هل وصلت ثورة إيران الإسلامية إلى نهايتها عشية ذكراها السنوية

تاريخ الإضافة الخميس 11 شباط 2010 - 6:29 ص    عدد الزيارات 856    التعليقات 0

        

ذي أوبزيرفر
 

هل وصلت ثورة إيران الإسلامية إلى نهايتها عشية ذكراها السنوية

 
 
   

 
شكرا لتصويت
       
\"\"
 (Alwatan)
 


 

 
بقلم - روبرت تيت:

بقيت صورة وصول آية الله روح الله الخميني الى أرض الوطن وسط استقبال جماهيري عاصف بعد 15 سنة أمضاها في المنفى، بقيت لثلاثة عقود أيقونة الأحداث الثورية في تاريخ إيران.
لقد عبّرت تلك الصورة الشهيرة للأحداث التي يبدو فيها زعيم إيران الروحي الخميني وهو ينزل من على سلم الطائرة بمساعدة رجل يرتدي ملابس طيار، عن مزيج من الكبرياء والتعاطف والمقام الديني الرفيع الذي تتمتع به الثورة من خلال قائدها لدى أبناء الشعب.
في ذلك الوقت استقبل المواطنون زعيمهم الروحي الخميني كمخلص (مُنقذ) عقب موجة الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي ربيب الغرب الذي وقف مكتوف الأيدي ولم يساعده وسط فصول تلك الدراما التاريخية التي كانت تشهدها إيران في ذلك اليوم من فبراير 1979.
بيد ان تلك الصورة الزاهية تحولت عند بداية احتفالات «الفجر» السنوية خلال الأيام القليلة الماضية الى شيء آخر يؤكد الشكوك المتزايدة التي باتت تحيط بإرث البلاد الثوري وسط استمرار الاضطرابات التي اندلعت عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل.
فبعد أن كانت احتفالات الذكرى السنوية للثورة تتميز باحتشاد الجماهير قبالة صرح أزادي في طهران ابتهاجاً بالانتصار النهائي على قوات الشاه التي أعلنت الوقوف على الحياد في ذلك الوقت وسمحت لأنصار الخميني بالسيطرة على البلاد، هناك احتمال لأن تكون احتفالات هذه السنة معركة دامية تشهد عنفاً شرساً بين قوات الأمن ومؤيدي المعارضة ويكون مماثلاً لأحداث العنف التي ميزت التجمعات الشعبية خلال العطلات الدينية الرسمية في الدولة. فقد مات ثمانية أشخاص - وربما أكثر - عندما فتحت قوات الحكومة النار على المحتجين في طهران وفي مدن أخرى خلال «يوم عاشوراء» في ديسمبر الماضي.

مواجهة جديدة

ومن الواضح أن المواجهة الجديدة المقبلة تحددت في الأسبوع الماضي عندما حث اثنان من زعماء المعارضة هما مير حسين موسوي ومهدي كروبي أنصارهما للتجمع بأعداد كبيرة اليوم الخميس للاحتجاج على القمع الوحشي الذي مارسته الحكومة مؤخراً وأدى لمقتل ما لا يقل عن 80 شخصاً واعتقال الآلاف بالإضافة الى إعدام شابين لأنهما يحرضان على الفتنة والعصيان ويحاربان الله ورسوله على حد وصف النظام.
لكن بالرغم من ذلك، تعهدت الحكومة بقمع المحتجين بقوة أكبر في المستقبل، ودعا رجل الدين المتشدد آية الله أحمد جنتي لتنفيذ المزيد من عمليات الإعدام لردع المعارضين فقد قال خلال خطبة صلاة يوم الجمعة الماضي: «ليس هناك مجال لأي رحمة إسلامية».
الحقيقة أن سبب مثل هذه التصريحات الهجومية هو المعركة الدائرة على روح الثورة ذاتها وما تريد تحقيقه.
فبينما يُقسم مؤيدو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على الولاء لمبدأ ولاية الفقيه، يقول موسوي وكروبي بشجاعة متزايدة إن الثورة فشلت في تحرير الإيرانيين من الطغيان، وإن القيادة أسست نوعاً جديداً من العبودية السياسية.

