أخبار لبنان..غالانت: من الممكن الانتقال إلى حرب مع «حزب الله».. بشكل سريع ومفاجئ..نصرالله جاهز لمعركة طويلة ونتنياهو يتربص بالكنيست..«حزب الله» توعّد إسرائيل ووَعَد بالإعمار ورسم إطاراً لمسار الحرب والتفاوض..بوحبيب: التجديد لـ «اليونيفيل» سيتم بصيغة العام الماضي..إلا..​«حزب الله» يهدد بقصف مستعمرات جديدة..فهل تتوسّع الحرب؟..إسرائيل تتبع التدمير البطيء جنوباً لتطبيق الـ«1701» على طريقتها..

تاريخ الإضافة الخميس 18 تموز 2024 - 4:09 ص    عدد الزيارات 246    التعليقات 0    القسم محلية

        


غالانت: من الممكن الانتقال إلى حرب مع «حزب الله».. بشكل سريع ومفاجئ..

الراي.. قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء إن «من الممكن الانتقال لحرب مع حزب الله بشكل سريع ومفاجئ». وأضاف: «يمكن أن يتغير الوضع بشكل سريع ومفاجئ من جهد رئيسي في الجنوب إلى جهد رئيسي في الشمال»، وفق الإعلام العبري. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن «غالانت تفقد الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية». وتابع غالانت: «نشن حربا محدودة في الشمال (لبنان)، نستخدم جزءا صغيرا من قوة الجيش الإسرائيلي، لكن الأمور يمكن أن تتغير في ثانية.. نقترب من اتخاذ القرار»...

نصرالله جاهز لمعركة طويلة ونتنياهو يتربص بالكنيست

«حزب الله» ينتظر تغيير إدارة بايدن... ونتنياهو يطيل المعركة حتى عودة ترامب

الجريدة...منير الربيع .. مع تأكيد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله عدم وجود اتفاق مع واشنطن لترتيب الوضع في جنوب لبنان، علمت «الجريدة» أن الحزب يستعد لمسار طويل من المواجهات القابلة للتصاعد مع إسرائيل في الفترة المقبلة، خصوصاً مع الارتباك الحاصل مع اقتراب الانتخابات الأميركية، وترقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتزاع مطلق صلاحيات الكنيست في عطلته السنوية نهاية الشهر الجاري. وترك نصرالله الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، والأهم أنه لا يكتفي بقراءة المواقف الأميركية المعلنة بالضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد أو من توسيع الحرب، لأنه يعتبر غير المعلن أميركياً يبقى أخطر، وأمام هذه الوقائع لا يزال الحزب يعمل وفق استراتيجية النفس الطويل، وعدم الاطمئنان إلى المواقف الأميركية، بل يواصل ضغوطه لوقف الحرب على غزة، وبالتالي وقف المواجهة في الجنوب. وجاء موقف نصرالله بنفي الوصول إلى اتفاق لعدم منح أي ورقة للأميركيين أو الإسرائيليين أو رسالة طمأنة، واستعداده لتغيير الإدارة الأميركية في ظل التطورات الحاصلة، وتراجع بايدن أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب. وفي تفاصيل الخبر: بخلاف كل المواقف التي تشير إلى أن هناك اتفاقاً لبنانياً مع الولايات المتحدة، حول ترتيب الوضع في جنوب لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن مثل هذا الاتفاق غير موجود. يترافق ذلك مع معلومات توافرت لـ «الجريدة» بأن حزب الله يستعد لمسار طويل من المواجهات القابلة للتصاعد في الفترة المقبلة، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وما بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، وإلقاء كلمته أمام الكونغرس، وبعد نهاية شهر يوليو، حيث يصبح نتنياهو مطلق الصلاحيات في ظل دخول «الكنيست» في عطلة سنوية. ويترقب لبنان المزيد من التصعيد من الآن حتى موعد الانتخابات الأميركية، خصوصا في ظل معلومات تفيد بأنه خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لواشنطن، والتي ضغط فيها الأميركيون عليه لمنع توسيع الحرب ضد حزب الله، إلا أنه في المقابل نجحت إسرائيل في الحصول على المزيد من الأسلحة المتقدمة والمتطورة، وآخرها قنابل استخدمت في مجزرة المواصي لاستهداف قائد كتائب القسام محمد الضيف. في هذا السياق، تشير المصادر المتابعة إلى أن هناك أسلحة أميركة جديدة ستحصل عليها إسرائيل في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع زيارة نتنياهو التي سيستغلها للضغط أكثر على إدارة جو بايدن، الذي سيكون مضطرا للإعلان عن حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل. وترك نصرالله الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، والأهم هو أن الحزب لا يكتفي بقراءة المواقف الأميركية المعلنة التي تشير إلى الضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد أو من توسيع الحرب، فبالنسبة إلى حزب الله فما هو غير معلن أميركياً يبقى أخطر، أمام هذه الوقائع لا يزال حزب الله يعمل وفق استراتيجية النفس الطويل، وعدم الاطمئنان إلى المواقف الأميركية، بل يواصل ضغوطه لوقف الحرب على غزة، وبالتالي وقف المواجهة في الجنوب. لا بد من مراقبة زيارة نتنياهو لواشنطن وما ستحققه، وإذا كان سيحصل على المزيد من الأسلحة الأميركية. هنا جاء موقف نصرالله في نفي الوصول إلى اتفاق، فهو بالتأكيد في ظل الحرب لن يعطي أي ورقة للأميركيين أو الإسرائيليين بالقول إن الاتفاق قائم، ما يعتبر رسالة طمأنة، ثانياً هو يقرأ التطورات الحاصلة في أميركا على صعيد الانتخابات، والتراجع الذي يسجله بايدن أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب، وبالتالي فإنه يستعد لتغيير الإدارة الأميركية وفريق العمل الذي كان يعمل على نسج الاتفاق، خصوصا في ظل إصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. وأمام هذه الوقائع يترقب لبنان احتمال حصول المزيد من التصعيد في العمليات العسكرية، بينما في المقابل تبرز مساع دولية كبيرة في الأمم المتحدة لإصدار موقف جامع عن مجلس الأمن يخص الملف اللبناني، ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ويمنع إسرائيل من مواصلة التصعيد أو توسيع الحرب، وهو ما يتزامن مع تفعيل المفاوضات حول التجديد لقوات الطوارئ الدولية.

