أخبار لبنان..برّي يرفض طلب المعارضة عقد جلسة..و«حزب الله» يدرس الردّ على قصف الحديدة..مخاوف من تداعيات «وفاة» مقترح بايدن باكراً ومآل مهمة هوكشتاين..لبنان عيْنه على «البيت الأبيض» وقلْبه على السيناريو الأسوأ..احتمال الانزلاق إلى حرب واسعة يرتفع باستمرار المواجهات.. «الاشتراكي» و«الاعتدال» غير متحمسيْن لتشكيل قوة ضغط رئاسية مع «الوطني الحر»..ميقاتي: الوضع في الجنوب يدعو للحذر ولا أحد يضمن نوايا إسرائيل..جنبلاط لطريف: كرامة الدروز تحت سقف هويتهم العربية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 تموز 2024 - 4:32 ص    عدد الزيارات 243    التعليقات 0    القسم محلية

        


برّي يرفض طلب المعارضة عقد جلسة..و«حزب الله» يدرس الردّ على قصف الحديدة..

اللواء.....طغى الوضع الجنوبي على ما عداه، من زاوية رصد المواجهات على الارض بين اسرائيل وحزب الله، ومن زاوية الاتصالات الجارية لتمديد هادىء ومريح لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في ضوء حرص لبنان على دورها المثمر بالتعاون مع الجيش اللبناني. ولئن كان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، كشف ان ما لمسه خلال اتصالاته مع الاميركيين والاوروبيين تشديدهم على اهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، لمس ان التفاؤل يتقدم على التشاؤم في مسألة نشوب حرب واسعة في لبنان، لكن الرئيس ميقاتي بقي في دائرة الحذر، كاشفاً عن اتصالات لمنع تفلُّت الامور وأن لا احد بوسعه ان يقدم تطمينات او ضمانات. وفي التطورات المتلازمة، اقتربت قوى المعارضة من اشتباك جديد مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري و«الثنائي الشيعي» عبر توقيع عريضة تطالبه بالدعوة لجلسة عامة لمناقشة موضوع الحرب في الجنوب. وافادت مصادر نيابية لـ«اللواء» أن موضوع عقد جلسة نيابية خاصة بالحرب يستدعي موافقة الرئيس بري بصفته رئيس البرلمان وهو الجهة المخولة للدعوة، وقالت إن المسألة كان مبتوتاً بها منذ فترة لجهة استبعاد عقد جلسة تزيد الإنقسام السياسي في البلاد، معلنة أن من حق المعارضة التقدم بهذا الإجراء ومن حق رئيس المجلس عدم السير بهذه الجلسة أو عدم التجاوب مع مطلب هذه القوى. اما مصادر المعارضة فأكدت أن قوى المعارضة سلكت المسار الدستوري وأن الرد يجب أن يكون حسب الدستور وليس في السياسة.

تاسك فورس فور ليبانون

وفي الوقت الذي تشغل فيه المتغيرات في المشهد الرئاسي الاميركي بعد انسحاب جو بايدن من السباق الى البيت الابيض، حضرت الاوضاع في الجنوب ولبنان، ودور مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان» في زيارة وفد منها برئاسة ادوارد غبريال وعضوية نائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس، لكل من الرئيس بري والنائب السابق وليد جنبلاط.

المطالبة بجلسة والردّ «الثنائي»

وفي خطوة مدروسة، وكذلك ردّ الثنائي عليها، طالبت قوى المعارضة في المجلس النيابي بموجب عريضة وقعها 31 نائباً رئيس المجلس بالدعوة لجلسة مناقشة الحكومة بموضوع الحرب القائمة، ومنع توسعها وتقاعسها من قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ الاجراءات المتمثلة بـ:

1- وضع حدّ للاعمال العسكرية كافة خارج اطار الدولة اللبنانية واجهزتها التي تنطلق من الاراضي اللبنانية، ومن اي جهة كانت.

2- اعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور فيه.

3- تكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية.

4- التحرك على الصعيد الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً.

وجاء الردّ من عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ايوب حميد، الذي رأى ان «طلب المعارضة عقد جلسة نيابية بشأن حرب الجنوب يتناقض مع رفضها المشاركة في التشريع»، معتبراً «ان طرحها التشاوري فيه فخ الجلسة المفتوحة». واكد حميد ان لا حاجة لفذلكة المعارضة وعقد جلسة برلمانية، وتساءل: كيف تنوي المعارضة محاسبة حكومة هي مستقيلة أساساً؟

سلة بري

وحسب معلومات جرى تداولها ليلاً، فإن مصادر المعلومات نسبت الى الرئيس بري طرحه ان يصار الى التفاهم على سلة رئاسية - حكومية، لا تشمل فقط الرئيس العتيد، بل ايضاً رئاسة مجلس الوزراء، واعضاء الحكومة الجديدة، في حال انتخاب رئيس كسلة واحدة، الامر الذي يذكّر بالصيغة الفرنسية التي كانت تقضي بانتخاب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، مقابل تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة. وحسب مصادر موثوق بها في «الثنائي الشيعي» فالمبادرات الحالية ما هي الا مضيعة للوقت، فلا خطوات جدية للحل، ولا تغيير في مواقف القوى المسيحية مما يجري، وعليه يتراجع الملف الرئاسي الى اسفل السُلَّم في الاهتمامات المحلية.

