مؤتمر أصدقاء سوريا: إدانة لانتهاكات النظام السوري.. ودعوة لمحاسبة مرتكبي الجرائم...مصدر عسكري أميركي: البنتاغون يعد سيناريو للتدخل في سوريا مشابها لكوسوفو

نص بيان مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري».. في تونس..سعود الفيصل: نظام الأسد سلطة احتلال.. وتسليح المعارضة فكرة ممتازة...السوريون يلبون «نداء بابا عمرو» وينتفضون رغم اشتداد القصف والقتل

تاريخ الإضافة الأحد 26 شباط 2012 - 4:34 ص    عدد الزيارات 2944    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سعود الفيصل: نظام الأسد سلطة احتلال.. وتسليح المعارضة فكرة ممتازة
«أصدقاء سوريا» يعترف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديمقراطي* كلينتون تدعو قوات الأسد للتمرد * اتفاق بين الجيش الحر والمجلس العسكري على «وزارة دفاع» للثورة * النظام يوسع القتل.. والسوريون يواصلون مظاهراتهم * «الصليب الأحمر» يدخل بابا عمرو
جريدة الشرق الاوسط... تونس: نادية التركي بيروت: ليال أبو رحال وبولا أسطيح
بينما تبنى المؤتمر الاول لاصدقاء سوريا الذي عقد أمس في تونس الذي شاركت فيه 70 دولة وجهة الخطة العربية بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد سلطاته الى نائبه, اعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للسوريين الساعين إلى التغيير الديمقراطي السلمي.
وعكس الخطاب الذي القاه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عدم رضاه عن نتائج المؤتمر, وقال «ان النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها». وفي تصريحات اخرى بعد اجتماع مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قال الأمير سعود الفيصل ردا على سؤال «ان فكرة تسليح المعارضة السورية فكرة ممتازة».
من جانبها دعت كلينتون، مساء أمس، قوات الأمن السورية إلى عصيان أوامر قادتهم بتنفيذ أعمال عنف ضد معارضي الرئيس بشار الأسد.
وقالت كلينتون «إن استمرارهم في قتل إخوانهم وأخواتهم يمثل وصمة على شرفهم، ورفضهم مواصلة القتل سيجعلهم أبطالا، ليس فقط في عيون السوريين، بل وفي عيون أصحاب الضمير في كل مكان. يمكنهم المساعدة في إسكات صوت السلاح». وبينما وجه المؤتمر رسالة واضحة إلى الرئيس السوري بـ«وقف العنف» أولا لتبدأ بعد ذلك مهمة لحفظ السلام تضطلع بها الأمم المتحدة لإغاثة المدنيين السوريين العزل، جاء رد نظام الأسد مروعا أمس حيث حصدت قواته نحو مائة قتيل في أنحاء سوريا غالبيتهم في حمص وحماه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «18 شخصا من بينهم سبعة من عائلة واحدة قتلوا في ريف حماه بنيران رشاشات ثقيلة في بلدة حلفايا» فجر أمس. من ناحيته، طالب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بمنح الأسد وعائلته وأركان حكمه «حصانة قضائية». وقال المرزوقي إن المطلوب «البحث عن حل سياسي وتمكين الرئيس السوري وعائلته وأركان حكمه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره».
وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا»، شارك عشرات الآلاف من السوريين في أنحاء البلاد في احتجاجات عارمة في جمعة «سننتفض من أجلك يا بابا عمرو»، وانتفضت أطراف دمشق، بينما شهد مركزها إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون انطلاق المظاهرات. وفي مدينة حمص، دخل مسعفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى حي بابا عمرو لإجلاء ضحايا القصف، ومن بينهم المصور البريطاني بول كونروي، والصحافية الفرنسية إديت بوفييه.
إلى ذلك، أعلن العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، صاحب الرتبة العسكرية الأعلى من بين الضباط المنشقين عن الجيش النظامي منذ بدء الثورة السورية، التوافق مع «الجيش الحر» وقائده العقيد رياض الأسعد على تشكيل مجلس عسكري مشترك يرأسه الشيخ، يشكل السلطة التنفيذية ويكون أشبه بوزارة الدفاع.
مؤتمر أصدقاء سوريا: إدانة لانتهاكات النظام السوري.. ودعوة لمحاسبة مرتكبي الجرائم

كلينتون للأسد: ستدفعون ثمنا باهظا.. وأيديكم ستتخضب بمزيد من الدماء

تونس - لندن: «الشرق الأوسط»... بينما شهدت سوريا، أمس، يوما داميا سقط خلاله نحو 100 قتيل، عُقد في تونس مؤتمر أصدقاء سوريا لفرض مزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية، خصوصا حمص. ووجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحذيرا شديد اللهجة للرئيس السوري، قائلة إنه سيدفع الثمن باهظا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وإن إدارة الأسد ستتخضب أيديها بمزيد من الدماء إذا لم توافق على الطلب الدولي بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة.
وقالت كلينتون، في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في تونس: «إذا رفض نظام الأسد السماح بوصول هذه المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين ستتخضب أيديهم بمزيد من الدماء». وأضافت: «وكذلك الأمر بالنسبة للدول التي لا تزال توفر الحماية والسلاح للنظام. ندعو الدول التي تورد الأسلحة لقتل المدنيين للتوقف عن ذلك فورا».
وتابعت، موجهة حديثها للأسد: «ستدفع ثمنا باهظا لتجاهل إرادة المجتمع الدولي وانتهاك حقوق الإنسان ضد شعبك».
وانضمت كلينتون إلى وزراء خارجية أكثر من 50 دولة في تونس للمشاركة في الاجتماع. وقالت: «إننا جميعا بحاجة إلى نظرة فاحصة لما يمكن أن نقوم به من جهد إضافي. لقد حان الوقت لجميع الموجودين هنا لفرض حظر للسفر على كبار المسؤولين في النظام مثلما فعلت جامعة الدول العربية وتجميد أصولهم ومقاطعة النفط السوري ووقف الاستثمارات الجديدة والنظر في إغلاق السفارات والقنصليات». وتابعت: «بالنسبة للدول التي فرضت عقوبات بالفعل يجب علينا تطبيقها بحذافيرها».
واجتمعت الوزيرة الأميركية مع ثلاثة من زعماء المجلس الوطني السوري المعارض على هامش المؤتمر في إظهار لدعم واشنطن لجماعة المعارضة الرئيسية، كما قدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الإنسانية في سوريا.
وقالت بسمة قضماني، العضو بالمجلس، لصحافي أميركي، عقب الاجتماع مع كلينتون: إن المقابلة سارت على ما يرام. وأضافت أنها كانت «رائعة وإيجابية للغاية. سألت الوزيرة عما نشعر أننا نحتاجه من هذا المؤتمر وعما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لمساعدة المجلس الوطني السوري».
بدوره، دعا الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، خلال افتتاح المؤتمر، إلى تشكيل «قوة عربية لحفظ السلم والأمن في سوريا» ترافق الجهود الدبلوماسية، متحدثا عن إمكانية لجوء الأسد والمقربين منه في روسيا.
وقال المرزوقي، في المؤتمر الذي قاطعته روسيا والصين: «إن الظرف الحالي يفرض ضرورة (تشكيل) قوة عربية لحفظ السلم والأمن ترافق المجهودات الدبلوماسية لإقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم».
وأيدت قطر فكرة إرسال قوة «عربية ودولية» لحفظ السلام في سوريا، كما دعا الرئيس التونسي، أمس، في كلمته أمام المشاركين في مؤتمر أصدقاء سوريا.
وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني: «نتطلع إلى أن يكون اجتماع أصدقاء سوريا بداية لوقف العنف ولا يكون ذلك إلا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية، التي تم اعتمادها بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني)» الماضي.
كما طالب المرزوقي بمنح الأسد وعائلته وأركان حكمه «حصانة قضائية»، متحدثا عن إمكانية اللجوء في روسيا. وقال إن المطلوب «البحث عن حل سياسي وتمكين الرئيس السوري وعائلته وأركان حكمه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره».
ويفترض أن يبحث المشاركون في المؤتمر سبل إيصال مساعدات إنسانية والبدء بالاعتراف بالمعارضة السورية ودعم عملية انتقالية ديمقراطية.
بدوره، وجَّه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه نداء إلى السلطات السورية كي تسمح بإجلاء الصحافيين الأجانب العالقين في حمص، وعلى الأخص الفرنسية إديت بوفييه، التي أصيبت وينبغي إجلاؤها «في أسرع وقت ممكن». وأعلن جوبيه للصحافيين في تونس أن المؤتمر حول سوريا سيدعو إلى تشديد العقوبات بما يؤدي إلى حمل نظام دمشق «على الانصياع».
وقال الوزير الفرنسي إن المؤتمر سيوجه «دعوة إلى تشديد العقوبات بما يؤدي إلى حمل النظام (السوري) على الانصياع»، متحدثا خصوصا عن تجميد أرصدة البنك المركزي السوري.
ومن أبرز النتائج التي أسفر عنها المؤتمر دعم خطة المبادرة العربية بتنحي الأسد ونقل صلاحياته إلى نائبه، وإدانة الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ومحاسبة مرتكبي الجرائم والحيلولة دون إفلات المسؤولين من العقاب. كما دعا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للسوريين الساعين للتغيير، وأن تجتمع المجموعة الدولية (أصدقاء سوريا) مرة كل شهر لبحث تطور الوضع، وتأسيس صندوق للدعم المالي والإغاثي للشعب السوري بقيادة الأمم المتحدة، وإرسال مبعوث أممي إلى سوريا، هو كوفي عنان.
إلى ذلك، دعا وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، العالم لإيجاد سبل لحرمان الحكومة السورية «من الوسائل التي تتيح لها ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري».
وقال داود أوغلو، في كلمة أمام اجتماع أصدقاء سوريا: «علينا البحث عن سبل ووسائل تتيح فرض حظر سلاح على النظام»، وتابع أوغلو أن عددا كبيرا من الدول المشاركة في اجتماع تونس، وبينها تركيا، اتخذت بالفعل هذه الإجراءات، لكن ينبغي بذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
في وقت لاحق، أبلغ داود أوغلو الصحافيين بأن التركيز الدولي منصب الآن على إيجاد حل دبلوماسي للعنف في سوريا، لكن إذا فشل هذا المسعى فسيتعين بحث اتخاذ خطوات أخرى. وتابع: إن هذه الخطوات يمكن أن تشمل خطة للجامعة العربية لإقامة ممرات للإغاثة الإنسانية تصل بين المناطق السورية التي تشهد اضطرابات والدول المجاورة، وقد تتم حمايتها بقوة عسكرية.
وقال داود أوغلو: «في الوقت الراهن نحن نكثف جهودنا الدبلوماسية، لكن إذا لم يحقق ذلك كله نتيجة، بالطبع يمكن وضع الممرات الإنسانية التي اقترحتها الجامعة العربية في السابق على جدول الأعمال، إلا أننا نأمل ألا يكون ذلك ضروريا».
سعود الفيصل: نظام الأسد أصبح أشبه بسلطة احتلال.. وتسليح المعارضة فكرة ممتازة

حمل أطرافا دولية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا.. وقال إن الحل الوحيد هو نقل السلطة طوعا أو كرها