«حزب الله» توعّد إسرائيل ووَعَد بالإعمار ورسم إطاراً لمسار الحرب والتفاوض

نصرالله: إذا جاءت دباباتكم إلى جنوب لبنان فلن تبقى لكم دبابات

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

شكّلت ذكرى عاشوراء مناسبةً عَكَسَ إحياؤها في الشكل جانباً من الارتدادات الأمنية للحرب الدائرة في جنوب لبنان، فيما اختزلتْ مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله «ما سيكون» على هذه الجبهة التي تَشهد سباقاً بين تصعيدٍ يُخشى أن يتغذّى من تعثّر مفاوضات الهدنة في غزة وبين مَساعي تهدئةٍ تصطدم بغموضٍ متعمّد يلفّ مرتكزاتها التي تريدها تل أبيب على قاعدة «استحالة» العودة لستاتيكو 7 أكتوبر وبقاء الحزب وكأنه «تحت نافذة» مستوطنات الشمال وسكانها، في حين لا يبدو الأخير حتى الساعة مستعدّاً للبحث في أي مساراتٍ شمولية الطابع وخارج استعادة وضعية «الجبهة النائمة» متى أُقرّ وقف النار في القطاع وذلك بانتظار «التتمات» في «ملعب النار» الأصلي بحال بلوغ اتفاقٍ حوله. وفي حين غابت المسيرات العاشورائية عن قوى الحافة الحدودية في جنوب لبنان، وأيضاً عن صور والنبطية ربطاً بمجريات المواجهة مع اسرائيل وربما أيضاً لتخفيف عبء الحاجة الى تنفيذ إجراءات وقائية وأخرى لمواكبة الحشود في هذه المناطق في الوقت الذي يتركّز الجهد الحربي على الجبهة واحتمالاتها المفتوحة، برز في المسيرة الكبرى التي نظمها «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت ظهور عناصر أمنية (من الحزب) مزدوّدين بأجهزة رصد وتشويش ضدّ المسيَّرات التي سبق لإحداها أن اخترقت «عاصمة الحزب» (الضاحية) في يناير الماضي واغتالت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» واثنين من قادة «كتائب القسام» في هجوم على مبنى كانوا يجتمعون فيه. وفي موازاة الجانب الأمني من مَسيرة الضاحية وإجراءاتِ التحوط من «حزب الله»، حَمَلت مواقف نصر الله - التي ترافقت مع هدوء بارز لفّ جبهة الجنوب طوال نهار أمس وصَمَدَ حتى أولى ساعات المساء - مجموعة رسائل متعددة الاتجاه، نحو اسرائيل والمفاوضين على جبهة لبنان كما بعض الداخل اللبناني، حيث أكد «أنّ جبهة إسنادنا ستستمر ما دام العدوان مستمراً على غزة، ولن نتوقف على الإطلاق»، معلناً ‏«ان مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرّر في ضوء نتائج هذه المعركة التي ستنتصر فيها جبهات المقاومة ‏إن شاء الله». وعلى وقع تهديدات اسرائيل بحرب واسعة على لبنان، توعّدها الأمين العام لـ «حزب الله» بأنه «إذا جاءت دباباتكم إلى ‏لبنان وإلى جنوب لبنان لن تُعانوا من نقص في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات»، لافتاً إلى أنه «في حال توقف العدوان وستأتي الوفود المفاوضة لتفاوض على مستقبل الجنوب، فإنّ الجهة التي ‏تُفاوض باسم لبنان هي الدولة، وأبلغنا كل من اتصل بنا أنّ الجهة المعنية بالتفاوض وبإعطاء ‏الأجوبة هي الدولة»، جازماً بأن «كل ما يُشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية هو غير صحيح، لم يتم حتى الآن أي ‏اتفاق، هناك مسودات، هناك أفكار، هناك طروحات، هذا متروك للوقت». ‏ وإذ أكد «أن أميركا تتحمّل مسؤولية كاملة عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من خلال الدعم ‏السياسي والمعنوي والمادي والعسكري الكامل وتزويده بالسلاح والقنابل والصواريخ ‏والأطنان المتفجرة»، شدد على ‏«مواصلة جبهات الإسناد لجهادها وقتالها وعملها وهذا ما يُعلنه إخواننا دائماً في اليمن و‏في المقاومة الإسلامية في العراق». وفي الجبهة اللبنانية، شدد على «ان جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على قطاع غزة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة، وأنّ التهديد ‏بالحرب لم يُخفنا منذ عشرة أشهر عندما كانت إسرائيل في عزّ قوّتها كما يُقال، عندما كانت إسرائيل لا ‏تُعاني لا من نقص في القادة ولا من نقص في الجنود ولا من نقص في الدبابات ولا من نقص في الذخيرة، ‏وعلى مدى عشرة أشهر هُدّدنا وهُوّل علينا بالحرب ولم نتردّد ولم نتراجع ولم نتوقف». وتوقف عند «تمادي العدو باستهداف المدنيين في الأيام القليلة الماضية، شهيدان مدنيان في كفركلا، ثلاثة شهداء أخ وشقيقتاه في بنت جبيل، شهيدان مدنيان من ‏التابعية السورية بين أرنون وكفرتبنيت، ثلاثة شهداء من الأطفال في أم التوت في القرية القريبة من ‏الحدود، وهذا التمادي ردّت المقاومة عليه ليل الثلاثاء بما يُقارب 120 صاروخاً، ‏واستهدفت كريات شمونة والعديد من المستعمرات، ست، سبع مستعمرات. وأريد أن أقول ‏للعدو إنّ التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة ‏لم يتم استهدافها في السابق». ‏ وأعلن أنه «أياً يكن الدعم الذي ستُقدّمه الدولة اللبنانية ‏لأهلنا في القرى في الجنوب خصوصاً في القرى الأمامية، فنحن نؤكد لأهلنا الذين هُدّمت بيوتهم بالكامل أو ‏بشكل جزئي، اننا سنعمل وإياكم يداً بيد وكتفاً بكتف وبكل وضوح نحن نُطْلِق هذا الوعد، كما أطلقناه في ‏السابق، سنعيد إعمار بيوتنا ومنازلنا، سنشيّد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل ممّا كانت».