ردّ حزب الله على اعتداء الحديدة

وسط هذا المناخ الشديد الجفاف السياسي، نُقل عن مصادر الثنائي اياها ان حزب الله ما يزال يدرس الرد على العدوان الاسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن، من زاوية وحدة «المسار والمصير مع الحوثيين»، وفقاً للمصادر نفسها مع الاشارة الى ان حزب الله يلتزم بقواعد الاشتباك، ولن يسعى وراء الحرب الشاملة.

الوضع الميداني

ومساءً، سيطر التوتر على الجنوب، بعدما اقدم العدو على شن هجمات جديدة استهدفت عدة بلدات، من الوزاني، الى حولا والخيام وميس الجبل وكفركلا. ونفذ حزب الله عمليتين جديدتين الاولى استهدفت مباني يستخدمها جنود الاحتلال في المطلة، والثانية استهدفت جنود الاحتلال في مستعمرة «المنارة». وكان الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ غارة بصاروخين على بلدة شيحين وافيد عن اصابات، وسقوط شهيد للحزب السوري القومي الاجتماعي (ابراهيم اكرم الموسوي).

مخاوف من تداعيات «وفاة» مقترح بايدن باكراً ومآل مهمة هوكشتاين..

لبنان عيْنه على «البيت الأبيض» وقلْبه على السيناريو الأسوأ..

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- المعارضة تطالب بري بجلسة لمناقشة الحكومة في تَقاعُسها بإزاء «العمليات العسكرية خارج الدولة»..

إلى بيروت وصلتْ ارتداداتُ «الزلزال» الذي كانت كل «أجهزة الاستشعار» السياسي في الولايات المتحدة تتحسّب له بإعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب من السَباق إلى البيت الأبيض قبل أقلّ من 4 أشهر على انتخاباتٍ باتت تاريخية بكل المعايير وتكاد أن تكون من الأكثر رصْداً في المنطقة والعالم نظراً إلى حجم البؤر المشتعلة في أكثر من مكان، وأبرزها في غزة وأخواتها من جبهات محور الممانعة، ولاسيما في جنوب لبنان. ومنذ أن صدر بيانُ «اعتزال الترشيح» باسم بايدن، حتى باتت الانتخابات الأميركية على الرادار اللبناني من زاويتين:

- الأولى، قديمة – جديدة وهي لمَن ستؤول الرئاسة في 4 نوفمبر الأميركي، هل إلى دونالد ترامب أو خصمه الديموقراطي الذي يُرجَّح أن يكون نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تكرّ سبحةُ تأييدها والتي تَعَمَّدَ الرئيس المُنْسَحِب في رسالةِ «عزْل نفسه» عن الترشح إعلان دَعْمها لتكون «الحصان البديل»، وذلك نظراً لِما يترتّب على النتيجة لجهة مآلات حرب غزة والضوابط (الأميركية) التي فَرْملتْ حتى الساعة تَمَدُّد الجنون الإسرائيلي نحو لبنان، وسط تحرياتٍ عما إذا كانت هاريس تتمتع بما يكفي من أدواتٍ لاستعادة «الحمار» تَوازنه أمام الفيل الجمهوري الذي تَقَدَّم على وهج نجاة ترامب من محاولة الاغتيال، وإن بقوةِ تَراجُع بايدن في استطلاعات الرأي.

«بطة عرجاء»