تونس: «الشرق الأوسط».... أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أمام المشاركين في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، أمس، في تونس، أن الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة «طوعا أو كرها» مشبها نظام الرئيس بشار الأسد بسلطة احتلال. وفي تصريحات أخرى بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، على هامش المؤتمر قال الأمير سعود الفيصل ردا على سؤال يتعلق بإمكانية تسليح المعارضة: «أعتقد أنها فكرة ممتازة»، مضيفا: «لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم».
وردا على سؤال في هذا الصدد قالت كلينتون إنها ستتحدث في وقت لاحق عن هذا الموضوع.
وقال الأمير سعود الفيصل في كلمته للمؤتمر: «إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها».
كما اعتبر وزير الخارجية السعودي أن البيان الختامي للمؤتمر «لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع». وأضاف أن «حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم؟».
وخلص الأمير سعود الفيصل إلى القول إن «بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال»، وتابع قائلا: «إن المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري».
وجاء في نص كلمته التي بثتها وكالة الأنباء السعودية، أمس: «أود أن أشكر حكومة تونس الشقيقة على ترتيب هذا الاجتماع الهام، وبالذات في ظل مشاغلهم ببناء تونس الحديثة، التي نتمنى لها التوفيق. إن حضور هذا الجمع من الدول والمنظمات يعبر عن حرص واهتمام المجتمع الدولي حيال ما يجري حاليا في سوريا.
وإننا إذ نعبر عن بالغ تقديرها لما تم بذله من جهد في سبيل انعقاد هذا الاجتماع المهم ومشاركتنا مع مجموعة من الدول للخروج ببيان رئاسي يركز على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية، خاصة في المناطق المنكوبة.. وقد وافقت على مشروع البيان رغما عن شكوكي، وصمت على مضض، إلا أن ضميري يحتم علي مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع.
إن حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها.. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم؟
هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحر الأبي الذي صنع حضارة عريقة، أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام؟ السيد الرئيس.. إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها. إن المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. واسمحوا لي أن أصارحكم أننا ما لم نصل إلى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فإن ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار.. إن بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال.. والله من وراء القصد».
المعارضة ترى أن نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا «لا بأس بها».. لكنهم كانوا يتوقعون أكثر

المجلس الوطني مستاء من بيان «هيئة التنسيق» ومقاطعتها المؤتمر

جريدة الشرق الاوسط... تونس: نادية التركي ... اتفق المعارضون السوريون الذين حضروا مؤتمر «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في تونس، على أن نتائجه تعتبر مرضية نسبيا، لكنها لم تستجب لتطلعاتهم، خصوصا من ناحية دعم «الجيش السوري الحر».
وقال عبد الحكيم بشار، رئيس المجلس الوطني الكردي وأحد الأعضاء الـ5 الذين حضروا مداولات مؤتمر «أصدقاء سوريا» المغلقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن نتيجة هذا المؤتمر تعتبر رسالة قوية وحازمة للنظام السوري، بأن المجتمع الدولي جاد جدا لوقف العنف وتطبيق قرارات الجامعة العربية. وأضاف: «هذا يدل على أن تنفيذ مقررات الجامعة العربية بات مطلبا دوليا».
وحول الدعوة إلى عودة المراقبين قال بشار إنه «لا فائدة منها، ولم تعد الساحة بحاجة لشهود، إلا إذا كان عملهم تمهيدا لتشكيل ممرات آمنة كمرحلة أولية». وأكد أن «الحل يتمثل في وقف العنف والعمل من أجل تغيير النظام واستبدال نظام ديمقراطي وآمن به، بعيدا عن أي تدخل عسكري».
وقال بشار إنه يأمل في أن تنجح مهمة كوفي أنان الذي تقرر إيفاده لسوريا مبعوثا مشتركا عن الأمم المتحدة والجامعة العربية، وقال: «قد ينجح إيفاد أنان في إيصال رسالة واضحة وحاسمة للنظام بأن المجتمع الدولي لن يسكت عن ممارسات النظام رغم موقف روسيا المخزي».
ومن جهته قال عبد الإله ثامر الملحم، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، إن نتيجة المؤتمر لا بأس بها ولكن ليست المتوقعة؛ لأن مجريات ما يحدث في سوريا قد فاقت كل التوقعات، «والنظام متجه نحو الفوضى والحرب الأهلية»، وأضاف: «ما زلنا نعول على قرارات أقوى وأكثر حسما لإزالة النظام».
وعن الاعتراف بالمجلس الوطني باعتباره ممثلا عن الشعب السوري، قال الملحم الذي التقته «الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر، إن كل الشعب السوري يطالب بالتغيير، لذلك نرى أن المجلس الآن يمثل كل الشعب السوري. وقال إن هذا المؤتمر بالتأكيد سيسهم في تغيير الأوضاع إلى الأفضل من أجل توحيد جهود أقطاب المعارضة ودعم «الجيش الحر»، للمحافظة على أمن المدنيين. وأضاف أنهم، بصفتهم مجلسا وطنيا، سيواصلون دعمهم لـ«الجيش الحر»، ومطالبهم من أجل أن يتم دعمه دوليا.
ومن جانبه قال الدكتور محيي الدين اللاذقاني، عضو المجلس الوطني وأحد الحاضرين به، لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان يتوقع أن يكون اللقاء «أكثر حزما وحسما، لأن النظام السوري لم يعد يفهم اللغة الدبلوماسية ويرى فيها تشجيعا له على زيادة القمع».
لكنه استدرك أن المؤتمر بشكل عام كان «جيدا ويلبي بعض متطلبات الشعب السوري»، وأضاف أن «عدم القول صراحة بتسليح (الجيش الحر) لا يلغي أن السوريين سيواصلون كفاحهم بكل السبل ودعمهم لجيشهم الحر وحراكهم السلمي معا إلى أن يسقطوا النظام».
ومن جهته اعتبر السفير السوري السابق لدى السويد، محمد بسام عمادي، الذي استقال منذ 3 سنوات بسبب «عدم موافقته على السياسات الداخلية، واستخدام النظام لوسائل لا أخلاقية»، وهو الآن عضو في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني، إن عدم وجود دعم عسكري سيجعل المؤتمر منقوصا. وإن هذا المؤتمر «أكد على الموضوع السلمي والسياسي، لكن الشعب السوري يريد الدفاع عن نفسه وهذا يتطلب أسلحة». وأكد عمادي أن المجلس الوطني سيواصل الدفع من أجل دعم «عمل أرضي».
وأبدى أعضاء المجلس الوطني السوري استياءهم من البيان الذي أصدرته هيئة التنسيق التي قاطعت المؤتمر وانتقدت أهدافه، وقال أنس العبدة، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا يعود لأنهم وعند تنظيم (أصدقاء سوريا) حدد لأعضاء هيئة التنسيق دور مراقبين، لا مشاركين فعليين في المؤتمر، وإنهم كانوا يأملون بصفة مكافئة وموازية للمجلس الوطني السوري، وعندما لم يتحقق هذا رأينا هذا البيان الذي أصدروه».
وأضاف: «نحن نستغرب موقفهم، خصوصا أنهم يعرفون منذ أيام بموقعهم، وأن الأجندة لم تتغير». وقال: «نعتقد أن البيان غير إيجابي ولا يصب في مصلحة الثورة والمعارضة السورية في وقت حساس يستلزم وحدة الصف في مواجهة ما يعانيه الشعب السوري من استهداف المدنيين بشكل وحشي وعشوائي».
لقطات....

جريدة الشرق الاوسط....تونس: المنجي السعيداني
 
* تأخر وصول موكب هيلاري كلينتون وانطلقت أعمال المؤتمر في غيابها. وأرجعت مصادر أمنية الأمر إلى وجود مناوئين لعقد المؤتمر في تونس على بعد أمتار من مكان عقده.
* لم يلتحق كل من حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر و«ألان جوبيه» وزير خارجية فرنسا بقاعة المؤتمر من البوابة الرسمية وتردد أنهما التحقا من بوابة ثانية مما جعل معظم وسائل الإعلام تجد نفسها تتسلل من البوابة الخلفية.
* عرف المؤتمر مشاركة قرابة 400 صحافي بين تونسيين وأجانب.
* تغيبت روسيا والصين عن مؤتمر أصدقاء سوريا ولكن الصين كانت ممثلة عبر «وو وانبين» مراسل جريدة «الشعب» الصينية وقد تعلم اللغة العربية في جامعة بكين ثم في العاصمة السورية دمشق.
* تظاهر المئات من التونسيين خارج مقر المؤتمر وحاول البعض اقتحامه لكن قوات الأمن التونسية التي كانت حاضرة بكثافة منعت المتظاهرين من الاقتراب من النزل وواجهتهم بضراوة.
* حظيت تحركات برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري ورفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسية بتغطية إعلامية متواصلة.
المعارضة تثمن موقف الأمير سعود الفيصل وتقدم خارطة طريق لمستقبل سوريا