وتم التعاطي مع ما أعلنه نصر الله على أنه بمثابة رسْم إطارٍ مزدوج:

أولاً لكل المسارات التي يُعمل عليها لجبهة الجنوب، وتتصدّرها مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي كان أفيد أنه بقي لفترة في إحدى الدول الأوروبية القريبة ينتظر انقشاَع الرؤية حيال مصير مفاوضات هدنة غزة، باعتبار أن ذلك سيشكل نقطة الانطلاق لعودةٍ فورية الى بيروت واستئناف مهمته بينها وبين تل ابيب على قاعدة ما أشيع عن «اتفاق إطار» بات جاهزاً ليشكل «الزانة» التي سيتم القفز بها فوق «خط النار» الحالي و«الهبوط الآمن» تالياً نحو هدوء ولو انتقاليّ تتعدّد التقارير حول ركائزه، وإن كان من ثوابتها اشتراط اسرائيل تراجُع «حزب الله» ما بين 8 و 10 كيلومترات عن الحدود.

وثانياً لاحتمالاتٍ باتت مرجَّحة لأن الحرب في غزة «باقية» وقد تتمدّد إلى جبهة لبنان في ظلّ الحُفَر التي تملأ طريق مفاوضات وقف النار في غزة والتي يَمْضي بنيامين نتنياهو في زرْعها متعاطياً مع هذا المسار على أنه بمثابة هدنة لاستعادة الأسرى وإكمال الانقضاض على «حماس» التي تَعتبر في المقابل أنها تفاوض على وقف دائم للحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شرّدتهم الحرب.

وفي حين تشخص الأنظار على زيارة نتنياهو لواشنطن التي توجّه إليها وبدء العد العكسي لكلمته أمام الكونغرس، فإن وهجَ الزيارة - وما قد تخرج به - تَراجَعَ مع التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الولايات المتحدة منذ محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب والتي عمّقت متاعب الرئيس الحالي جو بايدن الذي تَكَرّس بعد «الرصاصة المميتة» التي أفْلت منها المرشح الجمهوري بأعجوبةٍ أنه صار بمثابة «الحمار الجريح» كمرشّح للديموقراطيين، وهو ما أبقى على الاقتناع بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي لن يسلّف «رئيساً راحلاً» أو يقدّم تنازلاتٍ في الوقت الذي تقترب «حماس» وقوى الممانعة مجدداً من مواجهة وَضْعية «الفيل (الجمهوري) في الغرفة» مع ارتفاع حظوظ ترمب. ويساهم هذا الاقتناع في تعزيز الضبابية حيال إذا كان إبقاء غزة تحت النار حتى نوفمبر الأميركي سيستتبع اندفاعةً كبيرة في اتجاه لبنان أم أن التصعيد على هذه الجبهة سيبقى وفق سقوف تتوسّع ولكن من دون أن تُسقط الخطوط الحمر. وإذ كانت البنتاغون أعلنت أن مخاوفه من التوتر بين لبنان وإسرائيل «تنبع من احتمال حدوث سوء تقدير قد يشعل صراعاً أوسع لا يريده أحد»، برز ما أوردته صحيفة «معاريف» في تقرير (نشر ترجمته موقع لبنان 24) عن رسالة تهديد جرى نشرها قبل 3 أيام للأمين عام لـ «حزب الله» وتشير إلى أنه سيكون الشخص التالي الذي سيتم استهدافهُ من إسرائيل. وذكرت «معاريف» أنه تمّ نشْر مقطع فيديو داخل إسرائيل يظهر أحياء غزة المدمرة ليتم بعد ذلك إظهار جانب من مدينة بيروت، ليُضاف تعليق ان الجيش الإسرائيلي قادم إلى هناك قريباً. وبعد ذلك، يتم إظهار صورة نصرالله ضمن الفيديو، ليتم إرفاق تعليق معها وفيه: «أنت التالي»، وذلك مع إرفاق مشهد لإطلاق رصاصة باتجاه رأسه.