- والثانية وليدة الحدَث التاريخي بترْك رئيسٍ المعركةَ وفي أشواطها الأخيرة، وهو ما يجعله بمثابة «بطة عرجاء» قبل نحو 6 أشهر من اكتمال نصاب إجراء الانتخابات وتسلُّم الفائز مهماته. وهذه النقطة بالتحديد تَطرح علامات استفهام كبيرة حيال تداعياتِ فقدان الإدارة الأميركية الحالية التأثير الوازن في مجريات أحداث كبرى في المنطقة والعالم، خصوصاً حرب غزة، بعدما باتت صورةُ بايدن كـ «رئيسٍ سابق» لجأ الى «انسحابٍ اضطراري» تحت وطأة ضغوطٍ من «أهل البيت» رُبطت بوضعه الصحي و«أهليته» تطغى على النظرة إليه. وفي هذا الإطار تحديداً تَبْرُزُ زيارةُ بنيامين نتنياهو لواشنطن حيث يُفترض أن يلتقي الرئيسَ الأميركي اليوم عشية خطابٍ مُنْتَظَرٍ أمام الكونغرس غداً، وسط توقف أوساط سياسية في بيروت عند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي بدا كمَن شكّل انكفاء بايدن «هدية» له، أعطى إشاراتٍ لافتة قبيل توجّهه الى الولايات المتحدة بمْنحه لمحطّته عنوانَ «شُكْر» سيد البيت الأبيض، ما أوحى بأن لقاءه معه سيكون ذات «مفعول رجعي» أكثر منه ذات تأثيراتٍ مستقبلية على مسار حرب غزة وفق الرؤية الأميركية، وسط اعتقادٍ بأن «أَحَدَ الانسحاب الكبير» سيوسّع من هامش المناورة أمام نتنياهو للتملّص أكثر من مقترح بايدن حول غزة والذي «مات» اسمُ حامِله سلفاً، ما يجعل تل أبيب أكثر أريحية في الالتفاف على هذا الطرح الذي لم تكن أصلاً تواجه حَرَجاً في تظهير محاولات الارتداد عليه وشراء الوقت «ريثما» يفوز ترامب. وفي موازاة هذا الرصد «من فوق» لِما يجري في البيت الأبيض وحوْله، فإن تَتَبُّعاً «من تحت» لوقائع الميدان ولا سيما جبهة الجنوب يُظْهِرُ منحى لدى محور «الممانعة» يعكس «استضعافاً» لإسرائيل، عبّرتْ عنه تقديراتٌ أُشيعتْ بأنها «لا تجرؤ» على حرب واسعة مع «حزب الله»، ثم مناخاتٌ عن أن مَخاطر «الحرب الوشيكة» ارتفعتْ، سواء بادرتْ إليها تل أبيب أو «استُدرجت» إليها. وترى أوساط متابعة أن خروج بايدن عملياً «من الصورة» باكراً في ضوء سحْب ترشيحه، يعزّز الخشيةَ من تسخينٍ على جبهة الجنوب في ظل اقتناعٍ بأن نتنياهو وفي تهرُّبه من هدنةٍ في غزة تمهّد لحلّ مستدام ووقف الحرب نهائياً، سيضيف حجةً لمحور «الممانعة»، الذي يرفع شعار «محو حماس ممنوع»، لزيادة منسوب الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي للسير بمقترح بايدن بمعزل عن تطورات السباق الرئاسي الأميركي واستباقاً له، خصوصاً أن ما يشبه «الوضع المعلّق» للإدارة الحالية سينسحب بدوره على التعاطي مع «وزن» موفد بايدن إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين الذي يسود قلق أيضاً لارتدادات «دفْن» مهمته بحال فوز دونالد ترامب. وفي هذا الإطار وُضعت ملامح عمليةِ «لي أذرع» بين إسرائيل و«الممانعة» بدا أنها ستكون «متعددة الذراع» وعلى أكثر من جبهة. وهو ما عبّرت عنه العملية النوعية للحوثيين في تل أبيب وردّ إسرائيل بغاراتٍ على الحديدة في موازاة ضربة بدت «تحت الحزام» استهدفت مستودع أسلحة لحزب الله في عدلون، وذلك على وقع تحرٌّك «صفائح» معادلات الردع المتبادلة، إما في محاولة لترسيم قواعد اشتباك جديدة وإما في سياق «تمرين نار» قبل الحرب الأوسع.

«اليونيفيل»

وإذ برز أمس تَراجُع نسبيّ في حدة المواجهات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية نهاراً، وسط إعلان عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «جبهات المساندة في لبنان والعراق واليمن أيضاً أصبحت في مسار جديد، وأدخلت معادلات ميدانية جديدة نأمل من خلالها زيادة الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف العدوان»، شخصتْ الأنظار إلى تطورين موازيَيْن:

- أولهما جلسة الإحاطة في مجلس الأمن يوم غد حول تنفيذ القرار 1701 الذي يشكّل نقطة تقاطُع بين مختلف المبادرات الدولية على أنه أداة «الهبوط الآمن» لجبهة الجنوب وعودتها من على حافةِ ما قد يكون «الصدام المروّع». وبرز في هذا الإطار ما نقلتْه صحيفة «النهار» عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرس تعزيز القوة الفرنسية العاملة في «اليونيفيل» بزيادة عديدها الى نحو 1000 جندي أو أكثر من أصل 750 كما هي الآن، وأن في رأي سيد الاليزيه أن هذا التعزيز يقوي صدقية اليونيفيل «خصوصاً في ظل احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً على لبنان إذ يصبح أصعب على الإسرائيليين أن يتحركوا إذا كانت القوة معزَّزة مع إمكان معرفة نقاط انطلاق القصف وسيكون في إمكان اليونيفيل أن تنشئ معادلة قوة مختلفة مع حزب الله في تحديد المسؤوليات».

وإذ قال مصدر فرنسي إن ماكرون يعتقد أنه «مازال هناك إمكان لتجنب الأسوأ في لبنان وأن باريس لا تنوي تغيير مهمة قوة اليونيفيل» التي يستحق موعد التجديد السنوي نهاية أغسطس، أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «اطلعتُ دولة الرئيس على نتائج لقاءاتي في الولايات المتحدة، وأبلغته أن هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون أي تعديل، ووضعته في لأجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والذين شددوا على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الأعمال العسكرية في الجنوب. لذلك، هناك نوع من التفاؤل أو أقل تشاؤم في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان».

«جلسة مناقشة»

- والثاني تقدّم نواب المعارضة (من أحزاب القوات اللبنانية والكتائب ومستقلين وتغييريين) بعريضة طالبوا فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعقد جلسة مناقشة للحكومة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها وتقاعسها عن قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ سلسلة اجراءاتٍ هي:

1 - وضع حد للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت.

2-إعلان حال الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه.

3- تكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية.

4 - التحرك على الصعيد الدبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً.

