أخبار لبنان..المعارضة عند «الخماسية» اليوم: جلسة جنوبية وجلسات انتخابية..المعارضة تستعد لتحرك رافض للحرب ولتسوية دولية مع حزب الله..تواصل «بارد» بين باسيل و«حزب الله»..لبنان على شفير حربٍ مستبعَدة وشفا عتمة داهمة..«حزب الله» يتجنّب استدراج إسرائيل لتوسعة الحرب بتركيز ردوده على الجولان..معادلة ردود حزب الله: عدم الرغبة في الحرب لا يعني إطلاق يد العدو..تطورات شمال سوريا تدفع بموجة جديدة من النازحين إلى لبنان..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 تموز 2024 - 4:04 ص    عدد الزيارات 265    التعليقات 0    القسم محلية

        


المعارضة عند «الخماسية» اليوم: جلسة جنوبية وجلسات انتخابية..

حزب الله يوسِّع استهدافاته رداً على الاستباحة الإسرائيلية.. وحلحلة لأزمة الكهرباء المفتعلة

اللواء....ينتظر اللبنانيون، ومعهم العرب والفلسطينيون باهتمام بالغ لمجريات الوضع السياسي، على مستوى السلطة الاجرائية، في فرنسا، بعد انتهاء الانتخابات التشريعية، والنتائج التي آلت اليها، سواء لجهة تقدم تحالف احزاب اليسار، او إنكفاء صعود اليمين المتطرف، وبقاء كتلة الرئيس ايمانويل ماكرون في الوسط، الامر الذي جعل تأليف حكومة جديدة تعبّر عن الانتخابات في الجمعية الوطنية، ليس بالامر السهل، على نحو ما حصل في بريطانيا، مما جعل ماكرون يكلف رئيس الحكومة المستقيلة غابريل أتال بتصريف الاعمال، ريثما تتوضح الصورة، بعد ان يلتقي فريق اليسار، ويتسلم منه نسخة عن مرشحه لتأليف الحكومة الفرنسية الجديدة. ولعل المخاوف الفرنسية راحت تذكّر بوضع مجلس النواب اللبناني، حيث لا كتلة او تحالف كتل قادر على حسم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من دون توافقات او حوارات او تسوية كبرى، ما تزال اللجنة الخماسية تعتبر حصولها امراً ممكناً.

مبادرة المعارضة

رئاسياً، يلتقي وفد من المعارضة، النيابية اليوم سفراء الخماسية في قصر الصنوبر.. حيث يعقد اجتماع مشترك بين النواب والسفراء. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء وفد المعارضة مع سفراء اللجنة الخماسية يأتي في سياق استعدادها لكسر الجمود في الملف الرئاسي والانطلاق في خطوة فعالة من أجل الضغط في انتخاب رئيس البلاد. ورأت هذه المصادر أن ما من مبادرة جديدة إنما مسعى قديم جديد يتصل بسلوك الانتخابات المسار الدستوري والإقلاع عن التمسك بمبادىء مخالفة الدستور وتفيد ان هناك إمكانية لطرح أفكار بشأن الإلتزام بموعد محدد للإنتخابات الرئاسية،مشيرة الى ان اللقاءات التي يعقدها وفد المعارضة لاحقا مع الكتل النيابية من شأنها أن تعطي الانطباع حول إمكانية تحريك الملف كما يجب مع العلم ان الموقف من الخيار الثالث لا يزال على حاله وإن الليونة لا بد من أن تأتي من فريق الممانعة. وأعربت عن اعتقادها أن تحرك المعارضة مبني على أسس راسخة بالنسبة إلى إتمام الاستحقاق وان المجال يجب أن يكون متاحا من أجل السير بخطوات تؤدي إلى تنشيط هذا الملف، من خلال عقد جلسة ثم لم تسفر عن نتيجة، يتحول النواب الى اجتماعات تشاورية على نطاق «مجموعات نيابية» للتوصل الى نتائج مقبولة ستسفر عن انتخاب رئيس. ومن المتوقع ان يكشف نواب المعارضة عن خارطة طريق بعد لقاء الخماسية والرئيس بري، تتضمن دعوة لمناقشة موضوع الحرب في جلسة نيابية، باتجاه منع حصولها، وورقة تتعلق بالملف الرئاسي، تنطلق من الآليات الدستورية المعروفة. يشار الى ان تكتل الاعتدال يدرس إمكان تقديم افكار جديدة في اطار مبادرته السابقة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية. وعلى خلفية تصريحات الرئيس نبيه بري الاخيرة، لجهة عدم دعوته الى حوار لا تشارك فيه الكتل كافة، تجدّد السجال بين عين التينة ومعراب، فرأت الاخيرة ان الدعوة الى حوار رسمي يشكل سابقة دستورية ترمي الى تغطية تعطيل الانتخابات الرئاسية. واعتبر المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، الذي اجتمع السبت الماضي برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ان انتخاب رئيس للدولة هو شأن وطني، معتبراً ان انجازه يتطلب حواراً وتشاوراً بين كل القوى السياسية والكتل البرلمانية، داعياً النواب للقيام بدورهم، ومشدداً على ضرورة استمرار مفاعيل المبادرات والمساعي المحلية والخارجية للخروج من النفق.

الدعم الإيراني

في المواقف الدولية، تلقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رسالة جوابية من الرئيس الايراني المنتخب، جدد فيها دعم المقاومة، وقال: هذا متجذر في السياسات الاساسية للجمهورية الاسلامية الايرانية، مشدداً ان هذا الدعم سيستمر بقوة. يذكر ان المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، اعتبر ان الدفاع عن لبنان مبدأ اساسي لدى ايران. وبعد ظهر غد، سيكون هناك سلسلة مواقف للسيد نصر الله في كلمة له في ذكرى القيادي في الحزب محمد نعمة ناصر (الحاج ابو نعمة) تتناول التطورات الاخيرة، سواء المواجهات في الجنوب، والوضع في غزة، ومسائل اخرى تتعلق بالشؤون المحلية والاقليمية.

مجلس الوزراء

وعشية جلسة مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم، زار الرئيس نجيب ميقاتي عين التينة، والتقى الرئيس نبيه بري، من دون ان يعلن (اي ميقاتي) ما جرى بحثه في اللقاء. وفهم ان اللقاء تناول ما يمكن ان يثار في الجلسة من خارج جدول الاعمال، وبوادر ازمة كهرباء مستجدة، في ضوء عودة التجاذب بين وزير الطاقة والمياه وليد فياض ومجلس الوزراء مجتمعاً الذي دعاه الى الحضور الى الجلسة اليوم للبحث في الازمة المستجدة، وما اذا كان مصرف لبنان معني بها، ام الغاء للتبعات على غير المسبب لها.

الكهرباء: تخزين أم..؟

كهربائياً، شكل تدني تخزين مادة الغاز اويل لدى مؤسسة كهرباء لبنان بداية تهديد حقيقي للتغذية بالتيار الكهربائي، وكادت ان تهدد بكارثة في مطار بيروت الدولي، من دون ان يرف جفن للوزير المعني وليد فياض. وكشفت المؤسسة في بيان صحافي لها عن وجود حجز ما في (Financial hold) على الشحنة بقسميها من قبل المورد (الحكومة العراقية) على خلفية الاشكالية المالية ما بين مصرف لبنان (الحكومة اللبنانية) والحكومة العراقية. وكشفت المؤسسة انها ابقت اولوية التغذية بالتيار الكهربائي للمرافق الحيوية الاسياسي (مطار، مرفأ، مضخات المياه، صرف صحي، جامعة لبنان، سجون، مرافق الدولة). وطالب وزير الاقتصاد امين سلام بقبول مشاريع الطاقة القطرية، بما ان لا المولدات ولا كهرباء الدول تلبي حاجة المرافق العامة، داعياً لاعلان حالة طوارئ للطاقة. وتوقع الوزير فياض ان تسمح شركة النفط العراقية سومو، بعد تدخل من رئيس الوزراء العراقي بتحميل الشحنة اليوم لمصلحة كهرباء لبنان، مطمئناً ان الكهرباء لن تنقطع كلياً لا عن المطار ولا عن اللبنانيين. وكان وزير الاشغال علي حمية كشف ان الكهرباء عادت الى مطار بيروت ظهراً، مبدياً حرصه على راحة المسافرين الوافدين الى مطار بيروت. وليلاً، علم ان الاتصالات نجحت بايجاد حل لتوفير اعتمادات الفيول العراقي لمعملي الطاقة في دير عمار والزهراني، على ان تبدأ البواخر الراسية بالبحر) قبالتهما البدء بتفريغ حمولتها من الغاز اويل.