وسط خشية من أن يتحوّل هذا الاستحقاق «حلبة خلفية» لحرب الجنوب

بوحبيب: التجديد لـ «اليونيفيل» سيتم بصيغة العام الماضي... إلا

- على اسرائيل وقْف عدوانها ولبنان مستعدّ للتفاوض غير المباشر والتقيتُ هوكشتاين لهذا الغرض

| بيروت - «الراي» | .... تسود بيروت مناخات عن أن التمديد الدوري (نهاية أغسطس) لقوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان والتي تشكل ذراعاً رئيسية (مع الجيش اللبناني) في «حراسة» تطبيق القرار 1701 قد يشهد «شدَّ حبال» ربْطاً بـ «تعليق» هذه القرار - الذي أوقف الأعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل عقب حرب يوليو 2006 - واقعياً منذ فتْح الحزب «جبهة الإسناد» في 8 أكتوبر الماضي وما أعقبه من اندلاع مواجهاتٍ لم تهدأ على المقلبين. واكتسب التمديد لليونيفيل (التي تأسست العام 1978 وتم تعديل مهماتها نتيجة التطورات في 1982 و2000 و 2006)، هذه السنة أهمية خاصة وسط اقتناعٍ دولي بأن لا إمكان لحلّ دائم على جبهة الجنوب إلا بالعودة الى مندرجات الـ 1701 وتطبيقه الكامل (قيام منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني) أو وفق «تحديثاتٍ» على آلية تنفيذه التي تمت وفق قواعد اشتباك راعتْ أن «ما لا يُرى غير موجود» بالنسبة الى الحضور المسلّح للحزب، وهو ما «استفادت» منه تل ابيب للمضي في خروق جوية يومية منذ 18 عاماً. ويُخشى أن يتحوّل قرار التمديد لـ «اليونيفيل» محطة اضافية في مسارٍ قديم – جديد باتت له «موجبات» دولية أكثر بعد «طوفان الأقصى» وما كشفه من ترسانةٍ هائلة لـ «حزب الله» وتموْضعات في أرض الـ 1701 لجهة تعديل قواعد الاشتباك ومنْح القوة الدولية تفويضاً بـ «روحية الفصل السابع» وذلك أقله كـ «ربط نزاع» مبكّر مع «اليوم التالي» لبنانياً، وهو ما عبّرت عنه مداولات تحدثت عنها وسائل إعلام محلية حول تبلغ بيروت أن العجز المالي الذي تعانيه الأمم المتحدة سيفرض عليها أن يكون التمديد المرتقب لـ «اليونيفيل» ستة أشهر بدل سنة على جاري العادة. وفي حين يسود اقتناع مواز بأن التمديد مرجّح لأن يمرّ وفق القواعد نفسها للعام الماضي على أن يُترك أي تعديل لـ «ملحقاتٍ» للاتفاق الذي سيحكم إنهاء حرب الجنوب، أكد هذا المنحى كلام وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب الذي أبلغ الى قناة «ام تي في» أن التجديد لليونيفيل سيتم «بصيغة العام الماضي نفسها إلا بحال نجحت مفاوضات الجنوب بالتوصل الى اتفاق يحتّم تغييرات»، داعياً مجلس الامن «لأن يرعى مفاوضات الجنوب وصولاً الى اتفاق لتطبيق الـ1701 من دون التقليل من دور المفاوضين»، ومشدداً على «ان على اسرائيل وقف عدوانها ولبنان مستعد للتفاوض غير المباشر والتقيتُ هوكشتاين لهذا الغرض». يُذكر أن بوحبيب الذي كان في واشنطن انتقل الى نيويورك حيث شارك في النقاش المفتوح حول الحالة في الشرق الأوسط، الذي عُقد أمس في مجلس الأمن. وهو كان استهل زيارته، كما أفاد مكتبه الإعلامي، بعقد لقاءات ثنائية مع وزير خارجية الكويت عبدالله علي عبدالله اليحيا، ووزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، ووزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان. وشدد بوحبيب، خلال لقاءاته على «ضرورة خفض التصعيد في المنطقة وفي جنوب لبنان، وعلى أهمية تنفيذ القرار 1701 بالكامل». وحذّر من «العواقب الكارثية التي ستطرأ في ظلّ أي تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان، أو أي اجتياح إسرائيلي للبنان»، مُنَبّهاً من توسّع رقعة الحرب لتصبح حرباً إقليمية.

​«حزب الله» يهدد بقصف مستعمرات جديدة..فهل تتوسّع الحرب؟

أدخل سلاحاً جديداً على الميدان تمثل في مسيّرة «شاهد 101»