رمضان لـ«الشرق الأوسط»: الموقف السعودي يستجيب لنداءات السوريين في الداخل

تونس: نادية التركي... ثمنت المعارضة السورية موقف الوفد السعودي الذي عبر عن عدم رضاه عن البيان الختامي الذي طرح في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، أمس، الذي عقد في تونس. وقالت مصادر حضرت الجلسة المغلقة لـ«الشرق الأوسط» إنهم لاحظوا استغراب الأمير سعود الفيصل عندما شكر برهان غليون بعد قراءته الخطاب في ما فسروه بـ«عدم رضاه» عن مستوى مطالب المجلس، التي اقتصرت على المطالبة بالمعونات الإنسانية وحماية المدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني، «وكأنه يقول له توقعنا مطالب أكبر». وقالوا إن الأمير سعود الفيصل شبه النظام السوري بـ«الاحتلال».
وتحدثت المصادر عن أن الوفد السعودي رأى أن «المطلوب هو أكثر مما تم الحديث عنه، وأن القضية ليست مسألة مساعدات إنسانية فحسب»، ورأوا أن الوفد اعتبر أن «سقف الحديث داخل القاعة لا يرقى لمستوى تضحيات الشعب السوري».
وقال أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي ورئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا، إن الموقف السعودي من مؤتمر «أصدقاء سوريا» يعبر عن رغبة المملكة في أن يكون سقف المؤتمر أعلى مما هو عليه، «لجهة دعم الشعب بصورة أكبر وحماية المدنيين بإجراءات ملموسة».
وقال رمضان إن الأمير سعود الفيصل رأى أن تقديم المساعدات الإنسانية فقط للشعب السوري غير كافية، وأنه لا بد من إجراءات ملموسة والعمل على عزل النظام. وأضاف أن الأمير سعود الفيصل أكد ضرورة دعم المجلس الوطني السوري.
وقال رمضان إن الموقف السعودي «يستجيب لنداءات الشعب السوري في الداخل، من ناحية توحيده الجهد العربي والدولي، والإسراع في تغيير الوضع القائم، وأن النظام منته طوعا أو كرها بإرادة الشعب السوري». وأضاف أن «كل المداخلات دعمت المعارضة ودعتها للدخول في المجلس الوطني والتوحد، وانخراط أي جهة داخل منظومة المجلس الوطني».
واعتبر رمضان أن سوريا «دخلت في مرحلة جديدة ستكون لها نتائجها الهامة وستكون جلسة أخرى في إسطنبول لـ(أصدقاء سوريا) بعد 3 أسابيع، وتليها أخرى في باريس».
ومثلت المعارضة السورية في مؤتمر «أصدقاء سوريا» 5 شخصيات: برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، وعبد الحكيم بشار رئيس المجلس الوطني الكردي، وهيثم المالح عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، وعبد الأحد سطيفو ممثل المنظمة الآشورية الديمقراطية، ومطيع البطيني ممثل الحراك الثوري في المكتب التنفيذي.
وعرض برهان غليون مطالب الشعب السوري أمام «أصدقاء سوريا»، أمس، في تونس التي تلخصت في 4 نقاط كان أولها مطلب تقديم الإغاثة الفورية، بما في ذلك الإعلان عن وجود مناطق منكوبة في سوريا، وفتح ممرات آمنة لإمداد الأهالي بالمعونات الإنسانية العاجلة، ولإخراج الجرحى والنساء والأطفال من الأحياء والمدن المحاصرة، وإيجاد مراكز لتجميع المساعدات الإنسانية في دول الجوار.
وثاني المطالب تمثل في تأمين وضمان حرية العمل والحركة لمنظمات الإغاثة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لمساعدة الأهالي على مواجهة الأوضاع القاسية في عموم البلاد.
وكان المطلب الثالث الذي تقدم به المجلس الوطني حول توفير الوسائل الكفيلة بحماية المدنيين السوريين وتأكيد حق الإعلام والصحافة الحرة في الدخول إلى البلاد والتنقل فيها بحرية.
وجاء المطلب الرابع بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري ودعمه في مساعيه لتنسيق جهود جميع الأطراف المشاركة في الثورة، ضمن «خطة وطنية واحدة لتحقيق التغيير وإسقاط نظام الفساد والاستبداد».
وتوجه برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، وهو أكبر كيان يحوي أطياف المعارضة السورية، بخطاب لأصدقاء سوريا تحدث فيه عن تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا، حيث «يمارس القتل الهمجي الذي يرمي إلى ترويع الأهالي وكسر إرادة الشعب».
وثمن تضامن المجتمع الدولي مع سوريا، ثم أضاف أنه «ليس هناك مجال للتنافس الإقليمي، ولا لنقل سوريا من معسكر دولي إلى معسكر دولي آخر، سوريا الحرة المستقلة السيدة الواحدة هي غايتنا، وتلبية تطلعات الشعب السوري هو هدفنا، وما ينشده شعبنا اليوم هو بكل بساطة الانتقال إلى نظام حكم لا يقوم على السيطرة بالقوة وترويع المواطنين».
وأضاف: «ما ينشده الشعب السوري هو حاكم يعرف معنى المساءلة والمسؤولية.. الشعب السوري، كل الشعب السوري، يريد إنهاء حكم المافيا العائلية وإقامة حكم ديمقراطي مدني يتفق وتطلعاته نحو مواكبة العصر الجديد». كما بين غليون أن ما يحدث في سوريا ليس مشكلة أقليات أو طوائف، وقال: «إن ما يحدث اليوم في سوريا لا علاقة له بصراع بين أقلية أو أكثرية، إن أولئك الذين ينتهكون أعراض الناس ويدوسون على حقوقهم ويقتلون أبناء بلدهم ويسرقون خيراته ليس لهم دين ولا مذهب ولا ينتمون إلى أحد منا ولا إلى جنس الإنسانية». وطمأن غليون العلويين الذين وصفهم بـ«المتخوفين»، قائلا: «أنتم إخوتي وأخواتي، وموقعكم المميز في بناء سوريا الجديدة لا يمكن لأحد أن يشغله غيركم». كما طمأن المسيحيين ودعا المهاجرين منهم إلى العودة، وقال: «سنعمل معا حتى يستطيع كل مسيحي اضطر إلى هجرة بلده أن يعود لموطن أجداده».
وغليون عرض خارطة طريق وصفها بـ«الواضحة» ودعا السوريين للاستمرار في الثورة والمقاومة الشعبية، «حتى يرغم بشار الأسد على الرحيل»، وتشكيل «مجلس رئاسي» من شخصيات ورموز وطنية، وتحدث غليون عن تأليف حكومة انتقالية بمشاركة شخصيات من السياسيين والعسكريين والتقنيين الذين «لم يعادوا الثورة، حكومة تدير شؤون البلاد وتحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها، لا سيما الجيش والإدارات المدنية».
نص بيان مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري».. في تونس

تضمن الاعتراف بالمجلس الوطني.. ودعا الأسد الى التنحي

تونس: «الشرق الأوسط»

1 - عقدت مجموعة أصدقاء الشعب السوري (مجموعة الأصدقاء) اجتماعها الأول في تونس بتاريخ 24 فبراير (شباط) 2012، بمشاركة أكثر من 60 دولة وممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي، لبحث الوضع السوري المستمر في التردي.
2 - أكدت مجموعة الأصدقاء التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها. وأدانت بشدة مواصلة النظام السوري انتهاكاته الواسعة والمنهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاستخدام العشوائي للعنف ضد المدنيين وقتل وملاحقة المتظاهرين السلميين، والاعتداء الجنسي وسوء معاملة آلاف المعتقلين، ومنهم الأطفال. لقد تسببت أعمال العنف التي مارسها النظام السوري خلال الأشهر الأحد عشر الماضية في مقتل آلاف المدنيين الأبرياء وفي تدمير واسع النطاق وأجبر عشرات الآلاف من السوريين على الفرار من بيوتهم مما خلّف معاناة كبيرة للشعب السوري.
كما دفع الصحافيون حياتهم ثمنا في سبيل نقل حقيقة ما يجري في سوريا. وأدانت مجموعة الأصدقاء بشدة وبشكل خاص استخدام النظام للمدفعية الثقيلة والدبابات للاعتداء المناطق الآهلة في المدن. إن هذه الفظاعات المقترفة، تعتبر في عدد من الحالات جرائم ضد الإنسانية مثلما عبرت عن ذلك لجنة التحقيق المستقلة للأمم المتحدة.
3 - أكدت مجموعة الأصدقاء هدفها الرامي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق آمال الشعب السوري في العيش بكرامة وحرية وسلام وفي الإصلاح والديمقراطية والرخاء والاستقرار، وأقرت مجموعة الأصدقاء بأن هذا الحل يجب أن يأخذ في الاعتبار مشاغل كل المواطنين السوريين، بغض النظر عن ديانتهم أو انتمائهم العرقي. كما عبّرت عن بالغ انشغالها بخصوص الوضع في سوريا ودعت إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة التالية:
دعم جامعة الدول العربية
4 - أثنت مجموعة الأصدقاء على الجامعة العربية في إدارتها لهذه القضية ورحبت بمقترحات الجامعة الإجراءات التي اتخذتها للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وأكدت مجموعة الأصدقاء الحاجة الماسة لوقف العنف فورا، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس جامعة الدول العربية المتعلقة بسوريا، خاصة القرار رقم 7444 بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2012، والقرار رقم 7446 بتاريخ 12 فبراير 2012، اللذين يدعوان خاصة الحكومة السورية إلى:
- وقف كافة أعمال العنف وحماية مواطنيها.
- إطلاق سراح جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم بشكل عشوائي في الأحداث الأخيرة.
- سحب كل القوات العسكرية والمسلحة من المدن والقرى وإعادتهم إلى ثكناتهم.
- ضمان حرية المظاهرات السلمية.
- الترخيص لكل المؤسسات التابعة للجامعة العربية ووسائل الإعلام العربية والعالمية لبلوغ كافة أرجاء سوريا، وعدم عرقلة تحركاتهم للوقوف على حقيقة الوضع على الأرض ومراقبة الأحداث الجارية.
- آلية تنسيق تمثل جميع الأطراف لتكريس العمل الجماعي قبل وخلال وبعد المرحلة الانتقالية.
- بيان واضح حول الانتقال في سوريا وفق مبادئ مشتركة وطبقا لمواثيق وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الالتزام بتكوين حكومة مدنية ذات تمثيلية في المستقبل تعمل على حماية حقوق الأقليات.
الانتقال السياسي
5 - دعت مجموعة الأصدقاء إلى عملية سياسية شاملة تقودها سوريا في جو خال من العنف والتهريب والتخويف والتشدد، تهدف إلى التعامل مع التطلعات والمشاغل المشروعة للشعب السوري، وسجلت مجموعة الأصدقاء ما قامت به الحكومة السورية من خطوات سياسية أحادية تحت مسمى إصلاحات لا تؤدي إلى حل الأزمة.
6 - عبرت مجموعة الأصدقاء، في هذا الصدد، عن دعمها الكامل لمبادرة جامعة الدول العربية لتيسير عملية انتقال سياسي يقود إلى نظام ديمقراطي متعدد يستطيع أن يتمتع المواطنون من خلاله بحقوق متساوية، بغض النظر عن انتماءاتهم أو معتقداتهم أو أجناسهم أو أعراقهم، بما في ذلك البدء في حوار سياسي جاد بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة وذلك من أجل:
- تشكيل حكومة وحدة وطنية.
- تخلي الرئيس السوري عن كافة سلطاته لفائدة نائبه الأول حتى يتم التعاون الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تأدية مهامها خلال المرحلة الانتقالية.
- إجراء انتخابات شفافة وحرة تحت رقابة عربية ودولية.
7 - رحبت مجموعة الأصدقاء في هذا الصدد بتعيين السيد كوفي عنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا.
محاسبة النظام على أفعاله
 8 - عبرت مجموعة الأصدقاء عن خيبة أملها إزاء عدم تمكين مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة من الاستجابة لمناشدات الجامعة العربية المتواصلة لتقديم الدعم لخطتها لإنهاء العنف في سوريا، ودعت مجموعة الأصدقاء مجلس الأمن للعمل مع جامعة الدول العربية والأطراف المعنية الأخرى لاتخاذ إجراءات عملية ضد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المقترفة من الحكومة السورية ووضع حد للعنف المسلط على المدنيين، وأكدت مجموعة الأصدقاء ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب ومقاضاة مقترفي الجرائم ضد الشعب السوري.
9 - رحبت مجموعة الأصدقاء بتبني الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بتاريخ 16 فبراير 2012 للقرار 253/66 الذي يدين بشدة القمع في سوريا وطالبت الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل التي وضعتها الجامعة العربية في 12 نوفمبر 2011 وقراراتها الصادرة في 22 يناير و12 فبراير 2012 دون تأخير، واعتبارا للتأييد الواسع لهذا القرار فإن المجموعة طالبت مجلس الأمن الأممي بتحمل مسؤولياته في سوريا بالعودة للنظر في هذا الملف في أقرب الآجال الممكنة، كما رحبت المجموعة بالاهتمام المتواصل الذي أبداه مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة ودعت السلطات السورية إلى التعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق المستقلة. ورحبت بتقرير هذه اللجنة حول الجمهورية العربية السورية بتاريخ 22 فبراير 2012.
10 - أعربت مجموعة الأصدقاء عن إصرارها على مواصلة اتخاذ الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية اللازمة لحث النظام السوري على وقف كافة أعمال العنف ومنعه من التسبب في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. والتزم المشاركون في هذا الصدد باتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه كرسالة واضحة تجاهه بأنه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب. ويجب أن تشمل هذه الإجراءات:
- حظر السفر على أعضاء النظام - تجميد أرصدتهم في الخارج - وقف شراء المنتجات النفطية السورية - وقف أشكال الاستثمار في البُنى التحتية في سوريا والمعاملات المالية معها.
- خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
- منع وصول الأسلحة وما يتصل بها من عتاد إلى النظام السوري، وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الأخرى المستخدمة لأغراض عسكرية.
دعم المعارضة
 11 - أشادت مجموعة الأصدقاء بشجاعة وتصميم السوريين على الميدان والذين يمثلون طليعة الشعب السوري التواق إلى الحرية والكرامة. وأثنت أيضا في هذا السياق على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي وشجعتهم على الاستمرار في هذه الجهود.
12 - ولأجل ذلك، فإن مجموعة الأصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين إلى إحداث تغيير ديمقراطي سلمي، واتفقت على تعزيز التزامها ودعمها الفعلي للمعارض السورية، وشجعت مجموعة الأصدقاء المجلس الوطني السوري على مواصلة مساعيه في جو من الوحدة وتحقيق الحلم بسوريا للجميع مزدهرة وحرة تحمي مواطنيها وتشيع الاستقرار في المنطقة ويتمتع فيها كافة المواطنين بحقوق متساوية.
13 - ناشدت مجموعة الأصدقاء جامعة الدول العربية عقد اجتماع حول المجلس الوطني السوري يضم العديد من المجموعات والشخصيات من المعارضة، بمن فيهم الناشطون داخل سوريا، والملتزمون بتحقيق تحول سياسي سلمي وذلك من أجل الاتفاق على ما يلي:
- آلية تنسيق جميع الأطراف لتكريس العمل الجماعي قبل وخلال وبعد المرحلة الانتقالية.
- بيان واضح حول الانتقال في سوريا وفق مبادئ مشتركة وطبقا لمواثيق وقرارات الأمم المتحدة بشأن الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الالتزام بتكوين حكومة مدنية ذات تمثيلية في المستقبل تعمل على حماية حقوق الأقليات.
المساعدة الإنسانية
 14 - أعربت مجموعة الأصدقاء عن قلقها الشديد إزاء الوضع الإنساني في سوريا، بما في ذلك صعوبة التزود من الأغذية الأساسية والأدوية والوقود، وأيضا التهديدات وأعمال العنف ضد الطواقم الطبية والمرضى والمنشآت الصحية في بعض المناطق. وأكدت الحاجة الملحة لتأمين الاحتياجات الإنسانية وتيسير الإسداء الفعلي للمساعدات وتأمين الحصول على الخدمات الطبية. وطالبت مجموعة الأصدقاء الحكومة السورية بوقف فوري لكل أشكال العنف والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للوقوف على كافة الحاجيات بحمص ومناطق أخرى بحرية ودون عرقلة. ودعت المجموعة النظام السوري للسماح فورا للمنظمات الإنسانية بتقديم المواد الحيوية والخدمات لفائدة المدنيين المتضررين من أعمال العنف خاصة في حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخرى محاصرة من قبل القوات السورية. كما يجب السماح للمنظمات الإنسانية بتسليم مواد وخدمات الإغاثة الأساسية إلى المدنيين ضحايا أعمال العنف. واتفقت مجموعة الأصدقاء أنه، في حال توقف النظام السوري عن اعتداءاته على المناطق السكنية وسماحه بدخول المساعدات الإنسانية، فإنها ستقوم بإيصال المساعدات الإنسانية في الحين، وسجلت مجموعة الأصدقاء أيضا العبء الثقيل والمتنامي الذي باتت تتحمله الدول المجاورة لسوريا في استضافة اللاجئين السوريين وتعهدت بتقديم العون والمساعدة في هذا الشأن.
15 - ولأجل ذلك، رحبت مجموعة الأصدقاء بجهود الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية بما فيها التمويل، تحت إشراف منسق الإغاثة الطارئة. كما رحبت المجموعة باعتزام منسق الإغاثة الطارئة زيارة سوريا للتشاور مع كل الأطراف للسماح بالدخول الحيادي للمساعدات الإنسانية. ودعمت المجموعة إنشاء المنظمات الإنسانية الدولية لمراكز إيواء إنسانية في الدول المجاورة. ورحبت ببعث المنتدى الإنساني السوري وتعهدت بتقديم الدعم له بصفته مجموعة عمل لتنسيق المساعدات الإنسانية. وأكدت المجموعة أهمية الفصل بشكل واضح بين الإغاثة الإنسانية والمفاوضات السياسية الجارية.
16 - أعلنت مجموعة الأصدقاء عن التزامها الثابت بالمساهمة الكبيرة في عملية إعادة بناء سوريا خلال المرحلة الانتقالية ودعم الإنعاش الاقتصادي في البلاد مستقبلا، ولأجل ذلك قررت المجموعة تشكيل فريق عمل لإعادة إنعاش الاقتصاد والتنمية.
17 - عبرت مجموعة الأصدقاء عن شكرها لتونس وتثمينها لاستضافتها لهذا المؤتمر الدولي، واتفقت على اللقاء مجددا في تركيا في القريب العاجل وعلى أن تستضيف فرنسا المؤتمر التالي.
كوفي أنان بعد تعيينه مبعوثا «مشتركا» للأزمة في سوريا: أتطلع إلى تعاون الجميع