الوضع الميداني

فجراً، باكر العدو باستهدافه بالصواريخ مزرعة ماعر في بل طورة - جزين، مما اسفر عن نفق 700 رأس ماعز. وقصف الاحتلال القرى الحدودية، من عيتا الشعب الى عديسة ومركبا ومارون الرأس بالمسيرات والمدفعية. واعلن حزب الله مساءً، عن تنفيذ 4 عمليات جديدة ضد مواقع للعدو الاسرائيلي عند الحدود، الاولى استهدفت موقع الراهب، والثانية طالت مستعمرة هغو شريم، والثالثة استهدفت مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستعمرة المطلة، والرابعة طالت «المنارة» رداً على استهداف بلدة حولا. كما قصف حزب الله مستعمرة وسط حمعلية برشقة صواريخ كاتيوشا، في اطار الرد على استهداف برعشيت وكفرحونة.

لبنان: المعارضة تستعد لتحرك رافض للحرب ولتسوية دولية مع حزب الله

الجريدة...بيروت - منير الربيع ..تتضارب التقييمات بين القوى اللبنانية لمسار وقف المواجهات على الحدود الجنوبية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي. الانقسام العمودي الذي تعيشه البلاد بين حزب الله، وخصومه من جهة أخرى، ينعكس أيضاً على تقييمات هذه القوى لواقع الحرب والمواجهة. فالحزب لا يزال متيقناً وفق تقديراته من عدم دخول اسرائيل بمواجهة واسعة أو مفتوحة، بالتالي فإن الحزب يستبعد الحرب وإن لم تصل المفاوضات حول قطاع غزة إلى النتائج المطلوبة. في المقابل، خصوم حزب الله يتخوفون من احتمالات التصعيد الإسرائيلي، خصوصاً بعد موقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه، إن اسرائيل لن توقف العمليات ضد الحزب وإن تم الوصول الى وقف إطلاق النار في غزة. كلام غالانت يعني أن هناك إرادة إسرائيلية لفصل ملف جبهة لبنان عن جبهة غزة، بخلاف ما يريده حزب الله، وهذا ما يدفع قوى المعارضة اللبنانية الى إبداء التخوف من انفلات الأمور، ليس فقط بسبب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بل أيضاً بعد موقف الخارجية الإيرانية التي أكدت أنه في حال أقدمت إسرائيل على أي عملية عسكرية ضد حزب الله، فإن إيران ستدعم الحزب بقوة. ويقول مسؤولون في قوى المعارضة لـ «الجريدة»، إن إيران تتخوف من خطر جدي للتصعيد سيدفع ثمنه لبنان، ويضيف هؤلاء: «بالتأكيد إيران لن تتدخل في الحرب ولن تستدرج إليها، وهي تريد للحزب أن أن ينخرط بالقتال مباشرة مقابل أن تمده بالسلاح والمال، لكن الآثار السلبية لأي معركة أو مواجهة سيدفع ثمنها لبنان». كما يعتبر المعارضون أن ما يجري هو أكبر دليل على أن ما يقوم به حزب الله هو جزء من صراع إقليمي تخوضه إيران وتم استدراج لبنان إليه. في هذا السياق، تستعد قوى المعارضة، لا سيما النواب الذين يبلغ عددهم 31 الى إطلاق تحرك سياسي جديد بغية تكوين موقف واضح يضغطون به على الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأخرى لأجل رفض الحرب ولأجل أن تتسلم الدولة دفة المفاوضات مع الدول الكبرى للوصول إلى تثبيت الإستقرار في الجنوب، وعدم توريط لبنان بأي حرب. وفي هذا الشأن، تشير المعلومات إلى أن نواب المعارضة قد طلبوا مواعيد مع عدد من سفراء الدول الكبرى، كما أنهم سيعقدون لقاءً مع سفراء الدول الخمس في قصر الصنوبر «الخارجية اللبنانية» لشرح وجهة نظرهم رفضاً للحرب والتصعيد على أن يستكملوا تحركاتهم في سبيل تكوين رأي عام لبناني جامع مناهض للحرب ومطالب من القوى الدولية والعربية التعاطي مع الدولة اللبنانية لا مع حزب الله وحركة أمل في ملفات استراتيجية تخص سياسة لبنان الداخلية والخارجية. جانب من التحركات التي يفكر بها أطراف المعارضة هي تطوير حراكهم السياسي أو باتجاه الدبلوماسيين الى تحركات شعبية تصب في خانة الضغط لرفض الحرب ولإعادة وضع إطار عام لكيفية الخروج من مواجهات الجنوب ومن الفراغ الرئاسي عبر وضع برنامج عمل أو مجموعة نقاط حول الثوابت التي يفترض الالتزام بها للخروج من الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس وإعادة تشكيل السلطة.

تواصل «بارد» بين باسيل و«حزب الله»

رئيس «التيار» يعتقد أنه يمكن حشر الحزب رئاسياً

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. ليست العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، الذي يرأسه النائب جبران باسيل مقطوعة. فرغم التوتر الذي سادها منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، والذي تفاقم مع قرار الحزب فتح جبهة جنوب لبنان لدعم ومساندة غزة، يبقي الطرفان حداً أدنى من التواصل والتنسيق بينهما. ويقول مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» إن التواصل «بارد» مع حارة حريك (مقر قيادة «حزب الله»)، في إشارة إلى تنسيق بالحد الأدنى بين الطرفين اللذين كانا في «تحالف استراتيجي» منذ عام 2006. لكن، وبعد انتهاء ولاية عون عام 2022، خرج العونيون ليتهموا «حزب الله» صراحة بالمساهمة في إفشال وضرب العهد من خلال مساندة حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والعمل على تنفيذ أجندته السياسية التي طالما تعارضت مع الأجندة العونية. كما وجه باسيل انتقادات مباشرة إلى قيادة الحزب بعدم المساهمة في عملية بناء الدولة والتصدي للفساد، مما أدى لاتساع الهوة بينهما. وساءت العلاقة أكثر مع تولي حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي إدارة البلد في ظل شغور سدة الرئاسة، واعتبار «التيار»، الذي علّق حضور وزرائه جلساتها لاعتباره أنها تتجاوز صلاحياتها، أن الحزب يغطي هذه التجاوزات. وشكّلت حرب غزة وقرار «حزب الله» المشاركة في القتال من بوابة الجنوب، الشعرة التي قصمت ظهر البعير، إذ خرج عون وباسيل لينتقدا قرار الحزب وأدائه، وليؤكدا أنه يضر بالمصلحة اللبنانية العليا، مما أثار امتعاض قيادة «حزب الله» وجمهوره الذي عبّر صراحة عن ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

تحالفات جديدة

وبدا لافتاً مؤخراً خروج رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ليقول إن «الغليان الذي نشهده في غزة، أفرز كل هذا القيح في الداخل، حتى نكون على بصيرة بمَن نتعاون معه ويتعاون معنا، وبِمن نصدقه القول ويكذب علينا بأقواله ومواقفه ومشاعره، وسنرتب أوضاعنا على هذا الأساس». وفيما عدّ كثيرون أن هذا الكلام موجه بشكل أساسي إلى قيادة «التيار» ويؤشر لتحالفات جديدة سيلجأ إليها الحزب بعد انتهاء حرب غزة، قال المصدر القيادي في «التيار»: «في حال كان هذا الكلام موجهاً إلينا، فلنرَ أي تحالفات سيُقدم عليها الحزب. فإذا خاصمنا، فإن لدينا جمهوراً واسعاً لا يحبذ تحالفنا معه، وفي حال عدنا وتلاقينا فذلك سيخدمنا مع جماهير أخرى، وبالتالي لسنا نحن الخاسرين، بل نحن رابحون مهما كانت توجهات الحزب المقبلة». وتدرك قيادة «التيار» أن «حزب الله» سيعود بفائض قوة إضافي إلى الداخل اللبناني بعد انتهاء حرب غزة، في ظل استبعاد أي حرب موسعة على لبنان. وعن هذا يقول المصدر: «نحن، وبخلاف قوى أخرى كانت ولا تزال تعول على حرب مفتوحة يخرج منها (حزب الله) ضعيفاً، أعلنا بصراحة أننا نرفض هكذا خيار، وسنقف صفاً واحداً بمواجهة العدو، إذ لا يمكن أن نفرح باستهداف وبإضعاف مكون لبناني رئيسي. هذا، عدا التبعات المدمرة على بلدنا لأي حرب موسعة. أما عن عودة الحزب أقوى بعد الحرب وكيفية ترجمة ذلك سياسياً، فمسائل تُبحث في وقتها».