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. وضع «حزب الله» سلاحاً جديداً في جبهة «مساندة غزة»، مظهراً بذلك انتقاله من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، سواء عبر مسيّرة انتحارية تعمل بالكهرباء ومدفعية ميدانية بعيدة المدى، أو عبر التهديدات التي أطلقها أمين عام الحزب حسن نصر الله بـ«قصف مستعمرات إسرائيلية لم يسبق أن تم استهدافها». وقال نصر الله إن «التهديد بالحرب لم يخفنا منذ 10 أشهر عندما كانت إسرائيل في عزّ قوتها، وإن تمادي العدو باستهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى استهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق». تأتي تهديدات نصر الله، بعد ساعات على الغارة التي نفذها الطيران الإسرائيلي، وأدت إلى تدمير منازل سكنية في بلدة أم التوت في جنوب لبنان، كما أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال، وقال مصدر مقرّب من الحزب إن تهديدات نصر الله «جدية ولا تقع تحت عنوان الحرب النفسية». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب «بدأ في تطوير عملياته العسكرية، وتحديث (الأهداف) التي وضعها لمواقع إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة»، مشيراً إلى أن «حديث الأمين العام عن استهداف مستعمرات يضع معايير جديدة لتوازن الردع الفاعل والحاسم، وليس بموازين التحسب لرد فعل العدو الإسرائيلي». وشدّد على أن الإسرائيلي «سيدفع ثمناً كبيراً، وسيعاقب على جرائمه المتمادية، وقتل المدنيين العزل والأبرياء في لبنان». وأعلنت إسرائيل أن الحزب «استخدم مسيّرة انتحارية جديدة من طراز (شاهد 101)»، حيث استخدمها مؤخراً في هجوم على قاعدة «كيبوتس كابري» العسكرية، الواقعة على بُعد أربعة كيلومترات شرق مستوطنة نهاريا في شمال إسرائيل، وأدت إلى مقتل الضابط فاليري تشابونوف. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المسيّرة تعمل بمحرك كهربائي، ويمكنها الطيران لفترات طويلة، وتتميز بأنها أقل ضجيجاً، ولقّبت بـ«المسيرة الصامتة» كونها تعمل بمحرك مجهّز بنظام الشحن الكهربائي، ولا يكاد يسمع صوتها من على الأرض، كما أن هناك صعوبة لاكتشافها واعتراضها بواسطة الرادارات. كما أعلن «حزب الله» عن «إدخال مدفع ميداني جديد إلى المعركة». وقال المصدر المقرب من الحزب، إن «المسيرة شاهد 101 تُعدّ واحدة من أوراق القوة التي تمتلكها المقاومة في لبنان، لكنها بالتأكيد ليست مدرجة ضمن سلاح الردع الاستراتيجي الذي لم يحن أوان استخدامه، والذي سيغير المعادلات الميدانية على الأرض»، عادّاً أن المقاومة «بقدر ما تستبعد شنّ إسرائيل حرباً واسعة وفتح جبهات جديدة تبدو عاجزة عن تحمّل نتائجها، بقدر ما تأخذ في الحسبان إمكانية إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على مغامرة قد تجرّ إلى حرب إقليمية، سيكون كلّ محور المقاومة في صلبها». بموازاة التصعيد الإسرائيلي لا يملك «حزب الله» خيارات سوى التصعيد المقابل والردّ بعمليات موجعة، على حدّ تعبير الخبير الأمني والعسكري العميد ناجي ملاعب، الذي أشار إلى أن «التصعيد المتمادي من قبل إسرائيل من جنوب لبنان إلى العمق السوري واغتيال قادة من (حزب الله)، سيقابل بتصعيد من الحزب الذي لا يزال يلتزم بما يسمى (قواعد الاشتباك)، واستعمال الأسلحة القصيرة المدى». وقال ملاعب لـ«الشرق الأوسط»: «لا شكّ أن (حزب الله) قدم مفاجآت في الميدان عندما استخدم صواريخ الكاتيوشا لإلهاء القبّة الحديدة، وتمكن من تحديد أماكنها، ووضع معظمها خارج الخدمة عبر ضربها وتدميرها». وشدّد ملاعب على أن «جبهة لبنان تمثل رأس حربة محور الممانعة ومركز قيادتها». وأضاف: «عندما يعلن نصر الله بشكل دائم عن مفاجآت في الميدان، فهذا يعني وجود عناصر غير لبنانية تقود العمليات، وربما تكون شخصيات استشارية»، لافتاً إلى أنه «رغم اغتيال إسرائيل لقادة ميدانيين في الحزب، فإن ذلك لم يخفف من قوّة حضوره على الجبهة، ولا يلغي إمكانية انتقال من خطة الدفاع إلى خطة الهجوم عبر قوات الرضوان». وتنفيذ «حزب الله» لتهديداته باستهداف مستوطنات جديدة، لا يعني الانتقال إلى حربٍ واسعة، إذ سبق للحزب أن قصف مواقع ومنشآت في العمق الإسرائيلي وخارج «قواعد الاشتباك»، ولم يؤد ذلك إلى تفجير الجبهة على نطاق واسع، وبتقدير الخبير العسكري والأمني العميد ملاعب، فإن «فتح الجبهة اللبنانية الإسرائيلية لا يتوقف على عملية هنا أو غارة جوية هناك، بقدر ما ينتظر الضوء الأخضر الأميركي». وشدّد على أن «الإدارة الأميركية نجحت حتى الآن في كبح جماح نتنياهو وحكومته، لأن هذه الإدارة تسوّق الآن لإمكانية استيعاب إسرائيل في المنطقة وفق تسوية سياسية قيد الإعداد، وليس لإشعال الحرب، وبالتالي فإن موعد الحرب الواسعة لم يحن بعد».