دكتاتورية

وفي هذا السياق، اتهم موسوي بقسوة غير معهودة سابقاً خلال لقاء معه عبر الانترنت، السلطات بملء السجون بأخلص أبناء الأمة، وحذر بأن النظام الإسلامي أصبح يواجه خطر أن يتحول الى دكتاتورية أسوأ مما كان عليه نظام الشاه. وأضاف ان الدكتاتورية التي تتم باسم الدين هي أسوأ أنواع الدكتاتوريات في العالم.
ومضى موسوي، الذي عمل رئيساً للحكومة في عهد الخميني في الثمانينات، قائلاً: خلال السنوات الأولى للثورة اقتنع الشعب ان الثورة قضت بالكامل على كل أسباب المحاباة والدكتاتورية والفساد. وكنت واحداً من أولئك الذين آمنوا بذلك، لكنني لم أعد أؤمن به اليوم فنحن نستطيع الآن تحديد كل تلك الأسباب التي أدت للاستبداد. لذا، لست من المؤمنين اليوم ان الثورة الإسلامية حققت أهدافها.
غير أن مثل هذا الكلام يرقى بنظر خامنئي، الذي خلف الخميني بعد موته عام 1989، الى درجة الهرطقة.
فبعد أن أيد علناً فوز أحمدي نجاد المثير للجدل في الانتخابات، ألزم خامنئي نفسه بالخط المناهض للحركة الخضراء التي وصفها بأنها ألعوبة في اطار مؤامرة يدعمها الغرب للإطاحة بالنظام الإسلامي من خلال «ثورة» مخملية.
حاول موسوي وكروبي خلال الأسابيع القليلة الماضية ردم هوة الانقسام والخلاف مع خامنئي من خلال التلويح بتسوية ما تحول دون الدخول بمواجهة أخيرة دامية.
فقد دعوا لإجراء تغييرات تتضمن حرية الانتخابات وحرية الصحافة والتظاهر، وطالباً أيضاً بالإفراج غير المشروط عن كل السجناء السياسيين بل وفي خطوة حاسمة تتضمن القبول بولاية أحمدي نجاد الرئاسية - على الأقل الآن - طالباً أيضاً بأن تكون الحكومة مسؤولة عن أعمالها. غير أن غصن الزيتون هذا جاء قبل آخر تصريح كان موسوي قد انتقد فيه بحدة النظام مما عمق الانقسامات أكثر بين المعسكرين.

معركة إرادات

من الملاحظ في معركة الإرادات هذه أن كل جانب يقدم نفسه كوريث لإرث الخميني. فالإمام، كما يطلق عليه في قاموس ثورة إيران، يحظى بالتقدير والاحترام لأنه أسس حركته على خمس دعامات هي: سيادة الشعب، الحرية، الاستقلال، العدالة الاجتماعية للضعفاء والمحرومين ثم الإسلام. وهنا يؤكد موسوي وكروبي أن مطالبهما كانت ستحظى بقبول زعيم الثورة لو كان حياً.
غير أن هذا الرأي لا يوافق عليه على ما يبدو شخصيات أخرى كانت قد عايشت قيام الجمهورية الإسلامية، ومن هؤلاء أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية 1981 بعد أن أمر الخميني البرلمان بمساءلته عقب اتهامه بالتقصير.

سلطة استبدادية

يقول بني صدر: أعتقد أن الإمام كان سيوافق على نهج خامنئي الهجومي وما كان ليقبل دعاة الإصلاح بل وكان سيقول لخامنئي «أحسنت مئة مرة» لأن النظام الذي أقامه لايزال مستمراً. ويضيف بني صدر خلال لقاء مع صحيفة الـ«أوبزيرفر» في ضاحية فرساي التي يعيش فيها تحت حماية الشرطة على مدى 24 ساعة يومياً: لقد كان هدف الخميني إنشاء سلطة استبدادية في ايران ولقد تحقق له هذا فمثل هذه السلطة هي الحاكمة الآن ولغتها الرسمية هي الكذب والعنف، ومهمتها إثارة الأزمات، وهي تعتبر الاقتصاد شيئاً مخصصاً للحمير فالخميني كان ينظر لمثل هذه الأمور بهذه الطريقة.
كما تُعتبر المُثل التي تحدث عنها الخميني قبل الثورة خلال وجوده في المنفى بفرنسا مجرد شعارات جذابة كان دوماً ينوي التخلي عنها عند وصوله للسلطة برأي بني صدر الذي كان يراقبه عن كثب في الخارج وبعد عودته لإيران. ويمضي بني صدر قائلاً: لقد أعلن الخميني مرة أنه كان يقول أشياء في فرنسا للاستهلاك المحلي ولم يكن ينوي الالتزام بها، وانه كان يقول اليوم شيئاً ثم يقول عكسه غداً بل وأعلن مرة التزاماً أمام العالم ثم تخلى عنه بسهولة فيما بعد.