وجاءت هذه العريضة على وقع «التهاب» الجبهة السياسية الداخلية بين المعارضة والثنائي الشيعي، بري و«حزب الله»، بعد امتناع كتلتيهما عن لقاء وفد الأولى في سياق جولته على القوى السياسية عارضاً مبادرته لحل الأزمة الرئاسية (المتمادية منذ نحو 20 شهراً) بالطرق الدستورية وبعيداً من أعراف يَعتبرها المعارضون تقويضاً للطائف، وأبرزها الحوار أو التشاور الذي يصرّ بري على عقده وبرئاسته كممرّ إلزامي لفتْح البرلمان وعودة جلسات الانتخاب الرئاسية المعلّقة منذ أكثر من 13 شهراً.

«حزب الله»: الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة

احتمال الانزلاق إلى حرب واسعة يرتفع باستمرار المواجهات

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. تتفاوت حدّة المواجهات في جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الذي يعتمد سياسة «الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة»، وفق ما قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، في وقت لا يزال فيه الخوف من توسّع الحرب قائماً في ظل غياب أي مؤشرات للتهدئة ناتجة من المفاوضات أو الجهود الديبلوماسية التي تُبذل داخلياً وخارجياً. وقال قاووق في احتفال تكريمي لأحد مقاتلي الحزب: «كلما زادوا في الاعتداءات، زادت المقاومة في الرد، والمقاومة تكمل طريقها حتى تحقيق الأهداف بوقف العدوان على غزة، وكل التهديدات الإسرائيلية لا تغيّر من الميدان في شيء، وهي تهديدات خائف ومهزوم ومأزوم ومرتجف؛ لأنهم يعلمون أن صواريخ ومسيّرات المقاومة تستطيع أن تصل إلى كل مكان على امتداد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما أثبتته المقاومة». واعتبر أن «العدو الإسرائيلي وضع المنطقة على مسار التصعيد»، لافتاً إلى أن «جبهات المساندة في لبنان والعراق واليمن أيضاً قد أصبحت في مسار جديد، وأدخلت معادلات ميدانية جديدة نأمل من خلالها قي زيادة الضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف العدوان؛ لأن التصعيد والضغط في الميدان هما الطريقان الوحيدتان اللتان تجبران الإسرائيليين على وقف العدوان على غزة». ورأى أن «العدو الإسرائيلي فشل في إيقاف جبهة جنوب لبنان وإعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، وفشل على جبهة اليمن في حماية السفن وإيقاف الصواريخ والمسيّرات، وكذلك على جبهة العراق». وعما إذا كان الضغط والتصعيد اللذان يتحدث عنهما قاووق قد يؤديان إلى وقف إطلاق النار، يعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي أن «القول بأنهم يريدون إقامة توازن غير منطقي وغير واقعي»، مؤكداً أن احتمال توسّع الحرب سيبقى قائماً ما دامت المواجهات مستمرة. ويقول قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «عقيدة الردع الإسرائيلي قائمة على الرد المضاعف وليس التراجع، وهو ما يظهر جلياً في طريقة الرد في جنوب لبنان وما حصل في اليمن عبر تدمير مرفأ الحديدة»، ويؤكد أن قدرة الإسرائيلي العسكرية كبيرة جداً، إضافة إلى ما يتلقاه من دعم وما لديه من مخزون أسلحة، مضيفاً: «هذا هو العدو الذي يتعامل معه محور الممانعة، وبالتالي القول إنهم يريدون أن يفرضوا توازناً ليس بالمنطقي». ويلفت قهوجي إلى محاولات من «حزب الله» لوضع قواعد الاشتباك في المواجهات على جبهة الجنوب، لكن في المقابل، إسرائيل لا تلتزم بها، بل تتمسك بشروطها لوقف الحرب وترفض ربطها بغزة، على خلاف ما يقوله «حزب الله»، مشيراً إلى «غياب مؤشرات جدية لوقف الحرب، لا سيما أن إيران تفرض على (حزب الله) تطبيق سياسة وحدة الساحات والالتزام بها رغم كل الخسائر». أمام كل ذلك، يرى قهوجي أن احتمالات الانزلاق إلى الحرب لا تتراجع، بل تتزايد ما دامت المواجهات مستمرة وما دامت دائرة القصف تتوسّع مهما تحدثوا عن ضبط لقواعد الاشتباك. في موازاة ذلك، تراجعت حدة المواجهات خلال ساعات نهار الاثنين، في حين استمر استهداف الجيش الإسرائيلي للمنازل، وأعلن «حزب الله» عن «استهدافه موقع المالكية بمسيّرة هجومية انقضاضية أصابت إحدى دشمه؛ ممّا أدى إلى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها»، بحسب بيان له. إذ وبعدما كانت «الوكالة الوطنية للإعلام» قد أفادت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة مساء الأحد، مستهدفاً منزلاً في محيط جبانة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، استهدفت غارة منزلاً في بلدة شيحين، حيث توجهت سيارات الإسعاف إلى البلدة، وأشارت «الوطنية» إلى وقوع إصابات. كذلك، استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة ياطر في القطاع الأوسط، والمنطقة الواقعة بين كفركلا والعديسة؛ مما تسبب باندلاع حريق في المكان.