نصرالله يعد مناصريه بإعمار القرى الجنوبية اللبنانية المدمرة

نفى وجود اتفاق جاهز مع إسرائيل بعد الحرب… وانتقد معارضي الداخل

بيروت: «الشرق الأوسط».. أطلق أمين عام «حزب الله» اللبناني وعداً جديداً بإعادة إعمار القرى والبلدات التي تعرضت للتدمير جراء الحرب الحدودية المستمرة منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع إسرائيل، في استعادة لوعد سابق أطلقه إبان حرب العام 2006 التي انتهت بدمار هائل في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والتي أعيد إعمارها بمساعدات قدمتها عدة دول عربية في طليعتها المملكة العربية السعودية التي قدمت نحو نصف مليار دولار. ويتعرض «حزب الله» إلى ضغوط داخلية شديدة جراء انخراطه في المعركة «نصرة لغزة»، خصوصاً في ضوء الدمار غير المسبوق الذي تعرضت له القرى الحدودية. وسار نصرالله في خطاب ألقاه في ختام مسيرة العاشر من محرم في ضاحية بيروت الجنوبية على ما سار عليه قياديو الحزب أخيراً بتوجيه انتقادات للمعارضة اللبنانية. وتوجّه إلى «بعض الداخل اللبناني» قائلاً: «لأولئك الذين يُخوّفوننا بالحرب، الإسرائيلي ‏والأميركي والغربي وبعض الداخل اللبناني، نقول لهم نحن قوم لا نخاف الحرب ولا نخشاها، لأنّ أقصى ‏ ما يمكن أن تأتي به الحرب هو الموت، هو الشهادة»... ونفى أمين عام «حزب الله» في خطاب متلفز وجود اتفاق جاهز للوضع في جنوب لبنان ومؤكداً أن مستقبل الوضع على الحدود سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة. وقال: «لأول مرة في تاريخه يعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأيامه كما يعترف قادته. لأول مرة يتحدثون عن الانهيار والزوال، لأول مرة تبدو إسرائيل عاجزة بعد 10 أشهر من القتال عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بارتكاب المجازر البشعة بحق الأطفال والنساء». وأضاف «نحن في لبنان منذ 8 أكتوبر دخلنا مرحلة مختلفة ونخوض معركة مختلفة، أعلنا فتح جبهة إسناد لبنانية نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ونحن نعتقد أن ما قامت به المقاومة في غزة هو حق كامل لها وللأسف هناك ما زال من يسيء إلى المقاومة». وجدد نصرالله موقف الحزب لجهة ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة قائلاً: «جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على غزة والتهديد بالحرب لن يخيفنا وتمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق». ونفى نصرالله الحديث عن اتفاق جاهز في جنوب لبنان مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية هي الجهة المسؤولة عن التفاوض وقال «في حال توقف العدوان، الجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح، مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة». وجدد وعوده لأهالي الجنوب بالمساعدة وإعادة إعمار المناطق الحدودية، قائلاً: «في جبهتنا اللبنانية أيا يكن الدعم الذي ستقدمه الدولة اللبنانية لأهلنا في القرى والجنوب، سنعمل وإياكم وبكل وضوح لإعادة إعمار بيوتنا ومنازلنا وسنشيد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت».

إسرائيل تتبع التدمير البطيء جنوباً لتطبيق الـ«1701» على طريقتها

مخاوف من تراجع الاهتمام الدولي بلبنان

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. يتخوف اللبنانيون من تراجع الاهتمام الدولي ببلدهم بخلاف ما يتوهمه البعض من أهل السياسة؛ نظراً لانشغال الدول بمشاكلها الداخلية وهي المولجة في مساعدته لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزُّم الذي يمكن أن يمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، طالما أن الكتل النيابية ترفض التلاقي في منتصف الطريق لتسهيل انتخابه بالتوافق على مرشح يحظى بتأييد الغالبية النيابية. لكن منسوب المخاوف هذه يمكن أن ينسحب على الوضع المشتعل في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في مساندته لـ«حماس»؛ في ظل تعثر الوساطات للتوصل إلى وقف للنار في غزة يُفترض أن يمتد إلى جنوب لبنان، الذي يشهد حالياً تصعيداً غير مسبوق في المواجهة ينذر بتوسعة الحرب، طالما أن الحزب يربط التهدئة جنوباً بوقف العدوان على غزة. وفي هذا السياق، تسأل مصادر سياسية عن الضمانات التي تمنع إسرائيل من توسعة الحرب في حال توصلت إلى اتفاق مع «حماس» لوقف النار بوساطة عربية - أميركية، من دون أن تكون مقرونة بتسوية مستدامة، من وجهة نظر تل أبيب، تعيد الاستقرار للجنوب بما يسمح باتخاذ إجراءات تقطع الطريق على احتمال تجدد المواجهة في أي لحظة؟ ........كما تسأل المصادر حكومة تصريف الأعمال ما إذا كان لديها تطمينات بعودة الهدوء إلى الجنوب في حال التوصل لوقف النار في غزة، في ضوء ما يتردد على لسان دبلوماسيين غربيين لدى لبنان بأن تل أبيب تشترط التوصل إلى اتفاق يكون بمثابة تسوية تعيد الاستقرار، بما يضمن عودة النازحين على جانبي الحدود؟

