحفز المسلح في شمال وجنوب العاصمة مخاوف من احتمالات تعرض مسار التطبيع القائم للأوضاع الأمنية والعسكرية لانتكاسة جراء استمرار تداعيات انشقاق الجيش وتأخر عملية هيكلة الجيش والأمن، مما يجعل التسوية السياسية الناشئة في البلاد هشة ومعرضة للانهيار، وخاصة عقب تصاعد مؤشرات أزمة سياسية طارئة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك جراء التجاذبات الأخيرة بين الرئيس السابق ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة الذي يحظى بدعم الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وتبادل التهديدات بين الأخير والرئيس السابق بسحب الثقة من الحكومة والتلويح المقابل بحل البرلمان الحالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكان عدد من أعضاء مجلس النواب طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي باستخدام صلاحياته الدستورية في حل المجلس لأنه لم يعد يغني من جوع. وأوضح النائب المستقل خالد الصعدي أن كلمة التوافق التي تنص عليها المبادرة الخليجية حكمت على البرلمان بالإعدام.

وأكد عضو المجلس نبيل الباشا، المنتمي إلى كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن "الشعب فقد ثقته بمجلس النواب بسبب تجاهل المجلس هموم وقضايا الناس"، مشيراً إلى أن "الساحات أصبحت لا تثق في مجلس النواب لأنه مر اكثر من عام والبرلمان لم يحرك ساكنا". وأوضح الباشا أنه لن تكون هناك بعد اليوم فئة أو حزب أو شخص يفكر بالسيطرة على البلد او الانفراد بها، مشددا على أهمية التعايش مع كل الناس والاعتراف بالتنوع.

قتل اكثر من 10 اشخاص امس في مواجهات بين افراد قبيلة التبو وسكان مدينة سبها (جنوب ليبيا)، كما افاد مسؤولون محليون.

وقال عبد الرحمن سيف النصر قائد امن منطقة فزان: "قتل اكثر من عشرة اشخاص الاثنين (امس) في مواجهات عنيفة بين التبو وسكان المدينة". واعلن علي الديب احد الثوار السابقين في اتصال هاتفي من سبها، ان المواجهات وقعت وسط المدينة وحصدت بين 15 و20 قتيلا في صفوف الثوار السابقين. اضاف "لقد استعدنا مقر المجلس العسكري الذي كان سيطر عليه عناصر التبو. ان المعارك متواصلة وهي تزداد عنفا".

وقال مختار الجدال العضو في المجلس الوطني الانتقالي ان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس يعقد اجتماعا مع ممثلي المناطق الجنوبية لمتابعة الوضع. وسبق ان وقعت مواجهات عسكرية في شباط (فبراير) الماضي بين قبائل التبو وقبيلة اخرى في الكفرة في جنوب شرق البلاد حيث لا يزال الوضع متوترا.

(ا ف ب)

أعلنت "حركة النهضة" الاسلامية التي تقود الحكومة في تونس أمس ان "الاسلام لن يكون المصدر الاساسي للتشريع في الدستور الجديد" لتحسم بذلك الجدل الدائر حول هوية الدولة منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي.

وقال المسؤول في "حركة النهضة" عامر العريض أن "الحركة قررت الاحتفاظ بالفصل الاول من الدستور السابق كما ورد دون تغيير". وأضاف: "نحن حريصون على وحدة شعبنا ولا نريد شروخاً".

وينص الفصل الاول من الدستور السابق على أن تونس دولة حرة لغتها العربية والاسلام دينها، من اي دون أي إشارة إلى أن الاسلام هو مصدر أساسي للتشريع.

ويأتي موقف "حركة النهضة" التي تسيطر على تسعة وسبعين مقعداً من مجموع 217 مقعدا في المجلس التأسيسي، لينهي جدلاً طويلاً بين العلمانيين المطالبين بدولة مدنية والمحافظين الاسلاميين الذي يطالبون بدولة اسلامية يكون الاسلام المصدر الاساسي للتشريع في الدستور.

وكان آلاف التونسيين خرجوا إلى الشارع أول من أمس مطالبين بدولة مدنية، وانتقد رئيس تيار "العريضة الشعبية" الهاشمي الحامدي بشدة موقف "حركة النهضة" من رفض اعتماد الشريعة كمصدر اساسي للدستور واتهمها بخيانة التونسيين الذين منحوها اصواتهم.