لبنان: «الاشتراكي» و«الاعتدال» غير متحمسيْن لتشكيل قوة ضغط رئاسية مع «الوطني الحر»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لم تنجح قيادة «التيار الوطني الحر» حتى الساعة بإقناع الحزب «التقدمي الاشتراكي» وتكتل «الاعتدال الوطني» بتشكيل قوة وسطية ضاغطة في الملف الرئاسي. إذ يعتقد رئيس «التيار» النائب جبران باسيل أن توحيد مبادرات وجهود الأطراف الثلاثة كفيل بتغيير الواقع الرئاسي الحالي، الذي يدور في حلقة مفرغة، خاصة مع اصطدام آخر المبادرات التي وضعت على الطاولة، وهي مبادرة لقوى المعارضة، بحائط مسدود نتيجة رفض «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») التجاوب معها.

قوة وسطية ضاغطة

ويقول مصدر نيابي في «الوطني الحر» إن «فكرة تشكيل قوة وسطية ضاغطة في الملف الرئاسي ولدت نتيجة وصول كل المبادرات التي تم التداول بها في الأشهر الماضية إلى نقطة معينة لم تعد تستطيع أن تتقدم بعدها، من هنا اعتبرنا أن اجتماعنا وتوحيد جهودنا ككتل تقف بالوسط بين الفريقين المتصارعين كفيلان بتغيير الواقع الراهن»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التقدمي» و«الاعتدال» منفتحان على لقاءات ثنائية لا ثلاثية، ولم يتجاوبا حتى الساعة مع فكرة خلق قوة ضغط أو تحالف بالملف الرئاسي.

التشاور أولاً

ويؤكد النائب في تكتل «اللقاء الديمقراطي» الدكتور بلال عبد الله أن «التكتل يتمنى تكامل وتآلف كل المساعي التي من شأنها أن تؤدي لانتخاب رئيس»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المبادرات المطروحة تتقاطع أحياناً وتتمايز أحياناً أخرى، لكن الأهم يبقى بتكريس مبدأ التشاور للوصول إلى نتيجة»، مضيفاً: «وإذا كان التشاور في مجلس النواب من الطبيعي أن يترأسه رئيس مجلس النواب». ويضيف عبد الله: «المطلوب التقارب بيننا ككتل سياسية في ظل الاستعصاء الإقليمي والدولي والحرب المتواصلة في المنطقة وابتعاد الخارج عن لبنان الذي لم يعد يندرج بإطار الأولويات».

الوسطية ضمانة

من جهته، يشير عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير إلى أنه «ليس هناك نقاش لتوحيد الجهود في الملف الرئاسي مع (التيار الوطني الحر) و(الحزب التقدمي الاشتراكي)، إنما هناك نقاشات مستمرة للتكامل بين المبادرات على تنوعها، وإيجاد تقاطعات مشتركة يمكن البناء عليها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، إذا ما تضافرت الجهود، وتوافرت النوايا لذلك». ويذكّر الخير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «تكتل (الاعتدال) كان أول من تموضع في الوسط، ولم يكن جزءاً من أي اصطفاف، لإدراكنا أن الاصطفافات، كما كانت وما زالت، لن تنتخب رئيساً للجمهورية، ولا وظيفة لها إلا إطالة أمد الفراغ الرئاسي، وأن لا مفر من التشاور للوصول إلى حلول، واليوم، وكل يوم، يتأكد مدى صوابية موقفنا، في ظل تقاطع كل المبادرات على مبدأ التشاور، بمعزل عن تفاصيله، وفي ظل الحديث عن حاجة لخلق قوة ضغط وسطية من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي». ويضيف الخير: «اليوم، نحن في الوسط، ولم نغادر موقعنا منذ بدء الأزمة، نمد اليد للجميع، ونراهن على التقاء الجميع على قناعة بأن الوسطية في هذا الاستحقاق من شأنها أن تشكل ضمانة وصمام أمان لأي حوار أو تشاور ينشد الوصول إلى حل، وأن الاستمرار بمنطق الاصطفافات والتحديات، بعد نحو السنتين على الفراغ، بات جريمة بحق لبنان، دولة وكياناً ومؤسسات وشعباً».

المبادرات الثلاث

وجاء تحرك باسيل الرئاسي متبنياً إلى حد بعيد مبادرة كان قد أطلقها رئيس المجلس النيابي بصيف عام 2022، التي تطرح حواراً محدوداً زمنياً، بحيث لا يتجاوز الأيام العشرة، يدعو إليه بري ويرأسه، على أن تليه مباشرة جلسة لانتخاب رئيس بعدة دورات. أما مبادرة «اللقاء الديمقراطي» فسعت لتقريب وجهات النظر بين «الثنائي الشيعي» والمعارضة وأتت تلبية لتمني المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لكنها لم تؤد لأي خرق يُذكر. وكان قد سبقت هاتين المبادرتين، مبادرة لـ«تكتل الاعتدال» التي كانت عبارة عن خطة عملية تقول بالتداعي لتشاور يسبق جلسة الانتخاب. هذه المبادرة رحبت بها كل القوى قبل أن تختلف على تنفيذ بنودها، وبخاصة بعد إصرار «حزب الله» وحركة «أمل» على أن يكون بري من يرأس الحوار ويدعو إليه.

