بعد فشل الإجراءات الأمنية في المنطقتين الحمراء والخضراء

سور جديد حول العاصمة العراقية يعيد المدينة إلى العصور القديمة

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 أيار 2010 - 7:45 ص    عدد الزيارات 4267    القسم عربية

        


لندن - من إلياس نصرالله|

يثير العمل الجاري على بناء سور حول العاصمة العراقية بأكملها، قلقاً بالغاً في نفوس المهتمين من كل أنحاء العالم بهذه المدينة التاريخية التي بناها الخليفة المنصور عام 762 في العصر العباسي، علاوة على أن المشروع يلقى معارضة من داخل بغداد وبالذات من العراقيين الذين من المفروض أن السور سيبنى لحمايتهم والمحافظة على أمنهم الشخصي.
وكانت الحكومة بعد سقوط نظام صدام حسين، أقدمت على بناء سور حول المنطقة الحمراء وسط بغداد لحماية المكاتب الحكومية، وأتبعتها ببناء منطقة خضراء تقع فيها السفارات ومكاتب الشركات الأجنبية. ولا تتجاوز مساحة المنطقتين بضعة كيلومترات مربعة، وهي مكتظة جداً كونها أكثر أمناً من أحياء بغداد الأخرى، رغم أن التنظيمات الإرهابية تمكنت من اختراق هاتين المنطقتين أكثر من مرة خلال السنوات الست الماضية. غير أن السور الجديد سيجعل من بغداد بأكملها، التي يقدر عدد سكانها بنحو 5 ملايين إنسان، منطقة خضراء واحدة.
وأفادت صحيفة «التايمز»، أمس، بأن تكرار الأعمال الإرهابية دفعت اللواء صلاح عبدالرزاق إلى بناء سور عظيم لمنع الإرهابيين من دخولها، تماماً مثلما كان يفعل الحكام في العصور القديمة مع مدنهم، أو تماماً مثلما تفعل الحكومة الإسرائيلية التي تقوم ببناء جدار الفصل العنصري داخل الضفة الغربية.
لكن فيما كان طول الأسوار حول المدن في كل أنحاء العالم في العصور القديمة لا يتجاوز بضعة أميال، فإن سور بغداد الجديد سيبلغ طوله 112 كيلومترا وبارتفاع 4.5 متر، فيما سيتم تقليص مداخل المدينة إلى 8، يجري فيها تفتيش الداخلين إليها تفتيشاً دقيقاً، بما في ذلك السيارات وأي آلة سير أخرى بل حتى الحيوانات. وتوقعت الصحيفة أن يؤدي هذا السور إلى تقييد حرية الحركة بالنسبة للراغبين في دخول بغداد من عمال ومراجعين وزوار إذ سيصبحون مضطرين للانتظار على الأقل مدة ساعة ريثما يأتي دورهم لعبور أحد الأبواب الثمانية. حيث ستصطف السيارات الداخلة في 10 طوابير طويلة أمام كل باب من الأبواب الـ 8، مثلما هي الحال في الكثير من نقاط العبور بين مختلف البلدان في العالم. ويقتصر العمل في هذه المداخل على ساعات محددة من السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل، لأن بناء السور لم يلغ العمل بموجب نظام حظر التجول المفروض على بغداد ليلاً.
وقالت مساعدة حاكم بغداد شثا العبيدي: «نرغب بمنع الإرهابيين من التسلل إلى داخل المدينة. فمع وجود السور تصبح هذه المهمة أكثر سهولة».
ومن المتوقع أن يستغرق بناء السور نحو عام كامل، حيث ينتظر المسؤولون العراقيون بفارغ الصبر انتهاء عملية البناء من أجل إزالة الحواجز الاسمنتية داخل بغداد والبالغ عددها نحو 1500، علاوة على أميال من السواتر الأخرى والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد العام في المدينة خلال السنوات الست الماضية. واضافت العبيدي: «تحولنا إلى مدينة مليئة بالاسمنت. لكن هذا الوضع سيتغير».
وكتبت الصحيفة، أن «هناك خطة لنقل الحصى الذي استخدم في بناء السواتر الحالية داخل بغداد لكي يستخدم في بناء السور الجديد». وذكرت أن «الخطة تشمل بناء 8 استراحات عند كل باب من الناحية الداخلية وستقام فيها مطاعم ومقاه ومراكز للتسوق خدمة للمواطنين».
يشار إلى أن الأسوار القديمة لم تحم بغداد عندما هاجمها المغول عام 1258 وأحرقوها، الأمر الذي جعل العراقيين متشككين في قدرة السور على حمايتهم ومنع الهجمات الإرهابية. ونقلت «التايمز» عن فلاح العزاوي، وهو ضابط سابق في الجيش، «لا أعتقد أنه ستكون هناك فائدة من السور. فلا يحمي بغداد سوى رجالها». أما عدي الغافوري، وهو بائع خضار في أحد أسواق بغداد، فقال «حتى الحيوانات لا تجري معاملتها بهذا الشكل». وأضاف ساخراً: «وماذا عن السماء؟ فلماذا لا يغطون بغداد من فوق أيضاً»؟
 
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,866,137

عدد الزوار: 7,801,772

المتواجدون الآن: 1