روسيا والصين ترحبان.. وبان والعربي: سيعمل بموجب قرارات المبادرة العربية

جنيف - لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة .... دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي عين مساء أول من أمس مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة في سوريا، جميع الأطراف في الأزمة السورية إلى التعاون معه في مهمته، مؤكدا تصميمه على إنهاء العنف وتجاوزات حقوق الإنسان في سوريا. وجاء ذلك بينما رحبت كل من روسيا والصين بتعيينه مبعوثا وأكدتا استعدادهما للتعاون الوثيق معه.
وقال أنان في بيان له «أتطلع إلى التعاون التام من جميع الأطراف والجهات المعنية في دعم هذا الجهد الموحد والحازم الذي تبذله الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للعمل على إنهاء العنف ووقف تجاوزات حقوق الإنسان والتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية».
وأضاف أنان أنه ممتن للثقة التي أولتها له الأمم المتحدة والجامعة العربية التي طلبت منه مشتركة القيام بهذه المهمة.
وعند إعلان تعيين أنان مبعوثا لسوريا، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك، إنهما «ممتنان لأنان لقبوله هذه المهمة في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الشعب السوري».
وقال بان والعربي في بيانهما، إن «الدبلوماسي الغاني سيعمل الآن بموجب القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي وقرارات الجامعة العربية بشأن سوريا».
وأوضح البيان المشترك، أنه «سيتم اختيار مساعد للموفد الخاص من المنطقة العربية».
وشغل الغاني كوفي أنان (73 عاما) منصب الأمين العام للأمم المتحدة على مدى عشر سنوات من 1997 حتى 2006. وقد منح جائزة نوبل للسلام عام 2001. واختير أنان كوسيط لوقف أعمال العنف التي شهدتها كينيا في 2008.
وأعلنت موسكو رسميا أمس عن ترحيبها بتعيين أنان مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وأعلن ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية استعداد بلاده للتعاون الوثيق مع أنان ودعم مهمته، معربا عن أمله في أن يسفر هذا القرار «عن حل المشاكل الأساسية والإنسانية الحادة في سوريا على أساس التعاون مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية سلمية من خلال حوار سياسي شامل بين الحكومة والمعارضة».
وكشف ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية المسؤول عن ملف البلدان العربية والشرق الأوسط في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» عن أن موسكو تنوي استقبال وفد ممثلي «هيئة التنسيق» للمعارضة السورية في الداخل والخارج. وقال إنه من المحتمل وصول هيثم مناع من باريس وحسن عبد العظيم من دمشق مع آخرين. غير أن موعد الزيارة لم يتحدد بعد وإن كانت مصادر من المعارضة السورية في موسكو رجحت تعثر هذا اللقاء الذي ربما يتأجل انعقاده إلى ما بعد الرابع من مارس (آذار) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يفتح الباب أمام احتمالات في تغير الموقف الروسي بعد تقلد فلاديمير بوتين لمقاليد الحكم في الكرملين وما يمكن أن يكون بداية تغيير في السياسة الخارجية.
وبدورها، رحبت الصين أمس بتعيين أنان مبعوثا خاصا حول الأزمة في سوريا، معبرة عن أملها في أن يسمح العمل الذي سيقوم به الأمين العام السابق للأمم المتحدة بإيجاد حل ووقف العنف.
السوريون يلبون «نداء بابا عمرو» وينتفضون رغم اشتداد القصف والقتل