ميقاتي: الوضع في الجنوب يدعو للحذر ولا أحد يضمن نوايا إسرائيل

المعارضة تطالب بعقد جلسة برلمانية لمناقشة الحرب وتداعياتها

بيروت: «الشرق الأوسط».. رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أن الوضع في جنوب لبنان يدعو إلى الحذر، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن تطمينات أو ضمانات لمنع تفلت الأمور، في حين أعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن «هناك نوعاً من التفاؤل أو أقل تشاؤماً في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان». وقال ميقاتي أمام زواره: «إن التطورات الميدانية الحاصلة في الأيام الأخيرة تدعو إلى الحذر طبعاً، ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الديبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه»، مضيفاً: «لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات؛ لأن لا أحد يضمن نوايا العدو الإسرائيلي، ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع». وتحدث ميقاتي عن التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، قائلاً: «نواصل الاتصالات الديبلوماسية من أجل تأمين تمديد هادئ لولاية (يونيفيل)، التي نقدر عالياً الدور الأساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش. ومن خلال الاتصالات التي أجريناها لمسنا حرصاً على المحافظة على هذا الدور، لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الجنوب». وفي الإطار نفسه، تحدث وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعد لقائه ميقاتي، مشيراً إلى أنه أطلع الأخير على نتائج لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية، وأبلغه بأن «هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون أي تعديل، ووضعته في أجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والذين شدّدوا على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الأعمال العسكرية في الجنوب. لذلك هناك نوع من التفاؤل أو أقل تشاؤماً في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان».

المعارضة تطالب بجلسة برلمانية

في موازاة ذلك، استكملت المعارضة مسار مطالبتها بعدم توسّع الحرب وتداعياتها على لبنان عبر تقديمها عريضة لرئيس البرلمان نبيه بري لعقد «جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها». وبعدما كانت قد طالبت عبر ممثلين لكتلة حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» وكتلة «تجدد» وعدد من النواب المستقلين، في مؤتمر صحافي عقدوه في بداية الشهر الحالي، البرلمان بمناقشة مخاطر توسّع الحرب، والحكومة بتحمّل مسؤولياتها وبتطبيق القرارات الدولية، تقدّمت المعارضة، الاثنين، بعريضة جاء فيها: «مع وصول التصعيد والتهديدات إلى أعلى مستوى منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وازدياد المخاوف من توسع رقعة الحرب الدائرة والتي كلفتنا حتى الآن المئات من أرواح اللبنانيين والآلاف من الوحدات السكنية المدمرة بالكامل عدا الأضرار الاقتصادية والبيئية من جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، ومع ما يرتبه هذا التصعيد من تداعياتها على لبنان وشعبه على مختلف الصعد والمناطق، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلد وفي ظل استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتاج السلطة وانتظام المؤسسات تقوم بدورها الدستوري في مواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان». ولفتت إلى أنه «من منطلق المسؤولية الوطنية وفي ظل تخلي حكومة تصريف الأعمال عن دورها في التعاطي مع هذه الحرب، وتخليها عن مسؤوليتها منذ يومها الأول، والتي يجب على المجلس النيابي مطالبتها باستعادتها عبر المبادرة في اتخاذ عدد من الإجراءات»، أهمها، «وضع حد للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه، كما تكليف الجيش التصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية». وطالبت أيضاً بـ«التحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقّعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً». من هنا، تقدم النواب؛ بناءً على المادة 137 من النظام الداخلي لمجلس النواب، بطلب «عقد جلسة لمناقشة الحكومة بموضوع الحرب القائمة ومنع توسعها وتقاعسها من قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ الإجراءات أعلاه فوراً، متمنين حصول هذه الجلسة في أقرب فرصة». وتنص المادة 137 من النظام الداخلي للبرلمان على أنه بالإمكان دعوة الحكومة إلى جلسة مناقشة بناءً على طلب خطي يتقدم به 10 نواب أو أكثر إلى رئاسة المجلس، وبعد موافقة البرلمان يدعو رئيسه إلى جلسة لمناقشة الحكومة. وبانتظار ما ستكون عليه ردّة فعل رئيس البرلمان نبيه بري على هذا الطلب، يمكن للأخير، وفق الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك، ألا يدعو إلى الجلسة رابطاً إياها بموافقة المجلس، أي أن يتم طرح الموضوع على الهيئة العامة، ليبنى على قرارها؛ إذ «في حال وافقت على الطلب عندها يصبح بري مُلزماً بالدعوة للمناقشة».