ولا تستبعد المصادر نفسها أن يكون لدى إسرائيل خطة مبيّتة تسعى من خلالها إلى اتباع سياسة التدمير البطيء، لا يقتصر على القرى الأمامية الواقعة على طول الحدود بين البلدين، وإنما تصر على أن تُلحق بها القرى المشمولة بتطبيق القرار الدولي 1701، وهذا ما يدعو الدبلوماسيين الغربيين للقلق من أن يأتي مخطط التدمير البطيء في سياق الضغوط لتطبيق هذا القرار من وجهة نظرها وعلى طريقتها الخاصة. وتخشى من اتباع إسرائيل خطة التدمير البطيء، بخلاف تلك التي اعتمدتها لتحويل قطاع غزة إلى أنقاض للثأر من حركة «حماس»، والاقتصاص منها؛ كونها مضطرة لاسترداد هيبتها التي أصيبت مباشرة باجتياح «حماس» للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وبالتالي فهي تعتمد خطة الخطوة خطوة لمواصلة تدميرها البطيء للبلدات الجنوبية، اعتقاداً منها بأن ذلك يعفيها من تدخل المجتمع الدولي للضغط عليها، سعياً وراء التوصل لوقف إطلاق النار. كما شدّدت على أن المطلوب من حكومة تصريف الأعمال أن تتحسب منذ الآن لمواجهة أسوأ الاحتمالات، وأولها اعتماد إسرائيل التدمير البطيء للمنطقة الواقعة في نطاق جنوب الليطاني، التي يُفترض أن تخضع لسيادة الدولة اللبنانية بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» لوحدات الجيش اللبناني المنتشرة فيها لتطبيق القرار 1701. فاتباع إسرائيل التدمير البطيء لهذه البلدات، من وجهة نظر المصادر السياسية، يعني أنها تريد تحويل جنوب الليطاني، تحت الضغط الناري المتواصل بكل الأسلحة، إلى منطقة منزوعة السلاح والسكان في آن، وبالتالي يصعب العيش فيها بعد أن أحرقت الأخضر واليابس باستخدامها القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً. لذلك فإن معظم البلدات في جنوب الليطاني، غير تلك الواقعة في الخط الأمامي مقابل الحدود الإسرائيلية، بدأت تتحول أرضاً شبه محروقة وتكاد تكون لا حياة فيها، خصوصاً أن التدمير البطيء يتلازم مع مضي إسرائيل في تنفيذ مسلسل الاغتيالات، الذي لا يقتصر على استهداف أبرز القيادات الميدانية والعسكرية لـ«حزب الله» في الجنوب، وإنما أخذ يطال المدنيين في جنوب الليطاني، وكأنها تتوخى من كل هذا منع التجول في هذه المنطقة، إضافة إلى تعقبها لرموز حزبية خارج نطاقها، امتداداً إلى الحدود اللبنانية - السورية الواقعة على تخوم ريف دمشق. وعليه؛ تتعامل المصادر مع التدمير البطيء وكأنه يأتي في سياق مخطط تصر إسرائيل من خلاله على تمرير رسالة، لا تقتصر على الحزب وإنما تشمل المجتمع الدولي، تحت عنوان أنها ماضية في مخططها باستهدافها البنى التحتية للحزب ومنشآته، سواء أكانت مدنية أو عسكرية، وصولاً لتطبيق القرار 1701 بقوة النار وعلى طريقتها في إطباق سيطرتها جواً وبراً، ولو عن بُعد، على جنوب الليطاني، لوضع لبنان والمجتمع الدولي أمام أمر واقع بأن ما يطبّق على الجنوب حالياً ما هو إلا عيّنة من تطبيق إسرائيل للقرار 1701. ويبقى السؤال، بحسب المصادر، هل من خطة لدى الحكومة اللبنانية - في حال قررت إسرائيل المضي في إطالة أمد الحرب في غزة، واضطرار «حزب الله» لمواصلة مساندته لـ«حماس» - تؤمّن الحد الأدنى من التعايش مع الوضع المشتعل في جنوب لبنان والحد من انعكاساته على الداخل؟ أم أنها تصر على إعطاء الأولوية للاتصالات الدولية والعربية التي يتولاها رئيسها نجيب ميقاتي، رغم ضرورتها في محاولة لتأمين شبكة أمان للبنان، وعدم إدراجه على لائحة الانتظار؛ لأن عامل الوقت لن يكون لمصلحة البلد، فيما يترقب الجميع معاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تشغيل محركاته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري؛ كونه من يتولى التفاوض بتفويض من الحزب وبالتنسيق مع ميقاتي لإعادة الهدوء إلى الجنوب بتطبيق القرار 1701؟ .........

ولا يبدو حتى الساعة أن الأبواب مشرّعة سياسياً أمام هوكستين، الذي لم ينقطع عن التواصل مع بري وميقاتي، من دون أن يحسم أمر عودته المرتقبة إلى بيروت، ما يعني أن استقراء مستقبل الوضع في الجنوب يبقى عالقاً على المحادثات التي سيجريها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بدءاً من 24 الجاري، وهو الموعد المحدد لوصوله إلى واشنطن.

تصاعُد في الخسائر المدنية بجنوب لبنان... و«حزب الله» يستهدف مستعمرات

آخرهم 5 سوريين..وبوحبيب يؤكد التزام لبنان خفض التصعيد

بيروت: «الشرق الأوسط».. يتزايد في اليومين الأخيرين عدد القتلى المدنيين بجنوب لبنان، نتيجة القصف الإسرائيلي، الذي نتج عنه يوم الثلاثاء مقتل 5 سوريين، بينهم 3 أطفال، ما أدّى إلى توتّر جبهة الجنوب في الساعات الماضية، حيث أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدة عمليات استهدفت عدداً من المستعمرات، بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء. ومع مقتل السوريين الـ5 في الساعات الأخيرة، يبلغ بذلك عدد القتلى السوريين منذ بدء الحرب في الجنوب بين 15 و18 سورياً، علماً بأن معظمهم كان قد صُودِف وجودهم في مكان القصف، أو عمليات الاغتيال التي استهدفت قياديين في «حزب الله» أو فلسطينيين. وفي هذا الإطار يقول الباحث في «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، إن معظم السوريين الذي سقطوا في الجنوب لا يزالون يسكنون في المنطقة، وتحديداً في منازل بعض اللبنانيين الذين هربوا وأوكَلوا إلى السوريين مهمة الاهتمام بأملاكهم.