مقتل العشرات أغلبهم في حمص والعثور على 18 جثة مجهولة الهوية في حماه

بيروت: ليال رحال لندن: «الشرق الأوسط»... عقد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في تونس على وقع اشتداد القصف العنيف على عدة مناطق في سوريا لا سيما بابا عمرو في حمص ومدينة القصير في ريف حمص وعدة قرى في ريف حماه، في وقت خرج فيه عشرات آلاف السوريين المنتفضين إلى الشوارع في جمعة «سننتفض من أجلك يا بابا عمرو» في تحد لآلة القمع الشرسة، وإطلاق النار الكثيف الذي حصد نهار يوم أمس نحو 100 قتيل وعشرات الجرحى في حمص وحماه ودير الزور والحسكة وحلب. وحسب المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات فقد خرجت 453 مظاهرة في 374 نقطة تظاهر أمس حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
في غضون ذلك انخرطت فيه آلة النظام الإعلامية بالهجوم على مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» وركزت على تصريحات المسؤولين الروس والصينيين الرافضة للتدخل الخارجي في سوريا ونقلت وسائل الإعلام السورية الرسمية والموالية قول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف «إن التدخل الخارجي ومحاولات تقرير شرعية قيادة أي دولة من الدول من الخارج تتعارض مع قواعد القانون الدولي ومحفوفة بخطر تقويض الاستقرار الإقليمي والعالمي». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «روسيا والصين جددتا معارضتهما أي تدخل أجنبي في شؤون سوريا ودعوتهما إلى الحوار بين القيادة السورية والمعارضة دون شروط مسبقة». كما لفتت إلى أن المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سي كه «جدد رفض بلاده التدخل الخارجي في شؤون سوريا» كما استضافت وسائل الإعلام السورية الرسمية والموالية للنظام محللين وشخصيات سورية وعربية ولبنانية هاجمت مؤتمر أصدقاء سوريا والذي اصطلح على تسميته في تلك الوسائل باسم «أعداء سوريا» باعتباره جزءا من «حلقة التآمر» على البلاد.
إلا أن المتظاهرين في العاصمة دمشق سخروا من دعايات النظام حول الموقف من مؤتمر تونس ورفعوا في الميدان لافتة كتبوا عليها «بعد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، إسرائيل تعلن مؤتمر أصدقاء الأسد في تل أبيب.. ويا بشار إسرائيل معك للموت» في تعبير عن قناعة تشكلت عند غالبية المناهضين للنظام من السوريين، بأن ما يبقى النظام السوري لغاية الآن هو مصالح إسرائيل في استمرار بقائه.
وانتفضت يوم أمس أحياء أطراف دمشق كما هي العادة كل يوم جمعة لكنها يوم أمس كانت أكثر زخما إذ تأتي بعد نداءات وجهها أهالي حي بابا عمرو الذي يتعرض للقصف العنيف والمتواصل منذ 22 يوما، وتلبية لتلك النداءات خرج المتظاهرون تحت شعار «سننتفض من أجلك يا بابا عمرو» وتوعد الدمشقيون أمس نظام الأسد بأن يغيروا اسم بلدة القرداحة في ريف اللاذقية مسقط رأس الرئيس حافظ الأسد ومعقل الشبيحة وأزلام النظام إلى اسم «ماما عمرو» وكتبوا على لافتة رفعت في حي الميدان «نعدك يا أسد سنحول القرداحة إلى ماما عمرو».
وبينما كان وسط العاصمة دمشق يربض تحت وطأة أمنية ثقيلة يوم أمس، انتفضت أطرافها الساخنة، وخرجت مظاهرات في أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي والحجر الأسود والمزة وبرزة وركن الدين. وشهدت غالبيتها إطلاق رصاص تبعه ملاحقات وحملات اعتقال عشوائية.
وقال ناشطون إن مظاهرة عارمة وغاضبة خرجت من جامع خيرو ياسين في حي الميدان، على بعد أمتار من مقر فرع الأمن الجنائي بباب مصلى، كما خرجت مظاهرات من عدة جوامع أخرى في حي الميدان التي قامت قوات الأمن والشبيحة بمهاجمتها بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع. وفي حي القدم تم محاصرة جامع القدم وجامع الحسن البصري والأخرس وشنت حملة اعتقالات عشوائية بأعداد كبيرة ترافقت مع إطلاق رصاص حي لتفريق المصلين لدى خروجهم من الجامع. وفي حي القابون اقتحمت قوات الأمن الشوارع مع نشر أعداد كثيفة للشبيحة بعد مظاهرة خرجت قبل صلاة الظهر نصرة لبابا عمرو وتم محاصرة عدة مساجد.
وفي حي المزة خرجت مظاهرات بعد الصلاة من مساجد المهايني والمزة الكبير والفاروق وتمت مهاجمة المتظاهرين وإطلاق نار لتفريقهم مع حملة اعتقالات. ولوحظ يوم أمس نشر عدد كثيف للأمن والشبيحة في حي المزة بساتين وفي الشيخ سعد.
وقال ناشطون إن قوات من المخابرات الجوية اقتحمت جامع أبو بكر الصديق في كفرسوسة وحاولت اعتقال خطيب الجامع هاني شبقجي بعد صلاة الجمعة مباشرة وذلك بسبب خطبته التي دعت إلى مناهضة النظام، وتمكن الخطيب بمساعدة أهالي الحي من الهرب من الباب الخلفي للجامع فتم اعتقال إمام المسجد الشيخ حسان عاتكة بدلا عنه وتم الاعتداء عليه بالضرب، وسمع إطلاق رصاص من قبل عناصر المخابرات الجوية في حارة الصوص المحاذية لجامع أبو بكر الصديق. وفي حي ركن الدين تم إغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى منطقة وانلي ثالث مع نشر لقوات الأمن هناك.
وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في حرستا وعربين وسقبا وببيلا وعين ترما ودوما والهامة وقدسيا وكفر بطنا والسيدة زينب وزاكية وعين الفيجة والرحيبة. وقال ناشطون إن مدينة حرستا والواقعة تحت حصار خانق منذ نحو شهر مع قطع للاتصالات ونصب حواجز في كل شارع، أتت يوم أمس مدرعات إلى المدينة مع بدء صلاة الجمعة مع تعزيزات عسكرية كثيفة ونصب رشاشات في عدة أحياء لكن ذلك لم يمنع خروج مظاهرة هناك والتي تبعها شن حملة مداهمات واعتقالات واسعة، وفي مدينة كفر بطنا جرت أيضا حملة اعتقالات ومداهمات مدعومة بالمدرعات والعديد من الآليات، وذلك قبل إقامة صلاة الجمعة لمنع خروج مظاهرات هناك، إلا أن مظاهرة خرجت وانتصرت لبابا عمرو.
وفي مدينة دوما مركز محافظة ريف دمشق خرجت مظاهرة حاشدة من جامع التوحيد رغم الحصار وانتشار القناصة هناك، وسمعت هناك أصوات إطلاق نار من أسلحة ثقيلة رشاشات أو شيلكا في منطقة مسرابا القريبة من دوما. وفي بلدة عربين قام الجنود على الحواجز باحتجاز البطاقات الشخصية للأهالي، وطلبت منهم مراجعة البلدية لأخذها يوم الأحد القادم الذي يتزامن مع موعد الاستفتاء على الدستور بحسب ما قاله ناشطون هناك.
وقتل أمس نحو 100 قتيل وجرح العشرات، وفق ما أعلنته «الهيئة العامة للثورة السورية» في محصلة أولية عصر أمس.
وكان استمر أمس القصف العنيف بالأسلحة الثقيلة على حي الإنشاءات في حمص، وجالت المدرعات في الحي، الذي يشهد كارثة إنسانية لعدم تمكن الأهالي من إسعاف الجرحى بسبب القصف المتواصل ونقص المواد الطبية ومستلزمات الإسعاف وانقطاع الاتصالات والكهرباء والمياه، في وقت قامت فيه عناصر الأمن و«الشبيحة» بنهب المحال التجارية والمنازل.
ولقي شخصان على الأقل حتفهما، إضافة إلى عشرات الجرحى، إثر قصف جيش النظام الموجود في منطقة النزهة لحي باب السباع بالهاون وإطلاق النار كثيف بشكل عشوائي من أسلحة ثقيلة. وقالت «لجان التنسيق المحلية» إن «حاجز القلعة الأمني أطلق قذائف من (آر بي جي) على الصفصافة وباب هود في حمص القديمة»، فيما شهدت منطقة الحميدية انتشارا أمنيا كثيفا على وقع انفجارات وإطلاق نار كثيف.
وفي وقت لاحق أمس، دخل مسعفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى حي بابا عمرو في حمص لإجلاء ضحايا القصف ومن بينهم صحافيان غربيان جريحان إضافة إلى جثماني صحافيين غربيين.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري دخلا إلى بابا عمرو لإجلاء كل من يحتاجون إلى مساعدة عاجلة بأسرع وقت».
وأوضح أن من بين الذين سيتم إجلاؤهم المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه اللذان أصيبا إضافة إلى جثماني الصحافية الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك اللذين قتلا في القصف على بابا عمرو الأربعاء.
وفي حماه، أكدت «لجان التنسيق المحلية» أن «قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل، حيث تم وصول 18 جثة مجهولة الهوية إلى بلدة خطاب، وتم التعرف على عائلة منهم بأكملها من بلدة حلفايا، تمت تصفيتهم أثناء وجودهم في مزرعة عين جاري التي يعملون بها، وهم المزارع طارق اللوز وزوجته وأولاده الثلاثة (بيان - 13 عاما، ويوسف - 7 أعوام وطفل رضيع يبلغ عشرة أيام)». وأفادت أنه «تم دفنهم في خطاب بسبب تعذر الوصول إلى حلفايا، التي قتل فيها الطفل محمد عبد الرزاق حنوف (12 عاما) وشهدت حركة نزوح واسعة، إثر القصف العنيف الذي تعرضت له البلدة، علما أن بقية الجثث دُفنت دون إمكانية التعرف على هوية أصحابها».
واستهدف قصف مدفعي عنيف بلدة كفرالطون، وأسفر عنه سقوط عدد من القتلى والجرحى، عدا عن تهدم بعض المنازل، وعرف من القتلى وفق لجان التنسيق المحلية، أربعة أشخاص من عائلة واحدة.
وتعرضت مدينة إدلب لقصف عنيف أمس، حيث انطلقت مظاهرة من مسجد الروضة بعد صلاة الجمعة تضامنا مع بابا عمرو، وقد رفع المشاركون فيها إعلام «الاستقلال». وأفاد ناشطون عن انشقاق ملازم أول من الأمن العسكري وانضمامه للمتظاهرين، الذين أطلقت قوات الأمن عليهم لتفريقهم. وفي سلقين، حطم متظاهرون تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد، مما دفع قوات الأمن إلى الرد بإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم.
وفي حلب، أطلقت قوات الأمن السورية الرصاص والغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في أحياء الفردوس والكلاسة والسكري والمشهد. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط ثلاثة قتلى من المتظاهرين برصاص الأمن وعدد من الجرحى. وفي مسكنة، نفذ الأهالي اعتصاما أمام فرع الأمن العسكري، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين. وأكد ناشطون أن «عددا من الأشخاص لقوا حتفهم داخل منازلهم بعد احتراقها، خلال اقتحام الجيش النظامي لبلدات أبديتا وبلشون وبيلين في محافظة حلب».
وفي ريف حلب، انطلقت مظاهرة حاشدة في جرابلس، الواقعة على الحدود السورية التركية، كما خرجت مظاهرات في بلدات ارشاف وحيان وابين سمعان وتل رفعت والقرى المجاورة لها.
وفاة شديد ومقتل صحافيين آخرين يضعان وسائل الإعلام في اختبار أمام إرسال أفضل المراسلين إلى سوريا

الشبكات الإخبارية تفضل تسلل مراسليها للحصول على أفضل تغطية بعيدا عن «مساعدة» السلطات

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: إريك ويمبل*.... كان هناك تطابق مأساوي مع الرسائل الأخيرة لماري كولفين، مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية التي لقيت مصرعها عشية الثلاثاء أثناء تغطيتها الأحداث في مدينة حمص السورية. في حوار على الهواء مباشرة مع أندرسون كوبر المذيع بمحطة «سي إن إن»، روت كولفين قصة طفل سوري عمره عامان لقي مصرعه بعد قصف منزله.
في تلك الليلة، لقي كل من كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك المصير نفسه. وبالنظر إلى هذين الحادثين، جنبا إلى جنب مع وفاة مراسل «نيويورك تايمز»، أنتوني شديد، الذي أصيب بأزمة ربو مميتة الأسبوع الماضي بعد قضائه فترة في سوريا لتغطية الأحداث هناك، يبدو أن هذا التحول في الأحداث يضع وسائل الإعلام في موقف لا تحسد عليه مطلقًا، ألا وهو الاختيار ما بين إرسال المراسلين إلى مناطق الحروب التي يكونون معرضين فيها لمستوى مخاطر يستحيل تحمله أو البقاء على بعد ومحاولة جمع الأخبار بشكل غير مباشر.
«بقدر مأساوية حادثي وفاة ماري كولفين وريمي أوشليك، كنا في هذا النوع من المحادثات العسيرة في غرفة الأخبار هذه على مدار أشهر»، يقول توم ناغورسكي، مدير تحرير الأخبار الدولية. ويقول إن أحد العناصر المهمة التي يجب وضعها في الحسبان هو اكتشاف ما سنقدمه للمشاهدين بدخولنا سوريا. «نحن حريصون كل الحرص على تقييم الفائدة التي ستعود على التغطية الإخبارية بقولنا إننا داخل سوريا»، يقول ناغورسكي. ويضيف: «يجرى تقييم جديد كل صباح وكل ليلة تقريبا».
وفي ديسمبر (كانون الأول)، قامت باربرا والترز، المذيعة بمحطة «إيه بي سي» بسبق إعلامي من خلال إجراء مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقامت الشبكة ببعض التغطيات في موقع الأحداث بعد إجراء المقابلة. لكن، مثلما يشير ناغورسكي، كانت المهمة «معقدة». ومع أن الأسد قد أكد لأفراد فريق عمل محطة «إيه بي سي» أن بإمكانهم أن يجوبوا أنحاء الدولة، فإن الصحافيين واجهوا واقعًا مختلفًا لدى دخولهم الأراضي السورية.
وبحسب رسالة رسمية من محطة «إيه بي سي نيوز»: «اكتشفنا أنه لن يمنع فريق عملنا من السفر إلى داعل فحسب، وإنما سترافق سيارتنا ثماني سيارات أخرى بداخلها رجال شرطة بعضهم يرتدي زيًا رسميًا وبعضهم الآخر يرتدي ملابس عادية، إضافة إلى أفراد من وسائل الإعلام الحكومية السورية، ممن استمروا في التقاط صور لنا على مدار اليوم».
وهذا تفسير موجز لسبب سعي الشبكات الإخبارية للتسلل إلى داخل سوريا، لأنه يعتبر وسيلة أفضل لتغطية أحداث الانتفاضة التي اندلعت منذ نحو عام مضى، من دون «مساعدة» من قبل مسؤولين رسميين سوريين. ولهذا، سلك شديد طريقا محفوفا بالمخاطر على الحدود السورية التركية لدخول سوريا والخروج منها؛ ولذلك أيضا خاضت كلاريسا وورد الصحافية بمحطة «سي بي إس» في الوحل وتحملت مخاطر جساما من أجل الوصول إلى المعلومات السرية - كذلك، ذهبت من دون حراسة مرتين وأتت بأخبار مثيرة عن العنف والخسائر في الأرواح والفوضى التي تعم الشوارع.
ويشير ديفيد رودس، رئيس «سي بي إس نيوز» إلى مهام وورد الصحافية من دون مصاحبة القوات السورية بالجهود «أحادية الجانب». وعلى الرغم من المكافآت، فإن الإجراءات أحادية الجانب بمحطة «سي بي إس» في طريقها للتوقف، على الأقل إزاء سوريا. وأضاف: «وصل بنا الحال إلى حد الاعتقاد بأن الموقف في سوريا محفوف بالمخاطر بدرجة هائلة تجعلنا لن نستطيع المجازفة بالذهاب إلى هناك بمفردنا»، يقول رودس. ويضيف: «نحن في حالة تقييم دائم للموقف ويمكن أن يتغير هذا الوضع».
وفي مقال نشر بصحيفة «نيو يوركر» يوم الأربعاء، تساءل ديفيد ريمنيك عما إذا كان الهجوم دليلا على أن النظام قد أخذ على عاتقه مهمة استهداف وسائل الإعلام الإخبارية. يقول رودس: «هذا احتمال يجب أن ندرسه جميعًا بدقة شديدة». يجري بحث من هذا النوع بغرف الأخبار الأميركية. ويشير دوغلاس جيل، الذي يدير التغطيات الخارجية بصحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن الصحيفة ليس لديها الآن مراسلون في سوريا. ومع أن صحيفة «واشنطن بوست»، قد قامت بعدة جولات داخل سوريا خلال العام الماضي، يقول جيل: «إن طبيعة الصراع وإمكانية الدخول المقيدة جدًا التي تسمح بها الحكومة السورية قد جعلتا من تغطية وقائع النزاع مهمة عسيرة شديدة الخطورة بالنسبة للمؤسسات الإخبارية».
ويضيف جيل: «ما زلنا نسعى لدخول سوريا وسعينا للحصول على تصريح من الحكومة السورية بإرسال مراسل إلى دمشق لتغطية الاستفتاء المزمع إجراؤه نهاية هذا الأسبوع».
وأشار متحدث باسم محطة «سي إن إن» إلى أن الشبكة ليس لديها أي صحافيين داخل سوريا: غادر سوريا فريقا عمل هذا الأسبوع. وأبقت محطة «إيه بي سي» المراسل ألكسندر ماركوارت على حدود سوريا مع تركيا.
وتشير قلة المراسلين داخل سوريا إلى حقيقة أنه سيكون من الصعب التوصل إلى معلومات من روايات غير مباشرة عن الأحداث هناك. ويقول بيتر غيلينغ، أحد كبار المحررين في صحيفة «غلوبال بوست»: «لقد أصبح من الصعب جدًا، إن لم يكن من المستحيل، بالنسبة لمراسل أجنبي أن يبقى داخل سوريا - وهي حقيقة تجعل نقل الخبر بصورة أكثر دقة مهمة عسيرة للغاية». لم يعد متبقيا في سوريا سوى «عدد محدود» من المراسلين، مثلما يضيف غيلينغ، وحتى هؤلاء يبقون لفترات قصيرة.
وبالتبعية، سوف تقدم لمتابعي الأخبار مقاطع فيديو غير متقنة تعرض لحالة الاهتياج التي تجتاح الشوارع - تلك الأجزاء المتقطعة المشوشة التي تظهر على موقع «يوتيوب» وغيره من مواقع الإنترنت الأخرى. وتمثل تنقية تلك المواد لإعادة بثها تحديًا مستقلا بذاته تمامًا بالنسبة للشبكات. وتقول باريسا خسروي، نائب رئيس تجميع الأخبار الدولية بمحطة «سي إن إن»، إن الشبكة لديها «نظام توثيق شامل.. يضم خبراء وفريق عمل من المنطقة وداخلها يقوم بمشاهدة المحتوى. ومن خلال مهاراتهم اللغوية وإلمامهم بالمنطقة واتصالاتهم، يقومون بمراجعة المادة الإخبارية. وبمجرد مرور المحتوى عبر نظامنا التوثيقي والتصديق على بثه، نتبع مبدأ الشفافية مع جمهورنا بقولنا إن المادة ليست محتوى خاصا بمحطة (سي إن إن) وإنه ليس بإمكاننا إثبات صحته نظرًا لأن فريق عملنا لم يكن هو من قام بجمع المادة».
*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
مصدر عسكري أميركي: البنتاغون يعد سيناريو للتدخل في سوريا مشابها لكوسوفو