ونقلت وكالة "رويترز" عنه قوله "اليوم سيقول كثير من الناس إن النهضة تاجرت بالدين للوصول للسلطة، واليوم تتاجر بالتخلي عنه والتفريط فيه للبقاء في السلطة"، داعياً نواب "حركة النهضة" في المجلس التأسيسي الذي ستكون له مهمة كتابة الدستور، الانشقاق عن كتلة "النهضة" والانضمام الى تيار "العريضة" الذي دعا صراحة إلى أن يكون الاسلام المصدر الاساسي للتشريع في الدستور الجديد.

(رويترز)

تلقي التطورات في سوريا بظلالها على اعمال القمة العربية التي تستضيفها بغداد الخميس المقبل وسط تباين بن الدول الاعضاء حول السبل الكفيلة بمعالجة الازمة المستمرة منذ اكثر من سنة في هذا البلد، قد ينعكس على مستوى التمثيل.

وللمرة الاولى منذ 22 عاما، تستضيف بغداد الزعماء العرب وسط اجراءات أمنية مشددة وعلى جدول اعمالها ملفات تقليدية مثل القضية الفلسطينية. إلا ان الازمة السورية تبقى حدثها الابرز بغض النظر عن المساحة التي ستخصصها لها رئاسة القمة.

ويرى المراقبون ان العراق يمثل تيارا داعيا الى حل سياسي تفاوضي للازمة التي دخلت عامها الثاني وقتل فيها اكثر من تسعة آلاف شخص وفقا لمنظمات حقوقية.

وقال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان لوكالة "فرانس برس" ان "الازمة السورية ستكون النقطة الرئيسة للمحادثات في جلسات القمة (...) القضية السورية ستكون حاضرة على الرغم من غياب سوريا عن القمة" بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية.

واضاف: "سمعنا ان العراق لديه مشروع لمعالجة الازمة في سوريا من خلال الحوار مع المعارضة" السورية من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل، الا انه جزم بان العراق "لن يخرج عن قرارات الجامعة العربية".

وحرص عثمان على التذكير بان "غالبية الدول العربية خصوصا دول الخليج تقف ضد نظام الحكم في سوريا وتدعم المعارضة"، مشيرا في نفس الوقت الى ان "القضية السورية اصبحت معقدة خصوصا وان المعارضة هناك مشتتة".

وبدا العراق خلال الاشهر الماضية غير متحمس لسقوط نظام بشار الاسد على الرغم من عدم دفاعه بشكل علني عن هذا النظام، وهو موقف يربطه كثيرون بعلاقة الحكومة العراقية بايران، حليفة دمشق الاهم.

وتتوقع بغداد حضور ما بين تسعة و12 رئيس دولة.

وقال مصدر ديبلوماسي عربي لـ"فرانس برس" "ان مستوى التمثيل سيعكس الازمة في الموقف العربي ازاء سوريا، فدول الخليج تريد موقفا متشددا من النظام السوري، وهو امر قد لا توافق عليه بغداد".

وتدرك الحكومة العراقية هذه الاشكالات، الا انها تسعى على الرغم من ذلك الى جني اكبر قدر من المكاسب واظهار القمة على انها عودة للدور العراقي في العالم العربي.

وقال وكيل مستشارية الامن الوطني العراقية صفاء حسين لـ"فرانس برس" "اذا تحدثنا عن سوريا نفسها، فانها ليست بالقضية السهلة". واضاف: "هناك انقسام دولي واخر على الصعيد العربي، ولا اتوقع حدوث معجزة خلال القمة ولكن هناك امكانية للوصول الى تقارب في وجهات النظر العربية".

وعملت بغداد طوال الاشهر الماضية على ايجاد سبل جديدة لمعالجة الوضع في سوريا، وتقدمت بمبادرة تقوم على فتح حوار بين النظام السوري والمعارضين.

وقال نائب وزير الخارجية العراقي لبيد عباوي لـ"فرانس برس" ان "ما نحتاجه الآن هو معرفة كيفية تفعيل وتنفيذ القرارات العربية (...) لغرض إعادة تأكيد خطة العمل العربي والمبادرة العربية".