حشر الحزب

ويشكل ملف رئاسة الجمهورية ملفاً خلافياً أساسياً بين حارة حريك وميرنا الشالوحي (مقر قيادة «التيار الوطني الحر»). ففيما يواصل «حزب الله» دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، يُعارض باسيل هذا الترشيح رغم «إغراءات» كثيرة، قال لنواب معارضين إنه تلقاها للسير بهذا الترشيح، ومنها انتخابه رئيساً بعد 6 سنوات. ويدفع باسيل باتجاه انتخاب مرشح ثالث (غير فرنجية ومرشح «التيار» والمعارضة المعلن الوزير السابق جهاد أزعور). وهو أعاد النبض مؤخراً إلى قناة التواصل مع الرئيس بري، في محاولة لإقناعه بهذا الخيار، ومن هنا كان قبوله السير بمبادرة بري الرئاسية القائلة بحوار ومشاورات محدودة زمنياً يليها جلسة انتخاب بدورات متتالية. ويشير المصدر القيادي في «الوطني الحر» إلى أنه «بالرغم من سعي الحزب إلى ربط مصير ومسار الرئاسة بمصير ومسار الحرب في غزة، رغم نفيه ذلك علناً، فإننا نعتقد أنه يمكن حشره وإحراجه من خلال الموافقة على طرح بري الحوار، خاصة أنه محدود زمنياً، لكن المعارضة، وبخاصة حزب (القوات اللبنانية) يخدم من حيث يدري أو لا يدري تعطيل الاستحقاق الرئاسي بوضعه شروطاً شكلية للحوار». ويضيف المصدر: «لا شك أن بري يتمنى انتخاب فرنجية، إلا أنه وصل إلى قناعة بأن ذلك غير ممكن في ظل التوازنات النيابية الحالية، وبخاصة في غياب الغطاء المسيحي الواسع، وهو بات أقرب للسير بخيار المرشح الثالث، بخلاف الحزب الذي لا يزال متشدداً لاعتبارات باتت معروفة».

علاقة معلقة

من جهته، يشير الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير إلى أن «العلاقة حالياً بين (التيار الوطني الحر) و(حزب الله) لا تزال معلقة بانتظار الانتخابات الرئاسية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «حصل بعض التغيير الإيجابي في مواقف الوزير جبران باسيل وبعض قادة التيار تجاه الحزب ومواجهة العدوان الإسرائيلي». ويضيف أن «كل الاحتمالات على مستوى العلاقة المقبلة بين الطرفين لا تزال واردة، علماً بأنه لا يمكن القول اليوم إن الجرة انكسرت نهائياً بينهما». ويؤكد قصير أن «الحزب حريص على العلاقات مع البيئة المسيحية، سواء على مستوى القوى السياسية والحزبية، أو على مستوى المرجعيات الدينية، أو على مستوى النخب الفكرية والأكاديمية»، متحدثاً عن «مساعٍ من الحزب لعدم حصر العلاقات مع الأحزاب المسيحية، وإن كنا لا ننفي أن حاجته لحلفاء مسيحيين مهمة وضرورية».

إصابة أميركيَين بصاروخٍ من «حزب الله»... استهدافٌ أم صدفة؟

لبنان على شفير حربٍ مستبعَدة وشفا عتمة داهمة

الراي...| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |......فيما لبنان السياسي «مشطورٌ» بين فريقٍ يُفاخِر بإنجازاتٍ «استراتيجية» يَعتبر أنها تحقق اختراقاتٍ غير مسبوقة لِما كانت اسرائيل تعتقد أنه «درع حديدية» لأمنها وحتى «وجودها»، وبين فريقٍ لا ينفكّ يُعْلي الصوتَ اعتراضاً على تسليم الدولة قرار الحرب والسلم إلى «الدويلة»، في إشارةٍ الى «حزب الله»، إذ بمَظاهر الفشل المريع في إدارة شؤون البلاد والعباد - في مقوّمات الحياة اليومية وعُدّة تشغيل مرافق حيوية - تطلّ برأسها من جديد وكأنه الجمرُ يخرج من تحت رماد واقعٍ مالي انهار بالكامل قبل نحو 5 أعوام وما زال يجرجر هزّاتٍ ارتداديةً في ضوء تَقاعُس السلطة عن معالجة أصل الأزمة الأعتى التي ضربتْ الوطن الصغير وترْكها تعتمل على طريقة «النعامة». ... هي الكهرباء مجدداً وشَبَحُ العتمةِ الشاملة يخترق المشهد اللبناني في الوقت الذي كانت البلاد مشدودةً إلى احتمالاتِ الحرب الاسرائيلية الواسعة في ظلّ الأفقِ الغامض لكيفية احتواء جبهة الجنوب ومنْع خروجها عن السيطرة، سواء بحال أَجهض بنيامين نتنياهو فرصة بلوغ وقف نارٍ في غزة على متن مقترح بايدن، أو إذا خلُصت تل أبيب في ضوء المفاوضات المرتقبة في ما خص الجبهة اللبنانية - ما أن تدخل هدنة القطاع المفترَضة حيزَ التنفيذ - إلى أنها لن تنتزع ترتيباتٍ أو ضماناتٍ لعودة مستوطنيها إلى الشمال إلا بعد «تصعيدٍ تعقبه تهدئة»، وهذا بمعزل عما إذا كان مثل هذا الخيار سيحقّق هدفه أم سيزيد مخاطر الصِدام المروّع. وبعدما كان مطار رفيق الحريري الدولي تَصَدَّرَ «الشاشات» قبل أسبوعين ونيف بزعْم أنه ممرّ أسلحة لـ «حزب الله» و«مقراً» لها (بالتخزين) ما اعتُبر بمثابة وضْعِ علامة «اكس» من اسرائيل على المرفق الجوي الوحيد في لبنان تمهيداً لضربه في أي حرب ٍشاملة لم تَسقط من سيناريواتها «الورَقية» أيضاً احتمالاتُ استهداف البنى التحتية الأخرى للدولة وبينها الكهرباء والمياه، إذ بهذه البنى نفسها والتي ينطبق عليها أساساً، تماماً كما مؤسسات الدولة وكافة مَرافقها مَثَل «لا تهزّو واقف عا شوار»، تَظهر وكأنها على مشارف رفع «الراية البيضاء» ليس بـ «صواريخ العدو» وغاراته بل بـ «نيران صديقة» من داخل الحفرة السحيقة التي يتخبّط فيها لبنان والمسكونة بلعنة العتمة وسلطاتٍ مصابة بـ «عمى الألوان».