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يمهد لإعلان حظر الطيران

واشنطن: محمد علي صالح .... قال مصدر عسكري أميركي لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعد سيناريو للتدخل في سوريا اعتمادا على تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو سنة 1998، بعد أن فشل مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف عمليات القتل التي كانت تقوم بها حكومة يوغسلافيا هناك إثر معارضة روسيا مشروع القرار، وامتناع الصين عن التصويت.
وقال المصدر إن السيناريو يبدأ بتأسيس منطقة أمنة لإيواء السوريين اللاجئين بالقرب من الحدود مع تركيا، وبتقديم مساعدات إنسانية لكل السوريين، أولا عن طريق منظمة الصليب الأحمر الدولية، ثم عن طريق قوات من حلف الناتو تنطلق من تركيا.
وأضاف المصدر أن البنتاغون لا يتوقع أن تغير كل من روسيا والصين تأييدهما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن السيناريو يعتمد على موافقتهما على تقديم مساعدات إنسانية «لكل الشعب السوري». ووقف إطلاق النار «من جانب كل الأطراف»، في إشارة إلى المعارضة السورية المسلحة. وإرسال مبعوث خاص من الأمم المتحدة «ليدرس الوضع في سوريا، ثم يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن». وإرسال «مراقبين دوليين».
وحسب السيناريو، يمكن أن يكون تقديم المساعدات الإنسانية «ثغرة قانونية دولية» لحماية فرق المساعدات الإنسانية حماية عسكرية. وأن هذا يمكن أن يتطور إلى حماية جوية لقوافل المساعدات التي يتوقع أن تنطلق من تركيا والأردن.
وقال المصدر إن السيناريو «حذر جدا» لأنه يضع في الاعتبار القوة الهائلة للقوات السورية المسلحة، وخاصة السلاح الجوي السوري. ولهذا، يركز السيناريو على عدم إرسال قوات أرضية إلى سوريا، طبقا لخطة المرحلة الأولى لحرب كوسوفو التي اشتركت فيها طائرات حلف الناتو، والتي لم يقتل خلالها أي جندي أميركي. وأن السيناريو يمهد لإعلان منطقة حظر طيران على خطى كوسوفو، وأيضا، على خطى حظر الطيران فوق العراق، قبل الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
ويتحاشى السيناريو مواجهات جوية مع السلاح الجوي السوري، وحتى استهدافه. وقال المصدر إن تدخل الناتو في كوسوفو شمل أمرا عسكريا من قيادة الناتو باستهداف القواعد العسكرية اليوغسلافية بهدف إجبار حكومة يوغسلافيا على وقف عمليات القمع. لكن، سيناريو البنتاغون في سوريا لا يشمل ذلك، في الوقت الحاضر على الأقل. كما لا يشمل ما حدث بعد قصف الناتو، وهو إرسال قوات أرضية تابعة للناتو، لا تزال موجودة في كوسوفو.
وقال المصدر إن تدخل الناتو في كوسوفو كان دون موافقة مجلس الأمن. لكن، كان قرار مجلس الأمن الأول، سنة 1998، «خطوة أولى أساسية» لكسب روسيا التي كانت تحالفت مع حكومة يوغسلافيا.
الشيخ يؤكد لـ«الشرق الأوسط» التوافق مع «الجيش الحر» على تشكيل مجلس عسكري مشترك

نفى تلقي أي سلاح من الخارج.. ودعا «أصدقاء سوريا» لدعم المجلس ماديا وسياسيا

بيروت: بولا أسطيح ... أعلن العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، صاحب الرتبة العسكرية الأعلى من بين الضباط المنشقين عن الجيش النظامي منذ بدء الثورة السورية، التوافق مع الجيش الحر وقائده العقيد رياض الأسعد على تشكيل مجلس عسكري مشترك يرأسه الشيخ يشكل السلطة التنفيذية ويكون أشبه بوزارة الدفاع، بينما يستمر الأسعد في تولي قيادة الجيش الحر الذي سيشكل الذراع التنفيذية للمجلس أو ما يعرف بهيئة الأركان، على حد قول الشيخ.
وبينما رفض نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي تأكيد الخبر أو نفيه، كشف الشيخ لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق تم بين الجيش الحر و«المجلس العسكري السوري الثوري الأعلى» الذي يرأسه الشيخ أول من أمس «بعد تدخل عدد من الأصدقاء والزملاء المشتركين»، لافتا إلى أن «مقر المجلس الجديد سيكون في تركيا وأن لقاءات دورية ستعقد لتنسيق العمل». وقال «السلطة التنفيذية للمجلس ستقترن برسم الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية على أن يصار لتشكيل مجالس مرتبطة بالمجلس المشترك في كل محافظة تتولى ضبط الإيقاع العسكري في حال سقوط النظام والسيطرة على الأمن الداخلي».
وبينما نفى الشيخ نفيا قاطعا ما نقلته «رويترز» عن مصادر بالمعارضة السورية أن «الجيش السوري الحر يتلقى أسلحة خفيفة ومعدات اتصال من الخارج»، أكد أنه «لا شيء من هذا القبيل يحصل»، داعيا «أصدقاء سوريا»، لـ«دعم المجلس الجديد ماديا وسياسيا».
بدوره، أصر نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي على عدم التعليق على صحة التوافق مع العميد الشيخ على تشكيل مجلس عسكري مشترك، جازما بأن «الجيش الحر لم يتلق أي قطعة سلاح من الخارج»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما نملكه من سلاح تمكنا من الحصول عليه من خلال الاستيلاء على بعض ما تملكه أجهزة النظام أو من خلال المنشقين وما استطاعوا حمله أو من خلال أسلحة نشتريها من صغار عصابات التهريب».
وشكا الكردي «عدم قدرة الجيش الحر تأمين السلاح للمواطنين الذين يأتون يستجدونه للحصول على أي قطعة صغيرة للدفاع عن أنفسهم»، وأضاف «نحن نطالب بدعم الثورة والجيش الحر بالمال والسلاح واتخاذ قرارات جريئة تسمح بالتدخل العسكري وفق النموذج الليبي، مما قد يسرع وضع حد لشلال الدم خاصة بعدما تخطى المعدل اليومي لعدد الشهداء المائة».
إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية رفيعة من المنشقين أن «العميد الشيخ سيتولى رئاسة المجلس الجديد، بينما سيتسلم العميد فايز عمرو منصب نائب الرئيس»، مشددة لـ«الشرق الأوسط» على أن «العمل المؤسساتي بدأ للتو على أن تصاغ هيكلية كاملة للمجلس لاستيعاب الرتب كافة». وقالت «هي خطوة أولى على المسار الصحيح باتجاه إسقاط النظام».
يذكر أنه في وقت سابق وعند إعلان العميد الشيخ عن تشكيل المجلس العسكري الثوري، علق العقيد رياض الأسعد على الموضوع مؤكدا أن الشيخ «لا ينتمي إلى صفوف الجيش السوري الحر»، وأن «أي مشاورات لم تجر معه بخصوص تشكيل المجلس العسكري»، وهو «لا يمثل إلا نفسه». وفي الوقت عينه قال وقتها مالك الكردي «تفاجأنا بإعلان الشيخ تشكيل المجلس العسكري الذي نعتبره طعنة في ظهر الثورة السورية».
وكان الوفد الرسمي للمجلس الوطني السوري إلى تونس طالب في بيانه بمؤتمر «أصدقاء سوريا»، وبالتحديد في البند الثاني منه، وبوضوح، بـ«دعم الجيش السوري الحر»، مشددا على «حق الدفاع عن النفس».
نائب روسي زار دمشق مؤخرا: الأسد غير مستعد للاستقالة