ولاية الفقيه

وبعد أن يتذكر عودة «زعيم الثورة» ليستقبله الشعب بسعادة وأمل وثقة أكبر بالمستقبل، يقول بني صدر: لم يتحقق أي هدف من الأهداف التي أعلنها الخميني. فبدلاً من نقل السيادة للشعب كما تعهد، حصر هذه السيادة في بنات أفكاره «ولاية الفقيه» وأصبح بقاء هذه السيادة بذلك معتمداً على دعم رجال الدين فقط.
ثمة شخص آخر كان شاهداً على تطور الأحداث في إيران هو محسن سازيفارا الذي يعتقد أن الصفة المتشددة للنظام الراهن هي نتيجة حتمية للإيديولوجية الإسلامية الراديكالية التي حركت الثورة.
ويرى سازيغارا، الذي كان مرة نائباً لرئيس الحكومة ومؤسساً للحرس الثوري أن شعارات الثورة الأساسية، كانت الحرية والاستقلال والجمهورية الإسلامية لكن كان الاستبداد الديني هو كل ما نتج عن ذلك التطبيق العملي لذلك النوع من الايديولوجية الثورية للإسلام.
لقد كان جل ما أملنا به حينما كنا طلاباً في عهد الشاه هو أن يكون بلدنا حراً مستقلاً وعصرياً، ولم نكن ندري في تلك الأيام ان هذا لن يتحقق من خلال تلك الايديولوجية الثورية.
فالقيادة الدينية المقامة بموجب مبدأ ولاية الفقيه هي نظام يعطي السلطة كلها لرجل واحد دون مساءلة، وهذا يؤدي ببساطة الى الدكتاتورية.
على أي حال، يقول سازيغارا، الذي كان يرسل أشرطة فيديو من واشنطن يدعو فيها للقيام باحتجاجات سلمية دعماً لموسوي، أن القمع الوحشي الذي استعد النظام لممارسته ضد المتظاهرين في ذكرى أحداث الثورة (الخميس) يمكن أن يمهد لانهيار النظام. كما ستكون هذه المناسبة ذروة استراتيجية الحركة الخضراء التي تستهدف: نزع الطابع الشرعي عن حكومة أحمدي نجاد، وتعزيز المقاومة الشعبية، وإحداث انقسام داخل النظام وإصابة الحكومة بالشلل من خلال عصيان مدني.
ويلاحظ سازيغارا قائلاً: إذا أظهر الشعب يوم الخميس أنه ليس خائفاً ونزل الى الشوارع بأعداد كبيرة، نستطيع القول عندئذ ان كل تلك الأهداف الأربعة تحققت. لكن أحداً لا يستطيع التنبؤ متى سيحدث السقوط النهائي، فربما يتطلب هذا حادثاً معيناً أو مظاهرة تسيل الدماء فيها بغزارة، كما يمكن ان يواجه احمدي نجاد نفس ما حدث للرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو الذي تعقبه شعبه وقتله.
ويبدو أن موت النظام لم يعد سوى مسألة وقت برأي بني صدر فهو يقول: هذا النظام ليس بحاجة لثورة مناهضة كي يسقط لأنه لا يستند الآن إلا الى ركيزة واحدة هي طبقة رجال الدين التي انقسمت على نفسها هي الأخرى وأبعد الكثيرون فيها أنفسهم عن السلطة.

تعريب: نبيل زلف
 

 

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,658,953

عدد الزوار: 7,586,814

المتواجدون الآن: 0