«عتمة» المطار

ففي غفلة من الزلزال الذي انتقلتْ معه فرنسا بين أسبوع وآخر من يمينٍ (أقصى) اقتضى لإغراقه تعويم اليسار، ومن تَخَبُّط حملة الرئيس الأميركي جو بايدن الانتخابية في ضوء إصراره على المضيّ في السِباق عن الديموقراطيين رغم محاولات إزاحته بالإقناع ومع تلويحٍ بتفعيل إجراءات «الخلع»، وفيما كانت جبهة الجنوب على حماوةٍ تَصاعُدية بدت من مقتضيات مواكبة المرحلة الفاصلة عن الوصول الى اتفاقٍ لوقف نار في غزة أو الإطاحة بهذه الفرصة، تطايرتْ مَخاوف من «سقوط» مرافق حيوية، من المطار الى مؤسسات مياه وغيرها، في شِباك عتمةٍ تزحف من خلف تحذيرات كانت أطلقت في الأيام الأخيرة من الدخول في «الظلام الشامل» ما لم يتم تأمين صيغة قانونية لدفع الأموال اللازمة للكهرباء (عبر مصرف لبنان المركزي) ولمعامل الإنتاج (الزهراني ودير عمار) هي كلفة تنفيذ برنامج توريد النفط العراقي (غاز اويل) إلى مؤسسة كهرباء لبنان، وفق الاتفاق الموقّع بين بيروت وبغداد. ولاحتْ مؤشراتُ «الخطر» على مطار بيروت، مع تقارير (قناة «الجديد») أشارت الى أنّ وزير الاشغال علي حمية أجرى تواصلاً مع وزير الطاقة وليد فياض لتأمين الكهرباء للمطار الذي يعمل حالياً على المولدات فكان الجواب: «ما تتكلوا على كهرباء الدولة لأيام عدة»، بالتوازي مع معطيات تحدثت عن «أن المطار لن يتمكن من الاستمرار طويلاً بالعمل على نظام المولدات وعن مناشدةِ المعنيين فيه وزارةَ الطاقة حل أزمة التيار بشكل عاجل». ولاحقاً أكد حمية أنّه «عند الساعة 12 ظهراً عادت الكهرباء إلى مطار بيروت والتكييف يعمل لكنه ينقطع لمدة نصف ساعة لتجنب احتراقه عند التحويل من الكهرباء الأساسية إلى المولدات»، مشدداً على «أننا نحرص على راحة كل المسافرين الوافدين إلى مطار بيروت»، وداعياً الوزارات للتعاون وتأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر. وعلى وقع انتقال مؤسسات مياه في بعض المناطق وبينها «لبنان الجنوبي» الى وضعية «الترشيد» في الاستهلاك الذي دعت المشتركين الى اعتماده مؤكدة أنه «في ضوء إعلان مؤسسة كهرباء لبنان توقُّف معمل دير عمار عن إنتاج الكهرباء، ومع اقتراب معمل الزهراني من استنفاد الكميات المتوافرة من الفيول، سترتفع ساعات التقنين بشكل مضطرد»، دعا وزير الاقتصاد أمين سلام الى «إعلان حال طوارئ للطاقة حمايةً للسلامة العامة» وإلى «الإسراع في اتّخاذ خطوات وطنيّة وجريئة لقبول مشاريع الطاقة القطرية وتنفيذها في أسرع وقت، بما أن لا المولدات ولا كهرباء الدولة تلبّي حاجة مرافقنا العامّة». وكان وزير الطاقة تحدّث عن «مشكلة تأخير مصرف لبنان في تحويل الأموال من حساب الماليّة العامّة إلى المصرف المركزي العراقي، لدفع ثمن الفيول بموجب الاتفاقيّة مع العراق»، معتبراً «أن هذا التّأخير يؤّثر في تزويد لبنان بالفيول اللّازم لتشغيل معامل الكهرباء». وفي موازاة هذا الهمّ الداهم القديم - الجديد والمستعصي على الحلّ وحتى الفهْم، وسط تلميحاتٍ تخرج الى العلن بين الحين والآخَر عن «مافياتٍ» تتحكّم بقطاع الكهرباء، من مولدات الأحياء الأخطبوطية إلى مستوردي النفط، وحوّلت من العتمة «دجاجةً تبيض ذهباً»، بقيتْ الأنظار على الجنوبِ وسط حبْس أنفاس حيال مصير وقف النار الذي يُعمل عليه لغزة والذي يترنّح بين تفاؤل وتشاؤم، وخصوصاً أن ثمة ترقُّباً لأن يلي أي إعلانِ اتفاقٍ عودةً فورية للموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى حركته المكوكية بين تل أبيب وبيروت لاستئناف التفاوض حول خفض التصعيد في الجنوب كمرحلة انتقالية يتخلّلها بحثُ سبل تنفيذ القرار 1701 «مطوَّراً» ولا سيما أن «حزب الله» سيوقف الجبهة لحظة موافقة «حماس» على بدء تنفيذ مقترح بايدن. واستوقف أوساطاً سياسية كلام رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يفاوض هوكشتاين نيابة عن «حزب الله»، في حديثٍ صحافي عن أن الموفد الأميركي سيعود «لاستئناف التفاوض معه حول تهدئة الوضع في الجنوب، على قاعدة تطبيق القرار1701، مشمولاً بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؛ كونه ينص صراحةً على إعادتهما للبنان؛ لأنهما جزء من أراضيه، ويُفترض أن تخضعا لسيادته بلا شروط»، وهو ما تم التعاطي معه على أنه بمثابة ربْط أي تفاهماتٍ ذات طبيعة «نهائية» تتصل بالحدود اللبنانية - الاسرائيلية وحتى تَراجُع «حزب الله» عنها وفق مطلب اسرائيل بسلّةٍ شائكة عنوانها مزارع شبعا التي ترفض تل أبيب النقاش فيها وكانت واشنطن أعطت إشارات الى أنها وفق الأمم المتحدة خاضعة للقرارين 242 و 338 وأن تأكيد لبنانيتها من سورية يسهّل طرحها للتفاوض مع اسرائيل.

«محادثات بالوساطة»

وإذ توقفت هذه الأوساط أيضاً عند حضور الوضع على جبهة لبنان في الاتصال الأول الذي أجراه رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر بنتنياهو، حيث كشفت الناطقة باسم ستارمر أنه «أعرب عن قلق كبير من الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل، وأبلغ إلى نتنياهو بضرورة أن تتصرف كل الأطراف بحذر في شأن شمال إسرائيل»، لم يقلّل كشفُ الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس، عن «محادثات بالوساطة» مستمرّة بين طهران وواشنطن من أهمية تحذيره من أنّ أي اعتداء على لبنان «سيشكل أرضية لزيادة التوتر في المنطقة، ويهدد الأمن والسلم فيها». وأكّد كنعاني أنّ «الدفاع عن لبنان مبدأ أساسي لدى إيران، التي ستدعم لبنان في وجه أي اعتداء إسرائيلي من دون شك». وقال: «إيران لا تتردد في دعم لبنان وحماية أمنه عند الحاجة»، معلناً أن «إسرائيل تتحمل عواقب أي هجوم على لبنان، كما أن عليها أن تكون حذرة من أي مغامرة قد تقدم عليها في المنطقة». وفي الوقائع الميدانية، لم يكن ممكناً القفز فوق انتقال «حزب الله» في الساعات الماضية إلى عملياتٍ على عمق 35 كيلومتراً وما فوق داخل إسرائيل واستهدافه قاعدة عسكرية كبرى في طبريا، ثم لأول مرة أيضاً مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني الإسرائيلي بعيد المدى شرق ‏جبل حرمون في الجولان المحتل (ذي الأهمية الإستراتيجية) ما أدى إلى إصابة قببه وتجهيزاته التجسسية والاستخبارية ‏ومنظوماته الفنية وتدمير الأجهزة المستهدفة واندلاع النيران فيها، وردّ تل أبيب بمزيد من التوغل في اتجاه جزين حيث استهدفت 3 غارات صباح أمس جبل طورة ما أدى إلى تدمير مزرعة ومنزل أحد الرعاة (سوري الجنسية) ونفوق أكثر من 500 رأس معز. وفيما أعلن الجيش الاسرائيلي انه استهدف موقعاً عسكرياً لـ «حزب الله» في جبل طورة، غداة غارةٍ على القليلة أدت الى سقوط أحد عناصر «حزب الله»، برزت تقارير عن إصابة أميركييْن بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه الحزب الأحد على مبنى في «زرعيت» شمال إسرائيل أحدهما جروحه خطيرة والثاني طفيفة. وفي حين نُقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله في معرض تعليقه على الحادث بعيد وقوعه «يَظهر أنّ الحزب كان مدركاً لما يجري في هذا المكان»، أعلنت السفارة الأميركية في القدس لشبكة «سي أن أن» بعد ساعات من العملية إن المواطن الأميركي الذي أُصيب (بجروح خطرة) بعدما أطلق «حزب الله» الصواريخ لم يكن يعمل لمصلحة الحكومة الأميركية «ونحن نجمع معلومات إضافية». وذكر مركز الجليل الطبي، إن حالة المواطن الأميركي الذي أُصيب بجروح خطرة «تتدهور» وأنه يبلغ من العمر 31 عاماً «وأُصيب بشظايا في الجزء العلوي من جسده، وتم إدخاله إلى غرفة العمليات مساء الأحد بالتوقيت المحلي»، موضحاً أنه «(تم إدخاله) غرفة الصدمات، حيث اضطرت الفرق الطبية إلى تخديره ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، وسيجري نقله إلى وحدة العناية المركزة العامة في وقت لاحق». وإذ نقلت تقارير عن مصادر قريبة من «حزب الله» أنّ المصاب ضابط في الجيش الأميركي كان يدرب مجموعة من الجيش الإسرائيلي على كيفية استخدام الأسلحة الأميركية، استبعدت أوساط قريبة من «محور الممانعة» أن يكون استهداف المبنى في زرعيت تمّ بخلفية وجود أميركيين فيه أو بقصد إصابتهم باعتبار أن الأجندة الحالية لا تتضمّن مواجهة مباشرة مع الأميركيين.