عمليات متبادلة إثر مقتل المدنيين

وتشهد جبهة الجنوب في الأيام الأخيرة تفاوتاً في المواجهات، التي تشتد ليلاً، وتتحوّل إلى هدوء حذِر خلال ساعات النهار؛ فبعدما سقط مساء الاثنين 3 قتلى (عنصر في حزب الله وشقيقتاه)، في قصف استهدف بنت جبيل، قُتل شخصان سوريان، الثلاثاء، في استهداف الدراجة النارية التي كانا يستقلّانها في كفر تبنيت – الخردلي، هما عبد المطلب عبد الفتاح نانيس، وحمزة مرهج شعبان، قبل أن يُقتل 3 أطفال سوريين مساء الثلاثاء، في قصف استهدف بلدة أم التوت، في موازاة القصف الذي استهدف بلدات عدة بجنوب لبنان. وكانت قد أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بمقتل «3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية، استهدفت أرضاً زراعية ببلدة أم التوت، وهم خليل خليل (12 عاماً)، وجان ومحمد جركس (10 و 7 سنوات). وردّ «حزب الله» على مقتل السوريين في كفر تبنيت، باستهداف مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومن ثم مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصَلْية من صواريخ الكاتيوشا.‏ وعلى أثر مقتل الأطفال الثلاثة، قصف «حزب الله» ليلاً «مستعمرات كفر حوشن وأورهغنوز وباريوحاي وميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا... ومن ثم مستعمرة كابري بصَلْية، «في إطار الرد على ‏‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة، والمنازل الآمنة، وخصوصاً كفر كلا وعيترون وعيتا الشعب وأم التوت، وسقوط الشهداء الثلاثة»، بحسب ما أعلن. واستكمل «حزب الله» ردّه صباحاً باستهدافه مستعمرتَي «ساعر» و«غشر هازيف» بعشرات صواريخ الكاتيوشا». وندّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ«يونيسف» بمقتل الأطفال الثلاثة. وقال فرع المنظمة في لبنان، في منشور على منصة «إكس»، إنّ «مقتل 3 أطفال آخرين اليوم بضربة بينما كانوا يلعبون، كما ورد، أمام منزلهم في جنوب لبنان، هو أمر مروّع». وشدّدت الـ«يونيسف» على وجوب أن «يتمتّع الأطفال بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني»، محذّرة من أنّ «المزيد من الأطفال معرّضون للخطر طالما أنّ العنف مستمر». وتخطّى عدد القتلى في جنوب لبنان الـ500، حيث تشير أرقام «الدولية للمعلومات» إلى 505 قتلى، بينهم نحو الـ400 عنصر في «حزب الله»، فيما تفيد أرقام «وكالة الصحافة الفرنسية» بسقوط 511 قتيلاً، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، وبينهم أكثر من 104 مدنيين، فيما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 17 عسكرياً و13 مدنياً.

بوحبيب يحذّر في أميركا من «العواقب الكارثية لأي تصعيد إسرائيلي»

ويأتي ذلك في وقت يسود الترقب في لبنان ما ستؤول إليه المفاوضات، حيث يربط «حزب الله» جبهة الجنوب بالهدنة في غزة، مع تسجيل حراك سياسي دبلوماسي محدود من وإلى لبنان، وكان آخرها اللقاءات التي يعقدها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب في الولايات المتحدة الأميركية، وشارك بوحبيب في النقاش المفتوح حول الحالة في الشرق الأوسط، الذي عُقد في مجلس الأمن. والتقى خلال زيارته لنيويورك عدداً من مسؤولي الدول، بينهم نظيراه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني علي باقري. وشدّد بو حبيب، خلال لقاءاته، حسب بيان صادر عن مكتبه، على «ضرورة خفض التصعيد في المنطقة وفي جنوب لبنان، وعلى أهمية تنفيذ القرار (1701) بالكامل»، محذراً من «العواقب الكارثية التي ستطرأ في ظلّ أي تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان، أو أي اجتياح إسرائيلي للبنان»، ومنَبّهاً إلى توسّع رقعة الحرب لتصبح حرباً إقليميةً. كما أكّد على «أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وفي جنوب لبنان»، مُثنياً على «مساعي وجهود الوسطاء الدبلوماسية»، ومؤكداً «التزام لبنان المبادرات والحلول التي تهدف إلى خفض التصعيد، وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين».



السابق

أخبار وتقارير..روسيا: انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيعني إعلان الحرب..لندن: موسكو تعتزم منع هجرة المجندين المحتملين..كييف وبراغ توقّعان اتفاقاً بشأن إنتاج بنادق وذخيرة في أوكرانيا..«سي إن إن»: واشنطن تلقّت معلومات مخابراتية عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترمب..ترامب يتحوّل من مرشح مدان لبطل أميركي..ترامب يُعيد رسم الخريطة الانتخابية ومخاوف من تدمير بايدن للديمقراطيين..دي فانس..من عائلة منفصلة ومتواضعة إلى مرشح لمنصب نائب الرئيس الأميركي..نائبة رئيس الوزراء البريطاني تنتقد فانس: سبق وأدلى بتصريحات «صادمة»..بريطانيا ستُعزّز قواتها المسلحة في أجواء تهديد من «رباعية قاتلة»..اليمين يخطط لعائلة أطلسية موالية لترامب وروسيا أوربان يحلم بأقلية معطلة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..الجيش الإسرائيلي: نصف القوة البشريّة لـ «حماس» لم تتضرر..غوتيريش ينتقد سياسة إسرائيل في الضفة الغربية..أصدقاء إسرائيل في الغرب ينصحونها بكبح سموتريتش..أميركا تدعو إسرائيل إلى محاسبة المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية..السعودية تحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية..​جنرالات إسرائيليون يحذّرون نتنياهو من عرقلة صفقة غزة..«هدنة غزة»: «إشارات إيجابية» من إسرائيل..والوسطاء يطالبون بضغط دولي..نتنياهو يعمل خلف الكواليس لإصلاح علاقته مع ترامب..ماكرون يستعجل وقف النار بغزة..منذ بدء حرب غزة..القوات الإسرائيلية اعتقلت نحو 9700 فلسطيني بالضفة..«فتح» و«حماس» تسعيان إلى اتفاق على آليات تفصيلية لتفاهمات سابقة..

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,282

عدد الزوار: 7,587,452

المتواجدون الآن: 1