موسكو تحث سوريا على الهدنة

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» ... أكد نائب روسي التقى الرئيس السوري، بشار الأسد، في دمشق، أمس، أن الأخير ليس مستعدا للاستقالة، ويعتبر أنه يحظى بتأييد واسع في سوريا، على الرغم من حركة احتجاج شعبية عارمة يقمعها النظام منذ 11 شهرا. وجاء ذلك بينما دعت موسكو إلى وقف عاجل لإطلاق النار في مدينة حمص السورية، وحثت كلا من الحكومة و«الجماعات المسلحة» على التعاون مع جهود الإغاثة الإنسانية التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، أليكسي بوشكوف، في مؤتمر صحافي بموسكو، أمس: «التقيت الأسد ولم يتكون لدي انطباع بأنه رجل مستعد لمغادرة السلطة قريبا»، وأضاف بوشكوف الذي زار سوريا من 19 إلى 22 فبراير (شباط): «هناك حركة احتجاج لكنها غير كافية لحمل الرئيس على الشعور بأن كل شيء ينهار تحت قدميه، وأنه مضطر إلى الاستقالة». واعتبر البرلماني الروسي أن الأسد يحظى بتأييد واسع في دمشق.
وتابع: «يمكننا أن نشعر بالتوتر السائد، لكن لا يبدو أن المدينة على شفير حرب أهلية. مع الأسف هناك مظاهرات وضحايا، لكن المتاجر مفتوحة (...). الحياة اليومية تبدو طبيعية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتعتبر روسيا الحليفة التقليدية لسوريا ومصدر أسلحتها، وهي حاليا من أقرب داعمي نظام دمشق الذي يعتمد القمع الدامي لمواجهة حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة في البلاد. وعرقلت روسيا وحليفتها الصين مرتين صدور قرارين عن مجلس الأمن الدولي قدمتهما دول غربية لإدانة القمع الذي يمارسه النظام في سوريا.
وأبدت وزارة الخارجية الروسية «قلقا بالغا» تجاه أعمال العنف في حمص وفي مدن سورية أخرى، وقالت إن العنف يجب أن يتوقف، ولكنها أصرت على موقف موسكو الذي يحمل كلا الجانبين مسؤولية إراقة الدماء، ولا يلقي باللائمة على الأسد وحده.
وقالت روسيا أيضا إن الإغاثة الإنسانية يجب أن لا تؤدي إلى تدخل عسكري تعارضه، وأكدت من جديد انتقاداتها لاجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس، الذي يضم دولا غربية وعربية وتقول روسيا إنه لا يمثل كل الأطراف في سوريا.
وقال البيان: «ندعو الحكومة السورية والجماعات المسلحة، وأيضا الذين يمكنهم التأثير عليهم، أن يتخذوا على الفور كل الخطوات الضرورية لتجنب تدهور أكبر للأوضاع الإنسانية والعمل على تحسينها».
وحثت وزارة الخارجية الجانبين على التعاون مع بعثة الصليب الأحمر وفاليري اموس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
هنية يحيي الشعب السوري «البطل» من فوق منبر الأزهر

مصر تهتف لنصرة الأقصى.. والبلتاجي: مستعدون لتقديم ملايين من أبنائنا لتحرير القدس ودمشق

القاهرة: «الشرق الأوسط».... هتف آلاف المصريين في الجامع الأزهر وباحته أمس لنصرة الثورة السورية والمسجد الأقصى، بينما استضاف منبر الأزهر إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تعد جزءا من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخطب فيها قيادي بحركة حماس في حشد جماهيري في القاهرة التي استضافت توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، اتفاقية المصالحة التي أنهت أربع سنوات من الانقسام في مايو (أيار) الماضي.
رفض رجال أمن هنية الخاص أن يعتلي المنبر لإلقاء كلمته، لكن المصلين أصروا على أن يعتليه مرددين «على المنبر.. على المنبر»، فاعتلى هنية المنبر قائلا: «يا شعب مصر يا شعب الثورة يا شعب الحسم من قلب فلسطين أحييكم على منبر الأزهر.. يا صناع التاريخ يا من تكتبون التاريخ ليس لمصر وحدها بل لفلسطين أيضا تكتبون تاريخ النصر والعزة». وحيا إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المقالة الشعب السوري «البطل» الذي يسعى نحو «الحرية والديمقراطية» في سوريا التي تشهد احتجاجات دامية منذ أكثر من 11 شهرا ضد الرئيس السوري الذي طالما اعتبر حليفا لحماس.
وقال هنية خلال كلمته «إذ أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي بل الشتاء الإسلامي، فأنا أحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح».
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها موقف صريح من حركة حماس على الاحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي طالما وفر الدعم للحركة واستضاف مقارها في سوريا.
وجاء تصريح هنية خلال وقفة تضامنية من أجل «إنقاذ الأقصى ونصرة الشعب السوري» عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر حيث ردد آلاف المشاركين هتافات كان أحدها: «لا إيران ولا حزب الله، سوريا سوريا إسلامية» كما رددوا: «ارحل ارحل يا بشار, ارحل ارحل يا جزار».
وكانت حركة حماس تتمتع بامتيازات كبيرة في سوريا التي انتقلت إليها كمقر مؤقت لقيادتها منذ منتصف التسعينات. وبينما ترددت تصريحات إعلامية عن مغادرة غالبية أعضاء المكتب السياسي لحماس مقرهم في دمشق، نفت الحركة ذلك في أكثر من مناسبة مؤكدة عدم نيتها تغيير مقرها.
لكن مطلع الشهر الحالي عاد عماد العلمي القيادي البارز في حماس في دمشق، وهو أبرز عضو في قيادة حركة حماس من الذين يقيمون في الخارج، إلى غزة للإقامة فيها بعد إبعاده من قبل إسرائيل قبل أكثر من عشرين عاما.
كما عاد عدد من الأعضاء البارزين في حماس إلى غزة في أوقات مختلفة منذ اندلاع الأحداث في سوريا.
وتأتي عودة العلمي بعد أيام على تأكيد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في الثامن والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) أنه «لا تغيير (بشأن مقر الحركة في سوريا) وحماس لم تقرر الخروج من سوريا ولم تتخذ أي قرار بهذا الشأن. نحن ما زلنا موجودين في سوريا».
وتأتي تصريحات هنية بعد أقل من شهر من زيارته إلى إيران التي تعتبر حليفا عسكريا رئيسيا لسوريا التي يعتقد أنها تلعب دورا مهما في إمداد حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة بالدعم. ويزور هنية مصر منذ الاثنين الماضي في حين تحاول حركته التي تسيطر على قطاع غزة التوصل إلى اتفاق مصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.
كما يتزامن مع انقسامات بدأت تلوح داخل حركة حماس حول الاستراتيجية التي يجب انتهاجها.
وأعلن مسؤول فلسطيني الخميس تأجيل البحث في تشكيلة الحكومة الجديدة المقرر أن يرأسها الرئيس الفلسطيني بموجب اتفاق الدوحة الذي كشف عن خلافات بين قيادة حماس في الخارج وفي قطاع غزة.
وتابع هنية: «إن فلسطين لن تعترف أبدا بإسرائيل، مضيفا: أن «فلسطين في التاريخ كلما وقعت تحت وطأة الاحتلال لم تحرر إلا من خارجها، قدر الله أن صلاح الدين يوم تحرك لتحريرها خرج من هنا من مصر، ويوم احتلها التتار كان من قدر الله أن تحرك جيش تحريرها أيضا من مصر.. أدعو الله أن تحرر الأراضي الفلسطينية من الصهاينة على أيدي جنود مصر».
وقال هنية من فوق منبر الأزهر أمام آلاف المصلين بالجامع الأزهر الذين استقبلوه بالهتاف «على الأقصى رايحين (ذاهبون) شهداء بالملايين»، إن قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وثورات الربيع العربي التي شهدتها الدول العربية أولى الخطوات لتحرير فلسطين. وتابع: «لقد رأيت بإشارات النصر من ميدان التحرير قبة الصخرة محررة من أيدي إسرائيل»، موضحا أنه بثورات الربيع العربي نكتب للأمة الإسلامية والعربية من جديد تاريخ النصرة والعزة.
وأضاف هنية أن القدس وقطاع غزة يتعرضان يوميا لحملات استيطانية صهيونية، والقذف من قبل المدفعية الإسرائيلية وهتك لساحات المسجد الأقصى، مشددا على أن الفلسطينيين لن يتركوا الأراضي الفلسطينية إلا محررة ولن يعترفوا بإسرائيل أبدا، قائلا: «أعلنها من هنا من الأزهر: فلسطين لن تعترف بإسرائيل». وحينها ردد الحاضرون: «قالها القائد إسماعيل لن نعترف بإسرائيل»، موضحا أن المقاومة الفلسطينية مستمرة ما استمر الاحتلال.
وأشار هنية خلال كلمته إلى أن الله منّ على مصر بأن جعلها المحررة لأرض فلسطين من الغزاة، سواء من الصليبيين أو المغول، داعيا الله أن يكتب تحرير فلسطين من أيدي الصهاينة على أيدي جنود مصر، موضحا أن عدة النصر تكمن في قوة الإيمان والتوحيد والتعاون والترابط ثم قوة السلاح، وختم كلمته تاليا: «ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا».
وشهد الجامع الأزهر حضورا قويا لشباب جماعة الإخوان المسلمين التي حازت أغلبية مقاعد البرلمان المصري بغرفتيه. وبدا لافتا أن ردد المحتشدون هتاف: «حسن البنا يا شهيد دينك راجع من جديد». وفور الإعلان عن كلمة لمرشد جماعة الإخوان ضجت باحة المسجد بالهتاف قبل أن يكتشف المصلون أن الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان غير موجود، وأنه أناب عنه الدكتور صلاح سلطان.
وفي سياق متصل أكد محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب في كلمته باسم البرلمان أن تحرير القدس يبدأ بتحرير القاهرة، وأنه عندما تتحرك الإرادة السياسية يكون تحرير المقدسات، موضحا أن الفترة الحالية يجب أن تشهد استكمال الثورة المصرية، خاصة أن النظام السابق كان يمنع رجال المقاومة الفلسطينية من الوجود في القاهرة كما هو الآن، وكان يشارك في حصار الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن زمن هذا النظام قد انتهى بعد أن قدم المصريون مئات من الشهداء والآلاف من الجرحى خلال ثورتهم وأنهم على استعداد لتقديم ملايين من أبنائهم لتحرير القدس وسوريا.
ولم يغب التمثيل المسيحي عن مؤتمر «نصرة الأقصى وسوريا»، حيث شارك قدري عادلي، وكيل مطرانية شبرا الخيمة، في المؤتمر محاطا بقادة حماس وعلى رأسهم الدكتور محمود الزهار. وقال عادلي خلال كلمته بساحة الجامع الأزهر، عقب صلاة الجمعة، إنه جاء لكي تعلو كلمة الحق من داخل المكان الذي يحمل عبق التاريخ، ليؤكد شيئا واحدا، وهو عدم التخلي عن المقدسات العربية سواء في فلسطين أو أي مكان آخر.
نصر الله يستغرب «الرفض» العربي للحل السياسي في سوريا.. ويتساءل: من يتحمل مسؤولية الدمار؟