«حزب الله» يتجنّب استدراج إسرائيل لتوسعة الحرب بتركيز ردوده على الجولان

يحاذر حيفا ومحيطها... ويستفيد من معادلة «بعلبك - الجولان»

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. يسعى «حزب الله» لتجنّب توسعة الحرب مع إسرائيل، عبر تركيز ردوده على الغارات الإسرائيلية بالعمق اللبناني، باستهداف منشآت إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة، بدلاً من قصف الساحل الإسرائيلي الذي يحاذر استهدافه، ويستفيد في تلك الردود من معادلة «بعلبك – الجولان» لاستهداف مراصد المعلومات الحيوية بمرتفعات جبل الشيخ. وأعلن «حزب الله»، الأحد، استهداف مركز استطلاع في جبل حرمون في الجولان السوري المحتل «بأسراب متتالية من المسيرات الانقضاضية على مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني بعيد المدى على الاتجاه الشرقي (مرصد التزلج الشرقي) في جبل حرمون في الجولان السوري المحتل»، مشيراً إلى أنها «أكبر عملية للقوات الجوية بالحزب» منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال، في بيان، إن المسيرات «أصابت قببه وتجهيزاته التجسسية والاستخبارية ومنظوماته الفنية، ما أدى إلى تدمير الأجهزة المستهدفة واندلاع النيران فيها»، لافتاً إلى أنه «أعلى هدف يتعرض للاستهداف منذ بداية معركة (طوفان الأقصى) في جبهة لبنان (2230 متراً)»، وذلك «رداً على الاعتداء والاغتيال اللذين نفذهما العدو الإسرائيلي السبت في منطقة البقاع» بشرق لبنان. ومرصد جبل حرمون (معروف باسم مرصد جبل الشيخ)، الذي سيطر عليه الجيش السوري في «حرب تشرين» 1973 واستعادته إسرائيل في وقت لاحق، هو أعلى قمم جنوب سوريا. وذكرت وكالة «رويترز» أن إسرائيل «تمتلك منشآت مراقبة وتجسس ودفاع جوي رئيسية على جبل الشيخ».

معادلة «بعلبك - الجولان»

وغالباً ما كان الحزب يرد على أي غارة إسرائيلية في البقاع، بقصف الجولان، كما يرد الجيش الإسرائيلي على قصف الجولان بشن غارات جوية في منطقة البقاع، وذلك بدءاً من شهر فبراير (شباط) الماضي. وبات هذا التبادل جزءاً من قواعد الاشتباك غير المعلنة المعمول بها بين الطرفين، ويتحدث عنها الإعلام الإسرائيلي، كما يقرّ بها محللون مقربون من الحزب في لبنان. ويقول الحزب إنه يستهدف مرابض مدفعية، وقواعد عسكرية ومنظومات دفاع جوي في هضبة الجولان السورية المحتلة المتصلة بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل أيضاً. لكن الهجوم الأخير على قمة حرمون يتخطى هذا الجانب، حسبما يقول مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، مشيراً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذه المنطقة «شهدت انفجاراً ضخماً يدوّي للمرة الأولى بهذا الحجم في المنطقة»، مؤكداً أن القصف «جاء من لبنان وليس من سوريا». ويؤكد إعلام الحزب أن الاستهدافات التي طالت الأحد قاعدة ‏ميرون على قمة جبل الجمق (أعلى القمم في الجليل) وقاعدة جبل حرمون «تثبت أن لا نقطة في الشمال بمنأى عن الاستهداف». لكن مراقبين يرون أن قصف "حزب الله" على الجولان يشكل التفافاً على القرار السوري الهادف إلى تجنب استخدام الجبهة السورية في الاشتباكات الدائرة مع إسرائيل. وهذا ما يؤكده عبد الرحمن بقوله إن قصف الجولان من الأراضي اللبنانية «هو بمثابة تعويض عن القيود التي فرضها الأسد على (حزب الله) والميليشيات العراقية الموالية لإيران، وقضت بمنعها من إطلاق الهجمات من الأراضي السورية ضد أهداف إسرائيلية بالجولان»، مضيفاً أن الأسد «جمّد الجبهة بطلب إقليمي ودولي تتصدره روسيا التي تنشر 14 نقطة مراقبة في القنيطرة على حدود الجولان، بينما لاحظ نشطاء المرصد تواري نحو 700 مقاتل ضمن ميليشيات عراقية مؤيدة لإيران من المنطقة، منذ بدء الحرب»، إلى جانب تواري مقاتلي «حزب الله» عن سائر المنطقة الحدودية السورية المحاذية للبنان، وذلك منذ نحو شهر. يقول عبد الرحمن: «تقييد الأسد للعمليات، أبقى المراصد الإسرائيلية الاستراتيجية نشطة، وهو ما دفع (حزب الله) لقصفها من الأراضي اللبنانية»، لافتاً إلى أن الاستهداف الأخير «يعتبر استراتيجياً بالنظر إلى أن المرصد على قمة حرمون، وهو المعروف باسم (مرصد جبل الشيخ)، ويضم نقاط استطلاع ورادارات كاشفة على لبنان وسوريا ومناطق أخرى»، في إشارة إلى قدرته على جمع المعلومات وتغذية سلاح الجو بها.

بديل عن الساحل

وإضافة إلى البُعد الاستراتيجي، يحمل التركيز على الجولان، مؤشرات سياسية أيضاً متصلة بالتعهد الذي التزم به «حزب الله» لناحية توسعة الضربات، في حال وسعت إسرائيل ضرباتها، وغالباً ما يختار الحزب أهدافاً في الجولان، بديلاً عن الأهداف في الساحل الإسرائيلي، حسبما يقول رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث» الدكتور هشام جابر، ويوضح أن «أهم الأهداف الإسرائيلية موجودة في الغرب بين حيفا وتل أبيب، وكذلك في جبل الشيخ، بينما لا أهداف دسمة في الجليل الذي خلت البلدات والمستوطنات فيه من السكان والقواعد العسكرية المهمة. قصف حيفا ومحيطها ينطوي على مخاطر توسع الحرب، ومن هنا يعد استهدافها خطاً أحمر، لذلك يتجنب الحزب قصفها»، مشيراً إلى أن «هواجس استدراج إسرائيل إلى توسعة الحرب تفرض قيوداً على الحزب بالأهداف»، وعليه «لم يبقَ له إلا الجولان لتنفيذ التزاماته». ويشير جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى أن هضبة الجولان السورية «تتضمن بنك أهداف غنياً جداً، لم يستهدف الحزب منه إلا 20 في المائة، وذلك بعدما قصف معظم المستوطنات القريبة من لبنان، وتراجعت الأهداف الدسمة فيها مع إخلاء القواعد العسكرية، ويركز على قصف الجنود الذين يتحركون فيها». ويشرح أن «هضبة الجولان غنية جداً بمراكز المعلومات، لإطلالتها على سوريا ولبنان، وكونها تضم قواعد عسكرية من تجمع (اللواء 91) إلى مراكز التنصت والاستشعار والاعتراض الراديوي والتكشف على البحر المتوسط، فضلاً عن أنها منطقة سياحية تستضيف مئات آلاف السياح سنوياً، والآن باتت مشلولة». ويمضي «حزب الله» منذ بدء الحرب، باستهداف المنشآت الإلكترونية والمراصد التجسسية الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان، وبلغت في الشهر الماضي أكثر من 420 تجهيزاً فنياً، إلى جانب عشرات النقاط والمواقع الحدودية والثكنات والقواعد والمواقع الخلفية، حسب إحصاء نشره الحزب في منتصف يونيو (حزيران) الفائت، بينما أحصى معهد «علما» الإسرائيلي، 2295 هجوماً ضد إسرائيل نفذه الحزب منذ بدء الحرب وحتى مطلع يوليو (تموز)، بمدى يتخطى الـ30 كيلومتراً، وقال إن «المنطقة العسكرية التي هوجمت بالنحو الأقوى، هي منطقة هار دوف (مزارع شبعا) ومواقعها؛ حيث ينفّذ (حزب الله) هناك هجمات على نحو يومي»، وهي السفح الغربي لجبل الشيخ. ويقول محللون مقربون من الحزب إن التركيز على التجهيزات الفنية وقصف منصات الدفاع الجوي «يُراد منه تعمية إسرائيل، وإفقادها آلية مراقبة ورصد وتتبع». ويشير هؤلاء إلى أن قصف تلك المنظومات «ساعد في إطلاق المسيرات والتخفيف من قدرة الجيش الإسرائيلي على اعتراض الصواريخ من لبنان».