«القرص» اللبناني من «العرس» الأميركي: من يخلف هوكشتين وكيف تكون مواجهة حزب الله؟

الاخبار..ميسم رزق .... قبل سنوات، لمعَ اسم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين راعي اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وكيان الاحتلال في فلسطين المحتلة. كانَ المطلوب من الرجل استكمال مهمته بترسيم الحدود البرية وحل النقاط المتنازع عليها، قبلَ أن تؤدي عملية «طوفان الأقصى» وفتح جبهة الجنوب إلى تعديلات تطلّبت منه التدخل لمنع تدحرج الأمور في اتجاه حرب كبيرة بين لبنان وإسرائيل. ومنذ تسعة أشهر، تحوّل هوكشتين إلى «المرجعية» التي تعود إليها شخصيات لبنانية لاستكشاف خطورة الوضع، وتجاوز دوره أدوار باقي المبعوثين وحتى سفراء الخماسية إلى حدّ جعل دور هؤلاء هامشياً وبلا فعّالية.مع نجاة الرئيس السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، بدأ العالم ينظر إلى ترامب على أنه الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وتزداد الخشية في بيروت التي بدأت القوى فيها تستذكر «العنف السياسي» الذي تعامل به ترامب مع لبنان خلال ولايته الرئاسية التي لا يتذكّر منها اللبنانيون سوى بأنها «فترة الحصار والعقوبات عليه وبداية انهياره وتدمير عهد الرئيس ميشال عون». وبما أن المؤشرات حتى الآن توحي بفوز ترامب، فقد بدأ ذلك يرخي بظلاله على المشهد الداخلي المشغول بأسئلة عدة، ربطاً بالتطورات أهمها: كيف سيتعامل ترامب مع الساحة اللبنانية على المستويين السياسي والأمني؟ ومن هو الفريق الذي سيتولى الملف اللبناني؟ ما هو مصير هوكشتين ومن سيكون خلفه؟

تبدأ مراجعة تجربة لبنان مع عهد ترامب بالعودة إلى خطة وزير خارجيته مايك بومبيو ذات المراحل الخمس التي تبدأ بالفراغ السياسي وتنتهي بعدوان إسرائيلي على المقاومة، ما يؤدي إلى انهيار مالي واقتصادي وأمني. وهي الخطة التي وُضعت موضع التنفيذ عام 2019 مع استقالة سعد الحريري إثر انتفاضة «17 تشرين» وما تبعها من إغلاق المصارف وحبس أموال المودعين وتتالي الانهيارات، ومحاولة تفجير الوضع الأمني في أكثر من مكان وموقع على الأرض اللبنانية. قبل ذلك وبعده استخدمت أميركا سيف العقوبات ضد وزراء لبنانيين تارة بحجة العلاقة مع حزب الله (علي حسن خليل ويوسف فنيانوس) وأخرى بحجة الفساد (النائب جبران باسيل)، فضلاً عن إدراج مصرف «جمال ترست بنك» على لائحة العقوبات في إطار «محاربة أنشطة حزب الله غير الشرعية في لبنان». وسبق كل ذلك، توقيع ترامب قانوناً أقرّه الكونغرس يفرض عقوبات إضافية على الحزب، ووصل الأمر حينها، إلى حد التهديد بفرض عقوبات على من يؤلّف حكومة مع حزب الله. كما بادرت إدارة ترامب إلى تنفيذ عقوبات وخطوات ضد سوريا في إطار قانون قيصر الذي لم يسلم لبنان من شظاياه.

«السياديون» يروّجون لعودة ديفيد شينكر وتداول باسم مبعوث بايدن إلى سوريا جويل رايبرن

ويبرز هنا اسم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا في عهد ترامب، جويل رايبرن الذي كانَ من أبرز المُنظّرين لفكرة خنق النظام في سوريا وفرط الدولة، ويجري التداول حالياً باسمه من بين عدد من الشخصيات المرشّحة لخلافة هوكشتين. ومعروف عن الرجل عداؤه الشديد لإيران وحزب الله. كذلك عادَ اسم ديفيد شينكر «مشغّل» الفريق «السيادي» في لبنان وبعض «التغييريين»، الذين بدأوا يروّجون لعودته ومستبشرين «خيراً» باعتبار أن هذه العودة ستكون لصالحهم. وشينكر الذي سبق أن أقر بدور بلاده في تسريع الانهيار المالي في لبنان كانَ قد تحدّث عن مشروع الاستثمار الأميركي في قوى المجتمع المدني وخلق قوى بديلة في المجتمع الشيعي، وقد زار لبنان خلال توليه منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، لعقد لقاءات مع رجال أعمال وصحافيين شيعة معارضين للحزب.

وإذا كانَ من المبكر التيقّن بمن سيخلف هوكشتين، فإن مصادر بارزة قالت إن «استبدال هوكشتين هو السيناريو الأكثر رواجاً باعتباره كانَ مبعوثاً شخصياً للرئيس بايدن»، مستبعدة عودة شينكر مع التأكيد على أنه «بمعزل عن الاسم فإن جميع الشخصيات التي كانت محيطة بترامب، والتي يُحتمل أن تعود معه، معروفة بكرهها الشديد لإيران وحلفائها»، لذا فإن المسألة «ليست مرتبطة بأسماء الأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بالسياسة العامة لهذا الفريق تجاه لبنان». ومع احتمال فوز ترامب تتقدّم فرضية الأسوأ والأمرّ واحتمال انتقال المواجهات الحالية في الجنوب إلى حرب أكبر، كون فريق الديمقراطيين في أميركا كانَ حريصاً على عدم حصول ذلك ربطاً بحسابات تتحكّم بها الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن أن هوكشتين كانت له حساباته الخاصة في الملف اللبناني وتتصل برغبته باستكمال ما يعتبره «إنجازاً» له. أما في حال وصول ترامب فإن سيناريو «الخنق السياسي والاقتصادي» وتوتير البلد أمنياً هو ما تتوقّعه أغلبية القوى السياسية، وجزء منها يراهن عليه متوهّماً أن ذلك سيضعف حزب الله، علماً أن التطورات في المنطقة منذ خروج ترامب من البيت الأبيض قد لا تتيح له ولإدارته استكمال السياسات التي بدآها سابقاً، ويمكن أن تقوّض رمالها المتحركة مشاريعهما التدميرية.