رد على نتنياهو: لن يخيفونا على الإطلاق

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أعرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن «استغرابه لرفض الدول العربية الحل السياسي في سوريا»، متسائلا: «من يتحمل مسؤولية القتال والدمار في سوريا ومن هو المصر على رفض أي حل سياسي وأي حوار؟».
وإذ شدّد نصر الله على «الحرص على استقرار لبنان الأمني والسياسي، في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة ومن موقع أولوية مواجهة التهديد الإسرائيلي»، أشار إلى أن «من يريد الفوضى في المنطقة يريد الفوضى في لبنان، ومن يريد أخذ العراق وسوريا إلى حرب أهلية أو ليبيا إلى حرب قبلية مصمم على نشر الفوضى بالمنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة أو يدفع إليها يجب تجنبه في القول والعمل».
ولفت نصر الله في خطاب ألقاه أمس في ذكرى أسبوع على وفاة والد الأمين العام السابق عباس الموسوي، تزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر تونس، إلى أنه «في مواجهة هذا النوع من التهديد يجب أن نكون يقظين لما يجري حولنا في داخل الكيان وفي منطقتنا وبلدنا، فالمنطقة تمر بمرحلة حساسة وإعادة صياغة لها، ولا أحد يستطيع التعاطي مع موضوع لبنان على أنه جزيرة، فنحن جزء من هذه المنطقة ودولها وأمننا من أمن المنطقة وما يُخطط للمنطقة يخطط لبلدنا، نؤثر فيها ونتأثر بها»، لافتا إلى أن «لبنان كان دائما بلدا يتأثر ولا يؤثر في المنطقة وكان في موضع المنفعل لا في موقع الفاعل، لذلك عندما يُخطط شيء للمنطقة لا يستطيعون أن يتجاهلوا دور لبنان بفعل وجود المقاومة والمعادلة الثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة». وأردف قائلا: «أما حكاية (النأي بالنفس) فقد مثّلت تسوية من أجل استمرار الحكومة، وإلا فأين هو النأي بالنفس؟ فالجميع يستطيع أن يعبّر عن موقفه مما يجري في سوريا ولكن بعيدا عن المشاركة بتأجيج الوضع السوري، ولقد استطاع اللبنانيون حتى الآن أن يحفظوا الأمن في لبنان».
ورد نصر الله على تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب لبنان وتدميره وإنكار وجود الدولة اللبنانية، فقال: «لا يخيفنا لا نتنياهو ولا وزير دفاعه إيهود باراك، فليقولوا ما شاءوا وليهددوا ما شاءوا. في الماضي عندما كنّا قليلي العدد والعدّة، إسرائيل هذه كانت في زمن جنرالاتها الكبار مثل شارون وغيره، ولم تخفنا، فكيف اليوم وقد أصبحنا بالآلاف. بالتأكيد هؤلاء لا يخيفوننا على الإطلاق، ونحن لا نخضع لهذه التأثيرات النفسية على الإطلاق، ويجب أن نكون واعين على كل ما يجري من حولنا».
وأضاف نصر الله: «يجب محاصرة الفتنة والعمل على منع امتدادها، ويجب الحفاظ على الحكومة الحالية من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلد، ولكن يجب أن لا يكون ذلك حجة لأطراف هذه الحكومة بعدم الإنتاجية، فعندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد يجب أن تكون منتجة وفاعلة، وهناك من يريد أن يعطّل ويسقط هذه الحكومة، ومن اليوم الأول لم تعطَ هذه الحكومة أي فرصة وتم الهجوم عليها حتى من المجتمع الدولي، وأريد أن أجدّد الدعوة من أجل أن تعقد الحكومة اجتماعاتها»، معتبرا أن حزب الله هو «في هذه الحكومة أكثر المكوّنات تواضعا أو في التأثير بخلاف ممّا يقوله البعض بأن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وهو يعرف أن هذا ليس صحيحا»، وقال: «نحن لا نخفي أننا نبذل كل جهد ونقدم تنازلات لمصلحة بقاء الحكومة».
نصر الله الذي دعا إلى «الإسراع ببت ملف النفط لأن البلد لا يمكن أن يبقى عاجزا ومدينا»، رأى أن «ما يجري في المياه الإقليمية الفلسطينية المحتلة في موضوع التنقيب عن النفط من قبل الإسرائيليين هو نهب واغتصاب لمال الفلسطينيين»، معتبرا أنّه «في الوقت الذي يناقش البعض فيه سلاح المقاومة هناك الإسرائيلي الذي يضع الخطط لموضوع النفط»، وتابع: «لا أحد يقدم مساعدات من أجل عيوننا، فلا تفكروا أن الأميركي وغيره إذا قدم مساعدات في موضوع النفط هو من أجل عيوننا».
وأضاف نصر الله: «يجب أن نحذّر من الإشاعات فيما يخصّ المقاومة بالتحديد، ويجب أن ننتبه إليها الآن لأن هناك عملية تشويه مستمرة لصورة حزب الله، فوزير داخلية مصر الأسبق حبيب العادلي الذي يحاكم قال في إحدى محاكماته إن عناصر من حزب الله وحماس هم من أطلقوا النار على المتظاهرين في مصر»، مجددا الدعوة إلى «حل المعضلات والمشكلات في عالمنا العربي بالحلول السياسية».
امرأة أوقعت الأسد في الفخ

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... قبل أن تتحدث وزيرة الخارجية الأميركية عن المعارضة السورية بإيجابية، مساء الخميس الماضي، تظهر أن أميركا ستعترف بها، كانت شبكة «سي إن إن» تبث عبر نشرات أخبارها طوال ثلاث ساعات نداءات استغاثة لصحافية فرنسية من حمص.
قد يقول قائل: «وما علاقة هذا بذاك؟».. العلاقة واضحة، فقصة الصحافية الفرنسية أضفت بعدا إنسانيا لدى الغرب الذي اهتز لمقتل أحد مواطنيه، وليس مثل بعض دول العالم العربي التي لا تكترث حتى بمقتل سبعة آلاف سوري. ففي شريط الاستغاثة كانت الصحافية الفرنسية إديت بوفييه تظهر في مقطع فيديو وهي راقدة على سرير، وتروي كيف أصيبت في أعمال القصف على حمص، وتقول: «أعاني من كسر في ساقي.. أحتاج إلى إجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممكن»، مضيفة: «عالجني الأطباء بقدر ما في وسعهم، لكنهم لا يستطيعون إجراء جراحة. ولذا أحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار وسيارة إسعاف أو عربة بحالة جيدة لنقلنا إلى لبنان». ولم تكن الصحافية الفرنسية وحدها التي توجه نداء استغاثة، بل كان هناك شريط استغاثة آخر لمصور يعمل مع «صنداي تايمز» البريطانية، مما جعل القصة حاضرة في الإعلام البريطاني أيضا.
فمحطة «سي إن إن» كانت تعيد تلك القصة في كل رأس نشرة إخبارية طوال ثلاث ساعات، وبالطبع فإن المحطة الأميركية محقة في فعل ذلك، فكما يعلم العاملون بالتلفزيون فالقصة إنسانية، وتحتوي على بعد درامي، فالضحية امرأة، وصحافية، كانت تبحث عن الحقيقة، ومنظرها مؤثر، خصوصا في الغرب كله، فحتى لو كانت الصحافية فرنسية فإن القصة ستهز المتابع الأوروبي، والأميركي، بكل تأكيد، ويكفي أن نتذكر أن الرئيس الفرنسي الذي كان يتساءل عن حقيقة المعارضة السورية قبل يومين من حادث مقتل الصحافيين خرج بنفسه ليقول يوم الخميس إن مقتل الصحافيين الأميركية والفرنسي يوم الأربعاء بسوريا في قصف مدينة حمص هو «عملية اغتيال»، في اتهام واضح لنظام طاغية دمشق.
ولذا فلا يمكن أن يستغرب المتابع قول السيدة كلينتون مساء الخميس ذاته: «إن الرأي التوافقي للجامعة العربية، وكل الآخرين الذين يعدون هذا المؤتمر (أصدقاء سوريا)، هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فإنه سيشارك»، مضيفة: «نلاحظ أن الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطا على النظام. هناك المزيد من الأدلة على أن بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وأفرادا من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج». فصحيح أنه كانت هناك ضغوط عربية من أجل موقف أميركي حاسم بدعم المعارضة السورية، وبشكل جدي، لكن مقتل الصحافيين الغربيين، ومنظر الصحافية الفرنسية، قد خلقا واقعا جديدا بات يؤثر على صناع القرار الغربيين، خصوصا قصة الصحافية الفرنسية التي تستغيث من حمص، وستكون لاستغاثتها عواقب ستظهر أكثر، فاستغاثتها تلك أوقعت الأسد في فخ لن يخرج منه، وقد يسرع التحرك الغربي ضده، وضد جرائمه بحق السوريين.
مهزلة مؤتمر تونس

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط.... كأني بالرئيس السوري بشار الأسد يضحك ملء شدقيه وهو يراقب اجتماعا فاشلا آخر. ومن حقه أن يسخر منا جميعا؛ فقد مر عام من الاجتماعات الهزلية من دون أن تحاول أي منظمة أو قوة أو دولة في العالم تحدي ما يفعله. دباباته تدك المدن علانية، ولا نرى سوى اجتماعات جدلية، حتى إن التلفزيون الرسمي السوري كان ينقل بيانات مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس بلا حرج؛ لأنها رسائل إحباط للشعب السوري المحاصر؛ فالمؤتمر يصلح لشعب يعاني المجاعة، أو منكوب بكارثة زلزال، لا شعب يُقتل بالأسلحة الثقيلة كل يوم.
ويضحك الأسد لأن مطالب العالم تراجعت إلى درجة صارت أقصى مطالب المؤتمرين تستأذنه بساعتين فقط في اليوم يسمح فيهما بمرور الإغاثة للمحتاجين. وأضاف إليهما رئيس تونس دعوة الرئيس السوري لاستضافته وعائلته في تونس، كما لو أن الأسد هو بن علي تونس أو صالح اليمن محاصر يحتاج إلى تذكرة وتأشيرة سفر. لماذا يقبل الأسد دعوة الرئيس التونسي ويغادر دمشق في وقت لا أحد فيه يتحداه عسكريا سوى آلاف المتظاهرين العزل الذين يُقتلون أمام كاميرات الصحافة بلا عقاب أو حساب؟
وأقصى علامات الفشل ما عبَّر عنه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الذي قال إنه لا يوجد حل سوى الحل العربي، أي الخطة العربية، وهي أن يبقى الأسد حاكما ويرمي قطعة من اللحم، بضع وزارات لمن يرضى عنهم بشار من المعارضة. هذه المأساة السورية، اجتماعات ومؤتمرات وحلول وخطط وعام مر بآلاف القتلى والجرحى والمعتقلين وشعب محاصر بأكمله، مأساة أكملت عاما ولم تتوقف. والأسوأ أن الحصار داخلي وخارجي؛ فالشعب ممنوع من الحصول على الدعم الخارجي، ومحرم عليه الاستعانة أو طلب التدخل الدولي. وبخلت عليه الجامعة العربية حتى بكرسي يمثلها. ولم تقدم أي دعم على الإطلاق، لا مدنيا ولا عسكريا. وفي الوقت نفسه تمخر السفن الحربية الروسية والإيرانية لتمد النظام بالسلاح والرجال والمال ولم يعترض أحد!
ما الحل؟ الحل الوحيد لحماية الشعب السوري يقوم على أحد خيارين لا ثالث لهما: إما التدخل الدولي عسكريا لوقف المجازر، كما حدث في الحالتين البوسنية والليبية، وإما تمكين الشعب السوري من السلاح للدفاع عن نفسه. بقية الخيارات تطيل الأزمة وتعطي شرعية لما يفعله النظام من ارتكاب المجازر؛ ففتح ممرات إنسانية لا يعني أن على النظام وقف القتل، بل تضميد جراح الضحايا.
طبعا كلنا قلق من اللجوء إلى تسليح الناس، إنما لم يعد هناك خيار آخر في ظل عجز العرب عن التدخل، وهو أمر مستحيل تماما، ويبدو أن الأتراك لا يريدون التدخل أيضا، ولا «الناتو»، ولن يسمح الروس لمجلس الأمن بإقرار التدخل الدولي. بعد هذا كله لم يعد هناك من حل سوى مد الجماعات السورية بالسلاح بكل الطرق المختلفة. فحق الدفاع عن النفس والأرض والعرض أمر مشروع دوليا لا يحتاج إلى إذن مجلس الأمن أو غيره.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,890

عدد الزوار: 7,587,497

المتواجدون الآن: 0