توصية مهنيّة لحكومة العدوّ: تجنّبوا الحرب مع حزب الله

الاخبار... يهدف هذا التحليل إلى تقييم مدى الأضرار المحتملة لحرب شاملة وعالية الحدّة مع حزب الله، ويركز على التأثير على القدرة الوطنية على الصمود من دون معالجة الاعتبارات العسكرية والسياسية الشاملة. ويعتمد مثل هذا التحليل بشكل كبير على سمات مثل هذه الحرب، ومن يبدأها أو يتسبب بها، ومدتها، ونطاقها الإقليمي، والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين وأصولهم المادية، وأهداف إسرائيل الاستراتيجية، ونتائج الحرب. ومن المرجح أن تكون للحرب الرامية إلى إزالة التهديد الطويل الأمد لحزب الله عواقب وخيمة على سكان إسرائيل والبنية التحتية الحيوية.في اليوم التالي لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بدأ حزب الله حرب الاستنزاف المستمرة ضد إسرائيل. وتتميز الحملة في الشمال بدرجات متفاوتة من الشدة، ولا تزال محدودة النطاق، ولكنها تمثل اتجاهاً للتصعيد. مع ذلك، فقد تجنب كلا الجانبين عمداً الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق.

أخيراً، وعقب ردود حزب الله على عمليات الاغتيال، تزايد الصوت المطالب ببدء هجوم عسكري واسع النطاق ضد الحزب لإزالة التهديد من الشمال والسماح لأكثر من 60 ألف شخص تم إجلاؤهم بالعودة إلى ديارهم بأمان، وسط شعور متزايد بعدم الجدوى في ما يتعلق بمستقبل الحدود الشمالية، والبلدات الـ 28 التي تم إخلاؤها ومدينة كريات شمونة، إذ يتساءل السكان متى وتحت أيّ ظروف سيتمكّنون من العودة إلى ديارهم. حزب الله يمثل رأس حربة محور المقاومة، وتتكوّن ترسانته ممّا لا يقلّ عن 150 ألف صاروخ، وغير ذلك من الأسلحة الفتاكة، ومئات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى الموجّهة بدقة، والتي تغطي كامل المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل. وتشمل هذه صواريخ «كروز»، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الساحلية المتقدمة المضادة للسفن، وآلاف المسيّرات، والصواريخ الدقيقة المضادة للدبابات القصيرة المدى. وإلى جانب الأنظمة السيبرانية المتقدمة، يمكن لهذه الترسانة الواسعة والمتنوعة أن تتسبب في وفيات هائلة، وتدمير البنية التحتية الوطنية الحيوية وأهداف مدنية وعسكرية في إسرائيل. إذ إن موارد حزب الله العسكرية أكبر بكثير، من حيث الكمّ والنوع، من قدرات حماس العسكرية قبل الحرب. والمغزى الاستراتيجي هنا هو أن حزب الله يتمتع بالقدرات العسكرية اللازمة لشن حرب طويلة الأمد، ربما تستمر لأشهر، وتتسبب بأضرار جسيمة لإسرائيل. في حرب واسعة النطاق مع حزب الله، سيتعين على أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش أن تتعامل مع مرور الوقت - وخصوصاً خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحرب - مع وابل واسع يصل إلى آلاف القذائف يومياً، والتي لا يمكن اعتراضها كلها. ويمكن لهذه الهجمات، بما فيها تلك القادمة من جبهات أخرى مثل إيران والعراق وسوريا واليمن، أن تطغى على طبقات الدفاعات الجوية الإسرائيلية وربما تؤدي إلى نقص ذخيرة الاعتراض. كل هذا يمثل تهديداً عسكرياً ومدنياً لم تشهده إسرائيل من قبل. في مثل هذا السيناريو، سيحتاج الجيش إلى تحديد الأولويات بين الأهداف الإسرائيلية المحتملة المختلفة وتخصيص موارده للدفاع الأكثر فعالية. ومن المرجح أن تعطي القوات الجوية أولوية قصوى للدفاع عن الأصول العسكرية الحيوية مثل قواعد القوات الجوية، والأولوية الثانية للبنية التحتية الوطنية الأساسية، والأولوية الثالثة فقط للسكان المدنيين. إن الامتثال العلني لتحذيرات قيادة الجبهة الداخلية واستخدام الحماية السلبية: الملاجئ بمختلف أنواعها التي تعاني من نقص، سيكونان حاسمين لحماية المدنيين. حماية البنية التحتية الوطنية الحيوية أمر حيوي للحفاظ على الاستمرارية الوظيفية المطلوبة في المجالين المدني والعسكري أثناء حالات الطوارئ. ويشمل ذلك الأنظمة الحساسة مثل شبكة الكهرباء والاتصالات وشبكات النقل البرية والبحرية والجوية وسلاسل التوريد من الخارج والداخل. يمكن أن تنجم انقطاعات إمدادات الطاقة عن الضربات المباشرة لمرافق الإنتاج والنقل، فضلاً عن التهديدات التي تتعرض لها منصات إنتاج الغاز الطبيعي. فقد يتم ضرب الأخيرة أو إغلاقها لأسباب تتعلق بالسلامة، ما قد يؤدي إلى نقص الطاقة المحلية والوطنية. وستكون لذلك عواقب وخيمة على الاستمرارية الوظيفية والاقتصاد الوطني والحياة اليومية لمواطني إسرائيل.

منظومات الدفاع الجوي ستخصص لحماية المنشآت الاستراتيجية، ما يعني ترك المناطق المدنية تحت رحمة حزب الله

في حرب طويلة ضد حزب الله وحلفائه، ستكون هناك آثار خطيرة على قدرة تعافي الجبهة المدنية الداخلية وطول مرحلة التعافي المتوقعة والتي قد تمتد لسنوات. ويطرح هذا السيناريو تداعيات صعبة على قدرة إسرائيل الوطنية على الصمود، ولا سيما مع تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والسياسية المحلية القاسية رغم الحرب المستمرة.

وفي ظل هذه الظروف، نقترح ما يأتي:

- في أيّ قرار يتم اتخاذه في إسرائيل في ما يتعلق بتوسيع الحرب، ينبغي النظر بجدية إلى المناخ العام الحالي في إسرائيل، والنقاش العام والسياسي العام، بما في ذلك حول مستقبل الحرب في غزة، وتراجع صمود إسرائيل الواضح.

- طالما استمرت الحرب في غزة، يتعين على إسرائيل تجنب الانجرار إلى حرب شديدة الحدّة ومتعددة الجبهات، ويتعين عليها أن تفكر بعناية في التوقيت المناسب لمثل هذا الاحتمال الخطير. وبطبيعة الحال، إذا بدأ حزب الله أو تسبّب بشكل واضح في تصعيد كبير، يجب على إسرائيل أن تردّ بطريقة محسوبة ومتناسبة.