جنبلاط لطريف: كرامة الدروز تحت سقف هويتهم العربية

الأخبار ... لفت النائب السابق وليد جنبلاط شيخ عقل الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة موفق طريف إلى أن «ما يجري في فلسطين المحتلة من عدوان تنفّذه حكومة بنيامين نتنياهو، هو عدوان ضد الإنسانية جمعاء، ويطال وجدان وضمير كل إنسان، وكل العرب والمسلمين، ونحن وأنتم منهم، ولذا وجب أن يكون الموقف واضحاً ضد هذا العدوان الذي يطالنا جميعاً»، مشيراً إلى أن استقبال طريف لنتنياهو «أضرّ بالموحدين في فلسطين كما في لبنان وسائر الدول». وسأل جنبلاط طريف: «لماذا هذا الخوف والتردّد في اتخاذ موقف مناهض لما تقوم به حكومة نتنياهو، وأنت الرئيس الروحي لطائفة عريقة مرموقة عربية إسلامية، واجهت الكثير ولها موقعها الذي يهابه الجميع؟»، مشيراً إلى أن «الشجاعة التي هي من شيم أبناء الطائفة، كانت تقتضي عدم استقبال نتنياهو في ظل كل ارتكاباته». وأكد جنبلاط الحرص على «كرامة طائفة الموحدين الدروز في كل أماكن تواجدهم، تحت سقف هويّتهم العربية الإسلامية التي يحاول كثيرون تشويهها».وكان جنبلاط وجّه رسالة إلى طريف، مستنكراً استقبال نتنياهو «في ظل العدوان القائم على الشعبين الفلسطيني واللبناني»، معتبراً أنّه «كان من الأفضل ألّا تتمّ إقامة ولائم الغداء له، التي تستبيح بالشكل والمضمون مشاعر وكرامات الفلسطينيين القابعين تحت القصف والحصار والجوع»، مطالباً إياه بإدانة «العدوان على الشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء والأسرى». وردّ طريف برسالة أكد فيها «أننا مواطنون في دولة ديمقراطيّة، نحترمُ قوانينها وحقوق مواطنيها وحقّ المواطنة فيها، حالنا كحال سائر المواطنين العرب في إسرائيل»! وقال إن «مواقفنا ومبادئنا الشّريفة والواضحة معروفة للقريب والبعيد، ولن نرضى أن يزاود عليها أحد»، و«في أعرافنا وكما تعوّدنا، فإنّنا نستقبلُ ونحترمُ من يزورنا من أجل مصلحة الطّائفة وحقوقها بغضّ النّظر عن شخصه».



السابق

أخبار وتقارير..بعد حصولها على دعم بايدن..هل تصبح هاريس مرشحة الديمقراطيين في سباق الرئاسة؟..جمهوريون يطالبون بايدن بالتنحي عن الرئاسة بعد انسحابه من الانتخابات..ردود فعل دولية على انسحاب بايدن من السباق الرئاسي..ترامب وفانس يهاجمان بايدن وهاريس بعد انسحاب الرئيس من الانتخابات..البدلاء المحتملون لبايدن بعد انسحابه من السباق الرئاسي..الشمال يحتفل والجنوب في حداد.. قبرص بعد 50 عاما على "عملية أتيلا"..زيلينسكي يطالب الغرب بأسلحة بعيدة المدى..الصناعة الدفاعية الروسية لا تزال صامدة..أوروبا تتجه للتجنيد الإجباري خوفاً من اتساع نطاق الحرب الروسية - الأوكرانية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..برمجة إيرانية أتاحت لـ«حماس» معلومات عن آلاف الجنود الإسرائيليين..«جحيم» في شرق خان يونس يحصد عشرات الشهداء..نتنياهو «يُغازل» الديموقراطيين والجمهوريين..ومقتل كندي حاول تنفيذ هجوم طعن في إسرائيل..السنوار حذّر الاحتلال سراً قبل «طوفان الأقصى»..بوريل: لا يمكن مواصلة التعاون مع إسرائيل..نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية..اليابان ستفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين..الأولمبية الفلسطينية تطالب بـ«إقصاء فوري» لإسرائيل من أولمبياد باريس..رئيس وزراء بريطانيا: العالم لن يتغافل عن معاناة المدنيين في غزة..وزير إسرائيلي يتوقع صفقة خلال أسبوعين..وحاخامات يهددون..الأمم المتحدة: ارتفاع عدد القتلى من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية..الكنيست الإسرائيلي يصوّت لتصنيف «الأونروا» منظمة إرهابية..

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,615

عدد الزوار: 7,587,475

المتواجدون الآن: 1