وتشكل القمة بالنسبة للعراق محاولة لاستعادة دور اقليمي مفقود منذ اجتياح الكويت عام 1990 بعد اشهر قليلة من انعقاد آخر القمم العربية في بغداد.

وبذلت السلطات العراقية جهودا كبيرة لانجاح هذه القمة، بينها تخصيص ميزانية بلغت نصف مليار دولار لاعداد المنشآت اللازمة، ونشر اكثر من مئة الف عنصر امني في بغداد.

وكان من المقرر عقد هذه القمة خلال العام الماضي في بغداد، ولكنها تأجلت الى موعدها الجديد بسبب الازمات الاقليمية التي افرزتها انتفاضات "الربيع العربي".

وتكتسي هذه القمة شكلا مغايرا عن القمم الماضية، بعد ان اطاح "تسونامي" الثورات وحركات الاحتجاج العربية بزعماء حكموا بيد من حديد لعقود طويلة.

وللمرة الاولى في تاريخ الجامعة العربية، سيرأس قمتها رئيسا كرديا هو الرئيس العراقي جلال الطالباني.

من المقرر ان تبحث القمة تطورات "الربيع العربي" الى جانب الملفات التقليدية مثل القضية الفلسطينية والملف النووي الايراني.

وفي الآتي ابرز المواضيع المطروحة على جدول اعمال القمة:

[ سوريا:

علّقت الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) عضوية سوريا، احد الاعضاء المؤسسين، في اجتماعاتها بسبب القمع الذي تمارسه قوات النظام في مواجهة انتفاضة شعبية غير مسبوقة.

وتشارك الجامعة العربية بشكل فعال في الملف السوري خصوصا بعد تسمية الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان كمبعوث مشترك للامم المتحدة وللجامعة للبحث في معالجة الازمة السورية. الا ان الجامعة تبقى منقسمة حيال هذه المسألة في وقت تسعى قطر للبقاء على راس اللجنة المكلفة ملف سوريا.

[ تبعات "الربيع العربي":

دفع "تسونامي" الاحتجاجات والانتفاضات العربية الذي بدا اثر وفاة التونسي محمد البوعزيزي في 17 كانون الاول (ديسمبر) 2010 بعدما احرق نفسه، الى الاطاحة بانظمة اربع دول حكمت لعقود بيد من حديد، هي تونس ومصر وليبيا واليمن. كما زعزعت هذه التحركات استقرار دول اخرى، وساهمت في زيادة التوتر بين السنة والشيعة في عدد من دول المنطقة.

[ البرنامج النووي الايراني:

من المتوقع ان تناقش القمة العربية في بغداد التوتر المتصاعد حيال برنامج ايران النووي المثير للجدل، في ظل تعهد ايران بالرد بقوة على اي هجوم اميركي او اسرائيلي ضد منشآتها.

[ القضية الفلسطينية:

تشهد القضية الفلسطينية جمودا بسبب انشغال العالم بتبعات "الربيع العربي" من جهة، وعمل الحكومة الاسرائيلية على الحد من اهمية هذه القضية عبر دفع العالم نحو التركيز على التوتر مع ايران.

[ الاصلاحات في الجامعة العربية:

يقترح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سلسلة اصلاحات تهدف الى تعزيز دور هذه المؤسسة وتفعيل آليات تنفيذ قراراتها.

[ الاوضاع الاقتصادية في الشرق الاوسط:

تستفيد البلدان المنتجة للنفط في الشرق الاوسط من ارتفاع الاسعار، فيما تعاني بلدان اخرى مجاورة من ازمة اقتصادية وانهيار قطاع السياحة فيها بسبب الاحداث التي وقعت خلال العام الماضي.

ومن المتوقع ان تتطرق القمة العربية ايضا الى مشاكل المياه والامن الغذائي في المنطقة.

[ مكافحة الارهاب:

ما زالت المجموعات الاسلامية المتطرفة لاسيما تنظيم "القاعدة"، تضرب في اكثر من بلد عربي، خصوصا العراق. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان جدول اعمال قمة بغداد "سيتناول ملف الارهاب الذي ضرب الدول العربية كافة، وافضل من يمكن ان يقدم صورة عن خطره واثاره المدمرة هو العراق".