- كسيناريو بديل، فإن وقف إطلاق النار لفترة طويلة في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، والنظر في إعادة الإعمار الإقليمي على أساس إطار عمل بايدن قد يسمح بوقف إطلاق النار في الشمال وإتاحة الفرصة لتسوية ديبلوماسية هناك بوساطة دولية.

- إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله، يتعيّن على إسرائيل أن تسعى جاهدة لجعلها قصيرة المدة ومحدودة إقليمياً قدر الإمكان، بهدف تحقيق الحد الأدنى من الضرر المادي والمعنوي بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

- نظراً إلى المخاطر العالية لسيناريو الحرب، على مختلف الأجهزة الحكومية والأمنية المسؤولة عن عمل الجبهة الداخلية أن تعمل على تحسين استعدادها وسدّ الفجوات القائمة في أقرب وقت ممكن.

كيف ستؤثّر الحرب الواسعة على الجبهة المدنية؟

- يجب أن يكون هناك تنسيق كبير للتوقعات مع الجمهور في ما يتعلق بهدف الحرب والإنجازات المطلوبة، وكذلك المخاطر المتوقعة والاستعدادات اللازمة للسكان المدنيين. وحتى الآن، لم تتخذ أي خطوات لإعداد الجمهور لهذا السيناريو الخطير.

إن ردود فعل الحزب المدروسة نسبياً، ولكن غير العادية، تعكس تمسّكه باستراتيجيته المختارة: حرب استنزاف دون عتبة الحرب، بينما يحاول إيجاد معادلات ردّ واضحة مع إسرائيل. وعلى رغم الإنجازات الاستخبارية والعملياتية المثيرة للإعجاب التي حقّقها الجيش، فإنّ تصميم حزب الله على مواصلة القتال في الشمال وربط نهايته باتفاق إسرائيلي بوقف إطلاق النار في غزة يخلق معضلة استراتيجية لإسرائيل، حيث يصعب وقف الهجمات المستمرة، وخلق وضع أمني يسمح لسكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى ديارهم. ويبدو الأمل بحل التشابك الاستراتيجي في الشمال مع تغيّر موقف حماس من صفقة المحتجزين الذي قد يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة على الأقل. وهناك تقارير تتحدث عن دعم حزب الله لموقف حماس الجديد، ما يعكس رغبة الحزب في استغلال وقف إطلاق النار في غزة لوقف القتال في الشمال. وهو تطوّر يعزز التوصية بأن تقوم إسرائيل، في الوقت الحالي، بتأجيل خططها لتوسيع الحرب في الشمال وإعطاء أولوية للمضيّ قدماً في التوصل إلى اتفاق مع حماس، الأمر الذي من شأنه أيضاً أن يخلق فرصة للتوصل إلى حل موازٍ في الشمال.

معادلة ردود حزب الله: عدم الرغبة في الحرب لا يعني إطلاق يد العدو

الاخبار..تقريرعلي حيدر... مع تواصل اعتداءات جيش العدو في لبنان، تتصاعد ردود المقاومة الإسلامية التي تُفاقم استنزافه وتُضيِّق خياراته. وفي كل مرة يجد فيها نفسه مجدّداً أمام تحدّي الردّ التصاعدي على اعتداءاته، أو أمام التدحرج نحو مواجهة كبرى، تمثل أمامه مرة أخرى حقيقة أن المخرج الوحيد من هذا المأزق هو وقف الحرب على غزة.وكعيِّنة على هذه المعادلة التي تُعمّق ورطته، طاولت ردود حزب الله في اليومين الماضيين مجدداً عمق شمال فلسطين المحتلة مع استهداف قاعدة «نيمرا» غرب طبريا، على بعد نحو 30 كلم عن الحدود اللبنانية، ومواصلة دك مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون، والرد غير المسبوق باستهداف مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني البعيد المدى في جبل حرمون في الجولان بأسراب متتالية من المسيّرات الانقضاضية، إضافة الى العمليات التي نجح حزب الله في فرضها بشكل يومي وتستهدف مواقع العدو وجنوده وضباطه. انطوت هذه الردود على مروحة رسائل، من ضمنها أنها كرَّست سقفاً فرضه حزب الله باستهداف عمق الشمال بشكل مدروس وهادف، في مؤشر صريح للعدو بأن تجاوز اعتداءاته القواعد التي تحكم حركة الميدان، يعني أن الردود ستكون أشد وطأة. وليس دك مرصد جبل الشيخ إلا مؤشراً على أن قائمة أهداف حزب الله طويلة جداً وتتضمن الكثير من الأهداف النوعية والاستراتيجية والحيوية، ولا يفصل عن استهدافها سوى قرار ردّ على اعتداءات يقدم عليها العدو انطلاقاً من تقديرات وحسابات مُحدّدة. ويكشف تكتيك الأسراب الانقضاضية المتتالية غير المسبوق طوال تسعة أشهر، أنه يمكن لضربات حزب الله أن تكون أكثر قسوة من دون حاجة إلى إدخال وسائل جديدة، حتى الآن. استناداً الى مزايا هذه العمليات وسياقها، وانطلاقاً من معرفة العدوّ بالمفهوم العملياتي لحزب الله، من الواضح أن العدو ينظر الى مسار هذه الردود على أنها ارتقاء متدرج ومضبوط، على مستوى الأهداف والعمق الجغرافي وأدوات الاستهداف، وأن ذلك يفتح الباب أيضاً أمام ارتقاء نوعي وكمي جديدين إذا ما اقتضت تطورات الميدان ذلك. ولم يفت العدو أيضاً البرنامج المدروس للضربات التي يوجّهها حزب الله وعلاقتها بالاستعداد العملياتي لأي سيناريوات لاحقة. وفي هذا المجال، لفت حساب اينتلي تايمز على منصة X إلى أن ضربات حزب الله لا تستهدف الانتقام، وإنما بهذه الذريعة تضرب عناصر قوة جيش الاحتلال استعداداً وتحسّباً لفرضية نشوب حرب. منذ فتح جبهة لبنان إسناداً ودعماً لغزة ومقاومتها، أوضح حزب الله أنه سيردّ على أيّ اعتداء يرى فيه تجاوزاً لقواعد الاشتباك التي فرضها في الميدان. ونتيجة ذلك، يتلقّى العدو ضربات يدرك معها أنها ثمن لهذا الاعتداء أو ذاك، وخصوصاً أنه يعقبها بيان من الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية يضع كل عملية في سياقها الدقيق. مع ذلك، تبقى هذه الردود في السياق الأعمّ لمعركة إسناد غزة والدفاع عن لبنان. ولذلك، لا يمكن الفصل على مستوى النتائج والتداعيات بين العمليات التي تأتي في سياق الرد والدفاع عن لبنان، وبين كونها تندرج ضمن السياسة العملياتية للمقاومة في إسناد غزة. وينبع ذلك من كون جبهات الإسناد المتعدّدة تواجه عدوّاً مشتركاً في سياق واحد، لذلك وإن كانت هذه الجبهات منفصلة جغرافياً، إلا أنها متصلة استراتيجياً ومتكاملة عملياتياً. في ضوء ما تقدم، يتضح أن مجمل العمليات الابتدائية أو من موقع الرد، يأتي أيضاً في سياق مراكمة الضغوط والاستنزاف العسكري والمادي والبشري والأمني. وليس عرضياً أن تحضر كل هذه الأبعاد في وعي مؤسسة قرار العدوّ، كونها تتموضع أيضاً في إطار حساباته لدى تقدير أيّ خيارات وقرارات، ومن ضمنها أن مسار الردود هو في اتجاه تصاعدي مع ما قد يترتّب على ذلك من نتائج وتداعيات لبنانية وفلسطينية وإقليمية.