(اف ب)

يستهل وزراء المال والاقتصاد العرب اليوم اجتماعاتهم تحضيراً للقمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين، والتي ستُعقد في بغداد، حيث ستجري مناقشة استراتيجيات تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي، فيما يستعد وزراء الخارجية العرب غدا لوضع اللمسات الاخيرة على بنود المقررات التي ستعرض امام الزعماء العرب المشاركين في القمة التي ستنطلق اعمالها الخميس المقبل.

وتعول القيادات العراقية على انجاح القمة التي تعد الاولى من نوعها في العراق منذ اكثر من عقدين وتوجيه رسائل مطمئنة بأن العراق طوى صفحة قاتمة من سنوات العنف والعزلة تزامنا مع انسحاب القوات الاميركية الغازية قبل ثلاثة اشهر.

ويقلل المسؤولون العراقيون من الانباء حول تدني مستوى تمثيل بعض الدول العربية المهمة، حيث من المتوقع غياب قادة عرب بارزين عن المشاركة في القمة التي ستكون مناسبة لدعم وتبني مقترحات موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

وكشفت مصادر مطلعة ان "رؤساء تونس والصومال وجيبوتي وجزر القمر والسودان ورئيس المجلس الانتقالي الليبي ورئيس السلطة الفلسطينية وامير الكويت سيحضرون القمة العربية".

وقالت المصادر لصحيفة "المستقبل" ان "قطر والاردن سيتمثلون برؤساء الوزراء، في حين سيشارك وزراء خارجية كل من عمان والامارات والمغرب والجزائر كممثلين عن بلدانهم، وستكتفي المملكة العربية السعودية بارسال سفيرها في القاهرة أحمد عبد العزيز القطان، بينما ستبعث البحرين بموظف في وزارة الخارجية على مستوى سفير، اما مصر فسيمثلها نائب رئيس المجلس العسكري، في حين سيتمثل اليمن بوفد من وزارة خارجيته".

واضافت المصادر ان "العراق سيطرح خلال اجتماع مغلق بين القادة العرب، على هامش القمة العربية، ورقة لحل القضية السورية تتبنى اقتراحات أنان"، مشيرة الى ان "هناك رأيا قد يطرح خلال القمة يتضمن تشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب لزيارة سوريا والتباحث من اجل حل القضية" ولافتة الى ان "هناك تفاؤلاً، وفقاً للمحادثات التي اجراها العراق قبل القمة، بحل القضية السورية عربياً".

ورحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بقرار المملكة العربية السعودية تسمية مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية لرئاسة وفد بلاده إلى قمة بغداد.

وقال زيباري في تصريح صحافي "نحن نرحب بمستوى تمثيل المملكة العربية السعودية، وهو يمثل السعودية وقيادتها ومكانتها، ونحن سعداء بالمشاركة والتمثيل"، مضيفاً أن "مندوب السعودية لدى الجامعة العربية أحمد عبد العزيز القطان سيرأس وفد بلاده إلى القمة، وان ثمانية الى 12 من القادة والملوك العرب سيشاركون في القمة العربية".

واشار زيباري الى ان "ملف سوريا مطروح بشكل واضح في القمة، ويُعد موضوعاً عربياً ودولياً"، مؤكدا "جهوزية العراق لاستضافة القمة وبعد استكمال كل الإجراءات لتكون قمة بغداد نوعية".

في غضون ذلك، تنطلق اليوم اجتماعات وزراء المال والاقتصاد العرب لمناقشة عدد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي ستطرح أمام الزعماء العرب.

وأوضح وزير التجارة العراقي خير الله بابكر الذي سيرأس الاجتماعات، في بيان صدر أمس أن "المواضيع التي ستُناقش في الاجتماع التحضيري، تتضمن ملفات السياحة العربية والحد من مخاطر الكوارث والأمن المائي في الوطن العربي، فضلاً عن متابعة أعمال القمة العربية التنموية في الكويت في العام 2009، وفي شرم الشيخ 2011، والإعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013، إلى مناقشة المواضيع الاجتماعية المطروحة في جدول أعمال الاجتماع".

الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون الاقتصادية محمد بن إبراهيم التويجري قال من جهته ان "الاجتماع سيشهد متابعة تنفيذ قرارات القمم السابقة سواء الدورية منها أو الاقتصادية، ومدى التزام الدول العربية بالتنفيذ، والصعوبات التي واجهت تنفيذ بعض القرارات".

وبشأن استعدادات الجامعة العربية لاستكمال مرحلة الاتحاد الجمركي العربي بحلول العام 2015، لفت التويجري الى أن "الجامعة العربية اتخذت كل الإجراءات للانتهاء من التجهيزات الخاصة بجداول الاتحاد الجمركي في نهاية العام الحالي بحسب ما نص عليه قرار قمة شرم الشيخ الاقتصادية 2011"، مستدركا انه "في حال لم تتمكن الجامعة العربية من انهاء اجراءاتها خلال العام الحالي، فلن نتمكن من انجاز الاتحاد الجمركي العربي في 2015".

وفي سياق متصل، افادت مصادر مطلعة صحيفة "المستقبل" ان "تحركات تجري من اجل تشديد العقوبات الاقتصادية على سوريا عبر تفعيل اجراءات عدة بينها إضافة اسماء جديدة في النظام السوري لمنع دخولها الى الدول العربية وتجميد ارصدتها المالية، ومنع الاستثمارات العربية في سوريا إلى حين استجابة النظام لخطة سلام الجامعة العربية".

وسيعقب اجتماع وزراء الاقتصاد العرب اليوم، اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب الذي يسبق اجتماع الزعماء العرب، حيث من المتوقع ان تتصدر النقاشات قضايا مهمة تتعلق بالملف الفلسطيني والوضع الداخلي في سوريا والاضطرابات التي خلفتها الانتفاضة العربية، فضلا عن هيكلة الجامعة العربية وقضايا الربيع العربي.

الى ذلك، بعثت القائمة "العراقية" (بزعامة اياد علاوي) رسائل الى القادة العرب تتحدث عما يجري في العراق خصوصا "اقصاء وتهميش لمكونات وقيادات رئيسة في المجتمع العراقي" على حد تعبير الناطقة الرسمي باسم الكتلة ميسون الدملوجي.

لكن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استبعد طرح المشاكل الداخلية العراقية في قمة بغداد، مؤكداً أن القمة ستناقش القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والصومال واليمن، اضافة الى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. واستضاف العراق القمة العربية مرتين، الأولى كانت القمة التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر، والتي تتعامل مباشرة مع إسرائيل، وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية كانت القمة الـ12 عام 1990، والتي شهدت توترا حادا بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، حيث اندلعت بعدها حرب الخليج الثانية إثر غزو العراق لدولة الكويت.

 

اندلعت اشتباكات عنيفة أمس، بين جيشي السودان وجنوب السودان في عدد من المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين، فيما أعلنت الخرطوم عن إجراءات ترمي إلى تعزيز وحداتها شبه العسكرية المتمثلة بقوات الدفاع الشعبي قبل أسبوع من قمة كانت متوقعة في جوبا بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير.

وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب إن القوات الجوية السودانية هاجمت منطقتي جاو وبان اكواش. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب اقوير إنه صد ايضا هجوما للقوات السودانية في منطقة تشوين داخل جنوب السودان. وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد وقوع اشتباك في المنطقة الحدودية بين ولاية جنوب كردفان السودانية وولاية الوحدة في جنوب السودان. ولم يحدد المواقع بدقة، ولم يقل من الذي بدأ القتال.

وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ان الطائرات والقوات البرية السودانية هاجمت مواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان. وقال سلفا كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية «هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت... مناطق في ولاية الوحدة» مضيفا «بعد هذا القصف العنيف تعرضت قواتنا لهجوم من القوات المسلحة السودانية وميليشيات».

ونقلت وكالة الانباء السودانية عن الرئيس عمر البشير «وجه ولاة الولايات بفتح معسكرات الدفاع الشعبي لإعداد ألوية الدرع ضد المتربصين بأمن الوطن وسلامه» مؤكدا «جاهزية السودان لتقديم المزيد من الشهداء من أجل العزة والكرامة والسيادة». كما الغى البشير زيارته لجوبا. (أ ف ب، رويترز)