يكشف تكتيك الأسراب الانقضاضية المتتالية أنه يمكن للردود أن تكون أكثر قسوة من دون حاجة إلى إدخال وسائل جديدة

مع ذلك، فإن من العوامل التي تساهم في بلورة ردود حزب الله الى جانب طبيعة الاعتداء وحجمه وعمقه، أن لا يؤدي الى نشوب حرب ما دام ذلك ممكناً. إلا أن ردود حزب الله أظهرت للعدو في الوقت نفسه أن ضابطة عدم التدحرج إلى الحرب لا تعني امتلاك العدو حرية توسيع اعتداءاته من دون أثمان تصاعدية، وهامشاً مريحاً في فرض وقائع على الأرض تسلب المقاومة القدرة على الرد والدفاع، لأن ذلك دونه ما لا يزال حزب الله يكتفي بالإشارة إليه. تشي هذه العوامل - المحددات، أن حزب الله يخوض معركة الإسناد وفق استراتيجية مدروسة تستند الى التصميم على مواصلة هذا الخيار مهما كانت التضحيات، وهو ما تجلّى في الشعار الذي اختاره حزب الله لإحياء مراسم عاشوراء لهذا العام (أوَلسنا على الحق، إذاً لا نبالي)، وأكد عليه أمينه العام السيد حسن نصر الله، شرحاً وتطبيقاً على الموقف من نصرة غزة ومواجهة العدو الإسرائيلي. وإذا كان هناك في مؤسسات التقدير والمختصة للعدوّ من يدَّعي فهم الخلفية الثقافية لحزب الله، وتحديداً الطاقم المختص في الاستخبارات العسكرية (أمان)، بمتابعة كل ما يتعلق بمواقف وفكر شخص السيد نصر الله (تم الكشف عنه قبل سنوات)، فإن عليه مساعدة مؤسسة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، في إدراك حقيقة أن لا أمل على الإطلاق من إمكانية تراجع حزب الله والاستفراد بغزة.

تطورات شمال سوريا تدفع بموجة جديدة من النازحين إلى لبنان

الجيش يضبط 90 شخصاً في يوم واحد... والأمن العام يعيد 60 منهم

(الشرق الأوسط).. بعلبك شرق لبنان: حسين درويش.. تتدفق موجة جديدة من النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية، يتحدر معظمهم من مناطق شمال سوريا بعد توترات شهدتها المنطقة بين السوريين والجيش التركي، ويتصدى لهم الجيش اللبناني الذي وقّف 90 شخصاً منهم، الأحد، فيما أعاد الأمن العام اللبناني 60 شخصاً منهم إلى الداخل السوري عبر معبر القاع الحدودي، أقصى شمال شرقي لبنان. وقال مصدر أمني في البقاع في شرق لبنان إن اللواء التاسع في الجيش اللبناني، وبمؤازرة من مديرية مخابرات البقاع، أوقف نحو 90 نازحاً سورياً جديداً دخلوا إلى الأراضي اللبنانية عن طريق التهريب. ولفت المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «توقيف عدد من العائلات السورية من خلال كمائن متنقلة أُقيمت على طرقات التهريب في الداخل اللبناني في البقاع الشمالي في بلدات اللبوة ورأس بعلبك وحربتا». وتبين من خلال التحقيق معهم أن معظم السوريين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية «من الفارين من جحيم الوضع من محافظات الرقة وحلب وحماة ودير الزور والقامشلي»، حسبما قال المصدر، لافتاً إلى أن بعضهم «فرّ من المناطق الساخنة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود التركية - السورية»، وهي مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وتوجد فيها قوات تركية. وأفاد المصدر الأمني بأن المهربين جرى تسليمهم لقيادة الشرطة العسكرية مع آلياتهم التي ضُبطت في أثناء عمليات التهريب، فيما تولى الأمن العام إعادة عدد منهم إلى سوريا في اليوم نفسه، وهم من جيل الشباب. ودخل هؤلاء إلى لبنان عن طريق عصابات التهريب التي تقاضت ما يقارب 300 دولار أميركي عن كل شخص، ونُقلوا من خلال معابر غير شرعية من شمال الهرمل (شمال شرقي لبنان) ومن محيط بلدة القاع المجاورة والملاصقة للحدود السورية. وقالت المصادر إن عصابات تنتمي إلى شبكات تهريب يديرها مهربون لبنانيون وسوريون ويبسطون سيطرتهم على معابر التهريب، تنفّذ تلك المهمات لقاء مبالغ مالية. ويسلك المهربون الطرقات الترابية بين البلدين. ومع مواصلة القوى العسكرية والأمنية اللبنانية إجراءات مشددة في المنطقة الحدودية مع سوريا، برزت خشية من أن تكون أرقام الساعين للعبور إلى لبنان في الموجة الأخيرة، كبيرة، بالنظر إلى أن هذه الأعداد (90 شخصاً في يوم واحد) تعد كبيرة، علماً بأن المحاولات مستمرة للعبور إلى الداخل اللبناني عبر المسالك غير الشرعية. وتقدِّر الأجهزة الأمنية أن عدداً من النازحين دخلوا خلال الأشهر الماضية وتواروا عن الأنظار لدى أقارب لهم. وعليه، تنسق الأجهزة الأمنية فيما بينها لضبط الوافدين وتنفيذ الإجراءات القانونية. وفي سياق الإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية تنفيذاً للتعليمات الحكومية، تؤكد مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الأمن العام اللبناني أعاد 60 نازحاً سورياً ممن أوقفوا أخيراً، عبر معبر القاع الحدودي، جميعهم من جيل الشباب وتتراوح أعمارهم بين الـ20 والـ30 عاماً، وذلك كدفعة أولى تسلمتها مديرية الأمن العام من الجيش اللبناني. ويؤكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن تدفق هذا العدد الكبير من النازحين هو نتيجة التطورات الأمنية المستجدة في مناطق الشمال السوري، في ظل إقفال تركيا حدودها، لافتةً إلى أن معظمهم من جيل الشباب. بالموازاة، يحضّر الأمن العام اللبناني لترحيل دفعة جديدة من النازحين السوريين في الحادي عشر من الشهر الحالي من معبر وادي حميد باتجاه معبر الزمراني إلى القلمون الغربي.​



السابق

أخبار وتقارير..رئيسة الكتلة النيابية لـ«فرنسا الأبية»: سنعترف بدولة فلسطين خلال الأسبوعين المقبلين..اليسار الفرنسي يحل أولا أمام معسكر ماكرون وأقصى اليمين..ولا غالبية مطلقة..ماكرون لا يستجيب لدعوة اليسار..ويدعو للحذر بتحليل النتائج..الجمعية الوطنية قد تواجه شللاً..ستارمر في اسكتلندا لـ«إعادة ضبط» العلاقات بين لندن وأقاليم المملكة المتحدة..وزيرة المال البريطانية الجديدة: لا وقت نضيعه لتحفيز النمو الاقتصادي..نائب ديموقراطي: يمكن لـ هاريس أن «تكتسح» ترامب..بايدن يعود إلى مسار حملته الرئاسية و50 شخصية ديموقراطية تطالبه بالتنحي.. كييف تقصف مستودع ذخيرة داخل روسيا بالمسيرات..«ناتو» يواجه مستقبلاً غامضاً في يوبيله الماسي..وزير دفاع بريطانيا الجديد يتعهد من أوديسا بمساعدة لكييف..كوريا الشمالية: تدريبات الجنوب بالذخيرة الحية استفزاز صريح..كوبا تعلن إحباط مشروع "إرهابي" أعد له في الولايات المتحدة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..البيت الأبيض: هناك فجوات بين حماس وإسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار..«صفقة غزة»: محادثات بمصر..و«حماس» تنفي انقسامها..وفاة 436 مصاباً بالسرطان نتيجة عدم توافر العلاج في غزة..وثيقة أمنية: وقف الحرب يسمح لـ «حماس» بتشكيل خطر مستقبلي على الجيش الإسرائيلي..الكنيسة الأسقفية تحتج على إغلاق مستشفاها في غزة..إسرائيل تسعى لتكريس العمليات المباغتة في غزة..«حماس»: نتنياهو يضع العقبات أمام مفاوضات وقف إطلاق النار..غضب إسرائيلي عارم على نتنياهو لإفشاله صفقة التبادل..مهمة إنقاذ مُعقَّدة تُعيد مستشفيات في غزة للعمل «جزئياً»..

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,963

عدد الزوار: 7,587,502

المتواجدون الآن: 0